NovelToon NovelToon

رسائل من مثواي الأخير

رسائل من مثواي الأخير

...رسائل

...

...من مثواي الأخير

...

...بقلم

...

...هيثم ثابت القباطي

...

...إهداء

...

...( الى من أحب الى من أعشق الى أنتِ)   ...

... ...

...الرسالة الأخيرة …..الوداع...

...أكتب حروف رسالتي هذه بعدما أن تأكدت بأني مزقت آخر خصله من شعرك الغجري الملتف حول

...

...حول عنقي، وبأني أصبحت حر أخيرًا من عبودية

...

...عشق دامت لأعوام لم أعرف فيها سوئ سياط الغرور

...

...و التكبر من سجانة لم تعرف معنى الحب،

...

... أعلم بأن ما أقدم عليه لا يفرق عن الموت أو الانتحار ف ليس هناك فرق بين الفراق والموت فكلاهما وجهان لعمله واحده ولكن أفضل الموت مئات المرات على أن يتعفن جسدي بعشق ليس له مرفئ،

...

... فأنا يا معذبتي أصبحت كل ما أنظر إلى وجهي في المرآه لا أجد تلك الملامح البسيطة التي أعدت رؤيتها منذ الصغر بل أرى شخص بقناع يوناني مقسوم إلا نصفين كل نصف مختلف كُليًا عن الأخر ،

...

...في النصف الأيمن يتجسد العقل الذي يصر على أن أتركك ولا أفكر بكِ أبدا ً، فأنتِ بالأساس لستِ لي ولن تكوني ومن الأفضل الابتعاد عنكِ لكي تعيشي أنتِ على الاقل،

...

...وفي النصف الايسر يحتضر القلب الذي يرفض الاستسلام و يصر على أن تكوني من نصيبي

...

...رغم كل المسافات والعوائق التي تمنعني عنكِ،

...

... لهذا قررت أن أبدا حياة جديده خاليه من دهاليز عالمك المعتم ، أبدا حياة بعقل يرفض وجودك وقلب يدفن حبك،

...

...ولن يكون هذا إلا بالرحيل، الرحيل إلى ما وراء حدود هذا الوطن الذي لم يتبقى منه سوئ أنقاض ذكريات وزهره ذابلة كانت رحيق وعبق حياة واليوم سحر أسود يتلو أوجاع وآهات،

...

...سأرحل إلى منفاي الذي نقشتي عنوان وجهته بحبر دمكِ الاسود على صفحات روحي البيضاء البلهاء

...

...

...

... الوداع...

...الرسالة الأولى ....... جواب...

...إلى عزيزتي إلى حوريتي المتخفية بِلحاف الحياء إلى تلك النقية الطاهرة الملتزمة في زمن التفاخر بالفسق والرذيلة ، إلى صغيرتي حبة القلب وغذاء الروح ،.... اكتب هذه الرسالة التي سوف أجيب فيها عن أسئلتك التي كنتِ قد سألتها ولم أجب عنها الجواب الكافي بسبب خجلي من عينيكِ البريئة،... كنتِ قد سألتني لماذا لا تنام الليل وتنام النهار ، لماذا أنت مثل خفافيش الليل وعكس الجميع ، ..حسنًا يا صغيرتي سوف اجيبك على سؤالك هذا ،....

...

... لأني وببساطة أصبحت عاجز على تميز ومعرفة توقيت هذا العالم أو بالأصح أصبحت لا أريد الاعتراف به لهذا أصبحت لا أنظر إلى عقارب ساعة يدي ولا أهتم لمرور ثوانيها ، والسبب لأن الزمن توقف بالنسبة لي بعدما أن تعرفت عليكِ ، وبعد أن أصبحتِ أنتِ التوقيت ودقائق هذا الزمن بثوانيه الذهبية المتزامنة مع نبض قلبي الخافق باسمك ، لتكوني أنت ِ الشمس التي لا تشرق إلا عندما أرى رسالة الصباح منكِ، والقمر الذي لا يُنير إلا عندما أرى رسالة المساء منكِ ، وبعد ذلك يبدأ الليل الطويل الذي لا ينتهي حتى تقولين لي حان موعد النوم يا جنوني العاقل ،... أعلم بأنكِ سوف تقولين بأني غير طبيعي فكيف يكون هناك رجل لا يستطيع التميز بين ليله ونهاره ولكن هذه هي الحقيقة يا حوريتي لأنكِ أنتِ هي الفتاة التي أعيش من أجلها ، وكل لحظة أتنفس بها لن تكون لها معنى أذا لم تكون تحت إشراف منها ،....هذا كان السبب الأول،..... اما السبب الثاني دعيني أن أغلق على عنوانه بين قوسين (هوسي وجنوني بكِ) هو التفكير بكِ وبكل الأشياء التي حولك سوف أوضح لكي هذا ،... مثلاً هناك أشياء أظل أفكر بها مثل الوسادة التي تنامين عليها كيف تستطيع ان تتحمل الاشتياق لكي طول النهار وأنتِ بعيدة عنها وكيف يكون شعورها عندما يأتي الليل وتنامين عليها،....

...

...وأيضاً القهوة هل تشعر بالغيرة عندما تختارين شرب العصير هل تكون في ذلك الوقت تتمنى أن تتحول إلى شراب تحبينه لتستطيع أن تلمس شفاهك العسلية وترتوي من شهد ريقك ولعابك العذب ،.... وهناك أشياء كثيرة تجوب وتسرح وتمرح في دهاليز عقلي كلما فكرت بك ،.... مثل الماء أيضاً هل يشعر بالطهارة وبأنه أصبح أنقى عندما يلامس جسدك .....، وبعد تفكير طويل يا صغيرتي تكون الإجابة مبهمة فأنتِ شخصية تجاوزت خيال الروايات والقصص لهذا عندي اعتقاد جازم بأن الشيء الذي يكون من حولك ويلامس المحيط التي تكونين فيه ولا يعشقك مثلما أعشقك ويشتاق لكي مثلما أشتاق كائن من يكون جماد أو حيوان أو غيرة يكون عبارة عن وهم ليس لهُ وجود

...

...الرسالة الثانية..... أسود وأبيض...

...لقد سألتني في يوم من الأيام لماذا القلب قلاب في طبعه ؟

...

...يا عزيزتي القلب عضو غير محايد لا يهتم بتوازن الأمور تحكمه وتقوده دائماً المشاعر أسود أو أبيض يعلو نبضه لشخص دون سبب وينقبض من شخص آخر دون سبب ، بعكس العقل تماماً الذي مكانه لا يميل إلى أي جهة لأن العقل بطبيعته التميز بين الأشياء مثل الأسود أو الأبيض ، الحزن أم الفرح ، الحب أم الكره وكل هذا يعود إلى أصل الخليقة الذي يوجد فيها بطبع حكمه ربانيه وإلا لما كان في جهة معينه بالتحديد هناك سبب وحكمه لكل شيء وهذا يدل على أن القلب في طبيعة خلقة عضو خير يميل دائماً للمشاعر الجميلة الذي يجعله العضو الجميل والدافئ فيك ،

...

...أما من الناحية الصحية والتركيبة لجسم الأنسان لكانت مشكله كبيرة أن يوجد القلب في المنتصف من ناحية الأكل والشرب والتنفس والنوم أيضاً وهذا يدل على أبداع الخالق الذي خلقك في أحسن تقويم

...

...وهذا الموضوع يا عزيزتي كان محل حيره لكثير من الفلاسفة من قديم الزمان من أيام الفلاسفة الاغريقيون وغيرهم ، حتى أن قال ياتس أحد الفلاسفة أنه عندما خُلقو البشر كانوا أربعة أجناس ( امرأة ) ( رجل) ( رجل وامرأة متصلين) (وامرأة ورجل متصلين) وبعد ذلك شطرهم الله وجعل في الكون جنسين فقط وكل هذا مجرد نظريات والسبب والحقيقة الفعلية عند الله وحده ولهذا يا عزيزتي اتركي قلبك يقود نفسه لا تدعي عقلك يؤثر عليه ويجعلك تدخلين في دهاليز لا معنى لها

...

...الرسالة الثالثة.... قطتي المشاكسة...

...قطتي المشاكسة...... كيف حالك يا حبة الفؤاد وشظية القلب ، لقد اشتقت لكِ كثيراً أعلم بأنهُ غباء مني أن أقول هذا ولكن حقاً اشتقت ، انا حقاً لم أستطع النوم لهذا الوقت بفضلك لهذا قررت أن أكتب لكِ هذه الرسالة بعد أن عجزت عن ترتيب قطع أحجيتك بالتفكير فقط ، ولأن أيضاً الكتابة ليست الحل لتفسير سحرك للأسف لأن حروف أبجديتي محدودة وأنتِ مثل المحيط لا يوجد لكِ حد ، لهذا قررت أن أسأل هذا القلب الأحمق الساكن في صدري الذي لم يتوقف عن النبض بحروف أسمك من اليوم الأول الذي عرفتك به وكان سؤالي له لماذا كل هذه الحب لها ، لماذا كل هذه المشاعر التي تعصف بك وكأنها موج شديد لا قدره لك عليه ، لماذا كل هذا وانت ما زلت تحترق بسببها من أعوام مرت عليك مثل الجحيم ، لماذا كل هذا العشق والشغف والرغبة والشوق وانت ما زلت لا تعرف بأنها مازالت تتذكر وجهك أم لا ، لماذا وأنت لا تعلم كيف تبدو تفاصيل وملامح وجهها المتغيرة بعد كل هذه السنوات الماضية ، لماذا كل هذا الجنون وانت لم تسمع لحن صوتها بعد كل هذا الفراق لماذا أيها القلب الأبله أخبريني لماذا .... ؟

...

...هل تريدين معرفة رد هذا القلب المجنون بك ....

...

...لأنها باختصار المرأة التي جعلت لنبضي معنى

...

...الرسالة الرابعة......حاضر الذكريات ...

...أنه عامي الواحد والثلاثون وأنا كما أنا،

...

...ما زلت مثلما تركتين لم يتغير شيء ما زلت ذاك الطفل البالغ المغترب في وطنه

...

...الطيف الغريب عن كل شيء إلا أنتِ كما كنتي تقولين،

...

...الغريب الذي أصبح وبفضلك غريب عليك أيضًا،

...

...ما زلت أسهر طوال الليل على قرأت الكتب والروايات ولم أجد بعد بين سطورها عن ذاك الشيء الذي أسمه أنا

...

...لم أجد بعد ذاك المعنى الذي أحدثك عنه كلما سألتني لماذا تفضل السهر على همس حروف الروايات أكثر منكِ،

...

...المعنى الذي لن تفهميه ابداً وأن شرحت لكِ مئات المرات لأنك تغارين منه،

...

...هل تذكرين تلك الليلة الماطرة الذي أصررتِ على التنزه تحت قطراتها الخفيفة وعندما اشتدت قليلاً اصبحت مثل الأطفال تركضي وتتخبطي على أرصفة الطرقات تبحثين عن مكان يأويكِ في ذلك الوقت كنتي تضحكين بعفوية لم أرها من قبل ما زلت أبتسم مثل الابله كلما تذكرتها...

...الرسالة الخامسة..... خربشات...

...لماذا عندما تأتي على خاطري عيناي تحتقن بالدموع و شفتي ترتسم عليها ابتسامة حمقاء لا أعرف معناها وقلبي تعلو نبضاته بقارعات الفرح والابتهاج ، لماذا أشعر بأن هناك شظية ساخنة تخترق فؤاد قلبي كلما وصلتني رسالة جديدة منكي ،لماذا أصبحت مثل الطفل الذي ينتظر أن تحكي له قصة قبل المنام وهو يتخيل بأنكِ تمسحي على شعرة برفق لكي ينام لماذا هناك مئات والألاف من الأسئلة والبدايات التي لم أتعرف عليها إلى عندما تعرفت عليك يا عزيزتي قولي لي ، إذا كان هذا هو الحب فأنا كنت اخدع نفسي طوال تلك السنين الماضية بأني عرفت الحب من قبل ...أنا لم اعرفه إلى معكي ، معكي أنتِ وحدك يا بدايتي ونهايتي

...

...

...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon