NovelToon NovelToon

هَذهِ هـيَ الشريــرة الــرَقِيقـة

١

الأســم : هَذهِ هـيَ الشريــرة الــرَقِيقـة

القِصــة :

‘ ما هذا الهراء هل إنتقّلتُ لِلتو عبر الزمن ؟‘

تستيقِظ إيو هانا بعد أن تعرضَت لإنفِجار تسبّبَ فيه الإرهابيون ، فتستيقظ من نومِها .

و ما كان ينتظر هَذهِ العالِمة العبْقرية في السحَر التي فازت في الحَرب ,

هوَ مُختبر لم تَره من قَبْل ، مُقابِل جُثّه مُطابقة لها وهيَ ميّتة .

عندما تستَيقظ في بُعْد آخر ويكون أول شخص تُـقابله هو ذاتُكَ الميّتة .....

وقبلَ أن تتمكّني من التعافي من الصدمة ، تكتشفين أيضًا عن كونكِ “  إيو هانا “  أنهُ بالتأكيد إكتِشَاف مُخيف و مُروع .

أن “ هانا “  في هذا البُعْد كانت  “ عالِمة مَجْنونة “ .

" لقد ماتت هانا  ! أنا شَخصية مُـختلفة !"

لا أحد يُصدّقني عِندما أُخبره بِذَلك .

“  كم عدد الأشخاص الذين يودّون قتلكِ يا هانا ؟“

يبدو أن هُـنالِك الكَثير من الأوغاد الذين يُريدون قتليّ بسبّبكِ و مِنهم مجمُوعة من المُغتالين .

“  لقد عذّبتِ البطل “

لقد فعلتُ أمورًا مروِّعة لـ ‘ البطل ‘  الطيّب .

لكن هل يُوجد قانون يمنعُ موتيّ ؟

ثم أتاني بَريق مِن الأمل .

وَجدتُ شخصًا يُشبهُ تمامًا صَديقي المُفضّل من البُعدِ السابق ، جو يان !

“ جو يان ! لقد إشتقتُ إليكَ ! هل أتيتَ لإصطِحابي ؟“

“  يا دُكتورة إيو هانا أي نوع مِن الهُراء هذا ؟ لا تُنادينَي بِهذهِ التُراهات فهذا يُشعِروني بالغثيان “

لكن كُلّ ما حصلتُ عليه هو نظرة إزدراء باردة وطلقة ناريّة .....

“ هذهِ أنا مِن هذا البُعد . كيف كانت تَعيش ؟“

في هذا العالَم حيثُ يعرِفُها الجميع على أنها شريرة مهووسة ، هَلْ ستَنجو هانا ؟

*** ‘‘  أسماء الأماكن والشخصيات والنظريات العلميّة وما إلى ذلِك في العَمل ليست حقيقيّة ‘‘  .

الفصــل الأول

بوووم ! قعقعة !

إنفجَرت آخر مَركبة طائرة للإرهابيين بضوء أصفر مُحمَر . و تطايرات حِطام المَركـَبة فوق الرَصيف المُدَمر ، مِما أدى إلى اندفاع لغُبـار كثيف مثل الموج .

بوووم ... مع صدى الإنفجار الأخير ، ساد الصمت في الميناء . وسرعان ما بدأ الغُـبار المُتناثِر يتلاشى ، كاشفًا عن الإرهابيين الذينَ سقَطوا على الأرض .

“ واااه! ”

“ أووووه! ”

علا الهُتاف من كل جانب ، وكأن البَحر بأكمله كان يهتز . الناس ، الذين بدأ عليهم التعب الشديد ، نسوا ألم إصاباتهم وإرهاق المَعركة وصرخوا من فرحة الإنتصار .

في المقدمة كانت هُناك فتاة صغيرة بالسن ، " إيو هانا "، ترفَع قبضتها بخجل بينما كانت تصرُخ معهم  بِصوت يُشبه الهُتاف .

" هاااه...! ”

ثُمَّ إنفجَرت هانا بالبكاء وسقَطت على الأرض . كانت أطرافُها ترتجف ، لكِنها ظلت ترفعُ قبضتُها بِشجاعة.

“ أخيرًا ... لقد إنتهى الأمر ...! ”

إنتهت حَرب الماجو تكنولوجيا التي إستَمرت لمُدة عامين إنتهت أخيرًا بالنصر .

"هانا ! إيو هانا !”

شقَ رجُل طريقهُ بين الناس ، كان مُصاباً بِجُرح على خدِه وساقهِ المُصابة تجعلُه يعرُج ، مُتجِهاً نحوها .

“جو يان آه !”

قامت هانا ، بِوجه تغمِرهُ الدموع ، بِمُعانقة صديق طفولتِها " جو يان آه ". شعرت بِسعادة غامِرة لرؤية أعز أصدقائُها ، الشخص الذي تعتبِرهُ عائلتها الوحيدة ، في أمان .

“ آهه ... هانا .”

جو يان ، بينما كان يمسحُ على ظَهر هانا  بيد واحدة ، أصدرَ صوتاً مِن الألم .

في الحال ، إبتعَدت هانا عنهُ لتتفحصهُ ، فأدركت أنهُ قد يكون مُصابًا بكَسر في ذِراعِه .

“ آسِفة ! آسِفة .. كُنتُ فقَط سَعيدة جدّاً .”

“وأنا كذَلِكَ . سَعيد جدًّا .”

أبتسمَ جو يان بِحَرارة ومسحَ دمُوع هانا على خدِها . كانت لمستُه لطيفة ومليئة بالعاطفة .

“ لقد تحملتِ الكثير يا هانا . لقد نجونا .”

“أجل ، أنتَ أيضًا لقد تحملتَ الكثير .”

مد جو يان يده ليُلاطِفَ شعرَ هانا البُني المُتناثر . وبينما كانت هُناك الهِتافات ودموع الفرح تعلو مِن كُلِ مكان ، كان الجنود يسحَبون الإرهابيين الباقين من الموقِع .

كان هؤلاء الإرهابيون ينوون احتكار نوى المانا ، التي تُـعد ضَرورية لتقنيات الماجو ، بِهدف السيطَرة على العالم .

وكان أكثر مكان يحتوي على نوى المانا في كوريا هي جامعة كيمبو لتقنية ، أو " GIT " ، التي تضم مركزًا رئيسيًا للبحوث في مجال الماجو تكنولوجيا .

فمن الطبيعي أن علماء الماجو في GIT لم يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يَرون الجامعة تُهاجم وتُنهب النوى . فشارك العديد من الأساتذة و العُلماء في الحرب ، بما فيهم هانا و جو يان .

تقدمت هانا ، التي تُعتَبر عبقرية في مجال الماجو تكنولوجيا ، لقيادة الصفوف الأمامية . رفعَ أحدُهم ، بينما كان يرتدي قميصًا قديمًا يحمل شِعار قسم الماجو تكنولوجيا ، الشعار الذي وُلد خِلال الحرب .

“ إيها ألناس ارفعوا إيديكم .. فثمة شخص فوق يُلوح  !”

“ واااه !”

العلماء من GIT ، الذين ساهموا بشكل كبير في الإنتصار على الإرهابيين ، كانوا يلوحون بهواتفهم ويهتفون . حتى الأستاذ ، الذي كان يُنقل على النقالة بينما ينزف من أنفه ، رفع هاتفه بلإنتصار .

كما يمتلِكُ السحَرة في الأفلام عصيَّهم السحرية ، يمتلِكُ عُلماء الماجو هواتفهم التي تُستخدم كأداة لسيطرة المانا . هي أداة لا غِنى عنها ، أشبهُ بالعصا السحرية .

بعد مسح دموعها وتهدئة مشاعُرها ، أشارت هانا نحو الأستاذ الذي يُنقل على نقالة .

“جو يان . إذهب وتلقَ العِلاج بسرعة ، الأستاذ هُناك .”

“أنتِ أيضًا ، لم تلتَئم إصاباتُكِ بعد .”

حين حاولَ جو يان مُساعدتها على النهوض ، هزت رأسها .

“سأبقى حتى أتأكد من إغلاق ذلك .”

أشارت هانا بإصبعها نحو هيكل معدني أسطواني إنها بوابة الأبعاد .

كان الإرهابيون يمدون طاقتهم من خلال سحَب المانا من بُعد آخر عبر تلك البوابة . لولا تِلكَ البوابة ، لكانت الحرب قد إنتهت أسرعَ بكثير .

كان العُلماء المتبقون يجتمعون حول البوابة لإغلاقها ، حيث تلمع جُزيئات المانا الذهبية الصغيرة بالقُرب منها .

“ إغلاق البوابة يعني النهاية الحقيقية .”

في عينيّ هانا البُنيتين ، كانت تمُر ذكريات السنتين الماضيتين من الحرب . رغُم النصر ، مات وجُرحَ عدد كبير من الناس .

لم تتمكن من إنقاذهم جميعًا . حتى أولئك الذين أُنقذوا فقدوا حياتهم بسبب إصاباتِهم البالغة .

وامتلأت عيناها بالدموع عندما عادت إلى تِلكَ اللحظات الحية في ذاكرتها .

جو يان ، الذي كان يُراقبُها بصمت ، وضع يدهُ على كتفِها الصَغيرة .

“هانا . هُناك أمر أردتُ قولهُ لكِ مُـنذ فترة …”

رفعت هانا رأسها لتنظُر إليه عندَ سماع كلماته . في تلك اللحظة ، ومض ضوء أحمر بين حِطام المركبة .

“... ماذا ؟”

تجمدت هانا مِن مكانِها عندما شَعرت بخفقان بارد في قلبِها .

“هانا ؟ ما بكِ ؟”

“ذلِكَ الضوء .”

بدأ الضوء الأحمر يُضيء بشكل مُتزايد . كان ضوءًا مألوفًا بشكل مُرعب .

“ لا ، لا ...!”

إندفعت هانا تلقائيًا نحوَ الحِطام . تحركَ جسُدها قبلَ عقلِها .

“ بالو ! أخرجي القُنبُلة !”

[ حسنًا ! إترُكِ الأمر لي !]

ردت المُساعدة الافتراضية " بالو "، المُدمجة في هاتِفها ، بحماس . قامت هانا بإمالة هاتِفها بحرَكة سريعة ، فتم تحويل المانا إلى آلة ضخمة مثلَ المَخلب ، قامت بانتِشال القنبلة مِن الحِطام .

كانت قُنبلة موقوتة . لم يكُن هُنالِكَ وقت كافٍ لتعطيلها .

استمرت هانا في الركض ، بلا توقف .

لم يكُن هذا بسبب شجاعتها أو تضحياتِها . لم تكُن في مُقدمة المعرَكة لأنها كانت شُجاع ة، بل لأنها كانت تَسير وتبكي بِـجوار الآخرين وتَـجد نفسها في المُقدمة .

لهذا ، لا يوجد تفسير لهذِا التصرُفات المُتهوره .

احتضنت هانا القُـنبلة وقفَزت نحوَ بوابة الأبعاد .

صرخَ العُلماء الذينَ كانوا يُحاولون إغلاق البوابة ، وكان جو يان يصرُخ بـ" إيو هانا !" مِن الخلف .

‘ جو يان ، ماذا أفعل ؟ أنا خائفة .’

على الرغم مِن أنها بالكاد تُحاول أن تبقى في وعيها المُتمسك ، امتلأت عيّناها بالدموع .

لكن ومع ذلِك ، لم تتوقَف قدماها أبدًا .

وأخيرًا ، وصلت إلى نهاية البوابة، حيث اتسعَ أمامها فضاء مُظلم للغاية .

و و قفت عند حافة المَمر وألقَت بالقنبلة بِكُل قوتها . لكنها لم تبتَعد ، بل بدأت تطفو في مكانِها .

الآن ، أصبحت مُـتوهجة باللونِ الأحمر .

"...!"

أهتزَ قلبُها بِشدة . نظرَت هانا إلى المَمر مِن خلفِها ، حيث كان الضوء لا يزال مرئيًا ، مِما يعني أنَ البوابةَ لم تُغلق بَعد .

لو إنفجرت الآن ، ستنهار هَذهِ المَنطقة بالكامل .

عضّت هانا على شفتيها بإحكام ووجهت هاتفها نحوَ القُنبلة .

هَذهِ هـيَ .

“بالو ! استخدمي كُلَ المانا لتشكيل درع للحِماية !”

[ يتم التنفيذ !]

توقفت في مكانِها وثبّتت قدميها ، وشكّلت حاجز مانا ليُغلقَ المَمر .

بوومم ! بوووومم !

بفارق لحَظات بسيطة ، إنفجرت قُنبلة محدثةً ضجيجًا هائلًا . تشقّقَ الحاجِز بسبب الإنفِجار .

" آه ، آهه !"

تراجعَ جسدُها إلى الخلف نتيجة تداعيات الإنفجار التي بَدت و كأنها تقلِبُ الأرض . أمسكت بالحاجز بقوة وصمود ، لكن الحاجز بدأ يتلاشى تدريجيًا .

"لا ، لا ! بالو ، أرجوكِ !"

حاولت بِكُل طاقتها جمع المانا المُتبقية ، ولكن الحاجز إنهار من تحتِها وأصبحت رؤيتها ضبابية .

* * *

"هاه .."

فتحت عينيها بِسُرعة واستنشقت الهواء بشدة ، جسدُها كانَ يشعرُ بوخز من كل إتجاه .

"مـ ... ما هذا ؟ هل أنا على قيد الحياة ؟"

تنفست بِعُمق وتلمّست جسدها المُتألِم . لحُسن الحظ ، كانت أطرافُها كلها سليمة .

بينما كانت مستلقية ، أدارت رأسها لتتفحص ما حولها . ظهرت أمامها أدوات تجريبية ولوحات كبيرة على الشاشة . كان هذا المكان يبدو و كأنهُ مُختبر ، لكنهُ ليس مخُتبرًا للسحر التقني كما توقعت ، لأنه لو كان كذلِكَ لما كان بهذهِ الحالة السليمة .

" هل هُنالِكَ أحدٌ هُنا ؟ هل يوجَد ناجٍ ؟ أليس هُنالِكَ أحد ؟"

لم تتلقّى أيّ جواب .

بدت الأرض نظيفة بلا ذرة غُبار ، وهذا يدُل على أنَ المُختبر لم يكُن مهجورًا بسبب الحرب أو لإجلاء طارئ .

" ربما الجميع يجتمعون في مكان ما لإقامة حفل ، فالحرب قد إنتهت !"

بِمُجرد أن خطرت لها هَذهِ الفكرة ، شعرت بطاقة مُفاجئة في جسدِها ورفعت نفسها بِسُرعة .

" آه ، آآه !"

أمسكت بِخُصرها ، والذي كانَ يُشِعروها بألم شديد . كان هُنالِكَ شظية من القُنبُلة مغروسةً في جنبِها وتنزف منها الدماء .

قاومت الألم وأخرجت الشظية ، ثُمَ سحبت معطفًا أبيض من الخِزانة المَفتُوحة جُزئيًا ، لتَضغطَ بهِ على جُرحها كحلًّ مؤقت .

" آسفه لاستخدامه دون إذن ... لكن لمن هوَ هذا المِعطف ؟"

بحثتُ عن أسم صاحِبه ، فوجدهُ مكتوبًا على المِعطف .

"… إيو هانا ؟"

خرجَ صوتٌ مُتفاجئ مِن فمِها الصَغير .

صاحِبة هذا المِعطف أيضًا كانت تَحملُ نفس إسمي : " إيو هانا ".

" إنَها أول مرة أرى شخصًا يَحمِلُ نفسَ أسمي ."

وفي تِلكَ اللحظة ...

كان هُنالِكَ صريرٌ حادٌّ لصوت إطارات يأتي بَعدهُ صفارةُ إنذار ، و بدأ الإنذار يملأُة المكانَ من بعيد .

"من هذا الذي يُثير المَشاكِل فور إنتهاء الحَرب ؟ الجميع مشغولون بإنقاذ المُصابين ."

حاولت أن تَجد هاتفها وتقف بصعوبة . أرادت التأكُد من الوضع في الخارج ، لكنها لم تَجد أي نافذة لِتُطلَ للخارج .

مع ذلِكَ ، شعرت بشيءً من الراحة والإبتسامة ترتسم على وجهِها داخل المُختبر النَظيف والآمن .

"بقائي بخير يعنيّ بأنني نجحتُ في إيقاف الإنفجار ، أليسَ كذلِك ؟"

فكّرتُة في هذا ، وشعرتُ بالراحة تملأُ قلبي . كانت الأجواء الهادئة والنظيفة في هذا المُختبر يوحي إلي وكأنها يومٌ عادي بدون أي حوادث خطيرة .

" لكن ، لا يُمكِنُني نسيان ما حدث ... لن أنسى أبدًا ."

شدّت قبضتها على الحائط ونظرت من حولها مرةٍ أُخرى داخل المُختبر .

" لكن كيف هذا ، أليسَ مِن المُفترض أن يسقُطَ المَبنى بسبب الإنفجار ؟"

بحثت حولَها وهيَ  في حيرة ، وتحققت من بطارية هاتفها ، الذي كانت على وشكِ النفاد .

" لابد أن جو يان قلقٌ عليّ ، يجب أن أتصلَ بهِ بِسُرعة ."

لكن ، على الرُغم مُن محاولاتها المُتكررة ، لم تتمكن من إجراء أي مُكالمة . شَعرت بالتوتر وأمسكت بهاتفها بإحكام ، ثُمَ تحدثت بصوتٍ مُرتفع .

"بالو ، أينَ  أنا ؟"

[%ها , ¿G#نا W∑œ!]

"… بالو ؟"

[ مأ¥&لوف þυ?@غيـ ∃!]

كان رَدُها عِبارة عن صَوت آليّ غير مَفهوم .

2

الجهاز الداخِلي للمَمرات المانا كان سَليماً ، ولَم يكُن هُنالِكَ أي مُشكِـلة في الإتصال بالجهاز وإرسال الإشارات .

يبدو أنَ الإنفجار قد ألحقَ الضّررَ بِهاتِفي .

“ بالطـبع ، فمن الطبيعي أن يتعَطل بعدَ هذا الإنفِجار القَوي .”

تنَهدت هانا وهيَ تضع هاتِفها في جيبِها ، مُتوجه نحوَ المَخرج . بما أنها قد دَخلت المَكان دونَ إذن ، قرَرت المُغادره الآن .

بينَما كان تفتحُ باب المُختَبر ، شعرت بشيء ما عالِق عِندَ قدميها .

“ ما هذا ؟”

حينَ نظرَت إلى الأسفل ، وجَدت جُثة إمرأة .

كان وجهُها مُغطى بِشَعرِها ، وقَد تَجمَعت الدِماء أسفَل مُؤخِرة رأسِها .

أغمَضت هانا عينّيها لِوهَله ، ثُمَ أعادت فتحهُما بِوجه شاحِب .

لم تَشعر بِالغثيان ، ولم تُخذلُها قَدماها . الحَرب التي دامت سنَتين قد حَولَها هذا العالم من كَونِها ضَعيفة و الخائفة إلى شَخصية قَوية .

“ لقد ماتت حَديثًا .”

تفحَصت هانا الباب بِتَوتر ، لكِنها لم تَجد أحدًا .

“ مهما كانَ الجاني . ، لم يَكُن بإمكانهِ الابتِعاد كَثيرًا  . رُبما كان أحد الإرهابيين ”.

بينما كانت تُحاول تَهدئة نَبضات قَلبِها المُتسارِعة ، تَوقفت فَجأة .

“ هَذهِ المَرأة ... لِماذا أشعُر بأنها مَألوفة ؟”

بيد مُرتَجفة ، أبعَدت شَعرُها عن وَجهِها بِحَذر .

ما إن إنكَشف وَجهُها الشَاحِب ، حتى إتَسعت عيّناها بِصَدمة .

“ إنَـ ... إنَـها أنا …؟”

المَرأة المَيتة كانت تَحمِل نفسَ ملامِحها .

كانت بِشَعر بُني قَصير ، وعينيّن بُنيَتين . لديها شامة صَغيرة تَحت إذنُها اليُسرى ، و نُقطة باهِتة على إصبَعِها اليُمنى ، و نَدبة بِسبب رصاصة على فِخذِها اليُمنى .

كُل شيء كان مُطابقًا لها بِشَكل مُخيف .

حتى إسمُها ، المَطبوع على الرِداء الأبيض ، كان " إيو هانا ".

“ هل أنا في غيبوبة ؟ هل أنا أحلُم الآن ؟”

لم يتمكن عقلُها مِن استيعاب المَشهد الغَريب أمامها . كانت تُشاهد جُـثتها ، بِوجهٍ خالٍ مِن الحياة .

“ رؤية جُثتي تَجعلُني أشعرُ بِالغُربة . لكن …”

لم يكُن الرِداء القَصير والضَيق الذي ترتَديه هَذهِ المَرأة ، والذي يكشِفُ عن فِخذِها ، مِن الملابس التي يُمكن أن ترتديها أبداً .

لم تكُن تَرتدي كعبًا عاليًا ، ولم تستخدِم أحمرَ الشِفاه ، ولم تَطلي أظافِرها بألوان بَراقة ، ولم تَتعطر بِروائح ثَقيلة مِثل عطر بِرائحة السجائر .

“ إنها شخص مُختَلِف عَنيّ .”

لكن كيف يمكن لشخص ما أن يحمل وجهه واسمه ومهنته نفسها؟

“هل هي دوبلغنجر ؟ أم إنها نُسخة مُصَنعة بِالهَندسة السحرية ؟”

- دوبلغنجر وهيَ نظرية عن كُن ظهُور شخص مزدوج بِكونه حي او شَبَح  يمشي مِثلا ظلك مثلًا .

ثُمَ توجَهت عينيّ إلى جبهَتِها . كان هُناك أمر آخر يلفتُ انتِباهي .

“ لقد أُصيبت بِرصاصة .”

كان هُناك أثر واضح للرصاصة على جبهتِها . الإرهابيون عادةً لا يستخدِمون الأسلِحة النارية ، خاصةٍ وهم مُجَهزون بالهَندسة السحرية ، إلا في حالة نفاد طاقة الهاتِف أو المانا .

“ مهما كانَ الأمر ، يجبُ أن أبحثُ عن الآخرين أولاً .”

بينما كان ترفعُ جَسدها ، اشتعلت النار فجأة في الجُثة .

“ ماذا ؟”

صرخَت هانا مِن الذُعر وتراجعت إلى الخَلف . في لحظات ، أحرقت النيران الجُثة تمامِا ، ثُمَ إختَفت .

"بالو ! ابحثي عن مِطفأة حَريق !"

[λ%Ω الـ  L/Ħ∈ـبحث ɚß!]

“ آآآآه !”

وخِلال هَذهِ اللحظات القَليلة مِن الارتِباك ، اختَفت الجُثة تمامًا دون أن تترُك خَلفها أي أثر مِن الدُخان أو الرَماد .

راقَبت هانا المكان الذي كانت فيه الجُثة بعينيّن مليئتين بِالصدمة ، لكن لم يَعُيد ذلِكَ الجَسد إلى المكان .

“ هل كانَ ذلِكَ مُجرد وهم ؟”

في تِلكَ اللحظة ، هبت ريح طَفيفة ، فتلاعبت بِشعرِها بِرفق .

رفعَ رأسهُ مُتسائلة ، فوَجدت باب المُختَبر يُغلق بِبطء .

“...  متى فُتِح ؟ لم يَدخُل أحد ، أليس كذلك ؟”

أثناء وقوفِها هُناك مُتفاجاة مِن تِلكَ الأحداث المُتعاقِبة ، خرجَ ظِل فجأة مِن جُوار الباب .

“ ما … ما هذا ؟!”

“ دكتورة …”

لم يستغرق الأمر طَويلاً حتى تعرَفت على الصوت المألوف ، فأرخت حذرها وعيناها تلمعان بِالشوق .

“ جو يان …!”

احتضَنت صديقَ طفولتِها العزيز الذي جاء للبحث عنها ، لكن لم تمضِ لحظة حتى أمسّكَ بِها مِن مؤخرة عنُقها وألقاها على الأرض .

“ آآآخخ !”

أمسّكت هانا ظَهرها وهيَ تَتراجع بِوجه مَصدوم .

“ جو… جو يان ؟”

أخذَ صديقُها يمسحُ ثيابهُ بِملل ، بينما كانَ وجهُه مُفعَماً بِالاستياء .

“ ما هذا التَمثيل السَخيف الآن ؟”

تَسربت نبرة قاسية مِن صوتِه ، وأخذَ يقتربُ مِنها ، ثُمَ جلسَ أمامها ووجهَ مُسدساً تحتَ ذقنِها .

“ لماذا تَتحدثين بِتِلكَ الطَريقة المُزعجة؟ هل كُنتِ تدروسين كيف تجعَلين الناس يغضَبون ؟”

كانت رائحة البارود القَوية تختَرق أنفَ هانا ، فحتى قلبُها ارتَعد .

“ أيتُها الدكتورة إيو …”

ثُمَ دفعَ ذقنها بِالمُسدس ، قائلاً بِسخرية .

“ كُنتِ تُحافظين على رباط جأشكِ حتى بعد إصابة ساقكِ ، ولكن فَجأةٍ بدأتِ تَتظاهرينَ بِالخوف ؟”

“ لا … لقد كُنتُ خائفة حيَنها . ألا تَتذكر ؟ بكيتُ كَثيرًا ، أليسَ كذلِكَ ؟ جويان ، أنا … أنا خائفة …”

بدأ الاستياء في وجه صَديقي ، وسحبَ نفساً غاضباً .

“ ما الذي تَتفوهينَ بِه بحق خالق السماء؟  كُنتِ تَرتدينَ ملابس فَظيعة اليوم !”

نظرت هانا إليه بعينيّن مُرتَعشتين ، متأملةٍ في جَسد صَديقِها عِندها لاحظت شيئًا غريبًا .

صديقُها المُقرب ، رُغمَ أنهُ طَويل وعريض الكتفين ، لم يكُن بِهذا الحَجم العضلي الضَخم . 

الرجُل الذي أمامها كان يرتَدي ملابس سوداء ضيقة تُظهر ملامِحَ جسدُه ، مع الكَثير مِن الأحزِمة وحقيبة مَليئة بالأسلِحة . 

صدرهُ يحملُ شِعارًا يُشبهُ وجهَ العفريت ، ومظهرهُ كانَ أشبهَ بِجُندي في الوِحدات الخاصة . 

بل وأكثرُ مِن ذلِك ، تصرُفاتهُ الخَشِنة كانت تَتناقضُ تمامًا مع شَخصية صديقُها اللطيف .

بدأ وكأنهُ شخصٌ مُختلِف ، مِثلما اختفيت " أيو هانا " فجأةٍ . 

" هل يُمكن أن تَكونَ نُسخةٍ شبيهةٍ مِن جو يان ؟" 

" سُحـقًا  ، ما هذا الهُراء الآن ؟" 

" لا بُدا مِن أنكَ شبيهُه ! جو يان الحقيّقي لا يتلفظُ بِكلمات نابية !" 

طاخ ! 

قبلَ أن تُنهيَ كلامها ، إنطلقت رصاصة اخترقت الأرض بجانب قدميها . 

" آآآه !" 

قفزت هانا من مكانه مذعورة ، وظهرُها مُلتصق بِالحائط . 

جو يان ، الذي كانَ يُحدق بِها بوجه عابِس ، أشارَ إليها بِالسلاح مُجددًا . 

" لا تُناديني بِذلِكَ الاسم المُثير للاشمئزاز ." 

" إذاً  ، بِماذا أُناديك ؟" 

" ناديني بِما تُناديني بِه دائمًا '  غوست ' !" 

-  اسم غوست يُستخدم في وصف شخصية غامِضة ، أو للإشارة إلى شيء غير مَرئي ولكنه مؤثر ، أو حتى في الألعاب الإلكترونية والثقافة الشعبية .

" غوست ؟" 

تساءلت هانا بِستغراب ، بينما ارتفعت الستائر التي كانت تُغطي زُجاج المُختبر فجأةٍ ، كاشفةٍ عن أفقِ المَدينة المُضاءة . 

هانا التي شُدَ انتباهُها إلى المشهد بِالخارج ، استدارت بِبُطء . 

"… ماذا ؟" 

ما ترآهُ كان مشهدًا يعرفه جيدًا. 

أضواء مدينة كيمبو ، التي لم تَرها مُنذٌ عامين . 

لكن كيمبو هذه لم تكُن كما تَتذكرُها .

جامعة التَقنية في كيمبو ، أحد معالِم المَدينة ، كانت قد إختَفت . 

وفي مَكانِها ، وقفَ مركز كوان يونغ لإعادة التأهيل شامخًا . 

كان واضحًا أن هذهِ المَدينة لم تكُن مَدينتُها . 

في تلِكَ اللحظة ، فهِمت هانا الحقيقة التي جَعلت قلبُها يَقفز . 

" الانتِقال بينَ الأبعاد !"

3

نظرَ " جو يان " إلى " هانا " بعينيّن تحملانِ نفادَ الصبرِ والأشمئزاز . 

وبينما كانت "أيو هانا " تبدو مُترددة ومُرتَبِكة ، تحدثَت بِحزم . 

" أُقسِم ، بِأنها ماتت بِالفعل ".

ردَ عليها بِسُخرية بِاردة  " أوه ، حقًا؟ مِن المؤسِف أنني لم أكُن مِن قتلها ." 

أشارت " إيو هانا" بِسُرعة إلى المكان الذي كانت فيه جُثة "إيو هانا ". 

" لقد كانت الجُثة هُنا تمامًا ..." 

لكن ، لم يكُن هنُاكَ شيء . 

تجَمدت "هانا"، وعلامات الإحراج باديةٌ عليها . 

" أُقسم ،  لقد كانت هُناكَ ! إنها بالتأكيد جُثة مُصابة بِرصاصة ، لكِنها فجأة اشتَعلت بالنيران واختَفت !" 

كانت كلِماتُها تبدو كِذبة حتى في أُذنيها . 

" رُبما تكون تِقنية السحر الهَندسي هيَ التي أزالتها ." 

قطّب "جو يان " جبينهُ وردَّ ساخطًا .

" تقنية السحر الهَندسي ؟ ما هذا الهُراء الآن ؟" 

ثُمَ فجأةٍ ، أمسّكَ جو يان بـ هانا مِن ياقةِ قميصِها وسحَبها بِقوة . 

" انــ ... انتظر ! أووهه !" 

رفَعها بِيد واحِدة عن الأرض ، بينما قدماها تتأرجحان في الهَواء .

دفعها إلى الحائطِ بِقوة ، وحدّقَ في عينيّها بِنظرات سوداء مَليئة بِالتَهديد و الحِقد . 

"هل تَعتقِدين أنني لن أقتُلكُ لأن لديكِ بعضَ المَعلومات ؟" 

" لــ ... ليسَ الأمرُ كذلِك !" 

إقتربَ أكثر وهمسَ في أُذنِها .

" أنتِ تَعلمينَ أنني لا أهتمُ بِتِلكَ القواعدِ السَخيفةِ التي تمنعُنا مِن قتلِ أمثالِكُم ، أليسَ كذلِكَ ؟" 

بدأت هانا  تختَنِق ، وبدأت تبعِثُ إشارات استِغاثة بِضربِ يدِها على ذِراعِه . 

" أنـ .. أنـا .. اختَــ ... أختَنِق !" 

بعدما أمتلأ عينِها بِالدموعِ وانزَلقَت الدَمعة ، أطلقَ جو يان قبضتهُ عنها . 

سقطت هانا على الأرضِ ، وهيَ تسعلُ بِشدة وتُحاول التِقاطَ أنفاسِها . 

بينما كانت تجلِسُ على الأرضِ ، بدأت تنظرُ إلى جو يان بِحَذر . 

' هل هوَ بطل خارِق أو شيء مِن هذا القَبيل ؟' 

رُغمَ  أنها لم تفهم كُلَ كلماتهِ ، شعرَت بأنه قد يقتُلها حقًا . 

'من كانت إيو هانا في هَذا العالم لِتجعلهُ هكذا ؟' 

مَسحت دموعها بِقميصِها القَذر وحاولت الكلامَ بِحذر . 

" ما الذي وعدتكَ بِهِ إيو هانا هُنا ؟"

وبدأ صوت تهيُئة المُسَدس ملأ المكان . 

تجمدت هانا ، وسقَطت دمعةٌ أخيرةٌ مِن  عينيّها . 

" سـ ... سأُخبِرُ ك كُلَ شيء ! سأُساعِدُك بِما أستطيع !" 

توجعَ جو يان قليلاً ثُمَ تحدثَ بِغضب .

" قُلتِ إنكِ ستُخبرينني عن أخي الصغير " .

توقفت هانا لِلحظة ، ثُمَ قالت دونَ وعي .

" لكن ... ألم تكُن وحيدًا ؟" 

تبدلت ملامِحه فجأةٍ إلى البرود لِقتلِها .

" آه ، لا ! آسفة ! لديكَ أخ بِالتأكيد! " 

جو يان  لوّحَ بِمُسدسه وهوَ يردُ بِسُخرية باردة .

" بِالطبعِ لا . فقد ماتَ قبل 10 سنوات " .

تجمدت هانا ووضعت يديها على فمِها . 

بدأ العرق البارِد يتصببُ مِنها . 

" إذا كُنتِ ستُغلقينَ فمكِ ، فكيفَ ستتحدَثين ؟ هل تُريدينني أن أفتحَ الطريقَ لكِ ؟" 

ضربها بِمُقدمةِ المُسدسِ على خدِها بِلُطف ، مما أضافَ على ملامحهِ مزيجًا مِن الجدية والاستهزاء . 

رفعت هانا يديها بِتوتر وقالت بِسُرعة .

" أ ... أستطيع إثبات أنني لستُ ' إيو هانا ' التي تعرِفُها !" 

ثُمَ تمالكت نفسها وقالت .

" أنا أيضًا باحِثة ، مثلَ ' إيو هانا ' هُنا . إذا أعطيتني مصدرَ الطاقة ، أستطيعُ إصلاحَ هاتفي وإظهار الأدلة !" 

نظرَ جو يان إليها بعينيّن مملوءتين بِالتهديد وسألَ بِبُرود .

" هل يعني ذلِكَ أنكِ تطلُبينَ فقط مصدرَ الطاقة ؟" 

كانت خطواته تَتقدم بِثبات نحوها ، بينما كان وجههُ يزدادُ قسوةٍ . 

"هل كذبتِ بشأنِ معرِفتكِ بِقاتلِ أخي للحصولِ على مصدرِ طاقة ؟" 

تراجعت هانا بِتوتر ، لكن ظهرها اصطدمَ بِالنافذةِ الزُجاجية خلفُها ، التي بدأت تنفتِحُ فجأة . 

كانت الرِياح شديدة ، والرُعب يُسيطر عَليها . 

"جو يان ! أرجوكَ !" 

لكن بدلًا من الرد عَليها ، تقدمَ خطوة أُخرى ، مما جعلها تكادُ تسقطُ .

" لديكِ خياران الآن . كيف تُريدينَ أن تنتَهي حياتُكِ ؟" 

" لـ ... لا أُريد أن أموت ! أرجوكَ ...!" 

حينها ، لفتَ نظرُها المَشهد في السماء . 

كانت مَليئة بِجُسيمات طاقة لامِعة ، وكأنهُ عالم مُختلف تمامًا . 

" هذا ... مُدهش ".

شعرتُ أنَ لديها قوةٍ لا نهائية في هذا العالم . 

" جو يان ، هل أنا في الجنة ؟" 

نظرَ إليها بِوجه غاضب .

" هل تُريدينَ الذهابَ إليها بِشدة ؟" 

" لا ! بِالطبعِ لا !" 

رفعَ يديهِ بيأس .

" ما الذي أصابكِ ؟ هل أُصبتِ بِالجنون ؟"

هزّت هانا رأسها بِقوة ، مُحاولةً الدفاعَ عن نفسِها . 

" أنا لستُ مجنونة ! أنا حقًا شخصٌ آخر ، ولستُ الشخصَ الذي تعرِفُه !" 

حاولت جذبَ إنتباههِ مرةٍ أُخرى ، وقالت بِجدية .

" أعطني مصدرَ الطاقة الذي تُسميهِ ' الكُرة المُضيئة ' ، وسأُريكَ ما أقصدُه . سأُصلِحُ هاتفي وأثبتُ كلامي !" 

حدّقَ فيها جو يان بِصمت لِبعضِ الوقت ، و عينيّه تُضيئانِ بِالريبةِ والغضب . 

" هل تعرفينَ كم مرةٍ أخطأتِ في الماضي ؟ كم مرةٍ حاولتِ خِداعي بتقنياتّكِ الملعونة ؟" 

اقتربَ مِنها بِبُطء ، و عيناهُ تزدادان شراسة . 

" وهل تَعتقدينَ أنني سأثقُ بكِ الآن ؟ بعدَ كُلِ شيء ؟" 

شعرت هانا بأنها على وشّك فقدانِها السيطرة على الموقِف ، فصرخت بِصوت مُرتجف .

" أنا مُختلِفة ! أنا مِن عالم آخر ! أستطيعُ إثباتَ ذلِكَ إذا أعطيتني فُرصة !" 

توقفت كلِماتُها لِلحظة ، وابتسمَ بِسُخرية باردة . 

" عالم آخر ؟ هل تُحاولينَ أن تمزحي معيّ الآن ؟" 

" أنا جادة ! اسمَعني !" 

لكن قبلَ أن يُكمِل حديثهُ ، دوى صوت إنفجار آخر ، أقربُ هَذهِ المرة ، مِما جعلَ الأثنين يلتفِتان بِسُرعة . 

أصوات الإنذار المُرتَفِعة ، وأضواء حمراء تملأُ المكانَ . 

نظرَ جو يان إلى المشهدِ من النافِذة المَفتوحة ، ثُمَ عاد بِنظره إلى "هانا ". 

" لا وقتَ لهذهِ التفاهات الآن . إذا كُنتِ تُريدين أن تُثبِتي نَفسّكِ ، فافعَليّ ذلِكَ لاحقًا " .

أمسَكها مِن ذراعِها بِقوة ، وسَحبها بِاتجاهي بابِ الغُرفة .

" انتَظري حتى ينتَهي هذا الجنون ." 

" لكن ..." 

" اُصمُتي واتبِعيني " .

ركضا معًا عبرَ مَمر طويل مَليء بِالمُعِداتِ الغَريبةِ والإنذاراتِ المُتزايدة . 

كانَ جو يان  يبدو واثقًا من خطواتهِ ، في حينَ أن هانا  كانت تشعرُ بِالارتِباكِ والخوف . 

صوت خطوات ثَقيلة يترددُ خلفهُما .

" جو يان ، ماذا يحدثُ ؟!" 

" تَوقفي عن الأسئلة واتبعيني فَقط " .

وصلوا إلى غُرفة مَليئة بِالشاشاتِ الكَبيرة ، حيثُ أظهرت الكاميرات أنَ هُناكَ قوةٌ غامِضة تُهاجِم المَبنى مِن الخارِج . 

قالَ جو يان بِنبرة غاضِبة .

" إنهم هُنا . أولئكَ الذينَ ظنوا أنهم يستطيعونَ التخلُصَ مِنا بِسهولة " .

" من ' هم ' ؟!"

سألت "هانا " بِارتِباك . 

" قتلةُ أخي ".

كلماتُه كانت كافية لِجعلِها تشعرُ بِالخوفِ والقلق .

" إذا كانوا بِهذهِ الخطورةِ ، لماذا نحنُ هُنا ؟!" 

نظرَ إليها بِحدة وقالَ ..

" لأنكِ السببُ في كُلِ هذا ، ويبدو أنكِ ستكونينَ الورقةَ الرابِحة أو المُشكِلة الكُبرى " .

ازدادت الأمور تعقيدًا ، وكانت هانا تُدرك أن ما ينتَظِرُها رُبما يكون أخطرَ مِما تخيلت .

لكن في أعماقِها ، قررت ألا تستَسلم . 

' إذا كُنت أمتلِكُ القُدرة على إستخدامِ هذهِ الطاقة هُنا ، فرُبما أستطيعُ النجاة ... ورُبما أُساعِدهُ أيضًا ' .

لكن السؤال الأهم لِهذا الفصل : هل ستَتمكنُ "هانا " من كسبِ ثقةِ " جو يان " قبلَ فواتِ الأوان ؟

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon