NovelToon NovelToon

دخلت مسرحية بالغلط

المقدمة: تمهيد موسيقي

...- مسرحية الكابوس...

...كانت ليلةً تهطل فيها الأمطار الغزيرة....

...ربما بسبب الخريف، كانت قطرات المطر الباردة تمزق الهواء كأنها شفراتٌ حادة تتساقط. كان المطر غزيرًا لدرجة أنه جعل الطريق يبدو ضبابيًا....

...ظلت أون كيونغ تحدق خارج الباب الدوار بوجهٍ متجهم، و تحاول كتم أنفاسها المتصاعدة الغاضبة. ...

...لم يعجبها أنها ارتدت قميصاً رقيقاً، ولم يعجبها أيضًا أنها تركت المظلة التي حملتها طوال الأسبوع في المنزل....

...المطر لم يبدُ وكأنه سيتوقف قريبًا، بل استمر بالهطول بلا نهاية. ...

...عندما دخلت إلى المسرح، اعتقدت فقط أن الهواء كان رطبًا بعض الشيء، ولم تتوقع أبدًا أن يبدأ المطر فجأة بهذه الشدة. وبالنظر إلى غزارته، لم يكن مجرد زخةٍ خفيفة، بل كان موقفًا مزعجًا حقًا....

...كانت حالتها المزاجية جيدة عندما خرجت من المسرح، لكنها الآن شعرت بثقلِ الأنفاس العميقة التي تسد حلقها، وأصدرت تأوهًا خافتًا....

...لقد كان عرضًا انتظرته لمدة أربع سنواتٍ كاملة....

...كانت تنشرُ بلا توقف في حسابها الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي "أرجوك، أيها الممثل، احضَر هذه المرة أيضًا". ...

...وعندما رأت اسم ممثلها المفضل ضمن قائمة التمثيل التي طالما انتظرتها، صاحت بأسماء جميع الحكام شاكرةً لهم و ممتنة....

...بهذا الشكل، قامت بكسر وديعةٍ ادّخرتها بعناية على مدار أربع سنواتٍ واشترت تذاكر لكل موعد يتناسب مع جدولها. ...

...واليوم كان المرة الثالثة عشرة التي تشاهد فيها الأداء الرابع من المسرحية الموسيقية "الكابوس"....

...وكان أداء الممثلين رائعًا بشكلٍ استثنائي اليوم. الحضور تابعوا العرض بتركيزٍ شديد دون أن يصدروا حتى صوت أنفاسهم. وعندما أُسدل الستار وصعد الممثلون مرة أخرى إلى المسرح، أمطرهم الجمهور بعاصفةٍ من التصفيق والهتافات التي دوّت كالرعد....

...فهل هذا هو السبب الذي يجعل المطر الآن يهطل بغزارةٍ مصحوبًا بالرعد والبرق؟...

...أخذت أون كيونغ نفسًا عميقًا وعبست قليلاً. كانت تخطط لاستخدام المترو، لكنها شعرت بأنها ستبتل تمامًا قبل أن تصل إلى المحطة بهذا المطر الغزير....

..."لا خيار آخر."...

...كانت تتجنب عادةً ركوب التاكسي قدر الإمكان، لكن بدا أنه لا يوجد حلٌ آخر هذه المرة....

...كان وضع باقي الحضور مشابهًا لوضعها، وكان الجميع منشغلين بالنقر على شاشات هواتفهم المحمولة. ومع ذلك، لم يكن واضحًا متى ستصل سيارات الأجرة....

...نظرت حولها داخل المسرح وأطلقت زفرةً عميقة. و ضغطت على شاشة هاتفها بإحكام، تحاول التنفيس عن غضبها من خلال النقر المتكرر، إذ لم يكن بإمكانها أن تصرخ أو تدوس الأرض بقدميها....

...من داخل المسرح، استمرت الأجواء الصاخبة. فأنهت أون كيونغ مكالمتها بهدوء، ورتبت أغراضها، ثم ألقت نظرةً على من حولها قبل أن تتحرك باتجاه الجزء الداخلي من المسرح. ...

...لم يكن من الممكن أن تبقى عند مدخل المسرح حتى وصول سيارة الأجرة، لذا قررت البحث عن مكان شاغر للجلوس....

...لكن كل مكان وقع نظرها عليه كان مزدحمًا بالناس....

...لم تكن تتوقع حقًا أن تجد مكانًا شاغرًا، لكنها شعرت ببعض الإحباط من هذا الحشد الكبير. فعضّت أون كيونغ على شفتيها بوجهٍ متجهم بينما اتجهت نحو الطابق الثاني. ...

...على الرغم من أن عدد الأشخاص هناك كان أقل مقارنةً بالطابق الأول، إلا أنه لم يكن هناك مقعد شاغر أيضًا....

...بينما كانت تتجول بنظراتها المليئة بالأمل في أرجاء المكان، رأت بالصدفة شخصًا ينهي ترتيب أغراضه ويستعد للمغادرة. و لحسن الحظ، لم يلاحظ الآخرون ذلك. ...

...تحركت أون كيونغ بسرعة وحذر، على أمل ألا يسبقها أحد، ونجحت في الوصول إلى المقعد وتأمينه. ...

...وعندما أسندت ظهرها إلى المقعد أخيرًا، تمكنت من التنفس بارتياح. بدت وكأنها بحاجةٍ فقط للبقاء هنا قليلًا. ...

...يبدو أن الضوضاء التي كانت تهدر من الطابق السفلي بدأت تهدأ شيئًا فشيئًا، مما يشير إلى أنها لن تضطر للانتظار طويلاً....

...استرخت قليلاً، محتضنةً حقيبةً بلاستيكية تحتوي على كتيبِ البرنامج وبعض المقتنيات بين ذراعيها، وجلست في شرود لفترة قصيرة. ...

...وعندما تأكدت من أن السيارة التي استدعتها أصبحت على وشك الوصول، نهضت من مقعدها....

...لكن، وبالكاد اتخذت خطوةً نحو الدرج المؤدي إلى الطابق السفلي، شعرت بجسدها أثقل مما توقعت، و كأنها اعتادت على الراحة للحظةٍ قصيرة. بدت ملامح التعب واضحةً على وجهها عندما توقفت فجأة أثناء نزولها....

...انطفأت جميع الأضواء في المسرح. و تلقائيًا، شدّت أون كيونغ قبضتها على الحاجز الذي كانت تمسك به. ...

...'ما الذي يحدث؟'...

...تصلب جسدها من وقع هذا الحدث غير المتوقع. ...

...نظرت حولها بحذر ووجهها يحمل ملامح القلق، لكن الأضواء لم تعد حتى تلك اللحظة....

...مع مرور الوقت دون تغيير، بدأ الشك يتسلل إلى ذهنها وسط دهشتها. ...

...'كيف يعقل أن موظفي المسرح لم يتمكنوا من حل المشكلة، ولا حتى تقديم أي توضيح؟'...

...بل الأكثر غرابة، أنه لم يكن هناك صراخٍ أو احتجاجات تُسمع، وكأن المسرح قد أصبح فجأةً فارغًا تمامًا....

...حبست أون كيونغ أنفاسها، منتظرةً سماع صوت أحدهم، أي صوت. لكن حتى بعد مرور بضع ثوانٍ إضافية، لم يكن هناك أي حركةٍ أو إشارة تدل على وجود أحد....

...في تلك اللحظة، أدركت أن الوضع ليس طبيعيًا. و شعرت بقشعريرةٍ تسري في جسدها، وأغمضت عينيها بإحكام للحظة قبل أن تفتحهما مرة أخرى....

...فجأة، وجدت نفسها محاطةً بالضوء. ...

...كانت الأضواء ساطعةً من حولها، لكن شعور القلق لم يفارقها....

...نظرت حولها بحذر، لتجد نفسها تقف وحدها عند حافة غرفةٍ مجهولة....

...ما اعتقدت أنه حاجزٌ كانت تمسك به، لم يكن سوى ظهر كرسي....

...كانت تمسك بظهر الكرسي بقوةٍ لدرجة أن مفاصل أصابعها أصبحت بيضاء، لكنها بدأت ببطء تخفف قبضتها. ...

...شعرت وكأنها لم تحرك أصابعها منذ زمنٍ طويل، وكان هذا الفعل بسيطًا لكنه بدا غريبًا وغير مألوف. ومع ذلك، فإن غرابة ما تمر به جعلتها تتجاوز دهشتها من مثل هذه التفاصيل الصغيرة....

...كيف يمكن أن تنتقل فجأةً من مسرحٍ مزين بثريا فاخرةٍ إلى غرفةٍ واسعة مجهولة؟ ...

...'هذا ليس أمرًا طبيعيًا.'...

...جفّ حلقها من شدة التوتر. ومع ذلك، لم تصل إلى حد فقدان الوعي. على الأقل، ليس بعد....

...أخذت أون كيونغ أنفاسًا متتابعة ثم بدأت تمشي ببطءٍ الى وسط الغرفة. ...

...شعرت بملمس القماش الناعم يحتك بساقيها، لكنها لم ترغب في النظر للأسفل. و لم ترغب أيضًا في الاعتراف بالشعور الذي يضغط على خصرها من الملابس التي ترتديها....

...قبضت يديها المرتعشتين بقوةٍ حتى غرست أظافرها في راحة يدها. و كان الألم حادًا لدرجة أن الدموع كادت تسيل من عينيها، لكنها شعرت أن السبب لم يكن الألم فقط، فحاولت دفع هذا التفكير بعيدًا. ...

...بدأت تشعر بوخزٍ في أنفها ورؤيةٍ غير واضحة، لكن كل ما فعلته هو أنها عضت على شفتيها بصمت....

...ولكن عندما وقعت عيناها على المرآة المعلقة على الحائط، لم تستطع الصمود أكثر. و خرج صوت أنينٍ خافت من بين شفتيها رغمًا عنها....

...كانت امرأةً شاحبةَ الوجه تحدق بها. ...

...شعرها المموج مربوطٌ ببساطة، وترتدي فستانًا أرجوانيًا ضيقًا يناسب جسدها تمامًا. ...

...عرفت أون كيونغ صاحبة هذا الفستان. فكيف لا تعرفها؟ فقد كانت تراها منذ بضع ساعاتٍ فقط....

...إنها إليزابيث ريدل، بطلة المسرحية الموسيقية "الكابوس"، وخطيبة بطل القصة، القاتل المتسلسل إدوارد هاميلتون....

...المرأة التي ينتهي بها المطاف مقتولةً على يد خطيبها....

...بدأ قلبها ينبض بسرعةٍ جنونية وكأنه سينفجر. ...

...تنفست بصعوبة، وبدأت تشعر بدوارٍ حاد، وأصبحت رؤيتها غير مستقرة. و اجتاحتها صدمة كأمواجٍ عاتية، حتى انهارت جالسةً على الأرض....

...وفي تلك اللحظة، انهمرت من حولها أصوات الآلات النحاسية القوية كالرعد....

...كانت تلك مقدمة مسرحية "الكابوس"....

...___________________________...

...هلللوووو هذي روايه خفيفه بسيطه ( رعب و غموض و رومانسي ) 😘...

...الروايه قصيره عشان كذا بيكون التنزيل كل سبت و أربعاء ان شاء الله ...

...الروايه بتكون بترجمتنا دانا و ميسا ✨...

...ان شاء الله تعجبكم😘...

...والس وده اي شي يسير علي هنا ...

...انستا : dan_48i او تويتر : dana_48i...

...Dana...

الفصل1: طالما أنا معك ( 1 )

...كانت الغرفة التي تقف فيها أون كيونغ هادئةً بشكل قاسٍ....

...ارتباكها وخوفها لم ينسجما مع ذلك المكان. ...

...تسللت أشعة الشمس الدافئة عبر النافذة الكبيرة بشكلٍ مستقيم، ولم يكن يُسمع سوى زقزقة الطيور التي تتراءى أحيانًا كصوت أجراس، و عدا ذلك، كان الصمت يغلف المكان....

...مزقت أنفاسها الرطبة المبللة بالبكاء ذلك الصمت و كأنها سكينٌ صدئة. ...

...كانت أنفاسها لا تتوقف، ولم تكن تعرف كيف تستعيد هدوءها وسط تلك الفوضى....

...كل ما فعلته هو الاستمرار في التفكير، وكأنها لم ترِد هذا الهدوء الذي لا يُناسب الموقف، وصراع يائس للبقاء. ...

...أفكارها المشوشة فصلتها عن الواقع. أرادت أون كيونغ أن تغرق في أعماق أفكارها، مبتعدةً عن الواقع الذي وُضع أمامها....

...بلا أي قوةٍ في ساقيها، انهارت وجلست حيث كانت، و دفنت صرخةً حادة في أعماق حلقها المتألم....

...كانت تقف في المسرح مرتديةً فستان إليزابيث، ثم سقطت فجأةً إلى مكانٍ مجهول....

...'هل هذا حلم؟'...

...الفكرة التي خطرت لها أولاً تلاشت بسرعة. ...

...'لا، لا يمكن أن يكون حلمًا، فقد كان كل شيء نابضًا بالحياة بشكلٍ يفوق التصديق.'...

...كان شعرها مصففًا بعناية، وقد زُين بإكسسوار رأسٍ يتخذ شكل زهرةٍ بيضاء. ...

...لم يكن الإكسسوار فخمًا للغاية، لكنه كان أنيقًا ودقيق الصنع. كما أن الفستان الذي ترتديه هو أيضًا فستان إليزابيث. فقد رأت إليزابيث ترتدي هذا الفستان وهذه الزينة من قبل....

...لهذا السبب، كانت أون كيونغ متأكدةً أن ما تمر به ليس حلمًا. ...

...صحيح أنها تعرف أن إليزابيث كانت ترتدي هذا الإكسسوار، لكنها لم تكن على درايةٍ بالتفاصيل الدقيقة لتصميمه. وبالتالي، لو كان هذا حلمًا، لما كانت تعرف أن وسط الزهرة مزينٌ بخمس بتلاتٍ ذهبية....

...ولكن كلما دققت النظر في الإكسسوار، زادت تفاصيله وضوحًا بدلًا من أن تتلاشى، وزاد جمالًا و إشراقًا....

...'إذاً، هذا يعني......'...

...إن لم يكن هذا المكان المجهول الذي انتقلت إليه، وهذه الحالة التي تجلس فيها وهي في هيئة إحدى الشخصيات، حلمًا.........

...عند هذه النقطة، كما لو كانت أمواجٌ تتحرك على سطح الماء، كان الهواء يهتز مصحوبًا بموسيقى الأوركسترا التي تعلو فجأة....

...كانت الموسيقى لا تزال تُسمع...

..."......."...

...عضّت أون كيونغ على الجزء الطري من داخل فمها بشدة....

...لم يتغير الوضع. كانت لا تزال جالسةً على الأرض، شاحبةَ الوجه، مذهولة....

...وجدت نفسها دون أن تدرك تُلقى على خشبة المسرح....

...هل يُمكن تسميته "خشبة المسرح" حقًا؟ لم يكن هناك جمهور، ولا ممثلون آخرون يشاركونها نفس الموقف. ...

...لقد دخلت بشكلٍ ما إلى أعماق القصة. كان ذلك أشبه بما يحدث في روايات الخيال....

...لم تكن تعرف السبب وراء ذلك. لكنها شعرت بالظلم....

...ما احتمالية أن تنتهي داخل القصة بعد أن تخرج من المسرح وقد استمتعت بمشاهدتها؟...

...كأنها احتمالية لقاء العالم أينشتاين بالعالم نيوتن* للتعاون في تجربةٍ ما؟...

...*كلهم في زمن غير فمستحيل يتقابلون...

...كانت متأكدةً فقط أن الاحتمالية أقل من ذلك بكثير. ومع ذلك، وجدت نفسها في هذا المكان، ولم تستطع تصديق ما يحدث....

...أطلقت أون كيونغ ضحكةً غريبة مختنقةً أشبه بضحكةٍ مخنوقه بشيءٍ غير مرئي، ثم زفرت نفسًا باردًا....

...عادةً، أول ما قد يخطر على البال في مثل هذا الموقف هو الشك في أنه مجرد خدعةٍ من المسرح....

...لكن عندما تجد نفسها في هذا الموقف الغريب، يبدو أن أفكارها تأخذ مسارًا غير منطقي....

...ورغم ذلك، كانت تشعر، بشكلٍ غامض وغير قابل للتفسير، أن هذا ليس عملًا مشتركًا بين المسرح والممثلين....

...كان ذلك يقينًا غريبًا بلا أي أساسٍ منطقي....

...نهضت أون كيونغ من مكانها مترنحة....

...كانت ساقاها تتحركان بصعوبة، وكأنهما مصنوعتان من الحجر، لكن بالرغم من ذلك استطاعت بالكاد الوقوف....

...تقدمت بضع خطواتٍ إلى الأمام، ثم استدارت كما لو أنها لا تريد النظر إلى المرآة. فمجرد انعكاس طرف الفستان الأحمر على الزجاج جعل قلبها يخفق بقوة....

...وقفت وهي تدير ظهرها للمرآة، ورأسها منخفضٌ ووجهها معبّر عن انزعاجٍ شديد. ومع ذلك، لم ترفع نظرها ببطء إلا بعدما هدأ قلبها، وكأن قطعة قماشٍ وضعت فوقه لتهدئته....

...ربما بسبب الإفراط في التفكير أو محاولتها تجنب الموقف، بدأت تشعر ببعض الهدوء. و عندها فقط وجدت الوقت لتفحص الغرفة حولها....

...كانت الغرفة التي نظرت إليها هذه المرة، بعينٍ أكثر تركيزًا، أكبر مما بدت عليه في البداية، وكانت ممتلئةً بأثاثٍ أنيق. ...

...كانت القطع تبدو وكأنها آثارٌ محفوظة بعناية في متحف، تحمل آثار الزمن لكنها بقيت منظمةً وكأنها مُجمدةٌ في مكانها....

...الأثاث لم يكن مجرد ديكور، بل كان بالغ الدقة، وعليه علاماتُ استخدامٍ واضحة....

...إنها غرفة إليزابيث، التي لم تُعرض تفاصيلها بوضوحٍ على المسرح....

...نظرت أون كيونغ بتأملٍ غريب إلى السرير المرتب بعنايةٍ والمكتب المكدس بالأوراق. و لاحظت رف الكتب المليء بكتبٍ مختلفة الأحجام، وتذكرت كلمات الأغنية....

...-قراءة الكتب، و التدربُ على البيانو، و كتابة الرسائل لكَ.-...

...هذه الشخصية لم تكن تقرأ الكتب فقط لتكتسب الثقافة، بل كانت حقًا تحب القراءة....

...بدأت تتجول ببطء، و تتفحص أرجاء الغرفة بعناية، وعيناها تستكشف المكان بفضولٍ غريب....

...كانت خطواتها تائهة، خفيفةٌ و كأنها تطفو في الهواء، لكنها توقفت فجأةً عندما بدأت الموسيقى مجددًا، وكأنها وحيٌ هبط عليها. ...

...كانت هذه المرة أيضًا لحنًا مألوفًا جدًا بالنسبة لها....

...وقفت أون كيونغ في مكانها، لتستمع بانتباه....

...إنه اللحن الذي يأتي بعد الافتتاحية مباشرة، الأغنية التي تُعرف الجمهور بماضي البطل إدوارد هاميلتون التعيس، بعنوان "دار الأيتام مارغريت غيلفورد"....

...وكما هو الحال في الافتتاحية، لم تكن هناك أصواتٌ بشرية تصاحب الأغنية هذه المرة أيضًا....

...بدأت أون كيونغ تسترجع النغمات في ذهنها، وتتخيل الأغاني التي ستليها. ...

...بعد انتهاء أغنية "دار الأيتام مارغريت غيلفورد"، تأتي مباشرةً أغنية "ابن الشيطان"....

...تُظهر القصة كيف تحمل إدوارد، أثناء وجوده في دار الأيتام، عنف الصبية الأكبر حجمًا منه، ونجا بصعوبةٍ بالغة. وفي النهاية، لاحظهُ أحد النبلاء، هنري هاميلتون، الذي قرر أن يتبناه....

...لكن هنري هاميلتون لم يكن سوى رجلٍ متعجرف، يسحق الآخرين بقناعٍ من التهذيب والاحترام، بينما تحمل إدوارد، خلال سنواتٍ طويلة، مشاعر الغضب والحقد، وعمل على تقويتها....

...أغنية "ابن الشيطان" يؤديها الممثل الذي يلعب دور هنري هاميلتون وهو يقوم بـتأديب الطفل الذي يلعب دور إدوارد الشاب....

...'تأديب هو مصطلح مخففٌ جدًا، أليس كذلك؟'...

...كانت كل من "دار الأيتام مارغريت غيلفورد" و "ابن الشيطان" تحتويان على مشاهد عنيفةٍ جدًا، لدرجة أن العديد من المشاهدين أعربوا عن قلقهم بشأن كون تلك المشاهد الخام تتضمن ضربًا شديدًا على المسرح، مما قد يكون قاسيًا للغاية على الممثلين الأطفال....

...لو لم تكن الموسيقى بهذه الروعة، و لو لم يكن أداء الممثلين متقنًا للغاية، لما كان هذا العرض الذي يحمل مشكلاتٍ أخلاقية بهذا النجاح الكبير، ولما استمررتُ في العودة إليه مرارًا وتكرارًا.........

...ولكنني استمريتُ في العودة حتى انتهى بي الأمر بالدخول إلى داخل القصة نفسها....

...استمعت أون كيونغ إلى أغنية "ابن الشيطان" التالية بوجهٍ مليء بالكآبة. وعندما عاد الهدوء فجأة، كما لو أن الصوت لم يكن موجودًا أبدًا، التفتت بنظرها نحو الباب....

...بعد أن شعرت أنها تفحصت الغرفة بالكامل تقريبًا، تحول انتباهها بشكلٍ طبيعي إلى ما يقع خارجها....

...كانت خائفة. ...

...لم تكن تعلم ما قد ينتظرها هناك، وكان قلبها يرتجف بقوة. و شعرت بالتردد، ولم تجرؤ على اتخاذ خطوةٍ واحدة....

...'لا يمكنني البقاء هنا إلى الأبد، أليس كذلك؟'...

...بعد تردد طويل، بدأت أون كيونغ تتجه ببطء نحو الباب....

...خطوة أولى.........

...شعرت بالخوف من أن يُفتح الباب فجأة....

...خطوةٌ ثانية...... ...

...تخيلت أن إدوارد يقف خلفها، يحمل سكينًا، فشعرت بالاختناق....

...خطوة ثالثة.........

...طرق-، طرق-...

...كان هناك صوت طرقٍ قصير على الباب....

...شهقت أون كيونغ بحدة، وقد أصابها الذعر. ...

...لو رآها أحد وهي ترفع كتفيها بتلك الطريقة المرتبكة، لانفجر ضاحكًا. و ربما كانت ستشعر بالإحراج في موقف آخر، لكنها الآن لم يكن لديها مجالٌ لتفكر في ذلك....

...تجمدت في مكانها، تحدق في الباب بصمت. وعندما تكرر صوت الطرق، حبست أنفاسها، على أمل أن تسمع صوتًا بشريًا قادمًا من الجانب الآخر....

...تمنت أن يكون الصوت لصوت امرأة. لا، ربما......رجل؟...

...ليكن أي أحد......عجوزًا، أو صبيًا......فقط ألا يكون إدوارد....

...الأحداث التي كانت تحاول استحضارها من القصة تلاشت كالدخان، ولم يبقَ سوى خوفٍ مطلق تجاه القاتل....

..."سيدتي، هناك ضيفٌ بانتظاركِ."...

...لذلك عندما سمعت صوت امرأةٍ مسنة، شعرت دون أن تدرك بارتياحٍ جعلها تترنح قليلاً....

..."إنه ينتظر في الطابق السفلي."...

..."......سأنزل قريبًا."...

...بعد أن أجابت بهذه الكلمات، ألقت نظرةً على انعكاس صورتها الضبابي على زجاج النافذة، ورتّبت مظهرها على عجلٍ قبل أن تفتح الباب....

...من كانت تقف خلف الباب امرأةٌ ذات شعر مرتبٍ بعناية، مرفوعٍ إلى الخلف ومربوط....

...نظرت إليها بوجه خالٍ من أي تعبيرٍ مخيف، قبل أن تستدير فجأةً لتمشي أمامها....

...تبعَتها أون كيونغ بخطواتٍ مترددة، ووجهها يبدو عليه شيء من الإحباط....

...'هل يُفترض أن تتصرف موظفةٌ مع سيدتها بهذه الطريقة في مثل هذا الموقف؟'...

...بالطبع، لو كانت الخادمه تعاملها كما تُعامل السيدة الحقيقية، لكان الأمر مزعجًا أيضًا، لكن الوضع الحالي لم يكن مريحًا بأي شكل....

...لم تكن منزعجةً من عدم الاحترام في التعامل معها، لكن ما أزعجها حقًا كان الشعور الغريب بأنها لم تُعامل كإنسان، بل كدميةٍ تُدار بلا حياة....

...كانت أون كيونغ تمشي بخطواتٍ ثقيلة خلف المرأة، ووجهها لا يخفي شعورها بعدم الارتياح....

... توقفت فجأة ًعندما وقعت عيناها على لوحةٍ معلقة في الممر أمامها....

...كانت اللوحة لامرأةٍ تمتطي حصانًا أبيض. وقفت عند مفترق طريقٍ في غابةٍ مظلمة، ونظرت إلى الشخص خارج اللوحة بوجهٍ شاحبٍ وكئيب. ...

...في اللحظة التي التقت فيها عيناها بعيني المرأة في اللوحة، شعرت وكأن قلبها سقط في أعماقها. ربما كان ذلك بسبب التعبير الحي بشكلٍ مفرط على وجه المرأة....

...وجهٌ مليء بالمعاناة لدرجة أنه ينقل الألم حتى إلى من يراه....

...تحت حوافر الحصان، كان هناك شيءٌ يشبه لوح نردٍ مقلوب متناثر بشكل عشوائي....

...كل شيء في اللوحة كان يبعث على القشعريرة....

...الأرض التي بدت وكأنها تعج بالفوضى، و الطريق المغطى بالضباب، و العجوز التي كانت تقف بين الطرق المتفرعة تنتظر قرار المرأة، والشعلةُ المقلوبة التي تحملها المرأة بيدها. ...

...كان هناك خطبٌ ما في هذه اللوحة....

..."سيدتي؟"...

...نادتها الخادمه التي كانت تمشي أمام أون كيونغ عندما لاحظت أنها لم تلحق بها....

...كانت أون كيونغ تحدق في اللوحة بغضبٍ وكأنها تحاول فك لغزها، لكنها استيقظت من أفكارها أخيرًا....

...شعرت ببعض الارتباك، وكأن تركيزها الغامر في اللوحة جعلها تفقد إحساسها بالمكان....

...انتظرت الخادمه بهدوء حتى استعادت أون كيونغ توازنها. فشعرت أون كيونغ بالحرج، وابتسمت اعتذارًا قبل أن تسرع بخطواتها للحاق بها....

...'قالت إن هناك ضيفًا ينتظر في الطابق السفلي.'...

...حاولت أون كيونغ جاهدةً تحويل أفكارها بعيدًا عن اللوحة، فتذكرت ما قالته الخادمه قبل قليل. ...

...ضيفٌ جاء للقاء إليزابيث ريدل. من قد يكون هذا الضيف؟ من بين الأشخاص الذين تعرفهم في القصة.........

...توقفت فجأة عن المشي، وكأنها أدركت شيئًا غريبًا للتو....

...'كيف لم أنتبه لذلك حتى الآن؟'...

...رغم أنها أدركت منذ البداية أنها تلعب دور إليزابيث بسبب ملابسها، ورغم أنها سمعت الأغاني السابقة، فإنها لم تستوعب هذا المعنى الحقيقي إلا الآن....

...شعرت أون كيونغ بالذهول وتوقفت فجأة، لكن الخادمه التي كانت تقودها لم تحاول دفعها للمضي قدمًا. فبحلول ذلك الوقت، كانتا قد وصلتا إلى وجهتهما....

...طرقت الخادمه الباب بخفة لإعلام الشخص الآخر بوصول أون كيونغ، ثم انسحبت بسرعة، لتختفي خلف الممر....

...رفعت أون كيونغ نظرها بشعورٍ وكأنها تريد البكاء....

...وقف شابٌ بين ضوء الشمس الذي كان يتدفق من النافذة، وبدا كما لو أن الضوء يغمره بالكامل....

...التفت الشاب ببطء، وانزلق الضوء على حواف وجنته البيضاء، ليبدو وكأنه هالةً من النور تحيط به....

...كانت أون كيونغ متوترةً و متحجرة في مكانها، فلاحظ الشاب ذلك، وارتسمت ابتسامةٌ مفاجئة على زاوية شفتيه....

..."إليزابيث."...

...كان هو خطيبها، و إدوارد هاميلتون، بطل مسرحية الكابوس....

..."......سينباي؟"...

...وكان يحمل وجه الممثل المفضل لديها....

...انفجرت كلماتها في الهواء فجأة، بصوتٍ منخفض خافت، لكن كان من السهل على الآخر سماعه. ...

...كان وجهًا مألوفًا. شخصٌ تعرفه. ...

...مجرد رؤية وجهٍ مألوف بين الأشياء الغريبة جعلتها تشعر وكأنها قد تم إنقاذها. ...

...لم تكمل أفكارها قبل أن تندفع الكلمات من فمها. و حدقت في وجهه، وبدأت تتحدث بسرعةٍ وكأنها فقدت التركيز....

..."لماذا أنت هنا؟ لا، أكثر من ذلك، كيف حدث هذا......؟"...

...قبل أن يتمكن إدوارد من الرد على وجهها المتفاجئ، غمر الظلام المكان فجأة. كما لو أن هناك حادثًا ضخمًا على خشبة المسرح كان يتطلب وقتًا للتعامل معه....

...وعندما فتحت عينيها مرة أخرى، كانت تقف في غرفة إليزابيث....

...كان نفس المكان الذي أدركت فيه لأول مرة أنها دخلت إلى مسرحية الكابوس....

..._____________________________...

...رجعت مره ثانيه ؟ عسا ماشر بعدين لحظه اوصفو ادوارد زين عشان اعرف اي صوره😭...

...المهم في النهايه ادوارد هذا بيقتل البطله ولا لا؟ ماندري 😘...

...Dana...

الفصل2: طالما أنا معك ( 2 )

...عادت أون كيونغ إلى الوراء....

...لم يكن الانتقال إلى مكانٍ غير مألوف هو ما جعلها هكذا. فقد كانت مشوشةً جدًا، وكان عليها أن تقضي وقتًا طويلاً لفهم الموقف. ...

...ومع ذلك، بدأت تكتشف إحتمالية عودتها إلى الماضي عندما أتت الخادمة التي اصطحبتها منذ قليل لتطرق الباب مرة أخرى....

..."سيدتي."...

...بنفس الصوت القاسي والبارد، مثل المرة السابقة....

..."الضيف ينتظركِ."...

...كان الصوت هادئًا لكنه ثقيلٌ مثل قطعة حديد....

...في المرة السابقة، لم تتمكن أون كيونغ من التفقد حولها أو النظر إلى المكان بقلق. ومع ذلك، فتحت الباب بسرعة هذه المرة. ...

...وعندما فُتح الباب فجأة، لم تتحرك المرأة سوى خطوةً إلى الوراء، ثم تحركت شفتاها بآلية....

..."الضيف ينتظركِ في الطابق السفلي."...

...كانت كلماتها تلقائية وكأنها تقرأ نصًا....

...أون كيونغ كانت تمسك بمقبض الباب بإحكام، ثم ارتجفت كتفاها، وعبرت عن مشاعرها بحزن. ...

...أخذت نفسًا عميقًا وواجهت الوضع بعينين غارقتين في الارتباك. ...

...مجرد كونها في المسرحية جعلها تشعر بالفوضى في رأسها، ولكن الأمر بدا وكأن الوقت قد عاد إلى الوراء أيضًا. ...

...كان الوضع مرعبًا لدرجة أن كل شيءٍ يتكرر بنفس الشكل....

...'إذاً لماذا عدتُ إلى الماضي؟'...

..."......سأذهب."...

...كان فمها جافًا تمامًا....

...ربما كانت تلك الكلمات غير مناسبةٍ للسياق، لكنها قالتها. ...

...حتى اللحظة التي التقت فيها مع إدوارد، كانت جزءًا من المسرحية. فقد شاهدت هذا المشهد في مسرحية "الكابوس" من قبل. ...

...كانت بداية الأغنية "طالما أنا معك" التي يغنيها إليزابيث وإدوارد معًا قبل لحظةٍ قصيرة....

...كلما فكرت في إدوارد، أصبحت مشاعرها أكثر كآبة. ...

...كانت تعتقد أنه سيرحب بها بابتسامة، لكنه نظر إليها بوجه غريب. كأنّه لم يكن إدوارد هاملتون الذي تعرفه. فشعرت كما لو أنها سقطت فجأةً من أعلى السماء إلى الجحيم....

...في النهاية، كانت وحدها....

...ظنت أنها وجدت شخصًا تعرفه، وأنها يمكنها أن تعتمد عليه وتشارك شكواها ومخاوفها معه، ولكن عندما اكتشفت أنه شخصٌ آخر، شعرت بخيبة الأمل. ...

...'ألهذا السبب عدتُ إلى الماضي؟'...

...ربما لأنّها حاولت التحدث عن شيءٍ خارج المسرحية. ...

...كان لديها رغبةٌ في البكاء، لكن لأنها كانت تعلم أنه إذا بدأت في البكاء هنا، ستعود إلى الماضي بلا تقدم، كتمت دموعها بشدة. ...

...وجهها الشاحب والمصدوم جعلها تمر عبر الممر مجددًا، وأخذت نفسًا عميقًا لتستعيد هدوءها، مثل موجات البحر التي تتلاطم، حتى وصلت إلى المكان الذي كان فيه إدوارد....

...ثم قابلت إدوارد مرة أخرى....

..."إليزابيث."...

...ابتسم إدوارد ابتسامةً مشرقة مثل الوردة التي في يده، وكان وجهه شاحبًا. ...

...توقفت أنفاسها، وعضت طرف فستانها بشدة، و تجمدت في مكانها للحظة، ثم استطاعت أخيرًا أن تخفف من توترها وتبتسم ابتسامةً خفيفة....

..."......إدوارد."...

...حركت ساقيها المتصلبتين واقتربت منه خطوةً أو اثنتين. ...

...كان هناك شعور غريب، وكأنها كانت تقترب منه بفرح منذ لحظات فقط، لكنها الآن تريد فقط أن تبتعد. ...

...ربما كان ذلك لأنّها اكتشفت أنه إدوارد هاملتون حقاً. لأنها كانت تعلم أنه سيصبح القاتل المتسلسل في المستقبل، وأنه في النهاية سيقتلها أيضًا....

..."سعيدةٌ بلقائكَ مجددًا. يبدو أنكَ بصحة جيدة، وأنا سعيدةٌ لذلك."...

...على الرغم من تصرفاتها المحرجة التي كان من المفترض أن تثير استغرابه، لم يبدُ إدوارد متشككًا. بل استمر في الابتسام كما هو، مقدمًا لها باقةً من الزهور. ...

...كانت باقةٌ جميلة تحتوي على ورود حمراء زاهية وسبع زهور لافندر أرجوانية صغيرة، مكونةً بشكل أنيق. ...

...عندما لمست الزهور الصغيرة التي كانت تظهر كما لو أنها تتفتح فوق الزهور الأخرى، تذكرت أون كيونغ كلمات الحوارات التي سمعته في العرض وهمست بصوتٍ منخفض....

..."شكرًا لكَ. رائحتها جميلة."...

..."أعتقد أنكِ أحببتِها، أشعرُ براحةٍ أكبر." ...

...رد إدوارد بصوتٍ حلو للغاية، ثم مد يده فجأة نحوها. ...

...ارتبكت أون كيونغ دون أن تدري، وسحبت رأسها قليلاً إلى الوراء، و كأن الهواء الهادئ قد تجمد فجأة. نظر إليها إدوارد في صمت بابتسامة، ثم حرك يده ليمسح شعرها بلطف خلف أذنها....

...لم يكن لديها الوقت للشعور بالخجل حتى....

..."الجو مشمسٌ اليوم."...

...قال ذلك ثم قلب يده بحيث كانت كف يده موجهةً إلى السماء، وأضاف....

..."هل نتمشى قليلاً؟"...

...في المسرحية، أجابت إليزابيث بحيويةٍ و وجه مليء بالفرح. أما أون كيونغ، فلم تكن تملك تلك الثقة الكبيرة، لذا ردّت بإيجازٍ وبنبرة مترددة....

...".....حسنًا."...

...وضعت يدها بحذر فوق يده، موافقة على اقتراحه. وحاولت الابتسام لتخفيف حدة الموقف، رغم أنها شعرت أن ذلك لم يُحدث تأثيرًا كبيرًا. ...

...نظر إدوارد إلى وجهها الغريب الذي بدا وكأنه يبتسم ويبكي في آنٍ واحد، ثم رفع حاجبيه سريعًا وأطلق ابتسامةً خفيفة....

...بعد ذلك، وضع يدها على ذراعه كما لو كان يشجعها على الإمساك به، وسارا معًا إلى خارج القصر نحو الحديقة. ...

...اندفع هواء الصيف الثقيل نحوهم، بينما كانت أشعة الشمس الحارقة تسخّن شعرها. ...

...كانت تدرك أن الوقت قد حان لبدء محادثة، لكنها انشغلت بمشاهدة الحديقة وفوّتت الفرصة للحديث. ...

...بدأت أون كيونغ تتفحص المشهد بعينيها خفيةً، متجولةً بنظرها بين أرجاء الحديقة....

...رؤية الحديقة جعلتها تشعر بواقعية أنها تقف على خشبة المسرح....

...لم تكن أون كيونغ على دراية بحياة العصر الفيكتوري في بريطانيا، ولم تكن مهتمةً بها كثيرًا. ...

...لكنها كانت تعلم أن منازل لندن لا تحتوي على حدائق كهذه. فقد كان هذا العالم مصنوعًا بالكامل لأجل المسرحية. ...

...ربما لهذا السبب شعرت بغرابةٍ وهي تنظر إلى الأزهار المزروعة والأشجار العالية والشجيرات الكثيفة، إذ بدا كل شيء مصطنعًا بعض الشيء....

..."هل تشعرين بعدم الراحة؟"...

...بينما كانت تراقب الشجيرات المشذبة بعناية، انتفضت فجأة عند سماع صوت إدوارد، وقوّمت جلستها بسرعة. ...

...ثم أخذت تفكر مليًا في كلماته....

...'هل سأل إن كنتُ غير مرتاحة؟'...

...'.....هل أظهرتُ أنني مشتتةٌ للغاية؟'...

...هل كان يلمح إلى ذلك؟ أم أنه لاحظ شيئًا غريبًا؟...

...كانت الفرضية الأخيرة تثير الرعب في قلبها. فردّت أون كيونغ بسرعة وبصوتٍ يمزج بين التوتر ومحاولة التبرير....

..."لا، لا بأس. أنا مرتاحةٌ تماماً."...

...ثم ترددت للحظة قبل أن تفتح فمها لتضيف بضع كلماتٍ أخرى، رغم علمها بأن محاولتها قد تكون بلا جدوى. لكنها شعرت أن ذلك قد يريحها قليلاً....

..."كنت أفكر فقط بأن الحديقة تبدو جميلةً جداً."...

...كانت حجتها المرتجلة بعيدةً كل البعد عن الإقناع. ...

...عضّت أون كيونغ شفتها السفلى وضيقّت حاجبيها، مدركةً أن حتى إدوارد لن يصدق هذا الكلام. بل وربما يزداد شكّه بها بدلاً من الاطمئنان. ...

...لقد فتحت فمها لتجنب الشكوك، لكنها انتهت بجعل الوضع أسوأ....

...بينما كانت تحاول التفكير في طريقةٍ لإصلاح الموقف، التفتت نحو إدوارد عند سماع ضحكته الخافتة....

..."حقًا، كما قلتِ، إنها جميلة."...

...تمتم إدوارد وهو يدير رأسه لينظر إلى الحديقة، وكأنه قرر التغاضي عن أي أمرٍ غريب لاحظه. ...

...شعرت أون كيونغ براحةٍ داخلية وابتلعت ريقها بهدوء، لكن يديها ارتعشتا بخفةٍ بسبب التوتر الذي لم يزل بالكامل. ...

...تذكرت حينها أنها نطقت بكلماتٍ لم تكن جزءًا من النص المسرحي، ورغم ذلك لم يعد الزمن إلى الوراء. ...

...كان وجهها الذي بدا وكأنه بدأ بالاسترخاء يعود ليتصلب مجددًا....

...'ربما لأنها ليست محادثة مهمة؟'...

...غرقت أون كيونغ في التفكير و هي تمشي بخطوات بطيئة. فكرة أن الزمن قد يعود فجأةً كانت تبقي أعصابها مشدودة. ...

...أشعة الشمس اللطيفة أصبحت وكأنها تحقنها كالإبر، والزهور الجميلة لم تعد تلفت انتباهها....

...عندما بدأت كفّاها تتعرقان من التوتر، سمعت صوت عزف بيانو خفيف وكأنه يقفز في الهواء....

...رفعت أون كيونغ رأسها بسرعة. و ضربات قلبها التي كانت على وشك الانفجار هدأت فجأةً وكأن شيئًا لم يكن. ...

...الشعور بالتوتر الذي كان يشبه خنجرًا باردًا وحادًا تلاشى في لحظة. دون أن تدري، وجهت نظرها نحو إدوارد....

...و قد كان ينظر إليها بابتسامةٍ مشرقة وكأنه لم يسمع شيئًا، ثم تغيرت ملامحه فجأة ليبدو وجهه أكثر ظلامًا وهو يسألها....

..."يداكِ باردتان. لحسن الحظ أن الشمس مشرقةٌ اليوم، ففي الأيام القليلة الماضية كان الطقس غائمًا، وقد كان من السهل الإصابة بنزلة برد."...

...عند سماع هذه الكلمات المليئة بالقلق، فتحت أون كيونغ عينيها باتساع. ثم أدركت أن الفرصة أُتيحت لها لتعيد المحادثة إلى مسارها الأصلي، كما في النص....

...وبسرعة، وكأنها تخشى أن تضيع الفرصة، أجابت....

..."أنا بخيرٍ حقًا! في الواقع، كنت أشعر ببعض التوتر."...

...ارتسمت على شفتيها ابتسامةٌ خفيفة مليئةً بالخجل. ...

...ظهرت على وجه إدوارد ملامح دهشةٍ خافتة....

..."كنت أشعر بالارتباك لأنني سألتقي بكَ."...

...كانت هذه الكلمات بالضبط ما قالته إليزابيث في النص الأصلي لخطيبها....

...شعرت بالارتياح لأن الحوار عاد أخيرًا إلى مساره الصحيح. ولتحقيق ذلك، لم يكن من الصعب عليها أن تتظاهر بأنها تحبّه. ...

...نظرت إليه بابتسامةٍ عريضة وعينيها تضيقان بلطف، كما لو كانت أمام شخصٍ تحبه حقًا....

...عند سماع ردّها، ارتسمت على وجه إدوارد ابتسامةٌ خفيفة أيضًا. و رد عليها بنبرةٍ مازحة....

..."يا للعجب. لكننا لم نفترق منذ فترة طويلة جدًا، أليس كذلك؟"...

..."أسبوعان وقت طويلٌ جدًا، يا إدوارد."...

...أنهت أون كيونغ كلماتها بنبرةٍ حادة بعض الشيء، وكأنها تعاتبه، مع لمسةٍ من الحزن الطفيف. ...

...رفع إدوارد يده وربّت على ظهر يدها مهدئًا، ثم سألها بلطف....

..."هل فكرتِ بي خلال هذه الفترة؟"...

..."أنا دائمًا أفكر بكَ."...

...أجابت بهذا، ثم عضّت شفتها بخفة. كان دور المقطوعة الغنائية على وشك أن يبدأ. عندها فقط، باغتتها تساؤلاتٌ متأخرة....

...'هل عليّ أن أغني أيضًا؟'...

...شحب لون خديها من القلق. ...

...لم تكن تعرف إن كان عليها ترديد كلمات الأغنية كما لو كانت حوارًا، أو الاكتفاء بالاستماع بصمت إلى عزف الأوركسترا. لكنها شعرت بأن كل شيء سيكون على ما يرام طالما لم تضطر إلى الغناء....

...بينما كانت تقف مترددة، بدأ الوقت المخصص للمقطوعة الغنائية يقترب. فارتجفت شفتاها قليلاً كما لو أنها على وشك التحدث، لكنها سرعان ما أغلقت فمها. ...

...بدأت تراقب الموقف بتوتر، تتحسس أي تغيّر محتمل، فيما كانت عيناها تتنقلان بقلقٍ واضح. ...

...كانت مجرد غمضةِ عين واحدة تبدو وكأنها ستدوم إلى الأبد....

...رغم أنها لم تفتح فمها مطلقًا، بدا أن المشهد لم يتغير. وبينما كانت تراقب الزهور الاصطناعية أمامها وتتنفس الصعداء بهدوء، أدركت فجأة أن كل شيء أصبح مظلمًا....

...'يا إلهي......تباً.'...

...وعندما فتحت عينيها مجددًا، وجدت نفسها تقف بلا حراكٍ في غرفة إليزابيث....

...المكان الذي أصبح مألوفًا لها الآن....

...____________________...

...يعني لازم تمشي مع النص الأصلي عشان تكمل المسرحيه😃...

...هي حضرت المسرحيه 13 مرة عشان كذا اكيد حافظه بس توتررر...

...المهم بتشوفون فيه حوارات جايه تحسونها مب مرتبه بس هي كذا اصلا لأنها بتكون كلمات اغنيه وكذاته...

...Dana...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon