في زاوية معزولة من العالم، حيث تلتقي الجبال المظلمة بالغابات الكثيفة، يقع مزار قديم يُحكى عنه في الأساطير. هذا المزار، المحاط بالغموض والخوف، يحتوي على شياطين قديمة محبوسة بقوة سحرية. الناس يبتعدون عنه، يتجنبونه وكأنه لعنة. وفي أحد الليالي المظلمة، حدث ما لم يكن في الحسبان.رجل مُقنع يرتدي رداءً أسود وقبعة واسعة الحواف، يُعرف فقط بـ"المنفي"، اقترب من المزار بخطوات حذرة. كان يحمل بيده كتابًا قديما مكتوبًا بلغة منسية، وكأن صفحات الكتاب نفسها تتنفس بغضب وحنق. بدأ المنفي يتلو تعاويذ قديمة، كلمات تهتز معها الأرض وتزأر الأشجار من حوله. مع كل كلمة، تزداد الرياح جنونًا، وتتصاعد أصوات الشياطين المحبوسة داخل المزار.بعد دقائق من التلاوة، اهتز المزار بقوة وانفجرت الأرض من تحته. انطلق ضوء أحمر قاتم ملأ السماء وأضاء الليل كأنه نهار مشؤوم. من وسط هذا الانفجار، خرج "أزارث"، الشيطان الأسطوري. كان أزارث ضخمًا، أجنحته تمتد لتغطي السماء، وعيونه تشتعل بنيران الكراهية والانتقام. وقف أمام المنفي، ينظر إليه بنظرة مليئة بالغضب والتهديد."أخيرًا... لقد تحررت"، قال أزارث بصوت منخفض لكنه ملأ الأرجاء. "الآن، سأعيد تشكيل هذا العالم كما أريد، ولن يقف أحد في طريقي."في الجانب الآخر من العالم، في مدينة "إلدرن"، يعيش شاب يُدعى "راي". كان راي طالبًا عاديًا في المدرسة الثانوية، لا يعلم شيئًا عن القوى القديمة أو الشياطين المحبوسة. كانت حياته تدور حول الدراسة وأصدقائه وعائلته. ولكن في تلك الليلة، تغير كل شيء.بينما كان راي نائمًا، حلم برؤية غريبة. رأى نورًا ساطعًا ينبثق من قلب السماء، يتوجه نحوه. وقف في وسط الحلم شخصية مهيبة تُشبه إنسانًا بأجنحة مضيئة. قالت له الشخصية بصوت رنان: "راي، أنت المختار. الشيطان أزارث قد تحرر، وأنت الوحيد الذي يمكنه الوقوف في وجهه. يجب أن تنضم إلى النظام السماوي."استيقظ راي فزعًا، يتصبب عرقًا. لم يكن متأكدًا إن كان ما رآه حلمًا أم حقيقة، ولكن شيء ما في داخله أخبره بأن العالم على وشك التغيير وأنه سيكون جزءًا من هذا التغيير.في صباح اليوم التالي، بينما كان راي يسير نحو المدرسة، التقى بشخص غريب يرتدي رداءً أبيض طويلًا. نظر الرجل إلى راي وقال بهدوء: "أنا إيلينا، مرشد النظام السماوي. لقد تم اختيارك يا راي، وعليك أن تستعد لما هو قادم."وبتلك الكلمات، بدأت رحلة راي نحو عالم مليء بالشياطين، والوحوش، والمعارك الملحمية. كان يعلم أن طريقه لن يكون سهلاً، ولكن عليه أن يقف في وجه الظلام القادم وأن يحمي العالم من دمار محتمل.هكذا بدأت قصة راي، الفتى العادي الذي تحول إلى بطل مُبعث، في مواجهة الشيطان الأسطوري أزارث، في عالم حيث السلام هش والشر على وشك الانطلاق.
بعد اللقاء الغريب مع إيلينا، المرشدة في النظام السماوي، أصبحت حياة راي تتغير بشكل كبير. في ذلك الصباح، أخبرته إيلينا أنه قد تم اختياره كمبعث، شخص يمتلك قوى خاصة يُمكنه استخدامها للدفاع عن البشرية ضد الأشرار مثل أزارث."المبعث هو حامي العالم من الشر،" أوضحت إيلينا بصوت ينطبق في أرجاء الغابة التي كانوا يجلسون فيها. "أنت تمتلك قوة لا يمكن للعاديين فهمها، راي. وحده الذي يمتلك قلب نقي وقوة داخلية يمكنه أن يكون المبعث."راي كان مذهولًا ومشوش الأفكار، لكنه في نفس الوقت شعر بنبض دافئ يملأ قلبه. "ما هذه القوة؟ وكيف يمكنني استخدامها؟" سأل راي بفضول وقليل من الخوف.إيلينا بتواضعها المعتاد وهدوءها، بدأت في شرح النظام السماوي. كان النظام يتألف من مجموعة من الشياطين الطيبة، تعيش في عالمها الموازي حيث تعمل على حماية البشرية من الأخطار الخارقة. "نحن نُدعى بالشياطين لكننا لسنا كلهم شريرين،" أوضحت إيلينا. "نحن أصلاً من عالم موازي يتفاعل مع العالم البشري بطرق مختلفة."راي تلقى تدريبًا مكثفًا من إيلينا، التي أظهرت له قدراته الجديدة وأساليب استخدامها. كانت هذه القدرات تشمل التحكم في العناصر، واستدعاء الطاقة، والتنقل بسرعة فائقة. تعلم راي بسرعة، وأدرك أن قواه تزداد مع كل يوم يمضي.ومع كل جلسة تدريبية، تزداد روح التعاون والثقة بين راي وإيلينا. كانت إيلينا ليست فقط مدربة، بل كانت أيضًا صديقة ومعلمة. أثناء التدريبات، كانت تشارك راي حكايات عن الماضي، عن تحدياتها الشخصية، وعن كيفية تجاوزها لها.وهكذا، بدأ راي رحلته كمبعث في النظام السماوي، يتعلم وينمو، مستعدًا لمواجهة أزارث وحماية العالم من شره المحتمل.
بدأت الحياة تتغير بشكل سريع لراي. بعد أسابيع من التدريب المكثف مع إيلينا، شعر بثقة متزايدة في قدراته الجديدة. ومع ذلك، لم يكن مستعدًا تمامًا للتحدي الذي ينتظره.في ليلة مظلمة، بينما كان راي يستعد للنوم بعد يوم طويل من التدريبات، شعر بارتجاف الأرض تحت قدميه. أصوات صرخات مذعورة بدأت تملأ الهواء. نظر من نافذته، ورأى الدخان يتصاعد من وسط المدينة. هرع راي للخارج، حيث وجد إيلينا بانتظاره."راي، لقد أرسل أزارث وحشًا شيطانيًا لتدمير المدينة. يجب أن نتحرك الآن!" قالت إيلينا بحزم، عيناها تلمعان بالتحدي.عند وصولهما إلى وسط المدينة، وجد راي وإيلينا أنفسهم أمام مشهد مرعب. الوحش كان ضخما، جسده مغطى بالحراشيف السوداء وأجنحته الشيطانية تمتد لتغطي السماء. عيونه تشتعل بنيران الجحيم، وأنيابه الحادة تتلألأ في الظلام. كان يهاجم المباني، يحطم النوافذ ويشعل النار في كل مكان."علينا تقسيم المهام،" قالت إيلينا. "سأحاول شغل انتباهه، وأنت تهاجمه من الخلف. تذكر ما علمتك إياه."بإيماءة سريعة، انطلقت إيلينا نحو الوحش، مستخدمة قوتها السحرية لإطلاق هجمات ضوئية لإلهائه. بينما كان الوحش يتوجه نحوها، تسلل راي بهدوء نحو الخلف، محاولًا تجميع قواه.شعر راي بنبض الطاقة داخله، وكأنه ينفجر من الداخل. رفع يديه، مستدعيًا العناصر من حوله. بدأ الهواء يتكثف حوله، والرياح تدور بسرعة. أطلق راي طاقة قوية نحو الوحش، أصابته مباشرة في ظهره. صرخ الوحش بألم، لكنه لم يتراجع. بدلاً من ذلك، التفت نحو راي، غاضبًا أكثر من أي وقت مضى.استجمع الوحش كل قوته وانقض على راي بسرعة غير متوقعة. حاول راي تجنب الهجوم، لكنه لم يكن سريعًا بما يكفي. ضربته المخالب الشيطانية، فألقته بعيدًا وجرحته بعمق. شعر راي بالألم يتغلغل في جسده، لكنه رفض الاستسلام."راي! لا تستسلم!" صرخت إيلينا، محاولة الوصول إليه.رغم الألم والخسائر التي تكبدها، نهض راي مرة أخرى. شعر بقوته تزداد، وكأن الجرح لم يكن سوى محفز لإظهار إمكانياته الحقيقية. نظر إلى الوحش بعينين مشتعلتين بالتحدي، واستدعى طاقة أكثر قوة من قبل. هذه المرة، كانت الهالة المحيطة به مشعة بالضوء، قوة نابعة من أعماق روحه.انطلق راي نحو الوحش مجددًا، مستخدمًا كل مهاراته وقوته. استطاع هذه المرة توجيه ضربة قوية، مباشرة إلى قلب الوحش. ارتجف الوحش وسقط على الأرض، مهزومًا.تنفّس راي بصعوبة، لكن عينيه كانتا مليئتين بالعزيمة. لقد كانت هذه أول مواجهة له، ورغم الألم والخسائر، عرف أنه يستطيع فعل المزيد. إيلينا اقتربت منه، ابتسامة صغيرة على وجهها."أحسنت، راي. هذه ليست سوى البداية. نحن مستعدون لما هو قادم."هكذا انتهت أول مواجهة لراي، محققًا انتصارًا بشق الأنفس، لكنه أكد أنه المبعث الذي يمكنه مواجهة أزارث وحماية العالم.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon