كانت الرياح تعصف بأوراق الشجر اليابسة، وصرير الأبواب المتهالكة يصدح في الأزقة الضيقة والمظلمة. السماء ملبدة بغيوم داكنة تتحرك ببطء، وكأنها تنذر بقدوم عاصفة رهيبة. كانت المدينة تغط في ظلام دامس، تعكس أضواء المصابيح الخافتة على الأرض المبللة.

في أحد الأزقة المنسية، وقف رجل متشح بالسواد، ملامحه محجوبة تحت قبعته الكبيرة ومعطفه الثقيل. كان يشعر بالبرد يخترق عظامه، ولكن لم يكن ذلك ما يربك قلبه. كانت الأفكار المظلمة تسكن عقله، تتصارع بين الحقيقة والخيال، بين الحياة والموت. **"هل أنا حي؟ أم أتنفس فقط؟"** تساءل بينه وبين نفسه. كان هذا السؤال يلح عليه كل ليلة، وكأنه يبحث عن إجابة لا توجد لها في هذا العالم.

كانت يده اليمنى تحمل سكينًا، ليس للقتل بل للأمان. يعيش في خوف دائم من شيء لا يستطيع تسميته، شيء يتربص به في الظلال. كان يعتقد أن هناك يدًا خفية تتحكم في مصيره، يد الجرائم المزيفة التي كانت تتكرر في ذهنه كأنها أفلام لم تعرض من قبل.

بينما كان يتجول في الزقاق الضيق، شعر بشيء يتحرك في الظلام. تحركت ظلال كثيفة نحوه، وأخذت تتضح ملامحها تدريجيًا. كان هناك شبح ضبابي يقترب منه ببطء، ملامحه مشوهة وعيناه تشتعلان بغضب وجنون. كانت تلك الروح الملعونة التي تطارده منذ سنوات، تحمل في طياتها كل الجرائم التي لم يستطع ارتكابها، كل الأحلام المكسورة والأماني الضائعة.

تقدم الشبح نحوه بخطوات بطيئة، كأن الوقت توقف في تلك اللحظة. كانت عيناه تتوهجان بنيران الجحيم، وصوت هامس ينطلق من فمه بلا شفاه: **"أنت لست حيًا، ولن تكون كذلك أبدًا. مصيرك مكتوب بدماء الخوف والألم. سأظل أطاردك حتى النهاية، حتى تتلاشى روحك في ظلمات لا نهاية لها."**

لم يستطع الرد، كل ما استطاع فعله هو التحديق في تلك العينين المشتعلتين بغضب لا متناهٍ. كان يعرف أن هذه الروح تحمل في داخلها كل الجرائم المزيفة التي لم يستطع القيام بها، وكل الأحلام المكسورة والأماني الضائعة. كان هذا هو الفصل الأول من معركته مع روحه الملعونة، بداية حكاية لن يكون لها نهاية سعيدة.

كان يشعر بأن الأرض تحت قدميه بدأت تذوب، وكأن العالم بأسره يتحول إلى دوامة من الظلال والألم. كانت الرياح تعصف حوله بقوة، تحمل معها صرخات لا تنتهي، تردد في أذنيه كأنها تترات من عالم آخر. حاول أن يتحرك، أن يهرب من هذا الكابوس، لكن قدماه كانت مغروسة في الأرض كجذور شجرة قديمة لا تنكسر.

في تلك اللحظة، تذكّر الأيام التي كان يعيش فيها بسلام، أيام الطفولة والأحلام البريئة التي كانت تملأ قلبه بالفرح. تذكر ضحكات الأصدقاء والعائلة، والأماكن التي كان يزورها بشغف. تلك الذكريات كانت تبدو الآن وكأنها ظلال بعيدة، أشباح من ماضٍ لم يعد موجودًا. كانت الروح الملعونة تسحب كل تلك الذكريات معه إلى الظلام، وكأنه يتلاشى ببطء مع كل لحظة تمر.كان يشعرميه بدأت تذوب، وكأن العالم بأسره يتحول إلى دوامة من الظلال والألم. وكلما خطا خطوة نحو الأمام، كان الهواء يزداد كثافة وصعوبة، كأنه يمر عبر حائط غير مرئي من رعب وخوف.كان يشعر بأن الأرض تحت قدميه بدأت تذوب، وكأن العالم بأسره يتحول إلى دوامة من الظلال والألم. وكلما خطا خطوة نحو الأمام، كان الهواء يزداد كثافة وصعوبة، كأنه يمر عبر حائط غير مرئي من رعب وخوف. بدأت همسات الروح تتسلل إلى أذنيه، تردد كلمات غامضة تحمل في طياتها أسرارًا قديمة ومرعبة، بينما كان الشبح يقترب منه بهدوء يثير الرعب في قلبه.

(تأليف dem ons و lee know2)