بدا جلد كرة السلة البالي مألوفًا في يدي جمال، وثقلًا مريحًا على كفه. وقف في الملعب المغبر، بينما كانت الشمس ترسم الأسفلت المتشقق بظلال من اللون البرتقالي والأرجواني. كان الهواء كثيفًا برائحة الغبار وأطعمة الشوارع البعيدة. كان هذا ملاذه، هروبه من الشقة الضيقة وثقل التوقعات. لم يكن جمال لاعبًا نجمًا. ولم يكن حتى في الفريق. لكن في كل مساء، كان ملكًا على هذا الملعب، تحركاته سلسة، وتسديداته دقيقة. لقد لعب من أجل نفسه، من أجل المتعة الخالصة للعبة، والطريقة التي جعلته يشعر بأنه على قيد الحياة. لكن الليلة، تم كسر الصمت المعتاد بسبب الضربة الإيقاعية لكرة السلة التي تقفز على الجانب الآخر من الملعب. كان صبي صغير، لم يتجاوز العاشرة من عمره، يراوغ برشاقة غريبة، وعيناه تلمعان بالطموح. شاهد جمال، وابتسامة ترتسم على زوايا شفتيه. لقد تذكر نفسه في تلك السن، مدفوعًا بنفس الرغبة البسيطة في أن يكون جيدًا. رأى الصبي جمال واقترب منه بابتسامة خجولة. هل يمكنك أن تعلمني كيفية إطلاق النار؟ سأل وصوته مليئ بالأمل. شعر جمال بموجة من شيء غير متوقع، دفء ينتشر في داخله. أومأ برأسه، وقلبه ينتفخ بمسؤولية لم يشعر بها من قبل. وأظهر للصبي الوضعية الصحيحة، وقوس التسديد، وطريقة التحكم في الكرة بأطراف أصابعه. ومع غروب الشمس تحت الأفق، لتلوين السماء بألوان الأحمر الناري والأزرق العميق، كانا يتدربان معًا. ورأى جمال نفسه منعكسًا في عيون الصبي المتلهفة، وهو تذكير بالشغف الذي غذى حبه للعبة. كان الصبي، واسمه عمر، سريع التعلم، وكان تفانيه يعكس تفاني جمال. لقد لعبوا حتى أضاءت أضواء الشوارع، وألقت وهجًا ناعمًا فوق الملعب. في تلك الليلة، بينما كان جمال عائداً إلى منزله، متعباً ولكن سعيداً، أدرك شيئاً عميقاً. لم يعد يلعب لنفسه فقط بعد الآن. كان يلعب لعمر، على شرارة الفرح التي أشعلها في عيني الصبي الصغير. ومنذ ذلك الحين، أصبح جمال لاعبًا أساسيًا في الملعب، ليس فقط كلاعب، ولكن كمرشد ومرشد. لقد وجد هدفًا جديدًا في مشاركة حبه للعبة، وفي رعاية شغف أكبر بكثير من مجرد كرة وطوق. كل مساء، تحت أعين أعمدة إنارة الشوارع، كان جمال وعمر يلعبان، وضحكاتهما تتردد في الشوارع الهادئة، لحن الصداقة والحب المشترك للعبة الجميلة كرة السلة
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon