NovelToon NovelToon

إيلينا والدوق الغريب

فصل 1

كانت حياة إيلينا أشبه بعجلة تدور بلا توقف، لا شيء يتغير.

أب عمل حتى الموت، وأم غارقة في حب المظاهر.

كانت إيلينا هي الوحيدة العاقلة في هذا المنزل المتهالك.

"إيلينا!! تعالي وصففي شعري."

كان المنزل صغيرًا جدًا لدرجة أن إيلينا، التي كانت في غرفتها، كانت تسمع صراخ والدتها بسهولة وكأنهن بنفس الغرفة. أحد الأشياء التي كانت تستنزف إيلينا هو غرور والدتها، الأمر الذي تطلب منها ارتداء فساتين باهظة الثمن لا تليق حتى بمكان بائس مثل هذا وتضع المجوهرات على رأسها.

وضعت إيلينا نظارتها جانبًا وأغلقت الكتاب الذي كانت تقرأه.

لم تنسَ إغلاق زجاجة الحبر؛ ففي هذا المنزل الفقير، أي هدر مهما كان صغيرًا يعد خسارة كبيرة. حاليًا، الشخص الوحيد الذي يكسب المال في هذا المنزل هي إيلينا، بينما هناك ثلاثة أشخاص ينفقونه. كل شيء، مهما كان بسيطًا أو تافهًا، كان يجب توفيره لإجتياز الأيام يومًا بيوم.

"إيلينا!! ألا تسمعينني؟ تعالي حالًا!"

اهتزت الأرضية تحت صوت أمها. من الواضح أنها كانت تدب الأرض بقدميها غضبًا لأنها لم تحصل على ما تريد.

تنهدت إيلينا بهدوء وقالت:

"حسنًا، قادمة."

فتحت إيلينا باب غرفة سيسيل، التي لم تكن تبعد سوى عشر خطوات عن غرفتها. كانت الغرفة مليئة بالأشياء الفاخرة التي تمسكت بها والدتها بإصرار حتى بعد طردهم من القصر الكبير، الذي كان ينبعث منه دومًا رائحة العطور الزكية.

'لا شيء من هذا يناسبه على الإطلاق.'

كان من المستحيل أن تتماشى تلك القطع الفاخرة مع المنزل ذي الأرضية الخشبية المتعفنة.

لو باعت هذه الأشياء، لتمكنت الأسرة من العيش لشهر، أو حتى ثلاثة أشهر قادمة. لكن سيسيل لم تكن من النوع الذي يهتم بذلك؛ كان شغلها الشاغل هو إشباع غرورها.

ألقت إيلينا نظرة خاطفة على الأشياء الملقاة على السرير وبدأت بتصفيف شعر والدتها.

"لماذا أنتِ بطيئة هكذا؟ عندما أناديكِ يجب أن تأتي فورًا!"

"أنا آسفة، أمي."

لم يكن الجدال مجديًا؛ في النهاية، كانت إيلينا هي من ستشعر بالإرهاق. لذلك، اختارت الصمت منذ سنوات.

مرت خمس سنوات بالفعل منذ أن أُجبروا على الإنتقال إلى هذا المكان بعد أن أهدرت والدتها ثروة العائلة بعد وفاة والدها. لقد استغرقت والدتها أقل من عام حتى تهدر كل تلك الثروة.

يا لها من موهبة مدهشة!

أنفقت جزءً من الثروة لدعم أقاربها، وجزءً آخر على شراء السلع الفاخرة، وجزءً ثالثًا على إقامة الحفلات. وفي حين أن إيلينا ذات الأيدي الصغيرة الناعمة، كبرت لتصبح إمرأة شابة تبلغ من العمر عشرين عامًا، لم تتغير والدتها أبدًا.

لا تزال سيسيل تعتبر نفسها سيدة نبيلة تعيش في قصر فاخر.

وضعت سيسيل يدها على خدها قائلةً:

"ألا تملكين بعض المال؟ انظري كيف يبدو وجهي فظيعًا لأنني أستخدم مستحضرات تجميل رخيصة. يجب أن أشتري مستحضرات جديدة…"

وحتى الآن، أصبحت مستحضرات التجميل باهظة الثمن التي تتحدث عنها تلك شيئًا من الماضي. هل تعلم أن المال الذي ترغب في دفعه مقابل مستحضرات التجميل هذه يعادل تكلفة أدوية ليانا لعام كامل؟

نظرت سيسيل إلى عيون إيلينا.

وتبادلت إيلينا النظرات مع والدتها عبر المرآة وقالت بسرعة:

"ليس لدي مال، أمي. حتى أننا لا نملك ما يكفي لشراء حساء للغد…"

"وهل الحساء أهم من حضور حفلة تقيمها الكونتيسة بريستو بعد أسبوع؟! إلى متى ستظلين هكذا؟ هل أفعل هذا لأجلي؟ أنا لا أقول أنني أرغب من الجميع أن يحبكِ! ليانا لا أمل في زواجها، لذا يجب على الأقل أن أجد لكِ عريسًا مناسبًا! إلى متى ستعيشين في حالة من اليأس، متمسكةً بتلك القطعة من الورق؟"

ارتفع صوت سيسيل تدريجياً، وكانت أنانيتها تأكل روح إيلينا.

كيف يمكنها أن تعتبر شراء مستحضرات تجميل لأجل حفلة راقصة لا تزال بعد أسبوع أكثر أهمية من الحساء الذي ستأكله غدًا؟

حاولت إيلينا تهدئتها:

"لكن، أمي… ليس لدينا حتى ما يكفي من المال لدفع ثمن دواء ليانا، لذا مستحضرات التجميل…"

صفع!

نهضت سيسيل من كرسي منضدة الزينة وصفعت خد إيلينا.

"أنـ، أنتِ! ألا تعرفين مدى الإحراج والانزعاج الذي أشعر بهم الآن؟ ألهذا السبب تتحدثين معي بهذه الطريقة؟"

كانت إلينا هي من أرادت البكاء، لكن بدلًا من ذلك، دموع سيسيل هي من بدأت تتساقط على وجهها المزين بالمكياج. نظرت إيلينا إلى هذا المشهد بخواء.

"الشهر الماضي، الشهر الماضي أيضًا! لم تصلني حتى ولو دعوة واحدة لأي حفل! أنا بالكاد حصلت على واحدة أخيرًا! ولكن من المحرج جدًا أن أرتدي فستانًا عفا عليه الزمن كهذا، لكني مضطرة. أنا لا أطلب منكِ شراء فستان جديد أو مجوهرات، إنها فقط مستحضرات تجميل!"

تنهدت سيسيل وخرجت غاضبة من الغرفة.

"لا!"

طاردتها إيلينا، لكن جسدها المنهك من التضور جوعًا ليومين، لم يملك القدرة على مجاراتها. دفعت سيسيل إيلينا بعنف بعيدًا وذهبت لتفتش غرفتها، حتى وجدت حقيبة صغيرة تحتوي على المال الذي كانت تخبئه.

"أيتها الغادرة. لماذا تخفين المال بهذه الطريقة وتخدعين والدتِك؟"

ارتجفت إيلينا بيأس قائلة:

"هذا المال ليس لكِ، أمي! إذا فقدناه، فلن نتمكن من شراء دواء ليانا!"

استجمعت إيلينا بعض الطاقة وتشبثت بسيسيل، لكن سيسيل دفعتها مرة أخرى وسقط جسد إيلينا النحيف على الأرض.

"لن تموت إذا لم تأخذ دواءها لشهر واحد."

قالت سيسيل ذلك ببرود.

"انتظري وسأجد لكِ زوجًا جيدًا. عليكِ فقط أن تفعلي ما أقوله لكِ! هل هناك أم مثلي؟ لقد فعلت كل هذا لأنني أفكر في ابنتي."

انفجرت إيلينا في الضحك ساخرة.

'يا إلهي... لو كان هناك أمل في النجاة من هذا الجحيم، أرجوك أنقذني.'

حتى لو كان حبلًا مهترئ سيكون جيدًا.

*حبل تشنق بيه نفسها

بدت الفكرة جيدة حتى لو عني ذلك دخولها إلى الجحيم في النهاية.

'لو كان فقط بإمكاني الهروب الآن!'

كل ما أردته في تلك اللحظة هو أن تتنفس براحة لمرة واحدة.

هربت إيلينا من المنزل وركضت في الشارع بينما كانت الشمس تغرب، دون أن ترتدي حتى حذاءً مناسبًا.

'أبي… أفتقدك.'

همست بيأس متمنيةً لو يعود والدها إلى الحياة.

...※※※...

أغمض ماكسيم عينيه ببطء ثم فتحهما.

لو لم تكن دعوة من كونتيسة بريستو، لما خطى خطوة واحدة في هذا المكان.

لقد مر ما يقرب من خمس سنوات منذ أن زار منطقة ريبونتو آخر مرة، وما كان ليأتي راكبًا عربة لعدة ساعات للوصول إلى هنا إلا بسبب عمته، التي تُعتبر من الشخصيات الاستثنائية في العائلة.

كانت الكونتيسة بريستو تحب جمع الناس حولها والاختلاط بهم. وقد كان يتهرب من دعواتها مرات عديدة متعللاً بأعذار شتى، لكن هذه المرة احتفالها بعيد ميلادها الستين جعله عاجزًا عن رفض الدعوة.

كما أن كبار العائلة ضغطوا عليه ليحضر:

[هل تعلم كم تحبك عمتك؟ ألا يمكنك تحقيق أمنيتها البسيطة هذه المرة فقط؟]

[عمّتك محقة. استغل الفرصة وامنح نفسك وقتًا للاسترخاء.]

كان تكرار هذه العبارات أشبه بإعادة تشغيل أغنية مزعجة جعلت ماكسيم غير قادر على تحملها أكثر.

"إذا كانوا يرغبون في إرضائها لهذه الدرجة، فعليهم أن يفعلوا ذلك بأنفسهم. لماذا يستخدمونني؟"

تمتم ببرود وهو يصر على أسنانه. كانت تلك لحظة جعلته يشعر بالحنين اليأس إلى السجائر التي أقلع عنها منذ لحظة تسريحه من الجيش، الذي كان قد هرب إليه سابقًا.

كانت عمته بريستو من الأشخاص الذين يؤمنون بالخرافات الغريبة. قال لها عراف يقرأ بطاقات التاروت إن شريكة حياة ماكسيم ستكون من منطقة ريبونتو، ولهذا السبب، جلبت عائلة الكونت بريستو بأكملها إلى فيلا ريبونتو.

معلنةً أنها ستبحث بنفسها عن المرأة التي ستصبح زوجة ماكسيم.

'لو اكتشفت فقط من هذا العرّاف، لما تركته وشأنه.'

فكر ماكسيم بغضب وضغط على عينيه المتعبتين. لم يكن لديه الوقت ليضيعه في شيء كهذا، بينما هناك العديد من الملفات المعلقة تنتظر توقيعه، والمساعدون يعملون بلا توقف.

تمنى لو أن الكونتيسة بريستو رأت وجوههم الشاحبة من الإرهاق.

لقد حان الوقت لتدرك عمتُه أنه لم يعد ذلك الصبي الضعيف الذي اعتادت رعايته في صغره.

حرك ماكسيم أصابعه على شفتيه الجافتين وقال بتهكم:

"لا أعلم أي إهدار للوقت والجهد هذا!"

تمتم بهذه الكلمات مستندًا بجسده إلى العربة. كل ما أراده هو أن تنتهي هذه الإزعاجات سريعًا، وأن يُثبت لعمته أن أمانيها كانت بلا جدوى، ثم يعود إلى العاصمة.

كان منشغلاً بخطط تطوير جديدة؛ فقد اشترى مؤخرًا قطعة أرض في جزيرة كينغوشي، وهي وجهة سياحية جديدة تزداد شهرة.

وكان ينوي بناء فرع جديد لسلسلة متاجر روزستين هناك.

كان مشغولاً للغاية، لدرجة أن حتى نسختين منه لم تكن لتكفي أعباء العمل.

"وماذا، زواج؟ أي زواج هذا؟"

لم يكن لديه أي اهتمام بالنساء، وبالأخص بفكرة الزواج. كان ماكسيم يؤمن بأنه لا توجد امرأة يمكن الوثوق بها.

'لا أفهم لماذا الجميع مصرّون على دفعي نحو الزواج، مع أنني أوضحت مرارًا أنني لا أؤمن به.'

همس بامتعاض:

"يا لهم من متطفلين."

ثم أسند رأسه بقوة على مقعد العربة، مصدرًا صوت ارتطام خفيف.

فصل 2

بينما كانت عربة ماكسيم تعبر جسر كريس، البوابة الأخيرة المؤدية لمنطقة ريبونتو، كانت إيلينا، التي هربت من منزلها، تتجول أيضًا في مكان قريب. كانت على زاوية شفتاها قشرة من الدم إثر الصفعة التي تلقتها، ووجهها متورم من البكاء. بدا مظهرها في حال يرثى لها، مما قد يثير شفقة أي شخص يراه.

نظر ماكسيم بلا مبالاة نحو إيلينا عبر نافذة العربة. لقد كانت مجرد نظرة عابرة، لكن لسبب ما، جذب مظهر المرأة اهتمامه وأثّر فيه.

كان شعرها غير المرتب والفوضوي يتناقض تمامًا مع جودة القماش الفاخر لثوبها. بناءً على تصميم الثوب وحالته الممزقة عند الحافة السفلية، كان من الواضح أنه قديم.

كمالك لسلسلة متاجر متعددة الأقسام، إعتاد ماكسيم على تقييم الأشياء وتقدير قيمتها. ومن هيئتها، استنتج أنها ابنة عائلة نبيلة فقدت مجدها وثروتها.

ابتسم بسخرية طفيفة.

'يا تُرى، أي نوع من بنات العائلات الثمينات هي، لينتهي بها الحال هائمة في الطرقات بعد غروب الشمس بهذا الشكل؟'

ثم أضاف في نفسه:

'العائلة التي سمحت لها بالخروج بهذا المظهر، يجب أن لا تُحترم.'

هزّ ماكسيم رأسه وأطلق صوتًا خفيفًا من الامتعاض قبل أن يسدل الستائر على النافذة.

"الملابس التي يرتديها الإنسان لا تحدد قيمته أو مكانته."

ولكن، بالنسبة لهذه المرأة، كان حالها البائس انعكاسًا لوضع عائلتها.

'لا خير في التورط مع عائلة كهذه.'

قرر ماكسيم إنهاء اهتمامه بما يدور في الخارج وأغمض عينيه لينصرف عن التفكير بها.

...※※※...

تجولت إيلينا أمام جسر كريس لبعض الوقت. كان نبض قلبها يقصف بقوة. إذا ما عبرت هذا الجسر، ستكون هذه هي المرة الأولى التي تطأ فيها قدمها خارج منطقة ريبونتو منذ استقرارها هناك.

كانت ريبونتو مثل القفص الذي يحتجزها، وكان الجسر هو المتنفس الذي تأتي إليه كلما شعرت بالاختناق. لكن في كل مرة تقترب فيها من حافة جسر كريس، كان شعور بالذنب الجارف يبتلعها، كما لو أنها تخلت عن والدتها وشقيقتها الصغيرة.

وقفت تحدق بعيون شاردة نحو الجانب الآخر من الجسر. كانت تلك النقطة تمثل بالنسبة لها الحد الفاصل الذي لا تستطيع تجاوزه.

رمشت عيناها بينما لاحظت أن الضوء البعيد يقترب شيئًا فشيئًا. كانت عربة فاخرة تمر بجوارها. وللحظة، التقت عيناها بعيني الرجل الجالس داخل العربة، ولكن ملامح وجهه لم تكن واضحة بسبب الظلام.

واصلت العربة طريقها مبتعدة.

ثم تساءلت في نفسها:

'من الذي يركب بها؟'

كانت ريبونتو مؤخرًا تشهد قدوم العديد من العربات الفاخرة بسبب حدث ما. حتى والدتها، رغم كل شيء، تأثرت بتلك الأجواء.

لكن، بالنسبة لإيلينا، كانت هذه الرياح الجديدة مجرد سراب لا قيمة له.

حتى الشجار الذي حدث اليوم كان بسبب هذا الحدث، حيث أقامت إحدى السيدات الأرستقراطيات حفلًا ودعت جميع النبلاء المقيمين في ريبونتو إليه.

كانت والدتها، سيسيل، تعتقد بإصرار أن بإمكانها تزويج إيلينا لرجل من عائلة مرموقة. لكن على أي أساس كانت تضع تلك الآمال؟

[ألا تهتمين بمظهركِ؟ لقد ورثتِ عني أجمل الملامح، وعليكِ معرفة كيف تستغليها جيدًا! عندها يمكننا على الأقل أن نجد لكِ زواجًا في مستوى عائلة كونت.]

بالنسبة لإيلينا، لم تكن قيمة المرأة تعتمد على جمالها، بل على فضائلها كزوجة تعتني بأسرتها وشؤون منزلها. كانت ترى أن القليل من الزينة لتبدو لائقة يكفي.

لكن بالنسبة لسيسيل، كان الجمال سلاحًا، وكانت ترى أنه لا عيب في استغلاله لإبرام صفقة جيدة لبيع ابنتها.

لم تكن سيسيل تخجل من طموحها في استغلال ابنتها، ولم تدرك حتى أنه أمر مخزٍ.

[أي نوع من النبلاء نحن؟ ليس لدينا المال حتى لشراء فستان جديد! النبلاء الحقيقيون هم من يعيشون في ترف ورفاهية، وأنا أريد أن أوفر لكِ تلك الحياة! استمعي إلى والدتكِ وستعيشين كنبيلة حقيقية.]

'هل هذا ما يعنيه أن تكون نبيلًا حقًا؟'

لم تكن إيلينا تمانع ارتداء فستان قديم مُعدل من فساتين والدتها التي ارتدتها والدتها في شبابها، على عكس والدتها التي كانت تسخر منها وتصفها بـ المثير للشفقة.

[اشتري دائمًا الأفضل. ألم تسمعي المثل القائل إنه عندما لا تعرف ماذا تشتري، فاختر الأغلى؟ كل ما عليكِ فعله هو أن تجدي رجل يتمتع بأغنى وأرفع مكانة لتتزوجيه. هل فهمتِ؟]

سقطت دموع إيلينا على وجنتها التي لا تزال تحمل آثار كدمات.

كان عقلها مشوشًا.

شعرت أن الأمور قد انتهت بها بالفعل، وأنها إذا عادت إلى المنزل الآن، ستتورط في جدال لا طائل منه مع والدتها، ثم في النهاية، ستجد نفسها تُباع كزوجة ثانية لعائلة ثرية.

أو ربما تكون والدتها قد ذهبت إلى مكان ما بالمال الذي أخذته منها.

في نظر سيسيل، لم يكن الوقت المتأخر عائقًا، إذ كانت قادرة على إيقاظ بائع متجول عبر الإمساك بياقته إذا دعت الحاجة.

كانت سيسيل مهووسة بفكرة ”بيع إيلينا بأعلى سعر ممكن‟.

ارتجفت شفتا إيلينا الملطختان بالدماء وهي تقول:

"لو كان بإمكاني فقط الهروب من هنا، إذا استطعت عبور هذا الجسر…"

ثم أصبح تعبيرها مظلمًا.

كان من السهل على الناس عبور هذا الجسر. كما حدث الشيء نفسه للعربة التي مرت بالقرب من إيلينا قبل لحظات. لكن عبور الجسر هو أصعب شيء في العالم بالنسبة لإيلينا.

وبينما كانت تنظر إلى الجسر، شعرت وكأن العالم كله يسخر من ضعفها، ثم ومض وجه ليانا أمام عينيها.

إذا عبرت الجسر، ستترك وراءها كل شيء، بما في ذلك شقيقتها الصغيرة، ليانا، التي كانت الوحيدة التي تستطيع الإمساك بيدها الصغيرة وطمأنتها.

لم تستطع التخلي عنها. فقد كانت سيسيل ترى أن ليانا عبء غير مربح، وحتى الأدوية اللازمة لها لم تكن تعتبرها أولوية.

في الواقع، حتى هذا اليوم، استولت على المال المخصص لشراء أدويتها.

ومضت مصابيح الشوارع المثبتة على جسر كريس. لقد كان وقت تشغيل الإضاءة.

منذ توزيع الكهرباء على منطقة ريبونتو، أصبح الناس يعيشون حياة أكثر أمانًا وراحة من ذي قبل. وكانت أضواء الشوارع أيضًا نتاجًا للتطوير. العالم يتغير بسرعة كبيرة، ولكن سيسيل لم تختلف قط عن ذي قبل.

ابتسمت إيلينا بحزن وهي تنظر إلى الأضواء التي بدأت تضيء الجسر، وكأنها عالم ساحر يفتح أمامها.

"جميل…"

كانت الأضواء الوامضة، مثل اليراعات المتجمعة في مكان واحد، تبث الحياة في الظلام.

لقد كانت إحدى اللحظات المفضلة لدى إيلينا، فقد بدا أن هذا الطريق يرحب بها. وكأنه يقول لها أعدكِ بالسعادة، فلنذهب معًا.

ولكن رغم الأضواء الساطعة على الطريق، لم تستطع إيلينا أن تخطو عليه ولو خطوة واحدة.

بدأت دموعها بالانهمار بشدة، بعد أن شعرت بالارتياح لعدم وجود أحد يشهد ضعفها هذا الآن. بكت إيلينا بلا هوادة، وكأن السد الذي كان يسد دموعها قد انهار فجأة.

"إهيء، آاااااااه..."

كانت تشعر بأن صدرها سينفجر من الحزن. لقد كان لديها أيضًا العديد مما ترغب في القيام به، والكثير مما يمكنها تحقيقه. أرادت الالتحاق بالأكاديمية. كان لديها شغف لتعلم أشياء كثيرة. كما أحبت الكتابة. في ريبونتو، التي كانت بعيدة عن المراكز الحضارية، كان من النادر أن تجد أشخاصًا متعلمون أو يجيدون القراءة والكتابة.

وعلى الرغم من أنها كانت تساعد أحيانًا في أعمال الترجمة باستخدام الكتابة التي تعلمتها من والدها الراحل، إلا أن عالم إيلينا كان صغيرًا. لم تستطع حتى أن تحلم.

'لماذا أعيش؟'

تساءلت إيلينا بينما تحاول التوقف عن البكاء لالتقاط أنفاسها.

وبينما كنت تقف محدقةً في ساقيها بعينين محمرتين من البكاء، لاحظت عربة تقترب منها. ظنت إيلينا إنها كأي عربة آخرى ستتجاوزها ببساطة لتعبر جسر كريس، لكنها توقفت فجأة خلفها.

التفتت إيلينا بوجه متفاجئ، وفي تلك اللحظة، انفتحت نافذة العربة.

ظهر من النافذة وجه رجل شاحب تغمره ملامح الكآبة. كان غريبًا تراه لأول مرة. بدا كرجل أنيق ومتأنق. انعكس ضوء المصابيح على شعار العربة، كاشفًا عنه.

رمش الرجل ببطء، وأسند ذراعه على النافذة، وأمال رأسه قليلاً قبل أن يتحدث بصوت منخفض مفعم بالبرود:

"قد تقعين في مشكلة كبيرة إن بقيتِ هنا هكذا."

كان لصوته نبرة كئيبة وعميقة تبدو وكأنها مناسبة للظلام الذي يحيط بهما. حاولت إيلينا أن ترتب مظهرها، لكنها سرعان ما أدركت أنه لا شيء يمكنه إصلاح حالتها الآن. لم تكن حتى ترتدي حذاءها الذي تركته في المنزل.

ابتسم الرجل بخفة بينما يبدو على وجهه علامات التعب وقال:

"جميع الرجال المارة يحدقون بكِ."

رمشت إيلينا بعينيها بدهشة، ثم تلعثمت قائلة:

"وما-ما شأنك أنت؟"

إيلينا، التي أجابت بإحراج، خطت خطوة إلى الخلف دون وعي. كان من المربك جدًا أن تجد نفسها تتحدث إلى رجل بهذا الشكل. وسرعان ما شعرت بحرارة الخجل تكسو وجهها، فأحنت رأسها وهي تحاول إخفاء احمرار وجنتيها.

قال الرجل بابتسامة خفيفة:

"ليس لي شأن في الواقع. لكنني رأيتكِ الآن. وإذا استيقظت غداً ورأيت صورتكِ في الصحف، قد أجد نفسي غارقًا في شعور بالذنب دون سبب. لماذا لا تصعدين العربة بدلاً من تضييع الوقت في الجدال؟"

حتى لو كان فقط يكرر ما قاله له سائقه، لقد شعر للحظة بالندم على ذلك. وتساءل في نفسه عن سبب تدخله في أمور لا تخصه، مما زاد من شعوره بالإرهاق.

ما الذي يعنيه له ما إذا كانت تلك المرأة التي تبدو يائسة في خطر، أو إذا كان بعض الرجال المتسكعين يلقون نظرات خاطفة نحوها، أو حتى ما إذا كان السائق يقول ما يشاء فحسب؟

كان هذا كله لا علاقة له به.

فصل 3

ابتعد ماكسيم عن النافذة وتنهد. حتى حركة يده وهو يمررها على شعره كانت تكشف عن إرهاقه العميق.

قال بصوت فيه نبرة خفيفة من الضيق:

"أنا متعب وأرغب في العودة بسرعة."

ترددت إيلينا. في الواقع، لم تكن تعلم بأي عقلية سارت حتى وصلت إلى هنا. مشت بلا هدف حتى وصلت إلى جسر كريس. لقد كان نفس النمط يتكرر في كل مرة، ولكن اليوم كان مختلفًا بعض الشيء.

لأن هذا الرجل النبيل الذي أمامها قد تدخل.

تنهد الرجل مرة أخرى وأدار رأسه.

"يبدو أنني تدخلت أكثر مما ينبغي. على أي حال، سأذهب الآن…"

"من فضلك أوصلني. إنه أول منزل تراه عندما تذهب فوق التل. وسأكون ممتنة إذا تمكنت من إنزالي في مكان بعيد قليلًا."

تحدثت إيلينا بسرعة، ثم دارت حول العربة باتجاه الباب. كان السائق المرتدي ملابس أنيقة قد فتح لها الباب، مرافِقًا إياها بأدب. أعطت ابتسامة السائق الشجاعة لإيلينا.

"شكرًا لك."

ابتلعت إيلينا لعابها بعد أن همست بصوت منخفض بالشكر للسائق. في الحقيقة، كان ركوب هذه العربة نوعًا من المقامرة بالنسبة لها. إذا كان الرجل شخصًا سيئًا، فقد ينتهي بها الأمر ميتة. وإن كان شخصًا جيدًا بالفعل، فقد حصلت على توصيلة مجانية. بالنسبة لإيلينا، لم يكن لديها ما تخسره.

كان الجزء الداخلي من العربة أوسع مما بدا عليه من الخارج، والرجل الجالس هناك كان ضخمًا ومناسبًا تمامًا لرحابتها.

كان يحمل مزيجًا غريبًا بين الوحشية والهيبة الأنيقة.

'هل كلمة ”وحشية“ هي الوصف الصحيح؟'

أدارت إيلينا رأسها بسرعة، غير مصدقة أنها تفكر بهذه الطريقة.

عضّت شفتيها في حرج.

"آه."

نتيجة لذلك، شعرت بألم طفيف حيث جرحت شفتيها. غطت إيلينا وجهها بيدها متظاهرة بفرك خدها. لم يكن من السهل عليها أن تظهر بهذه الطريقة أمام رجل نبيل حقيقي لم يسبق لها رؤيته من قبل في حياتها. خاصة واحدًا بمثل هذا المظهر المهندم. شعرت بالإحراج يتصاعد إلى وجهها، وتحركت أصابع قدميها بشكل لا إرادي.

شعرت بنظرات الرجل وهي تمر على قدميها قبل أن تتوقف عند وجهها.

ربما كان ينظر إلى الجروح على وجهها، الذي تسبب فيها دفع سيسيل لها وضربها.

أغمضت إيلينا عينيها وبدأت تعد الأرقام في ذهنها، متمنية أن تتوقف العربة قريبًا.

كانت العربة تسير بثبات، وعادت بهما إلى الطريق الذي كانت قد مشته وحدها سابقًا. عندما توقفت العربة أخيرًا، قفزت إيلينا مثل أرنب مذعور، خارجة من الباب المفتوح بأدب.

ابتسم ماكسيم وهو ينظر إلى ظهرها الهارب. لم تقل كلمة شكر أو حتى تسأل عن اسمه.

بدت كحيوان صغير ضعيف يتعرض للهجوم.

لم يكن واضحًا ما إذا كانت خائفة أم وقحة.

بعد رحيلها، ظهر وجه السائق من خلال الباب، وعلى ملامحه تعبير بالفخر. كان هذا السائق من بين تلك المجموعة الغريبة من خدم العائلة.

نقر ماكسيم بلسانه وضيق عينيه.

"أليس لدى مدير الخدم أي فكرة عن كيفية إدارة الأشخاص؟ كلهم مجموعة من المتذمرين."

قال بحدة:

"هل انتهينا الآن؟"

رد السائق بابتسامة ماكرة:

"الجميع في العاصمة سيتحدثون عن كرم الدوق."

نقر ماكسيم بلسانه مرة أخرى، وأغلق الباب بنفسه بعنف.

*نقر بـ/على لسانه يعني قال (تسك) علامة ع الاستياء يعني أو عدم الرضا

امدحوا اجتهادي ف البحث عن معناها🙈

...※※※...

كانت أيام ماكسيم في ريبونتو مملة بشكل لا يُطاق. وكانت عمته تبذل كل ما في وسعها لإبقائه هناك. لم تقابله لمدة أسبوع، متظاهرة بأنها مريضة وطريحة الفراش.

'لأن جدي كان يدللها دائمًا، هذا ما جعلها، حتى بعد أن بلغت الستين، متسلطة بهذا الشكل.'

صر ماكسيم على أسنانه وهو يفكر في أنه يجب على عمته أن تفهم كم سيكون هذا خسارة فادحة لرجل أعمال يقدّر كل ثانية. لكن على الأقل، اليوم لن يكون لديها خيار سوى الظهور. فاليوم هو حفلة عيد ميلادها الستين.

وبعد هذا اليوم، سيغادر ماكسيم هذا المكان الممل.

بالطبع، لم يكن ماكسيم الوحيد الذي أُجبر على القدوم إلى ريبونتو. كانت كاميليا أيضًا هناك.

كان لدى كاميليا وماكسيم علاقة طويلة الأمد، لذا انتهى بهما الأمر بطبيعة الحال بالجلوس على نفس الطاولة. لكن فقط لأن الاثنين كانا يعرفان بعضهما البعض لفترة طويلة لا يعني بالضرورة أن علاقتهما كانت جيدة. فقد كانا يجلسان في صمت دون أن يتبادلوا حتى كلمة واحدة، إلى أن اقترب منهما كاليس.

"أنتما الوحيدان هنا اللذان تبدوان بهذا الملل. إذا رأى الآخرون ذلك، فسيعتقدون أن هناك كارثة كبرى في الأسرة."

"شكرًا لإعلامنا بذلك."

أجابت كاميليا بلهجة جافة وأدارت رأسها.

كان جليًا أن الكونتيسة بريستو قد دعت جميع النبلاء المقيمين في المنطقة إلى الحفلة للبحث عن عروس. كذلك كان الكونت بريستو يبذل قصارى جهده لتزويج ابنه الوحيد.

على الرغم من أن دوافع الكونت بريستو وزوجته كانت مختلفة، إلا أن الهدف كان نفسه، وهو جمع أكبر عدد ممكن من النبلاء.

حتى هناك دعوات قد أُرسلت إلى العاصمة، مما يعني أن كل من يأمل في تشكيل علاقة مع عائلة بريستو قد جاء إلى هنا.

كاميليا، التي كانت تجلس مع تعبير بالملل، ضاقت عينيها فجأة.

"لكن تلك المرأة... بالغت حقًا."

تمتمت كاميليا، موجّهة نظرها نحو سيسيل جوزيف، التي كانت تقف مرتدية ملابس مزينة بشكل مبالغ فيه أشبه بالطاووس.

رغم محاولاتها لإخفاء رداءة فستانها بارتداء الحلي بطريقة خرقاء، كانت أطراف الفستان بالية، والمجوهرات التي ترتديها تبدو رخيصة ومبتذلة.

بدت مثل مهرج بسبب مظهرها البعيد تمامًا عن الموضة ومستحضرات التجميل الثقيلة.

"هل كان لا بد من دعوة امرأة كهذه؟ ماكسيم، ماذا ستفعل لو حاولت عمتك تزويجك من امرأة مثلها؟"

كان ماكسيم يرفع كأسه عندما سمع اسمه، فأدار رأسه ببطء. ونظر إلى المكان الذي أشارت إليه كاميليا، حيث كانت هناك امرأة تقف بارتباك، تبدو غريبة وغير ملائمة لهذا المكان.

كانت صغيرة، ذات بشرة شاحبة، وملامحها تحمل شيئًا من الألفة بشكل غامض.

ضاقت عينا ماكسيم بينما كان يحدق فيها.

'إنها مألوفة، كما لو رأيتها من قبل.'

فكر ماكسيم، وهو يدرك أنه ربما التقى بها في الماضي.

كانت ترتدي ثوبًا قصيرًا يكاد يغطي كاحليها، باهت اللون، وكبيرًا عليها وكأنه لا يخصها لدرجة أنه بدا وكأنه سينزلق عنها. ولكن، رغم كل ذلك، كان مظهرها يحمل براءة وجمالاً رقيقًا.

كانت عيناها الزرقاوان اللامعتان تملآن نصف وجهها الشاحب. وزينتها كانت في حالة مزرية وكأن أحدًا قد أفسدها.

بسبب همسات الناس الموجهة نحو تلك المرأة، كانت تبدو كحيوان صغير يبحث عن مكان للاختباء.

وفي اللحظة التي نظر فيها ماكسيم إلى أصابع قدميها، تبادر إلى ذهنه القدمين الصغيرتين الحافيتين اللتين رآهما من قبل. لقد كانت بذلك الوقت أقدام مغطاة بالتراب، لكنها كانت لا تزال بيضاء رغم ذلك، كتلك التي أمامه الآن.

"آها."

نظرت كاميليا إلى مكسيم بعد أن سمعت علامة التعجب التي أطلقها.

'لقد كانت تلك المرأة من ذلك الوقت.'

قبل أسبوع، في اليوم الذي شاهد فيه أرنبًا يهرب من جسر كريس، معتقدًا أنه أنقذه، لكنها جعلته يشعر بأنه كان مجرد صياد. ضحك ماكسيم وهو يقول في نفسه:

'لم اتوقع أبدًا أننا سنلتقي بهذه الطريقة.'

"هل تعرف تلك المرأة؟"

كان كاليس هو من أجاب على سؤال كاميليا، التي كان صبرها يكاد ينفد.

"أستطيع فقط أن أخمن. تلك المرأة هي سيسيل جوزيف. ومن مظهرها أعتقد أنها أحضرت ابنتي معها لأنهم كانوا يرتدون ملابس مماثلة. لا أستطيع إلا أن أشفق عليها. ما هو شعور ابنتها وهي ولدت ابنة لمثل هذه المرأة؟ هل تشعر وكأنها طائر سخرية؟"

ضاقت عينا ماكسيم.

'جوزيف، جوزيف… إيلينا جوزيف.'

"الآن أعرف اسمكِ."

تمتم ماكسيم ببرود، ثم ابتسم بسخرية.

في ذلك اليوم على جسر كريس، لم يكن قرار ماكسيم بإركاب إيلينا في العربة نابعًا من رغبته، بل جاء نتيجة إصرار السائق الذي ألحّ بشكل مزعج. فقد كان السائق يتحدث بصوت عالٍ مفترضًا أسوأ الاحتمالات التي قد تواجهها إيلينا إن استمرت في التجول بمظهرها ذاك في مثل هذا الطقس السيئ. لدرجة أن قدرته على تخيل السيناريوهات جعلت ماكسيم يفكر في أنه كان من الأفضل لو أن السائق أصبح كاتبًا، فقد كان ليكون بارعًا بمخيلته تلك.

مع تصاعد الشعور بالإرهاق بسبب السائق وكثرة ثرثرته، اضطر ماكسيم أخيراً إلى الرضوخ وطلب منه أن يدير العربة. في تلك اللحظة، صاح السائق بصوت مليء بالفرح:

[كما توقعت، دوقنا رجل نبيل بحق! كنت متيقن من ذلك!!]

'ما الذي كنت متيقن منه بحق خالق السماء، وماذا توقعت؟ …هه.'

فكر ماكسيم بإحباط متسائلًا عمّا يعنيه السائق بعباراته الغريبة، ومتمنيًا لو أنه اختار ركوب القطار بدلاً من العربة، رغم ازدحام القطار وعدم رغبته في الاختلاط مع الآخرين. لكن ظروفه لم تترك له خيارًا سوى اللجوء إلى العربة، لتقوده إلى هذا الموقف غير المتوقع.

على أية حال، لقد كانت إيلينا امرأة التقي بها من خلال هذا النوع من المواقف، ولم يتخيل أبدًا أنه قد يصادفها مجددًا وبهذه الطريقة. مظهرها اليوم مختلف عن حالتها البائسة على جسر كريس، لكنها الآن تبدو وكأنها مجرد قطعة في لعبة زواج مرتب من أجل تحقيق مكاسب عائلية.

فقد كان معروفًا أن الآنسات تأتي إلى مثل هذه الحفلات ليتم بيعهن بسعر مرتفع في سوق الزواج.

والغريب في كل ذلك أن ماكسيم وجد أن إيلينا بمظهرها غير المرتب على الجسر كانت أفضل حالاً، وأكثر طبيعية مما هي عليه الآن.

نظرت كاميليا إلى ماكسيم بينما كان مستغرقًا في التفكير ولاحظت نظراته إلى إيلينا.

شعرت بشيء غريب في تصرفاته، لكنها لم تقل شيئًا، فقط نظرت إليه قليلاً ثم أعادت تركيزها بعيدًا عنه. لكنها في داخلها، تساءلت:

"هل يمكن أن يكون ماكسيم مهتمًا بمثل هذه الفتاة؟"

*"طائر السخرية" هو تعبير مجازي يشير إلى كائن يتعرض للسخرية والازدراء من قِبل الآخرين، وهذا النوع من التعبيرات غالبًا ما يُستخدم للإشارة إلى شخص ضعيف أو غير قادر على الدفاع عن نفسه أمام المجتمع أو الظروف المحيطة به.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon