NovelToon NovelToon

لعنة القدر

الفصل الاول

رنين منبه الصباح أخذ يصدح في ثنايا غرفتها، تتجعد جفناها متهيئةً لإظهار سوداويتها الناعسة حتى أخذت ترفرف بأهدابها، ترفع رأسها بأنظارٍ مشوشة في محاولةٍ ناجحة لإطفاء المنبه.

أغرقت وجهها في وسادتها لدقائق أخرى قليلة قبل أن تحمل جسدها خارج السرير بكسلٍ متوجهةً إلى الحمام، تقضي حاجتها أولاً ثم تبدأ بإزالة هندامها بأكمله وتغتسل بسرعةٍ قبل استعدادها والذهاب إلى الأكاديمية، روتينها المعتاد ليس جديدًا عليها.

بعد أن انتهت من حمامها توجهت إلى خزانتها، أخرجت ملابسها التي قامت بتهيئتها منذ أمسٍ، هي تعيش لوحدها داخل شقتها منذ سنة

تعتمد على ذاتها في كل شيء من بعد موت والديها مع شقيقتها إثر حادثٍ مؤسف وقع لهم جميعًا، ليترك والديه لها هذه الشقة، لذا لم يعد لديها أحد يبدد حزن فراق عائلتها ولو قليلًا.

لا تعرف أي شيء عن أقاربها فمنذُ تسعة عشر سنة لم يتطرق كلا والديها في الحديث عنهم أمامها، لديها فقط صديقة واحدة و هذا ما يجعلها تشعر بأنهُا لاتزال بخير.

عيناها السوداء تراقب يداها التي ترتب خصلات شعرها بطريقة مناسبة لطبيعة الأكاديمية التي ترتادها، ما أن انتهت حتى لاحت على وجهها ابتسامة صغيرة واجتذب بصرها إلى اعوجاج هوية اسمها المعلقة على يسار صدرها، لتهم بتعديل اسمها المرفق فيها باسم كيم زوي

حملت أقدامها خارجةً بعيدًا عن مرآتها والتقطت حقيبتها فوق ظهرها وتأهبت للخروج من شقتها فور انتهائها من ارتدائها لأحذيتها الرياضية.

ما أن انتهت حتى دلفت خارجًا متوجهةً إلى محطة الحافلات أولًا قبل انطلاقها في إحداهن إلى الأكاديمية وفي غضون عشر دقائق من ذلك وصلت إليها لتهبط أقدامها أمامها وتتسع ابتسامتها فور لمحها لذلك الجسد الواقف عند بوابتها الكبيرة حيث تنتظر كالعادة.

قالت زوي تحية الصباح لها أولًا " صباح الخير روز. "

اعتدلت المعنية بوقفتها بعد أن كانت تسند ظهرها ضد الجدار الذي خلفها وابتسامة جانبية لاحت على وجهها الناصع ببياضه الناعم وخصلات شعرها الشقراء تبعثرت بغير عمد " صباح الخير لكِ أيضًا زوي. "

أحاطت زوي ذراع الأخرى بود متمتمة " دعينا ندخل قبل أن يرن الجرس ونُعاقَب! "

قبضت الشقراء على ذراع حقيبتها وقدميها أخذت تواكب خطوات الأخرى ليعبرو بالتالي بوابة المدرسة ملقيةً عليها سؤالها " أخبريني ما خططكِ لليوم بعد انتهاء المدرسة؟ "

انتقل نظر زوي نحو الأمام بينما تسرد لها ما ستفعله لليوم بهدوء " لدي عمل أقوم به، أنتِ تعلمين أنني أعمل كي أوفر لي بعض النقود. "

انتاب روز حزن لحالها امتزج مع ملامحها الخائبة ظنًّا أنهما ستستمتعان بوقتهما اليوم بعد وضعها لخططها لتهتف بخيبة " ظننتُ أن جدولكِ مُتفرغًا لهذا اليوم. "

تطلعت إليها زوي بعد اعتدالها وإبعاد ذراعها بعيدًا عن ذراع روز مصدرة قهقهات طفيفة لرد فعلها بينما تسير خطوات مستقيمة في الممر المؤدي إلى صفهما.

" لا تظهري هذه الملامح أمامي أرجوكِ، إذا كان الأمر متعلقًا في التسوق كما وعدتكِ سنفعل ذلك لكن ليس اليوم. "

مُحِيَّت تعابير الخيبة من على وجه روز واعتلى محياها ابتسامة لتتقدم خطوتين أمامها وتمشي معاكسةً لها تواكبها في خطواتها المتجهة إلى قاعات الأكاديمية، ترفع لها خنصرها وبعينان مترجية بريئة تُلقِّي عليها بحديثها " حسنًا لكن عِديني أولًا! "

ارتسمت الدهشة على ملامح زوي من تصرفها الطفولي وتوسلها بهذه الطريقة التي تجبرها على الإيماء بموافقةٍ والامتناع عن الرفض لأي أمر قد يطرأ عليها وتتراجع بوعدها " حسنًا أعدكِ فقط دعينا ندخل الصف هيَّا ستبدأ الحصة الأولى خلال لحظاتٍ! "

اعتدلت روز في سيرها وهما في صدد الولوج إلى صفهما بابتسامة طفولية راضية تزين وجهها بعد أن وعدتها الأخرى " حسنًا. "

~✨🔮✨~

في مكان بعيد و اخر في عالم ينافي عالم البشر و عيشهم ، قابعين في تلك الغرفة الكبيرة التي دائماً ما تكون مستقر اجتمعاتهم

يتبادلون اطراف الاحاديث الجادة و احيانا ترتفع حدة نقاشاتهم فيما بعضهم الا شخصٍ كان في عالم اخر يحاصر بعينيهِ كلمات الكتاب بحروفهِ الغريبة و يشغل عقلهِ بهِ حتى يمل منه ليغادر المكان من بعد ذلك قاصدا غرفتهِ او المدينة الكبيرة كعادة اصبحت لديهِ

لا يكترث بمن يحيطهُ من الفتية و الفتيات و لا بأحاديثهم المملة المتكررة لهُ ، لم تلبث تلك التعابير الهادئة حتى تغيرت و تلوث جبينهُ بضهور تجاعيد غضبٍ طفيف ، راسخاً نظراتهِ نحو الواقف امامهِ و الذي سحب منهُ ذلك الكتاب و قاطعة استمتاعهِ بهِ

هتف بحدةٍ و حنقٍ شديد ناحيتهِ بينما يحرقهُ بنظراته الساخطة من حشر نفسهِ كعادتهِ بأموره " ماذا؟! "

تطلعت حدقتي المعني بأمتعاضٍ لرد فعلهِ و تصرفه اللا مبالي ليزمجر مهسهساً بين اسنانهِ " انت حقا وغداً لتكون من دوميرس ، نحن نتحدث عنك ونقلق وانت لا تبالي بالامر!! "

دحرج المعني دعجاوتيه غير مكترثا عما يقوله الاخر له ، تلاشت كواكب عينيه متمتماً بتهكم كاتماً امر بئسه داخله " لستم مجبرين على القلق تجاهي! "

سخريتهِ منهم اثار سخط الواقف و يهتف بأنفعال عنيف و نظرات تحرق الجالس ببرودهِ المستفز " الى متى ستبقى هكذا غير مبالٍ و لا تأبه لقلق الاخرين الصادق تجاهك جونغكوك لعين دوميرس!!! "

لم يكلف المدعو جونغكوك نفسه و النظر نحوه اثناء استقامتهِ حين اعاد و افضح عن دعجاوتيه الباردتان ، باتت الرغبة شديدة و تجاهل الاخر في سيماء وجههِ مرسومة مِن ازعاج مَن تجاوز مساحته الشخصية من الرفاق الذين يتعايش معهم

ما ان هم في تحريك قدميهِ و الامضاء في طريقهِ بعيدا عنهم حتى استوقفتهُ في مكانه قبضة المعني مجدداً توقفه بمرارةٍ و زمجرة حادة نبس بها تحت انظار من يتواجد في تلك الاثناء داخل الغرفة الواسعة المساحة " لم ينتهي حديثنا بعد حتى تطرق بقدميك خارجا!! "

رمقه جونغكوك بحدة قاسية و نطق حروف كلماته بغلاظة صوته و نبرة قاتلة ليشتد الضغط و الطاقة المخيفة بهاليتيها المختلفة تحاوطهما

بطريقة اربكت من يراقبهما من الفتية و الفتيان و بثت التوتر داخلهم في التدخل بينهما و انهاء النقاش الذي لن يتمكن من انهائهِ سوى من جلبهم و جمعهم داخل اسوار هذا المنزل المشابه للقصر تحت اسم عائلة واحدة و هي دوميرس و الذي كان غائبا لهذا اللحظة عنهم جميعاً

" ماذا؟! جميعكم تدركون اني لا اكترث لحديثكم ابدا! و اما عن الشريكة المقدرة لي و ذاتها من ستكون مكملاً لقواي اكملها سوف اقوم بقتلها بعد اكتسابية للقوة بأتمها! "

حديث جونغكوك استفز المعني امامه و احتقن وجهه سخطاً كما ان الكلام هذا قد بعث بأحاسيس الخيبة في خلد كل من اخترق مسامعه حديثه القاسي

حين حاول الاخر ان يرد عليهِ و على قسوتهِ و اشتداد الضغط اكثر بينهما كشتداد قبضته حول ذراع جونغكوك كيف لم يعره اهتمام لغضبهِ او يمكن لإيحاء الالم من ان يلوح معالم وجهه لشعورهِ لقوة المعني و الذي يفوقهُ قوتاً الا انه لا يبالي و يتجرأ بالوقوف امامهِ و مواجهة سخطه الناجم عن اهتمام صادق ، لا يحبذ طريقة تدخله بحياتهِ ابداً مؤخراً

" مالذي يجري هنا؟! و ايضاً اترك ذراعهُ سامويل! "

صدوح صوته الغليظ اجبر الجميع على توجيه الانظار اليهِ حيث يقف عند مدخل الغرفة و الى مقربته يقف المانا الخاص بهِ ، علامات الغير الرضى ترتسم ملامح وجههِ بينما يرمقهما بنظراتٍ حادة

تآمرهما على تخفيف ضغط طاقتهما و تهدأت نفسيهما بالابتعاد عن بعضهما الا ان سامويل أبى الاصغاء و الخضوع للصاحب الشأن الاول و المالك لهذا المنزل و يحملق في جونغكوك مجدداً مصرا على تلقينه درساً كونهِ نرجسياً و لا يهتم لأحاسيس الاخرين المهتمة لهُ بأنه الوحيد الذي لم تكتمل قواه من بينهم تحت هذا السقف بعد ان وجد كلٍّ منهم رفيقهُ و شريك حياتهِ

لاحت ابتسامة متهكمة ملامح جونغكوك و يحيط بيده الاخرى تلك القبضة في رغبة و ابعادها عن ذراعهِ ، يتبادل نظرات مميته متحديه مع الاخر ، لا يخشاه و ليس خائفاً منهُ ابداً

" لست ابلهاً لتخالف كبيرنا هنا! لذا كن فتاً مطيعاً و اصغي لما قالهُ! انا لا ارغب في افتعال جلبة تدمر المكان هنا بسببك! "

اضهر سامويل ايحاء مشفق و يستفز جونغكوك الذي امضى في مكانهِ ببرود يحدق فيهِ اثناء ابتعاده عنهُ و نبرة صوته الساخرة منه تثيرهُ تمردا على اوامر قائدهم هنا

" اتعلم امراً انا سئمتُ منك و اتمنى فقط ان لا تجد تلك المانا الخاصة بك ، لم اعد اكترث لأمرك جلُ ما اشفق على شريكك المجهول مستقبلاً كيف ستتحمل او يتحمل وغداً قاسياً مثلك! "

" جونغكوك هل مازلت تبحث عن المانا الخاص بك؟ "

صدح صوت كبيرهم مجدداً يبتر نظراته الماقته بدموية ناحية سامويل تجاه رغبته التي افصح عنها بجرئة و بصقها في وجههِ ، اشاح بسواد عينيه و رسخت متطلعتا الى ذلك الذي اتخذ من الاريكة مجلساً له و بقربهِ جلست المقدرة لهُ سلفاً و المتممة لقواهُ

هبط بجسده على الكرسي بعد ان عاود خطواتهِ و جلس احتراما للاخر ، ملامحه الباردة لم تتغير بقت على حالها حين هتف بأجابتهِ على سؤال مختصراً

" نعم لازلتُ افعل ذلك "

صمت لثانية مستطردا امر حيرهُ اثناء بحثه و تجوالهِ في عالمهم بأتمهِ بعد محاولاته الفاشلة " كريس أنا لا أعتقد ان المانا الخاصةُ بي قد ولدت في عالمنا هذا! "

نظرات كريس كانت لا تقارن بتلك النرجسيتين بكواكبها المعتمة ، كانت هادئة مخيفة و تريب من يلمحها بنظرة واحدة ، اخذ زمام الامور برده الغريب و الذي فاجئه و بعث بغرابة شديدة دواخل من كان يصغي الى تلك المحادثة

" هل حاولت البحث في عالم اخر؟ من الممكن أن تكون المانا بك متواجدة هناك! "

لمعت تلك السوداويتين بتفاجئها و لم تلبث طويلا حتى عاود البرود يستكنها و يهيمن عليهِ اثناء اجابتهِ لكريس " لم تطرق قدمي ايُ عالم اخر من قبل لكني سأفعل و ارى لن اخسر شيئاً! "

ينطق بحروف كلماتهِ و يستقيم واقفا بغية المغادرة ، رغم الحدة المغلفة بالقسوة المفعمة فيها ملامحه الباردة مع الاخرين هنا الا ان هنالك حدودٌ لا يستطيع تجاوزها مع المدعو كريس ، لا يمكنه ان يكون فظاً او يعرب عن تواقحهِ الشديد معهُ ، هو القائد و المسؤول الاول هنا عنهم

غادر بهدوءٍ تحت أنظار الجميع المنصبة بأهتمامها عليهِ ، و عقب مغادرة جونغكوك يستقر سامويل بجسدهِ بالقرب من فتاتهِ بملامح مقتضبة ، علاقتهِ بالاخر كانت جيدة سلفاً الا انها سائت بسبب افعال جونغكوك و غمرهم بقلقٍ حتى هذه اللحظة لم يضهر ما يسمى بالـ مانا و ينتشلهُ من غمرة صمتهِ المقلقة

اسدل بجفنيهِ للحظة ثم اعاد رفع الستار عنها محدقاً بالفتاة التي بقربهِ بعد استشعاره كف يدها يستقر على كتفهِ لغاية تهدئتهِ ، المانا الخاصة بكل فردٍ دائما ما يتمكن من قلب مزاج شريكهِ ، تناول سامويل كفها و ترك قبلة رقيقة آبان اصغائهِ لسؤالها الموجه لهُ

" مالذي يقصده بعالم اخر؟ "

" انه يقصد احد عوالم السبع عزيزتي آريا و من ضمن تلك العوالم عالم البشر هو الاقرب لتكون المانا خاصة جونغكوك منهُ! "

يجيبها بهداوةٍ موضحا ما تطرق إليه قائدهم كريس و جونغكوك و اجابتهِ جعلت من الدهشة المكللة بالصدمة ترتسم معالم وجههم ، سيعيش فرداً بشرياً معهم و هذا لم يحدث في تاريخ عالمهم من قبل ، سيكون هنالك غريباً بينهم يشاركهم المنزل في المستقبل القريب

" هل حقاً سيعيش مخلوقاً أنسياً معنا اذ صدفة و كانت شريكة جونغكوك منه حقاً؟ "

ترددت نبرة انثوية بأستفهامٍ متعجبٍ ليتنهد المسؤول عنهم بهدوء من استغرابهم للأمر و يوضح لهم امر نبؤة توارثها بني جلدتهم عبر السنين و لربما تتحقق و يكون جونغكوك هو المشار إليهِ بتلك النبؤةِ ، نبرة غليظة جذبت أنظارهم اجمع نحوهُ و صوت ثابت اجلى به كلماتهِ الرزنة

" ماذا في ذلك؟ الم تسمعو عن النبوئة التي توارثها اجدادنا ان هنالك من سيأتي من عالم مغاير لعالمنا و يخضع لهُ اشد المخلوقات بني جنسنا بعد اكتسابه لقوته من شريكه المنتظر لربما لم يضهر بعد ان جونغكوك هو المقصود بذلك المخلوق لكن ربما سيحدث ذلك في حال ان ثبت ان المانا المقدر له تكون او يكون بشرياً! "

" سيكون امر غريب معاشرة انسيا بيننا فجميعنا هنا من فصيلة واحدة " عاودت آريا الحديث بغرابة و صوت واضح لفكرة ان كان كلامه صائبا و عيشهم مع فرد من الانس

في حين هنالك من كان يقف عند النافذة يحدق بملامح فاترة لا حياة فيها في الحديقة عارض حديثها معلقا عن وجهة نظره " من الممكن ان يكون الفرد الجديد من عالم اخر غير البشر "

" بل ستكون أنسيتاً "

صدوح صوتها الواثق و كلماتها جذب الانظار اليه لم تكن سوى مانا كبيرهم الجالسة بهدوء تعرف الحقيقة مسبقا لتميزها بهبة الاستبصار عن المتواجدين هنا ، لذا لم ينتاب اي منهم الشك في اي حرف قد تنطق به

~✨🔮✨~

بالعودة الى ارض البشر ضهر بجسده على سطح احد الابنية الشاهقة بأرتفاعها عبر بوابة بعد اخر اوصلته الى هنا ، نظر فيما حوله اولا مضهرا قلادته من اسفل قميصه علها ومضت و توهجت و هو غافلا عنها لكن الخيبة اصابته حين وجد حجرها الازرق معتم

حافظ على ثبات ملامحه و تطلع الى الاسفل حيث تعج الشوارع بالبشر ، انزعج من الضوضاء العالية و قرر البحث عن مصدر طاقته معيدا قلادته الى حيث كانت ، ان لم ينتبه لوميضها سيشعر بحرارتها فور اقترابه من هدفه المنشود ، القلادة من ارشدته الى هذه المدينة و جلبته اليها ، قلادته من تحدد مصيره و غايته لذا لن يتعب نفسه في البحث بعالم واسع كبير كهذا العالم

في الجانب الآخر من الأكاديمية ، كانت أنظار زوي منصبة بتركيز على ما يشرحه الأستاذ لهم، وتارة يسرقها التفكير حول المستقبل المجهول الذي ينتظرها.

صوت رنين الجرس ينتزعها من غمرة تفكيرها، فتتنهد من بعدها وترتب حاجياتها في الحقيبة وتستقيم واقفة بغية الخروج مع رفيقتها روز.

أثناء توجههما إلى قاعتهم التالية، تطرق روز إلى موضوع لم يسبق أن تحدثتا عنه حين سألتها فجأة " زوي هل تؤمنين بالحب من أول نظرة؟ "

فكرت زوي في سؤالها بأهتمام قبل إجابتها لتتمتم لها بهدوء وحيادية " لا فكرة لدي عن الحب فأنا لم يسبق لي والوقوع به، ماذا عنكِ؟ "

التوى شفتي روز بعبوس لطيف ونفت برأسها تؤكد لها ما ترغب فيه " كلا لكن مع ذلك أود الشعور به. "

صدحت قهقهات زوي بخفة قبل أن تردف تمازحها " إذا وقعتِ فيه أخبريني كيف إحساسه فأنا حقًا أشفق على الشاب المسكين الذي سيقع في حبكِ! " أشارت زوي مازحتا

" أنتِ! مالذي تقصدين؟! هو سيكون محظوظ لكونه مع إنسانة مثلي! " أردفت روز بامتعاض وشددت بتفاخر إلى نفسها أثناء تحديقها في زوي.

رمشت زوي مرات عدة نحو روز ولثقتها المفرطة التي تحملها قبل أن تفرطها مجددًا في ضحكة أخرى تدفع الأخيرة إلى الانحباس بلطف شديد لتضيف زوي أثناء ضحكتها الخفيفة تضفي الحقيقة بقولها " أنتِ شخصٌ مسرفٌ عزيزتي، وكل ما تُرغبِين فيه تودِين به أن يكون أمامكِ ، فأنا أشفق عليه منذ الآن بسبب إسرافكِ في الشراء وإمكانية إفلاسه المُبَكِّر! "

رفعت روز حاجبها لزوي وردت عليها باختيال وغرور " إن كان يحبني حقًا، عليه أن يتحمل جنون إسرافي، فهذا الشيء خارج عن متناول يدي! "

حركت زوي رأسها بيأسٍ من حال رفيقتها واكتفت بابتسامة تزامنها رنين الجرس ووصولهما إلى القاعة المنشودة لتختم حديثهما زوي " يكفيكِ غرورًا وانتبهي لمحاضرتك جيدًا! "

دخلتا إلى القاعة بعد أن تذمرت روز بضجر متململ تجاه دروسها، وزوي حافظت على ابتسامتها لردود أفعال صديقتها اللطيفة

.

.

.

.

الفصل الثاني

ها هي زوي تنظر إلى الرفوف الممتلئة بالكتب في مكتبة الأكاديمية الواسعة بمساحتها بعد ان كانت هي و بعض من زملائها مسؤولين عن مكتبة الاكادمية

خيوط الشمس الذهبية كانت بالفعل تعكس بأشعتها من خلال النوافذ العالية مما يضفي لمسة من السحر على المكان ، ترتب زوي الكتب بعناية وتضع كل كتاب في مكانه المناسب وحدها بعد ان غادرو بقية فريقها المسؤولين عن الامر تاركين ما تبقى لها من العمل كي تنجزه لوحدها

فجأة تسمع صوتًا طفيفًا يشبه الزنين ، ترفع زوي رأسها وتبحث عن مصدر الضوضاء فأذا بها تجد أسلاكًا كهربائية متشابكة بالقرب من الرف الأخير بدت الأسلاك متداخل بشكل غير طبيعي وتشكل حلقة مغلقة.

تشعر زوي بالذعر لانتشار النيران و اخذت تلتهم ما يصادفها بلمح البصر ، تحاول زوي الابتعاد فورا  و الاسراع في حمل اشيائها هاتفها الشخصي لكنها تكتشف أنها قد حوصرت تماما عند توجهها نحو المخرج ، النيران تندلع في الزوايا ، والدخان يملأ المكان

زوي تقف وسط المكان الملتهب ، النيران تلتهم الجدران وتلتهب الأثاث ، الدخان يلف حولها مما يجعل الرؤية غير واضحة تتقدم نحو احدى النوافذ و ترمي شيء يساعدها على تحطيم النوافذ بصوت عالٍ وتتساقط الزجاجات المحطمة على الأرض ، زوي تحاول التنفس ، لكن الهواء كان مليء بالدخان الكثيف مما جعلها تفقد توازنها

حاولت زوي الوصول الى خارج النافذة و تسقط بالقرب منها فتصرخ  بصوت مرتفع لكن صوتها يبدو ضعيفًا في هذا الفوضى " ساعدوني! " 

نظرت خلفها و ترى النيران تتجمع حولها فتشعر بالحرارة الملتهبة تلامس وجهها " أرجوكم أين أنتم؟ " لا تعلم ان من في الخارج كانو في فوضى عارمة بعد رنين جرس انذار الحرائق مما جعل الطلاب يتدافعون بذعر فيما بينهم للخروج و انقاذ ارواحهم

" أحتاج إلى مساعدة هنا! " تصرخ مرة أخرى وسط سعالها عل صوتها يجذب احدهم قريب منها و يساعدها ثم واصلت بضعف " أين أنتم؟ أرجوكم أنقذوني.. "

الدخان يلتف حولها وتشعر بالدوار فينزلق جسدها بالكامل ارضاً وتبدأ في البكاء " لا أستطيع التنفس.. أرجوكم أنقذوني.. "

زوي تحاول التنفس بعمق لكن الهواء يبدو أقل كلما مر الوقت تتقلب نظراتها المتذبذبة بضعفها حولها بيأس وتتساءل بخلدها إذا كان هناك أمل لها في النجاة من هذه الفاجعة المفاجئة لها ، هي تدرك شيء واحدا الان و هي حاجتها إلى مساعدة من أحد. أي شخص. أي شخص يمكنه سماعها.

" أرجوكم أنقذوني.. " بصوت خافت هربت كلماتها المتوسلة و انفاس بدأت تتوارى بالتزامن مع ضبابية عينيها و اغلاقها المستمر كما لو ان الظلام يحاول بشتى الطرق سحبها الى اراضيه

في ابان لحظة الفزع تلك والدخان المتصاعد ضهر شخص مجهول من العدم و بظهوره توقف الزمن معه ببطأ متوجها بخطاه نحو زوي.

كانت عيناها مشوشتين بسبب الدخان لم تستطع أن تلمح وجهه الذي كان يتلألأ في ضوء اللهب.

كان يرتدي معطفًا أسودًا ، مما جعله يبدو وكأنه جزء من الظلام الذي يحيط بالمكتبة

زوي كانت تعرف أنها لا تستطيع التعرف على هويته بسبب الضبابية في عينيها واعيائها. لكنها شعرت بالأمان عندما أمسك بيدها و احاط بجسدها بين ذراعيه ليهم في سحبها بعيدًا عن النيران المتصاعدة

لم تلمح منه شيء سوى قلادته التي كانت تلمع بشكل غريب و بلون اخضر مخملي ، وكأنها تحمل فيها سرًا عميقًا

عندما وصل بها الى الخارج و في ذلك الهواء الطلق ، انهارت زوي على الأرض ملتقطتا انفاسها المسروقة ، لتسمع صدى صوته الهادئ يتخلل الى اذنيها مهدئا " استرخي تنفسي ببطء وعمق اترك الهواء يملأ رئتيك عزيزتي "

رفعت رأسها علها تلمح وجهه الا انها فشلت تماما فكل شيء بدى لها ضبابيا ، لكنها شعرت بالامان والراحة و الامتنان لهذا الشخص قبل أن تفقد وعيها

انغمست زوي في الظلام وهي تحمل في قلبها سرًا جديدًا

زوي ببطء تحركت ، عيناها تتألمان من الضوء الساطع في الغرفة. لم تكن تتذكر كيف وصلت إلى هنا ، لكنها شعرت بالألم في جميع أنحاء جسدها.

نظرت حولها ورأت روز، صديقتها المخلصة ، جالسة بجوار السرير ، كانت عيون روز مليئة بالقلق والحب.

“زوي!” همست روز بصوت مرتجف ثم تابعت “ أنتِ بخير؟ اخبريني ماذا حدث و كيف خرجتي من هناك؟ ”

زوي حاولت أن تتكلم لكن صوتها كان هامسًا بينما تتذكر تلك الحظات الصعبة عليها “ حريق… ” ثم تابعت بصعوبة “ كل ما اتذكره هو تلك النيران بينما تلتهم كل شيء من حولي.. ”

روز أمسكت بيدها بقوة “ لا تعلمين عن مدى قلقي كان انذاك عليكٍ.. حاولت الوصول اليكٍ و لكن محاولاتي بائت بالفشل حتى وجدوكٍ في الخارج صدفتاً.. كنتِ في حالة سيئة جدًا ”

زوي حاولت تذكر التفاصيل ، لكن كل ما كانت تتذكره هو وجه شخص غامض مشوش و كان يحملها بين ذراعيه بالاضافه الى شيء غريب في قلادته كيف لمعت و توهجت بخضارها اثناء حمله لها

انفرجت شفتاها لتتحدث لكنها صمتت فجأة مترددة ، تجهل رد فعل صديقتها ان اخبرتها بما رأته لربما لن تصدقها فما حدث معها لم يكن قطعا حلما

زفرت انفاسها و القت نظرة حولها ثم اعادت بصرها الى رفيقتها متسائلة ببحة صوت " كم مضى على وجودي هنا؟ "

" امضيتي ثلاث ساعات غائبة عن الوعي "

تحركت زوي بضعف بغية الخروج من السرير لتوقفها روز بسرعة قائلتاً بأهتمام " ابقي هنا سأذهب اولا و انده الى الممرضة كي نتأكد من ان كل شيء على مايرام! "

امائت زوي بخفة و راقبت ابتعاد روز عنها لتفلت تنهيدة قبل ان تعاود الاستلقاء مجددا محدقتا في السقف ، تتجاهل الاصوات من حولها و تغوص في اعماق تفكيرها حول ذلك الغريب الغامض

تسائلت زوي عن هوية هذا الرجل ، هل كان ملاكًا أم شيطانًا؟ هل كان يعرفها من قبل؟ وجميع تلك التسائلات تبخرت حين عادت رفيقتها برفقة طبيبا و يبدأ عمله معها على نحو مطمئن

بعد ليلتان مليئة بالأحلام المضطربة و يومان اخران يطويان صفحة من صفحات حياتها دون فعل شيء يذكر فقط زيارة رفيقتها روز اليها بين ألفية و اخرى ، كذلك شعورها امس بأن هنالك اعين تتربص بها من  خلف جدران منزلها بائت تقلقها الا ان كفاحها في ابعاد تلك الافكار التي تأرقها و ربط ما جرى معها قيل ايام هو السبب في جعل هذا الشعور ينمو داخلها

استيقظت زوي على ضوء الشمس المتسلل من خلف الستائر. كانت تشعر بأن جسدها يتعافى ببطء ، وكأنها تعود إلى الحياة بعد تجربة قاسية. حريق ذلك اليوم كان يلوح في ذهنها والنيران التي احترقت فيها أجزاء كبيرة من تلك المكتبة لا تزال تلهب ذاكرتها.

لم تذهب زوي إلى الأكاديمية اليوم كذلك. الإدارة منحتها إجازة بسبب الحادثة وهي الآن تعود إلى عملها في المقهى ، كانت تشعر بالترقب والقلق ، لكنها أيضًا ممتنة للفرصة للتعافي والتفكير في ماضيها

تنظر زوي إلى المرآة، ترى عينيها السوداء تلمع بالأمل. قررت أن ترتدي بنطالا و قميصاً أزرقًا فاتحًا، يعكس لون سماء هذا الصباح.

تشعر بالتوتر والترقب ، لكنها متحمسة أيضًا لرؤية زملائها في العمل مرة أخرى.

تتجه زوي إلى المقهى بعد مغادرتها المنزل بأستخدامها الباص وسيلة للوصول لمقصدها حتى وصلت اليه لتفتح الباب و تلتقي بالسيد لي ، مديرها الطيب  الذي يرحب بها بابتسامة كبيرة هاتفا بفرحة “ زوي أهلاً بعودتك! ”

ثم تابع على الفور يسألها “ كيف تشعرين؟ ”

“ أنا بخير سيد لي ” تجيب زوي بأمتنان ثم واصلت بنشاط واضح “ أشعر بالحماس الان للعودة إلى العمل ”

يقودها السيد لي إلى مكتبه ، يقدم لها فنجانًا من القهوة. يبدو أن لديه شيئًا مهمًا ليخبرها به “ زوي لا ارغب في الضغط عليكِ للعودة الى العمل الان ”

زوي تنظر إلى السيد لي بدهشة متفاجئة من كلامه “ لكن لماذا سيد لي؟ ”

“ لأنكِ تستحقين الراحة عزبزتي زوي. وأنا متأكد أنك ستستفيدين من هذا الوقت للتعافي واستعادة قوتك بالكامل! ”

زوي تشعر بالامتنان الصادق ناحية هذا الرجل الطيب الذي يعاملها بطيب كأنها ابنتهِ " شكرا سيد لي لكني حقا على ما يرام كما انني مللت من الجلوس في المنزل دون فعل شيء يذكر! "

" هيا إلى عملك اذا عزيزتي. " قال السيد لي بصوته الهادئ المستسلم وهو ينظر إليها ثم اعقب على كلماته " الزبائن في الانتظارك وهم لا يحبون الانتظار! "

أبتسمت زوي وأومأت برأسها مردفتا " حسنًا سيد لي سأذهب الآن. "

توجهت زوي إلى غرفة تغيير الملابس حيث تركت قميصها الازرق و بنطالها وارتدت زي العمل ، كانت تشعر بالقوى تتدفق في عروقها وكأنها تستعد لشيء كبير.

عندما خرجت من تلك المقصورة ، كانت الزبائن ينتظرونها بفارغ الصبر ، وزعت ابتسامات ملفتة بفتنتها لهم وتستقبلهم بلطف مع زميلها في العمل جين حيث كان يساعدها غافلتا عن تلك الاعين التي كانت تلتهم طلتها من بعيد خلف زجاج المقهى في الخارج

~✨🔮✨~

في ذلك المنزل الكبير حيث يسكن أبطالنا ومستذئبيهم ، كانت الغرف مليئة بالأسرار والتوتر. دانيال و سامويل جالسان في غرفة الجلوس وبجانبهما سولار و آريا ، المانا الخاصة بكل واحد منهما

دانيال ابتدأ الحديث مستطردا امر مهم " اين جونغكوك؟ لم أره منذ ذلك الصباح بعد الشجار الذي دار بينكما "

سامويل بانزعاج تمتم بنفور" لا أعلم ولا أرغب في معرفته. يبدو أنه يهتم فقط بالقوة والقتل. "

دانيال بعتب عما نطق به الاخر " سامويل توقف عن ذلك فجونغكوك لا يزال جزءًا مننا. "

سامويل يفلت زفيرا وينظر إلى النافذة و احباط يتملكه تجاه رغبة الغائب عنهم الان " أعلم ذلك لكنه يستفزني بأسلوبه في الحديث. يبدو أنه لا يهتم بشيء سوى نفسه. "

فجأة في تلك اللحظة تزامنا مع قول سامويل دخل كريس مع نالي إلى الغرفة و انظار الجميع توجهت اليهما بتعبير عن التعجب

علم كريس ما كان يدور هنا من حديث عندها قال بلطف عند جلوسه امامهم " كل شيء سيتغير عندما يجد الفتاة. "

الجميع بدأ يفكر في كيفية تغيير هذا الكائن البارد ، الذي يبدو أنه قطعة من الجليد المتعالي.

كريس نظر إلى الجميع وسأل بأستنكار " أين ماكس؟ لم أره منذ امسٍ "

تمتم سامويل بضجرٍ من حال الاخر الذي وصل اليه بعد فقدانه المانا الخاصة به بأستهانته للمخاطر التي تعرضوا لها سلفاً " أنت تعلم أين يكون كالعادة. "

كريس تنهد ، مسؤوليته كبيرة تجاه افراد هذا الاسرة الكبيرة ، هم اشبه بكونهم يمثلون قبيلة بأنتمائهم لعائلة دوميرس ، ارضهم و التي تدعى لونامون قسمت الى ثلاث عوائل كبيرة ينحدرون منها المستذئبين و هي عائلة دوميرس و عائلة لانغستون و الاخيرة هي عائلة كارتر ، كل عائلة تسعى لتكون الاقوى و الهيمنة العضمى لها في تلك الارض

" يجب أن نجد حلاً لهذه المشكلة أيضاً لا أرغب في رؤيته يمضي حياته هكذا! "

~✨🔮✨~

في عالم البشر حيث المقهى تحديدا ، يدخل ذو الخصلات السوداء الطويلة بخطوات هادئة

بطلته الغامضة تتألق بين الوافدين الى ذلك المقهى ، وجهه مخفيٌ تقريبا خلف غرته السوداء المتساقطة على وجهه هذه المرة ، عيناه تحمل أسرارًا لا يمكن لأحد أن يفهمها.

يقف أمام زوي التي تجهز القهوة ببراعة و فجأة نظراتهما تلتقي ، لتسأله زوي عن طلبه " ماذا تطلب سيدي؟ "

لكنه يبتسم بسخرية و بلا تعليق على سؤالها يغادر المكان دون أن يجيب الا ان تتلألأ قلادته المتواجدة على صدره و توهجها الغامض جذب انتباه زوي

تتذكر شيئًا ما فتوسعت عينيها في لحظات مضت ، وتلحق به في محاولة لكشف منقذها في ذلك اليوم بأدعائها

لكنه يختفي بلمح البصر ، كأنه كائنٌ خارق يتلاشى في الهواء دون ان يلفت انتباه احدا من حوله ، حملقت زوي حولها بيأس في محاولة ايجاده فتفشل وتبقى تتسائل بين نفسها 'أين اختفى؟ وما هو سر هذا الرجل الغامض؟'

عادت الى عملها حتى ساعات انتهاء وقتها، غيرت ملابسها و ودعت كل من السيد لي و جين مغادرتا المقهى

وفي ليلة المظلمة حيث يتداخل السراب مع الواقع ، يظهر الغموض بشكل أكبر زوي فوتت الباص المؤدي الى منزلها لتستسلم و تعود مشيا على اقدامها لكن مع كل خطوة تشعر بأن هناك من يراقبها لكنها لا تستطيع رؤيته.

تسارع خطواتها نحو المنزل ، وعندما وصلت بعد ربع ساعة تماما ، أغلقت الباب بسرعة وأخذت تتنفس بشكل متسارع.

" اللعنة! " همست زوي بينما كانت تغلق عينيها بقوة ثم تابعت بين انفاسها اللاهثة " أقسم أن هناك من كان يراقبني. "

جمعت شتات نفسها و حاولت تهدأت خوفها عندما توجهت إلى غرفة نومها أخرجت ملابسها، ثم دخلت الحمام لتأخذ حمامًا.

خرجت بعد ذلك وهي تجفف شعرها، ونظرت إلى المرآة بحزن. هي وحيدة بلا عائلة، وتسأل نفسها عما سيحدث لها.

ذاكرت قليلا من واجباتها و ان لم يكن هنالك دوام ، بعد انتهائها توجهت نحو النافذة ، فتحت الشباك ونظرت إلى القمر الذي يزين السماء، محاطًا بنجومه المتلألئة

توجهت إلى السرير ورمت بنفسها عليه ، وبدأت تفكر في مصيرها حتى سرق الظلام وعيها لتغرق في اراضيه

و في لحظة غامضة ، ظهر الغرابي مرة أخرى وقف عند النافذة ، يتأملها من بعيد ودخل بخفة عبر النافذة مقتربا اكثر نحو زوي وهي نائمة.

همس بسخرية و جوهرة قلادته واصلت وميضها المشع بزراقها " اذا انت هي الفتاة المختارة التي اختارها القدر لي! "

يتأمل تفاصيلها الناعمة و قبل اختفائه تمتم بشعور مثير داخله لم يستوعبه بعد " تهني بليال هانئة قليلة قبل ان تمضي باقي ايامك معي و تحت جحيمي. "

.

.

.

.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon