كنت في الثانية عشرة من عمري عندما بدأت قصتي مع يوي، الفتاة التي أصبحت مركز عالمي. كنا نعيش في مدينة هانغتشو، تلك المدينة القديمة التي تشتهر بجمالها وتاريخها العريق. لقد انتقلت يوي للتو إلى مدرستنا، وكانت فتاة جديدة، مميزة، ولا يمكن تجاهلها. كانت لديها عينان تشبهان اللآلئ، وشعر طويل كحرير أسود، وصوت عذب كأنه نغمات موسيقية.
أتذكر أول يوم رأيتها فيه وكأنه حدث البارحة. كانت واقفة في ساحة المدرسة، تبتسم بخجل وتتعرف على زملائنا. لم أستطع أن أزيل نظري عنها. شعرت بشيء غريب في داخلي، شعور لم أختبره من قبل. ربما كان حبًا من النظرة الأولى.
بمرور الأيام، أصبحنا أصدقاء. كنا نتشارك أوقات الاستراحة معًا، نضحك ونتحدث عن أحلامنا. يوي كانت تحلم بأن تصبح مهندسة معمارية وتبني أجمل المباني في العالم. أما أنا، فكنت أحلم بأن أظل بجانبها، أن أكون جزءًا من كل شيء تقوم به.
كانت هناك حديقة صغيرة خلف مدرستنا، مكان هادئ وبعيد عن ضجيج العالم. كنا نجلس هناك بعد انتهاء الدروس، نراقب الغروب ونتحدث عن كل شيء. كانت تلك اللحظات هي الأجمل في حياتي. كنا نضحك، نتشارك الأسرار، ونحلم بالمستقبل.
كنا ندرس معًا، نساعد بعضنا في الواجبات المنزلية، وكنا نتحدى بعضنا في الألعاب. كانت يوي دائمًا تفوز، وكنت أحب ذلك فيها. كانت ذكية، قوية، ومليئة بالحياة. كنت أشعر بأنني محظوظ لأنها جزء من حياتي.
لكن في أعماق قلبي، كنت أعرف أنني أريد أكثر من مجرد صداقة. كنت أحلم بأن أخبرها بمشاعري، بأن أقول لها كم أحبها. لكنني كنت خائفًا. خائفًا من أن أفقد صداقتها، خائفًا من أن ترفضني. لذا، كنت أكتفي بمراقبتها من بعيد، محاولًا إخفاء مشاعري.
كانت هناك لحظات كانت فيها يوي تنظر إليّ بعينين تلمعان، وأشعر بأن هناك شيئًا مميزًا بيننا. لكنني لم أكن متأكدًا. كنت دائمًا أخشى أن أكون مخطئًا، وأنني أقرأ الإشارات بشكل خاطئ.
في أحد الأيام، بينما كنا نجلس في الحديقة نشاهد الغروب، نظرت إليّ وقالت بهدوء: "ليو، هل لديك أحلام تريد تحقيقها؟"
ابتسمت وقلت: "نعم، لدي الكثير من الأحلام. لكن أكبرها هو أن أكون بجانب الأشخاص الذين أحبهم، وأن أرى سعادتهم."
نظرت إلى السماء وقالت: "هذا جميل. أعتقد أن الأصدقاء الحقيقيين هم أكبر هدية في الحياة."
شعرت بالدفء في قلبي. كانت تلك الكلمات تعني الكثير لي. كنت أعرف أنني سأظل دائمًا بجانب يوي، مهما حدث. كانت هي حلمي الأكبر، وكانت تلك اللحظات الصغيرة التي نشاركها معًا هي كل ما أحتاجه.
لم أكن أعرف ما يخبئه لنا المستقبل، لكنني كنت واثقًا من شيء واحد: يوي كانت هي الحب الأول في حياتي، ولن أنسى أبدًا تلك الأيام الجميلة التي قضيناها معًا. كنت مستعدًا لأن أفعل أي شيء من أجلها، أن أكون هناك عندما تحتاجني، وأن أرى بسمتها تضيء عالمي.
مع مرور الأيام، كنت أعلم أنني بحاجة إلى أن أجعلها تعرف كم هي مهمة بالنسبة لي. كنت أخطط للعثور على اللحظة المناسبة، تلك اللحظة التي أستطيع فيها البوح بكل مشاعري لها. كنت أريد أن أقول لها كم أحبها، كم هي تعني لي.
لكن الحياة كانت تحمل لنا خططًا أخرى، ولم أكن أعرف ما يخبئه لنا القدر. كنت مستعدًا لمواجهة كل شيء، طالما كنت بجانب يوي. كانت هي النور الذي يضيء طريقي، والأمل الذي يعطيني القوة لمواجهة أي تحدي.
مرت السنوات بسرعة، وانتقلنا إلى المرحلة الثانوية. بدأت أشعر بتغيرات طفيفة، تزداد شيئاً فشيئاً، في علاقتي بيوي. كنا نلتقي في المدرسة ونتحدث ونضحك، لكن الأمور لم تعد كما كانت من قبل. بدأت يوي تظهر اهتماماً بأشياء وأشخاص آخرين.
في أحد الأيام، لاحظت أنها تتحدث مع زميل جديد في الصف، جيانغ. كان جيانغ شاباً وسيمًا، ذكيًا، وجذابًا. كانت تضحك معه بنفس الطريقة التي كانت تضحك بها معي، وربما أكثر. شعرت بشيء يمزق قلبي. كانت الغيرة تأكلني من الداخل، لكني لم أستطع التعبير عن مشاعري.
حاولت أن أخفي غيرتي وأن أكون سعيدًا لأجلها، لكنني كنت أشعر بأنني أفقدها. بدأت أراها تقضي المزيد من الوقت مع جيانغ وأصدقاء آخرين. كنت أحاول جذب انتباهها بطرق مختلفة، لكن كلما حاولت، شعرت بأنها تبتعد أكثر.
في إحدى الأمسيات، كنا نجلس في حديقة المدرسة التي شهدت العديد من لحظاتنا الجميلة. حاولت التحدث معها عن مشاعري، عن خوفي من فقدانها. قلت لها بصوت مكسور: "يوي، أشعر بأنك تغيرت. أشعر بأنني أفقدك."
نظرت إليّ بعينيها الجميلتين، وقالت بصوت هادئ: "ليو، أنت دائمًا ستكون جزءًا من حياتي. لكني أحتاج إلى أصدقاء جدد وتجارب جديدة. هذا لا يعني أنني لا أحبك."
كانت كلماتها مؤلمة، لكنني كنت أحاول فهمها. لم أكن أريد أن أكون عبئًا عليها، لكنني كنت أشعر بأنني لم أعد جزءًا مهمًا من حياتها كما كنت من قبل.
بدأت الغيرة تتسلل إلى حياتي بشكل أكبر. في كل مرة كنت أراها تضحك مع جيانغ أو تتحدث معه، كنت أشعر بالنار تشتعل في صدري. كنت أحاول إقناع نفسي بأنني أبالغ، لكن الشعور بالغيرة كان يزداد يومًا بعد يوم.
في أحد الأيام، قررت أن أواجه جيانغ. كنت أعرف أنه ليس من العدل أن ألومه على مشاعري، لكنه كان الشخص الذي أراه يأخذ مكانتي بجانب يوي. اقتربت منه أثناء فترة الاستراحة، وقلت له بنبرة حادة: "جيانغ، أريد أن أتحدث معك."
نظر إليّ بدهشة وقال: "طبعًا، ليو. ماذا تريد أن تتحدث عنه؟"
أخذت نفسًا عميقًا وقلت: "ابتعد عن يوي. هي لي."
ضحك جيانغ بهدوء وقال: "ليو، نحن مجرد أصدقاء. أنا لا أحاول أن أخذها منك."
كانت كلماته معقولة، لكنني لم أستطع التخلص من شعوري. كانت الغيرة تجعلني أعمى، وتجعلني أفكر بأمور لم تكن موجودة ربما.
بدأت الأمور تزداد سوءًا. كنت أحاول أن أكون بجانب يوي، لكنني كنت أشعر بأنها تبتعد عني أكثر فأكثر. كنت أراها تضحك وتبتسم مع الآخرين، وكنت أشعر بأنني لم أعد الشخص المهم في حياتها.
في إحدى الليالي، جلست وحدي في غرفتي، أفكر في كل شيء. كنت أتساءل ماذا حدث؟ كيف تغيرت الأمور بهذه السرعة؟ كنت أشعر بالضياع، وكأنني أفقد جزءًا من نفسي.
قررت أن أكتب رسالة ليوي، أخبرها بكل ما أشعر به. كتبت لها: "يوي، لا أستطيع تحمل رؤية كل هذا التغير. أشعر بالغيرة والغضب، ولا أريد أن أفقدك. أرجوك، دعينا نتحدث."
لكنني لم أرسل الرسالة أبدًا. كنت خائفًا من رد فعلها، خائفًا من أن أبدو ضعيفًا ومحتاجًا. كنت أحاول الحفاظ على كرامتي، لكنني كنت أفقدها شيئًا فشيئًا.
مرت الأيام، وكانت يوي تزداد انشغالًا بأصدقائها الجدد وأنشطتها. كنت أشعر بأنني أختنق، وأنني أفقد السيطرة على حياتي. لم أعد أعرف ماذا أفعل أو كيف أتعامل مع مشاعري.
كنت أبحث عن مخرج، عن طريقة لأعود إلى الأيام التي كنا فيها أقرب من أي وقت مضى. لكنني كنت أعرف في أعماقي أن الأمور لن تعود كما كانت. كنت بحاجة إلى قبول الواقع، والتعامل مع مشاعري بشكل ناضج.
قررت أن أبدأ في التركيز على نفسي، على دراستي وأصدقائي الآخرين. كنت بحاجة إلى أن أجد السعادة والرضا في حياتي بعيدًا عن يوي. كنت بحاجة إلى أن أتعلم كيف أعيش بدونها، وكيف أكون قويًا ومستقلًا.
لكن في أعماقي، كنت أعلم أن يوي ستكون دائمًا جزءًا مني، جزءًا من قصتي ومن ذكرياتي. كانت هي الحب الأول في حياتي، ولن أنساها أبدًا. كنت بحاجة إلى أن أتعلم كيف أتعامل مع هذه المشاعر، وكيف أجد السلام الداخلي.
كانت هذه هي بداية رحلتي نحو النضج والنمو الشخصي. كنت بحاجة إلى أن أتعلم كيف أكون سعيدًا بمفردي، وكيف أجد السعادة في الأشياء الصغيرة وفي الأشخاص الذين يحيطون بي. كنت بحاجة إلى أن أتعلم كيف أحب وأعطي بدون توقعات، وكيف أكون صديقًا حقيقيًا.
مرت الأشهر، والأمور لم تكن تتحسن. كانت يوي تبتعد عني أكثر فأكثر، وأصبحت أوقاتنا معًا نادرة. كانت مشغولة بأنشطتها الجديدة وأصدقائها الجدد، وخاصة جيانغ، الذي أصبح جزءًا كبيرًا من حياتها. كنت أشعر أنني أختفي ببطء من عالمها، وأنني أتحول إلى مجرد ذكرى.
في أحد الأيام، كنا في رحلة مدرسية إلى البحيرة. كانت فرصة للابتعاد عن المدرسة والضغوط اليومية، لكن بالنسبة لي، كانت فرصة لرؤية يوي مع جيانغ بشكل أوضح. كنت أحاول الاستمتاع بالرحلة، لكن الغيرة كانت تأكلني من الداخل.
في تلك الرحلة، لاحظت كيف كانت يوي تتعامل مع جيانغ. كانت تضحك معه بحرية، تتحدث معه بعمق، وكانت تبدو سعيدة. كانت هذه اللحظات تقتلني، لأنني كنت أعرف أنني لم أعد الشخص الذي يجعلها تبتسم بهذه الطريقة.
قررت أن أواجهها مرة أخرى، لكن هذه المرة، كنت مصممًا على أن أكون صريحًا بالكامل. بعد يوم طويل من الأنشطة، كنت أنا ويوي نجلس على ضفاف البحيرة، نراقب غروب الشمس. أخذت نفسًا عميقًا وقلت: "يوي، أحتاج أن أتحدث معك بجدية."
نظرت إليّ بعيونها الجميلتين، وقالت: "طبعًا، ليو. ما الأمر؟"
قلت بصوت مملوء بالحزن: "يوي، أنا أحبك. لا أستطيع إنكار ذلك بعد الآن. لكني أشعر بأنني أفقدك. أشعر بأنك تبتعدين عني، وأنا لا أستطيع تحمل ذلك."
تنهدت يوي وقالت: "ليو، أنا أهتم بك كثيرًا. لكن الأمور تغيرت. نحن ننمو، ونمر بتجارب جديدة. هذا لا يعني أنني لا أهتم بك، لكني أحتاج إلى أن أعيش حياتي بطريقة جديدة."
كانت كلماتها مؤلمة، لكنها كانت صادقة. كنت أعرف في أعماقي أنني لا أستطيع إجبارها على البقاء بجانبي. كان علي أن أقبل بأن الأمور تتغير، وأن الحياة تستمر.
بعد تلك الليلة، بدأت أشعر بأنني بحاجة إلى التغيير. كنت بحاجة إلى أن أركز على نفسي، على مستقبلي، وعلى الأشخاص الذين يقدرونني. بدأت أشارك في أنشطة جديدة، وأقضي وقتًا أكثر مع أصدقائي الآخرين. كنت أحاول العثور على السعادة في الأشياء الصغيرة، وفي اللحظات التي لم أكن ألاحظها من قبل.
لكن رغم كل شيء، كانت يوي دائمًا في ذهني. كانت ذكرياتنا معًا تلاحقني، وكانت مشاعري تجاهها قوية كما كانت دائمًا. كنت بحاجة إلى أن أتعلم كيف أعيش بدونها، وكيف أتعامل مع ألم الفراق.
في أحد الأيام، قررت أن أكتب لها رسالة أخيرة، رسالة تعبر عن كل مشاعري، وتوضح أنني أفهم وأقبل التغيير. كتبت: "يوي، أحبك بكل قلبي، وسأظل دائمًا أعتز بالذكريات التي شاركناها. أعلم أن الأمور تغيرت، وأقبل ذلك. أتمنى لك السعادة والنجاح في حياتك الجديدة."
لم أكن أبحث عن رد، لكنني كنت بحاجة إلى أن أفرغ مشاعري وأعبر عن حبي واحترامي لها. أرسلت الرسالة، وشعرت بأنني قد أغلقت فصلاً من حياتي.
النهاية المفتوحة
مع مرور الوقت، بدأت أشعر بالتحسن. كنت أركز على دراستي، وكنت أكتشف أشياء جديدة عن نفسي. كانت الحياة تمنحني فرصًا جديدة، وكنت مستعدًا لاستغلالها.
كنت أعرف أن الحب الأول لا يُنسى، وأن يوي ستظل دائمًا جزءًا من قلبي. لكنني كنت أتعلم كيف أعيش بدونها، وكيف أجد السعادة والرضا في حياتي الخاصة.
كانت هذه بداية جديدة بالنسبة لي، بداية رحلة نحو النضج والنمو الشخصي. كنت أتعلم كيف أحب وأعطي بدون توقعات، وكيف أكون صديقًا حقيقيًا. كانت هذه الرحلة مليئة بالتحديات، لكنني كنت مستعدًا لمواجهتها بقوة وإصرار.
التغيير الحتمي
بدأت أرى جيانغ بشكل مختلف. لم يكن هو العدو، بل كان مجرد شخص آخر يعيش تجربته الخاصة مع يوي. بدأت أتعلم كيف أقبل الأمور كما هي، وكيف أترك الماضي وأركز على الحاضر والمستقبل.
كنت أعلم أن الحياة ستحمل لي المزيد من الفرص والتجارب، وأنني سأجد الحب مرة أخرى. كنت بحاجة فقط إلى أن أكون صبورًا، وأن أثق بأن الأمور ستتحسن مع مرور الوقت.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon