في طفولتي، كنت أعيش في حي فقير بالكاد يصل إليه النور. أذكر كيف كنا نعيش أنا ووالدتي في غرفة صغيرة تتكدس فيها أحلامنا المحطمة وآمالنا الباهتة. لم يكن لدي أصدقاء كُثُر، سوى “دوهيون”، ذلك الفتى المجنون الذي كان دائمًا ما يبتكر أفكارًا غير تقليدية للهروب من بؤس الواقع.
في أحد الأيام، جاءني دوهيون متحمسًا كعادته، وهو يحمل علبة صغيرة عليها شعار لعبة واقع افتراضي جديدة تُدعى “عالم الممالك الساقطة”. قال لي بصوت مليء بالإثارة:
“تايهيونغ، هذه فرصتنا! اللعبة هذه فيها أشياء ما تخطر على البال، ويمكنك حتى تكسب أموالًا حقيقية إذا كنت ذكيًا بما يكفي.”
كنت مترددًا. بالكاد كنت أملك قوت يومي، فكيف أستطيع الدخول إلى عالم افتراضي؟ لكن إصرار دوهيون وتحمّسه كانا كافيين لإقناعي بتجربة اللعبة. أخذني إلى منزله المتواضع، حيث كان لديه جهازًا قديمًا تمكّن من تعديله ليعمل مع اللعبة.
عندما وضعت خوذة الواقع الافتراضي لأول مرة، شعرت بغرابة غامضة. كان الأمر كما لو أنني أغوص في بحر من الضوء. كل شيء كان يبدو واقعيًا للغاية. ، وأتت شعار ويبدو وكأنه نضام ويعرفني على معلوماتي داخل اللعبة، وكنت في شخصية لا يمكنني تصديقها – كان شاب يُدعى “هان سوجين”، وهو ابن الكونت الغني، لكن للأسف معروف بغبائه وسوء سمعته بين النبلاء ولا يوجد له أي سمات مميزه .
أثناء محاولتي التأقلم مع هذا العالم الإفتراضي واستكشافه، حدث ما لم يكن بالحسبان. بينما كنت مستغرقًا في استكشاف القصر الفخم الذي أُعيد بناءه بواقعية مذهلة، سقط البرق من السماء في العالم الحقيقي وضرب جهاز الواقع الافتراضي. شعرت بصدمة كهربائية عنيفة، ثم اختفى كل شيء.
عندما فتحت عيني، لم أعد في غرفة دوهيون ولا في حيّنا الفقير. كنت في سرير فاخر، وحولي خدم يحيطون بي، يهمهمون بقلق:
“سيد سوجين! هل أنت بخير؟ لقد أغمي عليك بعد سقوطك من الحصان!”
وهنا أدركت الحقيقة الصادمة. لم أكن في اللعبة. لقد أصبحت فعليًا في هذا العالم… في جسد ابن الكونت الأحمق
فتحت عيني مرة أخرى، محاولًا استيعاب ما يحدث. الغرفة كانت مزينة بطريقة فاخرة تفوق خيالي؛ ستائر حريرية تتمايل برفق مع النسيم، وسجادة مزخرفة تمتد تحت قدمي السرير الفاخر. لكنني لم أكن أستمتع بالمشهد، بل كنت في حالة ذعر!
نهضت بصعوبة وأنا أشعر أن جسدي لا ينتمي إليّ. نظرت إلى يدي، كانت ناعمة بشكل مفرط، وكأنها لم تلمس يومًا عملًا شاقًا. اقترب أحد الخدم بقلق وقال:
“سيدي، الطبيب في الطريق. هل تشعر بأي ألم؟”
كتمت ذعري وقلت بصوت ضعيف:
“أنا… بخير.”
لكن الحقيقة هي أنني لم أكن بخير. كنت عالقًا في جسد “هان سوجين”، ابن الكونت المشهور بغبائه وكسله وفضائحه التي تملأ الألسنة.
بمجرد أن غادر الخدم الغرفة، بدأت أبحث عن أي مرآة لأرى وجهي الجديد. أخيرًا، وجدت مرآة ضخمة مزخرفة في الزاوية. عندما وقفت أمامها، كدت أصاب بصدمة أخرى. الشعر البني اللامع، العيون التي تشع ببلاهة غريبة، والملابس الفاخرة التي تبدو كأنها تزن أكثر مما أملك في العالم الحقيقي… لقد كنت فعليًا هان سوجين.
“يا إلهي… ما هذا الكابوس؟”
بينما كنت أحاول التفكير في ما حدث، تذكرت فجأة حديث دوهيون عن اللعبة. لقد كانت لعبة تحاكي حياة الممالك القديمة، وكان لكل لاعب حرية تشكيل قدره. لكن الشيء الذي أثار ذعري أكثر هو ما أعرفه عن “هان سوجين”. في القصة الأصلية للعبة، كان هان شخصية ثانوية تموت بفضيحة مدوية بعد أن يتآمر عليه أعداؤه.
“إذا كنت في جسده… هذا يعني أنني…”
لم أستطع إكمال التفكير. هذا ليس مجرد كابوس، بل حكم بالإعدام إذا لم أفعل شيئًا لتغيير مصيري
جلست على طرف السرير، أتنفس بصعوبة. الذعر لم يكن الحل الآن. كنت بحاجة إلى التفكير بوضوح، فالموت لم يكن خيارًا. إذا كانت اللعبة تمنح اللاعبين حرية اتخاذ القرارات، فأنا الآن أمام خيارين: أن أعيش كالأحمق وأتبع سيناريو القصة حتى النهاية المأساوية، أو أن أحارب قدري وأعيد كتابة القصة.
“لا مجال للتردد. سأعيد كتابة كل شيء.”
لكن كيف؟ لا أعلم شيئًا عن هذا العالم سوى ما عرفته من اللعبة، وهذا لا يكفي. كنت بحاجة إلى خطة.
أول خطوة كانت فهم موقفي. تقدمت نحو النافذة، فتحتها، ورأيت منظرًا مهيبًا لحديقة القصر. كانت هناك خيول تتجول، ونوافير مياه مزينة بتماثيل مذهبة. لكن على الرغم من الفخامة، لم أستطع أن أنسى أنني في جسد شخصية مكروهة من الجميع
بعد ساعة، جاء أحد الخدم ليخبرني أن الكونت ينتظرني في غرفة الطعام. الكونت… والدي الجديد. شعرت بتوتر رهيب. في القصة الأصلية، كانت علاقة “هان سوجين” بوالده سيئة للغاية. الكونت كان رجلًا صارمًا، ينظر إلى ابنه كوصمة عار على اسم العائلة.
عندما دخلت غرفة الطعام، كانت الأجواء مشحونة. الكونت جلس في منتصف الطاولة الطويلة، وإلى جانبه جلس شقيقي الجديد، “هان سيجونغ”، الشقيق الأكبر المثالي الذي يمثل كل ما يطمح الكونت لرؤيته في ابنه.
نظرات الكونت نحوي كانت قاسية كالسيف.
“لقد تأخرت.”
جلست بصمت، أحاول التماسك. لكنني لم أكن مستعدًا للسخرية التي جاءت بعدها من شقيقي:
“هل تأخرت لأنك كنت تحاول تذكر كيفية المشي دون أن تتعثر؟”
الضحكة الساخرة منه، ونظرات الاستهزاء من والدي، أشعرتني بالغضب. لكنني كتمته. في اللعبة، كان هان سوجين معروفًا بردوده الغبية التي تزيد من تدهور سمعته، لكنني قررت أن أتصرف بذكاء هذه المرة.
ابتسمت بهدوء وقلت:
“أعتذر عن التأخير، كان عليّ أخذ لحظة للتفكير. لكنني هنا الآن، ومستعد للحديث عن أي شيء يهم العائلة.”
نظرة الكونت تغيرت قليلًا، كما لو أنه تفاجأ. أما سيجونغ، فقد بدا وكأنه لا يصدق أنني لم أرد عليه برد أحمق.
“أتمنى أن يكون هذا التفكير مفيدًا،” قال الكونت ببرود. “لأن صبرنا عليك بدأ ينفد.
الكونت لم يمنحني سوى دقائق قليلة قبل أن يتحدث مرة أخرى، بصوت حاد يحمل نبرة حُكم لا تقبل الجدال.
“سوجين، لقد عشنا سنوات ونحن نحاول تصحيح أخطائك. من فضائحك في البلاط إلى تبذيرك الأموال على أشياء تافهة. هل لديك أي فكرة عن العبء الذي تسببت فيه للعائلة؟”
كانت كلماته قاسية، لكنها لم تكن مفاجئة. هذا بالضبط ما كنت أتوقعه من القصة الأصلية. الكونت كان يرى في “هان سوجين” فشلًا متحركًا، وكان يلومه على كل شيء تقريبًا. لكنني لست ذلك الشخص بعد الآن.
أخذت نفسًا عميقًا ورفعت رأسي بثقة، محاولًا أن أكون هادئًا رغم الغضب الذي يشتعل داخلي.
“أعلم أنني ارتكبت الكثير من الأخطاء في الماضي، يا والدي. وأعلم أنني لم أكن الشخص الذي يمكن للعائلة الاعتماد عليه. لكنني قررت أن أتغير.”
رفع الكونت حاجبه بسخرية واضحة. حتى شقيقي، سيجونغ، ضحك بصوت خافت.
“تتغير؟” قال الكونت ببرود. “الكلمات وحدها لن تغير شيئًا، سوجين. أفعالك هي ما يهمني.
ابتسمت بهدوء، رغم السخرية التي كانت واضحة في كلمات الكونت ونظرات سيجونغ. كنت أعلم أن ردود أفعالي الآن هي المفتاح لكسب احترامهم، أو على الأقل تجنب غضبهم.
“هذا صحيح، يا والدي. الكلمات ليست كافية، ولهذا السبب أنا مستعد لإثبات نفسي من خلال الأفعال.”
الكونت ظل صامتًا للحظة، كأنه يفكر في كلماتي. ثم انحنى قليلًا إلى الأمام ونظر إليّ بتركيز:
“حسنًا، إذا كنت جادًا بشأن هذا التغيير، فسنرى. لدي مهمة تناسبك.”
أشار بيده نحو أحد الخدم، الذي قدم إليه ملفًا مليئًا بالأوراق. فتح الكونت الملف وسحب ورقة واحدة ثم دفعها نحوي على الطاولة.
“في أحد أقاليمنا الشمالية، تعاني الإدارة من مشاكل. المزارعون غاضبون من الضرائب المرتفعة، والإنتاجية تتراجع. أريدك أن تذهب إلى هناك وتحل المشكلة. إذا تمكنت من كسب ثقتهم وتحسين الوضع، فربما أبدأ في تصديقك.
نظرت إلى الورقة أمامي. كانت تحتوي على تفاصيل حول الإقليم ومشاكله، وأسماء بعض المسؤولين هناك. المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق. في القصة الأصلية، كانت مثل هذه المهام تُعطى لسيجونغ، الذي كان دائمًا يُنظر إليه على أنه “الابن المثالي”.
أحسست بنظرات سيجونغ تخترقني وهو يبتسم بسخرية.
“أبي، هل تعتقد أن سوجين مؤهل لمثل هذه المهمة؟ أعني، هذا الإقليم من أهم أقاليمنا الزراعية. خطأ واحد منه قد يتسبب في خسائر كبيرة.”
الكونت لم يلتفت إليه، بل ظل ينظر إليّ وكأنه ينتظر مني الإجابة.
أخذت الورقة بين يديّ، رفعت رأسي، وقلت بصوت ثابت:
“سأقبل المهمة، يا والدي. وسأفعل كل ما بوسعي لأعيد الأمور إلى نصابها.
عندما انتهى الاجتماع، شعرت بثقل المهمة يُلقي بظلاله عليّ، لكنني قررت أن هذه هي فرصتي لإثبات جدارتي. لم أكن أرغب في الهروب أو الاستسلام، ففشلي الآن يعني نهاية كل محاولاتي لتغيير قدري.
في الأيام التي سبقت الرحلة، قضيت وقتًا في دراسة تفاصيل الإقليم. الخرائط، التقارير الزراعية، والملفات المتعلقة بالمسؤولين. كنت بحاجة لفهم الوضع بدقة قبل أن أصل إلى هناك
بينما كنت منهمكًا في قراءة التقارير ومراجعة الخرائط داخل مكتبة القصر، شعرت بالتركيز الشديد. كنت أحاول وضع خطة واضحة قبل الرحلة إلى الإقليم. فجأة، قطع تركيزي صوت طرق خفيف على باب المكتبة.
“تفضل.”
فتح الباب ببطء، وظهر جيهو، خادمي الشخصي. كانت نظرته تحمل قلقًا ممزوجًا ببعض التردد. تقدم بخطوات خافتة نحو مكتبي وقال:
“سيدي، أعتذر عن الإزعاج، لكن هناك رسالة مستعجلة وصلت من أحد مبعوثي الإقليم.”
رفع رسالة مختومة بختم بسيط ووضعها أمامي. نظرت إلى الختم، وكان ينتمي إلى أحد المزارعين المحليين، وليس مسؤولًا من الإدارة.
“رسالة من مزارع؟ مثير للاهتمام…”
فتحت الرسالة بعناية، وبدأت في قراءتها. كان الخط بسيطًا، لكنه يعبر عن الاستعجال والخوف. محتوى الرسالة كان كالتالي:
“إلى سيدي هان سوجين،
أعلم أنك قادم قريبًا إلى إقليمنا، وأرجوك أن تسمع ندائي. الوضع أسوأ مما قد يخبرك به المسؤولون. الضرائب ليست فقط مرتفعة، بل يتم جمعها بالقوة وبطريقة غير إنسانية. الفساد انتشر، وأي شخص يعترض يتم تهديده أو التخلص منه. نحن بحاجة إلى مساعدتك الحقيقية، وليس مجرد وعود مثل التي اعتدنا سماعها. إذا كنت جادًا في مساعدتنا، فسنكون ممتنين، ولكن عليك الحذر. هناك من لن يعجبه تدخلك.
مخلصكم، لي تشانغ وو.”
قرأت الرسالة مرتين، ثم وضعتها على المكتب. كان من الواضح أن الأمور في الإقليم أكثر تعقيدًا مما أظهرت التقارير الرسمية. جيهو، الذي كان يراقبني بحذر، قال بصوت منخفض:
“سيدي، يبدو أن الوضع أخطر مما كنا نعتقد. هل تعتقد أن الرسالة حقيقية؟”
أومأت برأسي ببطء وقلت:
“إذا كان هناك مزارع مستعد للمخاطرة بكتابة رسالة مثل هذه، فبالتأكيد هناك شيء خطير يحدث. لن أتجاهلها.”
ثم نظرت إلى جيهو وأضفت:
“علينا أن نكون مستعدين لكل شيء. أخبر المشرفين على رحلتي أنني أريد خط سير مختلفًا. سنبدأ بزيارة القرى مباشرة قبل الذهاب إلى القصر الإداري.”
جيهو تفاجأ من خطتي، لكنه انحنى احترامًا وقال:
“كما تأمر، سيدي. سأرتب كل شيء.
في اليوم التالي، استعديت للرحيل بكل تفاصيله. كان عليّ أن أكون يقظًا جدًا؛ لأنني كنت أواجه تحديًا كبيرًا ليس فقط مع الإدارة الفاسدة ولكن مع الواقع الذي لا يمكنني التنبؤ به. تحركت القافلة بسرعة، وكان جيهو يرافقني كما تم الاتفاق. كنت أشعر بتوتر كبير في كل خطوة، لكنني لم أسمح لهذا بالتأثير عليّ. كنت بحاجة للتخطيط والتحرك بعقلانية
بينما كنت في طريقنا مع القافلة، وأثناء مرورنا عبر الطريق الجبلي الضيق، فجأة ظهرت مجموعة من البربر من بين الأشجار. كان عددهم كبيرًا وكانوا يحملون أسلحة حادة، وأوقفوا القافلة فجأة. كان الجو مشحونًا بالتوتر، وكل من في القافلة كانوا في حالة استعداد.
اقترب أحد البربر من القافلة قائلاً بصوت عميق:
“كل ما معكم الآن هو ملك لنا. سلموا كل شيء، وإلا ستندمون!”
لم يكن لدينا الكثير لنقدمه، لكن كان لديهم تهديدات قوية. نظرت إلى جيهو الذي كان بجانبي. كانت عيناه مليئة بالقلق، لكنه كان يقف بثبات. فهمت من نظرته أنه كان يتوقع مثل هذا الموقف.
بدأت أفكر بسرعة في خطة. كنت أعلم أن أي خطوة خاطئة قد تعرضنا لخطر حقيقي. قررت أن أتصرف بهدوء.
“إذا كان هذا ما تريدون، فلتأخذوا ما تطلبونه، لكنني أطلب منك أن تستمعوا لي أولاً.”
نظر قائد البربر إليّ بتشكك، وأشار إلى أحد رجاله ليقترب مني.
“ماذا تريد؟” سأل، مشيرًا إلى ثروات القافلة.
أخذت نفسًا عميقًا وقلت:
“لقد سمعتم عن الإقليم الذي أذهب إليه، أليس كذلك؟ الضرائب المرتفعة والفساد المتفشي. ماذا لو أخبرتكم أنكم يمكنكم الحصول على أكثر من هذه القافلة؟ ماذا لو كان لديكم فرصة لتغيير الوضع لصالحكم ولصالح الجميع؟”
بدا أن الكلمات تركت أثراً في قائدهم. كانت الفكرة مثيرة للاهتمام بالنسبة له، وتراجعت شدة تهديداتهم قليلاً.
“ماذا تعني؟” سأل بتشكك أكبر.
“أخبروني بما إذا كنتم مستعدين للتعاون بدلًا من السرقة. أنا أذهب الآن لحل المشاكل في الإقليم، وإذا أتيتم معي، يمكننا بناء تحالف حيث يحصل كل طرف على ما يريد.”
نظر قائد البربر إلى رجاله، ثم عادت نظرته إليّ. بعد لحظات من الصمت، قال:
“سنتعاون، لكن إذا كنت تخدعنا، سأسحقك تحت قدمي.
ابتسمت بهدوء رغم تهديده، وأومأت برأسي قائلاً:
“لن أخدعكم. إذا كنتم مستعدين للعمل معنا، فإننا سنغير الوضع تمامًا. هناك فرص أكبر من السلب والنهب. هناك قوة حقيقية في أن تصبحوا جزءًا من التحول في الإقليم. سنواجه الفساد معًا.”
ثم تابعت قائلاً بثقة أكبر:
“أنا ذاهب إلى الإقليم لأتخذ خطوات حاسمة. إذا أردتم أن تكونوا جزءًا من هذا التغيير، ستكون هذه فرصتك الذهبية. لكن إذا اخترتم أن تقفوا في طريقي، سيكون لكم مصير آخر.”
كانت نظراتهم تحمل مزيجًا من الفضول والحذر. لكن القائد، الذي بدا أنه يفكر مليًا في كلماتي، أشار إلى رجاله أن يتراجعوا قليلاً، ففسحت المجال للحديث أكثر.
“كيف نعرف أنك صادق؟” سأل أحدهم من بين البربر.
“لن تعرفوا إلا إذا جربتم. ولكن إذا رفضتم، فأنتم تعرفون أن الطريق أمامكم سيبقى مظلمًا ومليئًا بالدماء.”
مراهنًا على فكرة أن البربر ليس لديهم ما يخسرونه، وأنهم بحاجة إلى فرصة لتغيير واقعهم، تابعت:
“أنتظر ردكم، ولكن الوقت لا ينتظر أحدًا.”
مر بضع لحظات ثقيلة من الصمت، ثم نطق القائد أخيرًا.
“حسنًا، سيتعاونون معنا. ولكن كما قلت، إذا خدعتنا، ستدفع ثمن ذلك.”
أومأت برأسي بامتنان، وأنا أعلم أنني قد حصلت على تحالف غير متوقع. على الرغم من التوتر الذي كان يسود الموقف، إلا أنني كنت أشعر ببعض الراحة الآن. هذه كانت بداية جديدة.
“لن تندموا. سنثبت لكم أن هذا التعاون سيكون مربحًا للجميع. لكن تذكروا، الطريق أمامنا مليء بالتحديات، وإذا أردنا النجاح، يجب أن نكون متحدين.”
قبل أن يمر وقت طويل، استعدنا الطريق، وواصلنا السير عبر الجبال، والبربر أصبحوا جزءًا من قافلتنا، وكأننا أضفنا قوة جديدة إلى فريقنا.
على الرغم من أن الخطر لم ينتهِ، كانت فرصتنا في تغيير الواقع أصبحت أكثر واقعية. الطريق إلى الإقليم كان طويلًا، وكان علينا الاستعداد لمواجهة كل ما قد يأتي في الطريق
بينما كنا نسير عبر الجبال، وبعد ساعات طويلة من الرحلة المتعبة، قررنا التوقف للراحة. كان الجو حارًا، والشمس قد بدأت تغرب، مما جعل الجميع بحاجة إلى استراحة. أمرت الجميع بالتوقف في مكان آمن على جانب الطريق، حيث كان هناك وادٍ صغير يمكننا أن نستريح فيه.
“لنأخذ استراحة قصيرة، ونشرب بعض الماء. نحتاج جميعًا للتعافي قليلًا قبل أن نكمل المسير.” قلت بصوت هادئ، لكن حازم، فالجميع كان يشعر بالإرهاق بعد المسافة الطويلة والضغط النفسي من التعامل مع البربر.
في اللحظة التي توقفنا فيها، بدأ الناس يتناثرون في كل الاتجاهات، يشربون الماء ويستريحون في الظل. بعض الخدم بدأوا في تحضير الطعام البسيط، في حين انشغل البربر في مراقبة المكان بحذر، كما لو كانوا يتوقعون أي خطر مفاجئ.
اقتربت من جيهو، الذي كان يشرب الماء بصمت، وقلت له:
“كيف ترى الموقف الآن؟ هل تعتقد أن البربر سيظلون متعاونين؟”
نظر جيهو إليّ بتفكير، ثم قال:
“من الصعب أن نعرف. لديهم دوافعهم الخاصة، لكن التعاون معنا قد يكون فرصة لهم أيضًا. إذا نجحنا في مهمتنا في الإقليم، قد يصبحون حلفاء أقوياء. لكن علينا أن نكون حذرين، فالتحالفات مع مثل هؤلاء الأشخاص دائمًا ما تكون محفوفة بالمخاطر.”
كنت أفكر في كلامه، بينما كنت أراقب القافلة والجميع في حالة راحة. كانت هذه لحظة هدوء قصيرة، لكنها كانت تتيح لي الفرصة للتفكير في ما سيأتي. التحديات كانت تتراكم، ولكنني كنت عازمًا على المضي قدمًا.
بينما كنت أتأمل في الوضع، اقترب مني أحد البربر وقال:
“سيد سوجين، نحن مستعدون للسير. لكن إذا كنت تنوي بالفعل التعاون معنا، يجب أن نعلم أكثر عن خطتك. كيف ستواجه الفساد هناك؟”
أخذت نفسًا عميقًا، وقلت بحزم:
“لن أواجه الفساد بمفردي. سنبدأ من القاعدة. سأعمل على كسب ثقة الناس في الإقليم أولًا، ثم سنواجه المسؤولين الفاسدين بقوة لا يمكنهم مقاومتها. إذا تعاونتم معنا، سيكون لنا اليد العليا في كل شيء.”
نظر البربري إليّ بنظرة مفعمة بالشك، لكنه بدا متفهمًا. ثم أومأ برأسه، قائلاً:
“نتمنى أن تكون كلماتك صادقة، سيد سوجين. ولكن تذكر، نحن نعرف أن الجميع في هذا العالم يملك أجندته الخاصة.”
قلت بهدوء:
“وإذا كان لدي أجندة خاصة، فهي أن أغير هذا العالم للأفضل. وسأثبت لكم أنني جاد فيما أقول.”
ثم تركت البربري يذهب وأخذت مكاني بالقرب من القافلة، أفكر في الخطوة التالية. الوقت كان يمر بسرعة، وكان علينا أن نستعيد قوتنا لنكمل الرحلة نحو الإقليم، حيث كانت المهمة الأكثر خطورة في انتظاري.
بعد فترة قصيرة، استعد الجميع للتحرك مرة أخرى. حملنا أغراضنا، وركبنا الخيول استعدادًا لاستئناف رحلتنا. كانت الطريق ما تزال طويلة، وكنت أعرف أن ما ينتظرنا سيكون أكثر صعوبة مما مضى. ولكن هذا التوقف كان فرصة للتخطيط، ولإعادة شحن طاقتنا للمرحلة القادمة من مغامرتنا.
بينما بدأنا في التحرك مرة أخرى، كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، ولكنها كانت أيضًا مليئة بالأمل. كان الجميع يراقب تحركات البربر، وكأنهم ينتظرون اللحظة التي قد تنقلب فيها الأوضاع لصالحنا أو ضدنا. ساد صمت ثقيل في القافلة، وكأن كل شخص منهم يفكر في مصيره القادم.
على الرغم من التوتر، كنت أشعر بشيء من الثقة. في هذه اللحظات الحرجة، كان علي أن أكون يقظًا، وأن أستغل كل فرصة قد تأتي. لقد كان التوقف والحديث مع البربر بمثابة اختبار لي. لم أكن أعرف إذا كان كلامي قد نجح في تغيير نظرتهم إلينا، لكن كان هناك شيء واحد كنت على يقين منه: إذا أردنا النجاح في مهمتنا، لابد أن نكون متحدين.
وبينما كنا نواصل السير في الطريق الجبلي الوعر، اقتربت مني امرأة من القافلة كانت تحمل حقيبة صغيرة. كانت تشعر بالتعب، ولكن وجهها كان يحمل ملامح من القلق.
“سيدي، هل أنت متأكد من أنهم سيتعاونون معنا؟” سألَت بصوت منخفض، وكأنها لا تريد أن يسمعها أحد.
نظرت إليها وابتسمت بتهدئة. “ليس هناك ما يضمن ذلك، لكننا لا نملك خيارًا آخر. إذا نجحنا في بناء الثقة، يمكننا أن نغير الأمور لصالحنا. يجب أن نواصل التحرك وأن نثبت لهم أننا لا نهددهم، بل نريد مساعدتهم في الوصول إلى ما يسعون إليه.”
كانت نظراتها مليئة بالقلق، ولكنها أومأت برأسها بصمت، عائدة إلى مكانها في القافلة.
مع مرور الوقت، بدأ الليل يهبط. كان الظلام قد غمر الطريق، لكننا استمررنا في السير. كانت الخيول تتنقل ببطء عبر الجبال، وكانت الأضواء القليلة التي يحملها بعض أعضاء القافلة تلمع في الظلام مثل النجوم.
ثم فجأة، على بعد مسافة ليست بعيدة، ظهرت نقطة ضوء صغيرة في الأفق. كان من الممكن أن تكون نقطة استراحة أو قرية، لكن لم يكن لدينا أي فكرة عن مكاننا أو عن من قد نلتقي بهم. كانت هذه اللحظة محورية، إذ كان كل شيء يعتمد على ما سيحدث عند وصولنا إلى تلك النقطة.
“سنصل هناك قريبًا، لكن علينا أن نكون مستعدين لأي مفاجآت.” قلت للجميع، محاولًا إضفاء طمأنينة على الوجوه المرهقة.
في تلك اللحظة، اقترب مني جيهو مرة أخرى، هذه المرة كان وجهه أكثر جدية. “نحتاج إلى التوقف، سوجين. علينا أن نبحث عن مكان آمن لنبيت فيه الليلة قبل أن نكمل الرحلة. البربر يبدو أنهم بدأوا يراقبوننا بشكل مكثف، وإذا كانوا يخططون لمفاجأتهم الخاصة، سيكون من الأفضل أن نكون جاهزين.”
أومأت برأسي موافقًا. “نعم، نحن بحاجة لراحة. دعونا نوقف القافلة في مكان آمن بالقرب من تلك النقطة، ونراقب الوضع من هناك. غدًا سيكون يومًا حاسمًا.”
على الرغم من كل التوتر الذي كان يحيط بنا، كان لدي شعور غريب بأننا على حافة شيء كبير. شيء قد يغير مجرى الأحداث في الإقليم، وربما في حياة كل من في القافلة.
بينما توقفنا بالقرب من النقطة المضيئة التي ظهرت في الأفق، كانت القافلة قد بدأت تستعد للراحة. عيون الجميع كانت تراقب البربر عن كثب، وكأنهم في انتظار اللحظة التي قد تخرج فيها الأوضاع عن السيطرة. جيهو كان يقف بالقرب مني، يراقب الظلام بترقب، وعيناه مليئتان بالقلق.
“يجب أن نكون مستعدين،” همس لي وهو يقترب. “الليل ليس دائمًا صديقًا، والأمور قد تتغير بسرعة.”
في تلك اللحظة، حدث ما لم نتوقعه. أصوات خفيفة بدأت تأتي من بين الأشجار، متسارعة، وكأنها خطوات خفية تقترب منا. كانت هناك حركة غير طبيعية في الهواء، وشعرت بشيء غريب يسري في أجواء الليل، وكأن شيئًا على وشك الحدوث.
فجأة، انفجرت الصمت ضوضاء مرعبة. خرج عدد كبير من البربر من الظلال المحيطة بنا، يحيطون بنا من كل جانب. لكنهم لم يكونوا فقط محاربين عاديين. كان بينهم شخص طويل، وجهه مغطى برداء أسود، يحمل سيفًا ضخمًا، وكان يتقدم باتجاهنا ببطء.
قلبت الأنظار إلى جيهو، وكان وجهه شاحبًا. “هذا ليس مجرد هجوم عادي، هذا قائدهم.”
بينما كان البربر يقتربون منا، سحب القائد ذو الرداء الأسود سيفه، وقال بصوت منخفض وخافت: “أنت من تحدثت عن التحالف، أليس كذلك؟ إذا كنت تظن أنك تستطيع أن تلعب بمشاعرنا، فأنت مخطئ.”
بدأت القافلة تتحرك بسرعة، لكننا كنا محاطين. شعرت بأدنى حركة في الهواء، وأدركت أن الأمل في الهروب كان ضئيلًا.
“إذا كنت حقًا تريد البقاء على قيد الحياة، يجب عليك أن تُثبت لنا أنك أقوى مما تبدو عليه.” قال القائد، وهو يحدق في عينيّ.
في تلك اللحظة، كان كل شيء واضحًا لي. لم يكن لدينا خيار سوى القتال. لكنني شعرت بشيء أقوى بداخلي. كان هذا هو الاختبار الذي كنت أنتظره طوال حياتي. لم يكن القتال مع هؤلاء البربر مجرد معركة من أجل البقاء، بل كان معركة مع نفسي.
“إذا أردتم القتال، فليكن!” صرخت، وأنا أستجمع قوتي. “لن تكونوا وحدكم في هذا.”
أمسكت بسيفي وركضت نحوهم، عيناي تركز على القائد الأسود. شعرت بشيء غريب يتدفق في عروقي. كانت القوة تتصاعد داخلي، وكأنني قد تحولت إلى شيء آخر. تحركت بسرعة هائلة، وكنت أضرب وأراوغ بشكل لم أتصور أنني سأقدر عليه. شعرت بكل عضلة في جسدي تعمل بانسجام، وكانت ضرباتي تتنقل بين القوة والدقة.
بينما كنت أقاتل، كان جيهو يراقبني بحذر، ثم انضم إلى المعركة مع البقية. لكن القائد الأسود كان يقترب مني بشكل أكبر.
“لقد كنت تتوقع هذا، أليس كذلك؟” قال القائد، وهو يرفع سيفه نحو السماء، وكأن التحدي قد بدأ للتو.
وفي تلك اللحظة، كان شيئًا غريبًا يحدث. أدركت أنني بحاجة إلى أكثر من القوة الجسدية للفوز. كنت بحاجة إلى شيء أعمق. شيئًا من داخلي، شيئًا أقوى من أي سيف أو عضلة. كان عليّ أن أكون أكثر شجاعة من أي وقت مضى. كان عليّ أن أتحكم في غضبي وأركّز على الهدف.
ابتسمت، مستشعرًا تلك الطاقة الغامضة التي بدأت تنبع من داخل قلبي، وشعرت بذلك التحول الكبير. إذا أردت أن أكون أقوى، فعليّ أن أكون حراً من داخلي أولاً.
عندما اقترب القائد مني، أدرت جسدي بسرعة، وقمت بحركة حاسمة وضربة قوية قادته إلى الخلف. كنت قد شعرت فجأة بأنني أتمكن من قراءة تحركاته، وكأنني أصبحت جزءًا من الموجة التي يتبعها.
سقط القائد على الأرض متأثرا بضربة قوية، لكن المعركة لم تنته بعد. البربر الذين كانوا حولنا بدأوا ينسحبون رويدًا رويدًا، وكأنهم شعروا بأن الوضع قد انقلب ضدهم
سقط القائد على الأرض متأثرًا بضربة قوية، لكن المعركة لم تنته بعد. البربر الذين كانوا حولنا بدأوا ينسحبون رويدًا رويدًا، وكأنهم شعروا بأن الوضع قد انقلب ضدهم. ومع ذلك، كان هناك شيء غريب يتسلل إلى جسدي. شعرت بتسارع نبضات قلبي وكأن كل طاقة العالم تجمعت داخلي. لكن لم يكن هذا طاقة عادية.
كنت قد استخدمت “المانا” — تلك الطاقة السحرية التي تكمن في الأعماق — بشكل مفرط أثناء القتال. شعرت بشيء ثقيل يضغط على صدري، وكأن قوّة رهيبة تمزّقني من الداخل. تركت طاقتي تخرج في لحظة من الغضب والحاجة للبقاء على قيد الحياة، لكنني لم أكن مستعدًا لهذا الكم الهائل. بدأت الرؤية تصبح ضبابية، وجسدي يهتز بشكل غير طبيعي.
“لا…” تمتمت بصعوبة، محاولًا السيطرة على ما تبقى مني.
لكن كانت أقدامي قد بدأت تهتز، وعينيّ تغلق تدريجيًا. فجأة، تهاوى جسدي على الأرض وسقطت بجانب القائد الذي كان لا يزال يقبع على الأرض. مرّت لحظات ثقيلة قبل أن أغشي عليّ، وأصبحت حواسي مشوشة. بينما كنت أسقط، رأيت في زاوية عينيّ أن جيهو كان يندفع نحوي بسرعة.
“لا، لا يمكن أن يحدث هذا الآن!” همس جيهو، وهو يركض باتجاهي، لكن لم يكن بإمكانه أن يفعل الكثير في تلك اللحظة. كان القتال قد تراجع تدريجيًا، لكن الانهيار الذي أصابني كان أكبر من أي معركة جسدية. كنت بحاجة إلى وقت طويل للتعافي، لكن الوقت كان ضيقًا
استفاقت عيني على الظلام الذي يحيط بي. كان جسدي يتنفس بصعوبة، وحين حاولت التحرك، شعرت بثقل شديد على أطرافي. مع ذلك، كانت هناك حرارة غريبة تجتاح جسدي، وكأنني كنت في مكان آخر. حاولت أن أرفع يدي، لكنني شعرت بدوار قوي، فاستسلمت للراحة مرة أخرى.
تدريجيًا، بدأت الرؤية تصبح أكثر وضوحًا. كنت في غرفة ضيقة، مضاءة بنور خافت ينبعث من مصباح قديم. كانت الجدران عتيقة، وقد غطتها طبقة من الغبار. وكان المكان يعكس شعورًا بالانعزال التام عن العالم الخارجي.
تذكرت الأحداث التي جرت: المعركة، استخدامي المفرط للمانا، سقطتي… ثم مرّ سريعًا في ذهني أنني كنت قد فقدت وعيي بعد أن استخدمت طاقة كبيرة جدًا في المعركة. “كيف وصلت إلى هنا؟” تساءلت بصوت منخفض.
رفعت جسدي بصعوبة، وحاولت أن أسترجع ما حدث، لكن ذهني كان لا يزال مشوشًا. فجأة، دخل شخص من الباب. كان جيهو، وجهه مليء بالقلق والحيرة.
“أخيرًا استيقظت!” قال جيهو وهو يقترب مني بسرعة، مساعدًا إياي على الجلوس. “كنت فاقد الوعي لفترة طويلة، الجميع كان في حالة هلع. لم أكن أعرف ماذا أفعل.”
شعرت بالحرارة تغمر جسدي، لكنني كنت ممتنًا لأنه كان بجانبي. “كيف… كيف وصلنا إلى هنا؟” سألته بصعوبة.
جيهو تنفس بعمق قبل أن يجيب: “بعد أن سقطت، حملناك إلى هنا. هؤلاء البربر انسحبوا، لكننا اضطررنا للمغادرة سريعًا قبل أن يظهروا من جديد. هذه الغرفة كانت أقرب مكان آمن.”
لكنني لم أستطع تجاهل شيء آخر كان يشغل تفكيري. “ما الذي حدث لي؟ شعرت بشيء غريب داخلي… شعرت كأنني على وشك الانفجار.”
جيهو أومأ برأسه بحذر. “لقد استخدمت كمية هائلة من المانا، وتجاوزت حدودك. حتى أنا، كوني أعرف شيئًا عن المانا، لم أكن أتوقع هذا الكم. يجب أن تتعلم كيفية التحكم في قوتك بشكل أفضل إذا أردت أن تبقى على قيد الحياة في هذا الطريق.”
نظرت إلى جيهو، وعينيّ مليئة بالعزم. “أريد أن أكون أقوى. لا يمكنني السماح لنفسي بأن أكون ضعيفًا بعد الآن.”
جيهو ابتسم بحذر، وكأنني قلت شيئًا كان قد توقعه. “أنت بالفعل أقوى من قبل. لكن الطريق لن يكون سهلًا. يجب أن تتدرب على السيطرة على قوتك. كل خطوة تحتاج إلى تدبر.”
كانت تلك الكلمات بمثابة رسالة قوية لي. كنت بحاجة إلى النمو، لم أعد قادرًا على الاعتماد على قوتي الجسدية فقط، بل كنت بحاجة لتعلم كيف أكون أقوى من الداخل. هذه كانت بداية رحلة جديدة في حياتي.
بينما كانت أفكاري تتنقل بين تلك الدروس الصعبة التي تعلمتها، أدركت شيئًا مهمًا: أكثر المعارك صعوبة هي تلك التي تخوضها مع نفسك.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon