NovelToon NovelToon

خخخ

خووووو

^^^مممممم^^^

“فهد وظلال الوحدة”

فهد كان شابًا عاديًا يعيش في حي هادئ بجدة. حياته كانت تمشي مثل أي شخص آخر، إلى أن صار حادث بسيط قلب كل شيء. يوم من الأيام، وهو راجع من الدوام، صار معه حادث سيارة. الحادث ما كان خطير، لكن الحادثة تركت أثر نفسي أكبر مما توقع.

في البداية، صار فهد يخاف يطلع من البيت، يقول لنفسه: “لو طلعت، يمكن يصير لي شيء أسوأ.” مع الوقت، العزلة صارت جزء من حياته. أهله حاولوا يقنعونه يطلع، يغير جو، لكنه دايم كان يعتذر بحجج واهية: “تعبان شوي، بعدين إن شاء الله.”

بعد شهور، بدأ يلاحظ أشياء غريبة تصير له. صار يسمع أصوات في راسه، أصوات تحاول تخوفه. مرة يقولون له: “ليش تعيش؟ حياتك ما لها معنى.” ومرة ثانية يقولون له: “كل الناس ضدك.” حاول يتجاهلها، لكنه ما قدر. صار يحس بعيون الناس كلها تلاحقه إذا طلع حتى لو بس للباب.

أهله لاحظوا التغير الكبير فيه. أخوه، عبدالعزيز، كان أقرب شخص له، حاول يقنعه يروح لطبيب نفسي. لكن فهد كان يرفض كل مرة بعصبية، يقول: “ما فيني شيء! أنتوا اللي تبالغون!”

وفي يوم، بعد ما جلس طول الليل يسمع الأصوات تزيد وتهمس له كلام مخيف، قرر يكتب رسالة على ورقة صغيرة وتركها على الطاولة في الصالة. الرسالة كانت تقول:

“أنا تعبت. ما قدرت أوقف الأصوات. سامحوني لو قصرت. أحبكم.”

لما قراها عبدالعزيز، عرف إن الوضع صار خطير. ركض لغرفة فهد ولقاه جالس في زاوية الغرفة مظلمها تمامًا، عيونه مليانة دموع ويكرر: “ما أبغى أموت… بس ما أقدر أعيش كذا.”

قرر عبدالعزيز وقتها ياخذ أخوه بالقوة للطبيب النفسي، رغم صراخ فهد وبكاءه. هناك، عرف الطبيب إن فهد يعاني من اضطراب نفسي خطير اسمه الفصام. الطبيب قال إن الحالة ما وصلت متأخرة، لكن فهد يحتاج وقت طويل عشان يتحسن.

بدأت رحلة العلاج، لكن فهد كان يعاني كل يوم. كل جلسة، كل حبة دواء، كانت تضغط عليه أكثر من قبل. وكان دائمًا يسأل أخوه: “تتوقع يا عبدالعزيز أرجع طبيعي يوم من الأيام؟” وكان عبدالعزيز يحاول يطمنه، لكن قلبه يعرف إن الطريق طويل وصعب.

بعد شهور من العلاج، تحسنت حالة فهد شوي، لكنه ما كان نفس الشخص اللي كان قبل الحادث. صارت الابتسامة على وجهه نادرة، وصوته صار ضعيف. ومع هذا، كان يقول لأخوه: “أهم شيء إنك جنبي. لو ما كنت معي، كان يمكن انتهيت من زمان.”

قصة فهد هي قصة كثير ناس يعانون بصمت. يمكن ما نشوف ألمهم، لكن داخلهم حرب ما تنتهي. والشيء الوحيد اللي ينقذهم هو وجود

...----------------...

ناس يحبونهم وما يتركونهم مهما صار.مرت الأيام وفهد يحاول يتأقلم مع حالته الجديدة. صحيح إن العلاج ساعده شوي، لكن كانت في أيام سوداء تمر عليه، يحس إن كل شيء ضده، وإنه لو مات بيكون أريح. ومع كل يوم يمر، كان يكافح بين رغبة يترك كل شيء ويمشي، وبين وعد قطعه لأخوه عبدالعزيز: إنه ما يستسلم.

في يوم من الأيام، قرر عبدالعزيز إنه لازم يطلع فهد من دوامة الوحدة اللي هو فيها. قال له: “يا فهد، اليوم بتطلع معي، ولو نص ساعة. نتمشى شوي على الكورنيش.” فهد تردد، لكنه بالنهاية وافق لأنه ما كان يقدر يخذل عبدالعزيز اللي تعب معه كل هالوقت.

خرجوا، وفهد كان ساكت طول الطريق. وصلوا الكورنيش وجلسوا يطالعون البحر. عبدالعزيز قال له: “شايف البحر هذا؟ كيف الموج يجي ويروح؟ كذا الدنيا يا فهد، مشاكلها تجي وتروح. ما فيه شيء يدوم.” فهد التفت له، ولأول مرة من شهور ابتسم ابتسامة صغيرة وقال: “بس أنا أحس إن الموج عندي ما يروح، بس يزيد.”

عبدالعزيز ما عرف كيف يرد، لكنه قرر يسمع أخوه. فهد جلس يفضفض، يتكلم عن كل شيء حاس فيه: الوحدة، الخوف، الأصوات اللي ما تتركه. قال له: “أنا تعبان يا عبدالعزيز، بس كل ما أشوفك جنبي أحس شوي أمل. ما أعرف كيف أشرحها، لكنك الشيء الوحيد اللي ماسكني في هالدنيا.”

عبدالعزيز تأثر بكلام أخوه وقال: “وأنا معك يا فهد، مهما صار. حتى لو كل الناس تركوك، أنا ما راح أتركك أبد.”

بعد هذا اليوم، بدأ فهد يخطو خطوات صغيرة نحو التعافي. بدأ يحضر جلسات جماعية في المركز الطبي، يتكلم مع ناس عندهم نفس حالته. لأول مرة، حس إنه مو وحيد. كانوا يشاركون قصصهم، تجاربهم، وكيف قاوموا الأفكار السوداوية.

رغم إنه ما كان سهل، فهد بدأ يشوف نور صغير في آخر النفق. تعلم إنه حتى لو ما يقدر يكون الشخص اللي كان عليه قبل، يقدر يكون نسخة جديدة، أضعف شوي، لكن قوية بما يكفي عشان تستمر.

بعد سنة من العلاج والدعم، فهد قرر يكتب رسالة لأخوه. كتب فيها:

“عبدالعزيز، أنت أكثر شخص أعطاني سبب للحياة. يمكن ما أقدر أرجع طبيعي زي قبل، لكنني أقدر أعيش يوم بيوم، وبفضلك تعلمت إن الأمل موجود حتى لو كان صغير. شكراً لأنك ما تركتني.”

عبدالعزيز قرا الرسالة ودمعت عيونه. أخوه اللي كان حاس إنه فقده، رجع له، ولو بجزء بسيط.

قصة فهد علمته وعلمت اللي حوله إنه حتى لو الظلام كان ثقيل، النور دائمًا موجود، محتاج شخص يمسك يدك ويوصلك له.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon