هذا العالم حيث السحر هو كل شيء... هذه القارة مقسمة إلى ٤ ممالك:
- مملكة الألماس: مملكة عسكرية توجد في منطقة جبلية مليئة بالمناجم والأراضي القاحلة.
- مملكة كلوفر: مملكة مميزة بملك ساحر، قائد يشرف على فرسان السحر ويدعم ويحمي المملكة.
- مملكة القلب: مملكة غنية بالموارد تعرف ببلاد الخضرة والمياه، وهي ودية مع مملكة كلوفر.
- مملكة سبايد: مملكة ذات شتاء وضباب، موطن لقوة عسكرية، وتمتلك أكبر مساحة من بين القوى الأربعة الكبرى.
في مملكة سبايد، تُعرف عائلة فان دراغون عن غيرها من العائلات النبيلة بامتلاكمها لمانا قوية وفريدة مما أدى لكونها ذراع الملك الأيمن، حيث يمتلكون قدرات سحرية فريدة ومواهب قتالية جعلتهم يجلسون على عرش القوة. أعضاؤ هذه العائلة يتميزون بأنواع فريدة من السحر تورث من جيل إلى جيل، ويمتلكون قوى سحرية تفوق حتى الملكيين.
..........................
يقال إن في الأزمان القديمة كانت تعيش مخلوقات أسطورية بأشكال وأنواع متنوعة، تمتلك قوى سحرية فريدة وكانت محبوبة من المانا...هم
..الإلف.. الأقزام... و من بين هذه المخلوقات الاسطورية توجد التنانين،
كائنات هائلة وغير مسبوقة في القوة والجاذبية، كانت تعيش في المنطقة الحدودية بين مملكة السبايد الشمالية ومملكة كلوفر. التنانين محبوبة من المانا، لكن فجأة بدأت تختفي تلك المخلوقات الأسطورية وتموت تدريجياً لسبب ما، حتى بقي تنين واحد وهو قائد تلك المخلوقات. اخترقت الحزن قلبه وجعلته يغرق في بحر من اليأس والهلاك، مما جعله يدرك أن سلالة التنانين على وشك الانقراض. فجاءت قبيلة بشرية إلى التنين، قدموا له مساعدة في الحفاظ على نسله، طالبين منه أن يمنحهم قوة من خلال إعطائهم دمه... نتيجة ليأس التنين واقتراب وفاته، وافق على طلبهم، وقدم لهم ما طلبوه، لذا اعطاهم روحه، التي تمت غلقها داخل بلورة سحرية.
في انتظار استيقاظ روح التنين يومًا ما وتختار مضيفًا من هذه القبيلة التي تلقت دمهم... يمتلكون الطاقة السحرية المعادلة للتنين. نتيجة لدم التنين الذي تلقوه، أصبحت أجسادهم أكثر قوة، وأصبحت حواسهم أكثر حدة وتغيرت أشكالهم، حيث أصبح شعرهم أبيض مشرقا، وعيونهم ذهبية مثل شمس الشروق... أصبحوا مميزين بجمال ساحر لا يعتد به. على الرغم من مظهرهم الذي يشبه البشر، إلا أنهم مختلفون.
نتيجة لاختفاء التنين الذي كان يحمي المنطقة الحدودية، دمرت المنطقة بسبب تيارات المانا القوية والخطيرة التي لا يستطيع اي كان العبور من خلالها، ولم يتبق أثر من حضارة التنين. أصبحت هذه المنطقة معروفة بمنطقة المانا القوية التي تفصل مملكة سبايد عن ثلاث ممالك جارة على القارة.
...............
عائلة فان دراغون تدرب أجيالها، جيل بعد جيل، لكي يُختار أحد كمضيف للتنين الكبير ويجلب العزة للعائلة. على الرغم من مرور أكثر من ٥٠٠ عام، لم يختار أحد من العائلة ليكون مضيفًا للتنين. هذا جعلهم يزيدون من شدة التدريب.
مع اقتراب فترة عدم اختيار مضيف للتنين على عائلة فان دراغون، تصاعدت شدة التدريب على الأطفال.
وجد الأطفال أنفسهم غارقين في تمارين شاقة، يتحملون تدريبات سحرية وجسدية مرهقة.
تردد صدى أرضية التدريب بأصوات اصطدام السيوف وصرير الطاقة السحرية بينما يدفع الفان دراغون الشبان أنفسهم إلى أبعد الحدود.
عائلة فان دراغون كرست نفسها لتنين الحدود. التفاني الثابت لعائلة فان دراغون في خدمة التنين يلقي ظلًا على الرفاهية العاطفية لأطفالها. التركيز المكثف للعائلة على تحقيق واجبها أدى إلى إهمال الاحتياجات العاطفية والطموحات الفردية للأجيال الأصغر سنًا.
وجد الأطفال أنفسهم تحت ظروف قاسية ومطالبات مرهقة. أصبحت جلسات التدريب أكثر قسوة، وتركت السعي للتميز مساحة ضئيلة للتعبير الشخصي أو الضعف العاطفي. أغفل الشيوخ، المشغولون بوزراءهم، تأثير النهج الذي اتخذوه على الأطفال.
في أروقة منزلهم الأسري النائي، أصبحت القاعات التي كانت تتردد فيها دفء وارتباط عائلي تصدح الآن بأصوات الأوامر الصارمة واصطدام أسلحة التدريب. وجد الأطفال، في سعيهم نحو الموافقة والاعتراف، أمام سلسلة لا تنتهي من التحديات، غالبًا بلا تشجيع أو اعتراف بجهودهم.
خلقت المسافة العاطفية شعورًا بالعزلة بين أطفال فان دراغون. القيم التقليدية للواجب والتضحية، مع أنها نبيلة، جاءت على حساب الرفاهية العاطفية. التركيز الوحيد للعائلة على الغرض الأعظم ترك مساحة ضئيلة لأحلام وطموحات الأفراد الأصغر سنًا.
مع مرور السنين، أصبح الانقطاع العاطفي أكثر وضوحًا. توجّه الأطفال نحو الانتماء والدعم العاطفي، ولكن ثقل التقاليد والواجب استمر، مما خلق تناقضاً واضحاً بين الدفء الأسري الذي يتوقون إليه وبين التوقعات الصارمة المفروضة عليهم.
عائلة فان دراغون، التي كانت في السابق مرتبطة بقوة بالوحدة، وجدت نفسها الآن على حافة الانفصال العاطفي، حيث أن التركيز على الواجب كان يُظلل الرعاية الأساسية للروابط العائلية.
...
حتى الآن...
لا توجد سوى عائلة واحدة بلقب فان دراغون العظيم...
هذه العائلة استمرت في خدمة العائلة الحاكمة جرينبريال. واستمرارها في الخدمة للتنين أيضًا.
"لقد مضى 500 سنة لعينة... لم يُختار أحد... لم تتغير البلورة أو تهتز بشيء. آه... لا توجد سوى عائلة واحدة لنسلنا، وهم نحن"، صاح الفرد الأعلى في العائلة. آيزر فان دراغون ، وهو يشير إلى ابنائه.وبناته.
"أبي، من فضلك اهدأ. أنت تخيف هاناسيا"، قال الابن الأكبر وهو يعانق أخته التي كانت في طريقها للبكاء، في وجه صراخ والده...
"لا أهتم بتلك الفتاة... أكره لرؤية وجهك... لأنها تشبهها... اخرجوا..."، صاح بها.
"أبي، بكل الاحترام، لن أسمح لك بصراخ هاناسيا بهذه الطريقة"، هتف زاكارياس... ليتلقى صفعة على وجنته.
"آسفة اخي الاكبر" اعتذرت هاناسيا لأخيها وهي تلاحظ احمرار وانتفاخ وجنته من الصفعة...
سحب زاكارياس بقوة لعناقها... "أنتِ شيء مهم... أنتِ أختي الصغيرة وسأحميكِ بكل ما أملك"، قال زاكارياس وهو ينظر إليها بعزم. وابتسم لتهدئتها.
بينما تسقط الدموع من عينيها، ابتسمت برفق...
وجد الأخوة الراحة في أحضان بعضهم البعض، بعيدًا عن الضغوط وتقلبات مزاج والدهم.
طرد الوالد الغاضب ابناؤه
.............
هاناسيا بعد الخروج من مكتب والدها انغمست في مأوى هادئ من مكتبة القصر، محاطة بالمخطوطات القديمة والمعرفة السحرية. رائحة الورق القديم وضوء الكرات السحرية المتوهجة ملأت الهواء بينما غاصت في أعماق دراستها.
وسط الصمت العميق للمكتبة، وصل صوت بعيد عبر الهواء، لفت انتباه هاناسيا. شرارة الفضول أشعلت في عينيها بينما تركت كتبها، متجهة نحو النافذة التي تطل على أراضي القصر.
من خلال النافذة المفتوحة، وصلت أصوات الاشتباكات والتلبيسات السحرية إلى أذنيها. نظرت هاناسيا إلى أرضية التدريب أسفلها، حيث كان أخوها زاكارياس يظهر تفانيًا لا يتزعزع في روتين تدريبه الشاق.
" اخي الاكبر"،
قالت. كل ضربة من سيفه وكل اندفاع من الطاقة السحرية كانا يرددان التزامه بميراث فان دراغون.
شعرت هاناسيا بالإعجاب وهي تراقب إصرار أخيها. أصبحت أرضية التدريب، وهي مضاءة بألوان الشمس المنخفضة، مسرحًا لزاكارياس لتحويل تحديات تاريخ عائلتهم إلى سعي لا يتوقف نحو القوة.
لم تستطع هاناسيا إلا أن تبتسم وهي تشاهد العرق على جبين أخيها والتركيز الثابت في عينيه. في تلك اللحظة، شعرت بانبهار تجاه زاكارياس، مدركة التضحيات التي قدمها للحفاظ على شرف العائلة والاستعداد للحظة الفارقة عندما يختار روح التنين أخيرًا مضيفًا.
مع غروب الشمس تحت الأفق، ملأت أشعة الشمس الدافئة أرضية التدريب، وعادت هاناسيا إلى دراستها بإلهام جديد. لا يزال صدى تفاني أخيها يتردد في عقلها، تذكيرًا بالصمود الذي يتجلى في عروق عائلة فان دراغون، حتى في مواجهة التحديات التي تستمر لقرون طويلة.
..............
عائلة فان دراغون التي أصبحت محل قلق في الوسط الارستقراطي.قوتهم العالية التي كانت نقطة غموض لغير افراد العائلة والعمال الموثوق بهم الذين خدموا العائلة لزمن طويل،إذ كان الحجر السحري العظيم الذي يحوي روح التنين سرا وامرا محظورا التحدث عنه.
تسرب القلق في الوسط الاجتماعي. عائلة بهذه القوة والوقار ألن يكون الانقلاب على المملكة أمرا سهلا..
انتشر الخوف من تمرد العائلة على النظام الحاكم جعل الجميع يشكون في ولاء الفان دراغون للعائلة الحاكمة. 'عائلة غرينبريال'.
إذ هزت وفاة الملك السابق بسبب المرض الإمبراطورية ليحل محله ابنه لويس في الحكم كونه الابن الأكبر وولي العهد الوحيد. كان شخصا حكيما سلوكه مزيج بين الحكمة و المغفرة. الصرامة واللطف. كان متسامحا وحرص على تحقيق السلم رغم وجود الحروب الأهلية إضافة هجومات الشياطين المتكررة و الهجمات العدوانية من المملكة المجاورة مملكة دايموند المعادية الراغبة في التوسع.كان قويا باستخدامه لسحر الشمس الذي كان موروثا من قبل العائلة جيلا بعد جيل لضمان السلام في المملكة.
..........................................................
...******العودة لقصر فان دراغون ******...
تمشت هاناسيا في اروقة قصر فان دراغون حاملة بين يديها صينية طعام تحتوي الطعام الساخن اللذيذ. تتحرك هي بين الاروقة بابتسامة تزين شفتيها..
يمر الخدم ذهابا وايابا للقيام باعمالهم يلمحون ابتسامة الفتاة الصغيرة وتفانيها في حمل الصينية بحزم خوفا من أن تسقط. يبدو الخدم في الهمس.. "هاهي تقوم بهذا مرة أخرى" *همست إحدى الخادمات لصديقتها*."آه. انها تفعل هذا كل يوم.. ألا تفهم ان هذا الأمر بلا فائدة" *تعلق الخادمة الأخرى بينما تقف الفتاة اخيرا امام مكان معين.
تقف هاناسيا البالغة من العمر 8 سنوات امام باب فاخر مزين بزخارف دقيقة. "لا انصحك بالدخول يا سيدتي الشابة" *يقول الحارس الذي يحرس باب الغرفة بدى صوته ثابتا وحازما *.
*توجه هاناسيا نظرها نحوه *. "انا سؤدخل الطعام فقط.. لا داعي للقلق"*قالت هاناسيا بينما نظرت بعينيها الذهبية البريئة للرجل الأكبر سنا *..
تنهد الحارس وفتح لها المجال للدخول *." فقط ضعي الصينية واخرجي فورا" *قال الحارس لتبتسم هاناسيا ويقوم الحارس بفتح الباب لها لتدخل هي ويغلق الباب خلفها*.
تدخل هاناسيا للغرفة المضاءة بضوء الشموع الخافتة.
غرفة واسعة وفاخرة. "أمي لقد اتيت.. *تقدمت هاناسيا اقتربت من السرير بابتسامة مشرقة واحمرار على وجنتيها مما يدل على سعادتها *.. أحضرت لكي الحساء الذي تحبينه
*قالت هي بينما اقترب من المرأة التي تدعوها هاناسيا ب'أمي'جالسة فوق السرير مرتدية ثوبا ابيض بسيطا خفيفا.. ملامحها غير واضحة بسبب الظلام في الغرفة. بقيت هي صامتة *.
"آيزر هل هذا انت" *تقول المرأة بصوت خشن وضعيف بينما تقف من فوق السرير وتترنح*
"هل أتيت لي اخيرا" *تقترب هي بخطوات ثقيلة تقترب من ضوء الشموع لتظهر ملامحها الباهتة *.
*شعرها اشقر طويل باهت فقد اشراقه. لديها أكياس سوداء تحت عينيها.. شفتاها متشققتان ويبرز جسدها الضعيف تحت القماش الخفيف لثوبها *.
*لازالت هاناسيا تبتسم تتشكل حبة من العرق على جبينها تتوتر عندما ترى مظهر والدتها *
"لا امي.. هذه انا.. هاناسيا.. ابنتك" *قالت هاناسيا بينما اقتربت خطوة من والدتها بابتسامة مرتعشة *
"ها.. هاناسيا!" *تتسع عيون المرأة وتظهر بمنظر مخيف.. *.
"انتي... ماذا تفعلين هنا.. " *تقترب المرأة بخطوات ثقيلة مترنحة*
"أمي ارجوك..لقد احضرت لكي الطعام... "*لم تنهي هاناسيا كلامها لتضرب والدتها الصينية متسببة في سقوط الطعام في أرجاد الغرفة *
"غاه! "*تتذمر هاناسيا قبل أن تسقط أرضا بينما اتسخت ملابسها بالطعام المتناثر *
*تتقدم والدتها نحوها وتصعد فوقها وتلف يديها على عنقها *.
" انتي السبب!.. انتي السبب!.. انتي السبب في كوني أصبحت هكذا... لقد فقدت سحري... جمالي... الرجل الذي احببته.... بسببك!. *صرخت هي بينما تساقطت دموعها لتسقط على وجنتي هاناسيا التي تكافح لابعاد يدي والدتها الملتفة حول رقبتها الرقيقة*
" أ.. امي ... ارجوك.. توقفي.. ابي سيأتي لكي.. انا أعدك" *تحاول هاناسيا الهروب من قبضة والدتها لكنها قبضتها تشتد أكثر حول رقبتها*
"اتمنى فقط... لو تموتين... إذا كنتي تريدين ان تكوني ذات فائدة مرة في حياتك... موتي !.." *تردد صوت صرخات والدتها بينما تتساقط دموعها أكثر *
*انكسر قلب هاناسيا واتسعت عيناها بسبب كلمات امها وشعرت بالدوار بسبب نقص الأكسجين*
*لحسن الحظ فجأة دخل الحارس المسؤول عن حراسة الباب وهرع لمساعدة هاناسيا ودفع والدتها جانبا *.
" غاه! "
*سعلت هاناسيا ولهثت بقوة بينما حملها الحارس بين ذراعيه ودخلت الخادمات لأجل تهدأة والدتها إذ حقنت احداهن ابرة مهدأة لها *
"اتركوني! .. دعوني.." *صرخت هي حتى تلاشت صرخاتها تدريجيا بينما بدأ مفعول الحقنة في العمل *.
..................
*تم نقل هاناسيا لغرفتها لتلقي العناية. كان قلبها محطما إذ أرادت ان تتلقى القبول من والدتها..يزعجها كونها هي السبب في ضعف والدتها... فلأنها لم تكن نبيلة ولا ملكية بل مجرد عبدة اجنبية أعجب بها آيزر وبجمالها وجعلها كعشيقة له...ولكنه تفاجأ بحملها ليفقد اهتمامه بها... ازعجها السبب في ان ولادتها كان سببا في معاناة والدتها ولادة فرد من عائلة فان دراغون تتطلب مانا عالية وولادة هاناسيا تسببت في فقدان والدتها معظم سحرها... فكرت هاناسيا.. هل سيكون موتها ذو فائدة حقا.. هل ستتلقا الحب يوما... تمنت هي لو تموت حقا هذه المرة.. ربما ذلك الأفضل للجميع *.
...----------------...
نهاية الفصل 01.
هذه تجربتي الأولى في الكتابة لذا أعلم أن هذا سيئ😅.
استمتعوا♥️
تفتح هاناسيا عينيها ببطئ.
'حلقي يؤلمني.. رأسي كذلك'
*تفكر هي في نفسها بينما تنظر حولها برؤية ضبابية إذ يكاد يكون اي شيئ واضحا لها ولكنها أدركت انها في غرفتها الخاصة. يبدو أن الحارس قد نقلها هنا بعد ما حدث *.. كانت تفكر.
'أمي.. هل هي بخير الآن... ربما لا ينبغي علي زيارتها بعد الآن فهي لا تريدني....لماذا أشعر انه معها حق في كرهي' *تضع يدها على عنقها حيث علامة الخنق*.
'ما كان يجب علي أن استيقظ..' *تفكر هي في نفسها ليقاطعها صوت فتح باب غرفتها المفاجئ ويقطع حبل أفكارها *.
*تقابلها تلك العينين الذهبية القلقة والشعر الطويل المربوط من الخلف لاخيها الأكبر زاكارياس*.
"أخي؟"
*لم تكمل هي جملتها حتى يندفع نحوها ويعانقها بقوة ويلف ذراعيه حول جسدها الصغير الهش. كانت قبضته قوية ولكن غير مؤلمة كأنه يخاف ان يكسرها *.
"انا... انا كنت قلقا جدا..." *انكسر صوته قليلا وكأنه على وشك البكاء*
*تزحف ابتسامة رقيقة لشفتي هاناسيا بينما تحيط ذراعيها حول أخيها. شعرت هي بالدفء بين ذراعيه *.
"انا آسفة لاقلاقك.. اخي " *قالت هي وكان صوتها خشنا قليلا بسبب الم حلقها.حتى التحدث كان صعبا. لكنهم لا يحتاجون للكلمات لإظهار حبهم ودعمهم لبعضهم بعضا *
* ينسحب زاكارياس من العناق وينظر في عينيها بقلق*.
"اه..هل انتي بخير حقا"
*يمسك وجهها بين يديه ويبدؤ في تفقدها.. يصبح وجهه شاحبا عندما يلاحظ علامة الأصابع حول عنقها الصغير نتيجة تعرضها للخنق في وقت سابق.. *.
" اللعنة! .. انا الشخص المسؤول عن حمايتك وتركت هذا يحدث".
*يقول زاكارياس ويبدو انه يشعر بالذنب لانه ترك اخته تتأذى. حرك هذا مشاعر هاناسيا وجعلها تدرك قيمتها لدى أخيها الأكبر *
*ربتت هي على كتفه تواسيه ونظراتها تقول وكأنه ليس لديه ذنب فيما حدث. نظرا لأنها لا تستطيع الحديث فاكتفت هي بالإيماآت للتعبير عن مشاعرها *
*يبتسم زاكارياس. يبدو أن ابتسامتها جعلته يخفف من قلقه*.
"انا سعيد انكي بخير.. لا أعلم ماذا كان ليحصل لي لو حدث لكي شيئ.. *تضع هاناسيا يدها على يده بينما هو الآن جالس بجانبها في السرير *.
" أمي.. "*تقول هي بصوت ضعيف.
تتغير ملامح زاكارياس و يتوتر قليلا *
" والدتك.. حسنا انها.. لا تزال تحت تأثير الدواء وهي فاقدة للوعي.. "
*يضغط زاكارياس على يد هاناسيا بلطف وينظر في عينيها بارتباك *.
"لكنني واثق انها ستكون بخير... يستحسن ان لا تزوريها حاليا.. فهي كما تعلمين...."
*يفرك زاكارياس مؤخرة رقبته بارتباك ويده الأخرى لا تزال تضغط على يدها برفق.
يفكر فيما يقوله تاليا دون كسر قلب هاناسيا الرقيق. فهي لا تزال صغيرة وحساسة وهشة للغاية. وتعاني من نقص في العاطفة. وهذا مااراد زاكارياس ان يعوضه لها. لأنها كانت خلاصه في هذا القصر البارد المخيف *
*أومأت هاناسيا بعبوس طفيف ليربت زاكارياس على رأسها *
"لما لا ترتاحين الآن.واحظي بقسط من النوم . سأعود لزيارتك لاحقا حسنا"
*ينهض زاكارياس من السرير يبتسم لاخته الصغرى قبل أن يخرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه *
*******************
*لقطات من الماضي*
"أحسنت زاكارياس.. هذا تطور ملحوظ جدا.. قدراتك السحرية وعبقريتك في تنفيذ التعويذات رغم صغر سنك تدل على قوتك و مؤهلاتك العالية"
*وقف زاكارياس منتصرا امام أخيه الآخر لوثر الساقط أرضا. إذ هزمه زاكارياس في نزال سحري. تتناثر بقايا المانا في ساحة التدريب الشاسعة.ينظر زاكارياس لأخيه لوثر بنظرة فارغة عديمة المشاعر بينما يحرك الريح البارد للشتاء شعره الأبيض القصير *
*يمسك آيزر كتفي زاكارياس مبتسما بطريقة مريبة *.
"من يعلم ربما انت من يجلب المجد لعائلتنا. بجعل روح التنين تختارك... ستفعل هذا أليس كذلك زاكارياس " *همس آيزر في اذنه بينما تشتد قبضته على كتفيه. سيطر حب القوة والسيطرة على عقله . يحمل الحراس الأخ الساقط ولكنه يدفعهم*
"لا... انا... انا لازلت استطيع القتال... أبي... ارجوك... دعني اثبت لك... جدارتي "
*في محاولة لوثر المشي و الوصول لوالده يتعثر ويسقط مجددا *.
" غاه! "*ستذمر لوثر من ألم السقطة *
"لا داعي لاثبات شيئ... لقد اثبت انت عدم كفاأتك في حمل مجد فان دراغون... انت في نفس عمر زاكارياس ولكنه يفوقك خبرة.. انتهى الأمر زاكارياس هو وريث العائلة الآن. كونه الابن البكر"
*يقول آيزر بصوت ييوده الزخم المهيمن و المخيف ولمعت عيناه الذهبية ببريق خطير بينما نظر للابن المنهزم.
يلتفت ممسكا بذراعك زاكارياس ويقوده بعيدا ينظر لوثر للمنظر وتتسع عيناه.. الغضب.. اليأس... الألم.. الغيرة..الحقد... كل هذه المشاعر تنتاب الفتى الصغير..
لقد أراد أن يثبت نفسه لوالده لكن هذا لم يكن كافيا..
ولكن الآن انتهى الأمر. فلقد اثبت عدم كفالته وحان الوقت ليعيش في الظل كما يحدث لاي فرد غير كفؤ في هذه العائلة إذ تمثل القوة مقوما أساسيات لتحديد قيمة الفرد
هكذا كان الأمر في عائلة فان دراغون يتولى الطفل البكر الأكثر كفاأة وقوة إدارة العائلة مستقبلا.. ويصبح هو الوريث لمقعد قائد ومسؤول العائلة.
أما الأطفال الاقل كفادة فإما يتم اهمالهم او يعيشون في الظل.
نظرا لان لوثر و زاكارياس في نفس العمر وكلاهما من ام مختلفة إذ يملك آريز 6 زوجات لذا يملك العديد من الأطفال. هكذا سرت تقاليد العائلة.
كان يجب على زاكارياس ولوثر القتال لتحديد من منهما سيصبح الوريث. زاكارياس انتصر بجدارة على لوثر لذا فهو يستحق اللقب.
هكذا كان الأمر دائما في هذه العائلة.. هل يجب إطلاق اسم عائلة عليهم.. يبدون مجموعة من الغرباء يتقاتلون فيما بينهم للوصول للقوة.. أطفال اضطروا لالقاء الظل على سعادتهم وطفولتهم لأجل هدف كان أسمى من العواطف.
.........................
تم تعيين زاكارياس الوريث الشرعي وتمت إقامة حفل خاص به إذ تمت دعوة مختلف العائلات النبيلة وذات المكانة لتهنئة زاكارياس على منصبه.
هروبا من صخب الحفل هرب زاكارياس للجهة الأخرى من القصر أين تقع حديقة القصر المشرقة المزينة بالزهور الجميلة. إذ كان يتم حماية الحديقة بحاجز من المانا يمنع تأثيرها العواصف الثلجية المستمرة وبرودة الجو.
لم يبدو عليه أي تعبير.. كان فارغا جدا كانه تم الاستيلاء على روحه.. كان تائها في متاهة.. مضيف روح التنين هل كان هذا هدفه ام هدف والده... كل ما اراده زاكارياس هو حياة عادية... أراد أن يبتسم ولو مرة ابتسامة حقيقية... أراد أن يشعر بدفء العائلة ولكن هذا لن يحدث... ليس داخل جدران قصر مليئ بالبرد *.
*صوت خشخشة في الشجيرات يخرج زاكارياس من حبل أفكاره سرعان ما يوجه نظره نحو مصدر الصوت.. يقوم هو بتشكيل نصل بسحر النور خاصته ويوجهه نحو مصدر الصوت *.
"أظهر نفسك"
*يقول زاكارياس بصوت حازم يقترب ببطئ من مصدر الصوت وكان على وشك شن الهجوم لتخرج فتاة صغيرة من بين الشجيرات بين يديها قطة صغيرة *.
"أه!؟" *يتفاجؤ زاكارياس*
"أرجوك لا تؤذينا.... نحن لم نقصد.." *تقول هي بصوت ضعيف.. حتى كلماتها لم تكن صحيحة تماما وكانها تعلمت للتو النطق... شعرها الأبيض وعينيها الذهبية جعلت زاكارياس يدرك انها فرد من العائلة *
"سيدتي! " *تركض الخادمة بسرعة لتمسك بيد هاناسيا وتبعدها عن زاكارياس *
" سيدي الشاب انا اعتذر كثيرا.. س-سؤبعدها فورا"
*قالت الخادمة بذعر بينما سحبت الطفلة الصغيرة بعيدا بطريقة قاسية قليلا.. مما جعل زاكارياس يتساال اذا كانت هذه هي الطريقة الملائمة لمعاملة طفلة صغيرة لا ليس كان هذا ما يفكر فيه بل كان يفكر اذا كانت هذه الطريقة المناسبة لمعاملة فرد من عائلة نبيلة *.
"مهلا!" *يقول زاكارياس مقتربا من كل من الخادمة والطفلة *
" من هيئتك أدرك انكي فرد من عائلة فان دراجون..لكنني لم اراكي من قبل"
*يقول زاكارياس بينما ينظر للفتاة التي بدت مرتبكة بل خائفة و تتجنب التواصل البصري معه.. كان ليعتبر ذلك نوعا من عدم الاحترام.. لكن شيئ ما في جعله يمتنع عن ذلك *
*ترتبك الخادمة قبل أن تجيب *.
"نعم سيدي هذه.. هاناسيا فان دراغون... ابنة العبدة التي اشتراها والدك السيد آيزر".
*تقول الخادمة مشيرة لهاناسيا التي كانت مرتبكة وتنظر للاسفل بينما لا تزال تعانق القطة بين ذراعيها الصغيرتين *
" هاناسيا رحبي بسموه بطريقة لائقة"
*تقول الخادمة لهاناسيا وتنظر لها بحدة بينما تدفعها قليلا للأمام *
*نظرات الخادمة التي تجعل البرد يتسلل لظهر هاناسيا لتنحني الفتاة الصغيرة وقد ارتعش جسدها قليلا تحت أنظار الخادمة *
"انا... انا" *حاولت هي الحديث.. فقاطعها زاكارياس ونظر للخادمة*.
"هل هذه طريقة لمعاملة فرد من آل فان دراغون.. كيف تجرؤ خادمة وضيعة مثلك على اهانة فرد من عائلتنا"
* نبرة زاكارياس حادة مما جعل الخادمة ترتعش *
"انا... هذا ليس." *حاولت هي الدفاع عن نفسها لكن زاكارياس قام بتوجيه نصله النوري لرقبتها *
"كل من يهين العائلة يستحق الموت "
*يقول زاكارياس مستعدا لقطع رقبة الخادمة في لحظة فهذا ما تربى عليه. كل من يهبن لعاذلة يموت. لا مشاعر لا أحاسيس وأهم شيئ لا تعاطف. جعل النصل المويه لرقبة الخادمة تتجمد في مكانها وتتسع عيناها خوفا من فقدان حياتها لكنه يتفاجؤ في ان هاناسيا تمسك يده *
"ارجوك... توقف "*تقول هي بعيون دامعة بريئة مما جعله يتردد وهذا شيئ لم يحصل له من قبل.. لماذا يتردد تحت نظرتها.. هل تمارس نوعا من السحر عليه.. تساأل هو.. فهو لم يشعر بهذا الشعور الدافئ في حياته *
"لكنها تعاملك بطريقة سيئة... كيف تدافعين عن شخص يسيئ إليك"
*يقول زاكارياس بينما ينظر نحوها مرتبكا بعض الشيئ من دفاعها عن خادمة وضيعة*
"انها تعاملني.... كما يعاملني الجميع...ولكن هذا... هذا لا يعني انه عليك قتلها.. علينا...أن ... نمنح بعضنا فرصة للتحسن" *تقول هي بينما تتعثر قليلا في كلماتها *
" فرصة أخرى؟.. للتحسن "*تتردد كلماتها ليس في اذنيه فقط بل في قلبه كذلك.. التسامح.. مصطلح لم يسمع به ولم يفهمه ابدا... كان مصطلحا غريبا عليه تماما بالنسبة لطفل تربى في وسط قاس خال من اي مشاعر *
*يبعد زاكارياس نصله عن عنق الخادمة *.
"لا اريد ان يتكرر الأمر"
*. يقول للخادمة ثم ينظر في عيني هاناسيا.تسقط الخادمة لاهثة و خائفة لتغادر بسرعة بعدها*
*النظر لهاناسيا يجعله يشعر بمزيج من المشاعر.. شعور لم يشعر به منذ وفاة والدته التي توفت بسبب المرض *
"آه؟.." *ترتبك هاناسيا تحت نظرته الحادة *
"انا اخوك الأكبر.." *يقول هو بينما يمسح على رأسها. لا يعلم هو لماذا يفعل هذا...ولكنه يفعله كأن مشاعر مكبوتة تحرك جسده. وكان الجدران التي بناها حول قلبه قد بدأت في التحطم *
*تقهقه هاناسيا بلطف.... فهي ليست معتادة على هذه المعاملة *
*صدى ضحكتها كانت كالموسيقى لاذنه ارادها ان تبتسم أكثر و تكون سعيدة... أراد أن يعطيها السعادة التي لم يستطع هو الحصول عليها.. أراد حمايتها من اي شيئ قد يؤذيها او يعكر صفو ونقاء ضحكتها العذبة... *
*كانت هي الشخص الذي أخرجه من الحياة المظلمة داخل جدران هذا القصر المظلم.. انها.. كالنور *
****العودة للحاضر ****
لقد مر اسبوع بالفعل وقد تحسنت هاناسيا واصبحت قادرة على الحديث مرة أخرى...
استطاعت هي بصعوبة الهروب من قبضة أخيها المفرط في الحماية والتحول في القصر بحرية.
تمر هي بجانب غرفة والدتها..وذكريات ذلك الوقت تدور في ذهنها.
لحسن الحظ كان الحارس غائبا وإلا كان ليمنعها من الاقتراب.. تتبادر لذهنها آلاف الأسئلة.. هل علي الدخول... هل ستكون هي سعيدة ام حزينة لرؤيتي... امي..
والكثير والكثير من الأسئلة.
تضع هاناسيا يدها على مقبض الباب وتفتحه ببطئ.
"لا استطيع رؤية شيئ... المكان مظلم"
*تقول هاناسيا لتفتح الباب على مصراعيه ليتسلل بعض الضوء للغرفة لكنها تتفاجؤ عند رؤية امها تقف فوق كرسي وتضع حبلا حول عنقها *
*تتسع عينا هاناسيا في صدمة *
"أمي... ماذا تفعلين"
*تتعثر هاناسيا في كلماتها بينما تنظر لوجه امها الشاحب*
" ماذا أفعل؟... انا أفعل هذا بسببك! ... تذكري ان كل ما يحدث هنا بسببك!... اعطيتك فرصة لتكوني ابنة جيدة وتموتين فحسب لكنك لم تفعلي ذلك..."
*تتساقط دموعها *
" هذا بسببك.... موتي... بسببك.. تذكري"
*تقول هي قبل أن تلف الحبل حول رقبتها وتدفع الكرسي ليقط جسدها معلقا بحبل المشنقة حول عنقها... *
" أمي!... امي ارجوك لا... لا تفعلي هذا.. "
*تتسع عينا هاناسيا بصدمة إذ رأت والدتها تفارق الحياة أمامها.. ارتعش جسدها قليلا قبل أن يهدأ في النهاية ويصبح جسدها جثة هامدة معلقة بحبل المشنقة.. لم تستطع هاناسيا ان تصدق ما تراه.
والدتها انتحرت أمامها.. عملت هاناسيا بجد دون أن تفقد الأمل في جعل والدتها تحبها وتهتم بها.. كانت تحلم بيوم يعيشان فيه معا بسعادة ولكن يبدو أن للقدر رأيا آخر في هذا الخصوص.
ينبض قلبها بقوة... إذ تجمدت هي في مكانها متأثرة بالصدمة.. والدتها ماتت أمامها دون أن تحرك هي ساكنة...
يبدو أن الأمور.. لا تسري دائما كما نتمنى *
*يقترب الحارس للغرفة بعد أن كان يقضي وقته باللهو مع إحدى الخادمات متجاهلا عمله في حراسة الغرفة ويتفاجا برؤية الباب مفتوحا *
"لا اتذكر ان الباب كان مفتوحا... يا إلهي لقد ذقت ذرعا من مراقبك هذه المرأة المجنونة.."
*يقترب الحارس واذ به يتفاجؤ برؤية هاناسيا تقف بجمود وسط الغرفة المظلمة*
"هاي ياسيدتي تعلمين انه ممنوع عليك الدخول"
*يلاحظ هي انها تنظر أمامها دون حركة وعيناها متسعة على مصراعيها ليوجه نظرته لنفس الاتجاه *
" ما الذي تنظرين له!..
آه!"
*يتفاجؤ هو برؤية جسد معلق في السقف..ادرك بسرعة هوية صاحب الجسد وقام بسرعة باخراج سكين وقطع الحبل *.
" يا للهول كان عليك الصراخ وطلب المساعدة لماذا تقفين هكذا"
*صرخ هو بينما حمل جسد والدتها لكن هاناسيا لم تتحرك من مكانها بل كانت منتصبة في مكانها بوجه شاحب.
لم تسمع هي صرخات الحارس لطلب المساعدة كانه تم عزلها عن العالم.
كلمات والدتها تتردد في ذهنها... *
*دخلت الخادمات بسبب الضوضاء وهرعن نحو والدة هاناسيا لكنها ماتت بالفعل وأصبح جسدها باردا و ساكنا. إذ وضع الحارس اصبعين في جانب عنقها لتحسس نبض قلبها لكنه لم يستشعر شيئا... لقد فارقت الحياة*
* وقفت هاناسيا بصمت واحنت رأسها للاسفل بينما سقطت دموعها بلا هوادة....
تم دفع هاناسيا من إحدى الخادمات المسرعات لداخل الغرفة*
*لكنها لم تبدي اي ردة فعل.. بل بقيت مستلقية على الأرض بينما نبض قلبها بسرعة جنونية وانهمرت دموعها *
آه
ها
آه
..........................
..............
*تقف هاناسيا امام قبر والدتها الذي تم اقامته بطريقة فوضوية.مرتدية فستانا باللون الأسود و قبعة سوداء.
يبدو أن والدتها لن تحظى بالاحترام حتى بعد موتها..
اشتدت قبضتها حول ساق الزهرة.
'انتي السبب...
موتي.... بسببك'
*ترددت كلمات والدتها في ذهنها وتلك النبرة والنظرة التي أظهرت الكره..
انا لم أفعل شيئا..
هذا ليس ذنبي...
أرادت هي الصراخ من أعماق قلبها.. هذا جعلها تضغط أكثر على الوردة..
كانت تتساأل
.. هل عليها ان تقف أمام القبر والدتها التي لا ترغب في رؤيتها...
ربما يجب عليها المغادرة.. ومنح والدتها راحة.
استدارت هي مغادرة متمنية ان تجد امها السلام أينما كانت الآن *
*من بعيد كان يراقبها زاكارياس... مد يدها للامساك بها لكنه ابعدها فورا مفكرا ربما يتطلب منها بعض الوقت لتتعافى.
لاحظ هو كم أصبحت عينيها فارغة كأنه تم سلب مشاعرها. يعلم انها حزينة لفراق والدتها.. ولكنه شعر بالاحباط كونه لا يستطيع فعل شيء*
..........
تجلس هاناسيا في زاوية منعزلة وتجلس على الأرض الثلجية بينما تتساقط حبات الثلج فوقها و معطفها يحميها من البرد القارس....
عقلها فارغ حاليا ولا تستطيع التفكير في شيء.
'يدي باردة...
قدماي باردتان...'
*فكرت هي بينما تجلس هناك في صمت بجانب الجدار الذي يفصل ملكية فان دراغون عن الخارج.....
لم تخرج هاناسيا من قبل خارج هذه الجدران العالية لاتملك فكرة عن العالم في الخارج.
لم تخرج ليس لأنها اجبرت على ذلك بل بسبب انها كانت دائما تخاف من المجهول الذي يقع خارج هذه الجدران...
كان والدها ينظر للبشر بدونية كونه يرى الدم الذي يمشي في عروقه مقدسا نظرا لكونه اقدم دم نقي في المملكة وراى ان البشر العاديين اقل قيمة منه ومن افراد عائلته الذين يملكون دم فان دراغون...
وهذا سبب تجاهله لهاناسيا في البداية لان دمها ليس نقيا تماما فقد فقد الدم النقي لفان دراغون نقاوته وأصبح مشوبا بدم اجنبي لهذا تم النظر لها كفرد ناقص لذا توجب عليها العيش في الظل...
كما يحدث لاي طفل من العائلة، إذ يُنظرُ له كفر غير كفؤ*
*تتنهد هي و تستدير مغادرة إذ تتقدم لبضع خطوات قبل أن تسمع صوت انزلاق من أعلى السور ليسقط شخص ما على الأرض الثلجية *
"غاااه!"
*تتفاجؤ هاناسيا وتقترب من الشخص المجهول.. كان جسده صغيرا
طفل
في نفس عمرها... *
"وااااه! .. كان ذلك مذهلا! ." *يصرخ هو بينما ينهض من مكانه واقفا مما أدى لتناثر الثلج في كل مكان.
وضعت هاناسيا يدها امام وجهها لتفادي اصطدام الثلج البارد بوجهها بينما نظرت بارتباك للصبي... *
*يوجه الصبي نظره نحوها واصبحت ملامحه واضحة لها.
شعر رمادي مبعثر قصير وعينان باللون الأخضر الفاتح.. كان يلف وشاحا احمر حول رقبته ويرتدي ملابس جلدية بسيطة لتحميه من برد الشتاء.
لم تكن هاناسيا على دراية بهويته.. ولكنها كانت تعلم انه من الممنوع دخول الغرباء إلى القصر *
"ليس من المفترض ان تتواجد هنا"
*قالت هي بوجه جاد بينما تنظر للصبي الصغير الذي كان ينفض ملابسه من الثلج *.
"انا اعلم!"
*قال مبتسما مما جعل هاناسيا أكثر ارتباكا *
*'لماذا هو سعيد جدا.. يبدو كشخص عاش طفولة سعيدة دون أي صعوبات.. شعرت هاناسيا بالحسد من ابتسامته..' *
" انا أتيت لأرى...
القائد الأعلى لقوات الدفاع!"
*يهتف هو بحماس بينما احمرت وجنتاه *
"أبي؟..." *تستغرب هي.. لماذا يرغب في رؤية والدها *
"والدك؟!...والدك هو القائد الأعلى لقوات الدفاع! . هذا مذهل حقا ..."
*تتفاجؤ هي برد فعله الحماسي إذ امسك هو يدها ونظر لعينيها. بدى وكأنه سينفجر من الحماس *
" هاه؟.."
*تتوتر هي.. لم يسبق ان اقتربت من شخص في عمرها بهذه الطريقة..و لماذا وصف كونها ابنة القائد الأعلى بالمذهل.. *
" لماذا تبدين مستغربة.. انت ابنة القائد الأعلى.. إنه الأكثر قوة بين جميع السحرة في مملكتنا... هو شعلة الأمل في المملكة"
*هتف الفتى بحماس بدى معجبا حقا بقائد الدفاع وينظر له كمثل أعلى *
*أظلمت تعابير هاناسيا عند سماع كلمات الشكر والتقدير لوالدها الذي كان مجرد ذكر اسمه يجعلها تشمئز..*
" انه شخص مذهل حقا!.."
*اصمت... اصمت... تكررت هذه الكلمة في ذهنها بينما استمر الفتى في مدح والدها إذ كان اي وصف يصفه لوالدها هو عكس ما تراه في والدها القاسي والبارد *
"انت مخطؤ"
*تقول هي بهدوء ولكن نبرتها تدل على الاستياء بينما تضغط قبضتها.... نظر الصبي باستغراب و لاحظ تغير الجو حولها المانا خاصتها أصبحت مضطربة.... بدت غاضبة بل محبطة *
"انه ليس كما تظن... إنه شخص سيء.. شخص فظيع لا يهتم سوى بنفسه!"
*. تصرخ هي بينما ضيقت عيناها وتنظر للصبي بغضب... لقد حاولت هي ان تثبت كفاأتها لوالدها في استخدامها سحر الشفق لكن الأمر انتهى بشكل سيء في كل مرة. أما يصفعها او يضربها او يرمقها بتلك النظرات المشمئزة.
ارتبك الفتى وشعر انها لا تشعر بنفس الشعور الذي يشعر به تجاه والدها. وادرك انه ينظر له بسطحية.. ولكنه ابتسم بحماس وأشار لنفسه بفخر*
"لا يهمني اي الأشخاص يكون... فأنا سؤصبح القائد الأعلى لقوات الدفاع.. وسأكون شعلة الأمل لسكان مملكتنا الذي فقدو الأمل.. "
*قال هو بثقة وفخر مشيرا لنفسه بينما حركت رياح الشتاء الباردة شعره ووشاحه الأحمر.
اتسعت عينا هاناسيا وشعرت بمزيج من المشاعر. هذا الصبي لم ترى مثله من قبل.. لقد جعلها تشعر بشيئ غريب *
" أنا اسمي ألين فيارين.. وسؤصبح القائد العام لقوات الدفاع"
*قال بنبرة واثقة وابتسامة واسعة*
"ألين" *تمتمت هي باسمه.
وشعرت بنبض قلبها يزداد *
"أنا..
هاناسيا"
*ابتسمت بينما وجهت يدها نحوه لمصافحته *
"وأنا أيضا اريد ان اصبح القائد الأعلى.. لأنني اريد تغيير هذه المملكة للأفضل "
*تقول هي مبتسمة وظهر بريق في عينيها. بريق ظنت انه اختفى منذ وقت طويل. ولكنه ظهر بوجود هدف جديد *
"حسنا!"
*ابتسم ألين *
" هذا يجعلك غريمتي اذن..."
*يوجه ألين قبضته نحو هاناسيا.. لتضع هاناسيا قبضتها على خاصته *
" فلنرى من منا يمكنه ان يصبح القائد الأعلى!"
*قال الاثنان معا... معلنين بداية سعيهم نحو هدفهم المشترك.. *
*شعرت هاناسيا كما لو انه تم تحريرها من قيود الالتزام بلقب فان دراغون عندما وضعت قبضتها على قبضته شعرت وكانها اخيرا أصبحت......
حرة *
__________________________________
نهاية الفصل الثاني 👍
ذات يوم
كان الظلام واليأس ينسجان خيوطهما حول جدران قصر فان دراغون العتيق، محاصرين قلب الفتاة الصغيرة في زنزانة من الحزن.
كانت تشعر بأن الأمل يتلاشى، وكل يوم يزداد شعورها بالضياع والوحدة.
لكن في لحظة تحول غير متوقعة، ظهر هدف في حياتها، كضوء مشع اخترق السواد وأضاء كل زاوية من زوايا روحها.
هذا الهدف الجديد لم يمنحها فقط معنى، بل أطلق في قلبها شعلة من الأمل لا تنطفئ، لينير لها طريقاً نحو المستقبل.
'أنا سؤصبح القائد الأعلى لقوات الدفاع .. وسأكون شعلة أمل لهذه المملكة'
*ترددت كلمات ذلك الفتى الحماسية من الليلة الماضية في ذهنها*.
*لم تستطع هاناسيا نسيان كيف لمعت عيناه عندما قال ذلك وأعلن عن هدفه*.
*للوهلة الأولى عندما رأته بدى كصبي عادي فقد عقله بدخوله ملكية فان دراغون التي لن يجرؤ اي كان مهما بلغت قوته ومكانته التسلل والاقتراب بهذه الطريقة.
لو تم الامساك به كان ليتم عقابه دون اخذ سنّه في الإعتبار عائلة فان دراغون عائلة متحفظة و متخوفة من تسرب أسرارها للغير لامتلاكها العديد من الأعداء الذين ينتظرون سقوطها.
ولن تتردد في عقاب اي متسلل يهدد سيطرتها وقوتها التي بنتها على مدار قرون عديدة بغض النظر عن سنه .*
* غارقة في تفكيرها مستلقية في سريرها الواسع بينما تنظر للسقف.. تفكر ربما كانت متسرعة عندما أعلنت منافستها له بأن تصبح القائد الأعلى وتحدي والدها..
لم تجرؤ هي أبدا على تحديه، فمجرد نظرة واحدة من والدها كانت تتركها مرتعشة خوفا منه،لكن الطريقة التي تحدث بها ألين حول عن هدفه النبيل دون أي خوف او تردد.انه حلم كبير لكنه يبدو واثقا جدا. جعلها هذا تتحلى بالشجاعة لأول مرة في حياتها *
"هاناسيا! "
"اوي.. هاناسياا"
*صوت خافت خارج نطاق غرفتها بدى وكأنه صوت يناديها يخرجها من حبل أفكارها.*
"هاه؟ "
*تنزل هي من سريرها وتلف معطفها ذو اللون الاسود حولها وتتجه نحو النافذة.
يقابلها شكل مألوف بجانب السور العالي الذي يحيط بالقصر..*
"ها؟! "
*تتسع عيناها عندما ترى ألين يقف فوق السور ويلوح لها عندما رآها بابتسامة عريضة مما جعلها تتساأل كيف استطاع الصعود دون لفت انتباه الحراس *
'انه أحمق!' *تقول في نفسها بينما نزلت نحوه بسرعة وتدعو الله ان لا أحد سمعه وهو يناديها *
*تمشي هي بسرعة خلال أروقة القصر تشق طريقها للخارج نحو السور.. عندما تقترب هي يقفز الين من الأعلى ويسقط على الثلج مما يخفف من ألم السقطة و ينهض بسرعة *
ماذا تفعل؟ .. هل تتدرك ما سيحدث لك لو رآك احد!... *وبخته هي *
*يبتسم ألين وكأن توبيخ هاناسيا لا يؤثر فيه *
"فلنتدرب معا هاناسيا.. نحن غريمان ويجب أن نتدرب معا فلنذهب".
*يبتسم ألين ويمسك بيدها بقبضة لطيفة وليست قوية *
"آه؟ "
*لم تتوقع أن يمسك بيدها فجأة دون سابق إنذار*
"الخروج.. انا.. لا يمكنني.. ".
*اضطربت عندما تحدث عن مغادرة ملكية فان دراغون، المكان الذي لم تفارقه قط في حياتها، مما أثار في قلبها خوفًا عميقًا.*
"اوه.. لماذا؟ "
*تضطرب تعابير ألين عندما يلاحظ ترددها، غير مدرك تمامًا للسبب.
تظل أيديهما متشابكة بينما ينظر في عينيها، محاولًا فهم ما يدور في ذهنها من اضطرابات*
"انا فقط.. انا لم اخرج من هذا المكان من قبل.. اتساأل اذا كان بامكاني الخروج حقا"
*تجنبت هي التواصل البصري واصبحت نبرتها أكثر رقة وهدوءا من ذي قبل مظهرا جانبا ضعيفا من شخصيتها *
*يحكم قبضته على يدها قائلاً مع ابتسامة كبيرة *
"إذا كنتِ خائفة، سأحميكِ... لا تقلقي."
* عندما سمعت هاناسيا هذه الكلمات غير المألوفة، اتسعت عيناها بدهشة وسرت قشعريرة خفيفة عبر جسدها. شعرت بدفء غير معتاد يغمر قلبها*
*شعرت وكأن الأصفاد التي قيدتها داخل جدران هذا القصر قد انكسرت عندما سحبها ألين للخروج والصعود أعلى السور مستخدما سحره إذ اندفع للأعلى باستخدام سحر النار خاصته وسحب هاناسيا معه للأعلى.. يقف كلاهما أعلى السور*
"أه! "
* فجأة، تلاشت القيود التي طالما كبلتها، وبدأت تحس بنسيم الحرية يلامس روحها لأول مرة..يحرك الريح البارد لشتاد سبايد القارس شعرها الأبيض الذي يتناسب مع بياض الثلج *
"هذا...جميل "
*اتسعت عيناها الذهبية إعجابًا بالمناظر الثلجية، وكيف يغطي الثلج الأبيض مساحات واسعة بسحره الأبيض المتلألئ*.
*لم تتوقع يومًا أن يكون العالم بهذا الجمال، إذ كانت رؤيتها محصورة داخل جدران قصر فان دراغون البائسة. لولا وجود أخيها معها، لكانت قد فقدت عقلها وأصبحت مثلهم، منغمسة في الظلام لفترة طويلة*
"مستعدة للقفز"
*يقول هو ممسكا بيدها مما جعلها تتردد قليلا. تنظر للاسفل تلاحظ كم ان السور عال وتشعر بالخوف. تتحول تعابير وجهها من الإعجاب بالمناظر الجليدية للتوتر *
"ن-نعم"
*تتردد أثناء الإجابة قبل أن يقفز الين يسحبها معه ممسكا بيدها ضحك هو بينما صرخت هاناسيا قبل أن يرتطم كلاهما بالثلج *
"كيااا!"
"هاهاهاها!"
*تناثر الثلج على ملابسهم وغطى خصلات من شعرهم رمشت هاناسيا مرتين غير مستوعبة ما حدث للتو.. لقد قفزت من السور.. خرجت من القصر... *.
"لا أصدق.. لقد خرجت.."
*تنظر هاناسيا حولها ثم توجه نظرها لألين الذي كان مبتسما.. نهظ هو وقام بنفض الثلج عن ملابسه ثم مد يده نحوها لمساعدتها في النهوض.
"شكرا لك"
*تمسك يده وتنهض. تنفض كذلك الثلج عن ملابسها ولا يزال قلبها يخفق من الاثارة *
*بعد خروجها من ملكية فان دراغون، شعرت وكأن ثقلًا هائلًا قد أزيح عن عاتقها، ذلك الحمل الذي لطالما أثقل روحها.
أشار لها ألين بالذهاب، وقال مبتسمًا: "هيا... فلنتدرب على السحر معًا ولنصبح أقوى معًا."
*كان في صوته نبرة من الأمل والوعد بحياة جديدة. شد يدها المتسللة مع يده، وسارا معًا مبتعدين شيئًا فشيئًا عن قصر فان دراغون*.
لم تلتفت هاناسيا للخلف لأول مرة. نظرت إلى ألين، الشاب الذي منحها الحرية وكسر قيودها. كانت في نظرتها امتنان عميق وإعجاب لا يوصف.
شعرت بشيء جديد ينمو بداخلها، شعور بالتحرر والانطلاق نحو مستقبل مجهول لكن واعد.
ابتسمت ابتسامة حقيقية، ملؤها الأمل والإصرار، وهي تشعر بأن العالم بأسره قد انفتح أمامها بفضل ألين. كان هذا الفتى ليس فقط منقذها، بل شريكها في رحلة نحو القوة والاكتشاف*
بعد المشي لبعض الوقت في الأرض الثلجية، توقف ألين في مكان شاسع يمتد بمد البصر. كانت الأرض مغطاة بطبقة ناعمة من الثلج الأبيض الذي يلمع تحت ضوء الشمس الشتوية.
تميز المكان بسهوله الواسعة والمفتوحة، محاطة بأشجار الصنوبر العالية التي تزينها أطرافها بثلوج متجمدة، فتبدو كحراس صامتين للطبيعة.
في وسط السهول، كانت هناك مساحة مسطحة تمامًا، خالية من أي عوائق، تصلح تمامًا للتدريب على السحر. الهواء كان نقيًا ومنعشًا، مع نسمات باردة تحمل معها رائحة الشتاء النقية. كانت الصمت يحيط بالمكان، مما يعزز من الشعور بالهدوء والتركيز.
*أشار ألين إلى هذه المساحة المفتوحة وقال*: "هذا المكان مثالي. هنا يمكننا التدرب بحرية، دون أن يقاطعنا أحد"
*تنظر هاناسيا إلى المكان بإعجاب، متأملة السهول الثلجية الشاسعة التي تمتد أمامها.
شعرت بأنها كانت منغلقة جدًا داخل قصر فان دراغون، لدرجة أنها لم تقدر جمال العالم الخارجي.
لمعت عيناها وهي تستوعب مدى اتساع العالم وسحره، إذ تفتح لها الأفق على إمكانيات جديدة وآفاق لم تتخيلها من قبل. كان هذا المكان يمثل لها بداية جديدة وفرصة لاكتشاف ذاتها وقوتها الكامنة.*
"فلنتحدث قليلا.." *يقاطع ألين حبل أفكارها وينظر لها مبتسما بينما نظرت له بارتباك*
"نحن لم نستطع التحدث جيدا الليلة الماضية لأن أولئك الحراس اكتشفوا أمري وأضطررت للهروب قبل أن تتسنى لنا فرصة التعرف على بعضنا أكثر...
اريد ان اعرف عن سحرك! . سمعت ان الفان دراغون يمتلكون انواع سحرية فريدة وغير شائعة..
أشعر بالفضول لمعرفة نوع سحرك ومزاياه..
* لم يسعها سوى أن تجد حماسه محببًا ومعديًا.
بدا لها مزعجًا في البداية، لكنها الآن ترى في حماسه دفئًا وحيوية تلامس قلبها، مما جعلها تشعر بأنها ليست وحدها في هذه الرحلة الجديدة. كان حماسه يشعل في داخلها شغفًا واستمساكًا بالحياة التي تنتظرها..*
"سحر الشفق.. انا استخدم سحر الشفق" *تقول هي بينما تنظر نحوه.
لم تتوقع هي ردة فعل منبهرة لان سحرها لم يكن بتلك الروعة مقارنة بما يمتلك اخوتها و أخواتها. إذ كان امتلاك نوع غريب من السحر أمرا عاديا في العائلة ولا يشكل اي تميز *
*اتسعت عينا ألين باندهاش وإعجاب، وقال بحماس أكبر*: "سحر الشفق!
هذا مذهل! لم اسمع عنه من قبل! . يمكنك أن ترييني بعضًا من قدراتك؟"
*كانت نظرته مليئة بالإثارة والتقدير، مما جعل هاناسيا تتفاجأ بحماسته الشديدة، واحمرت وجنتاها بخجل غير معتاد.
لقد كانت دائمًا واحدة من أولئك الذين تم عزلهم عن العائلة، ووضعت ليعيشوا في الظل، بعيدًا عن الأنظار والاهتمام.
لم تتلقَ من قبل أي صفة امتنان أو تقدير، باستثناء من أخيها الأكبر الذي كان وجوده بمثابة بريق الأمل الوحيد في حياتها.
لكن الآن، وهي تقف أمام ألين، الذي يملأ عينيه الإعجاب والتقدير، شعرت بشيء مختلف تمامًا.
كان تلقي التقدير من أخيها يجعلها سعيدة، لكن تلقي الثناء من شخص غريب تمامًا عنها منحها شعورًا لا مثيل له.
كأن العالم بدأ يعترف بوجودها وقيمتها.
شعرت بدفء لم تختبره من قبل، وكأن كلمات ألين وحماسته أشعلت بداخلها نورًا جديدًا، ليغمر قلبها بالأمل والاعتزاز.*
مدت هاناسيا يدها وأغمضت عينيها، لتتشكل أضواء بنفسجية اللون تلقي بوهجها الساطع على الأرض الثلجية البيضاء، مما جعلها تبدو ساحرة وجذابة. ركزت هاناسيا المانا على راحة يدها، وجمعت ذلك الضوء لتشكل كرة سحرية توجهها نحو كومة من الثلج. أطلقت الكرة السحرية عليها، مما تسبب في انفجار تلك الكومة وتطاير حبيبات الثلج في الهواء. كان الانفجار بعيدًا بما يكفي حتى لا تتناثر حبيبات الثلج عليهم.
كان هذا مما علمها إياه أخوها: تركيز المانا والانطلاق، وهو من الأساسيات التي يجب تعلمها منذ الصغر. شعرت بالثقة أكثر بنفسها وهي ترى نتيجة تدريبها وجهودها،
كانت نظرة الإعجاب في عيني ألين تزيد من شعورها بالاعتزاز والقوة، وكأنها أخيرًا تستطيع أن تظهر للعالم قدراتها الفريدة*.
"مذهل!. هذا متوقع من غريمتي.. ان سحرك رائع جدا" *قال هو بحماس بينما نظر لآثار الانفجار وشعر ان عزيمته تزداد*
"واه.. هذا يجعلني أرغب في التدريب والتدريب أكثر حتى أصبح اقوى! ... انا لن اخسر ضدك.. هاناسيا".
*يقول الين بينما أظهرت عيناه شرارة العزيمة والتفاني مبتسما لهاناسيا مما جعلها تقابل ابتسامته بابتسامة خجولة مع احمرار خافت في وجنتيها *
"سنرى.. ألين"
*ذهب ذلك الارتعاش والتوتر.
شعرت وكأنها تستطيع أخيرًا ممارسة سحرها بثقة وحرية. وجوده بجوارها أضفى عليها شعورًا بالطمأنينة والدعم، مما جعل طاقتها تتدفق بسلاسة وقوة.
لم يعد الخوف يقيدها، بل تحررت من قيودها القديمة، وبدأت ترى إمكانياتها الحقيقية تتجلى أمام عينيها*.
بينما كان الاثنان منشغلين في استكشاف مهارات بعضهم وألين الذي بدأ لإظهار سحره الناري بينما تراقب هاناسيا باهتمام كان هناك شخص يراقبهم من بعيد.
"هممم.. فان دراغون اذن" *يتمتم الرجل المجهول بينما يقف من بعيد ويراقب الاثنين *.
*******************
في هذه الاثناء:قصر فان دراغون.
في متاهات قصر فان دراغون، ترددت خطوات آيزر بين الأروقة الباردة، يتبعه زاكارياس، كأنها تصدح بالوحشية التي يحملها كل حجر في الجدران.
على جانبي الرواق، تعلو لوحات تمثل أسلاف العائلة الذين حققوا إنجازات عظيمة، كل لوحة تروي قصة انتصاراتهم التي أدت بهم إلى المكانة التي يحتلها الآن أفراد عائلة فان دراغون.
لم تكن هذه العائلة تهتم بالطرق الأخلاقية في السعي نحو المجد، بل كانوا يسعون دائمًا لتحقيق رغباتهم الشخصية، وأسمى هذه الرغبات كانت القوة. لم يكن لديهم أدنى اهتمام بالقيم الأخلاقية، فبالنسبة لهم، كانت القوة هي الغاية والوسيلة لتحقيقها.
وكما يقتل الوحوش في البرية ليؤكدوا هيمنتهم ويفرضوا سيطرتهم، كان أفراد عائلة فان دراغون يسعون للسيطرة على المنطقة وإزاحة كل من يقف في طريقهم، وهم يستعينون بدماء التنانين كوسيلة لتعزيز قوتهم ووحشيتهم.. مثل وحش مفترس حقيقي.
لقد أظهر الوسط الارستقراطي تخوفه من الأهداف و الرغبات الخفية للعائلة ولكن سيكون من الصعب تحديهم نظرا للقوة التي يمتلكونها حاليا.
بينما ينزل آيزر في الدرج، تتردد صدى خطواته في الرواق المظلم،تعبيره رواقي ولا يظهر أدنى إشارة لمشاعر الترقب.
على عكس زاكارياس الذي ازداد توتره مع كل خطوة يخطوها مع والده.
تتلألأ الشموع المعلقة على جانبي الرواق وكأنها نجومٌ صغيرة تنير الطريق المظلم الذي يقوده نحو الغموض والخفايا.
ترتفع روائح العتمة والسرية مع كل درجة تنزلق بها، تعكس متاهات القصر الخفية والمظلمة.
عندما يصل أسفل الدرج، ينظر آيزر و زاكارياس إلى الباب العتيق الذي يحرسه حارسان متمرسان من أكثر رجاله تفانيا وولاءا. يستل مفتاحه الخاص، وهو عبارة عن مصنوع بعناية شديدة يبدو أقدس مما يمكن أن يتصور.
بعناية يضع المفتاح في القفل، وكأنه يداعب النجمة الأولى في سماء مظلمة، وعندما يدور المفتاح بالقفل، تتدفق المانا الغامضة وترسل قشعريرة في جسد الحارسين و كذلك آيزر رغم ان ثلاثتهم معتاد على الشعور بهذه المانا التابعة من الغرفة الا ان القشعريرة التي يشعر بها آيزر كلما فتح الباب تتكرر في كل مرة حتى أن زاكارياس شعر بهذه القشعريرة التي مرت على كامل كيانه.
عندما يكشف الباب المفتوح عن الغرفة الفسيحة.
في قلب الغرفة، يتوسط حجر سحري ضخم يشع بالطاقة السحرية الفريدة، ويبدو كمصدر لنبضات الحياة والقوة في هذا العالم المظلم.
تتراقص الأضواء الملونة حول الحجر السحري، وكأنها تروي قصةً قديمة عن تنين الحدود وقوته الخارقة.
يرتفع الطاقة من الحجر بشكل متألق، ملونة بألوان متعددة تشع بالحياة والقوة.
يبقى زاكارياس يتأمل الحجر السحري بتركيز عميق، يشعر بوهج الطاقة يتسلل إلى داخله، ويشعر بالتواصل العميق مع جوهر تنين الحدود وما يمثله من قوة وسرية.*
"ابي... هذا الحجر.. هو"، *تعثرت كلمات زاكارياس بينما نظر للحجر القرمزي الهائل الذي يبعث المانا في كل ارجاء الغرفة*
"بالفعل، هذا الحجر السحري هو السجن الذي يحتجز روح التنين داخله، متربعًا في انتظار اختيار مضيفٍ ينتمي لعائلتنا. فقط الشخص المنتخب بعناية، الذي يستحق أن يكون خليفة التنين، سيكون قادرًا على استخدام القوى الخارقة التي تحملها هذه الروح القديمة... وانت يا زاكارياس سؤقيم عليك طقوس الاختيار الآن "
*يقول آيزر بينما يبتسم ابتسامة مريبة يسودها الهوس بروح التنين *
___________________
نهاية الفصل الثالث ❤️
اتمنى ان ينال اعجابكم.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon