...ان الحياه اشبه بسباق طويل لا ينتهي الا عند الموت ، تهدف في هذا السباق الطويل والمرهق ان تصل لأهدافك ، قد يكون هذا الهدف كبيرا جدا بالنسبة لك ، لكنه قد يكون اكثر تفاهة وبساطة بالنسبة لغيرك فقيمة الاهداف تتحدد من الأشخاص انفسهم وهي بالتأكيد تختلف من شخص لآخر، في ذلك السباق لا يتسابق الجميع على اقدامه ، قد تجد شخص يركض بيديه وقدميه ، وشخص آخر يتسابق بسيارة فيراري ، الحياة غير عادلة احيانا ، خاصة بالنسبة لهؤلاء الذين ارادوا العيش بهدوء وامان ، قد يكون ذنبهم في هذه الحياة هي رغباتهم نفسها ، واما عن ذنب هذا الشخص ، فقد اراد فقط ان يعيش حياة بسيطة وسعيدة مثل اي شاب في العشرينات من عمره ، انه مينورو لقد ولد في طوكيو عام 1999 في شهر ديسمبر في اسرة متوسطة الحال ، كان طفلاً وسيماً فائقاً للجمال ، وكان اشقراً بشعر بني مائل للحمرة ، كان دائماً طفلاً مشاغباً بعض الشئ كان يحب الالعاب والسهر ومشاهدة التلفاز ، لكنه كما كان يقول البعض كان ذكياً جداً، فقد كان دائماً الاول على صفه من حيث الدراسة بدون نسيان انه تعلم القراءة والكتابة في سن ال4...

كان دائماً يعتقد ان هذا هو الشئ الوحيد الذي يستطيع فعله حقا ، الدراسة بجهد وارضاء اسرته ، كان مينورو محبوباً من بقية المعلمين وزملاءه ، وقد كون صداقة قوية مش شاب يدعى هيراتا

كان هيراتا ومازال احد اقرب الأشخاص الى مينورو ، كان أخاً لم تلده امه

لكن مثل اي طفل في مرحلة معينة ، كان مينورو يتعرض للتنمر بشدة من بعض الطلاب ، حيث وبدون اي سبب وجد مجموعة متكونة من 6 اشخاص يزعجونه بكلمات شتم واغاظة وأحياناً يقومون بسرقته ، حتى انه في مراتٍ تعرض للضرب منهم جميعاً ، وكان نوعا ما وحيداً بعد ان اضطر صديقه للانتقال الى مدرسة اخرى

مينورو كان حساسا ، كان يظن ان العالم سيعامله بإحسان ان تعامل مع العالم بإحسان ، لكن كان بمرو الوقت يتعرف على مساوئ هذا العالم ، والجدير بالذكر عنه انه كان يحمل ذاكرة قوية ، لم ينسى اي خير تعرض له ولا حتى اي إساءة تعرض لها ، لقد خزن كل شئ كليا ، وبصراحة ، هذا كان أمراً مزعجاً ومرهقاً له

كبر مينورو بمرور الوقت ، وانهى الابتدائية بصعوبة ، كانت ست سنوات طويلة جداً وحدث فيها الكثير ، من الدراسة ومقاومته للتنمر وغيرها من الامور

حتى وصل للمرحلة الإعدادية ، بداية المرحلة الإعدادية كانت البداية الحقيقية للتغير الهائل الذي اصاب مينورو ، والذي ترتبت عليه شخصيته بمرور السنوات

تلك الأحداث التي لن ينساها ابدا والتي حفرت في قلبه وعقله ذكرياتٍ لا تنسى

عندما دخل مينورو الاعداديه وجد اشياء جديدة كلياً مدرسة اخرى وأشخاص جدد ، حياة المراهقة الجديدة على الابواب

وقد كان من حظه ان قابل صديقه هيراتا ، يالها من صدفة رائعة

مينورو : لا اصدق هذا!! هيراتا كيف حالك يا رجل لم ارك منذ عامين

هيراتا : سعيد بلقاءك مجدداً يا اقرب اصدقائي ، مر زمن طويل حقا انا سعيد بمعرفة انك لا تزال بخير

بمرور الايام اكتشف مينورو ان مدرسته تضم عددا لا بأس به من مسببي الشغب والمشاكل

لكن ما جعله مطمئنا هو خبرته في التعامل مع التنمر والنجاة✅

تعرف مينورو ايضا لمعلمينه الجدد وصدقوني لم يكونوا ودودين ابداً 😅

مرة السنة الأولى من الإعدادية بسرعة هائلة ، لقد كانت الامتحانات صعبة جداً ، حتى مينورو الذكي كاد ان يتحمل خسارة في درجات الامتحانات ، كاد يرسب بالمعنى الاصح

بعد ان مرة السنة الأولى واجازتها دخل مينورو الصف الثاني الاعدادي ، الذي سيقابل فيه شخصاً سيؤثر على كامل حياته ويغير من شخصيته

اما للأفضل او للأسوأ .......

عندما دخل مينورو الصف الثاني الاعدادي كان قد اخذ انطباع عن ذلك الصف بأنه الاصعب في المرحلة الإعدادية كلها لذا كان عليه تأهيل نفسه نفسياً ، لكنه في اللحظة التي دخل فيها الفصل لم يصدق ما رآه ، رأى فتاة كان يعرفها منذ سنتين ، كان فتاة ذكية جدا ومتفوقة ، في الحقيقة لقد كانت تقريباً الند الوحيد الذي تفوق على مينورو ، كانت تدعى (رينا) ✅، عندما هزم مينورو امامها كان قد وضعها كهدف يجب عليه الانتصار عليه ، هدف يجب ازالته من المنافسة ، لكنه كان أغلب الوقت يتعادل معاها ، رغم انه قد كرهها في البداية ، الا انه وبدون ان يعلم كان قد اعجب بها حقا ، وبعد مرور سنتين ومقابلة رينا مجددا لم يصدق كم ان هذا العالم صغير ، وبدأت تلك المشاعر في العودة ، فمينورو ورينا ليسوا أطفالا بعد الآن انهما في مرحلة المراهقة ، لكنه لم يراها فقط كحبه الاول ، بل كواحدة من اقوى منافسينه ✅

بمرور الايام والاسابيع لاحظت رينا ان مينورو ينظر اليها بكثرة ، وكأي فتاة ينظر اليها شاب وسيم ، لقد اعجبت به أيضاً ، نظرة وراء نظرة

لم يعد مينورو قادراً على انكار الامر ، إنه يحبها حقا ، ويريد معرفة المزيد عنها

لحسن الحظ ان سكن رينا كان قريباً من مينورو ، فقام مينورو بمصادقة جميع من هم في منطقة سكن رينا ، حتى انه قد دخل مجموعة دينية وتقرب منهم فقط ليكون قريباً منها

لقد غير حياته كلياً من شاب انطوائي وحيد الى شخص اجتماعي معروف انه ودود ، صدق الجميع هذه الفكرة ، لكن لم يتخيل احد قط ان مينورو فعل كل هذا لأجل شخص واحد الا وهي رينا

لكن ، لم يستطع مينورو الاعتراف لها او حتى التحدث اليها ، لقد كان يربط نفسه بعدة قوانين اخلاقية

كان يرى بأن الرجل الحقيقي هو ذلك الذي يهتم بحبيبته ، يهتم لمصلحتها وشرفها

"ان أحببت امرأة عليك الذهاب الى والدها وخطبتها ، عليك ان تكون جاداً فالأمر ليس بلعبة ابداً"✋

لم يرد مينورو جعل ربنا تتعلق به ، لم يرد ان يعطيها الامل ان يكونا معا ، ثم يأتي يوم ما ويغير كل شئ ولا يسبب سوى خيبة الأمل

لذا اراد مينورو النجاح في دراسته سريعاً ثم البحث عن عمل ليملأ جيوبه

والمثير للذكر ان كل هذا التعقيد والتفكير ، صادر عن فتى في 13 من عمره ، من المفترض ان يلعب ويلهو حتى في المشاعر ، لكنه أخذ الامر بجدية بشكل لا يصدق ، حتى رينا لم تفكر بهذه الطريقة ولم تقترب منها حتى

حتى حدث له شئ غير حياته وشخصيته بالكامل ......

في يومٍ من الايام كان يمشي مع اصدقاءه المقربين ، اقرب اصدقاءه بالمعنى الاصح ، هيراتا وبعض الرفاق مثل تينجي ويوساكو

وكأي فتى عادي يريد البوح بالاسرار والمزاح ، اخبرهم مينورو عن مشاعره لرينا ، توقع رد فعل كالمزاح او السخرية

لكن لم يتوقع ما سمعه منهم

قال تينجي بسخرية "هههه رينا ؟؟ هل تمزح معي ، الا تعلم انها ليست سوى فتاة عا*رة لا يهمها شئ سوى المال ، انها حتى حالياً على علاقة بشخص ما"

نزلت هذه الكلمات على مينورو كالبرق

عجزت الكلمات عن الخروج مؤقتاً ، ثم ضحك وقال مالذي يجعلك تقول هذا

قال تينجي انه كان في نفس المدرسة معها في الابتدائية قبل انتقالها وانه يعرفها جيداً

كان من المفترض على مينورو الشك في كلامه

لكن لماذا يشك ؟ بالأحرى لماذا قد يكذب تينجي ؟! لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا لماذا

عشرات الاصوات في داخل عقل مينورو وهو يرتدي قناع الهدوء والتقبل ، انه لا يعرف شخصية رينا ، واقرب أصدقاءه لا سبب له في الكذب ، فقام بتصديقه

قد يستغرب البعض منكم ، لماذا قد اعطى مينورو رد الفعل المبالغ فيه هكذا ؟

الجواب بسيط ، مينورو كان فتى له قواعد حتى في سنه كانت هناك امور لا يمكن خرقها

"انا لن اتلاعب بأي فتاة ، لن اؤذي احد ولن اسبب الألم لأي احد ، سأعيش في سلام وان تطلب الأمر ان اكون وحيداً"

رينا كانت حبه الاول ، وكان يصدق من طريقة ملابسها وتعاملها مع الآخرين انها رائعه في كل شئ ، جمال واخلاق ، ومبادئ ، وكلمات تينجي ، قد دمرت هذه الصورة الرائعة ، بل تركت ندبة لم تشفى ابدأ

عندما غادر مينورو اصدقاءه وودعهم بإبتسامة مزيفة ، الوحيد الذي ادرك حقا مشاعر مينورو هو هيراتا

عندما كان مينورو عائد الى منزله ، كان العالم يدور في رأسه ، كان بالمعنى الاصح غائب عن الوعي

لم يتحدث بكلمة واحدة عندما عاد لمنزله ، بل انفجر فجأة ، وبدأ بلكم جدران غرفته حتى تشوهت يداه.......

عندما تتعرض لصدمة هائلة قد لا يستوعب عقلك في البداية ، لكن كلما استوعب عقلك هذه الصدمة زاد غضبك وحزنك ، ضرب مينورو الجدار بيديه كانت طريقته الوحيدة لإفراغ تلك الشحنة الهائلة من الغضب ، لمن لم ينجح الأمر ، فالخبر الذي سمعه لا يزال طازجا جدا على عقله

استغربت الاسرة ما الذي حدث له ، ما بال عينيه ولماذا لونه شاحب هكذا ؟!

لم يتحدث معهم في شئ ابدا ، ولا حتى مع اخوته او حتى هيراتا ، ذلك اليوم لم ينمه ابدا

ظل يفكر في احتمالات لا تنتهي في ان صديقه يمزح او ان هناك سوء فهم ، لذلك انتظر حتى اليوم التالي وتحدث معه مجددا ، ليؤكد له صديقه تينجي ان ما قاله ليس مزاحا

هنا أصبح مينورو في تضارب لأسابيع واشهر ، بين قلبه الذي يرفض التخلي عن رينا ، وعن عقله الذي يرفض فكرة انه قد يحب فتاة عا*رة ومستغلة

٧ اشهر بأكملها يعاني ، حتى اكتشف بطريقة ما ان رينا لم تكن في الاصل مع تينجي في المدرسة

بل كانت في مدرسة اخرى بعيدة كلياً ، هنا بدأ مينورو يفكر في حقيقة كذب تينجي ، وبعد أن تأكد من صحة مكان دراسة رينا السابق ، تأكد مينورو ان تينجي يكذب

لكن لماذا؟! ما السبب؟! هل آذيته؟!

تجاهل مينورو الامر وحاول الا يحدث مشاكل ، لأنه قد يؤذي تينجي حقا ان كان سببه سخيفاً

حتى خاض معه في يوم من الايام نقاش حاد ، انتهى بأن يقوم تينجي بالسخرية من مينورو بأنه يحب فتاة حمقاء

هنا قاله مينورو : عن ماذا تتحدث انت ؟

ليخطئ تينجي في الكلام ، ويبين وجهه الآخر ، لقد كذب على مينورو في موضوع رينا لسبب واحد

لأنه كان يغار من رينا نفسها ، لانها كانت متفوقة في دراستها ، وهو كان فاشل ، وعندما علم بأمر مينورو معها ، اراد ان يسخر منهما ويقوم بكل ذلك ليجعل مينورو يكرهها

مينورو عندما سمع تلك الكلمات ، لم يقل سوى شئ واحد

"هل كان الامر ممتعاً ، ان ترى احد اصدقاءك الذي يثق بك ، يعاني؟"

هنا تدخل هيراتا فوراً ثم قال "انت حقير يا تينجي ، انت فقط لم تكذب على مينورو بل اتهتمت فتاة بريئة اتهام خسيس ، انقلع من وجهي"

في الحقيقة لا يمكننا قول ان هيراتا فعل ذلك لينتقد تينجي ، بل فعل ذلك لينقذه

هيراتا شعر بذلك ، شعر ان مينورو كاد ان يهجم على تينجي

هيراتا قد شعر بتلك الرغبة في عينه ، نظرة باردة ، كانت نظرة مينورو مخيفة لتلك الدرجة

ذهب مينورو الى منزله وهو مصدوم للغاية ، خانه احد اقرب اصدقاءه فقط لأجل الاستهزاء

كم ان اطفال هذه الايام مخيفون حقاً ، ندم مينورو على شكه في رينا وعاد مجددا ينظر اليها بنظرات تملؤها المشاعر

مرت فترة الاعدادية وقد نجح بمجموع كافٍ ليدخل الثانوية ، اصبح مينورو في عمر ال 16

وقد قابلت رينا اخته لأول مرة ، اخت مينورو تدعى هينامي ، بل واصبحوا اصدقاء وتبادلوا معلومات الاتصال

لم يكن مينورو يعلم مالذي يجري بينهما وما الذي تفكر فيه رينا !

لكن اخته اكدت له ان رينا معجبة به من نظراتها له

حتى انها تشعر بالغيرة عليه من الفتيات الأخريات وهذا جعله سعيداً

لكننا نتحدث عن فترة الثانوية ، انها فترة تبدأ فيها بدخول ريعان شبابك ، حيث تكون لك بطاقة هوية وتتحمل بعض المسؤولية في حياتك ، انها بداية النضج

كانت الدراسة صعبة جدا ، وكان الأشخاص الجدد في الثانوية غريبون

ورينا تبين ان لها بعض المشاكل الصحية ، حيث انها ان خافت كثيراً او حزنت ، يغشى عليها

مينورو لم يعلم ابدا عن شئ كهذا

حتى اغشي عليها امامه او بالأحرى بين يديه .....

مينورو كاد ان يصاب بالجنون ، الفتاة التي يحبها منذ ٣ سنوات سقطت بين يديه ، هل ماتت؟! هل هي بخير؟! مالذي يحدث؟!

بسرعة قام بالنداء على المعلمة وحملها الى الممرضة ، لحسن الحظ انهم ادركوا سريعاً انها فقط فاقدة للوعي

ومثلما يفعل دائماً كان سيذهب بدون نطق كلمة واحدة ، لكنها كانت ممسكة بيديه وهي فاقدة للوعي

وكأنها تقول له "لا تتركني" ، امام صدمة مينورو وحزنه وتضارب مشاعره على هذا الموقف الغير متوقع اضطر للخروج من مكتب الممرضة ليتركها ترتاح بل واعطى اسم مزيف للمرضة حتى لا تقول اسمه امامها فتعرفه رينا

ثم عاد الى الفصل ليجد بعض الشباب عديمي الخجل يقومون بالسخرية من رينا وهي تفقد الوعي

بعيون باردة ووجه غاضب ....نعم لقد تعرف هيراتا فوراً على ذلك الوجه انها نفس العيون التي رآها قبل عامين ، ثم صاح مينورو في وجههم بغضب

"ايها الحثالة الاوغاد"