_________________________________________________
☚ في تلك الليلة، كانت السماء مظلمة بشكل غير عادي، كما لو كانت تخفي شيئًا كبيرًا عن الأنظار. انطلقت المجموعة من الشواطئ الهادئة، متجهة نحو البحر الغامض الذي كان يلوح أمامهم ككائن مجهول، يحمل في طياته الكثير من الأسرار. النجوم التي كانت عادة تضيء السماء اختفت تمامًا وراء سحب كثيفة داكنة، وكأنها تمنعهم من رؤية الطريق إلى المجهول. بينما كانت الأمواج تتلاطم على الصخور، بدت وكأنها تهمس بأسرار قديمة، تلك الأسرار التي كانت تنتظر من يجرؤ على اكتشافها.
تالين، التي كانت تنفث هواء البحر العليل بعمق، وقفت بعينين ثابتتين على الأفق البعيد. كان البحر بالنسبة لها أكثر من مجرد مياه هائجة أو أمواج تتلاطم؛ كان روحًا تلتصق بها في كل لحظة. تربت على يد والدها القرصان الذي قضى عمره في البحر، وعاش بين الرياح العاتية والمياه الهادرة. كانت تؤمن بأن البحر لا يعطينا شيء من دون أن يختبرنا أولًا، ويعطي فقط لأولئك الذين يملكون الشجاعة والقدرة على المواجهة. في تلك اللحظة، شعرت بأن البحر يناديها، يدعوها لتحدٍ جديد، تحدٍ سيتطلب منها كل قوتها وذكاءها.
إيزري، الفتاة ذات العقل الحصيف، كانت تراقب الأمواج بعناية. لم تكن تقتنع بأن البحر مجرد ظاهرة طبيعية. كان بالنسبة لها مكانًا مليئًا بالأسرار والمخاطر التي لا يمكن فهمها إلا بعد خوض تجارب قد تغير حياة من يغامر في دخوله. "علينا أن نكون حذرين"، قالت بصوت هادئ. "البحر ليس مجرد عنصر طبيعي، إنه مكان مليء بالقوى الخفية. إذا لم نكن مستعدين، فقد يجدنا في قبضته بسهولة."
أما تامغارت، القوية والمصممة، لم تكن ترى في البحر إلا فرصة لاكتشاف قدراتها وتوسيع حدودها. "البحر لا يمنحك شيئًا ببساطة، بل يتطلب منك بذل جهد حقيقي. المغارات تحت الماء مليئة بالكنوز، لكن الوصول إليها يحتاج إلى شجاعة حقيقية. لا شيء يأتي بسهولة." كانت كلماتها حازمة، وجسدها مشدودًا بعزم لا يتزعزع، وكأنها كانت تقول لنفسها: "أنا هنا لأكون القائدة، وأنا مستعدة لخوض كل ما يخبئه هذا البحر."
أما أملال، التي عاشت بين الحكايات والمغامرات البحرية منذ أن كانت طفلة، فقد كانت ترى في البحر أكثر من مجرد موجات ومياه. كان بالنسبة لها رمزًا للحياة، وحاملاً لأسرار لا يمكن تفسيرها بالكلمات. "أسمع البحر يناديني، إنه ليس مجرد ماء. إنه حياة!" قالت بحماس، وعيونها تتألق بحب عميق لهذا العنصر الغامض. كانت تشعر في أعماقها أن البحر يحمل مفاتيح لم تكن قد فكرت بها من قبل.
في تلك اللحظة، بدأت الأمواج تتغير فجأة. الموجات الهادئة التي كانت تحيط بهم بدأت ترتفع بشكل غير طبيعي، والأصوات التي كانت تعود إليهم من البحر أصبحت همسات متداخلة مع الرياح. كانت هذه الأصوات أشبه بما يُقال عن البحر حين يبدأ بالكشف عن أسراره. "نحن في قلب البحر الغامض الآن"، قالت تالين بحزم. "الوقت قد حان لاكتشاف ما يخبئه هذا المكان، لا يمكننا التراجع الآن."☛
_________________________________________________
الفصل الثاني: المغامرة المجهولة
☚ كلما توغلوا أكثر في أعماق البحر، كانت الرياح تعصف بهم بشكل أكثر قوة، والموجات تتلاطم بعنف، كأن البحر نفسه يختبرهم ويحثهم على التقدم. الأشجار التي كانت تحاذي الشاطئ اختفت تدريجيًا، كما لو أن البحر ابتلعها في عمقه، وأصبح المحيط حولهم أشبه بعالم آخر، مليء بالأسرار التي لم يكن بمقدورهم إدراكها. بدأوا يشعرون وكأنهم دخلوا في مملكة غريبة، مكان خارج حدود الفهم والتصور.
كانت الأمواج التي كانت تبدو عادية في البداية قد تحولت إلى كتل ضخمة تهددهم في كل لحظة. البحر كان يفرض تحديًا كبيرًا، وكأن الموجات نفسها كانت تراقبهم، تبحث في قلوبهم عن شجاعة حقيقية. "إنه اختبار، نحن هنا لسبب أكبر من مجرد عبور المياه"، قالت تامغارت، بينما كانت تقف بثبات على سطح القارب، يديها ممسكتين بدفة القيادة بإصرار. عيناها تشعان بالثقة، وكان صوتها يختلط مع هدير الأمواج. "لن نعود إلا وقد اجتزنا هذا الاختبار، حتى لو كانت المخاطر كبيرة."
إيزري، التي كانت دائمًا تتسم بالحذر، كانت تراقب الأمواج بعناية شديدة، تحلل كل حركة للمياه. كانت تدري أن هذا البحر ليس كما تبدو عليه المياه السطحية. "هذه الأمواج ليست عادية"، قالت بصوت منخفض، "هناك شيء غريب يحدث هنا. قد تكون هناك قوى خفية وراء هذه الأمواج، أو ربما مخلوقات تحت سطح البحر تحركها." كانت أفكارها تتسارع، لكنها كانت تعرف أنها بحاجة إلى تركيز أكثر لتجد تفسيرًا لما يجري حولهم.
أما تالين، فقد كانت تبتسم بتحدٍ، لم تكن تهتم بالتحليل أو التفكير العميق. بالنسبة لها، كان البحر يناديها شخصيًا، وكان التحدي الذي ينتظرهم أكبر من أي خطط أو تحليلات. "الوقت لا ينتظر أحدًا"، قالت بصوت حازم، "نحن هنا لنكتشف الحقيقة، ولن نتراجع الآن. لا مجال للشك أو التردد!"
أملال، التي كانت تشعر بشيء غريب في قلبها، كانت تراقب البحر بعيونٍ شغوفة، تلتقط كل همسة من الأمواج، وتبحث عن رسالة خفية بين موجات البحر. "هناك سر هنا"، قالت بنبرة مليئة بالثقة والإيمان. "البحر يعلمنا شيئًا أكثر مما نتخيله. كلما استمعنا أكثر، اكتشفنا أسرارًا لم نكن نعرفها."
كان البحر يزداد قوة، والموجات تتعالى أكثر وأكثر. ومع ذلك، كانت المجموعة عازمة على المضي قدمًا. البحر لم يكن مجرد تحدٍ عادي، بل كان رحلة لاكتشاف شيء أكبر من أي وقت مضى.☛
_________________________________________________
الفصل الثالث: مواجهة المجهول
☚"ماذا نفعل الآن؟ البحر أصبح أقوى، ونحن في قلب المغامرة. لا مجال للرجوع الآن"، قالت تالين، وعيناها تتسعان من شدة التوتر، بينما كانت تلتفت إلى زملائها الذين بدأوا يشعرون بثقل الرحلة. أصوات الرياح تعلو، والموجات تتسابق نحوهم، وكأن البحر ذاته يعارض مرورهم.
إيزري كانت تفكر بعمق، ملامح وجهها مشدودة بتفكير جاد. "نحتاج إلى تخطيط أفضل. إذا واصلنا بهذه الطريقة، سنغرق في بحر من الغموض. علينا أن نجد طريقة لعبور هذا التحدي بأمان." كانت تحاول أن تكون صوت العقل وسط هذه الفوضى. لكنها لم تستطع إخفاء القلق في عينيها. كانت تشعر أن شيئًا ما كان غير طبيعي في هذا البحر، شيء لم يكن في الحسبان.
ردت تامغارت بتحدٍ، صوتها مليء بالثقة: "التخطيط جيد، لكننا هنا لنتحدى أنفسنا، لا لنضع خططًا ونتراجع عند أول صعوبة. البحر لا يعطيك شيئًا بسهولة. لو كنا ننتظر الضوء الأخضر، لما بدأنا الرحلة من الأصل." كانت ثابتة في مكانها، ويديها على دفة القيادة بإصرار أكبر. كانت تعرف أن الوقت ليس لصالحهم، لكنها كانت تعتقد أن التحدي هو الطريق الوحيد إلى النجاح. "لن نعود إلا ونحن نملك إجابة لما نبحث عنه."
أملال، التي كانت تتأمل البحر بعينيها اللامعتين، كانت قد بدأت تغني في قلبها أغنية البحر التي تعلمتها منذ أن كانت صغيرة. كان لحن البحر يشدها ويملأها بالقوة، وكأن البحر نفسه يتحدث إليها. "البحر يعطينا القوة، ولكنه يعلمنا أيضًا الصبر. كلما صبرنا أكثر، اكتشفنا أسراره الأكثر جمالًا. نحن هنا لأننا نؤمن بما يخفيه البحر، ولن نتراجع الآن."
بينما كانت الكلمات تتناثر في الأجواء، أصبح البحر أكثر عنفًا. الأمواج التي كانت تلامس القارب ببطء أصبحت الآن تتلاطم بعنف، والموجات العالية تكاد تبتلعهم. ومع ذلك، كانوا متوحدين، يواجهون المجهول سويًا. تامغارت كانت ثابتة، وكانت إيزري تحلل الموقف بعناية، بينما كانت تالين تتطلع بشجاعة إلى الأمواج، وأملال كانت تستمع إلى همسات البحر في قلبها.
وفي لحظة من الصمت، شعر الجميع بشيء غير مرئي يربطهم معًا. كان البحر لا يزال يتحدى كل خطوة يخطونها، لكنه أصبح أيضًا معلمًا لهم. لم يكن الأمر يتعلق بالوصول إلى الهدف فحسب، بل بتعلم أعمق دروس الحياة في الطريق إليه. وكانوا جميعًا يعلمون أن هذه الرحلة لن تكون فقط عن ما سيجدونه في النهاية، بل عن ماذا سيتعلمونه عن أنفسهم وعن العالم الذي يعيشون فيه☛
_________________________________________________
الفصل الرابع: الرحلة إلى المجهول
☚بعد معركة شاقة مع الأمواج العاتية، شعر الجميع بالإرهاق الشديد، لكنهم لم يسمحوا لذلك أن يعيقهم. كانت رحلة البحر قد أخذت منهم الكثير من الجهد، لكن الأمل كان لا يزال يرافقهم. بدأ البحر يظهر لهم وجهه الحقيقي، حيث أصبح عميقًا وغامضًا أكثر من أي وقت مضى. مغامرتهم أصبحت مليئة بالأسرار، والتحديات التي لم يكن أحد منهم يتوقعها.
أصبحت الموجات أكثر ارتفاعًا، كما لو أن البحر كان يحاول دفعهم بعيدًا عن طريقه. كلما كانوا يقتربون من عمق المحيط، كان شعور الغموض يزداد قوة. كان البحر يتغير باستمرار، ومعه كان قلب كل واحد منهم ينبض بسرعة أكبر. كان لديهم إحساس بأنهم كانوا على أعتاب اكتشاف شيء عظيم.
إيزري، التي اعتادت أن تكون حذرة ومتحفظة في أفعالها، كانت تراقب الأمواج بكل تركيز. "هناك شيء غريب هنا. المياه ليست كما كانت من قبل. البحر يتغير بشكل غير طبيعي، وكأنما هناك قوة خفية تتحكم فيه." قالت، وعينها تتنقل بين الأمواج المتلاطمة. لم تكن قادرة على تحديد السبب، لكنها كانت تشعر أن شيئًا عظيمًا على وشك الحدوث.
أما تالين، التي كانت دومًا مفعمة بالثقة في نفسها، فقد كانت تقف بثبات على حافة القارب، يداها تمسك بمجداف القيادة. "الرحلة لا تتعلق فقط بما سنكتشفه، بل بما سنواجهه. علينا أن نكون مستعدين. البحر هنا لا يرحم، لكننا سنكتشف أسراره مهما كانت التحديات." كانت كلماتها تحمل الإصرار الذي لا يتزعزع، رغم كل المخاطر التي كانت تحيط بهم.
تامغارت كانت قد وصلت إلى قمة حماستها. كان البحر بالنسبة لها أكثر من مجرد تحدي؛ كان اختبارًا لقوتها الداخلية. "لن نتراجع الآن. إذا كان البحر يخبئ لنا شيئًا عظيمًا، فنحن هنا لنعثر عليه!" قالت، وابتسامة حادة على وجهها. كانت عازمة على أن تكون هي القائدة التي تقودهم إلى أعماق المحيط لتكشف أسرارًا قد تغير كل شيء.
أما أملال، فقد كانت أكثر صمتًا من المعتاد. كانت تحدق في البحر بنظرات مليئة بالتفكير. "كل شيء هنا يحمل سرًا. البحر يعلمنا الصبر ويعلمنا كيف نتحمل. وإذا استمعنا بعناية، قد نكتشف ما يخبئه لنا." قالت بصوت منخفض، وكان حديثها يحمل عمقًا أكبر من أي وقت مضى. كانت تعرف أن هذه الرحلة كانت أكثر من مجرد مغامرة، بل كانت دربًا لاكتشاف الذات.
ومع مرور الوقت، بدأ القارب يتقدم إلى المجهول. كان البحر يبتلع كل شيء حولهم، حتى أن السماء كانت قد اختفت وراء سحب داكنة، وأصبح الظلام يحيط بهم من كل جهة. لكنهم لم يتراجعوا، بل مضوا قدمًا نحو المجهول، عازمين على اكتشاف الحقيقة مهما كانت المخاطر.
في تلك اللحظة، أدرك الجميع أن هذه الرحلة لن تكون مجرد اختبار لقوتهم الجسدية، بل لاختبار صبرهم وإرادتهم. البحر لم يكن مجرد مكان بل كان مفتاحًا لعالم جديد مليء بالأسرار والتحديات التي ستغير حياتهم إلى الأبد.☛
_________________________________________________
الفصل الخامس: بين الموج والأسرار
كانت الرحلة قد أخذت منهم أكثر مما توقعوا. الأمواج العاتية لم تكن تهدأ، والريح كانت تعصف بهم بشكل متسارع. رغم أن القارب كان يعاني من اهتزازات شديدة، لم يتوقفوا. كانوا يعلمون أن البحر لا يرحم، وأن الرحلة لا تتعلق فقط بما سيكتشفونه، بل أيضًا بكيفية مواجهتهم لما ينتظرهم في أعماق المحيط.
بينما كانوا يواصلون التقدم وسط الأمواج المتلاطمة، بدأ الجميع يشعر بشيء غير طبيعي في الجو. كان هناك شعور غامض يراودهم بأنهم كانوا على وشك الدخول في مرحلة جديدة من المغامرة. البحر، بكل قوته وغموضه، بدأ يكشف عن بعض أسراره.
إيزري كانت هي الأكثر وعيًا لما يحدث حولهم. كانت عيونها تراقب الأمواج، التي كانت تتحول إلى كتل ضخمة متشابكة وكأنها جزء من شيء أعظم. "هناك قوة ما هنا. الأمواج ليست عادية، والمياه تتصرف بشكل غريب." قالت، وهي تحاول فهم ما يحدث. كان عقلها التحليلي يعجز عن تفسير ما كانت تراه.
أما تالين، فلم تكن لتسمح لأي شيء بإيقافها. "نحن قريبون، أشعر بذلك. هذا البحر يخفي شيئًا كبيرًا، ولابد لنا من اكتشافه." قالت، وعيناها متجهتان إلى الأفق المظلم، حيث كانت الأمواج تعلو وتهبط. كانت عازمة على المضي قدمًا مهما كانت الظروف، لأنها كانت تؤمن أن البحر لا يختبر سوى الأقوياء، وأنه سيكون لها نصيب من اكتشاف أسراره.
لكن الموجات العاتية لم تكن الشيء الوحيد الذي كان يهددهم. في لحظة من اللحظات، تغيرت الرياح بشكل مفاجئ، مما جعل القارب يتمايل بشدة. تامغارت، التي كانت دائمًا تحتفظ بقوة هائلة، سددت قوتها إلى دفة القيادة، محاولًة السيطرة على القارب، "لن نسمح للبحر أن يبتلعنا، نحن أقوى من ذلك!" صرخت، لكن عيناها كانت تومضان بحذر. لم تكن متأكدة مما ينتظرهم، ولكنها كانت متأكدة من أن البحر يختبرهم بأشد الطرق.
أملال، التي كانت تراقب بصمت، شعرت بأن البحر كان يناديها. "كلما اقتربنا من أسرار البحر، زادت تحدياته. لكنني متأكدة من أن البحر يحمل لنا أكثر من مجرد خطر. إنه يحمل لنا فرصة لاكتشاف شيء جديد." قالت بهدوء، كانت تتنفس بعمق، كما لو أنها تستنشق روح البحر نفسه. كانت كلماتها تحمل قوة غير ظاهرة، وكأنها تعرف شيئًا أكثر مما تستطيع التعبير عنه.
لكن في تلك اللحظة، حدث ما لم يكن يتوقعه أحد. قبل أن يستطيعوا السيطرة على القارب، ظهرت أمامهم جزيرة صغيرة غير مرئية من قبل. كانت مغطاة بضباب كثيف، ولم يكن واضحًا إن كانت جزيرة حقيقية أم مجرد سراب. الأمواج كانت تتصادم بجانبها بعنف، لكن الجزيرة كانت صامتة، وكأنها تنتظرهم.
"هذه هي لحظتنا!" صاحت تالين، وهي تقف فجأة في وجه الرياح. "لقد وصلنا إلى المكان الذي كنا نبحث عنه."
لكنهم كانوا في موقف لا يحسدون عليه. الأمواج التي اصطدمت بالجزيرة كانت شديدة القوة، وكأنها تحاول إبعادهم. لم يكن لديهم خيار سوى محاولة الاقتراب. "يجب أن نكون حذرين"، قالت إيزري، "هذا المكان ليس عاديًا. علينا أن نتأكد من أننا مستعدون لما قد نواجهه هنا."
بينما كانوا يقتربون من الجزيرة، بدأ الضباب يتفرق تدريجيًا، ليكشف لهم منظرًا مدهشًا. كانت الجزيرة تحتوي على مغارة عميقة، مدخلها غير مرئي إلا لأولئك الذين يجرؤون على الاقتراب. الغموض كان يحيط بكل شيء. كان هناك شعور قوي بأنهم كانوا على وشك اكتشاف شيء لا يصدق.
"نحن في قلب المجهول الآن"، قالت أملال، "والبحر يختبرنا أكثر من أي وقت مضى. هذه المغارة هي البوابة التي سنعبر منها نحو أسرار البحر."
وسط الأمواج العاتية، وفي ضوء القمر الذي كان يكشف عن جزئيات من الجزيرة، أخذوا نفسًا عميقًا، متوجهين إلى ما وراء المجهول. كان البحر قد تكشفت أسراره القليلة، ولكن الطريق أمامهم كان مليئًا بالتحديات التي ستختبرهم حتى النهاية.
________________________________________________
---
الفصل السادس: في عمق البحر
بمجرد أن وصلوا إلى المدخل الغامض للمغارة، كان الصمت هو المسيطر. البحر الذي كان في الخارج لا يرحم، وداخل المغارة كان الجو مختلفًا تمامًا. كان المكان مظلمًا، ولكن ضوء القمر الذي كان يتسرب من بعض الشقوق في الصخور كان يكشف عن تفاصيل مذهلة. المياه التي كانت تتدفق في أعماق المغارة بدت وكأنها تحمل في طياتها أسرارًا لا يمكن للبشر إدراكها.
إيزري كانت أول من خطا خطوة نحو الداخل. "هل تشعرون بذلك؟" قالت بصوت خافت، "هناك شيء في الهواء... كأننا في مكان لا ينتمي إلى عالمنا." كانت عيناها تتنقلان بين الظلال المتحركة على الجدران، وكأنها تراقب شيئًا ما يختبئ في الظلام.
تالين، التي كانت دائمًا متفائلة، خطت وراءها بثقة. "نحن هنا لاكتشاف ما لا يمكن للعقل البشري تخيله. دعونا لا نتوقف الآن. البحر لا يخبئ لنا إلا ما هو عظيم." ردت وهي تشعر بالإثارة تتسلل إلى قلبها.
أما تامغارت، فقد كانت أكثر حذرًا. "علينا أن نكون مستعدين لكل شيء. لم نصل إلى هنا بهذا الشكل إلا لأن البحر قد اختارنا. ما الذي قد يكون في انتظارنا في أعماق هذا المكان؟" قالت وهي تلتفت حولها بعيون يقظة. كانت تشعر بشيء غريب في جو المكان، وكأن الأرض نفسها كانت تحمل همسات غير مرئية.
أملال كانت أكثر هدوءًا، ولكنها كانت تراقب بعناية كل تفصيلة. "هناك شيء غريب هنا، ليس مجرد مغارة عادية. شيء أكبر بكثير." قالت بصوت ناعم، كما لو أنها تشعر بأن البحر يتواصل معها بطريقة لم يستطع الآخرون فهمها.
بينما كانوا يتقدمون داخل المغارة، بدأوا يشعرون بتغيرات غريبة في المياه. كلما نزلوا أعمق، كلما أصبح الماء أكثر كثافة وبرودة، كما لو أنه يبتلعهم تدريجيًا. كانت الأمواج في داخل المغارة تتحرك بشكل غير طبيعي، وكأنها تعكس قوة غامضة. شيء غير مرئي كان يلاحقهم في الظلال.
ثم، وفجأة، توقفت المجموعة أمام مدخل واسع لمغارة أخرى، لكن هذه المرة، كانت المياه تضيء بشكل خافت. الضوء كان ينبعث من أعماق البحر نفسه، وكأن المكان يشتعل بضوء غير طبيعي.
"هل ترون ذلك؟" همست إيزري، "الماء... يبدو وكأن فيه شيء ينبض."
دخلوا المغارة الجديدة بحذر، وحين وصلوا إلى مركزها، شعروا بهزة قوية وكأن الأرض تحتهم تنبض بالحياة. فجأة، ظهرت أمامهم سلسلة من الأحجار الضخمة التي كانت تطفو في الماء. كانت تبدو قديمة للغاية، وكأنها كانت موجودة هناك منذ مئات السنين، تحمل نقشًا غامضًا.
"ما هذه؟" تساءلت تالين، وهي تقترب من أحد الأحجار وتحاول أن تلمسه. "هذه النقوش، هل هي كتابات قديمة؟"
أما أملال، فقد كانت أكثر انسجامًا مع الجو المحيط، وكأنها تتنفسه. "إنها ليست مجرد نقوش. إنها خرائط، خرائط لأسرار البحر التي لم يكتشفها أحد من قبل."
لكن قبل أن يتمكنوا من استكشاف المزيد، بدأت الأمواج في المغارة تعلو وتعلو، وكأنها ترد على اكتشافاتهم. الجو أصبح مشحونًا بالطاقة، وكانت الموجات تضرب الصخور من جميع الاتجاهات. في تلك اللحظة، شعروا أن البحر كان يختبرهم أكثر من أي وقت مضى، وأن هذا الاكتشاف كان مجرد بداية لرحلة لم يفهموا بعد حجمها.
"يبدو أن البحر يختبرنا بشكل لم نتوقعه. علينا أن نكون أكثر حذرًا"، قالت تامغارت، بينما كانت الأمواج تتصادم حولهم بشكل متسارع، وأصوات الموج تتحول إلى ضوضاء عميقة ترن في آذانهم.
ومع تطور الأحداث، بدأ الماء في التحرك بشكل أكثر تعقيدًا، وكأن البحر نفسه يفتح بوابة جديدة. كانت النقوش على الصخور تتوهج بشكل غامض، وكأنها تنبض بالحياة.
ثم فجأة، ظهرت أمامهم صورة غير واضحة، نوع من الكائنات التي كانت تجلس على صخرة كبيرة تحت الماء، ملامحها غير واضحة تمامًا. كان هناك شيء غريب جدًا حول هذه الكائنات. بدت وكأنها حارس للبحر، تحمي الأسرار التي كانت مخبأة على مر العصور.
"يبدو أن هذه الكائنات هي حماة أسرار البحر. هل نحن مستعدون لمواجهة ما سيحدث بعد ذلك؟" سأل إيزري، وهي تشعر بالرهبة مما سيأتي.
وبينما كانوا يتطلعون إلى المخلوقات، كانت أصوات البحر تتعالى حولهم، كأنها بداية فصل جديد في مغامرتهم. هل سيتمكنون من فك ألغاز البحر؟ وما هي الأسرار التي لا يزال يخبئها لهم؟ كانت الإجابة على هذه الأسئلة بعيدة، ولكنهم كانوا على وشك دخول مرحلة لم يكونوا قادرين على تصورها.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon