"لقد فكرت في كلامكم يا سادة"
عندما تحدثت لاتيل سكت كل من بالقاعة، كان هناك تاج ذهبي يستقر ع رأسها ورداء فخم كسى كتفيها وصولجان لامع في يدها.....
عرفت لاتيل ان انظار الجميع تتجه نحوها.
حيث لم يعد بامكان اي شخص ان يوجه اصبعه نحوها ويتحداها بشكل صريح فهي الان الإمبراطورة
لاتيل كانت جالسة في القمة حيث شعرة بنشوة السلطة
'هيسينت ذلك الحقير، هل تركني بسبب هذا الشعور؟'
"انتم علي حق، استقرار العائلة الملكية يتحقق بوجود خلفاء اقوياء وانا افهم الحاجة لاتخاذ زوج والزواج بسرعة"
ارتسمت ابتسامة باهته ع شفاه الدوق أتراكسيل فهو كان من اوائل الداعمين لـ لاتيل وقد كان واثقا ان الإمبراطورة ستنطق اسم ابنه رانامون.
رانامون نشأ في عائلة مثالية وهو يتمتع بوجه مثالي ووالده يتمتع بسمعة مثالية ومنصب في الإمبراطورية، لذلك من هناك غير ابنه يستحق ان يكون زوجا للإمبراطورة الشابة؟
الدوق أتراكسيل ابتسم منتصرا بينما ارتسمت المرارة ع وجوه معارضيه.
"لذلك قررت ان اتخد محظيين"
"
في غمضة عين حطمت كلمات الإمبراطورة توقعاتهم و تلاشت ابتسامة الدوق أتراكسيل، بينما نظر بقية الوزراء الى لاتيل بتعابير ارتياب في آن واحد
محظيين؟ وليس رجل واحد؟
لم يستوعب اي احد فورا ما قالته حينها، لذلك اخذت لاتيل ع عاتقها شرح الامور لهم
"ربما فقط خمس محظيين....للوقت الحالي"
كسر الصمت بسبب اعلانها الغير متوقع، وانتشرت الهمهمات بالقاعة.
"خمس محظيين؟ هذا سخيف"
كان بيانها سخيفًا بدرجة كافية لإثارة اعتراض الدوق اتراكسيل.
"يا صاحبة الجلالة، حاكمات تاريوم السابقات لم يكن لديهن سوى قرين ملكي واحد فقط، كان هناك حكام كان لديهم العديد من العشاق غير الرسميين، ولكن لم تتخذ أي حاكمة عدة رجال رسميًا على الإطلاق"
"كان الإمبراطور الخامس لتاريوم الإمبراطور تراسيشو، يحب إمبراطورته بشدة وكان معروفا بانه رومانسي يائس، كان لديه خمس محظيات، الإمبراطور الحادي عشر لتاريوم، الأمبراطور أينترا، كان لديه ست محظيات، عزيزي الدوق أتراكسيل كان لدى معظم اباطرة تاريوم ست محظيات علي الاقل و خمسة عشر محظية في المتوسط، وكان لدى الأباطرة الأكثر لهو أكثر من عشرين"
"ولكن.......!"
"لماذا لا استطيع ان احظى بمحظيين مثلهم؟ يجب ع الاقل ان امتلك خمسة تماما مثل الاباطرة السابقين"
كانت افواه الوزراء والنبلاء مفتوحة على مصراعيها لدرجة انه يمكن للمرء حشو قبضتهِ فيها
لقد كانوا مصعوقين تماما من الإمبراطورة التي جلست بفخر على العرش
لاتيل نظرت الى الدهشة التي ارتسمت في عيون النبلاء، فارتفعت زوايا شفاهها في متعة.
"اذا كان لدى الامبراطور امبراطورة واحدة فأن سلطة اقارب الام ستصبح اقوى لذلك هو يأخذ محظيات اخرى من اجل موازنة القوى والوزراء السابقين قاموا بتأكيد ذلك ايضا مثلكم"
الجميع اغلقوا افواههم فهي كانت محقة، جميع وزراء الاجيال الماضية قدموا نفس الادعاء مثلهم تماما، لاتيل تابعت الحديث بتكشيرة شبيهة بالثعلب
"يا سادة الا تريدون من الإمبراطورة ان تحظى بالعديد من المحظيين؟ فبهذه الطريقة سيتاح للجميع فرصة ان تكون الإمبراطورة ابنتهم في القانون"
انقسمت ردة فعل الحاضرين مرة اخرى، فهذه المرة تجعد تعبير الدوق أتراكسيل بغضب، بينما تعابير خصومه اشرقت لقد كان الامر صحيحا فاذا اختارت الإمبراطورة لاتيل زوجا واحدا حينها بالتأكيد سيكون ابن الدوق أتراكسيل ولكن اذا حظت بالعديد من المحظيين ....بقية النبلاء ستكون لديهم الفرصة من اجل الاستيلاء على السلطة وفي يوم ما ربما سيكونون اجداد للوريث
بدأت اعين النبلاء تلمع في جشع حينها ابتسمت لاتيل ابتسامة خفية.
'هيسينت سأرسل مبعوثا الى بلدك لتختار محظيا لي وهذه المرة انت شخصيا ستختار الشخص الذي سيكون رجلا لي، حان الوقت لتشعر بنفس البؤس الذي شعرت به'
عان 517 بتقويم النار، حيث اعلنت الإمبراطورة لاتراسيل تاريوم عن إنشاء حريم الرجال.
*
*
*
عام 511
ريان كان ولي عهد امبراطورية تاريوم بالاضافة الى كونه شقيق لاتيل الاكبر، لقد كان الحاكم الذي توقعه جميع الناس كذلك جميع النبلاء قاموا باتباعه
والدتهما الامبراطورة كانت من عائلة نبيلة عظيمة، وكان لديه مسار قوي امامه.
"اذا اصبح الامبراطور فسيكون حاكما حكيما واذا اصبح عالما فسيمتلك موهبة يتفوق فيها حتى علي انا"
اصبح إعجاب الحكيم بريان معروفًا للجميع لكن قلة عرفو تنبئه بأن تصبح لاتيل طاغية، كانت فقط اخت ريان واحدى الاميرات الملكيات
لاتيل لم تهتم بما قاله الحكيم العظيم لها وايضا هي احترمت واحبت شقيقها وتطلعت الى العالم الذي سيقوم ببنائه. .
هي لم تتخيل ان تتقاتل مع اخيها، لقد كان التفكير بهذا مريعا.
والاهم من ذلك حلم لاتيل لا يمكن تحقيقه بان تصبح الإمبراطورة فهي تريد الزواج من حبيبها هيسينت وتصبح امبراطورة البلد المجاور كاريسين.
"ماهذا؟"
"خاتم"
"لاجل ماذا؟"
"لقد صنعته بنفسي، رأيت بعض الناس يفعلون ذلك"
"ان شعب بلدك لا يمتلك اي اموال....."
"كلا علي الاطلاق، انه جميل اعطيني يدكِ"
لاتيل رمشت ولكنها لم تقم بمد يدها، حينها هيسينت امسك يدها وادخل الخاتم في اصبعها
"انه جميل على نحو غير متوقع.........."
"اليس كذلك؟"
"انا احبكِ لاتيل"
".........انا ايضا"
ابتسمت له..حبيبها كان جميل للغاية، شعره البني كان ناعم كالحرير وملامحه منحوتة بشكل جميل ويمتلك اعين رمادية جميلة.
لاتيل تذكرت بوضوح عندما جاء هيسينت لاول مرة الى امبراطورية تاريوم من اجل الدراسة.
حينما قام بتحية العائلة الامبراطورية و تلاقت اعينهم في ذلك الوقت، عندما ابتسم لها هي وقعت في حبه من اول نظرة، ولاحقا عندما تلقت اعترافه، قلبها خفق بشدة
بعد ان اصبحوا احباء، لاتيل كانت اكثر سعادة، الاثنان لم يتشاجرا ابدا وهي اعتقدت ان هيسينت كان نصفها الاخر الذي خلقه الله لها.
لسنتين قلبيهما اصبحا مقربين للغاية الى ان انتهت سنوات دراسته الخمس المقررة فجأة عندما بدأ اخيه غير الشقيق الامير هيوم تمردا.
ليعود هيسينت بسرعة الي كاريسين، وقبل ذهابه قام بأعطاء لاتيل قسما جادا
"حتى لو كنت بعيدا فقلبي لن يتغير وستظل هناك امراة واحدة بداخله"
"هيسينت....الا استطيع القدوم معك؟ اريد مساعدتك"
"لا لاتيل, انا ايضا لا اريد الافتراق عنكِ ولكن الامر خطير للغاية"
قام بمسح دموعها بينما تحدث بصرامة.
"ساتأكد من استعادة العرش ثم سأرسل اليكِ وفد زواج عظيم وساطلب يدك من والدكِ بشكل رسمي، لذلك انتظريني من فضلك"
لاتيل لوحت لعربة هيسينت الى ان اختفت تماما عن الانظار.
منذ ذلك اليوم لاتيل ذهبت الى المعبد وقامت بالدعاء كل يوم لمدة ساعتين.
كانت تأمل ان يكون امنا والا يصاب او يقتل ع ايدي المتمردين ولكن الشيئ الذي لم تصلي له لاتيل هو عدم تغير قلب هيسينت فهي امنت به تماما ولم تتخيل انه سيبتعد عنها.
هي انتظرت قدوم الاخبار بصبر من كاريسين فكلما زارهم المعبوثين تقوم بسؤالهم حول الاوضاع الحالية
"أما تزال الحرب؟ متى ستنتهي؟، هل هيسينت في وضع جيد الان؟"
لاتيل تسائلت اذا كان الله قد استجاب لدعواتها.
بعد سنتين تم اعلام امبراطورية تاريوم ان امبراطورا جديدا توج في كاريسين وكان اسم هذا الامبراطور الجديد هو هيسينت كاريسين
*
*
*
"هل انت سعيدة الي هذه الدرجة يا صاحبة السمو؟"
سألتها مربيتها بسخرية ولكن لاتيل ابتسمت.
"نعم, كيف لا اكون؟"
الان بعد ان توجَ هيسينت كأمبراطور، فكل ماتبقى لهما فعله هو الزواج.
مر شهران ع اعتلائه للعرش ولكن لاتيل لم تكن قلقه بشأن عرض زواجه المتأخر فقد كان امبراطور متوج حديثا، هو عليه ان يجعل الوضع السياسي مستقر اولا، وحتى لو لم ياتي المعبوث فورا فالامبراطورة المستقبلية يجب ان تكون قادرة علي الصبر.
"حسنا, انتما الاثنان ستبدوان جميلين عندما تقفان معا"
"حقا؟ هل تعتقدين ذلك؟"
"نعم، انتما زوجين جميلين"
لاتيل ابتسمت بشكل مشرق وفتحت كتابا يتكلم حول الحكم الملكي.
"انا ساستمر في الدراسة بينما تستقر احوال هيسينت، ان اكون امبراطورة يعني اني ساكون مسؤولة عن امور الرفاهية والثقافة ولابد لي ايضا من تولي ادارة القصر الامبراطوري لذلك يجب ان اتعلم الكثير"
"انا معجبة بإصرارك"
"ها؟"
"انا اتمنى ان تمتلك امبراطوريتنا اميرة مثلك...."
المربية تنهدت
"ولي العهد غير مهتم بالنساء، هو فقط يقرأ الكتب"
"حسنا، انا كذلك ايضا"
"انتِ تقرأين الكتب بينما تواعدين حبيبك، وتتعلمين الفنون العسكرية والمبارزة، بينما ولي العهد فقط يقرا الكتب طيلة اليوم ولا يفعل اي شيئ اخر"
"صحيح"
ضحكت لاتيل وقلبت الصفحة، كانت تتصفح الرسائل المزدحمة، وكان صبرها ينفد، أرادت مفاجأة هيسينت بإنجازاتها العلمية، لكنها شعرت أنه ليس لديها ما يكفي من الوقت.
وفي أحد الأيام، وصل أخيرًا وفد من كاريسن، عند سماع الأخبار، خرجت لاتيل من غرفتها وأسرعت إلى غرفة العرش، كانت غرفة العرش الإمبراطوري في تاريوم مفتوحة من جميع الاتجاهات باستثناء مكان العرش، لذلك كان يمكنها سماع تقرير المبعوث بسهولة من مكان وقوفها.
"صاحبة السمو؟"
فاجأ الاقتراب المفاجئ للأميرة أحد الحراس القريبين، أشارت لاتيل إليه بأن يصمت واختبات خلف عمود كبير حيث يمكنها سماع المحادثة.
وكان الوفد والإمبراطور يتبادلان التحيات: " من فضلك اعتنى بإمبراطورنا الجديد" و "نأمل في الحفاظ على هذه العلاقة الودية بين البلدين" وما إلى ذلك. ثم أخيرا ثم طرح موضوع زواج إمبراطور كاريسين.
إنهم يتحدثون عنى، سوف يطلبون يدي للزواج، فكرت لاتيل وهي تضغط بيديها على فمها وتستمع بانتباه.
"امل ان ترسل امبراطورية تاريوم بركاتها للزوجين الامبراطوريين الجديدين"
ولكن الكلمات التي صدرت من المعبوث لم يكن الشيئ الذي تتوقعه لاتيل حيث فتحت عيناها ع مصارعيها، الزوجين الامبراطوريين الجديدين؟ مباركات؟
"....هل سيتزوج؟ من هي العروس؟"
"انها الانسة آيني ابنة تور داغا"
آيني؟ من هي بحق خالق الجحيم؟ العروس...لم تكن لاتيل؟
كان هناك شعور بالوخز في مؤخرة رأسها، بدأت لاتيل تشرد في حيرة.
'هل ادعى آيني؟'
فكرة مجنونة خطرت في راسها لوهلة ولكن...لا لم يكن كذلك
لاتيل عضت شفتها حيث لم تستطع تصديق الامر، هي بوضوح سمعت الاسم بكلتا اذنيها.
'هل حدث تغيير بالوفود؟'
سواء ان علموا بعلاقة لاتيل وهيسينت ام لا فان تهنئة الزوجين كانت متوقعة، انتهى المطاف بلاتيل بالهرب من المكان الذي كانت تختبئ فيه وهرعت عائدة الى غرفتها وطمرت وجهها في السرير وبكت
"الاميرة؟ اوه ياللهي! سموك! مالخطب؟"
المربية بدت قلقة ولكن لاتيل لم تكن لديها القوة لكي تجيب وبعد فترة هي مسحت دموعها.
"مربيتي، هيسينت ...هيسينت سيتزوج من امراة اخرى"
"ماذا؟ مستحيل! انا واثقة من انكِ سمعتِ الامر بصورة خاطئة"
المربية لوحت بيدها كما لو كان الامر مجرد هراء.
"الجميع يعلم كم كان مخلصا لكِ وهو سيرسل مبعوثا من اجل التقدم لكِ وربما انتِ سمعتِ شيئا خاطئا؟"
"لا,انا حتى سمعت اسم العروس، لقد كانت تدعى آيني"
اتسعت اعين المربية بينما لاتيل طمرت وجهها في السرير مجددا وبدات تبكي
*
*
*
'مخادع ...خائن...شرير...قمامة'
لاتيل جلست بتهور على عتبه النافذة حيث كانت ساقها تتدلى بينما تحدق في السماء الزرقاء
كيف يمكن ان يحدث هذا؟ لقد كان ذلك قبل عامين عندما اقسم هيسينت بحبه الابدي تحت السماء ذاتها حيث تذكرت كيف كانت الرياح تداعب خصلات شعره وكيف هي انفجرت ضاحكة ومدت يدها لتزيح خصلات شعره الى الخلف كاشفة عن عينيه الرماديتين المليئتين بالعاطفة والمودة
' هيسينت.....'
ولكن كل ذلك انتهى الان, فهيسينت قرر الزواج من امراة اخرى من بلده وقد ارسل مبعوثا خارج البلاد ليلعن عن الامر وهم ايضا سيزورون اماكن اخرى وبالتالي كل بلد سيسمع بشأن الامر والزواج قد اوكد بالفعل.
"هل تغير قلبه؟ ألم يعد يحبني؟" همست لاتيل لنفسها.
شعرت بالمرارة، وأغلقت لاتيل عينيها وضربت رأسها بشكل متكرر بإطار النافذة، "كان يجب أن أصلي من أجل أن يحبني دائما"
لا بد أن صلواتها كانت تميل نحو رغبتها في سماع أخبار النصر، كانت غاضبة من الفكرة، هل يمكن أن تكون صلواتها قد جاءت بنتائج عكسية عليها؟ بكت لاتيل، بين احتمالية إصابته خلال حرب العرش وأخبار خيانته، أيهما سيكون أكثر حسرة؟
"يا إلهى من فضلك إنزلي من هناك يا صاحبة السمو! إنه أمر خطير للغاية" صاحت المربية عليها.
ردت لاتيل: "ليس الأمر كذلك، إلا إذا تم بناء هذا القصر بطريقة خرقاء"
"ماذا لو أفقدتك الريح توازنك؟"
"أعلم أن الريح لا يمكنها أن تؤثر على لا جسدي الثقيل"
"انتِ لستِ بذاك الثقل"
"كم أتمني ألا يكون رأسي ثقيلًا أيضًا" تمتمت لاتيل بفتور وعادت لتسند رأسها على إطار النافذة
"أيضا، هيسينت لقيط.."
عندها بدأت المربية بالتجول في الغرفة والتفقد على الرغم من عدم وجود أي شخص آخر بالغرفة.
" ماذا تفعلين؟" سألتها لاتيل في حيرة، وأخرجت المربية بعناية رسالة من صدرها. (ام سماح)
"هذه من أجل سموك"
لقد كانت رسالة في مظروف أزرق فاتح مصنوع من ورق عالي الجودة.
"رسالة؟" نزلت الأميرة المحبطة للحصول على الرسالة، لتكتشف أن اسم المرسل لم يكن مكتوبا، "إنها رسالة مجهولة المصدر، ما الذي تتحدث عنه؟"
"لقد سحبني أحد أعضاء الوفد بهدوء جانبا ليطلب مني تسليم هذا إلى سموك سرا، اعتقد انها من الإمبراطور هيسينت"
***
"الوفد؟"
لقد كانت من هيسينت، من الواضح انها رسالة من هيسينت
قلب لاتيل خفق بترقب ولكن سرعان ما غمرها القلق
ماذا لو كانت هذه رسالة للانفصال؟
لاتيل حبست انفاسها وفتحت المظروف حيث شعرت وكأن دهرا قد مر اثناء فتح الرسالة
هي خشيت ان تهرب الكلمات والحروف في غضون ذلك وبالتالي عضت شفتها اثنا قراءة الرسالة
"مالذي يقوله؟"
صمت لاتيل استمر لوقت طويل والمربية لم تستطع كبح فضولها حيث سالت بقلق
"هل هو تبرير؟"
"لا"
"لا؟"
المربية حدقت بغضب ولكن لاتيل بقت بتعبير فارغ، لقد كانت مجرد رسالة ولكنها حدقت بها ثم تنهدت ومزقتها لاشلاء
"سموك؟"
"انه يطلب مني الذهاب لكارسين"
"المعذرة؟"
"هو لم يستطع التحدث عن التفاصيل في الرسالة"
"اي نوع من الهراء هذا؟ هل ذراعه مصابه؟ لدرجة انه لم يستطع سوى كتابة بضعه كلمات؟ انا اعني حتى لو كانت ذراعه تؤلمه فالامر ليس وكأنه لا يمتلك اي شخص اخر ليكتب بدلا عنه"
اعتلت تعابير الانزعاج وجه المربية ولكن لاتيل ببساطة هزت رأسها بحزن.
"لا اعلم مربيتي، مالذي ينبغي علي فعله؟"
"ما الذي ستفعلينه؟ انتِ يجب ان تكتبي رسالة ايضا"
"مالذي يجب ان اكتبه فيها؟"
"اكتبي، ايها الوغد عديم القيمة، انا اشعر بالاسف ع شعب بلدك لان شخصا مثلك سيصبح امبراطورا لهم"
لاتيل انفجرت ضاحكة بعد سماعها للهجة المربية القاسية ولكن سرعان ما تلاشى ضحكها تدريجيا ووجها اصبح خاليا من التعابير تماما حينها حدقت بها مربيتها بقلق اكبر.
"الن تقومي بكتابة رسالة؟"
"لا اعلم، مازلت افكر في الامر، من الصعب اتخاذ قرار بهذا الشأن"
لاتيل لم تتخذ قراراها الا بعد مرور ثلاث ساعات
*
*
*
اثناء وقت العشاء.
"والدي، انا ساذهب الى كاريسين"
الامبراطور فتح عينيه علي مصراعيها عندما سمع الكلمات المفاجئة التي نبست بها لاتيل اثناء تناول الطعام.
"الى اين؟"
"انا سأذهب الى كاريسين"
كلمات ابنته كانت اشبه بتنبيه انها ستغادر، الامبراطور كان متفاجئا للغاية حيث توجهت انظاره نحو كبير الخدم، في فزع ومع ذلك لمجرد كونه كبير الخدم فهذا لا يعني انه يعرف ما يوجد في قلب لاتيل ايضا وبالتالي اعاد الامبراطور انظاره نحو لاتيل مجددا.
"لماذا ستذهبين الى كاريسين فجأة؟"
"........."
لاتيل ترددت، لم يكن من السهل القول انها ستذهب الى هناك بسبب رجل، هي يمكنها ان تقول هذا السبب لو كان هيسينت عازبا ولكن وفد زفافه وصل ظهر اليوم.
"هل انتِ ذاهبة لمقابلة هيسينت؟"
يبدو ان الامبراطور استطاع قراءة افكارها حيث سألها بصوت كئيب
'هل يعرف والدي العلاقة بيني وبين هيسينت؟'
لاتيل حدقت بوالدها في دهشة وعندما تلاقت عينيهما، ابتسم الامبراطور بمرارة
"هيسينت رجل جيد ولكنه ليس الشخص المناسب لكِ"
لابد انه علم بالامر بالفعل.
"والدي"
"لا تتمسكي بعلاقة وصلت لنهايتها"
"انا..."
"الاب يعتقد ان هذا هو الافضل"
وضع الامبراطور فنجان الشاي جانبا ونهض من مقعده واقترب من لاتيل ثم امسكها بين ذراعيه وعانقها بشدة
(دي اللقطه من المانهو حطيتها عشان عجباني)
"اذا تزوجته فسيتعين عليكِ الذهاب الى بلد اخر بعيد وهذا الاب يريد من ابنته ان تبقى بجواره لفترة طويلة واريدك ان تحبي وتعيشي تحت نطاق سلطتي لاتمكن من رؤيتك"
"انا...."
"لا تقولي ع الاطلاق بأنك تريدين الزواج من هيسينت حتى لو اصبحتِ محظيته"
لاتيل هزت راسها عند سماع كلماته
"انا لم افكر في ذلك على الاطلاق"
"حسنا"
"ولكني مازلت اريد الذهاب الى كاريسين"
الامبراطور عبس قليلا وحدق بتعابير ابنته العنيدة، لاتيل قدمت طلبا حازما كما لو كانت عازمة على الذهاب.
"لاتيل، ابنتي، لماذا تريدين رؤية الرجل الذي ترككِ وتزوج من شخص اخر؟ انا سأدعك تذهبين لو كنت ستقومين بشتمه"
"انا اريد ان اسأله عن سبب فعله هذا"
"وهل للامر معنى؟"
"سيجلعني ذلك اشعر بالتحسن اكثر مما انا عليه الان"
شفاه لاتيل كانت تبرز عنادها حينها طق الامبراطور بلسانه لان لا احد يستطيع ان يغير رأيها عندما تظهر ابنته هذا التعبير.
"ممن ورثتي عنادكِ هذا....؟"
الامبراطور ربت ع شعر لاتيل ثم عاد الى كرسيه ومع ذلك كلماته التالية جهرها بصوت حازم.
"انتِ لا يمكنكِ الذهاب"
هي اعتقدت انه كان ع وشك منحها الاذن ولكنه حطم امالها تماما
لماذا؟
تعابير لاتيل انهارت وصرخت في وجهه
"والدي!"
ولكن بعد ذلك مباشرة حدث تغيير في كلماته
"ولكن انا سأدعك تذهبين اذا استوفيت كلا الشرطين"
"من فضلك اخبرني وانا سأنفذهما"
هي نظرت الى والدها بعيون جادة حيث كانت عازمة ع الذهاب الى كاريسين مهما كلف الامر وهي كانت واثقه بنفسها من انها تستطيع تلبية جميع الشروط التي سيضعها والدها.
ابتسامة خبيثة ارتسمت ع وجه الامبراطور بصورة غير متوقعة.
"اولا عندما تقابلين هيسينت قومي بالدعس ع قدمه، واذا سالك عن سبب فعلكِ لهذا قولي له اني من امرتكِ بفعل هذا"
لاتيل فتحت عينيها ع مصارعيها ولكنها سرعان ما ابتسمت وهتفت : "حاضر"
"والشرط الثاني؟"
"ستذهبين الى حفل الزفاف كممثلة الوفد"
"ها!"
"انا لا يمكنني ان اسمح لكِ بالذهاب بمفردكِ، وتصبح ابنتي مصدرا للسخرية، لذلك اذهبي الى حفل زفافه كمبعوثة لنا واجعليه يبدو سيئا، انت يجبِ ان تذهبِ وتظهري شيئا مثل "انا لا اهتم حتى برجل مثلك"
الامبراطور زفر, لو كان يعلم ان الحال سينتهي هكذا لما سمح لهيسينت بالدراسة بتاريوم، ومن ثم التفت الى كبير الخدم.
"اليس كذلك؟"
"نعم، انا اتفق مع جلالتك"
رد كبير الخدم حوى معنى ضمني بينما وقفت لاتيل ساكنه تنظر بالتناوب بين والدها وكبير الخدم ثم تنهدت
"حسنا,انا سأفعل ذلك"
*
*
*
بعد 3 اسابيع
لاتيل اصدرت مجموعه من الأوامر كممثله لوفد الزفاف.
'حبيبي السابق سيتزوج من امراة اخرى فلماذا انا احضر هذه الاشياء بيدي؟'
هي لم تستطع البقاء هادئة وبالطبع نوبات غضبها غالبا ما ترتفع اثناء عملها وفي كل مرة تلوح انظارها الي الهدية التي حضرتها لاجل هيسينت، هي تقوم بقمع رغبتها في القيام برميها ع الارض وسحقها تحت كعبها
الهدية كانت شجرة ترمز الى الزوجين المتناغمين، تبا لذلك التناغم.
'فقط اهدئي، انا لم أنظم الوفد من اجل هيسينت، اذا فكرت علي هذا النحو فهذا فقط سيجعلني اشعر بشعور جيد لثانية واحدة فقط، والامر سيتطلب مني الكثير من الجهد لأصلاحها، هذه مجرد مهمة لبلد اخر‘
لاتيل حافظت على صورة مثالية نحو الواجب المفروض، بينما كان الامبراطور ينظر اليها من مسافة بعيدة
"انا لا اريد ان تذهب لاتيل بعيدا عني حتى لو تزوجت" (يسطا اتخمد ما مضيع البنت غيرك)
"نعم,انا امل ان تتعلم الكثير من جلالتك وان تصبح احد اعمدة امبراطورية تاريوم"
ولكن لم ينظر الجميع الى لاتيل علي انها مؤهلة لهاذا.
"هذا قاس للغاية ياابي، كيف طاوعك قلبك ع ارسالها الى زفاف
حبيبها السابق؟"
ولي العهد، ريان كان ايضا ع علم بالعلاقة التي كانت بين لاتيل وهيسينت وقد عارض والده فهو لم يصدق انه سيرسل لاتيل كممثلة ومع ذلك هذا التمرد الصغير من ولي العهد لم يدم طويلا.
"اذا لم تنجح علاقتهما على اي حال فهي يجب ان ترى الامر بام عينيها، هي تفتقد هذا الرجل كثيرا وقد قضت سنتين تذهب الى المعبد من اجل ان تدعو لسلامته لذلك يجب ان نسمح لها بالحصول ع نهاية حاسمة"
اخيرا جاء يوم مغادرة الوفد الى كاريسين لاتيل امتطت حصانها الابيض واحكمت امساك لجامه.
هي كانت مولعة بالرياضة والفنون القتالية منذ ان كانت طفلة كما انها كانت معتادة ع ركوب الخيل.
المبعوثين نظروا بفخر الى اميرتهم على الحصان الكبير

《الصورة من المانهوا_طبعا هذا رسم الملامح الجديد》
"سأعود قريبا"
بعد توديع عائلتها، لاتيل امرة الوفد بالمغادرة.
الرحلة استغرقت 15 يوما ولحسن الحظ كانت خالية من المخاطر نظرا لكبر حجم الموكب حيث لم يهاجمهم اي لصوص او قطاع طرق وايضا لم يكن هناك اي تخييم بسبب المسؤولين المختصين بحساب المسافة وبالتالي انتقلوا الى كاريسين بسرعه وامان
*
*
*
عند وصول لاتيل اخير الى عاصمة كاريسين، اجتاحها حزن كبير فهي كانت تعلم انها ستأتي الى هنا يوم ما ولكنها لم تتوقع ان تأتي تحت هذه الظروف.
هي ظنت انها ستأتي الى العاصمة لتتزوج هيسينت وفكرت انها ستركب عربة ذهبية مع وفد هائل وتستمع الى هتافات اهل كاريسين
'هيسينت...'
ولكن الحال تغير تماما، صحيح انها قدمت الان مع وفد زفاف ولكن لم يكن من اجل زفافها بل لمباركة زفاف شخص اخر وجميع الهدايا في العربة لم تكن من اعداد والدها لها بل هدايا اختارتها لاتيل لعروس هيسينت.
لاتيل شعرت بأن قلبها يصبح واهنا حيث احكمت امساك اللجام وقبضت فكها.
"سمو الاميرة,هل انتِ بخير؟"
قائد الفرسان الذي كان يرافق الموكب نظر اليها في قلق ولكنها ابقت فمها مغلقا لانه لو تحدثت الان فقط الشتائم ستتدفق من فمها والامر سيكون محرجا امام قائد الفرسان والذي كان بدوره يفكر فيها كزهرة كبرت في دفيئة
بعد الوقوف لفترة من الزمن، لاتيل اخذت نفسا عميقا وصفعت خديها بكلتا يديها.
"انا بخير,لنذهب الان"
لم تكن بخير ع الاطلاق، عندما وصلت الى القصر الامبراطوري هي قامت بتحية مسؤول كاريسين ولكن ذهنها كان في مكان اخر.
"لم اتوقع ان تأتي صاحبة السمو شخصيا"
بالرغم من ان المسؤول تحدث معها بابتسامة ودية ولكن صوته بدا وكأنه انتقاد
هي بالكاد كبحت نفسها من امساك الرجل من ياقته، هل هذا الرجل مرتبك من ان الحبيبة السابقة للعريس قد قدمت كجزء من وفد الزفاف؟
'لا يمكنني التصرف هكذا فهم لا يعلمون اني كنت اواعد هيسينت'
لاتيل نجحت في التحكم بقبضتها.
"لقد كان بيني وبين الامبراطور هيسينت صداقة منذ تواجده في امبراطورية تاريوم وهو سيكون سعيدا برؤيتي شخصيا"
"بالطبع، جلالته سيكون سعيدا للغاية لمعرفة ان صاحبة السمو موجودة هنا كممثلة للوفد"
‘سخيف‘
مسؤول كاريسين اقتاد لاتيل لمقابلة هيسينت وبقية المجموعة ذهبوا في اتجاهات مختلفة من اجل تفريغ الامتعة
"نحن مشغولين بأستقبال المبعوثين من جميع انحاء العالم ولكن سيكون من الجيد لو بقيت الوفود الاجنبية، قصر الضيافة عادة ما يكون فارغا بشكل مخيف ولكن هو الان مليئ بالضيوف"
طوال الطريق عبر الممر الاصفر، المسؤول روى العديد من القصص المختلفة اثناء سيرهم ولكن لاتيل فقط استمعت لنصفها وابتلعت لعابها حيث كانت خطاها تتثاقل في كل خطوة تخطوها وفجأة هي ندمت ع المجيئ الى هنا وذهنها اصبح فارغا حول ما يجب ان تقوله لهيسينت عندما تقابله.
تهانينا؟ ولكن لماذا غيرت رايك؟ واذا كنت ستغير رأيك فلماذا لم تفعل الامر قبل ان تجعلني انتظر طويلا؟ هل كانت الايام التي قضيتها معك مجرد مضيعة لوقت؟
في البداية هي ستقوم بالدعس ع قدمه كما قال لها والدها.
لاتيل رسخت هذا الامر في ذهنها بينما كانت تنظر الي ظهر المسؤول.
المسؤول اخيرا وقف امام الباب حيث فتح الباب دون طرقه كما لو انه تم ترتيب الامر مسبقا.
"شكرا لك"
لاتيل عدلت كتفيها ودخلت
لقد بدت وكأنها غرفت العرش حيث كان العرش موضوعا في اعلى الغرفة مع وجود طاولات كبيرة رُتبت في الاسفل ولكن خلافا لبقية غرف العرش فهذا المكان كان اكثر حميمية.
بالنظر الى ارجاء القاعة، علمت لاتيل انها لا تستطيع قضاء المزيد من الوقت هنا لان هيسينت كان يقف هناك ويحدق بها بفراغ
هي كادت ان تهرع نحوه وتقفز بين يديه كعادتها ولكنها صلبت كتفيها فهي لم ترغب في اظهار اي مودة باقية للرجل الذي تخلى عنها
"لاتيل....انتِ هنا"
ولكن بمجرد اغلاق الباب، كان هيسينت الشخص الذي اندفع الى الامام وحضنها وبالتالي تجمدت لاتيل في مكانها بينما دُفنت بالكامل بحضنه الكبير والمألوف رغما عنها حينها انبثق شعاع صغير من الامل ولكن لاتيل رفعت يدها ودفعته بعيدا، هيسينت حاول ان يمساك وجهها بيديه ولكنها اوقفته.
"لديك خمس دقائق لتفسر الامر.لماذا طلبت مني القدوم؟"
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon