NovelToon NovelToon

رحلة الحب في ظل الإيمان

حياة ( 5 / 1 )

...قلب مؤمن بين وتر الإيمان...

...وكم حدث من الأحداث حتى بعد إسلامها وهي لا تزال في التاسعة من عمرها، حتى كبرت وفهمت وختمت القرآن....

...ينير ووجهها كالبدر، حتى ارتدت عباءة وهي لا تزال صغيرة لتستر نفسها من امتحان الدنيا هذا....

...وفي أحد أيام الأربعاء من شهر أغسطس، غادرت منزلها لتذهب إلى الحضانة التي تعمل فيها. كانت في كل مرة تحمد الله وتستغفر وتقرأ سورة الفلق والناس لتحمي نفسها وتحفظها من كل سوء....

...أرادت أن تعبر الشارع الآخر حتى لا تمر بالنادي المليء بالنساء المكشوفات والرجال الذين لا يخافون الله. لكنها لم تستطع ذلك لأنه كانت هناك سيارات شرطة في الشارع للتحقيق...

...تنهدت وبدأت في قراءة آية من سورة الطلاق وهي تمر بهذا النادي:...

...وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (سورة الطلاق: 2-3)....

...ثم قال لها إحدهم الذي كان مستند على الحائط: تعالي إليّ، ايها الجميلة....

...سارت فداء بسرعة حتى وصلت إلى الحضانة. مرت ساعتان منذ وصولها. ذهبت لتشرب الماء في مطبخ المربيات فرأت رجلاً عجوزاً مع شاب. ثم جاءت الأخت الكبرى وقالت لفداء: أعرفك على السيد هاشم والسيد ثابت...

...فسلمت عليهما فداء من بعيد، فقال هاشم: في الحقيقة كنت أتي من اجلك يا آنسة فداء. لقد سمعت الكثير من المديح من الأخت نوال عنك، لذلك أردت التعرف عليك. ...

...وبعد نصف ساعة من الحديث سألها هاشم عن طريقة عملها، فبدأت تروي: أعلم الأطفال اللغة العربية وأعلمهم القرآن. كان الشاب ووالده يستمعان إليها بكل سرور، فطلب هاشم من فداء أن تعمل لديه كمربية للأطفال في منزله....

...لمعت عيون فداء بسعادة، فنظرت إلى الأخت نوال، لكن نوال ردت عليها قائلة: لن أتدخل، افعلي ما يسعدك. فقال ثابت وهو يخرج بطاقة ويضعها امامها.» اتصل فقط عندما تكون قد اتخذت قرارك!«...

...ثم غادر هاشم وثابت، فظلت فداء تنظر إلى البطاقة التي على الطاولة. أرادت أن تلمسها لكنها لم تستطع. وكانت تفكر أنها ستطرد وتهان مثل كل مرة بسبب لبسها المستور. ...

...كان ثابت يقود السيارة في طريقه إلى الشركة. كان يتحدث مع والده ويقول: أليست جيدة يا أبي؟ أعتقد أنها ستصبح مربية رائعة لأطفال أخي معاذ....

...قال هاشم: نعم، أتمنى أن لا ترفض عرضي مثل البقية. فقال ثابت بحماس: «أنا واثق هذه المرة أنها ستقبل عرضك....

...في إحدى الفيلات، يستيقظ معاذ ويمسك بهاتفه ليرى كم الساعة. فيرى أن الساعة الثالثة بعد الظهر، نهض مذعورًا فأدرك أن جميع أطفاله الصغار ينامون بجانبه....

... ثم تنهد وحاول النهوض، فوجد ابنته الصغيرة تحتضن ساقه، فقال بصوت منخفض: يا إلهي متى سأتخلص من هذه الحالة؟...

...ثم ذهب للاستحمام فوجد حوض الاستحمام مليئًا بالمياه والألعاب. أصبح مزاجه سيئًا فخرج وأراد أن يلبس قميصًا. فوجد أزرار قميصه ممزقة، فأخذ يقول بغضب: تبا لكم يا أطفالي....

...ذهب إلى الغرفة ليوقظهم فوجدهم قليلي العدد، فبدأ يقول: عمر، سهى، حمزة، لينار،...... ...

...... لحظة، أين الخامس؟...

... فذهب للبحث عنه فوجد ابنه أيمن نائماً على الأريكة. ...

... ثم ذهب فحمله وأجلسه إلى جانب إخوته الأربعة....

...ثم أخذ أنفاسه ودعا أخته للبقاء مع أطفاله كعادته، وانتظر عشرين دقيقة حتى جاءت أخته نور وبقيت معهم. ...

... ذهب معاذ إلى الشركة ووجد أباه وأخيه ثابت هناك. استغرب وقال: هل من مناسبة؟ فأجاب هاشم وقال: نعم وجدت المربية المناسبة لأطفالك. سوف تعلمهم كل شيء في المنزل. ...

...فقال معاذ بخيبة أمل: لقد قلت لك يا أبي أنني لا أريد مربيات. يمكنني الاعتناء بهم بمفردي. فأجابه أبوه وقال: بل أنت تحتاج، لا يمكنك حتى صنع الطعام لأطفالك. هل تريدهم أن يموتوا من الجوع؟ ...

... فقال معاذ: ولكني رفضت ذلك. وافقت على كثير من المربيات التي احظرتموها لي، وكلهم سيئات. لن أستمع إليك بعد الآن. فأجابه ثابت قائلاً: لا، أنا واثق جداً من هذه الفتاة. إنها مهذبة...

...وتعرف الكثير عن آداب السلوك. حتى أنها تعمل في حضانة وتعرف كل شيء عن الأطفال....

حياة ( 5 / 2 )

...اسرار ...

...غادر هاشم مع ثابت ذاهبا إلى مكاتبهما، تاركا معاذ يفكر في الأمر الذي سيغير حياته. كان يفكر في أولاده وطباعهم،...

...عمر الصغير الذي يحتاج إلى رعاية كبيرة، سهى المشاكسة الذي تسبب كل يوم مصائب في المنزل، والكبرى لينار وأيمن اللذين يعودان دائمًا إلى المنزل والحزن يملأ وجوههم...

...أما حمزة فهو الوحيد الكتوم والذي لا يظهر على وجهه أي تعابير سواء كان سعيدا أو حزينا. يحاول أن ينسى والدته التي توفيت منذ ثماني سنوات، والذي تزوج بعدها والده من امرأة أنجبت له أربعة أطفال، ثم توفيت بعد أسبوع من ولادة عمر....

...ينشغل معاذ بعمله لدرجة أنه عين لهم أكثر من ثلاثين مربية، ولكن تحدث أشياء كثيرة تجعل معاذ يطردهم. طوال هذا العام، أصيب معاذ بخيبة أمل بسبب اختيارات والده للمربيات....

...في الفيلا ~ كان أيمن يقفز على الأريكة بينما نور تواسي عمر الصغير الذي ظل يبكي منذ رحيل والده. كانت سهى مثل كل مرة تفتح صنبور الماء في فوض الأستحمام حتى يفرغ في المنزل، أما لينار فكانت مريضة في غرفتها وحمزة في الحديقة يدخن سرا. ...

...اتصلت نور بأخيها معاذ وقالت له: لن أبقى مع أطفالك مرة أخرى من الآن فصاعدا. عد إلى المنزل بسرعة، سأغادر. لم تسمح نور لمعاذ بالكلام وسدت المكالمة في وجهه....

...تنهد معاذ، ثم أخبر السكرتيرة أنه سيغادر. قاد سيارته ذاهبا إلى الفيلا. وعندما وصل، تلقى اتصالاً من رقم غريب، فأجاب أثناء دخوله الفيلا: نعم، من معي؟...

... دخل معاذ إلى الفيلا فرآها مقلوبة. رأى ابنته سهى تحاول القفز من الطابق العلوي، فصرخ بها بغضب: سهى انزلي حالا!!، مالذي اراه؟ هل نحن في حديقة الحيوان؟ ...

... انصدم المتصل مما سمعه ولم يتمكن من الكلام. ...

...سمع جميع أبنائه صوته وهو يصرخ بغضب قائلا: ...

...الجميع يتجمع أمامي الآن....

...نسي معاذ أنه كان على اتصال مع شخص مجهول، فوضع الهاتف في جيبه وبدأ يقول لأولاده الذين كانوا متجمعين أمامه: ...

...يا لها من فوضى، ستعاقبون على هذا....

...تكلم حمزة وقال: لم أفعل شيئاً، فقاطعه معاذ قائلاً: «اصمت. ألست أكبرهم؟ أين كنت حتى لم ترى ما يفعلونه؟ ادرك حمزة انه قد نسي أن ينظف أسنانه حتى لا تتصاعد رائحة الدخان من فمه. فضل صامتا،...

... ثم بدأ معاذ يقول مرة أخرى: لماذا تتصل بي عمتكم وأنا في العمل وتقول أنها لم تعد تتحملكم، لماذا؟ ...

... إذن سهى تقول: كلهم ​​أشرار أريد أمي أين ذهبت؟ فقال معاذ بغضب: بالتأكيد ستتركك والدتك بسبب تصرفاتك الغير مهذبة....

...قسى معاذ على ابنته بقوله هذا فصمت لحظة....

... فتحدث المتصل وقال: ألمعذرة لسماع محادثتك ولكن اتصلت من أجمل العمل في المجال ك مربية أطفال السيد العمادي....

...سمع الجميع ما قالته، ثم أخرج معاذ الهاتف وقال: أعتذر على فضاضتي يا آنسة. يمكنك البدأ منذ الغد، فقالت فداء: شكرآ ايها السيد، ولكن لدي شرط واحد فقط. فقال معاذ وهو ينظر إلى أولاده بانزعاج: تفضلي. ...

...فقالت فداء: أريد أن يكون معنا أحد أثناء الدروس وأثناء عملي مع الأطفال. لم يفهم معاذ قائلاً: المعذرة، لم أفهم. فقالت فداء بوضوح: لا أريد أن أكون وحدي مع الأطفال. ثم معاذ: بالتأكيد . ...

...اتفقوا معاذ وفداء على المكان والزمان، فأغلقوا الخط. ثم التفت معاذ فوجدت ابنه حمزة يقول: لا نريد مربيات يا أبي. فقال معاذ بغضب: بل أنت في حاجة إليها. حتى أنني سأجعلها تقسوا عليكم عندما تأتي. سوف يتم تأديبكم...

حياة ( 5 / 3 )

...عندما يلتقي القلبان...

...في صباح أحد أيام الربيع الجميلة، وقفت فداء أمام المرآة لتتأكد من أن ملابسها على ما يرام. ثم توكلت على الله وخرجت من البيت. مرت بالعديد من الشوارع فاستغرقت ثلاث ساعات للوصول إلىالمدينة....

...كانت متعبة، لكنها واصلت السير لمدة ساعتين أخريين حتى وصلت إلى فيلا كبيرة بعيدة عن المنازل الأخرى، تقريبًا بين الغابة والحدائق. استغرق الأمر منها خمس دقائق حتى تلتقط نفسها، ثم طرقت الباب، ففتح لها كبير الخدم حكيم الباب ليرحب بها مع جميع الخدم....

...اندهشت عندما رأت جمال الفيلا من الداخل فقالت: "اللهم بارك"، فقاطعها كبير الخدم وقال: "هيا يا آنسة، من هنا...

...ثم طرق أحد الأبواب". فسمح له معاذ بالدخول.ثم أراد أن يغلق الباب، لكن فداء قالت: لا تغلقة من فضلك، فنظر حكيم الى معاذ بعدم فهم،...

...فقال معاذ: افعل ماقالته لك الأنسة.ثم رحل حكيم وترك معاذ والآنسة فداء وحدهما. قال معاذ: "أرجوك اجلسي"، فجلست فقال معاذ مجددا: "أنا سعيد لأنك أتيت يا آنسة. في الواقع،...

...أود أيضًا أن أعتذر عن وقاحتي بالأمس. "...

...فقالت فداء: لا، أرجوك لا تعتذر. ثم جلس معاذ في المكتبة وقدم ملفاً كاملاً للسيدة فداء. لكن فجأة فتح أحدهم الباب وقد كان حمزة. ثم دخل تحت نظرات والده الغاضبة. وقف أمام فداء وقال بحقد: نحن نكرهك، اخرج من منزلنا. ابتسمت له فداء قليلاً وقالت بهدوء: حسنًا، أنت بالتأكيد الأكبر بينهم لأنك شجاع....

...نظر إليها حمزة وفقد أعصابه وقال: لا تقولي ذلك، أنت مثل البقيه. "أنت فقط تريدين أموال والدي." نهض معاذ بغضب فقال لحمزة: اصمت، اذهب إلى غرفتك....

...ثم تكلمت فداء وقالت: حسنا، ماذا لو قلت لك أنني لا أريد المال؟ فنظر إليها معاذ بدهشة فأجاب حمزة: كاذبة، كاذبة...

...فجأة صفع معاذ حمزة على وجهه وقال: اذهب إلى غرفتك. انصدمت فداء من تصرف معاذ وعجز لسانها عن النطق. بدأت الدموع تتدفق من عيني حمزة الذي احتقر فداء بنظراته وغادر المكتب. ثم قال معاذ معتذرًا: "أعتذر عن وقاحة ابني، لكنهم لا يتحملون قدوم المربيات إلى هنا"....

...وبينما كان معاذ وفداء يتحدثان سمعا صوت كسر، فغادرا المكتب ليروا ما يحدث. رأوا سهى تكسر في الصحون. ...

...وضع معاذ يده في حرج على وجهه من تصرفات أبنائه، فتقدمت فداء فجاة ووقفت أمام سهى وقالت: اهذا الذي يستحقة والدك؟ ...

... غادر جميع أطفاله غرفهم ونظروا إليها وهي تتحدث بهدوء إلى سهى. توقفت سهى عما كانت تفعله وبدأت تنظر إلى والدها وقالت: لا، أنا أحب والدي، فقالت فداء: إذا لماذا فعلتي هذا الشيء ايتها الآنسة الجميلة...

... لمعت عيون سهى وقالت: أنا، أنا آنسة جميلة؟ ابتسمت فداء وقالت: نعم أنت آنسة جميلة، ومثل هذه الأمور لا تليق بفتاة مؤدبة مثلك. ابتسمت سهى فجأة وعدلت ملابسها وقالت: حقاً، وماذا تفعل الأنسات الجميلات؟ ...

...فقالت فداء: يفعلون كل شيء، كالدراسة، وهن خجولات ورقيقات التصرف. ثم نظرت سهى بنظرة حزينة وقالت: ولكنني لم أعد آنسة جميلة....

... ثم اعتذرت سهى من فداء، ثم قالت فداء: كلا، انت لازلت اجمل انسة . لكن، ألا يستحق والدك اعتذارك هذا ايضا. ...

...ثم سارت سهى بخطوات بطيئة حتى وصلت إلى والدها. انحنى معاذ مندهشا من تغير ابنته سهى بهذه السرعة، ثم أمسكت بيدي والدها وقبلتهما قائلا: أنا آسف، أحبك ياابي. احتضن معاذ ابنته فرأى فداء تنظر إليهم والابتسامة على وجهها....

... فابتسم لها ونهض وقال لكل أولاده أن يقفوا أمامه، وبالفعل وقفوا جميعاً أمامه، كلهم معاً. فسأل قائلاً: أين لينار؟ قالت سهى: إنها مريضة منذ الأمس. فقال معاذ: اذهبي ونادها. ...

... وبالفعل ذهبت سهى إلى غرفة لينار في العلية وأيقظتها من نومها قائلة: أبا، استيقظي، والدي نادى عليك، بسرعة. ثم غادرت سهى الغرفة فنهضت لينار من سريرها المبلل. ذهبت وغسلت جسدها بسرعة وغطت سريرها باللحاف. ثم ارتدت فستانا طويلا على غير العادة ونزلت فرأت امرأة واقفة بجانب والدها. وقفت بجانب إخوتها وبقيت صامتة. ثم قال معاذ: اسمعوا جميعا. الآنسة فداء هي مربيتكم الجديدة. لا أريد أي شكوى أو اعتراض. ثم قال الجميع حسنًا، فقال معاذ متوجهًا إلى فداء: آنسة فداء أعرفك. ...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon