انتقل شاب في الأسبوع الأول من أيام السنة الدراسية للصف الثاني الثانوي لمدرسة جديدة، وعندما هل على الطلبة بصفه بأول مرة ذهل الجميع من كثرة الجمال الذي يتميز به دونا عن غيره.
جميع الفتيات أخذن يطالعنه، أما الفتيان مثله فكانوا أيضا ينظرون إليه، منهم من تعجب لشدة جماله ومنهم من حقه عليه.
باستثناء طالبة واحدة كانت قد غابت في ملامحه الخلابة، هي أيضا جميلة للغاية ولكنها لا تهتم بإظهار جمالها، وشيء آخر تميل شخصيتها لطابع العنف والفكاهة.
كانت يومها تجلس على مقعدين بمفردها، مقعد تجلس عليه والآخر تضع قدمها حيث أنها باليوم السابق أثناء ركضها بحديقة المدرسة سقطت على لوح من الزجاج العمودي، وكان شيئا به قد اخترق قدمها فأصابها بسوء.
لم يجد الشاب مقعدا غير بجانبها، أشار إلى قدمها ظنا منه بأنها تتلاعب معه، اعتذرت الفتاة وقامت بمهل بإنزال قدمها عن المقعد.
قامت الفتاة بمد يدها لتسلم عليه وتتعرف وقد وضعت الكتاب ساترا حتى لا تلفت انتباه معلم الفصل.
وبوقت الاستراحة كانت الفتاة تتوجه بخطوات بطيئة ومائلة لحجرة الطبيبة بالمدرسة، وجد الشاب نفسه يرقبها ولم يتحمل معاناتها أثناء سيرها، لذلك ركض ورائها وقام بضربها ضربة خفيفة على كتفها، التفتت الفتاة لتنظر من يجذب انتباهها وإذا بالشاب على الفور ودون استئذان يفاجئها بحملها رغما عنها ويذهب بها للطبيبة.
وأثناء تغيير الطبيبة على جرحها، قامت الفتاة بالإمساك بذراع الطالب وعضه لدرجة أنها كادت تقتلع جزءا منه، وفور انتهاء الطبيبة من تغيير جرحها وضعت دواءا وضمادة فوق عضتها بذراع الشاب!
وبعد ذلك اشتعلت نيران المقالب بينهما، أولهم ذات مرة كان يأكل الشاب شكولاتة فجعلها ذائبة ووضعها أسفل الفتاة فعندما جاءت تجلس بعد إجابتها على سؤال وجدت شيئا غريبا بأسفلها جاءت تضع يدها لتتبين وإذا به شكولاتة ساخنة، فاتسخت كامل ملابسه، ويمها لم تتحرك من مقعدها لنهاية اليوم الدراسي، وكان الشاب نفسه من أعطاها معطفه لتخبئ ملابسها المتسخة!
ردت المقلب بمقلب مثله، تظاهرت بأنها تشرب مياه، وكان الجو شديد الحر، فأراد الشاب الصغير شرب البعض منها، وما إن قربتها على فمه حتى سكبتها كاملة على ملابسه، فأصبح مبتلا بالكامل!
انتقل الشاب لمسكن يجاور مسكن الفتاة، ونظرا لكونه أكثر ذكاءا منها بالدراسة، فكان يجد فرصته في مساعدتها وإشباعها ضربا بالعصا الخفيفة، كانت تغتاظ منه وتردها له بالمدرسة باليوم التالي حيث أنها لا يمكنها التصرف بسوء أمام جدتها.
كانا دوما كثيري تحدي أنفسهما، كانا يحددان مسافة وكل منهما يركض وعلى الخاسر تحقيق رغبات الرابح، وكانت الرغبات غاية في الغرابة، كأن يسكب الخاسر المياه على نفسه، أو يسير لمسافة بعيدة على قدم واحدة وإن لم يستطع إكمال المسافة كاملة يعيد الكرة من جديد.
كانا يحظيان بكثير من الأوقات الممتعة مع بعضهما البعض، وكل المرح يأتي بعد دراستهما الجدية، لم تكن الفتاة على مستوى عالي بجميع موادها الدراسية إلا بعدما قدم هذا الشاب، والذي كان سببا رئيسيا في تغييرها، لقد بات محور حياتها الرئيسي.
وجاء اليوم الذي سترد له جميل صنعه عندما كانت قدمها مصابة بجروح بالغة، لقد أصيب الشاب بالإعياء الشديد أثناء الدراسة، فساعدته الفتاة في الوصول لطبيبة المدرسة، وهناك بعدما فحصته الطبيبة توجب عليه أخذ حقنة، لقد كان الشاب يخاف ويرهب الحقن لأبعد الحدود.
قامت الفتاة بإمساكه، وأمسكت الطبيبة بذراعه وأعطته الحقنة، بالوقت الذي كانت الطبيبة على وشك إعطائه إياها، كانت الفتاة قد أعطته يدها وبالفعل قام بعضها!
كان إعياء الشاب شديد للغاية، ولم تجدي الحقنة معه نفعا، لذلك قامت الطبيبة بإعطائه محلولا ملحيا به بعض الأدوية، قلقت الفتاة عليه كثيرا، فاشترت له العصائر وعادت إليه، وعندما عادت…
يتبـــــــــــــــــــــــــع.
لذلك قامت الطبيبة بإعطائه محلولا ملحيا به بعض الأدوية، قلقت الفتاة عليه كثيرا، فاشترت له العصائر وعادت إليه، وعندما عادت وجدته وقد قطع نفسه نهائيا، كانت خديعة منه، جن جنونها وهرعت إليه وعينيها مفتوحة للغاية، تقلبه يمينا ويسارا، ليفتح عينيه ويبدأ في ضحكاته عليها.
أبعد المحلول عن يديه، ونهض عن السرير، ولكنها أمسكت به وأعادت لذراعه المحلول، وساعدته على النوم مجددا، ووضعت الغطاء على جسده، لقد رأى بعينها القلق عليه ومدى خوفها، رأى بعينيها مدى اهتمامها الزائد به حتى أكثر من اهتمامها بنفسها.
ولا تزال المقالب بينهما قائمة، وكثير من الضحكات والتحديات.
وبيوم من الأيام قام الشاب بشراء قلادة ذهبية حفر عليها اسمه، وكلما هم ليعطيها للفتاة لم يستطع، وهكذا استر في ذلك الحال لأكثر من شهر.
وذات مرة كانت على وشك مغادرتها مع صديقتها، وإذا برباط حذائها مفكوك، كدت تسقط أرضا على وجهها لولا أن إحدى صديقاتها لحقت بها، كان الشاب جسده بالكاد مشدودا معها، وكأنه هو من كاد يسقط، لقد شعر وكأن قلبه قفز من مكانه من شدة خوفه من أن يمسها سوء، هرع ليربط لها حذائها ولكنها كانت بالفعل عمدت لربطهما.
وبيوم من الأيام كان عائدا من المدرسة على دراجته وإذا بفتاة أخرى تطلب منه أن يلقها، رأتهما الفتاة وإذا بها تستشعر بقلبها الحزن الشديد ولم تعلم السبب، وعندما وصلت المنزل وجدتهما يقفان بجوار بعضهما البعض ويتحدثان، رمقته بنظرة مليئة بالدموع.
اقترب منها الشاب ليرى ما بها، ولكنها في عجالة من أمرها ركضت للمنزل، علم أن هنالك شيء ما خاطئ، فشخصيتها ليست بالسهلة البكاء، وأن ما أحزنها لأمر عظيم.
لم يستطع الوصول إليها بهذا اليوم حيث أنها قضته كاملا في فراشها والدموع تنساب من عينيها، لم ينم الشاب من كثرة قلقه عليها، قرر في هذا اليوم أن يعطيها القلادة، وانتظر حتى حل الصباح وارتدت ملابسها الفتاة ودون أن تتناول فطورها خرجت من المنزل، وإذا بالشاب في انتظارها، فاجئها بكونه كان يقف خلفها في انتظارها حتى خرجت.
لف ذراعيه حول رقبتها وقام بوضع القلادة، وقد استجمع كامل شجاعته ليتخذ هذه الخطوة، والتي كانت بمثابة اعتراف تام بمدى حبه لها.
ومن حينها أيقن كل منهما أنه يستحيل يكون لأحد آخر.
هل يكفا عن صنع المقالب ببعضهما الآخر؟!
لم يحدث على الإطلاق، باليوم نفسه كان الشاب يصنع تجربة كيميائية بالمعمل، ظهرت له الفتاة ببطء شديد، وأول ما أصبحت فوق رأسه صرخت صرخة عالية، جعلت الشاب تنسكب المواد بنسب متضاربة وينشأ تفاعل يتم فيه حدوث فوران وخروج مادة بيضاء، هلع الشاب مما حدث، فعبأت كامل ملابسه بهذه المادة.
منذ أن وضع الشاب للفتاة القلادة ولم تزلها عن رقبتها نهائيا، واقترب موعد الامتحانات النهائية، وفي أعز تركيزهما تجد كل منهما يصنع مقلبا في الآخر وتعلو ضحكاتهما.
لقد كانا ثنائيا يتمنى أي أحد الجلوس بجانبه، لا يمل أحد على الإطلاق من محادثتهما، بل والجميع يتمنى أن يكون مثلهما في هزلهما وجدهما.
انتهت الامتحانات وحصدا أعلى الدرجات، وجاء موعد تسليم الشهادات في حفل رسمي بالمدرسة، كانت جدة الفتاة قد أصابها المريض الشديد، لم يكن للفتاة أحد غير جدتها بكل الحياة، والشاب لم يكن له أهل حيث توفي والديه في حادث بسيارتهما على الطريق السريع.
بعدم ارتدت الفتاة ثوبها الجميل وكنت فيه مثلها مثل الأميرات، أمسكت جدتها بيدها ووضعتها بيد الشاب وكأنها تعلمه بأنها توافق على زواجهما من بعضهما البعض عندما يكبران.
ذهبا لحضور الحفل واستلام الشهادات، وعندما عادا للمنزل وجدا الجدة قد فارقت الحياة.
انهارت الفتاة ولم تقوى على فعل شيء بعد وفاة جدتها، ومن حينها أصبح الشاب لها كل شيء بالحياة.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon