NovelToon NovelToon

السراب

للعدالة..

بابااا .. بص .. حلوة ؟

ابتسم الأب بدفء : جميلة يا ليل

ضحكت بفرحة و ركضت لتنعم بدفء حضن ابيها..

...

إنتهت هذه الذكرى المتجسدة في حلم..

لتفتح عينيها و الألم يعصف برأسها..

أين انا ؟..

أول سؤال طرء على بالها و لازال الصداع يفتك بها..

رمشت عدة مرات في محاولة للتذكر بعد ان تأكدت انها

ليست في غرفتها..

حاولت تحريك يديها لتمسح على وجهها..

لكن..

مكبلة !!..

أتمزح معي ?!..

تلفتت بوجهها في المكان تحاول تميزه لكن..

المكان مظلم جدًا..

بدأت تسترجع ما تعلمته من والدها حتى تتحرر..

و ما أن بدأت بتحريك يدها..

حتى سمعت صوت صدا لخطوات قادمة من بعيد و صوت حديث لشخص ..

حرَّكت يديها أسرع..

و ما أن حُل الوثاق ..

حتى فُتح الباب على مصرعيه !!..

ظلت جالسة كما هي على الأرض و يديها خلف ظهرها كأنها لازالت مكبلة ..

لم تستطع رفع عينيها تجاه من دخل بسبب الضوء القوي الذي دخل من خارج الغرفة..

آلم الضوء عينيها لذا أغمضتها بقوة..

لم ترى سوا ظل ذلك الواقف امامها يتأملها بلا كلام..

و لم تمض لحظات حتى طقطق بأصابعه لتُضاء الغرفة كلها..

مضت لحظات ثقيلة حتى إعتادت عينيها على الإضاءة و فتحتها و رفعت بصرها إلى ذلك الواقف..

كان طويلًا جدا ..

النظر إلى وجهه كلفها رفع رأسها إلى أقصى نقطة ..

لم ترى سوا ابتسامته الساخرة على وجهه البارد..

ينتظر منها نهرًا من الأسئلة ..

لكنها لم تتفوه بكلمة..

جُل ما برأسها الآن .. هو كيف تهرب فقط !!..

ينظر كل منهما في عين الآخر..

أفكار متضاربة في كِلا الرأسين..

ظلت تدقق في حركاته منتظرة منه الاقتراب او الإبتعاد خطوة واحدة حتى تهرب..

لكنه لم يحرك ساكنًا..

ابتسامته الساخرة لازالت على وجهه ..

يديه في جيب سرواله..

ببرود لا متناهي..

مرَّت دقائق كأنها سنوات..

و أخيرا خطا خطوة للأمام..

لكنه لم يلبث حتى شعر بصدمة من الهواء تلفح وجهه أثر ركضها..

لم يُعطِ لنفسه مجالًا للتفكير فقد انطلق خلفها ..

كانت قد قطعت شوطًا كبيرا من المسافة..

تنظر حولها فلم تجد غير ممر طويل به غُرف مثل غرفتها..

نظرت خلفها فلم تجده ..

ابتسمت بخِفة : هربت !!..

وقبل أن تعيد بصرها للأمام كانت قد اصتدمت بشيئ صُلب !..

رفعت رأسها لتتسع عينيها بصدمة..

إنه هو !!..

هَذَتْ بصدمة : إ..إزااي ؟!..

همَّت بالابتعاد لكن يده كانت اسرع منها..

حاوط خصرها بذراعه و مال بجذعه ليهمس في أُذنيْها : معاكِ السراب !!..

رفعت يديها إلى صدره و بدأت تدفعه بعيدًا ..

ليل و لازالت تدفعه : إبعد يا اسمك ايه انت ..

_ببرود قاتل : قولتلك السراب ..

ليل باستفهام : هو قي حد يسمي ابنه السراب؟..

السراب بنفاذ صبر : مش وقت الكلام ده.. انتِ مش مقدرة الموقف اللي انتِ فيه دلوقتِ .. انت حاولتِ تهربِ من السُلُطَآت..و أنا باسم القانون هعاقبك..

ليل : يعني لازم القنقون يتدخل؟..

السراب : ق..ايه؟..

ليل : نقون ..قنقون ..زي ما انت مضبوط..

السراب : قصدك ضابط؟..

ليل : مضبوط..ايه يا عم انت مش بتفهم عربي و لا ايه؟

السراب باستنكار : ده عربي؟.. أمال العبري ايه؟..

ليل و لازالت تدفعه : سبني يا جدع عيب كدة..

السراب باشمئزاز : جدع؟.. بيئة اوي !!..

ليل بترجِّي : خلاص ياسطا .. سيبني بقىىى ..

السراب : انا هحبسك طول عمرك و مش هتخرجي ابدًا من السجن..أبدًا ..

قال الأخيرة بصرامة لينتفض جسدها بين يديه..

ما لبثت حتى رفعها من على الأرض و اتجه بها إلى الغرفة مرة أخرى ..

حرَّكت يديها و قدميها في إعتراض أغضبه ..

و ما أن وصل إلى غرفتها حتى رماها بعصبية لتسقط على الأرض ..

ليل بألم : حيوان !!..

السراب بغضب : قولتِ حاجة ؟ !!..

ليل بسرعة : انا ؟.. ابدًا يا باشا .. حاشا لله !!..

ظهر طيف إبتسامة على شفتيه..

ليل بإعجاب : أيه ده انت بتبتسم ؟.. هو في مضبوط بيبتسم ؟..

السراب و قد عاد لبروده مرة أخرى : ايوة مش الضباط بني أدمين؟..

صمتت قليلا و لكن ..

صاحت ليل فجأة : يالهواااااااي ايه اللي وراك دااااااه ؟!!

إلتفت السراب سريعا ..

و ما أن إلتفت حتى ركضت ..

لكن.. لا تجري الرياح بما تشتهي السفن ..

فَطِنَ السراب لخدعتها لأنه لو كان هناك أي شيئ لشعر السراب به لكنه سايرها..

شعرت بيده تجذبها من خصرها بقوة ليرتطم ظهرها بصدره القاسي..

صرخة متألمة خرجت من فمها ..

إنحنى و همس بجانب أذنها : معندكيش أحسن من دي ..

و قهقه بخفوت..

ليل و هي تحاول الفرار : سيبني بقى مش كل شوية ..

السراب بحزم : هتفضلي في الأوضة دي لحد م اشوف هعمل فيكِ ايه .. مش عايز إزعاج.. سامعة ؟..

قال الأخيرة بحزم و صوت مرعبين فأماءت برأسها سريعًا علامة الإيجاب..

همس بجانب أذنها : لما أكلمك تردِ عليا..سامعة؟..

ليل بسرعة و رعب : س..سامعة سامعة ..

إبتسم بخفة دون أن تراه ..

دفعها لتدخل إلى الغرفة مرة أخرى و أغلق الباب خلفه.. ليل بتمتمة : حيوان !!..

السراب من أمام الباب : سمعتك على فكرة و هحاسبك..

قلبت ليل عيناها بملل عندما سمعت صوت خطواته تبتعد ..

قلَّبت ليل عيناها في الغرفة بملل..

ليل بملل : طب و بعدين على الأقل كنت برخم عليه دلوقتِ بقيت لوحدي..

....

إبتسم عندما سمع تذمرها و ذهب..

السراب بجدية : ألو .. يوسف سامعني؟..

ليجيب من على الطرف الآخر : خير يا صاحبي..

السراب : ها عرفت حاجة ؟..

يوسف بعملية : عمَّال أسأله و هو مش راضي يجاوب ..

السراب بهمس مرعب : انا جاي !..

....

نظر يوسف إلى ذلك الجالس أمامه بانتصار..

يوسف : جايلك اللي هيربيك !!..

نظر ذلك الجالس إلى الأصفاد التي تكبِّل يديه ..

و هتف بسخرية : مش هقول، أعلى ما في خيلك إركبه !

أحكم يوسف قبضته بغضب عارم .. و قبل أن ينزل بها على وجهه كان السراب قد أمسكه ..

السراب بهمس بجانب أذن صديقه : إهدى ! بيحاول يستفزك !..

و لازالت عيني يوسف مُعلقةٌ بعيني ذلك اللعين بغضب بينما يستمتع الأخير بإغضابه ..

السراب بحزم : مازن !.. إتكلم أحسنلك ..

مازن باستفزاز : قلتلك مش هقول حاجة..أحسنلكوا سيبوني..

يوسف بعصبية : أحسنلنا ايه يا روح امك ؟.. انت هتتكلم يعني هتتكلم و رجلك فوق رقبتك علشان مكسرهاش ليك !..

وضع السراب يده على كتف صديقه في محاولة لتخفيف غضبه ..

أغمض يوسف عينيه بقوة فَقَدْ فَقَدَ هدوءَه..

تنحى يوسف و جلس على ذلك الكرسي الجلدي في زاوية الغرفة ..

زفر السراب بقوة و هو يحوُّل نظره من صديقه إلى ذلك الحقير..

السراب بهدوء : مش هعيد كلامي تاني يا مازن ..اسمعني و فكَّر كويس قبل م تتكلم .. اولًا انت ميت !!..ف متحسبش اني هكلمك علشان خاطرك انت لاا يا بابا بعد كمية المخدرات اللي انت اتقفشت بيها دي انت محكوم عليك بالإعدام أكيد ..

نظر مازن إلى الأصفاد الفضية التي تحيط يديه على مكتب التحقيق..

ليكمل السراب باستفهام : البنت اللي كانت معاك دي تقربلك ايه؟..

رفع مازن عينيه بسرعة من على الأصفاد لتصتدم بعيني السراب..

في عيون مازن ألف حكاية و حكاية ..

و لكن لتعقيدها .. لم يستشف السراب أيٍ منها..

ظل الصمت يخيم على المكان..

دقائق كأنها سنوات..

يوسف بملل : م تنطق ..

السراب بإقناع : لو هي طرف في اللي انت فيه قول..العقوبة لما تكون على شخصين هتكون أخف !!.. بلع مازن غصة مريرة في حلقه و حاول إقناع صوته بالخروج..

لاحظ السراب ما يمُرُّ به مازن فدقَّق في حركاته يحاول قراءتها..

شَبَكَ مازن أصابعه و حاول إخفاء ما يشعر به ..

مازن بهدوء غريب : ملهاش دعوة بالكلام ده سيبها في حالها..

السراب : ايه يضمنلي انها مش تبعك؟..

مازن بعصبية : قولتلك انها مش تبعي سيبها في حالها .. ملهاش علاقة بيها ..

يوسف باستفزاز : ايه يا متر هوِّي.. هه..

لم يُحوِّل مازن عينيه عن عين السراب بل زاد تحديقًا.. مازن بتهديد : اياك تقرب منها .. سيبها في حالها .. مش هقولك كدة تاني ..

السراب ببرود : لعلمك بس.. انا مش هأذيها طول م هي بريئة !!..

يوسف : بريئة !!.. و كانت معاه !!.. استحالة !!..

مازن بعصبية و صوت عالي : ملهاش علاقة بيا .. و الله م ليها علاقة بيا..محدش يقربلها !!..

قال الأخيرة بتهديد مما زاد من فضول السراب ليعرف ما علاقتهما..

ما العلاقة التي تربطه بها؟..

سؤال تردد بعقل السراب و لم يتردد لحظة في طرحه فهتف بسرعة : ايه علاقتك بيها ؟..

حوَّل مازن بصره من عيني السراب إلى أصفاده و لم يرد..

يوسف بسخرية : مراتك ؟ .. خطيبتك؟.. حبيبتك؟.. بنتك ؟.. أختك؟..

يسمع مازن سخرية يوسف و عينيه مثبتة على أصفاده و ما أن سمع آخر كلمة من يوسف حتى تجمعت الدموع في عينيه و راح يحارب حتى لا تنزل ..

السراب يُحدِّق به في محاولة لقراءته..

لمعت عيني السراب عندما لاحظ مازن ليهتف : اختك !!

مازن بصوت شبه باكي : بالله عليكو محدش يعملها حاجة .. و الله بريئة .. ملهاش دعوة بيا و الله ..

السراب بابتسامة باردة : يعني اختك !!..

مازن بترجِّي : انا المجرم .. اعملوا فيا اللي هتعملوه .. لكن هيا و الله بريئة ملهاش علاقة باللي انا بعمله ..

السراب بابتسامة خبيثة : طب احكيلي حكايتكوا..

السراب..

مراد بصوت عالي : غبية و هتفضلي طول عمرك غبية .. لو كنت اتأخرت ثانية كان ممكن تروحي فيها .. هو اي حد يكلمك تروحي معاه .. هو مفيش حاجة اسمها شرطة في البلد دِ يعني .. افرض كان لحق و عملك حاجة ها.. مجنونة ..

رفعت نظرها اليه و قد شوشت الدموع رؤيتها ..

قطعت صراخه عليها بصراخها : آسفة .. قولتلك اسفة خلاص بقى ..

و سقطت مغشيًا عليها ..

و قبل أن يلامس جسدها الأرض كانت بين يديه ..

توجه بها خارج المشفى و ركب سيارته بعد أن وضعها على المقعد الخلفي ..

و قبل أن يصل إلى منزلها استيقظت ..

حاولت استيعاب أين هي الآن .. و ما أن رأته حتى تذكرت ما حدث و انهارت في البكاء مرة أخرى ..

سمع هو بدوره بكاءها و قال بحزم محاولًا كبت رغبته باحتضانها و التخفيف عنها : أن شاء الله الشركة دِ هتستقيلي منها و متشتغليش و لو هتموتِ و تشتغلي شركتي مفتوحة !!..

نظر إلى عينيها مباشرة من المرآة في السيارة : و هتتحجزي في بيتك لحد مـ اشوف !!

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon