كان المطر ينهمر بغزارة وساعات الليل الباردة تتحرك ببطء على غير العادة .. أصوات المدينة بدت مختلفة وألوانها باهتة .. وحتى الطريق الذي اعتاد ان يسلكه بدا وكأن نبضه قد توقف فجأة .. لم يكن يعلم عبد العزيز بأن تلك الليلة ستكون مختلفة عن بقية الليالي
لم يكن يعلم بأنها ستكون الليلة الأخيرة التي يرى فيها فتاة المعرض اعتاد أن يقف وحيدا في تلك الزاوية البعيدة يسترق منها نظراتها وابتسامتها .. اعتاد أن يبحر فيهما بعيدا عن هذا العالم المظلم دون ان تلاحظه.. اعتاد ان يكون وشاحها .. درعها .. ظلها .. وسرابها
وقف مرة أخرى ليراها من بعيد دون أن يكترث لشعره وثيابه المبللة .. وبدأ يتأمل في ملامحها كالطفل الذي يتأمل في تفاصيل بديع الكون لأول مرة .. كيف لابتسامتها لا تفارق شفتيها ؟ كيف لنظراتها البريئة أن تسطع في هذا العالم المظلم؟
سكون مريح وهو يتأمل في ذلك كله ... وهو يحاول أن يلتقط صوتها الحنون بين صدى الأصوات الأخرى .. صوت يقول لا أمل) وآخر يردد حاولنا ولكن دون جدوى وصرخات هنا وهناك .. وبكاء لم يفهم أسبابه .. الا ان استوقفه صوت واحد من بين ذلك الضجيج كله
صوت ام عبد العزيز المكسور وهي تقبل جبينه المنهك من المرض وتردد رحمك الله يا ابني رحمة واسعة
توفي عبد العزيز وهو على فراش المرض عاشقاً صامتاً لفتاة المَعْرِض .. انتقلت روحه الى بارئها دون ان يعرف اسمها او يشاركها مشاعره .. وكان آخر ما كتبه في هذه الحياة
(ليتني كنت جريئٱ) النهايه 💔😞
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon