بعد دخولي المتوسطه ....
و بعد انتقالي من الابتدائيه في منطقه ريفيه إلى منطقه مدنيه مع عائلتي و اهلي تركت كل اصدقائي هناك و ذهبوا إلى متوسطه في منطقتنا القديمة…
لاكون صريحا لم اكن اعرفا حدا هناك ابدا
ولم استطع التعرف على اي احد بسهوله
لكن بعد ان ترتبنا شعبا استطعت ان اعرف الكثيرين...
لاني كنت دائما شخصا اجتماعيا و مرحا كثير الكلام
احب كل الطلاب كلامي و مزحي السخيف دائما
و احب المدرسين نشاطي و ذكائي اذ لفت انتباههم بهذا...
لكن كنت اول المتهمين في اي مشكله تحصل في المدرسه بسبب عدم قدرتي في الرد و الدفاع عن نفسي لكنهم كانوا في نفس الوقت يخافون من قوتي و غضبي تفوقوا علي في كلامهم وطيله لسانهم علي ...
لاكتشف انه لا احد وقف بصفي من المدرسين و الطلاب بل إتهموني مع علمهم اني شخص مسالم ولا يحب المشاكل ...
لكن الايام مضت على هذه الحال ...
الى ان اجتزنا الفصل الاول و اخذنا العطله الربيعيه ...
وبعد ان بدأنا بدوام الفصل الثاني .
لقد جاء موعد الاعلان عن الاوائل ...
صدم الجميع اني منهم.
فقد كنت الثاني على فصلي ...
لم استطع التقدم لاخذ الهديه اثناء التجمع الصباحي لان الكثير من الطلاب كانوا ينظرون الي ولاني كنت خجولا جدا فدفعني احد الطلاب من خلف ظهري ليخرجني ...!!!
ضهرت اخيرا بين الجميع وقد ضحك علي الكثيرين رغما اني لم اقع و امسكت نفسي ، لاتقدم و قد كنت من بين الكل بدل ان اكون مبتسما كنت عابسا لكي لا اضهر فرحتي لاحرج امام الكل اكثر ...
اصبحت نضرت الكل الي مختلفه ، لقد كانت نضرتا عدوانيتا بعض الشيء ...
ومرت الايام لاجد فتا لم اكن الحظه مسبقا بسبب هدوئه الشديد ولانه لم يكن في نفس شعبتي ...
كنت كل ما مررت بجانبه عندما اخرج من صفي الحظه جالسا اما وحده و اما بين مجموعه من الشباب لا يتكلم ...
كنت كثير الحركة دائما لهذا قدماي تقودني الى الساحه لارى الطلاب اكثر من عدة مرات و كلما حاولت ان استقر رأيته امامي...
لم اصتطع التحكم بنفسي و ذهبت لتكليمه لاني كنت اعرف كل طلاب المدرسه بسبب كوني شخصية اجتماعيه ويلفت انتباهي امثاله ...
و اصبحت مره بعد مره اذهب اليه تلقائيا من دون الشعور على نفسي ، كان شخصا مهذبا لطيفا لم اجد مثله من قبل و كنت اعده صديقي الوفي...
اكتشفت فيما بعد انه يكبرني بثلاث سنوات و عندما سألته عن السبب تأخيره الدراسي اجابني انه تأخر ثلاث سنوات دراسيه لانه كان يعاني في اول سنوات حياته مرضا في القلب وبعد شفائه منه استطاع الدخول متأخرا ...
وبعد مضي سنتين اصبحنا في السنه الثالثه من المتوسطه
تطور الكثيرين وقتها وانا وهوا منهم
لكن وقتها اغلقت المدارس لضروف سياسيه و لغرض الاحتجاجات القائمه من الناس لغرض استجابه الدوله لهم ...
بعد أغلاق المدارس اضطر الطلاب إلى الدراسة في منازلهم اسبوعا و اسبوعا اخر يذهبون الى المدرسه ...
الى ان تخرجنا من المتوسطه ، اخذت تقديرا عاليا جدا و قبلت في الثانويه ...
المفرح في الموضوع إن كل الطلاب ذهبوا اليها ولم اعد غريبا مثل ذي قبل ...
ولكن لم تكتمل فرحتي بعد شهر من قبولي و قبل بدء الدوام تعرضت عائلتي و اهلي الى حادث خرجت امي وحدها منها حيه اما أبي و اخوتي و اخواتي ماتوا في نفس اللحظه ....
لم اكن معهم وقتها كنت باقيا بالمنزل بتفضيل مني ، تمنيت إني كنت معهم لأموت انا ايضا لان الحياة ضاقت بي وتعبت وبعد هذا ...
ذهبت الى المستشفى و اكنت اصرخ و اطلب الدخول الى غرفة اهلي لأراهم لاخر مرة في حيات لكن الأطباء منعوني و رفضوا دخولي ...
اضطررت فيما بعد الى اخذ مفاتيحهم خلسة و الدخول اليهم ، ومع ذلك لم يفتح قفل الباب فاضطررت لاستعمال القوه و كسر القفل في داخل الباب لادخل اليهم ...
وبعد دخولي و رفعي الاغطية عنهم انصدمت إني قد رأيت جثثا ممزقة الاجسام مقطوعة الاحشاء غارقة في الدماء ...
و بعدها اضطررت للهرب لاني وقتها قد احدثت ضجه قرب غرفة المرضى فأعلموا الاطباء ...
لقد ضنوا انه قد سرق شيء ، وبعد التحقق لم يجدوا اي شي اختفى او تحرك من مكانه غير الجثث التي لم يؤخذ منها شي من الاساس ...
بعد مده عدت مره ثانيه انا و امي الى منزلنا ...
وبعد بدء السنه الدراسيه الجديده ...
لقد كان حلمي ان اصبح طبيبا جراحا مختصا بالامراض القلبيه لاساعد كل الاطفال و الناس الذي كانو يعاننون مثل صديقي قبل شفائه...
و بعد ان التقيت بصديقي و كنا نتكلم فجأه اخبرني انه كان يعرفني قبل ان اتي لاكلمه و قد راني عندما خرجت بين الطلاب الاوائل لاول مره في المتوسطه و اخبرني انه قد رأى في شخصا طيبا و ابيض القلب خجولا لهذا عندما اتيتت عرفني....
لقد كان هذا كفيلا ان يفرحني في حزني ...
وبعد ان تخرجنا من الثانويه اخذت تقديرا ممتازا لكنه لم يكن التقدير الذي يوصلني الى هدفي ...
لكني اخذت شيئا قريبا منه وهو القسم التشريحي و الادله الجنائيه بينما اصبح صديقي طبيبا في الأعصاب ...
بعد دخولي للجامعه اصبح لي حياة جديد و بالأخص ان امي قد تقاعدت من عملها ...
اصبح علي فجأه ان انضم وقتي بين حياتي الجامعيه و عملي و لكني لم استسلم لهذا ...
بل عملت بجد اكثر ...
و في احدى المرات وجدت وضيفه بدوام جزئي مناسبه لي و لاوقات دراستي و لكن صدمت إني فور ان ذهبت اليها تم طردي بلا سبب من اول يوم ...
جلست مهموما حزينا و فجئ هجائني شخص اخبرني ان كنت قد طردت في اول يوم لك بلا سبب فأنا مثلك و عندما رفعت رأسي لأرى من كلمني اكتشفت انه صديقي السابق ، لم اعرفه في البدايه لاني لم اكن مركزا ومن ناحية اخرى لم يكن لدي تواصل معه خارج المدرسه ...
وهوا الاخر قد عرفني ، فأتفقنى ان نجمع ما لدينى من اموال لفتح مشروع صغير نشترك فيه نحن الاثنان...
كان عباره عن محل للقهوى و الحلويات بعد مده من العمل الطويل استطعنى بنائه و فتحه ...
و كنا نحن الاثنين نتناوب فيه لاجل دوامنى الجامعي
وفي احد ايام العطل انتهى وقتي و جاء وقت مناوبة صديقي فقررت انتضاره لانه لم يكن لدي اي شيء لافعله الى ان انهيت مناوبته و اخذتها بالكابل...
وبعد حلول الليل قمت باغلاق المحل و في طريق عودتي اتصلت بصديقي ولكنه لم يرد علي...
و فوجئت مره ثانيه عندما اتصل بي رقم صديقي و لكنه لم يكن هو ...؟!!!
بل كان شخصا يقول ان صديقك لدينى و إن لم تأتي نقوم بقتله و إياك احضار الشرطه او اعلام اي احد ...
لم اخف من تهديد العصابه لكني كنت متهورا و خائفا على صديقي في نفس الوقت...
قام الجناة بارسال موقع وجودهم لي...
استعجلت بالذهاب اليه وعندما وصلت ...
قامو بالهجوم علي و لحسن حضي إني كنت قويا جدا و ضربت و اصقطت منهم و لكن اثناء ما كنت مشغولا بابعادهم عني جائني شخص من الخلف و وضع منديلا على انفي و فمي ليخدرني ...
قامو بضربي و تعذيبي و رموني بغرفه اشبه ما يكون بغرفة الخردى .... لكني سمعت انفاسا بجانبي لم اكن اعرف لم هيه بسبب الظلمه الشديده لم استطع رؤيه من الشخص هذا الذي بجانبي ...
و بعدها اخذوني افراد العصابه و اخرجوني من مخزنهم و قامو بتهديدي بالهجوم و ايذاء امي و هيا ما بقي لي من عائلتي و اثبتوا معرفتهم فيها بصور لمنزلنا و لها و امروني بتوقيع العقد بتسليم متجرنا اليهم لكي يتركوا امي...
خفت عليها و بالاخص اني عندما كنت محتجزا لم اعرف عدد الايام التي مضت و لم اعرف الليل و النهار ، لم يكن من خلقي التخلي عن رزقي انا و صديقي لاجل امي و لكني وقعته لاجلها املا بتركها و بعد خروجي اقوم بتعويض صديقي ....
و بعد توقيعي العقد قاموا برميي كألمهملات او النفايات لديهم و اخذوا مني سيارتي و هاتفي لكي لا اقوم بالوصول و اعلام احدهم ....
لكن مع إني كنت مصابا كنت عنيدا جدا و وقفت و سرت على قدمي و بعدها بدأت بالجري الى اقرب مركز شرطى في المدينه لأعلم منهم انه تم الابلاغ عن فقداني منذ اسبوع ....
فقمت انا بأبلاغهم عما حصل و ادلالهم الى المنطقه لكني كنت لم ارى وقتها جيدا ولم استطع وصف البناء و بعد ان ذهبوا و فتشوا تلك المنطقه عادوا ومعهم الاخبار ...
قالوا الي وجدوا بيت يقوم الناس فيه بالاعمال المشبوهه فارغا و وجدوا جثتا هناك ...
عرفت ان هذه هيا جثه الشخص الذي كان بجانبي و نغزني قلبي لأسأل نفسي هل هذا صديقي؟!!!.
امروني بإمساك اعصابي لأرى الجثه و أحاول التعرف على صاحبها ...
فوجئت بالصدمه المتوقعه ... لقد كان هذا صديقي ... انهرت وقتها و بكيت و اخبرتهم انه الشخص الذي كان معي في مشروعنا ....
فقاموا بأخذي الى موقع الحادث لاتعرف على مكان الجريمه وعندما ادخلوني اليه لم استطع التعرف على شيء لان المكان كان مظلما ... لكن الشيء المؤكد انه نفس المكان لان دمي كان موجودا فيه وبعد التحليل اثبت هذا ولانه كان موقع ايجاد صديقي...
وقتها لم اتحمل و طلبت العوده الى منزلي و بعد صدمه امي بعودتي قررت الذهاب الى منزل عائله صديقي لأعزيهم بوفاته ولد و ابلغهم ...
و بعد مده من عودتي وجدوا قتله صديقي ليحكم عليهم بالاعدام ... لكني قررت حضور اعدامهم لأطفيء لهب الغضب الذي بداخلي لاجل صديقي....
و قد وجدت الشرطه ما اوخذ مني ليعيدوها الي لكني لم اكن اريد اخذها ومع ذلك اخذتها بالاجبار ...
وبعدها بعت متجري انا و صديقي و سيارتي لاني لا اريد تذكر شيء يخص الحادث و استعملت الاموال التي حصلتها منها بالتبرع للايتام و النصف الاخر كتعويض لعائلته ...
وبعد عدة سنوات اصبحت شخصا مهما في عملي بعد تخرجي من الجامعه لاكون مختصا في التحقيق الجنائي...
و لأدرك ايضا ان الانسان يستطيع النجاح بأي شيء في حياته حتى لو لم يختره هو....
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon