عندما كان والدي طفلًا صغيرًا، التقى بصديق عمره، وكونا صداقة قوية تحولت إلى أخوة أبدية. في أحد الأيام، بينما كانا يتحدثان عن أحلامهما وأمنياتهما للمستقبل، قطعا وعدًا بدا في أعينهما آنذاك عاديًا وسهلًا؛ وعدًا قد يربط مصير عائلتيهما إلى الأبد. اتفقا أنه عندما يكبران ويصبح لكل منهما عائلة، سيتزوج أبناؤهم، ليكون الرباط بين عائلتيهما أبديًا.
اسمي ليلى، وعمري عشرون سنة. نشأت على حب الكتابة والطموح في أن أترك أثرًا مميزًا. لطالما تخيلت مستقبلي، مليئًا بالنجاحات الأدبية، ورؤية اسمي في الكتب والمتاجر، وقصصي تُروى بين الناس. لكن فكرة الزواج كانت بعيدة عني تمامًا، وبالتأكيد لم أكن أفكر في وعد قطع في الماضي البعيد.
ثم في يوم ما، دخل والدي إلى غرفتي وهو يحمل ملامح جادة لم أرها من قبل، وابتسم ابتسامة خفيفة تنبئ عن شيء غريب. قال لي بلطف: "ليلى، أريد أن أتحدث معكِ في أمر هام. هناك وعد قديم بيني وبين صديقي، وقد آن الأوان للوفاء به."
حدقت به بدهشة، وكأنني لا أصدق ما يقول. قلت متسائلة: "أي وعد هذا؟ وما هذا الموعد الذي تتحدث عنه؟ أنا لا أفكر في الزواج يا أبي، أريد أن أركز على مستقبلي وأحلامي!"
ابتسم بلطف وقال: "أفهمكِ يا صغيرتي، وأنا فخور بك وبكل أهدافك، لكني لا أستطيع أن أخلف بوعد قطعته لصديق عمري. أريدك فقط أن تجربي، أن تلتقي بالشاب مرة واحدة. ربما تجدين فيه ما لا تتوقعينه. الحياة مليئة بالمفاجآت يا ليلى، وقد تكون هذه واحدة منها."
أحسست ببعض الضيق، لكنني لم أرغب في إحباط والدي. نظرت إليه وقلت: "سأذهب إلى الموعد، لكن عليك أن تعدني بالاهتمام بصحتك وأن تذهب للمستشفى لإجراء الفحوصات، فأمي وأنا قلقان عليك."
أومأ برأسه وابتسم قائلاً: "أعدك، سأذهب للمستشفى. لا تقلقي عليّ، إنه مجرد إرهاق بسيط. أما الآن، اذهبي وكوني لطيفة، وتأكدي من أن تكوني صادقة مع نفسك."
رغم ترددي، غادرت المنزل وتوجهت إلى المكان الذي حدده لي والدي. كان المكان راقيًا بأجواء هادئة ومريحة. عندما وصلت، كان في استقبالي موظف المطعم بابتسامة ودودة، وقال: "تفضلي، سيدتي. سأرشدك إلى طاولتك."
دخلت الغرفة التي خُصصت للقاء، وهناك كان يجلس شاب وسيم الملامح، ينتظرني. رفع نظره إليّ بابتسامة خفيفة وقال: "مرحبًا، اسمي يزن، ويسرني اللقاء بك. كنت في انتظارك."
شعرت بالتوتر، فجلست أمامه متحفظة وقلت: "تشرفت بمعرفتك."
ابتسم وقال بمرح: "أعتقدتُ أنكِ لن تأتي. يسعدني أنك جئتِ، ولو أني كنت أظنك ستُلغين الموعد." ضحك بخفة، وكانت ملامحه تعكس شيئًا من الثقة الزائدة.
كان يبدو مغرورًا بعض الشيء، لكنني فضلت عدم التسرع في الحكم عليه. قلت له: "أجِبت الدعوة لأنني احترم رغبة والدي، لكنني لستُ متأكدة إن كان هذا اللقاء مناسبًا لي في هذا الوقت."
ارتسمت ابتسامة دافئة على وجهه، وقال: "أفهمك. نحن نلتقي هنا بسبب رغبة أهلينا، وليس لقرار اتخذناه بأنفسنا. لكن ماذا لو أعطينا هذه الفرصة لتبادل الحديث كأصدقاء؟ ربما سنكتشف أن لدينا بعض النقاط المشتركة."
بدأ حديثنا يأخذ طابعًا أقل رسمية مع مرور الوقت. تحدثنا عن اهتماماتنا، ووجدت أنه يحب الأدب مثلما أحب، وتشاركنا بعض القصص حول الكتب التي أثرت فينا. وبينما استمر الحديث، شعرت بأن هناك عمقًا لم ألاحظه فيه من قبل.
حين غادرت المطعم، وجدت نفسي مترددة في مشاعري. رغم أنني لم أقع في حبه من اللقاء الأول، شعرت بأنني قد أكون قد أسأت الحكم عليه. وفي داخلي، تساءلت: "هل يمكن أن تكون هذه بداية شيء مختلف؟"
---
كانت ليا وليو يجلسان في أحد المقاهي الراقية، جو هادئ ورائحة القهوة تعبق في المكان، وبينما كان ليو يرفع كوب القهوة، نظرت ليا إليه بابتسامة خفيفة. قالت له بنبرة جادة ولكن بنظرة ودودة:
"حسناً، ليو، لنكن صريحين. لا أريد الزواج منك فعلاً، وأنت أيضاً لا تبدو راغباً في الزواج بي، صحيح؟"
رفع ليو عينيه نحوها بدهشة واضحة، ثم ابتسم بتردد وأومأ برأسه قائلاً:
"هذا صحيح... لا أظن أنني الشخص المناسب للزواج في الوقت الحالي. لكن، ماذا لديكِ في ذهنك، ليا؟"
استنشقت ليا نفساً عميقاً، ووضعت كفيها على الطاولة، ثم نظرت في عينيه مباشرة:
"ما رأيك في اتفاق؟ زواج لمدة محددة، اتفاق مصلحة، كل منا يحتاج شيئاً من الآخر."
أصاب كلامها ليو بالدهشة، إذ لم يكن يتوقع هذا الاقتراح. نظر إليها بصمت لحظة، ثم سألها بجدية واضحة:
"زواج مؤقت؟ لم أفكر بذلك من قبل... لكنني أريد أن أفهم، ماذا سأحصل من هذا الاتفاق؟"
ابتسمت ليا بثقة، وأجابت:
"أعرف أنك تبحث عن طبيب محترف لعلاج السيدة والدتك. لدي صديق قديم، طبيب بارع ومشهور في هذا المجال. يمكنه مساعدتك."
بدا على ليو الانبهار، وسألها بشيء من الشك:
"وكيف تعرفين هذا؟ وكيف تثقين بهذا الطبيب؟"
رفعت ليا كتفيها وقالت ببساطة:
"لدي معارف، وليست مشكلة، الأهم هو أنني أستطيع المساعدة. لكن، بالمقابل، أريدك أن توافق على عقد زواج لمدة سنة ونصف فقط."
صمت ليو قليلاً، وكأن تفكيره يستجمع كل ما قيل. ثم قال بنبرة مقتضبة:
"حسناً، ليا، هذا اتفاق غير عادي. ولكنني رجل أعمال، وأعرف كيف تُعقد الصفقات. ماذا بعد؟"
ابتسمت ليا وأردفت:
"لدينا شروط، بالطبع. لكل منا ثلاثة شروط لا يمكن تجاوزها."
أومأ ليو برأسه متفهماً، وقال بلهجة التحدي:
"جيد، لنبدأ إذن بشروطكِ، ليا."
تنهدت ليا، ثم استرسلت:
"أولاً، لا علاقة عاطفية بيننا. نحن هنا لنؤدي أدوارنا أمام الجميع فقط."
ضحك ليو قليلاً وقال بسخرية:
"اطمئني، ليس لدي أي رغبة في الدخول في علاقة عاطفية معكِ."
تابعت ليا قائلة:
"ثانياً، كل منا له حياته الشخصية، ولن نتدخل في شؤون الآخر."
أومأ ليو بالموافقة، وأجاب:
"أعتقد أن هذا شرط معقول."
ثم أكملت ليا بحزم:
"وثالثاً، لا يمكن لأي منا الوقوع في حب الآخر."
تفاجأ ليو، لكنه ضحك قائلاً:
"هذا يبدو سهلاً. أنا رجل جاد، ولن أسمح لنفسي بالوقوع في حبك."
ابتسمت ليا، ثم رفعت حاجبيها بتحدٍّ:
"حسناً، الآن جاء دور شروطك."
أخذ ليو نفساً عميقاً، وقال:
"شرطي الأول، ممنوع عليكِ لمس أغراضي الشخصية."
هزت ليا رأسها بموافقة، ثم سألته:
"وماذا بعد؟"
أجاب ليو بحزم:
"ثانياً، لا يمكنك أن تكوني في علاقة مع شخص آخر خلال فترة زواجنا."
حركت ليا رأسها بتفهم وقالت:
"موافق، رغم أنني لا أخطط لذلك أصلاً."
توقف ليو قليلاً، ثم قال:
"أما الشرط الثالث، فسأضيفه لاحقاً عندما أحتاج."
تضايقت ليا قليلاً، وقالت بسخرية:
"حسناً، يا ليو، تبدو مغروراً ومتحفظاً بشكل لا يصدق."
أجابها بابتسامة باهتة:
"وأنتِ تبدين مغامرة بجرأة مفرطة، ليا."
ضحكت ليا، ثم مدت يدها نحو الحقيبة وأخرجت بطاقة صغيرة، دفعتها نحو ليو قائلة:
"إليك بطاقة الطبيب، هو مشهور ويصعب الوصول إليه إلا بهذه البطاقة. لا تُهدر فرصتها، فهذه البطاقة نادرة."
أخذ ليو البطاقة بتردد، ثم سألها:
"ومن أين حصلتِ عليها؟"
ردت ليا:
"إنه صديق طفولتي، ونحن نعرف بعضنا منذ زمن بعيد. لكن تذكر، يجب أن تعيدها لي بعد انتهاء استخدامك لها."
رفع ليو البطاقة ونظر إليها بإعجاب، وقال:
"حسناً، سألتزم بهذا، وسأحجز موعداً في أسرع وقت ممكن."
ابتسمت ليا وأومأت برأسها، قائلة:
"رائع، إذن فلننهي كل شيء بتوقيع العقد الآن."
رفع ليو يده مشيراً لمساعده، قائلاً:
"اتصل بالمحامي ليرتب لنا عقد الزواج."
---
يستمر هذا الحوار على مدار تفاعلات يومية أخرى، حيث تبدأ ليا وليو في التعرف أكثر على شخصيات بعضهما، وتظهر اختلافاتهما في طرق التعامل مع الحياة. سأكمل بالتفصيل تفاعلهم المستمر وشكل الاتفاق بينهما في أجزاء لاحقة، مما يضيف أبعاداً لشخصياتهم وتفاعلاتهم في إطار الزواج المتفق عليه.
بينما كانت ليلى تغادر المطعم، كان الجو قد بدأ يبرد قليلاً، مما جعلها ترتدي معطفها بسرعة. وبينما هي في طريقها إلى سيارتها، شعرت بهاتفها يرن داخل حقيبتها. كان الاتصال من "الخادم جاد"، الخادم الذي يعمل لدى والدها في القصر. على الرغم من أن اسم جاد قد يكون عادياً، إلا أن نبرته في هذا الاتصال أثارت قلقاً في قلب ليلى، مما جعلها تسرع في فتح الخط.
"سيدتي الصغيرة، أنا آسف لإزعاجك في هذا الوقت المتأخر، لكن هناك أمر طارئ. السيد الكبير قد وقع في المنزل وأخذناه إلى المستشفى. نحن الآن في غرفة الفحوصات. هل يمكنك المجيء على الفور؟"
كان صوته مليئاً بالقلق، ولم تستطع ليلى أن تتجاهل ما سمعته. قلبها كان يخفق بسرعة، وبدون أن تفكر كثيراً، أجابت بسرعة:
"ماذا؟ ماذا تعني؟ هل هو بخير؟"
"لا داعي للقلق، سيدتي. هو بخير إلى حد ما، لكنه بحاجة إلى فحوصات طبية عاجلة. إذا كنت تستطيعين المجيء بسرعة."
"أعطني العنوان الآن، سأذهب فوراً." قالت ليلى وهي تتعجل في خطواتها نحو السيارة، حيث كانت لا تزال تتسارع ضربات قلبها.
وصلت إلى المستشفى بعد نصف ساعة، وركضت بسرعة إلى مدخل غرفة الطوارئ، حيث كان ينتظرها جاد. عرفها على الفور عندما دخلت من باب المستشفى، فهرع إليها قائلاً:
"سيدتي، لقد أخذناه إلى هذه الغرفة." وأشار بيده إلى غرفة مجاورة.
دخلت ليلى غرفة الطوارئ بسرعة، حيث كان والدها ممدداً على السرير، يبدو عليه الإرهاق. الطبيب كان واقفاً بجانب السرير. فور رؤيتها لوالدها، ركضت نحوه ووضعت يدها على رأسه، وقالت بصوت مرتجف:
"أبي، ما الذي حدث؟ هل أنت بخير؟"
قال الطبيب بهدوء:
"لا داعي للقلق، هو بخير. فقط أصيب بنزلة برد شديدة بسبب الطقس البارد. كونه في هذه السن، فإنه أكثر عرضة للإصابة بالعدوى."
ثم نظر إلى ليلى وقال:
"نحتاج إلى التأكد من أنه سيبقى مستريحاً. الظروف الجوية الآن ليست في صالح كبار السن."
كانت ليلى لا تزال قلقه، ولا تستطيع أن تهدأ. كانت عينها مليئة بالدموع، فماذا لو كان هناك شيء أكبر؟ ماذا لو كان الوضع أكثر خطورة مما يظهر؟ نظرت إلى والدها وقالت بحزن:
"لقد كنتِ دائماً مصدر قوتي، يا أبي. كيف سأعيش دونك؟"
ابتسم والدها بابتسامة خفيفة، وقال بصوت ضعيف:
"لا تفزعي، ابنتي. أنا بخير. فقط عليك أن تهتمي لنفسك، ولا داعي للقلق."
ثم تحول حديثه إلى موضوع آخر. قال:
"أخبريني، كيف كان الموعد مع الشاب؟ هل هو شخص مناسب؟ هل يعجبك؟"
فكرت ليلى قليلاً، ثم قالت بتردد:
"هو... مزعج، مغرور، أعتقد أنه ليس من ذوقي، لكنه في بعض الأحيان يكون لطيفاً."
كان والدها ينظر إليها بعناية، ثم قال بحكمة:
"إذا لم يكن مناسباً لك، فلا داعي للاستمرار. لا تتزوجي من شخص لا تحبينه، أريدك أن تعيشي حياة سعيدة. لا تظني أن الزواج يجب أن يكون على حساب سعادتك."
ثم ابتسمت ليلى، رغم قلقها المستمر على والدها، وقالت:
"لا تقلق يا أبي، سأكون بخير. أنا في أيدٍ أمينة."
أجاب والدها وهو يحاول أن يريحها:
"أعلم، لكنك أيضاً يجب أن تكوني سعيدة في حياتك. لا أريدك أن تعيشي في ظل شخص لا تشعرين بالراحة معه."
في تلك اللحظة، دخل الخادم جاد وقال:
"سيدتي، لا داعي للقلق، سنعتني به جيداً."
ثم قال لوالدها:
"لقد ضمنت الراحة الكاملة له، سنشرف على حالته بشكل دوري."
ابتسمت ليلى وقالت:
"أبي، الآن عليك أن تستريح. لا داعي للقلق حولي. سأذهب إلى المدرسة الآن وأتعامل مع الأمور."
خرجت من الغرفة بسرعة، وكانت تفكر في كل ما حدث. كانت أمور الزواج التي كان يجب أن تكون هادئة، أصبحت أكثر تعقيداً مع كل لحظة تمر. ماذا لو كانت أخطأت في قراراتها؟ هل كان يجب أن ترفض هذا الزواج منذ البداية؟
بينما كانت تغادر المستشفى، بدأت في التفكير في موعدها مع ليو. ربما كان من الأفضل أن تقبل هذه الصفقة المؤقتة، على الأقل كان هو الشخص الوحيد الذي بدى مهتماً بها. لكنها كانت تشعر بالضياع في هذه اللحظة. هل كان حقاً هو الشخص المناسب؟
في الطريق إلى المدرسة، كانت ليلى تحاول التركيز على دراستها، لكن أفكارها كانت تشتت انتباهها. كانت تفكر في مشاعرها نحو ليو، وكيف أن التوافق بينهما قد يكون أكثر تعقيداً من مجرد اتفاقية زواج. هل يمكن أن تتحول هذه الاتفاقية إلى شيء آخر مع مرور الوقت؟
وصلت إلى المدرسة، حيث كانت تلتقي بزملائها الذين رحبوا بها كالمعتاد. ولكن في داخلها، كانت مشاعر القلق والشكوك لا تزال تسيطر عليها. لم تكن تعرف ماذا سيفعل المستقبل، وهل سيبقى هذا الزواج الذي تم الاتفاق عليه لمدة سنة فقط مجرد صفقة أو سيتحول إلى شيء أكثر عمقاً؟
عندما كانت تجلس في صفها الدراسي، رن هاتفها مرة أخرى. كانت المرة الثانية التي يتصل فيها "جاد".
"سيدتي، الطقس سيصبح أكثر برودة في الأيام المقبلة. يجب أن نحرص على أن يتلقى السيد الكبير العلاج المناسب، مع أخذ كل الاحتياطات."
أجابت ليلى بشكل مقتضب:
"شكرًا لك، سأكون هناك قريباً."
كانت تشعر أن هذه اللحظة كانت حاسمة. هل ستستمر في هذه الحياة التي فرضت عليها؟ أم أن هناك شيئاً ما سيحدث ويغير مجرى كل شيء؟
في المساء، عندما عادت إلى منزلها، كان والدها قد شعر بتحسن طفيف، مما جعل ليلى تشعر ببعض الراحة. على الرغم من أنه لا يزال يعاني من بعض الأعراض، إلا أنه بدا أكثر هدوءاً وأقل قلقاً.
أعادت النظر في شروط الاتفاق بينها وبين ليو. هل كان من الممكن أن يكون هناك طريق آخر؟ أم أن الزواج المؤقت هو الحل الأمثل؟
أخذت نفساً عميقاً، ثم قررت أنها لن تترك الشكوك تسيطر عليها. سيكون عليها مواجهة هذا التحدي بكل قوتها وذكائها.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon