NovelToon NovelToon

لم أعد أحبك بعد الآن

مُقدمة

الحب والكراهية وجهان لعملة واحدة.

أكرهك كما أحبك، وأحبك كما أكرهك!

أكثر من سبعة أعوامٍ من الحب الصامت تنتهي باستسلام وفشل ذريع، وبطلاق وانفصال نهائي.

لم أعد أحبك كما كنت، ولم أعد أراك كما كنت، الآن أنت مجرد نكرة بالنسبة لي!

قد يأتي الندم أحيانا متأخرًا، ولكن هالتعلم بأنه لا فائدة، فما تمتلكه لن تدرك قيمته إلا بخسارته.

____

I

سبع سنوات من الحب الصامت، كنت سأستسلم بشأنه، سَأتناساه وأنظر لحياة جديدة ولكن فجأة انقلب كل شيء رأسًا على عقب!

قبل سَنتين ونصف كنت أجلس على ذات السرير، أحاول تخبئة ابتسامتي وأنا أمسك عقد زواجي من ماثياس كرستوفر الصامت.

الآن أنا أجلس على نفس السرير، ولكن بيدي أوراق الطلاق!

إنه الوقت فقط لانهاء ما يحصل منذ عامين، أنا مجرد بديل فاشل، مهما حاولت جعل ماثياس ينظر لي أو يعلم بأني أحبه فلا فائدة، لأنه معمي بخطيبته السابقة، الراحلة جيينا.

سمعت صوت الباب يفتح لأشد قبضتي على الأوراق،'لا بأس يا كايلا، الأمور ستنتهي من هذه الليلة وستكونين حرة من بعدها'

 قمت بتهدأت انفاسي حتى رأيته أمامي، جسده العضلي الممشوق والجذاب، يرتدر سترة ذات تصميم إيطالي سوداء معتمة كَعينيه وشعره.

ألقيت نظرة على ملامحة اليونانية الجامدة، الشيء الذي جعلني أعجب به، حدود فكّه البارزة مع عيونه الحادة وشفتيه الصغيرة، بشرته البيضاء الحليقة ولكنها تحتوي على شعيرات نابتة بشكل مرتب.

شعره مصفوف لأعلى بشكل رائع، وتفاحة آدم التي تظهر من عند ياقة القميص تجعلني أبتلع رضابي ببطء.

هو دائمًا هكذا، يجعلني أحبه فقط من نظرة واحدة دون أي جهود.

تقدم ناحيتي: " ألم تنامي بعد؟ "

"لا كنت أنتظرك" رددت

"ما الأمر؟!"

كان واقفا أمامي بهالته الهادئة لأقدم له أوراق الطلاق:

"لننفصل، ماثياس"

لا أعلم كيف خرجت هذه الجملة القصيرة من فمي، ولكنها فعلت وهي تسحق قلبي.

"هل أنت ثملة؟!"

أخذ الأوراق بينما رأيتُ عيونه تستطيل بحدة.

"يكفي تمثيلًا ماثياس أنا تعبت، لننفصل وليرى كل منا حياته.

رمى الأوراق على السرير ثم قام بطحن فكي بأصابعه.

" انت فقط تحلمين كايلا، لا تنسي أساس هذا الزواج! "

اوه أجل أن أكون وعاء حمل لوريثه الشرعي!

"أنت تعرف بأني لا أستطيع الحمل وحدي، أو تريدني أن اعطيك درسا بالاحياء بعنوان التكاثر؟"

رفعت لساني وهو ما زال يضغط على فكي، شعرت بصدمته كونه لأول مرة، يرى كايلا امرأة متمردة بلسانٍ طويل، وليست كايلا التي دائما ما تكون صامتة ومطيعة.

نزلت عيونه على شفتي للحظات قبل أن يُطبقَ عليها شفتيه.

لقد قبلني!

ولكنّها لم تكن قبلة عاطفية، بل كانت شرسة، قبلة كانت تنمي على غضبه وسخطه علي، وكرهه لي!

أغمضتُ عيني وأنا أبكي، حرقة الدموع على جانبي عيني تجعلني أصحو على كمية الألم الذي أشعر به.

عانقته عنقه ورحت أبادله، تحت رغبات الشهوة سأقضي آخر ليلة لي هنا، في هذا المنزل، ومن بعدها سأحرص على أن تراني مرة أخرى، ماثياس.

أشعر بالأسف على حبي الذي ضاع في سبيل شخص لا يراني، شخصًا يعتبرني نكرة ما.

تذكرت كيف كان أول لقاء بيننا، لقاءً دراميا في مسرحٍ مضاء، كنت، في وقت ما، أعزف على البيانو بطلاقة، في ذلك الوقت رأيتُ رجلًا واقفًا على أحدى الشرف، يستمع بعيونٍ نابضة، عيون لم تكن موجودة عند الحشود أجمع.

أتسائل لو كان الرجل الذي يطحنني الآن بجسده هو نفسه الذي كان على الشرفة حقّا، لأن كلاهما مختلف، الرجل في ذاكرتي كان ناعمًا، أما الذي أمامي فَهو أقسى من جدارٍ اسمنتي بارد.

ربما هذه الليلة الأولى لنا، على طوال سنتين كاملتين وبعض أشهر، ننام فيها على سرير واحد، وبجسدين عاريين، زَممتُ شفاهي أحاول التماسك.

لا أحتمل فكرة أن يستيقظ الآم بعد أن نام وأخيرًا، لذا استقمتُ بهدوء خفيف أمسك هاتفي وأبعث رسالة لجهة اتصال معينة، ثم ألثم جسدي بملابسي.

امسكتُ اوراق الطلاق التي تم إلقاءها على الأرض مسبقًا، وآخذ ورقة فارغة من دفتري الخاص، لأكتب فيها ما أودّه، رغم أن جزء ما بداخلي، جزء صغير يخبرني ألا أغادر، لكن صبري قد نفذ.

أردت وضع الأوراق على الدرج قرب السرير، ولكن حركة جسده جعلتني أجفل بمكاني.

"جيينا" ختمت انفاسه مناديا بخفوت، لك أكن أعلم بأن اسم صديقتي المفضلة سيكون بهذا الثقل على قلبي حتى هذه اللحظة، لقد انتهك جسدي قبل دقائق، والآن هو ينادي باسم خطيبته ومحبوبته الراحلة.

لقد كان حبّي خسارة عظمى، لي.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon