"سأعتني بوالدتي وأخي الصغير."
بعدما لفظ والده أنفاسه الأخيرة تحت أقدام السور العظيم، التقط الصبي الصغير بندقيته بينما اعترت الرجفة جسده بأكمله.
"سأحمي أخي في كل وقت. دومًا."
هذا هو الوعد الذي قطعه الصبي لأمه الموشكة على الموت وهي متشبثة بيدي ابنيها بكل قوتها، وهذا هو الوعد الذي حوَّل هذا الصبي الصغير إلى رجل.
نشأ الصبيان الصغيران بلا أب أو أم في مدينة بالقرب السور العظيم وليس لهما أحد إلا بعضهما. اعتنى الشاب اليافع بأخيه الصغير، وكسب لقمة عيشه من أداء أي أعمال مهما كانت غريبة. كان سريع البديهة ويملك ابتسامة لا تفارق وجهه، فأحبه الناس وساعدوه عن طيب نفس وخاطر. وفي أوقات فراغه، كان الأخ الأكبر يترك شقيقه الأصغر مع جارة لطيفة لهما ويخرج للصيد وحده. كان يعرف جميع الأراضي الخصبة القريبة منهما والبعيدة، وكل مرة كان يعود بصيد كبير.
الشيء الوحيد الذي كان يقلقه هو كيفية تعليم هذه المهارات لأخيه الصغير، استمع الشاب اليافع باهتمام إلى جدة جارته وهي تعلم أحفادها الثلاثة، وبهذه الطريقة تعلم كيفية الطهي حتى يكبر أخوه الذي يصعب إرضاؤه ليكون قويًا. كان ينحت تماثيل خشبية ودمى لأخيه الصغير، بل إنه حتى تعلم مهاراتٍ صعبة مثل حياكة الملابس، وكان تعلم هذا أصعب عليه من إصابة فريسة من مسافة 100 متر.
أخوه الصغير شوانس ذو الخدين الممتلئين فقد والديه هو أيضًا، لهذا كان أخوه الأكبر يعتني به جيدًا، لكنه عندما كبر صار طفلًا خجولًا وحساسًا. كان يخاف من الرعد ويخاف من سخرية الآخرين منه ويخاف من التحدث إلى الغرباء، بل ويخاف كذلك من التحدث مع أخيه الكبير في بعض الأحيان. بدا وكأن الفجوة بين الأخين تكبر يومًا بعد يوم.
عاد الشاب اليافع من الصيد في أحد لأيام ليجد أن سوء تفاهم قد حدث، حيث ظن شوانس أن أخاه الأكبر قد هجره. فانطلق عبر البلدة في حالة هستيرية إلى قبري والديهما وهو يبكي ويقول: "حتى أخي الأكبر تركني."
"أبدًا." جثم الشاب على ركبتيه أمام أخيه الصغير شوانس وضربه على رأسه. "لن يترك أخوك الأكبر أبدًا."
ولمصالحة أخيه الصغير، نحت الشاب له تمثالًا خشبيًا يشبهه تمامًا.
أخذ شوانس التمثال وبالكاد استطاع استخراج الشبه. كان الصبي المرهف والصبي القاسي معًا وكأنهما يمسكان بيدي بعضهما بعضًا.
قطع الشاب اليافع وعدًا لأخيه الصغير: "نحن شقيقان لن يفرقنا أي شيء."
إلا أن المصير كان له رأي آخر محطمًا لتوقعاتهما. شن مجموعة من لصوص الأحصنة هجومًا على المدينة عندما كانت البوابات مفتوحة للسوق، وسريعًا تحول المشهد الصاخب إلى بحرٍ من النيران، وتجمع سكان المدينة لمساعدة الحراس على إغلاق البوابات وحماية مدينتهم. رغب الشاب في الانضمام إلى سكان المدينة، لكنه في الوقت نفسه أراد البقاء مع شوانس لرعايته. كان في حيرةٍ شديدة.
تسلق شوانس خزان مياه للاختباء بداخله وقال لأخيه أن يذهب. ثم نظر إلى أخيه والدموع تملأ عينيه وقال: "سأنتظرك في المنزل."
"هذا وعد إذن."
أغلق السكان بوابات المدينة فقسموا قوات اللصوص إلى فرقتين. طارد الحراس اللصوص داخل المدينة، بينما تولى سكان المدينة مهمة حراسة البوابات. دافع الشاب عن البوابات بكل قوته وهو واقف يتحدى وابل السهام المتساقطة.
قال لنفسه: "الدفاع عن البوابات يعني الدفاع عن أخي."
وعندما انتهت المعركة أخيرًا، عاد الشاب إلى منزله، لكن كل ما وجده هناك هو التمثال الخشبي مكسورًا وملقى في زاوية الفناء…
قال له الجيران إن اللصوص اختطفوا الأطفال والمسنين واحتجزوهم كرهائن للضغط على الحراس من أجل الفرار. كان شوانس مختبئًا في خزان المياه، لكنه خرج منه وهرع لحمايتهم…
بهذا حنث أخوه بوعده.
بعدها رأى شخصية هادئة بين حراس السور العظيم. كان قناصًا ماهرًا ضليعًا في مهارات الطهي ومهارات النجاة المهمة للغاية في الصحراء. كانت مشكلة قائده الوحيدة أنه كان نشطًا جدًا في المهمات.
غير اسمه إلى شويو لأن "شويو" تعني الوفاء بكلمتك. استخدم هذا الاسم في تذكير نفسه بأنه يجب عليه دائمًا الوفاء بكلمته.
يبحث شويو الآن في كل مكان مهما كان بعيدًا. ولا يزال يؤمن إيمانًا راسخًا بأن شقيقه الصغير ينتظره في مكانٍ ما، وسيكون دائمًا موجودًا للترحيب بأخيه عند العودة إلى بلدته.
"دائمًا ما أفي بوعودي."
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon