"كل الوجوه خائنة
كل الكلمات كاذبة
كل الالوان باهتة"
...****************...
"مطعم بسيط يطل على حديقه جميله،يقع في وسط المدينة مما يمنحه شعورا بالحياة،تجلس فتاة بمفردها في أقصي المطعم تحرك قدميها بتوتر تنتظر احدهم،يلاحظها نادل المطعم فيذهب لأخذ طلبها قائلا:
- عفوا هل ستطلبين شيئا يا آنسة..؟
تبتسم له بهدوء وتقول:
-لا شكرا انا انتظر شخصا ما.
يومأ لها بهدوء ويذهب لأخذ طلب الزبائن الآخرين.
.
.
.دخل رجل أربعيني المكان وعلي وجهه علامات التجهم،يقلب بصره يبحث عن شخص ما وما لبث أن ذهب تجاه الفتاة في أقصي المطعم،جلس علي الكرسي المقابل لها،وقال بهدوء عكس ما بداخله من غضب:
-لماذا طلبتني تالا...؟
تنهدت بتعب قبل أن تقول بترقب:
-هل يمكنك أن تقرضني بعض المل وساعيده لك في نهاية الشهر..؟
وما أن قالت هذه الكلمات حتي ازداد وجهه تجهما وقال بغضب:
-لماذا قد تحتاجين مالا وانت تقبضين مرتبك،لو لم يكن من اعمالك تبذيرك لما اضعتي المال علي اشياء تافهة مثلك.
-تافهة!...انت تقول عني تافهة،اسمعني جيدا يا من تسمي ابي،ان تلك التافهة التي لا تعجبك تنفق على نفسها منذ سنوات عديدة دون الحاجة اليك،لكنني لم اعد استطيع تحمل تكاليف علاجي والشقة والطعام والمرابس بمفردي،في حين أن راتبك أضعاف أضعاف راتبي الشهري لكنك بخيل لا تحب سوي نفسك.
.
.
.كان الرجل يستمع إليها دون أي تعابير تذكر وكان الحديث الذي قالته للتو لا يمت له باي صلة،قال بهدوء بعدها:
-انا لست بخيلا،ولكنك كما تعلمين عزيزتي لدي أسرة اود الحفاظ عليها ومولود على وشك المجئ،لذلك انا لست متفرغا لسماع تفاهاتك،ولكنني ساراعي كونك ابنتي وساساعدك هذه المرة فقط.
ثم أخرج من جيبه ظرفا ووضعه على الطاولة أمامها قائلا:
-هذه المرة الأخيرة التي ساساعدك فيها واتمني أن تنسي أن لديك ابا،فقد وضغتكي انتي ووالدتك في الماضي وانتهي الأمر.
قم أكمل بسخرية وقال:
-لكنني قد افكر في اعطائك دعوة للحفلة التي سنقيهما احتفالا بالمولد الجديد.
ثم استطرد ساخرا:
-وداعا يا ابنتي
وخرج من المطعم،كانت الفتاة تقف بصدمة وقد أحست بطعنة في ظهرها،لقد تخلي عنها اخر شخص في حياتها،تخلي عنها والدها بدم بارد،احست انها تقع في الهاوية،الهواء في رئتيها أصبح اقل،نظرة الانكسار والفراغ في عينيها كانت تشرح لمن يراها الكثير،تشرح له عن روح ممزقة خذلتها الايام،او عن شابة ذات قلب عجوز خذله الزمن،ام عن دموعها التي أبت أن تنزل حفاظا على كبريائها،كانت تمشي كالموتي دون أي ردة فعل،جمود فقط هو ما يغلفها،امسكت الظرف بأنامل مرتعشة وأخذت حقيبتها وخرجت من المطعم بهدوء متجاهلة أعين الناس المشفقة عليها،كانت تمشي دون وجهة،دون اهتمام،دون احساس بالعالم،وقد تكونت طبقة زجاجية علي عينيها فأصبحت غشاوة تعمي الرؤية،احست للحظة بالخذلان،وكان جسدها باردا كالثلج،كان قلبها طيب لكنها لم تذق الطيبة التي كانت تعطيها للاخرين،ادركت أن الجميع يتعامل مع الآخرين بلطف،الا معها هي،ربما لأنها اعتادت أن تضع نفسها في هوامش وتضعها أسفل الدرج،بالكاد استطاعت التوقف بعد أن سمعت نداء باسمها،نظرت للخلف فإذا به نادل المطعم"رامي"،نظرت الي الأرض تنتظر أن يتحدث،لكنه اخرج من جيبه بطاقة عمل واعطاها إياها وهو يقول:
-"اذا اردتي تلقي العلاج،بامكانك الاستعانة بنا.
"بنا!"
...----------------...
- ارجو التصويت على الرواية
- تم النشر من لاڤندر
- بالمناسبة:^_^ وجهك جميل.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon