انتبه لمحيطك.. قد يجعل حياتك مملة وقذرة..

من أقسى الصور التي رسمها أنطون تشيخوف هي صورة "ضياع العمر" بكل أشكالها، وهي صورة من صور كثيرة تضمنتها مسرحيته " الخال فانيا" التي يحاول من خلالها تفسير السلوك البشري المعقد لأبعد حد..

تشيخوف في مسرحية "الخال فانيا" يرى أن من سوء حظ بعض الناس أنهم يولدون في "مستنقع" قاتل لكل جميل فيهم، لدرجة أنهم هم أنفسهم بعد مدة يتشوهون داخلياً ويصعب عليهم هم أنفسهم أن يصدقوا طريقة تصرفهم التي لم يكونوا يتوقعون أنهم سيتصرفون بها في يوم من الأيام!

من سوء حظك حسب تشيخوف، أن تضيع العمر مع الشخص الخطأ والعمل الخطأ والمكان الخطأ و الخيارات الخاطئة. وأن تُخلص في عمل لن يعني لك شيئا مُستقبلا ، بل لن يشكُرك عليه أحد ولن يعرف أو يعترف أحد بكُل بتضحياتك.

كنت أتامل رسمة أنطون تشيخوف و أنا افكر و لكن صوت أمي قاطع تفكيري

" بيتر فلنذهب "

اومئت برأسي صعدت سيارة أمي و اتجهنا إلى المنزل و في طريق بدأت انظر من النافذة و أفكر

( تبا كم أن حياتي مملة و غريبة ليس فيها أي شيء مثير ، أعني لا أرى أهمية لي في هذه الحياة ، شخص في 18 من عمر لديه عين اصطناعية و رجل يسرى و يد يمنى مزيفتان و الأكثر من كل هذا لا يستطيع الكلام )

قاطع صوت أمي تفكيري مرة أخرى

" بيتر ، لقد اخبرتك الا تفرط بالتفكير "

أخرجت هاتفي و كتبت رسالة و قمت بتحويلها إلى رسالة صوتية و قلت لها :

" أمي أنا أريد أن أصبح محقق "

ردت علي و قلت :

" محقق ؟ ، مالذي تعنيه ؟ ، يجب عليك أن تهتم بدراستك فقط "

بيتر : " أمي أنا أريد أن أجد قاتل أبي "

سامنثا ( والدة بيتر ) : " بيتر لقد اغلقت قضية والدك قبل 10 سنوات لم يتم إيجاد قاتل والدك و القضية تم إغلاقها "

بيتر : " أنا سأجده حين أصبح محققا "

سامنثا : " لا انت لن تصبح محقق ، سوف تدرس و تصبح طبيب "

بيتر : " لكن.."

سامنثا : " ان أكرر كلامي "

بيتر : " حسنا "

بعد وقت قصير وصلنا إلى منزل ، تناولت العشاء مع أمي و أختي ايلين ثم صعدت إلى غرفتي و نمت استيقظت بعد منتصف الليل على صوت شخص يصرخ و يقرع الطبول في شارع نهضت من سريري و بدأت أنظر من النافذة ثم لمحت شخص في شارع فنزلت إلى الشارع لكي اتحدث معه و عندما وصلت للمكان الذي كان يتواجد فيه لم أجده بدأت أبحث عنه ولم أجده ثم قررت العودة إلى المنزل و حين وصلت إلى باب المنزل وجدته واقف و يحمل معه سيف كبير ثم بدأ يتقدم نحوي كان يرتدي رداء أسود و لم تكن له أي ملامح ، لقد كنت اعتقد أنها نهايتي و بعد أن وصل أمامي قال لي :

" قل لي شيء يمنعني من اقتلاع رأسك "

ووضع السيف على رقبتي فاخرجت هاتفي و قلت له :

" لقد سمعت صوتك و صوت قرعك للطبل فاردت أن ..." لم يدعني أكمل ما أريد قوله و قال لي :

" هل سمعت ندائي ؟ "

فأومئت برأسي مجيبا على سؤاله ثم فجأة تشكلت ملامح في وجهه و قال لي :

" اخيرا لقد سمع احدهم ندائي ، من كنت اريدهم أن يسمعو ندائي لم يفعلوا و انت فعلت "

و بعد هذه بدأت بعض الوحوش ذات الوجوه المخيفة بالظهور كانت لها أشكال مرعبة فقال لي الشخص الغريب :

" لو كنت مكانك لدخلت المنزل "

توجهت للمنزل و اردت أن ادخل ولكن لم استطع فلباب كان مغلق بإحكام

و حين اقتربت الوحوش مني سمعت عواء ذئب ، هذا صوت جعل تلك الوحوش تهرب في إتجاهات عشوائية بعد لحظات ظهر شخص كالفارس من العصور القديمة ذو شعر طويل يمتطي ذئب عملاق نظر لي و قال :

" اصعد على ظهر اشيتو "

أشرت على ذئب فقال:

" نعم "

صعدت على ظهر ذئب و بدأ الذئب يركض و فجأة اعترضت طريقنا إمرأة فاتنة الجمال لها قرنان و عينان حمروتان و بدأت تنظر لي ثم قالت :

"ّ لقد اقترب موعد خروجك يا أيها الملك "

بعد أن قالت لي هذا استيقظت من النوم

( لقد كان كابوس مزعج )

شعرت ببعض الحرارة في رقبتي لذا نهضت و اتجهت إلى الحمام قمت بغسل وجهي و رأيت شيء غريب

( ما هذا الشيء في رقبتي ؟ ، اهذا رمز ؟ )

لم اعلم ما كان يعنيه هذا الشيء على رقبتي

لذا عدت إلى النوم و في صباح قمت بإخفاء ذاك الرمز عن عائلتي و بعد وقت قصير خرجت و اردت أن اتجول قليلا فذهبت إلى إحدى اسواق المدن المجاورة و بدأت اتجول عسى أن أجد شيء يلفت انتباهي و هذا ما حدث حين مررت على شخص يبيع الكتب حين لفت انتباهي كتاب غلافه مثل الرمز الذي ظهر على رقبتي ،سألت البائع و قلت له :

" ما الذي يعنيه هذا الرمز ؟ "

البائع : " هذا الرمز هو الرقم واحد في اللغة الرومانية "

بيتر : " اللغة الرومانية ، ما هي قصة هذا الكتاب ؟ "

البائع : " هذا الكتاب أحد مخلفات القرن الفارغ أو بما يسمى الوقت الشبحي "

بيتر : " الوقت الشبحي ؟ "

البائع : " نعم ، يقال أنه هناك عالم آخر غير العالم الذي نعيش فيه ، عالم خيالي بما تحمله الكلمة من معنى عالم يحتوي على الملوك ، العمالقة ، السحرة ، الاقزام ، القراصنة ، الشياطين ، كل الأشياء التي يقال عنها خيالية في هذا العالم موجودة هناك "

بيتر : " ما هذه إلا إشاعة لا صحة لها "

البائع : " هذا يعتمد على تصديقك للأمر ، على كل حال هذا لا يهم يقال أنه في فترة من فترات حدثت فجوة بين العالمين دامت لمدة 300 سنة و في تلك الفترة خلفت الكثير من الأشياء على عالمنا الحالي "

بيتر : " هذا الكلام لا يصدق "

البائع : " دعني أسألك هل الديناصورات عاشت في عالمنا حقا ، ماذا عن الظواهر الطبيعية التي نعرفها كمثلث برمودا ، القارة الجليدية هل هي من عالمنا الحقيقي أم أنه ليست منه ، كما تعلم أنه ظهرت من العدم فقبل وقت كانت غير موجودة في عالمنا ، و على كل حال تصديقك او انكارك للأمر يعود لك "

بيتر : " كم ثمن الكتاب ؟ "

البائع : " خذه بالمجان "

بيتر : " حقا ، لماذا ؟ "

البائع : " كما ترى يا فتى أنا بائع عجوز أبيع الكتب و لا أحد يرغب في الشراء من عندي و إن اشترى احد ما من عندي لا يتحدث معي او يحاورني ، و لكن أنت قد حورتني و منحتني المجال لأقدم لك المعلومات لذا خذه إنه لك كهدية مني "

بيتر : " شكرا يا سيد ...."

البائع : " إسمي السيد اوكاي "

بيتر : " أنا بيتر تشرفت بمعرفتك "

اوكاي : " الشرف لي يا بيتر "

بيتر : " على كل حال يا سيد اوكاي شكرا لك على الكتاب "

و بعد هذا انطلقت عائد إلى المنزل

السيد اوكاي في نفسه ( هذا الفتى يحمل لعنة سيئة )

بعد أن وصلت إلى مدينتي كان الوقت ليل بعد مدة من الوقت وصلت إلى المنزل و لكن كان هناك شيء غريب

( لماذا أضواء المنزل منطفئة ؟ )

وجدت باب المنزل مفتوح ، كان الهدوء يعم المكان فجأة سمعت صوت التلفاز الموجود في غرفة المعيشة بدأت امشي ببطء إلى أن وصلت إلى غرفة المعيشة حتى رأيت منظر مرعب اقشعر جسدي منه رأيت جثة أمي و اختي

في بركة من الدماء ثم استدرت للخلف فوجدت عبارة مكتوبة على الجدار :

" أنت لا يجب أن تكون هنا "