""بأمر من الامبراطور العظيم، ادوارديلوم دي ايرلز. يتم نفي يوراي، و استقطاعها من نسل عائلة دي ايرلز الطاهر لحملها للفلوريد. ويتم ارسالها الى الارض لضمان عدم عودتها.""
★٭★٭★٭★٭★٭★
"كان ذلك اخر ما اتذكره من خطبة ذاك اليوم اللعين. تباً... فقط لو كنت عـ.."
قوطعت افكارها فجأة بسماع صوت استاذها الجامعي يوبخها لعدم تركيزها في الدرس. مجددا.
"آنسة ايرلز، سيسرني لقائك في مكتبي بعد الحصص."
"سحقا له، الا يمكنني حتى التفكير بحرية؟.."
فكرت في نفسها بعد ان غادرت مكتب البروفيسور ستون. و بعد محاضرة طويلة عن التركيز و النشاط و الانتباه في الدرس. توجهت في طريقها الى مسكنها، ذاك المكان الصغير البائس الذي تسميه منزلا. وذاك الفراش الرديء البارد الذي تسميه سريرا ترتاح عليه و ترمي بأثقال يومها عليه.
"ايرلز ... ايرلز.. ايرلز.... كم اكره هذا الاسم..."
القت الشابة بنفسها على السرير، منهكة بعد يوم طويل في الجامعة، ثم نهضت بعد لحظات لتلتقط شيئا تأكله من ثلاجتها التي لم يكن بها الكثير.
بعد ان اخذت موزة، سمعت طرقا على الباب وذهبت لفتحه.
"من يا ترى يزورني؟"
فتحت الشابة الباب بفضول و موزتها لا تزال في يدها، اذ بفتى لا يتجاوز عمره الثالثة عشر ينظر اليها و يحمل مغلفا ورقيا بيده، و استطرد "هذا لكِ يا انسة!" ثم غادر مسرعا كأنه قط يهرب بعد سرقة سمكة.
اما يوراي، فكانت مستغربة. من قد يرسل رسائل ورقية في زمن كهذا؟ و لكن اكثر ما اثار حيرتها، من قد يرسل شيئا لها؟ فهي كانت لا عائلة لديها ولا اقارب، و صديقتها الوحيدة ايڤوني اذا ارادت ان تخبرها شيئا فأنها تقتحم شقتها كالمجنون.
جلست يوراي على الاريكة القديمة وعيناها تتفحصان المغلف و قد قرأت عليه «وكالة كيوب الامنية» مما اثار دهشتها.
فتحت المغلف بسرعة و عيناها تنتقل بين الاسطر و الكلمات المودعة فيه
"لماذا يردونني ان اذهب الى مبناهم؟!"
★٭★٭★٭★٭★٭★
بعد ضهيرة اليوم الذي تلاه، خرجت الشابة من جامعتها مسرعة نحو مبنى كيوب ، حيث لم تكلف نفسها حتى عناء تبديل ثيابها
"واااه، يا له من مبنى ضخم!"
تعجبت، لم تكن تلك اول مرة تراه فيها، لكنها المرة الاولى التي تقترب منه لهذه الدرجة، ملاحظة تفاصيل البناء الحديث و الفخم. حيث عرفت كيوب و منذ عصور مضت، انها احدى اقوى منظمات الدفاع في ارجاء فرنسا و اوروبا، وتحتاز مرتبة اعلى من القوات الخاصة. وكانت تابعة للمنظمة الاساسية :منظمة وينتر ايكون العالمية. روسيا.
"عذرا، لقد تلقيت دعو-"
دخلت يوراي الى المبنى و توجهت الى مكتب الاستقبال، لكنها لم تكن لتكمل جملتها واذ بذراع تلتف حول كتفها، و صوت مغرٍ لكن مغرور يتحدث قريبا منها
"لم اعلم انه يسمح للقواصر التواجد هنا. اخبريني ايتها التفاحة اللطيفة ، هل انت مهتمة بمواعدتي~؟"
نظرت اليه يوراي بحيرة و تفاجؤ
"ماذا من انت؟! ومن سمح لك بلمسي هكذا!"
قالت بصوت منزعج وهي تلوي ذراعه خلف ضهره
"اوه اوه مهلك يا حلوة!"
★٭★٭★٭★٭★٭★
اصطحب الشاب الاسمر الغريب يوراي الى مكتب ضخم في الطابق الاخير من المبنى الشاهق. دخل الرجل المكتب بطريقة اعتيادية ولم يكلف عناء طرق الباب حتى.
ضحك بصوت عالٍ يبدو مستهزأ بعض الشيء وهو ينظر الى رجل شاب يجلس خلف مكتب كبير "ماكسيم ، انظر الى التفاحة اللطيفة التي حصلنا عليها، لا شك في اننا سنحظى ببعض المرح هاه~؟"
لم يرفع الرجل ذو الشعر ناظريه عن الاوراق التي كانت بيده ثم تكلم بصوت خشن و بلكنة بدت غريبة قليلا "تفضلي بالدخول آنسة ايرلز."
"كيف تعرفان اسمي؟ هاه؟!.."
سألت باستغراب وهي تنظر اليهما واحدا تلو الاخر.
وضع الشاب صاحب الشعر الابيض و البشرة الشاحبة، والذي بدا كمصاص دماء. اوراقه جانبا ثم اسند مراقبه و راحت عيناه تأخذان فيها من رأسها حتى اخمص قدميها.
"لا تستغربي يا آنسة، في هذه الوكالة لدينا جميع المعلومات عن جميع سكان باريس."
......يتبع☁❄
جلس الثلاثة حول المكتب وكان الجو في هدوء غير مريح
جوليان. الشاب الاسمر ذا الشعر الطويل، يجلس متكأ للخلف على المقعد المريح الفاخر. واضعا يديه خلف رأسه و فاتحا ساقيه بشكل غير رسمي.
اما ماكسيم ، الرجل ذو الشعر الابيض يجلس خلف مكتبه وهو ينظر الى ملفات تخص معلومات عن يوراي التي كانت تجلس مقابلة لهما.
"اذا يا آنسة ايرلز ، هل لك ان تخبريني من اي البلاد انتِ؟"
اتسعت حدقتا الفتاة قليلا ثم اجابت بعد صمت
"من هنا، من فرنسا." اجابت بثقة.
"المعلومات لدينا لا تتضمن ذلك. كل ما نعرفه عنك هو انك هنا منذ خمس عشرة سنة فقط. وانتي الان في التاسعة عشرة. اين كنتي قبل هذا؟"
تفاجأت يواري من دقة المعلومات التي لديهم ونظرت الى جوليان الذي كان ينظر اليها بابتسامة ساخرة. يبدو كالابله
"ماذا هل اكل القط لسانك ايتها التفاحة اللطيفة ؟" قال جوليان.
ثم شاحت يوراي بنظرها مرة اخرى الى ماكسيم و استطردت
"انا... لم يلاحظني احد! اعني.. لم لكن امتلك حتى هوية الى ان توفي والداي!"
قالت وهي ثابتة المظهر، رغم انها كانت خائفة قليلا من الداخل. خائفة من ان يتم كشف سرها.
اومأ ماكسيم رغم انه لم يكن مصدقها. لكنه قرر التغاظ عن الامر.
"إذا اسمحي لي ان اسألك سؤال اخر. الى اي شجرة تنتمين؟ فعائلة 'إيرلز' كما هو اسمك، لا وجود لها في انحاء فرنسا كلها." سأل وهو مقطب حاجبيه في جدية صارمة.
لم تعرف سورتي كيف تجيب، لم يطرح عليها سؤال كهذا من قبل. لطالما استغرب معظم الناس من اسمها الغريب، والذي بدا غير مألوف. لكنهم لم يسألوا.
"ا-اه... حسنا.. اننا سلالة نادرة! اجل سلالة نادرة!" قالت بعد تفكير سريع بينها و بين نفسها.
رمقها الاثنان بنفس النظرات غير مقتنعين بأجابتها ولا تأخرها في الرد.
★٭★٭★٭★٭★٭★
4:56pm
"تأخر الوقت بالفعل، الن تدعاني اذهب؟"
رفع جوليان نظره عن هاتفه ونظر اليه بابتسامة ساخرة
"تذهبين؟ الى اين ايتها التفاحة اللطيفة. الم يخبرك هذا العجوز عن شروط العمل هنا؟"
ما ان انهى كلامه حتى رمقته يوراي بنظرات تبدو كالرصاص
"انا لم اوافق على العمل معكم. لدي عمليـ"
لكنها لم تكد تنهي كلامها حتى قاطعها صوت صارم و مخيف بعض الشي
"الامر لا يعتمد على موافقتك، انسة يواري، العمل هنا يكون اجباريا حالما يختارك المدير."
"هذا لا يحق لكم! انا لدي حرية الاختيـ!" انخفضت يوراي بغضب لكنه رفع يده موحي لها بان تصمت. وكانت نظراته ثاقبة نحوها.
"اوي، ايتها التفاحة، الا تعلمين انه لا يسمح لك بالحديث دون اذن في حضرة ماكسيم العجوز." قال جوليان بسخرية وهو مغلق عينيه متكأ على المقعد بكل اريحية كأنه في منزله.
"لا اهتم لمن يكون. ولا اهتم لقوانينكم السخيفة، كيف أُجبر على عمل لا اريده؟!" انتفظت يوراي بغضب عليه مما اثار دهشة جوليان.
لكن ماكسيم اكتفى بالسكوت، معجبا بقوتها و جرأتها للحديث هكذا امام رجلين بينما هي مجرد فتاة جامعية.
★٭★٭★٭★٭★٭★
و بعد نقاشات و مناورات دارت بينهم. تم توضيح كل شيء. العمل في وكالة كيوب الامنية يكون الزامياً لأنه في خدمة الشعب. وانها يجب عليها تقبل الامر. و تلقي التدريب. وكان ماكسيم قد طلب من الرئيس (والده) ان يشرف هو على تدريبها بنفسه. و اما بعد، فأن منظمة كيوب تقسم الى فروع، و كل فرع يقسم الى وحدات. و اقوى الوحدات كانت وحدة الـ ( CQ809). وكل وحدة تحتوي من 3 الى 7 ضباط. وقد كان ينقصها ضابط واحد. والذي وقع الاختيار عليه. الا وهو يوراي. و التي ستكون هي اول ضابط انثى في تاريخ الوكالة.
"علي العيش معكما في المنزل ذاته؟!!!"
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon