...شجرة الروح...

في مكان ما في هذا العالم هنالك جزيرة ضخمة ومعروفة عند الجميع بغابة نيفيل الساطعة والجميلة. يوجد فيها الدفئ والأمان وجميع اشكال الحياة قائمة فيها على مدار قرون وكأنها جنة حقيقية , والسبب الرئيسي لعيش هذه الغابة بهذه الجمالية والرفاهية وازدهارها طول هذه المدة هو بسبب شيئ يدعى بشجرة الروح ...

عمر هذه الشجرة اكثر من الفي سنة. وسبب عيشها وعدم ذبلها او موتها طول هذه المدة , هو بسبب بذورها التي تكون على شكل اوراق وداخل هذه الأوراق (ارواح) الشجرة بنفسها ...

كل مئة سنة تسقط كل هذه الأوراق في آن واحد , وكل ورقة من هذه الأوراق تصنع شجرة تدعى بشجرة الحياة. في الأغلب تكون عدد الأوراق المتساقطة من 10 الى 11 ورقة. اي يكون هناك 10 او 11 شجرة من شجرات الحياة ...

و وظيفة هذه الشجرات هو اعطاء الحياة لشجرة الروح. وتتكرر هذه العملية كل مئة سنة تقريبا وبدون عوائق. لهذا السبب يظل الازدهار في هذه الغابة الجميلة قائم لقرون عديدة. وعدم موت او ذبل الشجرة الأم لهذه الغابة ...

بيوم من الأيام تحدث عاصفة جدا قوية لم يسبق لها مثيل ولكن الغابة استطاعت ان تصمد بفضل شجرة الروح التي تدير عناصر الرياح وعناصر الماء وعناصر البراكين وغيرها من العناصر. كله بيد شجرة الروح. ولكن هذه العاصفة لم تنتهي على خير. حيث انها اقتلعت ورقة من اوراق شجرة الروح واخذتها بمنطقة جدا بعيدة عن انظار الشجرة الأم (شجرة الروح) ..

ومرت ثلاثة شهور على سقوط هذه الورقة وهذه تعتبر معجزة لأن الورقة السقوط المحدد لها هو كل مئة سنة. ولكن حصل انحراف بسبب هذه العاصفة القوية , مما ادى لسقوط واحدة من بين الـ 11 او الـ 10 اوراق بعيدا عن منطقة الشجرة الأم (شجرة الروح). ومن المفترض ان تسقط هذه الورقة بعد 17 عاما وليس الآن ...

ومرت اكثر من سنة على سقوط هذه الورقة. وهنا واخيرا تفتحت هذه الورقة وولد منها طفل صغير و وحيد ويبكي بالغابة. ليس لديه احد ولا يعرف شيئ في هذا العالم , مرت بالصدفة فتاة صغيرة عمرها 12 عاما. ورأت هذا الطفل واستغربت لأنه وحيد ومرمي على الأرض , وبسرعة وبدون تفكير اخذته إلى منزلها واعتنت به ...

اسم هذه الفتاة هو ريني وماضيها كان مظلم , حيث انها وقبل سنة كانت تعيش حياة سعيدة وهنيئة مع والدها , وفجأة جائت العاصفة القوية. وظلو بالمنزل لكي يحمون انفسهم منها ولكن المنزل لم يستطع الصمود ابدا من هذه العاصفة , فأخذ الأب ابنته وركض بها خارجا لكي يأخذها لمكان اكثر امانا. وبطريقهم للبحث عن مكان آمن. استطاعو رؤية الورقة التي انحرفت عن

شجرة الروح وسقطت قبل موعدها المحدد الذي هو بعد 17 عام , والاب انذهل لوهلة. ولكنه استمر بطريقه للبحث عن مأمن لأبنته ...

وفجأة تأتي بومة ضخمة وهائجة بسبب امر غير معروف. اتت واخذت الاب وطارت به بعيدا وسحقته , وهذه البومة تدعى (كورو) وهي ملكة الغابة والجميع يعرف بذلك. ولكنها بالعادة مسالمة. ولكن ولسبب غير معروف اصبحت هائجة وقتلت الأب بسحقها له بقدميها الكبيرتين. وكان واضح الغضب على عينيها ...

ومن ثم رجعت البومة للفتاة ريني. ولكنها فقط طارت بها ورمتها بوسط الغابة , والفتاة ريني لم تستطع الحزن على والدها حتى. حيث انها اصابت بجروح بليغة وتركت وحيدة بالغابة ولا تستطيع الحراك ابدا , وفارقت الحياة بعد ساعات قليلة وهي ملقية على الارض بسبب جروحها. ولكن وبعد دقائق فقط ولسبب غير معروف عادت للحياة وهي مستغربة , كما ان جروحها قد شفيت بالكامل واصبحت بكامل حيويتها ونشاطها وافضل من السابق حتى. وتخطت موت والدها بفترة وجيزة وكافحت للعيش واستطاعت ببناء منزل صغير لها واعتادت على العيش وحيدة. واعتمدت على نفسها بالكامل , وضل موقف هجوم البومة كورو لها ولوالدها لغز محير في ذهنها ...

وبعد سنة وجدت طفل صغير مرمي بالغابة وقررت الأعتناء به واتخذته ابنا لها , رغم ان عمرها كان فقط 12 عاما. ولكنها كانت طيبة جدا ولم تستطيع تركه وحيدا. وتحملت كامل مسئوليته ...

يتبع ... الفصل القادم - النور الساطع.

النور الساطع

بعد المعاناة التي واجهتها ريني منذ عام بفقدانها لوالدها وخسرانها لكل شيء ، قررت تحمل الأمرين وشقت طريق لنفسها للصمود والعيش بخبرتها المحدودة. وهكذا وبعد سنة كاملة صادفت طفل مجهول وحيد ويبكي بالغابة. تفاجأت ولكنها قامت بحمله واخذته الى منزلها المصنوع من القش. وبعد ان وضعته على الأرض ... كان يبكي بشدة وهي لم تعرف ماذا تفعل حيال ذلك. ولكن مع الوقت ازداد الطفل توهجا وبدأ يشع بنور ساطع ... خرجت ريني من المنزل مسرعة ، لأن الضوء كان يؤذيها بعض الشيء.

وكان بوقتها الجو ليلا. فرأت البومة كورو هذا الضوء واتت مسرعة ومقتحمة للمنزل مباشرة بمخالبها الواسعة ، وحملت مصدر الضوء معها (الطفل) وخرجت من المنزل لأعالي الجبال ... تاركه خلفها ريني ، تذكرت ريني الموقف الذي حدث قبل سنة ... بهجوم البومة على والدها وقتلها له ... وبدأت بالتعرق والتوتر والخوف ، وكأن الكابوس الذي حاولت جاهده ان تتخطاه ، حدث امامها مجددا. على الرغم من ضعفها وصغر سنها ، إلا إنها قررت ان تذهب لذلك الجبل وتنقذ ذلك الطفل من البومة كورو. فصنعت رمح من خشب وقامت بجحذه بالحجارة ... وذهبت مسرعة لتلحق بالبومة.

حينما قطعت نصف الطريق فقط تعثرت على منحدر ووقعت من عليه، فتعرضت لجروح بليغة واغمي عليها. بأثناء ذلك قد رأت الفتاة ريني حلم غريب. وهو ان غابة نيفيل بأكملها كانت منتشرة فيها النيران. وكان هنالك بالحلم شاب بلا حول ولا قوة بمواجهته للبومة كورو. وفجأة استعادت ريني وعيها وقامت بمتابعة طريقها رغم جروحها ... واخيرا وصلت الى وجهتها بعد الكثير من الصعاب. وكانت البومة كورو محتجزة هذا الطفل في عشها. ولكنها لم تؤذيه ، رمت ريني الرمح على البومة كورو لكي تنقذ الطفل ... ولكن الرمح تحطم فور اصطدامه بجسد البومة ، هنا ريني عرفت ان جسد البومة صلب جدا ولا يمكنها فعل شيء حياله ... وهي بلا حول ولا قوة ضد هذه البومة.

ريني فكرت بكل الأحتمالات الممكنة. وكانت فرصة انقاذها للطفل وخروجهم احياء هي 0% ، وحتى وان حدثت معجزة وقامت بإنقاذ الطفل وخرجو احياء ، فستموت ريني جراء الجروح التي تلقتها اثناء مجيئها الى هذا الجبل ... لذا هي بالحالتين هالكة لا محالة ، وقعت ريني على ركبتيها ، ومن ناحية اخرى اتت البومة كورو مسرعة لريني بنية قتلها ... ولكن وقبل ان تغرس مخالبها فيها ، توقفت البومة وقالت : اذن هنالك امل ... انصدمت ريني عندما سمعت هذا الكلام ولم تفهم شيء مما قالته البومة كورو ، صرخت ريني قائلة : ماذا تقصدين ايتها اللعينة!!! هنا البومة امسكت بالفتاة ريني وقالت لها : انا ارى منكي شرارات ضوئية بسيطة ... غطي في سبات عميق فأنا بحاجتك بعد 12 سنة لكي تكتمل المراسم ... وبأثناء ذلك سترين حقيقة هذه الغابة وكل صغيرة وكبيرة قد حدثت فيها لكي تكوني وعاء مناسب لصغيرتي ، هنا ريني لم تفهم اي شيء مما قالته البومة كورو ... ولكن وبعد ثواني معدودة غطت الفتاة ريني بنوم عميق بسبب البومة. وبعدها اخذتها البومة لنفس القشة التي كان بها الطفل.

وبعدها اخذت البومة الطفل ورمته بوسط الغابة وبالمجهول وقالت له لم اعد بحاجة اليك ، بعد ما ان وجدت وعائي (ريني) ... وضل الطفل يبكي ويصرخ بوسط الغابة مجددا ... ولكن هذه المرة لم يأتي اي شخص له وضل وحيدا بالكامل.

وبعد يوم واحد فقط كان قد فارق الحياة ... وبعدها بمدة وجيزة مر شخص مجهول ، وجد الطفل ولكن وهو ميت ... قرر ان يأخذه للقرية اولا ... ولكن هذا الطفل توهج بضوء خافت وعاد للحياة مرة اخرى ، انصدم هذا الشخص عندما راى ذلك ، ولكن لم يعر لذلك اهمية كبيرة وظن ان الطفل كان نائما او كان على وشك الموت واستيقظ بعدما تم حمله وانقاذه ... هذا ماكان يظنه ذلك الشخص.

هذا الشخص يدعى بيـ (بيك). قام بأخذ الطفل الى القرية واخذه تحديدا الى منزله ولم يخبر احدا بشأنه ... مرت الأيام واصبحت مسئولية هذا الطفل على عاتق (بيك) الذي قرر ان يربيه برحابة صدر ولم يكن لديه اي مشكلة بذلك ، بل وانه سعيد بذلك! خصوصا ان بيك كان وحيدا.

ولكن من جهة اخرى الطفل كان يرى بأستمرار بمنامه الفتاة ريني ... كان يرى عنها في منامه فقط ... واستطاع برؤية الليلة التي مات فيها والد ريني ومن ثم موت ريني واعادتها للحياة ، وبعدها يستفيق من النوم ... وهكذا مرت عليه حياة ريني كلما ينام يحلم بها وبحياتها وبأمور ليس من المفترض ان يراها من الأساس ...

يتبع... الفصل القادم - القصة وراء البومة الغامضة.