NovelToon NovelToon

بعد منتصف الليل

"احذر من سكون الليل فما هو إلا سكون الموت"

في اسطنبول..

"عند الساعة الثانية صباحا.."

"احذر من سكون الليل فما هو إلا سكون الموت"

في احد الأزقة يسير رجل مخمور مترمياً يمينا ويسارا وفي يده زجاجة نبيذ كبيرة وفجأة باغته احداً من الخلف وغرس السكين في رقبته اطاح برأسه بعيداً.

وقف ذلك الشخص ينظر الى رأس الرجل المتدحرجة في الارض ويبدو عليه من حركات جسده السعادة.

غادر ذلك الشخص الزقاق وذهب الى بيته، فخلع ملابسه المجسمة السوداء الغريبة، ثم دخل الى المغطس واغمض عينه كما لو ان شعور  الراحة النفسية يغمره.

"عند الساعة العاشرة صباحا.."

الشرطي علي: الضحية رجل يدعى توفيق عزيز في عمر الخامسة والثلاثين متزوج ولديه ابن صغير عمره خمس سنوات وهو رجل عاطل،  ومدمن كحول.

المحقق ليفانت:

_يجب التحقيق مع اسرة الضحية، ارسل لهم لكي يأتوا.

صوت احد يركض....

الشرطي:

_سيدي سيدي!!!!

المحقق ليفانت:

_ما الأمر يا جسور؟

الشرطي جسور:

_لقد وصل هذا الفيديو الى قسم الشرطة اليوم.

بدأ الثلاثة يشاهدون ما بداخل ذلك الفيديو.

وجه القاتل الكاميرا نحوه وقال:

_كيف حالك ايها المحقق؟؟ معك مالافيسنتا، مممم في الحقيقة انا لا احب المقدمات لذلك سأدخل في صلب الموضوع، انا لست قاتل انما انا احقق العدالة التي تعجزون انتم عن تحقيقها، لم يأخذ ذلك الحثالة دقيقة من وقتي في قتله، بل كان الامر سهل جدا، ليتكم تهتمون بالأمر كما اهتم انا، انتم لا تفرقون شيء عنه انتم مثله حثالة في هذا المجتمع.

والأن سأترككم امام شيء ممتع لا تنسوا الاستمتاع.

وفجأة تبدلت ملامحهم الى الذعر، لقد ارسل القاتل فيديو له وهو يسير خلف الضحية وكيف قتلها!!

"قبل يومان من الجريمة.."

الرجل المخمور:

_هيا اعطني المال قبل ان اقتلك ايتها المزعجة.

الطفل الصغير:

_ارجوك دع امي يا ابي...ارجوك.

الرجل المخمور:

_ان لم تعطني المال سأبيع ذلك المزعج الى اي عائلة ستدفع لي الكثير من المال لكي  اشتري لي ذلك النبيذ الرائع.

احضرت الام لذلك الرجل كل ما تتدخر من المال واعطته اياه، فألقى بالطفل في حضن الام، وخرج.

الطفل:

_امي الان  اخذ ابي كل ما نملك  من المال، هل يعني ذلك انكِ ستعملين كثيراً غدا حتى تحصلي على المال مرة اخرى؟ وهل سيأتي  ابي وهو غاضب مثل كل ليلة؟

استمعت الام الى كلام طفلها بألم وقالت:

_لا تقلق يا صغيري، فكل مر سيمر.

عاد الرجل في تلك الليلة غاضب جداً، لأنه خسر المال في لعبة القمار، وعندما رأى زوجته امسكها وظل يضربها بقوة ومع ذلك لم تخرج الام صوت حتى لاتخيف الطفل.

ظلت الام تبكي حتى جاء الصباح.

"قبل يوم من الجريمة..."

كانت الام تجلس تبكي على احد المقاعد في حديقة صغيرة، فمر بجانبها رجل غريب وسمعها تحكي كل ما حدث لها الى وردة بجانبها كانت تسقيها كل يوم عندما تأتي.

وكان ذلك الرجل هو مالافيسنتا القاتل.

وانتم تعلمون الباقي...

استيقظ ويل وقام بتحضير طعام الفطور وشغل التلفاز ليستمع اليه، لأنه لديه عادة وهي تناول الطعام اثناء مشاهدة التلفاز، فبدأ يستمع الى الاخبار والتي تحدثت عن ذلك الرجل.

فقام بتغيير القناة، وظل ينتقل بين القنوات فوجدها جميعها تتحدث عن مالافيسنتا، فشعر بالملل من ذلك فأغلق التلفاز.

وقام بتغيير ملابسه وارتدى قميص ابيض و بنطال كلاسيكي اسود وامسك حقيبته وراجع الاشياء التي يجب وضعها وعندما انتهى من ذلك اخذ مفتاح سيارته وانطلق بها الى الحرم الجامعي.

كان ويل شاب في الثلاثون من عمره، ويعمل في كلية الطب محاضر.

اليوم تحقق حلمها واصبحت تدرس في كلية الطب قسم الجراحة العامة بالتحديد.

كانت ايفا فتاة من عائلة متوسطة وقد جائتها فرصة عمرها وقررت ان تستغلها، حصلت ايفا على منحة للدراسة في تركيا وبالتحديد اسطنبول، فودعت اهلها وكان هذا اصعب شيء حدث لها إن لم يحدث في حياتها وهذا بسبب انها فتاة انطوائية، لم تستطيع ان تكون صداقات هنا في بلدها، فكيف لها ان تسافر للدراسة في الخارج ومع ذلك تشجعت، وسافرت من مصر الى تركيا بهدف الدراسة.

دخل ويل بسيارته الى الكلية وفي نفس اللحظة دخلت ايفا الى الكلية سيرا على اقدامها.

كانت ايفا خائفة جدا مما ستواجه في يومها الاول وغير ذلك لا تعرف مكان قسمها وهى الان مضطرة الى سؤال احدهم عن مكانه.

اوقف ويل السيارة ونزل وبدأ يسير في اتجاه بصمة الحضور لكي يسجل حضوره.

"بعد مرور خمس دقائق.."

انهى ويل تسجيل البصمة،  وخرج من ذلك المبنى، ونزل الي  فناء الجامعة  واثناء سيره تجاه مبنى الصفوف الاولى وجد ايفا تجلس وحيدة وقد لاحظ توترها وخوفها وكذلك تعرق جبينها.

فتقدم نحوها وقال:

_لماذا انتِ خائفة هكذا؟؟

نظرت إليه ايفا نظرة خاطفة وعادت لتنظر الى الارض مرة أخرى، وقالت وهى تشعر بالاحراج:

_انا اريد الوصول الى الصف الأول قسم الجراحة العامة ولا اعرف الطريق اليه فهل ارشدتني؟؟؟!

نظر لها ويل بتفحص ثم قال:

_انك غريبة عن هنا..صحيح!

فقالت ايفا:

_هذا صحيح.

فقال ويل:

_من اين انتِ؟

فقالت ايفا:

_من مصر!

فقال ويل:

_ بلد الفراعنة هذا رائع حقا !!!

Firavunların ülkesi gerçekten muhteşem!!!

فضحكت ايفا على استحياء وقالت:

_شكرا لك.

فقال ويل:

_المحاضرة الاولى تبدأ في خلال عشر دقائق، هيا تعالِ كي ارشدك الى القسم.

صارت ايفا خلفه تتبعه الى القسم وعندما وصلوا قال ويل:

_ربما نكمل الحديث عن مصر في وقت لاحق انسة...ما اسمك؟

نظرت اليه ايفا بإستحياء وقالت:

_اسمى ايفا واشكرك على ارشادي.

قالت ايفا ذلك ثم هرعت الى القسم قبل ان تسمع حتى ما كان سيقوله ويل.

ضحك ويل عليها ثم قال:

_هذا المجتمع المتوحش لا يليق بمثلها هنا.

مر اسبوع وكان الوضع طبيعي جداً.

"حتى هذا اليوم 11/11/2030..."

"يوم 6/11/2030.."

دخل دكتور يدعى سلطان ذو سمعه سيئة بين الفتيات في تلك الكلية حيث لقبوه ب"المنحرف" بينهم وبين بعض، وكان يعطي الى ايفا احدى المحاضرات ولكن في هذا اليوم رأى سلطان ايفا  "ذات الشعر الاحمر الجميل والرموش الحمراء الرائعة والعيون الخضراء الساحرة والقوام الرشيق المذهل والنمش الجذاب الملفت" ، وقرر ان تكون تلك ضحيته الجديدة، ولكنه لم يكن يعرف كيف يجعلها تأتي له بقدمها.

"وفي  اليوم التالي 7/11/2030.."

دخل الى المحاضرة وظل ينظر كثيراً الى ايفا يحدد شخصيتها من سلوكياتها وافعالها، وقد ادرك انها انطوائية جداً، وبالتالي فهى شخص مناسب جداً له.

"وفي اليوم التالت 8/11/2030.."

لم تفهم ايفا منه شيء  معين وقررت ان تذهب اليه في مكتبه وتسأله، ففرح سلطان جداً وامرها بالجلوس، بعد ان ارتسمت على وجهه ابتسامته خبيثة وتحرك من مكانه وسار نحوها وبدأ يشرح لها في البداية ما تريد ولكنه تمادى واقترب منها اكثر فأكثر فإبتعددت عنه ايفا بسرعة وصارت نحو الباب فمنعها من الخروج واعادها الى قلب غرفة المكتب مرة اخرى، فلم تجد ايفا مفر غير ان تمسك بتلك المزهرية الموضوعة فوق المكتب وتضرب بها رأسه دفاعاً عن نفسها وفتحت الباب وركضت بسرعة واذ بها لا ترى وتصطدم في جسد ويل.

فقالت دون ان تهتم:

_اعتذر جداً وغادرت مسرعة.

فنظر لها ويل وقال في نفسه:

_لماذا تبدو هكذا مثل الهاربة من شيء؟؟ ولماذا تبدو هكذا من الاساس؟؟؟

غادرت ايفا المبنى وذهبت للجلوس وحدها تبكي في صمت، وفي نفس الوقت ذهب ويل الى مكتبه وعندما نظر الى الاسفل وجد ايفا تجلس وحدها وتبكي بحرقه وقوى.

ومع ذلك لم يفعل شيء وتركها وحدها تهدأ.

"في اليوم التالي 9/11/2030.."

وجد ويل ايفا تجلس وحدها فذهب اليها وقال:

_هل يمكننا التحدث قليلاً يا ايفا؟

نظرت له ايفا بخوف وقالت:

_اعتذر يجب ان ارحل، لدى محاضرة الان.

فأمسك يدها ويل، فسحبت ايفا يدها بسرعة وقالت:

_من انت لتفعل ذلك؟؟؟؟

شعر ويل بالاحراج وقال:

_اعتذر انا فقط اردت ان اخبرك بأنه يمكنك اخباري بكل ما تريدي، فأنا اشعر انني استطيع مساعدتك.

نظرت له ايفا بحزن شديد وركضت بسرعة الي خارج الكلية حتى انها لم تحضر المحاضرة الاخيرة.

في اليوم التالي"10/11/2030..."

امسك ذلك الحقير سلطان ايفا وهددها ان لم تقوم بتنفيذ اوامره سيقوم هو برفع قضية عليها وسيتهمها انها ضربته متعمده قتله دون دليل واضح ضده انه حاول ان ***** بها، غير ذلك لن تنجح في مادته مدى الحياة، وسيقوم بإنهاء منحتها الحكومية فورا.

وانهى كلامه بقوله:

_فكري وان وافقتي تعالي الى هذا الفندق الليلة بعد منتصف الليل.

فخرجت ايفا من مكتب ذلك الحقير وهى تتنفس بصعوبه بالغة.

ذهبت ايفا الى مكانها المعتاد وجلست تبكي، كان ويل يمر في تلك المنطقة لكي يسقي الورد هناك، وبينما هو يسقي اذ به يجد ايفا تبكي بقوة فترك ما في يده وذهب اليها وجلس بجانبها

وقال:

_ايتها النجمة الزرقاء من سلب  بريقك منكِ؟؟

نظرت له ايفا وقالت:

_عدني انك لن تخبر احدا اولاً.

نظر ويل الى عيناها وقال:

_اعدك انني لن اخبر احد بما ستقوليه ولو وضع السكين على رقبتي فهذا سيظل بيننا فقط.

حكت ايفا الى ويل كل شيء، قبض ويل على يده وقال:

_عديم الشرف!!!!!

فأمسكت به ايفا وقالت :

_ارجوك لا تقحم نفسك في المشاكل لأجلي ، بل دلني على حل انهي به الامر .

نظر لها ويل وقال:

_لن تذهبي الى اي مكان وهذا اولا ، ثانيا اختفي من الوسط لمدة ثلاثة أيام على الاقل.

قالت ايفا بتردد:

_حسنا اتفقنا، شكرا لك يا دكتور......صحيح ما اسمك؟

قال ويل بهدوء:

_ويل!!دكتور ويل!!

فقالت ايفا:

_حسنا دكتور ويل سأذهب الى السكن الان والى  اللقاء بعد ثلاثة ايام.

غادرت ايفا الكلية وهي تثق في ويل.

ذهب ويل الى مكتب ذلك الحقير وفتح الباب دون ان يطرق.

فقال سلطان مستفزا اياه:

_ألم يعلمك اباك كيف تطرق الباب قبل الدخول، يا لك من مزعج حقاً!!!

حاول ويل كظم غيظه وقال:

_ان لم تتوقف عن مضايقة الفتيات سأبلغ عميد الكلية، وانت تعلم الباقي.

تحرك سلطان بهدوء وقال:

_انا لا اخاف من ثرثرتك تلك، هيا اخبرني من اخبرتك بما افعل؟؟؟!

امسكه ويل من قميصه وقال:

_انت خسارة فيك العيش حقاً.

فقال سلطان ببرود:

_يا لك من بائس، تلك متعه يا غبي.

نظر له ويل بغضب شديد وقال:

_ان اقتربت من اي فتاة مرة اخرى سأقتلك يا حقير.

وانهى كلامه بضربه رأس قوية اسقطته ارضاً.

في مساء ذلك اليوم لم تغادر ايفا المكان مثلما طلب منها ويل ذلك.

"تيك تاك... تيك تاك...اصبحنا بعد منتصف الليل"

" في تلك الليلة 11/11/2030"

غضب سلطان بشدة بسبب جرأة ايفا وعدم قدومها مثل البقية ولذلك اقسم على تنفيذ تهديده غدا.

وخرج من الفندق وركب سيارته وانطلق بسرعة.

"تيك تاك....تيك تاك....دقت الساعة الثانية صباحا.. "

انفاس باردة تسير فوق الارض متلهفة للقاء ضحية اليوم، ومتشوقة الى تعذيبها، مالافيسنتا (الشر المطلق).

كان يسير مالافيسنتا في احد الشوارع المضيئة وفي يده سكين كبير ويخرج صفير صوته مخيف، وفجأة دخلت سيارة قادمه بسرعة الي ذلك الشارع، وفي نفس الوقت بدأت اضواء الشارع تنخفت حتى توقفت تماما، واصبح الشارع مظلم جداً، كانت تلك سيارة سلطان، اضاء سلطان مصباح سيارته وعندما عبرت السيارة منتصف الشارع، ضرب شيء غريب السيارة وكسر احد اضوائها وتوقفت، وهنا طرق الرعب ابواب قلب سلطان.

قال مالافيسنتا:

_احذر من سكون الليل فما هو إلا سكون الموت.

فقال سلطان وهو خائف:

_انا لم افعل شيء يا هذا، خذ كل ما املك، إلا حياتي ارجوك لا تقتلني.

نظر له مالافيسنتا وكأنه يضحك بشر من كل قلبه.

كان مالافيسنتا يرتدي ملابس غريبة سوداء تغطيه من فوق (عند رأسه) الى الاسفل (عند قدمه) فلا تظهر  اي ملامح من وجهه او جسده ابداً.

فقال بهدوء يرعب القلوب:

_انا احب ان اخذ كل ما يخاف الاخرين من خسارته، وسأخذ حياتك لا تقلق.

فقال سلطان:

_ارجوك لا تفعل فأنا لدي طفل اربيه.

فقال مالافيسنتا:

_ان كنت انت من يربيه فيجب عليك الموت حتى يربى الطفل في احسن حال.

قام مالافيسنتا بتقيد فمه و يده وقدمه وسحبه خلفه وهو يسير ويصفر صفير الموت.

وصل مالافيسنتا الى الحرم الجامعي وهناك نظر الى سلطان

وقال:

_دعنا الان نثبت الكاميرا لكي نري الشرطة فيلمهم المفضل....هيا.

بعد ذلك....

حاول سلطان الهرب ولكن مالافيسنتا لم يكن في مزاج للعب لعبة توم وجيري فأطلق سكين على قدمة فسقط ارضاً، فعاد مالافيسنتا الى سحبه مرة اخرى وهو يقول:

_الان ستدفع تمن افعالك القذرة يا هذا.

فقال سلطان بتوسل:

_ارجوك لا تفعل.

وضع مالافيسنتا سلطان على الارض وقام  بقطع عضوه ال****.

ارتفع صراخ سلطان ومعها ارتفع صوت ضحكات مالافيسنتا، والذي استمتع جداً.

لم يعد سلطان يتحرك ،فقد مات، فقام مالافيسنتا بحمله وتعليقه على مبنى الصفوف الاولى بالحرم الجامعي ليكون عبرة.

عاد مالافيسنتا الى بيته ونزل الى مستودع منزله الذي يدخل له عن طريق باب سري وخلع ملابسه السوداء واخذ منشفه وصعد الى بيته ودخل الى المغطس واغمض عينه.

"عند الساعة الخامسة.."

استيقظت ايفا وقامت بأداء صلاة الفجر وبعد ذلك فتحت هاتفها فوجدت رسالة من رقم غريب غير واضح تقول:

_لا يهمني كيف ستشكريني ما يهمني هو ان تهتمي بدراستك وتحافظي على نفسك.

مالافيسنتا.

صدمت ايفا... ولفت نظرها ان الساعة التي ارسلت فيها الرسالة

" الساعة الثالثة صباحا.."

بدأت ايفا تبحث عن حساب دكتور ويل على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد عناء وصلت اليه.

فأرسلت له رسالة تقول:

_صباح الخير دكتور ويل...اممم ما معنى هذا الكلام ؟؟انا لا افهم قصد ذلك الشخص ومن هو مالافيسنتا؟؟

كان ويل يتناول طعام الفطور وعندما لمح رسالة من ايفا، صدم ودهش ولكن عندما فتح الرسالة ورأها صدم اكثر ولكنه هدأ.

وارسل لها :

_ صباح النور ايفا...في الحقيقة مالافيسنتا قاتل يا ايفا..وانا لم افهم سوا انه يشجعك على الدراسة وحماية نفسك هذا كل ما في الامر...ربما.

قرأت ايفا رسالته وصدمت وارسلت له:

_قاتل!! راسلني قاتل!!!! وكيف علم رقمي؟؟؟ وعلى ماذا سأتشكره؟؟

ظهرت على ملامح ويل خيبة الامل وهو يرسل:

_هيا تعالِ  الى الكلية سنتحدث هناك.

ارسلت ايفا:

_لكن يا دكتور!!!

ارسل لها ويل:

_اعلم ما يخيفك ولكن يجب ان نتحدث، لا تقلقي لن ادعه يفعل شيء لكِ.

شعرت ايفا بالإطمئنان وقالت في نفسها:

_انه شخص رائع حقاً.

غادرت ايفا وذهبت الى الكلية وفي نفس اللحظة وصل ويل بسيارته، فدخل الاثنين معاً وهناك وجدوا الاثنين شيء لن ينسوه في حياتهم.

الشرطة محاوطة المكان وسلطان معلق ويسيل من جسده الدماء.

بدأت الفتيات تصرخ فأمر العميد بخروج جميع الطلاب من الحرم الجامعي، اما عن ايفا فقد كانت تنظر الى رسالة مالافيسنتا وجثة سلطان وتصرخ في اعماق قفصها الصدري.

استطاع ويل ان يمسك ب إيفا وقال:

_اياكي ان تنطقي بكلمة، لا تدخلي نفسك في مصيبة لن تخرجي منها، هيا غادري الى بيتك...هيا

قالت ايفا بذعر:

_هل يعني ذلك انه مات؟

فقال ويل بسخرية:

_لا يا عزيزتي فقد مل من النوم على السرير وقال: لأنام مقتول افضل.

ضحكت ايفا وقالت:

_وهل هذا منظر شخص نائم!!!!! ما هذا هل اثر ذلك على عقلك يا دكتور، يجب ان ترتاح قليلاً، فعقلك من الصدمة جن تقريبا.

نظر لها ويل بصدمة وقال:

_ان بقيتِ هنا اكثر سأجن منكِ.

فأخذها من يدها واخرجها وقال:

_لا تخبري احد ان مالافيسنتا ارسل لكِ رسالة.

قالت ايفا:

_لكنني اخبرتك صحيح!!!

قال ويل:

_انا احفظ سرك لكن غيري لا ارجوكي غادري.

كانت ايفا في حالة من الصدمة، تقول اشياء غريبة ولم تتوقف عن ذلك، لذلك اجبرت ويل على ان يعطيها ابرة مخدرة وينقلها الى مشفى الطوارئ في الحرم الجامعي.

بدأت الشرطة التحقيق في الأمر.

الشرطي علي: الضحية رجل يدعى سلطان مراد في عمر الاربعون، لديه طفل صغير عمره ست سنوات، جائت والدته واعطته الى الرجل وتخلت عنه وغادرت والأن وردنا خبر ان مالافيسنتا اخذ الطفل الى الميتم ليلة امس، وهذا هو فيديو الجريمة الذي ارسله مالافيسنتا يا سيدي.

المحقق ليفانت: هيا لنراه.

قام الشرطي جسور بتشغيل الفيديو.

مالافيسنتا:

_مرحبا ايها المحقق ليفانت والشرطيان جسور وعلي؛ الان ستشاهدوا طريقة قتلي لذلك الحقير ، اتمنى ان تستمتعوا مثلما استمتعت انا بقتله.

وانتم تعلمون الباقي.

chapter (2)

"بعد انتهاء مالافيسنتا من قتل سلطان وتعليقه.."

سار مالافيسنتا في الطريق الى بيت سلطان وهو يصفر صفير الموت، وعندما وصل الى بيت سلطان طرق الباب عدة مرات، حتى استيقظ الطفل ونزل الدرج لكي يفتح الباب.

قال مراد بنبرة خائفة:

_هل انت سبايدر مان؟

ضحك مالافيسنتا وقال:

_لا ان لست كذلك، انا مالافيسنتا.

قال مراد بنبرة بريئة:

_هذا صحيح فلباسك يختلف عن لباس سبايدر مان، ولكن ماذا تريد؟؟

قال مالافيسنتا:

_اريدك انت!! هيا تعال معي سأخذك الى مكان جميل.

قال مراد بنبرة قلق:

_لكن ابي قال لي ألا اذهب الى اي مكان من دون علمه.

فقال مالافيسنتا:

_هذا سهل اترك له رسالة بخط يديك انك معي، وهو يأتي الينا حينما ينتهي من عمله.

فقال مراد :

_ لكنني لازلت صغير وخطي غير جميل.

فقال مالافيسنتا:

_لا يهم اترك له رسالة مصورة بداخل تلك الكاميرا.

وبالفعل قام مالافيسنتا بتصوير مراد وترك الفيديو للشرطة في المنزل.

واخذ مراد وصار بجانبه في الطريق، ولكن مالافيسنتا كان سريع جداً، مما جعل مراد يركض خلفه واثناء ذلك سقط بقوة على الارض، وعندما رأى مالافيسنتا ذلك رق قلبه وحمله على ظهره وصار يدندن له بعض اغاني الاطفال حتى وصلا الى الميتم.

وهناك قال مالافيسنتا:

_ستطرق الباب وسيفتح احدهم لك الباب وستعطيه تلك الرسالة التي كتبها والدك، وهم سيقومون بالباقي وغادر.

كانت تلك الرسالة بالفعل من سلطان وقد كتبها تحت تهديد من مالافيسنتا قبل ان يقتله بدقائق.

فأمسك مراد يد مالافيسنتا وقال:

_ألن تأتي معي.

فقال مالافيسنتا:

_لا لن أتي هيا اذهب ولا تقول اسمي الى احد اتفقنا!!

بدأت عيون مراد ترغرغ بالدموع.

فقال مالافيسنتا مطمئناً اياه:

_لا تخف يا مراد انا سأتي اليك كل يوم.

فقال مراد بنبرة باكية:

_لا تتركني وحيد مثلما يفعل ابي معي يا مالافيسنتا.

فقال مالافيسنتا متظاهرا بالغضب:

_انا في النهاية لست والدك ابتعد عني، نفذ ما امرتك به هيا.

ترك مالافيسنتا مراد الباكي امام باب الميتم وغادر.

فتحت مديرة الميتم الباب لمراد وقرأت الرسالة التي معه والذي كان مضمونها:

_انا والد ذلك الطفل مراد وانا وبكامل قوتي العقلية اتخلى عنه واتركه عند باب الميتم للأبد.

شعرت المديرة بالحزن وامسكت مراد لتواسيه وادخلته الى غرفة بها تسعة اطفال في مثل عمر مراد هكذا، ورحبوا به بكل صدر رحب، عدا اثنين كانوا اكبر منه بسنتين تقريبا، تظاهروا بذلك امام المديرة فقط، وبعد مغادرتها عاملوا جميع الاطفال ب شر.

قام الاطفال بإرشاد مراد الى فراشه وعلى الرغم من دفئ الفراش إلا ان مراد شعر بالبرد به.

ظل مراد يبكي في صمت حتى غلبه النعاس ونام.

"نعود الى وقت التحقيق"

"في الصباح...وبالتحديد بعد اغماء ايفا.."

ويل بقلق:

_كيف نسيت ذلك؟؟؟ كيف!!!

استغل ويل انشغال المحققين بالبحث عن ثغرى في تلك القضية وقام بالتسلل الى مكتب سلطان للبحث عن اي شيء يخص ايفا واتلافه.

فقام بإرتداء القفزات في حالة قرروا رفع بصامات المكتب، وفتح الباب ودلف الى الداخل.

وبعد مدة قليلة ولكن غير بسيطة، استطاع الوصول الى فيديو ايفا وهي تضرب سلطان دفاعا عن نفسها والفيديو الاخر عندما قام بتهديدها.

فقام بحذف الاثنين من الجهاز و بحث ان اي نسخه اخرى مسجلة لم يجد.

بعد ذلك خرج بسرعة ونزل الى الاسفل.

تم تجهيز مكتب تحقيق في الحرم الجامعي، في البداية تم التحقيق مع جميع الدكاترة هناك وبعد رفع البصامات والتفتيش استطاعوا الوصول الى سجلات الضحايا، وبالتالي استطاعوا ان يستنتجوا لماذا قتل مالافيسنتا سلطان بتلك الطريقة البشعة.

"عند الساعة العاشرة صباحا.."

ويل:

_واخيرا استيقظتي يا ايفا.

ايفا وهي لا تزال مذعورة مما رأته:

_لقد قتله مالافيسنتا بسببي!!! انا السبب في موته!!!

ظلت ايفا تكرر ذلك حتى هدأها ويل وهو يقول :

_هذا غير صحيح!! انتِ لم تقتلي احد بالمرة يا ايفا، غير ذلك ما فعله مالافيسنتا هو الصواب، فأنتِ لم ولن تكوني اخر ضحياه وهو قتله لينهي شره.

ف

قالت ايفا:

_ولكن ربما يكون لديه طفل وهكذا سيكون قد مات ابوه بسببي !!

ويل بحزن:

_بخصوص ذلك هو لديه طفل حقاً، قد ارسله مالافيسنتا الى دار الايتام.

ظلت ايفا تبكي وتقول :

_اصبح يتيم بسببي!!! ....اصبح يتيم بسببي!!!

فقام ويل بإحتضانها وهو يقول:

_اهدئي يا ايفا ولا تخافي انا بجانبك.

شعرت ايفا بالأمان والاطمئنان بين ذراعيه.

ولكن ادركت نفسها سريعاً وابتعدت عنه.

ضحك ويل ثم قال:

_ألن نغادر يا ايفا ؟

فقالت ايفا:

_بلا دعنا نغادر.

قام ويل بإخراج ايفا من الباب الأخر بعيداً عن مسرح الجريمة حتي لا تتألم اكثر.

وقال:

_ايفا ما رأيك ان نشاهد فيلم معا في السينما؟؟

فقالت ايفا:

اعتذر دكتور ويل.

فقال ويل وقد شعر بالضيق:

_ لماذا تناديني ب دكتور ويل؟؟يمكنك مناداتي ب ويل فقد وإلا سيستدعي ذلك ان اناديكي بالطالبة ايفا.

فقالت ايفا وقد شعرت بالاحراج:

_هذا احترام لك!!

فقال ويل:

_انا لا ارى منكِ قلة احترام عند مناداتي ب ويل بل اشعر اننا اصدقاء.

فقالت ايفا:

_لكن نحن لسنا اصدقاء، وعلاقتنا غير قريبة لتلك الدرجة.

فقال ويل مداعبا اياها:

_لعلها تصبح كذلك من يدري.

شعرت ايفا بالخجل وقالت:

_اشك في ذلك، وكأنك تقول انه يمكن للقمر والشمس ان يظهران معا في نفس الوقت.

فقال ويل بحزن:

_لا تصعبي الامور يا ايفا هيا قوليها.

فقالت ايفا:

_اشعر انني متعبة هل يمكن ان تدعني اغادر؟

فقال ويل:

_ربما اذا انتهت الرسمية بيننا ادعك.

فقالت ايفا على مضض:

_حسنا ويل!

نظر لها ويل بسعادة وقال:

_هيا اذا دعيني اوصلك الى هناك.

قالت ايفا:

_لا داعي لذلك يمكنني الذهاب بسيارة اجرى.

شعر ويل ان ايفا لا تريده معها فقال وقد كسى وجهه الحزن:

_كما تريدي!

ركبت ايفا سيارة الاجرى وانطلقت الى السكن.

مرت الليالي وانتهى التحقيق ولم يستطيعوا ان يحصلوا على صغرى واحدة للوصول اليه.

قررت ايفا الذهاب الى مراد في دار الايتام، فلازمها ويل الى هناك.

_لماذا جئت معي يا ويل؟

_لا اريد ان اتركك وحد

_لماذا؟

_لا اعلم، شعرتُ انه ربما تصيبك نوبة هلع وتفعلي مثلما فعلتِ في السابق.

_لا تقلق لقد وعدتُ نفسي ان افعل اي شيء لتعويض ذلك الصغير.

_هذا رائع!! واخيرا وصلنا.

دلف ويل و ايفا الي الداخل وعندما رأهم مراد اختفت البسمة من وجهه.

_ظننتُ انه جاء الي!

ايفا:

_من تقصد ايها الصغير؟!

اقترب منها مراد وهمس في اذنها وقال:

_مالافيسنتا!

صدمت ايفا صدمة كبيرة.

_هل اخبرك انه سيأتي اليك؟

_نعم وانا صدقته لكن مع الاسف هو لم يأتي!

_ذلك الشخص في الواقع هو...

قطع كلامها ويل:

_هل انت سعيد هنا؟

_ابدا! انا اريد ابي!

صمت ويل ونظر الى السماء من النافذة.

_في الحقيقة ايها الصغير لقد مات والدك.

_ماذا تقولي انتِ!!!! اهذه مزحه!!!

_لا يا صغير.

ظل مراد يبكي، فحاولت ايفا ان توقف بكاءه لكنها فشلت، فأمسكه ويل وهمس الى اذنه بشئ لم تسمعه ايفا.

فتوقف مراد عن البكاء.

فقالت ايفا:

_ماذا اخبرته حتى توقف؟

قال ويل:

_هذا سر بين الرجال فقط.

ضحكت ايفا وقالت:

_يا لك من خبيث! وانا من ظننتك تكره الاطفال!

فقال ويل بحزن:

_هم لم يفعلوا شيء يستدعي لذلك.

فقالت ايفا:

_كأنني اشعر انك غريب في الفترة الاخيرة.

فقال ويل:

_ربما من يدري! هل نشاهد فيلم اليوم؟

فقالت ايفا:

_اعتذر فأنا لدي الكثير من الواجبات، اذهب مع حبيبتك اذا كانت متفرغة!

فقال ويل بسخرية:

_كلا ليس لدي من الاساس.

صمتت ايفا وكذلك ويل.

فقال مراد:

_متى سأغادر؟

فقال ويل:

_مع الاسف لا اظن انك ستغادر، الا اذا تبناك احد، مالافيسنتا مثلا!

فصرخت ايفا به وقالت:

_هذا مستحيل!!!!

فقال ويل:

_لماذا! اظنه تعلق به نوعا ما!

فقال مراد بنبرة بريئة:

_لن اذهب معه لأنني غاضب منه.

دخلت مديرة الميتم السيدة ناردين وقالت:

_هذا يكفي منفضلكم غادروا.

اعاد ويل ايفا الى السكن وانطلق عائداً الى بيته.

"تيك.. تاك.. تيك.. تاك... دقت الساعة الواحدة صباحا بعد منتصف الليل "

صار مالافيسنتا في شارع مظلم وهو يصفر صفير الموت.

وفي يده سكين يتلهف للقاء ضحيته الجديدة.

وقف مالافيسنتا امام سوبر ماركت صغير، وما ان خرج صاحبه باغته بضربة قوية اسقطته ارضاً فاقد للوعي.

ادخله مالافيسنتا الى المحل واغلق المحل جيداً ، ثم احضر مقعد وقام بتقيده من يده وقدمه ، واحضر زجاجة ماء باردة جداً، وقام بسكبها على رأسه وهو يقول بهدوء:

_احذر من سكون الليل فما هو إلا سكون الموت.

فاق الرجل مصدوم وقد احتل الذعر وجهه.

_انا لم افعل شيء مؤذي لغيري صدقني يا هذا.

فقال مالافيسنتا:

_حقاً !! وماذا عن تلك الاموال التي تأخذها من الاخرين ؟!

فقال الرجل:

_تلك الاموال هي دين وهم يردوه الي!

فقال مالافيسنتا بغضب:

_كلمة اخرى كاذبة وسأقطع لسانك واضعه بجانب يديك.

فقال الرجل بذعر:

_هل ستقطع يدي؟؟ ارجوك لا تفعل...ارجوك...انا لدي اطفال ارعاهم.

نظر له مالافيسنتا بغضب شديد وقال:

_كنت فكر بهم قبل ان تستغل ضعف الناس واحتياجهم الي المال ايها الحقير.

قام الرجل بالتوسل الى مالافيسنتا كثيراً لكنه لم يقبل.

واخرج ساطور واقترب من الرجل الذي ظل يصرخ محاولا ان يجعله يتراجع ولكنه لم يفعل وما ان قطع مالافيسنتا يده وصارت يده امامه، حتى فقد الرجل النطق وكذلك فقد الوعي.

خرج مالافيسنتا من المحل وقام بإستخدام مغير الصوت لتغيير صوته للمرة الثانية وتحدث الى المشفى وقال:

_معكم مالافيسنتا لقد قطعت يد رجل حقير وهذا العنوان ان لم تأتوا خلال عشر دقائق ودعوا الرجل ايها الفريق الابيض.

انطلقت سيارة الاسعاف في طريقها الى العنوان.

وصل الفريق ودلفوا الى الداخل ولكن مع الاسف لقد مات الرجل.

كان مالافيسنتا يقف بعيد وشاهدهم وهم يخرجوا جثة والرجل وقال:

_لقد قلت لكم امامكم عشر دقائق فقط ايها الاغبياء، لكنكم تأخرتم خمس دقائق، انتم حقا لا تنفعون في شيء.

صار مالافيسنتا في الطريق متجهاً الى الميتم.

دلف مالافيسنتا الى الميتم عن طريق نافذه صغيرة تسلقها.

صار في الممر بحذر حتى وصل الى غرفة مراد وباقي الاطفال فدلف اليها فوجد مراد نائماً وتوجد بجانبه ورقة، فأمسكها وقرأها.

_اذا كنت تقرأ هذا الكلام الأن فأنا قد غلبني النوم، كنت انتظرك طوال اليوم لكنك تأخرت، في المرة القادمة تعال قبل الساعة العاشرة، الى اللقاء مالافيسنتا واعتذر اعلم ان خطي غير جيد، لكنني احب القراءة كثيراً لذلك اكتب كلام اكبر من سني.

ضحك مالافيسنتا وعانقه ونام بجانبه فترة قصيرة ثم استعد ليغادر ولكن قبل ذلك كتب له رسالة صغيرة بخط يستطيع قراءته.

_اعتذر لأنني تأخرت، لا تحزن ربما أتي اليك مبكراً في المرة القادمة،

وأحضر لك قصة لتقرأها.

غادر مالافيسنتا كما جاء ودخل الى منزله ونزل الى المستودع وخلع ملابسه السوداء وغادر الى بيته ونزل الي المغطس واغمض عينه

وهو يقول:

_لو كنت استطيع لأخذتك الى هنا، لكن انا على ثقة كاملة انها تستطيع الاعتناء بك.

"في الصباح...الساعة السابعة"

استيقظ مالافيسنتا وهو مفذوع وعلامات الخوف ظاهرة على وجهه، فخرج من المغطس وارتدي ملابس عادية وقام بتحضير القهوة وامسكها وتحرك ناحية النافذه ونظر الى السماء وهو يتذكر ذلك الكابوس الذي يراوده دايما.

وقال لنفسه:

_الى متى يا هذا ستظل تراودني؟ اخرج من رأسي؟ اتركني وشأني....

_هل انت سعيد بما وصلت له؟ هل تتلذذ بقتلك للناس؟ دع الأمر للشرطة لا تتورط اكثر؟...ارجوك توقف.

_اخرس يا هذا جميعهم يستحقون الموت، انا احقق العدالة التي عجزت تلك الشرطة عن تحقيقها.

_تمام، لكن لا تفعل ذلك يمكنك ارسالهم للشرطة مكبلين الايدي والارجل، لا تقتلهم وتحاكمهم انت.

_اخرس كفاك يا هذا، انا لن اتراجع ابداً.

_لقد رأيت نفسك في ذلك الصغير صحيح!!!!! اياك...اياك ان تأخذ الصغير الى هذا الطريق... اياك.

امسك مالافيسنتا رأسه الذي اصبحت تدج بأحاديث كثيرة بينه وبين نفسه التي تلومة وتحاول ان ترجعه عن ذلك الطريق، ولكن مالافيسنتا لم يستطيع التحمل، فقام بتحطيم الاشياء من حوله، املاً ان تهدأ تلك الاصوات المزعجة، وظل يصرخ بقوة ويعاني من صرع قوي جدا، حتى هدأ جسده تماما.

"عند الساعة التاسعة صباحا"

دلف ويل الى مكتبه في الجامعة.

دخلت ايفا اليه سريعاً، حتى انها لم تطرق الباب.

فنظر لها ويل بفضول وقال:

_اتمنى ان يكون دخولك هكذا بفائدة.

فنظرت له ايفا وقالت:

_ما رأيك ان ندخل فيلم سينمائي اليوم؟

فنظر اليها ويل وقال:

_اطلب منكِ ذلك منذ يومين وترفضين، والان احببتِ الامر.

فقالت ايفا وقد شعرت بالاحراج:

_اعتذر حقاً، ولذلك اشتريت التذاكر على حسابي .

فنظر اليها بفضول وقال:

_يبدو ان الفيلم اثار فضولك!! لا اراكي هكذا الا عندما يتعلق الأمر ب مالافيسنتا.

فقالت ايفا:

_هذه مفاجأة يا ويل سأنتظرك اليوم عند الساعة العاشرة والنصف،

لأن الفيلم يبدأ الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل.

ويل بسعادة:

_تمام يا عزيزتي سأكون هناك عند الساعة العاشرة.

غادرت ايفا وهي بكامل حماسها.

قال ويل لنفسه:

_يبدو ان الليلة ستكون مختلفة، اتمنى الا يعترض احد سعادتنا، لا اريد ان يفسد مزاجي السعيد.

يتبع..

chapter (3)

"ربما ما نعتقده في الحقيقة هو اعتقاد مثير للشفقة"

"قبل جريمة قتل سلطان بعدة ايام"

"وبالتحديد بعد قتل مالافيسنتا لذلك الرجل (مدمن الخمور) "

كان مالافيسنتا يسير في احد الشوارع المظلمة واذا به يسمع صوت فتاة تصرخ، فإتجه ناحية الصوت.

فإذا به يصطدم بفتاة تركض بسرعة وملابسها غير مرتبه وبها اجزاء متقطعة، فعندما وقع عينه عليها خافت الفتاة وظلت تركض منه ايضا وتصرخ طالبة المساعدة، يبدو ان احدا ما عديم شرف يلاحقها، ركض خلفها مالافيسنتا بسرعة وامسك بها، فدفعته بقوة فإصطدم جسده في الحائط، فعاد وامسك بها مرة اخرى رغم ذلك، ووضع مالافيسنتا يده على فمها واقترب من اذنها

وقال:

_لا تخافي انا لن افعل لكي شيء سئ.

وخلع معطفه الاسود والبسها اياه.

اقترب احد من ذلك الزقاق وهو يقول:

_اين انتِ يا فتاة هل تظنين انكِ يمكنكِ الهرب مني؟ هذا انا سلطان لا يهرب مني احد، وان هربتي اليوم سأجدك غداً في الجامعة.

كان مالافيسنتا غاضب جداً حتى ان انفاسه الغاضبة والمتلهفة لقتله كانت عالية جداً ويمكن سماعها ومع ذلك قرر ان يقتله بعد ان يخطط له بشيء يرضي غريزته القاتلة.

سقطت الفتاة مغمياً عليها فأخذها مالافيسنتا الى اقرب مشفى وتركها دون ان يلحظه احد وبقيا مع تلك الفتاة معطف مالافيسنتا.

ذهب مالافيسنتا الى بيته ونزل الى المستودع وخلع ملابسه السوداء وغادر الى بيته الذي يقع في الطابق العلوي ودلف الى دورة المياة ونزل داخل المغطس واغمض عينه.

"لننطلق الى جريمة قتل سلطان"

بعد قتل سلطان كان يستطيع مالافيسنتا ان يحذف كل سجلات الضحايا ولكنه تركهم جميعا حتى يعلم الشرطة انه يحقق العدالة بقتل ذلك المنحرف.

ما بعد ذلك انتم تعلموه.

كانت ايفا متوترة قليلاً كلا كثيراً امممم معها حق فتلك كانت اول مرة تخرج في موعد مع شاب، ولا سيما انه دكتور ويل، اوسم دكتور في الجامعة، واحلى شيء به عيناه الزرقاء التي كلما نظرت لها شعرت انها تنظر الي بحر عميق لونه الازرق يذهب العقل.

ارتدت ايفا ملابس جميلة ووضعت بعض مساحق التجميل ونزلت الى الاسفل.

كان ويل ينتظرها داخل سيارته السوداء ويرتدي كنزة سوداء و بنطال اسود وفي المقعد الخلفي معطفه البيچ.

فتحت ايفا باب السيارة ودلفت الى الداخل

فقال ويل:

_انكِ دقيقة في مواعيدك هذا رائع!

فقالت ايفا:

_خفتُ ان اتأخر عليك!

فقال ويل:

_يبدو انني محظوظ.

فقالت ايفا:

_لماذا؟

فقال ويل:

_اخبرني صديق لي ان جميع النساء يأخذون وقتاً طويلا في الوقوف امام المرأة، ولكن يبدو انكِ تختلفين عنهم!!

فضحكت ايفا وقالت:

_ربما لكن في الحقيقة انا لا احب ان اتأخر على احد وخصوصاً اذا كان هذا اول لقاء مرتب له، لذلك ارتدي ملابسي واقف امام المرأة قبل الوقت المحدد بساعة ونصف تقريبا.

ضحك ويل وقال:

_يا لي من مغفل!!!!

فضحكت ايفا وقالت:

_الن ننطلق!

فقال ويل:

_امرك يا اميرتي.

شعرت ايفا بالاحراج ونظرت الى الجهة الاخرى فقال ويل:

_هل تحبين سماع الاغاني؟

فقالت ايفا:

_في حالة واحدة وهي عند كتابة الروايات.

فقال ويل:

_هل تحبين قراءة وكتابة الروايات؟

فقالت ايفا:

_نعم منذ صغري.

فقال ويل:

_هذا رائع!

قام ويل بتشغيل اغنية yaz yaz bitmez

صدمت ايفا وقالت:

_تلك اغنيتي المفضلة!!

فقال ويل:

_لنغنيها معاً يا اذا !

غنا الاثنين معاً

Her şeye rağmen bugün de son buldu

Sustu tüm sesler, güneşle kayboldu

Tüm düşünceler sahile vurdu

Ah, neler neler bir rüzgârla uçtu

Yaz yaz bitmez, ömrüm yetmez

Anlat, şarkı, anlat son kez

Bu masalda mutsuzlar var

Yalnız kaldı prens ve prenses

Yaz yaz bitmez, ömrüm yetmez

Anlat, şarkı, anlat son kez

Bu masalda mutsuzlar var

Yalnız kaldı prens ve prenses

وصل الاثنين الى السينما اخيراً، فنزل ويل اولاً وذهب عند ايفا وفتح لها الباب فشعرت ايفا بالخجل الشديد وحاولت الهروب من النظر الى عينه، التي كلما نظرت لها غرقت في بحرها العميق.

فقال ويل:

_ذكريني بعد انتهاء الفيلم ان اخبرك بشيء غاية في الاهمية.

فقالت ايفا وقد شعرت بشيء غريب:

_اتفقنا.

جلسوا الاثنين معاً ، وبدأ الفيلم......

كان احدهم يمثل دور مالافيسنتا بكل اتقان وكأنه هو بدأ الفيلم بتلك الجريمة التي قتل بها مالافيسنتا الرجل المخمور.

رأت ايفا ذلك المشهد فخافت كثيراً.

فقال لها ويل:

_كان يمكننا دخول فيلم رومانسي مثلا!

فقالت ايفا:

_معك حق ولكن فات الاوان.

لاحظ ويل ان قاعة عرض الفيلم بها اطفال فقال بغضب شديد:

_كيف يعرضون شيء كهذا ؟؟ اين النقابة لحجب تلك المشاهد القاسية؟؟ وكيف يسمح لطفل صغير مشاهدة هذا؟؟ ما هذا الهراء!!! كيف سمحت الشرطة بإعطاء كل تلك المعلومات الخاصة بهم مع المجرم الي النقابة؟؟؟ يمكن لأي احد مختل ان يقلد ذلك المجرم ويصبح الامر اسوء..

فقالت ايفا:

_معك حق يا ويل!

وصل الفيلم الى مشهد قتل سلطان.

لم تتحمل ايفا تلك القسوة وغادرت بسرعة فلحق بيها ويل وامسكها.

وهو يقول مداعبا اياها حتى ينسيها ما رأت:

_لا اظن انني سأدخل فيلم من اختيارك مرة اخري يا عزيزتي فذوقك بالافلام مريب حقاً.

فقالت ايفا:

_لا تسخر مني يا ويل لم اكن اتوقع انه بتلك البشاعة والقسوة.

فقال ويل:

_انه يتحدث عن قاتل ماذا سيكون؟!!!

فقالت ايفا:

_ معك حق، كيف اعوضك!!

فقال ويل:

_اشعر انني جائع.

فقالت ايفا:

_لنأكل الكفته!

فقال ويل:

_لننطلق يا عزيزتي.

فقالت ايفا:

_ماذا اردت ان تقول؟

فقال ويل:

_ربما بعد ان نأكل نتحدث.

وغمز لها بعينه اليسرى.

فدق قلب ايفا بسرعة.

وصل ويل الى شط البحر وهناك كان يوجد بائع كفتة اصيل فجلس هو و ايفا وطلبا اثنين سندوتش.

واثناء ذلك مرت فتاة طويلة ترتدي كنزة مقلمة وسكيرت سوداء ومعطف اسود، يبدو انها تعرف ويل لأنها عندما رأته ذهبت له وعانقته بقوة، وهي تقول:

_يا لها من مصادفة رائعة كنت على بالي منذ ايام لم نراك منذُ ايام الجامعة يا ويل، كيف حالك؟

شعر ويل ان جسده اصبح يحكه بقوة بعد ذلك العناق وقال لها:

_لم اعرفك من انتِ؟

فقالت الفتاة وقد شعرت بالاحراج:

_انني رنا صديقتك ايام الجامعة.

فقال ويل بجدية:

_اعتذر لكنني حقاً لا اتذكرك.

فقالت الفتاة بحزن:

_لا يهمك المهم انني رأيتك بخير.

غادرت الفتاة فقالت ايفا:

_هل انت بخير؟ اراك تحك جسدك بقوة ما الامر؟

فقال ويل متهرباً:

_لا شئ عزيزتي هيا لنعود للبيت.

في الطريق ساءت حالة ويل كثيراً فاضطرت ايفا ان تسوق هي الى بيته اولاً.

وصلت ايفا بإرشاد من ويل الى بيته فدلف ويل الي البيت بسرعة وذهب الى دورة المياه وخلع ملابسه ونزل الى المغطس وبعد ذلك قام بدهان جسده بكريم غريب ولف حول خصره فوطة وخرج، كانت ايفا تنتظر منه تبرير على ما حدث، ولكن عندما رأته في هذا الوضع قالت بإحراج وخجل:

_الحمدلله انك بخير الى اللقاء.

ركضت ايفا هاربة الى الشارع لتعود إلى بيتها قبل ان يفوت الاوان.

لم يستطيع ويل اللحاق بيها وقال لنفسه:

_يا لها من فتاة خجولة لقد وضعتها في مأزق اتمنى ان تستطيع النظر الى وجهي بعد ذلك.

ذهب ويل وارتدى بيجامته واخذ هاتفه واتصل بها فقالت انها بخير واقتربت من سكنها.

اثناء وجود ايفا في سيارة الاجرى شعرت ان هناك الم قوي في بطنها ولكنها تمالكت نفسها حتى وصلت الى سكنها، صعدت ايفا وتناولت دواء مسكن للألم، بعد مرور نصف ساعة شعرت ايفا ان هناك شيء ما!!!!

هنا ادركت ايفا ان اليوم هو معاد الدورة الشهرية.

بحثت ايفا عن الفوط الصحية ولكنها لم تجد.

"كانت الساعة الثالثة صباحا "

فقررت ايفا ان تخاطر مخاطرة كبيرة وتنزل الى الشارع وتبحث عن اقرب صيدلية لتشتري منها.

ظلت ايفا تبحث ولكن بلا فائدة لا يوجد شئ، ظلت تسير في الشوارع يائسة حتي انها فقدت طريق العودة، وظلت تبكي واثناء ذلك وصلت ايفا الى احد الشوارع التي تنتهى بجسر يقع اسفله طريق يسير به السيارات وكل وسائل المواصلات.

وكلما اقتربت لاحظت شئ يتحرك حتى اتضحت لها الرؤية، انه!! انه!!! مالافيسنتا!!! يمسك رجل من ملابسه ويحركه للأمام ويرجعه للخلف، كان الرجل يتوسل له ولكن ذاك مالافيسنتا!!!

دفع مالافيسنتا الرجل من اعلى الجسر فسقط واستنتجت ايفا ان السيارات مرت عليه دون ان يروه، صار مالافيسنتا يصفر صفير الموت.

ويقول :

"احذر من سكون الليل فما هو إلا سكون الموت"

كتمت ايفا انفاسها حتى لا يشعر بها.

صارت ايفا خلف مالافيسنتا، الذي وصل الي شارع مظلم تقف به سيدة يبدو انها تنتظر احدهم، هل لذلك الرجل الذي قتله مالافيسنتا عندما دفعه علاقة بها؟

اقترب مالافيسنتا منها وهو يقول بصوت مبحوح مخيف:

خائنه!!! خائنه!!!

حاولت السيدة الهرب منه يبدو انها عرفته ولكن لم تستطع فقد اخرج مالافيسنتا خنجره وشق عنقها لتتناثر دمائها الدافئ على ملابسه السوداء.

شهقت ايفا بقوة من الصدمة، فسمعها مالافيسنتا وانطلق ناحيتها، وعندما حاولت الهرب امسكها.

نطقت ايفا وقتها الشهادتين اقترب مالافيسنتا من وجهها وقال بصوت مبحوح مخيف:

_ايفا!!! ايفا!!

كانت ايفا مذعوره ولون وجهها اختفى، عندما وضع مالافيسنتا الخنجر نفسه على رقبتها ، فقالت ايفا:

_انا لم افعل شيء سئ لأحد يا مالافيسنتا، فلا تقتلني ارجوك.

قرب مالافيسنتا الخنجر من رقبة ايفا اكثر فنزلت بعض الدماء منها، فقال مالافيسنتا:

_ماذا عساكِ تفعلين في الشوارع المظلمة في هذا الوقت؟

فقالت ايفا بخوف وجسد مرتعش:

_كنت ابحث عن صيدلية لكنني لم اجد واضعت الطريق.

فأدخل مالافيسنتا الخنجر اكثر في رقبتها، فدفعته بقوة وحاولت الهرب فأمسكها ودفعها الى الحائط وعاقبها بشدة فقطع شعرها الطويل بخنجره فتغير طول شعرها من اسفل ظهرها الى اسفل رقبتها، فصرخت ايفا صرخة وجع قوية، فقد بها مالافيسنتا اعصابه فضربها على رأسها بقوة بيد الخنجر ففقدت ايفا وعيها وحملها وتركها عند زقاق قريب من سكنها.

لم يكن جرح ايفا خطير لدرجه الذهاب إلى المشفى، ولكن جرحها النفسي اخطر، خسرت ايفا شعرها الطويل الرائع في لحظات دون ان تذنب او تضر احد.

فاقت ايفا وكانت حالتها غير مبشرة بالخير فتحركت في الشوارع المظلمة تنزف حتى وصلت إلى بيت ويل فطرقت الباب بصعوبة بالغة وسقطت مغميا عليها.

كان ويل في غرفته يقرأ كتابا، فنزل وفتح الباب، وصدم صدمة عمره فحملها وادخلها الغرفة واحضر حقيبة الاسعافات وبعد انتهاءه من تضميد جروحها جلس بجانبها يبكي بحرقه وبقوة ظل ويل معانقاً اياها حتى استيقظت عند الساعة الخامسة صباحا.

فقال لها ويل:

_من فعل ذلك بكِ يا عزيزتي؟

فبكت ايفا عندما تذكرت قطع مالافيسنتا لشعرها وعانقت ويل بقوة من خوفها.

ظل ويل معانقاً اياها حتى هدأت وتذكرت انها تحتاج إلى فوط صحية بشكل ضروري، فطلبت من ويل ان يرشدها لاقرب صيدلية لكي تشتري لها شيء خاص.

فقال ويل:

_وما هو ذلك الشيء؟

فقالت ايفا على استحياء:

_شيء خاص يا ويل!!!

فقال ويل:

_لن ادعك تذهبي يمكنك اخباري بشكل مباشر ما تريديه وسأشتريه لكِ.

خجلت ايفا ونظرت بعيداً عنه وقالت:

_شيء خاص بالفتيات لا يمكنك احضاره.

فهم ويل ايفا وابتلع ريقه بخجل وقال :

_اذا دعي الأمر لي لا تقلقي.

فقالت ايفا:

_ولكن يا ويل!؟

وضع ويل يده على رأسها وقال:

_لن اتأخر عليكِ.

شعرت ايفا بالخجل الشديد منه.

غادر ويل المنزل وذهب إلى سوبر ماركت كبير وانتقل إلى قسم الفوط الصحية فلاحظ انه يوجد فتاة تقف عندك كل نوع.

فإقتربت فتاة منه وقالت:

_هل تحتاج إلى مساعدة؟

فقال ويل بإستحياء :

_اريد واحدة من فضلك.

فقالت الفتاة:

_اي نوع تريد؟

فقال ويل:

_لا اعلم ولكن ربما اريد الافضل!

فضحكت الفتيات من خلفه وحاولت الفتاة التي تساعد ويل ان تكتم ضحكتها وقالت:

_واي مقاس تريد؟

فقال ويل:

_لا اعلم.

فقالت الفتاة:

_كم سن حبيبتك؟

فقال ويل:

_كيف عرفتي انها حبيبتي؟

فقالت الفتاة:

_يبدو انك تعشقها، وهذا واضح من موقفك هذا!

فقال ويل:

_عمرها ثمانية عشر.

فقالت الفتاة :

_اذا يبدوا ان هذا مناسبا لها.

ثم انتقل إلى قسم الملابس واحضر لها ملابس غير تلك التي افسدت.

اخذهم ويل بسرعه وحاسب الكاشير وغادر عائد الى البيت، طرق باب غرفتها بلطف ووضع الكيس الذي به الاشياء على مقبض الباب، وغادر الى غرفته كي لا يحرجها او تشعر بإحراجه.

كان كلا الاثنين يشعر بالخجل من الاخر.

ارتدت ايفا ملابسها وخرجت من الغرفة ووضعت ملابسها في كيس اسود والقته في القمامة.

خرج ويل من غرفته واقترب منها وقال:

_هل انتِ بخير الان؟

فقالت ايفا:

_ما دمت معي انا بخير.

فقرر ويل ان يفرغ ما في قلبه لها فقال:

_ربما لا احد سيصدق ذلك لكن هل تؤمنين بالحب من اول نظرة؟؟؟ هل تؤمنين بالحب الذي يجعل قلبك يريد أن يقفذ من بين ضلوعك ليعانق من يحب؟؟؟ لقد وقعت في حبك يا ايفا!!!!

ظلت ايفا مصدومة قليلا ولكنها اخيرا تداركت الموقف وقالت بخجل:

_وانا ايضاً وقعت في حبك يا ويل ومن اول نظرة!

عانقها ويل وقال:

_لا استطيع التفريط بكِ يا حبيبتي، الأن اخبريني بكل شيء!

حكت ايفا الى ويل كل شيء، فقال لها بغضب:

_الم احذرك منه يا ايفا كيف!!! كيف فعلتِ ذلك؟!! لقد دمرتي روحك واحرتقيها!!!!

عادت ايفا تبكي مرة اخرى.

فأمسك بها ويل وقال لها بلطف:

_يا لي من احمق!! اعتذر يا حبيبتي...حقاً اعتذر...سامحيني على ما قلته.

عانقها ويل وقال مداعباً اياها:

_يبدو ان احدهم يحتاج إلى الذهاب الى صالون التجميل.

فقالت ايفا:

_لقد دفعت ثمن فضولي يا ويل!! ليتني لم افعل.

نظر لها ويل وقال:

_لكنك جميلة في كل حالاتك يا حبيبتي.

شعرت ايفا بالاحراج فتركته وكادت تمشي فأمسكها ويل وقال:

_هيا سأخذك الى السكن تغيرين ملابسك ثم اخذك الى صالون التجميل.

فقال ايفا:

_كيف!! كيف انت رائع هكذا اخبرني!!!

فقال ويل :

_انا لست رائع يا ايفا انا عاشق عاشق!!!

ابتسمت ايفا بخجل وقالت:

_الن نذهب؟

فقال لها ويل:

_بلا هيا يا اميرتي.

ركب الاثنين السيارة وبعد مرور نصف ساعة وصلت ايفا الى البيت، فودعها ويل، ودخلت الى بيتها، وبدأت تختار ملابسها، حتى استقرت على احدهم، بعد ذلك وقفت ايفا امام المرأة وعندما رأت شعرها هكذا ظلت تبكي، كان هاتفها يضئ، المتصل ويل، فتوقفت ايفا عن البكاء حتى لا تحزنه اكثر، ويمل من حزنها.

فقال ويل:

_كيف حال اميرتي؟ هل اوشكت على الانتهاء؟

فقالت ايفا:

_ مازال امامي عشر دقائق فقط.

فقال ويل :

_بسيطة...الى اللقاء.

نزلت ايفا وركبت السيارة، فقال لها ويل:

_تبدين رائعة يا حبيبتي.

فقالت ايفا بخجل:

_انت الرائع هنا وليس انا.

فقال ويل:

لا تقولي ذلك.

"وصلت ايفا الى صالون التجميل"

فودعت ويل ودلفت الى الداخل، بدأت ايفا تشرح للسيدة تصميم معين تريده.

تركها ويل وذهب إلى المقهى القريب.

لم يجد طاولة فارغة غير تلك القريبة من طاولة الست افراد، كان يجلس عليها اربعة افراد.

فقال الاول:

_لقد مات الرئيس التنفيذي لشركة اتاكول للمعمار اليوم!!!

فقال الثاني:

_غير ذلك وفي نفس اليوم زوجة مساعده!!!

فقال الثالث:

_هل يمكن ان يكون قد عرف ذلك المدعو مالافيسنتا ان الرئيس في علاقة مع تلك السيدة!!

فقال الرابع:

_انتم لا تعلمون ذلك ايضاً! لقد ارسل مالافيسنتا اموال الى المساعد وكذلك تذكرة سفر الى امريكا وقدم له في شركة ضخمة هناك.

فقال الاول:

_ليتني كنت مكانه، ياله من محظوظ!!

فقال الثالث:

_نعم محظوظ!!! لكني راضي بما انا عليه.

فقال الثاني:

_وانا كذلك راضي بما انا عليه.

فقال الرابع:

_لا احب ان اعيش حياة مع زوجتي وانا اعلم انها تحبني، ف أدري بتلك الطريقة انها خائنة، لذلك انا ايضا راضي، ومع ذلك ارى ان مالافيسنتا يحقق العدالة، كنت اتمنى ان يكون ظابط.

فقال ويل لهم:

_كيف ترون ان قاتل كهذا شخص عادل؟؟؟ انتم حقاً مجانين!!!

فقال الرابع:

_لا ارى اية مشكلة، فتلك اراء بالنهاية ايها الرجل.

لو حاول ويل اقناع الرجل بالعكس، لتعب لسانه ورأسه لذلك قرر ان يغادر الى مكان اخر.

فقال الرجل الرابع:

_انت تخاف من ان ينبش مالافيسنتا خلفك يبدو انك شخص عديم شرف، لذلك لا تراه يحقق العدا...

لم يتم الرجل اخر حروف كلمته، لقد جائته ضربة قوية من ويل، اطاحت به وبالطاولة، وهو يقول:

_انا اشرف منك ايها الحقير اللعين.

دلفت ايفا الى الداخل فقد اخبرها ويل انه سينتظرها هناك.

اسرعت ايفا الى ويل، وهي تقول بخوف:

_توقف ويل ارجوك.

فقال لها ويل بغضب:

_اذهبي الى السيارة.

فقال الرابع مستفز اياه:

_لو كنت مكانك لما تركت فتاة كهذه تبكي هكذا.

فلكمه ويل بقوة، فجائت الشرطة الى المكان واخذوا ويل والرجل الرابع (طارق).

تحدث ويل الى رجل الشرطة بكل هدوء وشرح له الموقف، وكذلك طارق، ولكن من حسن حظ ويل انه وقف ضد تصرف مالافيسنتا، لأن الشرطي اخرجه، اما الرجل ظل معهم، لأنهم اشتبهوا به.

اخذ ويل ايفا التي كانت تبكي وتلوم نفسها فعانقها وقال:

_لا تخافي انا معك، اسف حقا لقد افسدت يومنا.

فقالت ايفا:

_خفت ان يأخذوك مع ذلك الحقير!

فقال ويل:

_لا تقلقي انا معك، ولكن ما هذا تبدين اجمل بكثير بالشعر القصير!!!

ضحكت ايفا وقالت:

_تقول هذا كي لا احزن صحيح!!

فقال ويل:

_غير صحيح.

ركب ويل و ايفا السيارة واعادها الى بيتها ثم انطلق لبيته.

عند الساعة الواحدة قطع النور، صدمت ايفا لأنها تخاف من الظلام، فذهبت لتحضر هاتفها لتنير به الغرفة ولكنها رأت خيال مالافيسنتا قريب منها فبدأت تصرخ..

يتبع..

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon