NovelToon NovelToon

اسير عينيها

الفصل الاول

رواية أسير عينيها الجزء 1

الفصل 1

 اطلت بزرقتيها من خلال نافذة الطائرة الصغيرة المغلقة تتطلع الي الغيمات القطنية الكبيرة ارتسمت ابتسامة صغيرة علي شفتيها عندما تذكرت كم كانت تود الصعود إلى السماء وهي صغيرة حتي تعانق الغيمات 

عادت برأسها تستند علي ظهر مقعدها تغمض عينيها بهدوء وعلي ثغرها تلك الابتسامة الصغيرة الدافئة 

Flash back

 كانت تلك الصغيرة ذات السبعة أعوام تجلس على الأرضية العشبية تتطلع الي السماء الصافية بانبهار عندما سمعت ذلك الصوت يهتف وهو يجلس بجانبها 

بتبصي علي السما كدة ليه يا لوليتا 

نظرت له الصغيرة بابتسامة واسعة: نفسي اطلع السما واحضن السحاب 

ضحك بقوة علي برائتها : وعايزة تحضني السحاب ليه بقي يا ست لوليتا 

 ردت سريعا ببراءة وهي تفتح يديها على اتساعهما : عشان السحاب كبيرررر اوي 

طب يا ستي ايه رأيك اجيب لك دبدوب كبير اوي تحضنيه وانتي نايمة بليل 

هزت رأسها نفيا سريعا فاكمل هو : لاء ليه 

 ردت بابتسامة واسعة : عشان أنا بليل بنام في حضنك وانت احلي من الدبدوب 

فاقت من شرودها علي تلك اليد تربت علي كتفها بهدوء ، فتحت عينيها تنظر للفاعل فوجدت احدي المضيفات تنظر لها وعلي شفتيها ابتسامة صغيرة 

المضيفة : دكتورة لينا حضرتك كويسة 

هزت لينا رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة

فاكملت المضيفة بعملية : يا ريت حضرتك تربطي حزام الأمان عشان خلاص الطيارة علي وشك الهبوط 

 هزت رأسها إيجابا باقتضاب وامسكت طرفي الحزام الجلدي لتحكمه حولها في الكرسي 

لتتذكر صوته وهو يقول : يا لوليتا هفضل اعملك لحد امتي تربطي الحزام امسكي دا ودخلي فيه الجزء دا شوفتي يا ستي سهلة ازاي 

ابتسمت وهي تفعل ما علمها بهدوء مضت اثنا عشر عاما علي آخر مرة رأته فيها ولكنها مع ذلك لم تستطع نسيان كلمة واحدة مما قالها ربما لا تتذكر شكله جيدا فقط صورة مشوشة هي كل ما تملك له في ذاكرتها ولكنها لم يمكنها ابدا إخراجه من عقلها وقلبها وروحها 

____________________________

سما ، سمسم ، يا سوسو قومي يا حبيبتي كفاية نوم هتتأخري علي المدرسة 

فتحت تلك الفتاة الصغيرة ذات السبعة أعوام عينيها بنعاس : سبيني شوية كمان يا ماما 

رحاب : لاء يا سما يلا قومي هتتأخري علي المدرسة 

 نهضت الصغيرة وهي تتم بضيق من استيقاظها مبكرا للمدرسة بعد تلك العطلة الصيفية الطويلة 

 هزت والدتها رأسها بيأس ثم اتجهت ناحية دولابها الصغير تخرج رداءها المدرسي 

بعد قليل خرجت الصغيرة من غرفتها تركض ناحية جدها الجالس بجوار الشرفة يحتسي الشاي 

سما بسعادة: جدوووووو

سيد ضاحكا : حبيبة جدو ، ها جاهزة للمدرسة 

هزت سما رأسها إيجابا بحزن بادئ علي قسمات وجهها البرئ 

سيد : مالك يا حبيبتي زعلانة ليه 

 سما بحزن : كل البنات باباهم بيوديهم أول يوم المدرسة وأنا بروح لوحدي ، هو بابا هيرجع امتي يا جدو 

ادمعت عيني سيد حزنا علي حفيدته الصغيرة كاد أن يتكلم ولكن قاطعته خروج رحاب من المطبخ تحمل حقيبة صغيرة بها بعض السندويشات للصغيرة 

رحاب بعتاب : وبعدين يا سما مش قولنا بابا مسافر عشان عنده شغل كتير 

سما بحزن: بس هو وحشني أوي أنا عمري ما شوفته نفسي اشوفه مرة واحدة ، نفسي يوديني المدرسة زي اصحابي ، بيفضلوا يضايقوني ويقولولي أن هما عندهم بابا وأنا لاء 

دنت رحاب الي مستواها ووضعت حقيبة السندويشات الصغيرة داخل حقيبتها المدرسية

رحاب : خلاص يا ستي ما تزعليش لما بابا يتصل هخليه يجي عشان تشوفيه 

تهلل وجه الصغيرة بسعادة : بجد يا ماما 

رحاب مبتسمة: بجد يا حبيبتي ، يلا بقي عشان ما تتأخريش علي المدرسة 

أسرعت الصغيرة ناحية الباب لتذهب لتلك المدرسة القريبة من البيت عندما استوقفها صوت جدها 

سيد : استني يا سما فين بوسة جدو 

عادت له الصغيرة سريعا وقلبته علي وجنته ثم ذهبت إلى مدرستها 

سيد : هتفضلي مخبية علي البنت لحد امتي يا رحاب 

رحاب بضيق: ما اعرفش يا بابا ما اعرفش

سيد بحدة: حرام عليكي يا شيخة ما بيصعبش عليكي بنتك نفسها يبقي عندها أب زي باقي البنات 

رحاب غاضبة: لاء ما بيصعبش كفاية أوي الي ابوها عملوا فيا 

 سيد غاضبا: انتي الي غلطانة يا رحاب أنا عارف وانتي عارفة البلوة السودا الي عملتيها احمدي ربنا انه ما قتلكيش 

رحاب غاضبة: اووووووف بقي يا بابا مش هنخلص من السيرة دي ابدا ، دي بنتي أنا وأنا الوحيدة الي تقرر تعمل معاها ايه 

ثم تركته وذهبت الي المطبخ غاضبة 

تنهد سيد بيأس : ربنا يهديكي يا رحاب 

________________________________

 كان جالسا على مكتبه بشموخه المعتاد يطالع القضية التي امامه بتركيز ، ممسكا قلم ازرق بين أصابع يده اليمني ، بينما يحرك سبابه وابهام يده اليسري علي ذقنه النامية يفكر 

في الحقيقة لم يكن يفكر في القضية التي امامه فقد وجد حلا لها في دقائق ذلك القاتل الأحمق ترك بصمات يده علي سلاح الجريمة 

انتهي الأمر

ولكن ما يقلق تفكيره حقا جنيته الصغيرة تلك النداهة التي قيدته باغلال عشقها واختفت يبحث عنها منذ اعوام ولم يجدها آخر ما توصل إليه انها تدرس في الخارج ولكن أين لا يعرف

فاق من شروده علي تلك اليد تلوح أمام وجهه فاحتدت نظراته بغضب 

محمد بهدوئه المعتاد : ايه يا ابني روحت فين 

اغمض عينيه بضيق اخذ نفسا عميقا وبدأ يزفره ببطئ فتلك الحركة نصحه بها طبيبه النفسي حتي يسيطر علي غضبه عاد بجسده يستند على ظهر مقعده الوثير واضعا قدما فوق اخري 

خالد باقتضاب: بفكر في القضية

محمد ساخرا: قضية آه واضح انها قضية صعبة اوي بقالك 12 سنة مش عارف تحلها 

كاد أن يفجر بركانه الغاضب علي رأسه عندما انقتح الباب فجاءة 

يوسف بمرح المعتادة : حماده ، وابو الخلد هنا دا أنا قالب عليكوا الدنيا 

اوقفه خالد بإشارة من يد قائلا باقتضاب: اطلع برة وخبط الباب ولما اسمحلك تدخل تبقي تدخل احنا مش في سوق هنا 

نظر يوسف لمحمد بدهشة فهز الاخير كتفيه باستسلام 

 فخرج يوسف واغلق الباب وبدأ يدق علي الباب من الخارج وخالد صامت تماما 

محمد بضيق : ما تدخله يا ابني

خالد : تعالا يا زفت 

فتح يوسف الباب ودخل 

يوسف بمرح: حلو كدة يا سيدي 

محمد بهدوء : خير يا يوسف 

يوسف بتوتر : أنا خلصت شغلي وكنت عايز استأذن بدري شوية 

خالد باقتضاب: ليه

يوسف بتوتر: اصلي عازم ساندرا علي الغدا ومش عايز اتأخر عليها

خالد بهدوء: خلصت القضية الي معاك 

ازدرد يوسف ريقه بتوتر: هااا بصراحة مش أوي يعني 

 خالد بحدة وهو يصفع سطح المكتب بغضب: احنا هنهزر يعني ايه مش أوي يعني

يوسف: ما هو بصراحة الواد مش راضي يعترف 

مال خالد برأسه يسارا قليلا ليهتف وكأنه لم يسمعه: مش ايه يا اخويا 

رد عليه يوسف مبررا موقفه  محاولا مغالبة خوفه : مش راضي يعترف حاولت معاه كتير ومش راضي 

هدر بغضب حانق : وسيادتك لازمتك ايه اطلع برة يا يوسف وأعمل حسابك مش هتتحرك من هنا غير لما الواد دا يعترف إن شاء الله تبات هنا

يوسف : يا خالد ما ينفعش أنا عازم ساندرا وهتزعل لو اتأخرت 

كبت خالد غضبه بصعوبة فنظر ناحية محمد واردف بغضب مكبوت : مشيه من قدامي يا محمد هقتله والله هقتله 

محمد سريعا : خلاص يا خالد سيبه يمشي وإن كان القضية هشيلها أنا وأنت

خالد غاضبا: أنت هتجنني أنت كمان بشتغل مع شوية معاتيه غور في داهية لما نشوف يا محمد بيه هتعمل ايه 

رحل يوسف سريعا قبل أن يقتله خالد

نظر محمد ناحيه خالد بهدوء : براحة علي يوسف شوية يا خالد 

خالد غاضبا: هتنقطي ببرودك والله في يوم يا محمد 

 محمد: أنا مش فاهم أنت اديت القضية دي ليوسف ليه دا أنت طلع عينك علي ما مسكت الواد دا 

خالد بمكر : أنا عارف أنا بعمل ايه 

محمد باستفهام: مش فاهمك

خالد بلامبلاة : مش لازم تفهم

 محمد بحدة : يعني ايه مش لازم تفهم زيدان كان صاحبي أنا كمان أنت مش شغال في القضية دي لوحدك 

 احمرت عيني خالد بغضب : لآخر مرة تتكلم معايا بالطريقه دي ، أنا قولتلك قبل كدة شيل نفسك من القضية دي حق زيدان أنا الي هجيبه 

محمد ساخرا: ما هو واضح بأمارة أنك روحت أديت القضية ليوسف الي لسه متعين جديد 

خالد بخبث: دي لعبة يا غبي هما اكيد عرفوا أن الراجل بتاعهم اتمسك 

 وإن الي بيحقق معاه ظابط جديد فهما مطمنين وحاطين في بطنهم بطيخة صيفي ثم اكمل غاضبا لكن سيادتك ويوسف بيه بهدلتوا الدنيا 

محمد بحدة: المفروض تقولي أنت بتفكر في ايه 

تحرك من خلفه مكتبه بهدوء لخارج الغرفة ، فاستوقفه محمد بضيق : أنت رايح فين

انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة: هجيب الاعتراف يا محمد بيه 

خرج من الغرفة بهدوء واغلق الباب 

محمد: هانت يا خالد هانت يا صاحبي 

________________________

 بعدما أنهت المعاملات الخاصة باوراق وصولها بالمطار ، ذهبت لتستقل سيارة أجري 

لينا وهي تلوح بيديها : تاكسي 

والمضحك في الأمر أن ما يزيد عن خمسة سيارات اجري وقفت امامها 

 اتسعت عيني لينا بدهشة عندما وجدت ذلك العدد الغفير امامها ، ذهبت الي السيارة القريبة منها وركبت فيها 

 السائق مبتسما باتساع: دا أنا أمي دعيالي في كل أدان ، يا بركة دعاكي يا اما ، الا انتي منين يا عسلية

قطبت لينا حاجبيها بدهشة : !!!what

السائق بترحاب : اجدع ناس الواطوطة دول محسوبك من قلعة الكبش

لينا بضيق: please, go 

السائق : هاااا ، يعني ايه طب انتي رايحة فين يا عسلية 

لينا بضيق: فيلا جاسم الشريف في ........ 

السائق : الله الله الله ما انتي بتتكلمي عربي أهو، علي العموم نورتي مصر

لينا مبتسمة باقتضاب: شكرا 

 بعد مدة طويلة نوعا ما وقفت السيارة امام فيلا جاسم الشريف ، تطلعت الي الفيلا بانبهار لم تكن تتخيل أن فيلا والدها بهذه الفخامة فهي قد سافرت قبل سبعة اعوام وقبلها كانوا لا يستقرون في مكان أكثر من شهر واحد دائما تشعر أن والدها يهرب من شئ لكنها لا تعرف ما هو 

فاقت علي صوت السائق وهو يهتف : وصلنا هو دا البيت

هزت رأسها إيجابا سريعا فتحت الباب ونزلت من السيارة 

وضعت يدها في حقيبتها واخرجت بعض الدولارات 

لينا للسائق: اتفضل

السائق : لاء والله العظيم ابدا

لينا بضيق : اتفضل حضرتك خد الفلوس 

السائق : أنا حلفت والله خلاص 

نظرت لينا للسائق بدهشة: بس دا حقك ليه مش عايز تاخد الفلوس

السائق : عشان تعرفي بس إن المصريين جدعان 

لينا مبتسمة: شكرا 

احضر لها السائق الحقائب ورحل 

ما إن تأكد أنها دخلت من بوابة الفيلا حتي اخرج هاتفه واتصل برقم ما 

السائق: حصل ووصلت لحد البيت ،انتظر ثواني يستمع الي الطرف الآخر ، لا كويسة ما تقلقش لاء ما شكتش في حاجة ، تمام 

_______________

 تتطلع حولها بانهبار تلك الحديقة الضخمة،حمام السباحة تتلئ مياهه تحت أشعة الشمس الدافئة أشجار الفاكهة العالية ، أحواض الأزهار الملونة ، يبدو أن قرار والدها في العودة لم يكن سيئا كما كانت تعتقد 

 وصلت الي باب الفيلا الكبير ودقت الجرس عدة مرات ، دقائق ووجدت الباب يفتح لتتسع ابتسامتها البريئة عندما رأتها تلك السيدة العجوز الطيبة مربيتها وهي صغيرة 

لينا بسعادة : دادة رحمة وحشتيني اوي اوي اوي 

 تهللت اسارير رحمة بفرحة عندما رأتها بعد تلك المدة الطويلة فهي تبقي ابنتها التي تولت رعايتها منذ أن كانت طفلة 

احتضنت رحمة لينا بحنان : وانتي كمان يا حبيبتي وحشتيني اوي، كل دي غيبة يا لينا مصر ما موحشتكيش 

لينا بمرح : اديني جيت اهو وهفضل قاعدة علي قلبكوا علي طول 

رحمة بحنان : يا حبيتي انتي قاعدة *** قلوبنا ومربعة كمان 

لينا مبتسمة : ربنا يخليكي ليا يا دادة ،صحيح قوليلي فين جاسم باشا 

رحمة : في المكتب 

لينا : وماما فين 

رحمة : في المطبخ 

لينا بصوت منخفض : هي لسه بتحاول تطبخ من ساعة ما سافرت 

رحمة ضاحكة : اه وبردوا لسه ما اتعلمتش ، بس انتي ليه ما قولتيش انك جاية 

لينا :عشان اعملهالكوا مفاجاءة 

رحمة بحنان : احلي مفاجأة والله 

لينا : قوليلي بقي مكتب جاسم باشا اركبله منينن في الهيبر دا 

رحمة ضاحكة: مش هتعقلي ابدا امشي يمين هتلاقي باب كبير في وشك 

قبلت لينا رحمة علي وجنتها : حبيبتي يا دادة بصي انا هروح المكتب عند بابا ، وانتي روحي قولي لماما جاسم باشا عايزك في مكتبه 

تطلعت رحمة في أثرها بحزن 

 رحمة في نفسها بحزن: لسه الخوف مالي عينيكي يا بنتي رغم انك بتحاولي تداريه ربنا يسامحك يا جاسم 

اتجهت لينا ناحية مكتب والدها بخطي سريعة مشتاقة الي أن وصلت إليه ففتحت الباب بهدوء وجدت والدها جالسا خلف مكتبه منكبا علي بعض الأوراق يراجعها بتركيز شديد 

 فتسللت علي أطراف أصابعها الي أن وقفت خلفه 

لينا بمرح: لك دخيلك يا خيي ما بتمل من الشغل 

استدار جاسم بكرسي مكتبه بلهفة قلبه الملتاع ليري صغيرته التي افترقت عنه سبعة اعوام 

جاسم بسعادة : لوليتا يا بنت الذين انتي وصلتي ازاي وامتي وما قولتليش ليه عشان استناكي في المطار 

لينا بمرح : كل دي أسئلة ، انا مش هتكلم الا قدام المحامي بتاعي 

ضمها جاسم لصدره في عناق ابوي دافئ احتاجه هو أكثر من حاجتها هي إليه

جاسم بلوعة : وحشتيني يا زئردة ، وحشتيني اوي اوي وحشتني لماضتك اوي ، ما فيش سفر تاني ، مفهوم 

 لينا بخوف: حاضر يا بابا بس علي فكرة أنا زعلانة منك بقي تتصل بيا وتقولي لو ما رجعتيش لا هتبقي بنتي ولا اعرفك 

 جاسم بحزم : دي الطريقة الوحيدة الي كنتي هترجعي بيها كفاية بعد بقي يا لوليتا أنا مش هعيش قد الي عيشته وعايزك تكوني جنبي في آخر ايامي 

لينا بحزن: بعد الشر عليك يا بابا اديني جيت اهو

جاسم بحزم: ما فيش سفر تاني يا زئردة انتي 

لينا بمرح: علم وينفذ يا افندم ، بس عشان خاطري بطل تقولي يا زئردة 

جاسم ضاحكا : اعملك ايه انتي الي قصيرة 

دقت فريدة الباب 

فردت لينا : مين هونيك 

 فتحت فريدة الباب سريعا واسرعت تنتشل ابنتها من بين ذراعي جاسم تطوقها بين ذراعيه وهي تبكي من شدة سعادتها بعودة ابنتها الغائبة 

فريدة باكية : اشتقتلك يا عمري ، اشتقتلك كتير 

لينا بدموع : وانا كمان يا ماما اشتقلك كتير 

جاسم ضاحكا : اتكلموا مصري يا زئردة انتي وهي

فريدة بحزم وهي تجفف دموعها : مفيش سفر تاني فاهمة 

لينا : فاهمة والله فاهمة ، اطلع انا بقي ارتاح شوية عشان جاية من السفر هلكانة ، صحيح فين خالتوا لبني 

فريدة : في الجرنان عندها تحقيق صحفي اطلعي انتي ارتاحي شوية علي ما تيجي 

وبالفعل تركت لينا والديها وصعدت الي غرفتها وارتمت علي سريرها بملابسها وغطت في نوم عميق 

________________

نصف ساعة مرت عاد خالد الي غرفة مكتبه

محمد بترقب : اعترف ؟ 

خالد مبتسما بثقة : انت عندك شك 

محمد ضاحكا: لا طبعا يا رجل المستحيل أنت

خالد بضيق: محمد ما اتستظرفش تاني عشان ما قومش اشلفت وشك

محمد : احم ماشي يا سيدي المهم هو الي قتل 

 خالد بحدة : أنا عبيط ولا بتستعبط ما أنت عارف إن هو بأوامر من الزفت إياه

محمد بشك : اوعي يكون .....

خالد مقاطعا : هو ، شاكر مهران 

محمد غاضبا: تاني شاكر مهران اي مصيبة لازم يكون هو الي وراها 

خالد بثقة : ما تقلقش نهايته قربت اوي وعلي ايدي ان شاء الله

_______________________

في المدرسة عند سما دخلت المعلمة الي الحصة الأخيرة 

المعلمة مبتسمة: أنا أسمي ميس شيماء ، كل واحد يقوم يقولي اسمه رباعي ونفسه يبقي ايه لما يبقي يكبر 

بدأت الطالبات تقفت يعرفن عن أنفسهن ويقولن ما يرغبن فيه الي أن وصلت الي سما 

سما بحماس : نفسي ابقي دكتورة كبيرة

المعلمة مبتسمة : انتي اسمك ايه مش قولنا نقول الاسم الأول

سما بابتسامة واسعة: سما خالد محمود السويسي

الفصل الاول مجرد تعريف بالشخصيات الاحداث الحقيقة لم تبدأ بعد

 

الفصل الثاني

رواية أسير عينيها الجزء 1

الفصل 2

بعد عدة ساعات في فيلا جاسم الشريف 

دخلت تلك الفتاة صاحبة الشعر البني القصير والعيون السوداء الواسعة مرتدية بنطال اسود وقميص جينز ازرق تسير بثقة خطوات لا تمت للانوثة بصلة 

 جذب انتباهها تلك الرائحة الشهية المنبعثة من ناحية المطبخ فاتجهت ناحية المطبخ دون تردد ( كله الا الأكل معلش يعني 😂😂) فوجدت الكثير من أصناف الطعام الشهية التي تجعل اللعاب يسيل جوعا ، بينما تقف فريدة في منتصف المطبخ تشرف علي تحضريات الطعام بحماس 

لبني :ايه يا فريدة الاكل دا كله احنا عندنا عزومة ولا ايه 

فريدة بسعادة: لينا رجعت يا لبني اخيرا رجعت 

اتسعت عيني لبني بفرحة؛ بسكوتة رجعت بنت الايه دي وحشتني اوي 

فريدة ضاحكة: عشان خاطري بطلي تقوليلها يا بسكوتة انتي عارفة أنها بتكره الإسم دا 

لبني ضاحكة: اعمل ايه يعني ما بنتك الي عاملة زي بسكوت نواعم تخافي تلمسيها لتتكسر ، المهم هي فين 

فريدة: في اوضتها اطلعي يلا صحيها علي ما نحضر السفرة 

لبني بحماس: فُريرة 

صعدت لبني الي غرفة لينا وظلت تحاول جاهدة إيقاظها 

لبني : بسكوتة يا بسكوتة اصحي بقي يا بسكوتة 

بعد مدة طويلة اخيرا بدأت لينا تستيقظ متذمرة 

 لينا بضيق: لبني بليز سبيني انام انا جاية تعبانة من السفر وبطلي تقوليلي يا بسكوتة 

لبني ضاحكة: طب يا بسكوتة يا بسكوتة يا بسكوتة يا بسكوتة 

انتفضت لينا بغضب جالسة علي الفراش تعقد حاجبيها بغيظ 

لينا غاضبة: بطلي يا لبني انتي عارفة إني بكره الاسم دا والله هقول لخالد 

نطقتها بعفوية لتغيم زرقتيها بسحابات الدموع الحبيسة 

جلست لبني بجانبها تداعب خصلات شعرها برفق : مش بقولك بسكوتة 

لينا بدموع حبيسة: وحشني أوي يا لبني 

لبني بضيق: كان سأل عليكي هو يعني يا لينا 

لينا باكية: ما هو دا الي واجعني كنت فكراه بيحبني بس دا حتي ما فكرش يسأل عني وبابا قالي أنه اتجوز مرتين وحشني اوي 

ضمت لبني ابنه أختها بحنان علي الرغم من أنها أكبر منها بعام واحد ولكنها تشعر دائما أنها ابنتها 

لبني بمرح؛ يا اختي بلا نيلة خدنا ايه من الرجالة غير وجع القلب 

ضحكت لينا ضحكة خافتة من بين دموعها فابعدتها لبني عنها برفق وامسكت كتفيها تنظر لها بجد : لوليتا ما توقفيش حياتك علي حد انتي دكتورة معاكي شهادة من أكبر الجامعات كلها يومين وتفتحي المستشفي بتاعتك انتي مش محتاجاه يا لوليتا 

لينا بدموع: كان حياتي كلها يا لبني انا فتحت عينيا في الدنيا دي عليه هو الي علمني كل حاجة 

لبني بضيق: وفي الآخر سابك وشاف نفسه زيه زي كل الرجالة ما بيحبش غير نفسه ما بيهتمش بحد نفسه الست عندهم شهوة مش اكتر انسيه يا لينا هتلاقيه اصلا مش فاكرك يلا قومي اغسلي وشك يلا أنا واقعة من الجوع 

لينا مبتسمة: حاضر 

بدلت لينا ملابسها ونزلت الي الاسفل مع لبني لتشارك عائلتها في طعام العشاء في جو أسري دافئ افتقدته لمدة طويلة 

_____________________ 

محمد : كفايه كدة يا خالد مش هتروح 

خالد: لاء قوم روح انت انا لسه هقعد شوية 

محمد : يا ابني كفاية انت ما تعبتش 

خالد بضيق : لاء يا محمد ما تعبتش هتمشي ولا هتقعد 

محمد: خلاص يا عم ما تتعصبش كدة انا ماشي ،سلام 

خالد: سلام 

بعد رحيل محمد اخرج خالد من جيبه صورة لفتاة صغيرة 

 خالد بألم: وحشتيني اوي يا حبيبتي هتجنن يا لوليتا من غيرك عشان خاطري ارجعي بقي 

اغمض عينيه لتهاجمه واحدة من ابشع ذكريات ماضيه البشعة قضي عدة ساعات في مكتبه تهاجمه ذكرياته كالوحوش الضارية ، فقرر العودة الي منزله 

______________________ 

مصيبة يا باشا مصيبة وحلت علي دماغنا 

هتف بها ذلك الشخص بذعر وهو يدخل الي غرفة رئيسه 

.....: مصيبة ايه يا زفت أنت ما يجيش من وراك خبر عدل ابدا 

خالد السويسي 

...... غاضبا : خالد السويسي ، خالد السويسي ، خالد السويسي ما فيش في الدنيا غيره ، عمل ايه البيه 

الواد اعترف 

اتسعت عيني زعيمه بصدمة: اعترف يعني ايه اعترف أنت مش قولت أن القضية ماسكها واد اسمه يوسف ما تنطق يا شاكر يعني ايه اعترف 

شاكر : بالظبط القضية كان ماسكها الرائد يوسف الخياط وشكله كدة ما عرفش يطلع مع الواد بعقاد نافع راح مسلم القضية لابن السويسي وأنت طبعا عارفه، الواد ما خدش في ايده نص ساعة وكان اعترف عليا ابن ال***** أنت عارف خالد السويسي حاطنني في دماغه من ساعة ما قتلت صاحبه دا الي اسمه زيدان أنا لو وقعت تحت ايده مش هيرحمني ولو وقعت مش هقع لوحدي عشان تبقي عارف 

عاد ذلك الرجل بجسده مستندا على ظهر الكرسي وعلي شفتيه تتراقص ابتسامة شيطانية : أنا عندي فكرة هتخلصنا من ابن السويسي خالص 

شاكر بلهفة : الحقني بيها ابوس ايدك 

الزعيم مبتسما بخبث: اسمع ....... 

_____________________________ 

في صباح اليوم التالي في بيت كبير ( سرايا ) في محافظة اسيوط تنزل تلك الفتاة ذات القامة المتوسطة والبشرة القمحية والعينان العسليتان الواسعة تهرول علي سلم البيت الكبير 

فاطيمة : علي مهلك يا فرح يا بتي متسربعة اكدة ليه 

فرح مبتسمة: رايحة لشروق يا اما هذاكر وياها 

فاطيمة: ماشي يا بتي قولتي لابوكي 

فرح : ايوة يا اما وهو وافق 

فاطيمة بحنان: خلي بالك من حالك زين يا فرح 

فرح مبتسمة: حاضر يا اما ما تقلقيش يلا سلام عليكم 

فاطيمة: وعليكم السلام يا بتي تروحي وترجعي بألف سلامة 

خرجت من السرايا الكبيرة تتلفت حولها بحذر فإن رآها أحد ستكون في مشكلة او بمعني احري مصيبة تسير بخطي مسرعة ناحية تلك الأرض المهجورة منذ سنوات لا يذهب أحد إليها بسبب تلك الاشاعات التي أخرجها هو!!! إن بها اشباح تقتل من يقترب من تلك الأرض الملعونة وصلت خلف ذلك الكوخ المصنوع من الخوص والذي من المفترض أن تقابله هناك 

 تنهدت بضجر عندما طال انتظارها لتشهق فجاءة وهي تضع يدها علي فمها لتمنع صرختها عندما ظهر فجاءة امامها بدون سابق إنذار 

فرح غاضبة : خرعتني يا عزام 

عزام مبتسما بوله : سلامتك يا قلب عزام 

تفجرت شلالات الدماء تغزو وجنتيها الصغيرتين بخجل 

التمعت عيني عزام بخبث: يا ابوووووي تفاح امرياكاوي عاوز قطفه 

فرح بخجل : وبعدهالك يا عزام والله همشي 

عزام سريعا: لع لع خلاص دا اني مصدقت اشوفك واملي عنيكي منك يا لهطة القشطة 

فرح بضيق لتداري خجلها : اكدة طيب أنا ماشية 

 ما كادت تتحرك خطوتين حتي شعرت بيده تقبض علي رسغ يدها ليعيدها مكانها مرة أخري 

عزام غاضبا: رايحة فين يا مجنونة حد يشوفنا انتي اتخبلتي عاد 

 نزعت يدها من يده بضيق : بعد يدك يا عزام خبرتك قبل سابق ما تمسكش يدي قبل ما انتجوز 

 قطب عزام حاجبيه الكثيفين بغيظ ليهدر بضيق : ما هو علي يدك يا فرح اتقدمت لابوكي 3 مرات ورفضني اخرتهم كانت امبارح 

 ثم اكمل بغيظ كأنه يحادث نفسه : إني عزام السويسي الي بنات البلد كلياتهم بتتمني نظرة واحدة منه اترفض 

 ضيقت عينيها ترمقه بغضب وقد زمت شفتيها وبدأت بتحريك قدمها اليسري بضيق : بقي اكدة 

 تدارك عزام نفسه سريعا عندما سمع صوتها الغاضب لترتسم علي شفتيه ابتسامة غابثة : واه واه واه هتغيري يا موهجه القلب 

نظرت فرح ارضا بخجل لتهمس بصوت خفيض بالكاد سمعه: اومال عاد 

كانت تنظر ارضا وجنتيها تكاد أن تنفجران من شدة خجلها فلم تلحظ تلك النظرة الخبيثة التي احتلت مقلتيه تلك الابتسامة الشيطانية التي زينت ثعره ها قد اقترب من نيل مراده وكيف لا يفعل امام تلك الساذجة البريئة التي تراهن مع اصدقائه علي نيلها 

 مد أصابعه الغليظة لتستقر أسفل ذقنها ، رفع وجهها ببطئ ليقابل بحر الزمرد في عينيها الواسعتين 

عزام مبتسما بحنان: انتي الي في القلب يا موهجه القلب 

لاحظ ارتجاف بحر الزمرد بحزن وهي تهتف بأسي: والعمل عاد يا عزام 

تكلم ببراءة ذئب وديع : إني خبرتك قبل سابق بس انتي الي ما عيزاش 

 هدرت سريعا وقد اتسعت عينيها بفزع: لع يا عزام كيف يعني اتجوز من ورا ابوي ، دا لو عرف .......... 

قاطعها عزام سريعا : ومين بس الي هيقله يا موهجه القلب 

فرح برفض قاطع: لع يا عزام اني مستحيل أعمل اكدة 

 قطب حاجبيه بغضب ليردف بحزن مصطنع وهو يوليها ظهره : انتي ما هتحبنيش يا فرح 

التفت له تنظر الي وجهه بدموع حبيسة : انت عارف زين اني هحبك قوي 

عزام ساخرا: الي هيحب حد بيبقي عايز يفضل معاه 

ازدرقت ريقها بتوتر لتكمل بصوت مرتجف : هفكر يا عزام 

 عزام مبتسما بحنان: فكري يا موهجه القلب فكري براحتك بس عايزك تعرفي زين انك ما حدش هيحبك ولا هيخاف عليكي قدي حتي ابوكي 

 هزت رأسها إيجابا بلا وعي منها سرعان ما تذكرت شيئا لتتسع ابتسامتها السعيدة : فتحت ذلك الكتاب الذي كانت تحتضنه واخرجت منه شهادة تقدير باسمها 

فرح بسعادة: شوف دي يا عزام 

 نظر عزام للورقة باستغراب فهو أُمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة : ايه دي يا فرح 

 فرح بسعادة: دي شهادة تقدير عطتهالي المدرسة بتاعت التاريخ عشان جيت الدرجات النهائية في الامتحان تعرف يا عزام كان امتحان صعب قوي قوي ، تعرف كمان أنا عحب التاريخ قوي عشان اكدة ناوية اخش كلية الاثار 

التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة تركها تثرثر كما تريد ليلقي بقنبلته فجاءه وبدون مقدمات 

عزام بجمود: بس أنا ما عيزكيش تكملي علامك بعد ما انتجوز 

 اتسعت عينيها بفزع شعرت وكأن صفعة قاسية نزلت علي وجهها كادت أن ترد عندما وضع عزام إصبعه على شفتيها يمنعها من الكلام 

 عزام بحنان يقطر من بين حروفه من شدة فيضانه : عارف أنك مصدومة يا موهجه قلبي وفكراني عهزر 

هزت رأسها إيجابا سريعا وهي ترجوه أن يكون فقط يمزح 

 فاكمل وهو يغرقها بطفوان كلامه المعسول : يا فرح انتي فرحة قلبي أنا ما عرفتش يعني ايه فرحة غير لما قابلتك يا فرح كيف عيزاني اسيب العلام يشغلك عني ، اني ابنك يا فرح في أم تهمل والدها ، ردي علي في أم تهمل ولدها 

هزت رأسها نفيا بتوتر فاكمل هو بانتشاء من قرب وصوله لهدفه : يبقي كيف عايزة تسبيني انتي حبيبتي ومرتي وخيتي وامي الي انحرمت منيها قبل ما اشبع من حنانها عايزة تحرميني من حنانك انتي كمان يا فرح 

 هزت رأسها نفيا سريعا فابعد إصبعه عن شفتيها لتتحدث هي بلهفة ودموعها تأخذ طريقها علي وجنتيها : لع يا عزام اني ما ههملكش واصل ، خلاص زي ما تحب مش هكمل علامي 

دني برأسه يقبل جبينها بحنان : ربنا يخليكي ليا يا موهجه القلب 

فرح مبتسمة: ويخليك ليا يا رب ، امشي أنا بقي احسن أنا اكدة هتأخر علي خالتي والبت شروق 

عزام بحنان: خلي بالك من نفسك يا موهجه القلب 

هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة ثم تركته ورحلت 

عزام في نفسه بخبث : هانت يا فرح هانت قوي 

__________________________ 

نزل الي أسفل بعدما استعد للذهاب الي عمله 

نزل علي سلم البيت الكبير بعجرفته المعتادة 

 القي بجسده على أول كرسي قابله يشعر بأن رأسه سينفجر ذلك المشروب الذي أصبح يدمنه حتي يستطيع النوم دون أن يفكر فيها يشعره صباحا بأن هناك حمم من النيران تأكل عقله 

اغمض عينيه عائدا برأسه الي ظهر الكرسي 

خالد بصوت عالي: عنيااااات 

جاءت الخادمة تهرول من المطبخ سريعا 

الخادمة: افندم يا باشا 

خالد باقتضاب: فين القهوة 

الخادمة سريعا: حالا يا باشا 

في غرفته بعدما تأكد من هيئته للمرة العاشرة تقريبا وقف يقيم ذلك التيشرت الازرق والسروال الاسود من خامة الجينز وتلك القلادة الفضية التي تأخذ شكل ساري السفينة شعره الاسود الكثيف الطويل مصفف بعناية يكاد يلمع وضع عطره المفضل بغزارة نظر الي نفسه وابتسامة مغتره مرتسمة علي شفتيه 

 خرج من غرفته ينزل علي سلم البيت سريعا عندما وجده جالسا علي الكرسي مغمض العينين بدأ يتحرك بخفة حتي لا يسمعه ولكنه ما كاد يخطو خطوة واحدة حتي سمعه يهتف ساخرا 

خالد ساخرا: والله عيب علي الرجالة يتسحبوا كدة 

تمتم عمر بضيق : بيشوف وهو مغمض دا بيشوف بقفاه اساسا 

خالد ساخرا: تعالا يا موري تعالا يا حبيبي ما تتكسفش 

عض عمر علي شفتيه بغيظ ليتجه ناحية اخيه الي أن وقف امامه 

عمر : صباح الخير يا ابيه 

اشار له بطرف عينيه الي الكرسي المقابل له : اقعد 

جلس عمر علي الكرسي بارتباك : خير يا ابيه ، أصل أنا مستعجل عندي محاضرات كتير النهاردة 

خالد ضاحكا: محاضرات كتير لا الله يكون في عونك ، أنهي محاضرات دي يا عمر الي أنت ما بتحضرهاش صح 

عمر سريعا: ما بحضرهاش ايه بس يا ابيه الي قال لحضرتك الكلام دا بيضحك عليك 

تجهم وجهه بغضب ليهتف غاضبا؛ انت شايفني اهبل قدامك عشان يتضحك عليا الدكاترة بتوعك هما الي قالولي يا فالح وقالولي علي المصايب والخناقات التي بتعملها كل يوم والتاني ولوليا يا حلو كان زمانك مرفود من زمان 

ازدرد عمر ريقه بخوف ظاهر فهو يخاف من أخيه أكثر حتي من خوفه من ابيه : أنا آسف يا ابيه اوعدك ان دي آخر مرة 

خالد ببرود كالصقيع : أنا عارف أنها مش هتبقي آخر مرة فما تحاولش تقنعني ، بس عايزك تعرف كويس لو وقعت تحت ايدي يا عمر الله في سماه ما حد هيعرف ينجدك من ايدي اللهم بلغت اللهم فاشهد اظن فاااهم 

ارتجفت اوصاله بذعر ليهز رأسه إيجابا سريعا دون تردد : فففاهم يا ابيه فاهم 

تعلقت أنظار خالد علي رقبة عمر يطالعه بجمود ثانية اثنين ثلاثة وقبل أن يستوعب عمر ما يحدث مد خالد يده ونزع تلك القلادة من علي رقبته بعنف حتي انها جرحت رقبته جرح سطحي 

خالد بحدة: رجالة السويسي ما بيلبسوش سلاسل 

شعر عمر بوغز مؤلم في رقبته فوضع يده عليها يمسدها برفق مغمغما بألم: حاضر يا ابيه 

خالد: يلا قوم شوف أنت رايح فين وابعد عن *** حوا يا عمر صدقني ما بيجيش من وراهم غير الوجع 

هز عمر رأسه إيجابا وهو يرحل سريعا واخيرا انتهت جلسة العذاب 

كان يشرب فنجان قهوته الثاني ولا يزال ذلك الصداع يعصف برأسه عندما وجد هاتفه يرن 

ما إن انفتح الخط حتي وجد محمد يهتف سريعا 

محمد : أنت فين يا خالد 

خالد: في البيت 

 محمد : يا ابني أنت عارف الساعة كام اللوا رفعت سأل عليكي يجي خمسين مرة 

خالد بضيق : بقولك ايه ما تقرفنيش أنت وأبوك ساعة وجاي 

محمد غاضبا: هترفدنا كلنا والله 

وبدون كلمة اخري اغلق خالد الخط في وجهه 

 قام من مكانه عندما وجدها تنزل بخفة علي سلم المنزل ، أبتسمت باتساع عندما رأته 

 تقدمت ناحيته بخطي واسعة الي ان ذهبت اليه فقبلته علي وجنته : صباح الخير 

خالد بابتسامة صغيرة: صباح النور ، رايحة فين بدري كدة 

 ياسمين بحماس: رايحة الشغل وبعد كدة هنروح أنا وانور نتغدي وبعدين نشوف الانترية وصل ولا لسه 

خالد بضيق: قللي خروجتك مع سي زفت دا ولو عوزتي تروحي في حتة اوديكي أنا 

زمت شفتيها بعبوس : يووه يا خالد بطل تشتمه ما تنساش أنه خطيبي ومكتوب كتابنا يعني جوزي 

خالد ساخرا: ماشي يا ست جوزي خلي بالك من نفسك 

ياسمين: حاضر 

خالد: لو الواد دا ضايقك اتصلي بيا 

ياسمين مبتسمة: حاضر 

خالد: معاكي فلوس 

ياسمين مبتسمة: أيوة بابا اداني الصبح قبل ما يروح المصنع 

 وضع يده في جيب بنطاله واخرج لها حفنة كبيرة من الاوراق النقدية: خلي دول معاكي احتياطي ، السواق برة 

 هزت رأسها إيجابا فاكمل هو سريعا قبل أن يغادر: ما تسوقيش انتي مهما حصل انتي ما بتعرفيش تسوقي ، ولما سي زفت دا يركب معاكي يركب قدام جنب السواق وتركبي لوحدك ورا ولو عوزتي حاجة كلميني 

كانت تستمع له وهي تهز رأسها إيجابا دون توقف تحب اهتمامه بها كثيرا يشعرها أنها ما زالت تلك الطفلة الصغيرة 

_______________________ 

صباح الخير يا بابا 

جاسم مبتسما بحنان: صباح الورد والفل والياسمين نمتي كويس 

هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة : جدا 

جلست علي الكرسي بجانبه تفرك يديها بتوتر 

جاسم ضاحكا : عايزة تقولي ايه يا بنت الشريف 

لينا ببلاهة وهي تشير الي نفسها : ها أنا هو يعني هو ما سألش عليا 

رمقها جاسم بشك ليكمل بحذر : هو مين 

ازدردت ريقها بتوتر لتهتف بصوت منخفض متلعثم : خخاالد 

ما إن نطقتها حتي مر أمامه عدة مشاهد سريعة متتالية 

 ( لينا فين يا جاسم ، أنت فاكر أنك هتقدر تبعدها عني ، بنتك فين ، مش هسيبها يا جاسم ، لو آخر يوم في عمري مش هسيبها ) 

هز جاسم رأسه نفيا بعنف ليكمل ببرود : لاء ما سألش هتلقيه نسيكي اصلا يا لوليتا كنتوا عيال يا لوليتا وبعدين أنا قولتلك أنه اتجوز بدل المرة اتنين لو كنتي في دماغه ما كنش فكر أنه يتجوز ولا ايه 

همست باسي : عندك حق 

 مسد جاسم علي شعرها البني الطويل وهو يهتف بحنان : لوليتا انتي ما بتحبهوش كنتي لسه عيلة في فترة المراهقة وما تعرفيش غيره عشان كدة كنت فاكرة نفسك بتحبيه دا انتي كنتي بتقوليله يا بابا 

لينا بابتسامة صغيرة وهي تحتضن والدها : عندك حق أنا مش بحبه أنا بحبك أنت وبس يا بابا 

جاسم بحنان: وانتي اغلي حاجة عندي يا لوليتا وعشان خاطرك مستعد أعمل اي حاجة 

مسد على شعرها بحنان وهو يتمتم بداخله : آسف يا لينا ما كنش ينفع اسيبه جانبك بعد الي عمله ابن ال....... ، كان مسيطر عليكي يا حبيبتي وانتي بريئة ومش فاهمة حاجة 

فاق من شروده علي صوت لينا تهتف : بابا سرحان في ايه 

جاسم مبتسما : أبدا يا حبيبتي 

دقت الخادمة ودخلت : جاسم باشا الاستاذ عامر برة 

جاسم : خليه يتفضل 

 هزت الخادمة رأسها إيجابا ورحلت ليدخل بعدها بقليل رجل متوسط الطول بدين بعض الشئ يرتدي نظارة كعب كوباية 

جاسم : تعالا يا عامر ، لوليتا دا الاستاذ عامر **** اعمالي أنا هسلفهولك 48 ساعة بس ، الرجل شايلي الشغل كله أنا من غيره اغرق 

لينا بغيظ طفولي : ماشي يا سي بابا ما تقلقش مش هاكله 

 ثم اتجهت ناحية عامر بابتسامة واسعة: يلا يا عمو لسه عندنا شغل كتير قبل ما نفتح المستشفي 

____________________________ 

وصل خالد الي عمله قبل أن يدخل مكتبه وجد محمد يجذبه من ذراعه 

محمد سريعا: أنت لسه هتدخل مكتبك اللوا رفعت قالب عليك الدنيا وشكلها كدة فيها جزا 

خالد ضاحكا بثقة: يبقي يعملها كدة ويشوف مين الي هيجيبلوا العيال بتوع قضايا المخدرات 

محمد : لاء الموضوع المرة دي شكله مختلف 

 خالد ساخرا: مختلف في ايه بقي ما هو لقتل لسلاح لاثار لخطف لاغتصاب لمخدرات ايه الجديد بقي 

محمد بضيق : يا عم روح وانت تعرف 

خالد بضيق: أما نشوف آخرتها معاك أنت وابوك 

 تحرك خالد ناحية مكتب اللوا ودق الباب ، ادار المقبض ودخل عندما سمع الاذن بالدخول 

خالد وهو يؤدي التحية : صباح الخير يا افندم معاليك طلبتني 

 رفعت غاضبا: لسه بدري يا بيه أنت عارف أنا سألت عليك كام مرة ايه الي اخرك 

خالد ببرود : راحت عليا نومة 

 رفعت بحدة: يا ابني الي بتعمله دا غلط انت كدة بتضيع نفسك وبتهد اسمك الي بنيته في مدة قصيرة بيحسدك عليها ناس كتير 

خالد في نفسه بضيق: مش هنخلص بقي الاسطوانة بتاعت كل يوم 

خالد بابتسامة صفراء: حاضر يا افندم هبقي اظبط المنبه 

تنهد رفعت بيأس: ما فيش فايدة فيك ، اقعد 

جلس خالد امام مكتب رفعت فوضع رفعت امامه ملف ازرق 

خالد: ايه دا 

رفعت : زي ما انت شايف قضيتك الجديدة 

خالد: ايوة بس القضية الي معايا لسه ما خلصتش 

رفعت : ما أنا عارف أنت هتشتغل في القضتين مع بعض 

خالد ساخرا: ليه هو أنا سوبر مان 

رفعت بمكر : ما تستعجلش علي رزقك مش تعرف القضية الاول 

رفع خالد حاجبه الأيسر باستفهام ( ايوة زي ما انتوا عملتوا كدة بالظبط 😂😂😂) 

تناول الملف من علي المكتب فتح صفحته الأولي ليجد صورة فتاة جميلة بكل ما تحمل الكلمة من معني دقق النظر في ملامح وجهها المألوفة وخاصة في عينيها لتجحظ عينيه بصدمة لا بل دهشة بالتأكيد سعادة ممزوجة بقلق : لينااااا

--------------------------------------

الفصل الثالث

رواية أسير عينيها الجزء

 منذ أن تركته بعدما القي قنبلته المعسولة في وجهها وهي تسير هائمة تحبس دموعها بصعوبة تفكر فقط تفكر أن وافقت علي الزواج منه دون علم والدها ستجلب العار لعائلتها بأكملها سيقتلها والدها وإن استبعدت ذلك فهي ابنته اولا واخرا سيقتلها احد اخويها أو عمها سيفعل ذلك بدون تردد ما ستفعل ستكون السبب في حرب دماء بين العائلتين لا نهاية لها ، ياااااارب الهمني الصواب 

كانت شاردة فلم تنتبه اليه حتي اصطدمت به فجاءة فوقعت الكتب من يدها 

سمعت صوت أخيها يهتف 

رشيد مبتسما: ايه يا فرحتي سرحانة في ايه ، سيبيهم أنا وسامح هنلمهم 

 انحني رشيد ومعه صديقه يلتقطان الكتب نن علي الارض فوقعت في يد سامح شهادة التقدير فامسكها يطالعها بفخر وكأنها تخصه 

سامح بفخر : مبروك ألف مبروك يا آنسة فرح من نجاح لنجاح إن شاء الله 

رشيد مبتسما: فرح طول عمرها سوسة في المذاكرة 

التفت حولها بحذر فلو رآها عزام لن يمرائها لها علي خير ابدا 

 رشيد مبتسما: فرح دا دكتور سامح زميلي وصاحبي ودي يا سيدي فرح آخر العنقود في 3 ثانوي السنة دي 

سامح مبتسما: تشرفنا 

فرح بتوتر من أن يراها عزام : ششكرا 

رشيد : انتي رايحة فين كدة يا فرح

فرح بتوتر: هااا إني راحة عند البت شروق اذاكر معاها

 عند نطق اسمها تسارعت دقات قلب رشيد بشدة فنطق سريعا : طب أنا هاجي اوصلك ، اسبقني يا سامح علي المستشفى وأنا هحصلك 

هز سامح رأسه إيجابا فاخذ رشيد اخته ورحل بينما ظل سامح ينظر مكانها وعلي شفتيه ابتسامة بلهاء عاشقة 

 سامح في نفسه: بتعرفني علي مين بس يا رشيد آه يا فرح من ساعة ما شوفتك مع اخوكي صدفة من سنتين كنتي لسه عيلة في اولي ثانوي وانتي مش راضية تخرجي من عقلي خلصي انتي بس السنة دي وأنا مش هسيبك تضيعي من ايدي ابدا 

بينما علي جانب آخر وصل رشيد مع فرح الي بيت خالتهم دقت فرح الباب فاسرعت تلك الفتاة تفتح الباب سريعا وهي تصيح بحنق 

شروق غاضبة: اكدة يا فرح كل دا تأخير يا حيوان.........

قطمت باقي كلمتها عندما وجدته يقف امامها لتشع وجنتيها خجلا 

رشيد ضاحكا: طب اسيبكوا أنا بقي تولعوا في بعض 

شروق بخجل : ما بدري يا سي رشيد 

 رشيد مبتسما: معلش عشان متأخر علي المستشفي ، احم خلي بالك من نفسك يا فرح هبقي اعدي عليكي وأنا راجع 

فرح مبتسمة: ماشي يا اخوي 

ما كاد يتحرك خطوتين حتي سمعها تهتف بخجل : سي رشيد

 التف لها وعلي شفتيه ابتسامة صغيرة عاشقة لم تلحظها لأنها كانت تنظر ارضا من شدة خجلها 

رشيد مبتسما: خير يا شروق 

شروق بخجل: لا إله الا الله 

رشيد مبتسما: محمد رسول الله 

تركها ورحل فبقيت تتطلع اليه وهو يرحل بوله 

فرح بمرح : احم احم نحن هنا 

شروق بغيظ: رخمة يلا يا اختي نطلع نذاكر 

استووووووووووب 

( رشيد راشد الشريف : 333عاما دكتور أمراض نسا شاب طويل القامة بشرة برونزية شعر اسود به بعض الشعيرات البيضاء عينان سوداء 

 يعشق إبنه خالته ولكنه غير قادر علي التصريح بحبه لأنه أكبر منها بخمسة عشر عاما 

فارس راشد الشريف : 30 عاما مهندس ذراعي والذراع الايمن لأبيه في عمله مطلق يتميز عن باقي افراد عائلته بعينيه الزرقاء التي ورثها عن والدته 

 شروق خيري شلبي: إبنه خالتهم في الثامنة عشر من عمرها في الصف الثالث الثانوي ) 

رشيد في نفسه بأسي : يا رب ارحمني من العشق دا استغفرك ربي واتوب اليك

_______________

كان مازال ينظر الي صورتها تلتهم عينيه كل أنش من صورتها تجمعت الدموع في عينيه فرحا شوقا صغيرته كبرت لم تتغير تلك الملامح البريئة الابتسامة العفوية التي تجعل قلبه يطرب فرحا خصلات شعرها البنية يكاد يقسم أنه مازال يشعر بملمسهم الناعم بين أصابعه ، استفاق من نشوة سعادته علي صفعة اقلقته لما يوجد صورتها في ملف قضية ماذا فعلت صغيرته مستحيل أن تكون فعلت شئ خاطئ

تحرك برأسه ناحية رفعت الذي ينظر له بأسي ليهتف بذعر : للللينا لللينا مستحيل تكون عملت حاجة غلط أنا عارفها لينا ، دي لينا بتخاف من الضلمة بتخاف من العصافير أنت مش فاهم لينا حساسة جدا دي بتخاف من اي حاجة مستحيل تكون عملت حاجة 

رفعت سريعا: اهدي يا خالد اهدي يا ابني كدة هيحصلك حاجة أنا ما قولتلكش أنها عملت حاجة 

اخذ نفسا عميقا وزفره علي مهل محاولا تنظيم دقات قلبه التي علي وشك الانفجار من شدة قلقه وسعادته 

رفعت : بص يا خالد أنت ابن اختي قبل ما تكون تلميذي وعلي رأي المثل الخال والد ، أنا مش عاجبني حالك كنت فاكر أنه حب مراهقة وهيروح لحاله بس الموضوع طلع اكبر من كدة 

انت هتضيع مستقبلك بسبب الي انت فيه عشان كدة قررت اساعدك

خالد سريعا : سيادة اللواء اوعدك أول ما ارجع هسمع الي انت عايزة كله أنا لازم امشي دلوقتي 

رفعت : اهدي يا خالد واسمعني أنت فاكر أن جاسم هيخليك تقرب منها 

خالد غاضبا: دا أنا اقتله لو فكر يبعدها عني 

 صفق رفعت بيده ساخرا : برافوا هايل ، روح اقتله وضيع مستقبلك وكره لينا فيك ما أنت قاتل باباها 

خالد غاضبا: أنت عارف جاسم بيكرهني اد ايه 

 رفعت مبتسما بثقة: وانا عندي الحل الي هيخلي جاسم هو الي هيترجاك عشان تتجوزها 

خالد بشك : أنا مش هأذيها يا رفعت شيل الفكرة دي من دماغك 

رفعت : مش دا الي في دماغي اسمع يا فهد .....................

خالد؛ وليه دا كله ما اروح اتجوزها أسهل وتأمين وحفلة ، أنا هروح اكتب عليها واخدها معايا البيت ويبقي جاسم يوريني هيعمل ايه 

رفعت بحدة : يا خالد ما تجننيش ومن امتي وأنت متسرع كدة دا أنت بتفكر في القضية ميت مرة ومن كل الجوانب قبل حتي ما تبدأ فيها 

انتفض غاضبا من مكانه : لينا مش قضية ، لينا ملكي بتاعتي أنا الي ربتها علي ايدي ومش هسمح لاي حد يبعدها عني تاني

رفعت غاضبا: يا خالد يا ابني أنا كل الي عايزة منك شوية صبر استنيت 12 سنة ما جتش علي كام يوم 

خالد بضيق مكتوم: ماشي يا خالي أما نشوف آخرتها 

رفعت ضاحكا: آخرتها بدلة سودا وفستان ابيض واحلي فرح 

رفع خالد كفيه داعيا برجاء : ياااااااارب 

 رفعت: اجهز بقي يا بطل عشان هتأمن افتتاح مستشفي الحياة ومبروك مقدما يا عريس 

 في مكتب صغير للترجمة كانت منكبة علي الكتاب الذي امامها لتنهي ترجمته سريعا عندما سمعت صوته يهتف 

أنور بمرح : مسا مسا يا ياسمين

رفعت نظرها تنظر له مبتسمة: مساء النور يا أنور

 أنور بضيق مصطنع: يا بنتي لاغيني اقولك مسا مسا يا ياسمين تقوليلي مسا مسا يا أنور ، يلا بقي مسا مسا يا ياسمين 

ياسمين ضاحكة: مسا مسا يا أنور 

أنور :خلصتي ولا لسه 

ياسمين مبتسمة: آه خلصت هنروح نشوف الانترية 

أنور: هنتغدي الاول وبعد كدة هنروح نشوفه اشطات 

ياسمين ضاحكة: مربات 

اخذ يدها متجهين الي سيارتها 

ياسمين باحراج : احم أنور هو يعني خالد 

تجهم وجه بضيق عندما سمع اسمع أخيها : مالوا 

ياسمين بتوتر : قالي يعني ما تركبش جنبي 

 عقد أنور ذراعيه بضيق أمام صدره : دا علي أساس أن جربان وهعديكي والا أكون مش قد المستوي عشان ما عييش ملايين زي البيه اخوكي 

ياسمين سريعا: لا والله العظيم يا أنور خالد مش قصده كدة خالص وبعدين أنا كمان ما وافقتش 

أنور بضيق : اركبي يا ياسمين أنا جوزك وأنا الوحيد الي تسمعي كلامه 

 هزت رأسها إيجابا سريعا صعدت علي الكنبة الخلفية فصعد أنور بجانبها واحاط كتفيها بذراعه ينظر لها مبتسما بحنان 

 أنور في نفسه بغل : صبرك عليا يا ابن السويسي ان ما كسرتك أنت والمحروسة اختك

ما بقاش أنا أنور محروس 

كان يحترق غلا بداخله ومن الخارج ابتسامة حنونة دافئة تداري خلفها طيات من الحقد والغل 

_________________

جاسم: ها يا حبيبتي جاهزة للافتتاح 

 لينا بحماس : جاهزة جدا أنا بجد فرحانة اوي أن بكرة الافتتاح ، أنا ما كنتش متخيلة أن كل حاجة جاهزة كدة دا ما فضلش غير الافتتاح بس ، تعرف يا بابا السيفهات بتاعت الدكاترة الي اتقدموا للمستشفي معظمهم شباب مجتهد وشاطر ودرجاته ممتازه 

جاسم بفخر: طبعا يا لوليتا كل التقدم الي شوفتيه برة معظمه أن ما كنش كله فكر وابداع مصري 

لينا : صحيح اومال لبني فين انا ما شفوتهاش النهاردة

فريدة: عندها تحقيق صحفي في أسوان سافرت الصبح

 جاسم بضيق: وازاي تسافر من غير ما تقولي أنا مش فاهم اختك بتتعامل معايا كدة ليه دا أنا الي مربيها بذمتك أنا عمري فرقت بينها وبين لينا 

فريدة بحزن: أنت عارف لبني يا جاسم الي شافته عقدها ربنا يسامحه بابا 

تنهد جاسم بحزن : ماشي يا فريدة بس بردوا أنا ليا كلام معاها لما تيجي ، التفت ناحية ابنته يهتف بحنان اطلعي انتي يا حبيبتي نامي عندك يوم طويل بكرة 

فريدة: استني يا جاسم تنام ازاي دي من صباحية ربنا ما كلتش ولا لقمة لينا ايه دا هي راحت فين 

نظرت فريدة حولها بدهشة : هي راحت فين 

جاسم ضاحكا: انتي عارفة لينا لما بتكون متوترة ما بتعرفش تاكل 

تنهدت فريدة بيأس من تصرفات ابنتها الطائشة 

فريدة برجاء: فينك يا خالد 

 ما إن انطلقت تلك الجملة حتي شعرت أن عيني جاسم ستحرقها من شرارات الغضب الملتهبة المنبعثة منها 

 جاسم صارخا بغضب: خالد تاني مش قولت سيرة الزفت دا ما تجيش في البيت ابدا ، فينك يا خالد ايييييييه عايزاه عشان يرجع يتحرش بيها ويا عالم كان ممكن يعمل ايه تاني لو احنا ما شفناهوش 

أسرعت فريدة تحاول تهدئته فامسكت يديه برجاء وهتفت بتوسل : جاسم عشان خاطري وطي صوتك أنا آسفة والله آسفة مش هجيب سيرته تاني 

كان يتنفس بعنف صدره يعلو ويهبط بقوة وكأنه كان في سباق للركض كور قبضة يده وضغط عليها بقوة حتي نفرت عروقه الزرقاء تعبر عن غضبها 

 هتف من بين اسنانه : آخر مرة يا فريدة آخر مرة تيجي سيرة الزفت دا في بيتي ولا حتي قدام لينا 

فريدة سريعا : حاضر والله العظيم حاضر 2

_________________________

يا عم محممممممممد ، يا عم محمممممد 2

هتف بها ذلك الشاب وهو يقوم باطاله تلك الحروف الخارجة من فمه عمدا وهو يقف أسفل عمارة سكنية بأحد الأحياء الشعبية المتوسطة 

 خرج علي أثر صياحه رجل في أواخر الخمسينات الي شرفة منزله هاتفا له بغضب

محمد: اطلع يا وليد 

 تنهد وليد براحة عندما تأكد من وجود حماه العزيز في منزله سريعا كان يصعد درجات السلم حتي وصل الي غايته المنشودة ليقابل حماه واقفا عند باب الشقة المفتوح يعقد ذراعيه امام صدره بضيق ينظر له شرزا

وليد بابتسامة بلهاء واسعة : حمايا حبيبي وحشتني والله 

محمد بضيق : ايه السياح الي أنت عامله دا يا وليد 

تقدم وليد منه يدفعه برفق الي داخل المنزل هاتفا بمرح : احنا هنفضل واقفين علي السلم خش ، خش يا راجل دا البيت بيتك 

محمد ضاحكا: ما جمع الا ما وفق مجنون وهبلة 

وليد ضاحكا : اومال فين الهبلة قصدي بنتك 

 محمد بجد: مش لما تقولي الأول ايه سر الزيارة الليلية المفاجاءة دي وواقف تزعق في الشارع ما اتصلتش بيا ليه 

حك وليد شعره باحراج ليهتف بابتسامة صغيرة: اصلي بصراحة يعني مش معايا رصيد 

محمد بود حتي لا يزيد احراجه : طب يا ابني كنت ابعتلي حتي كلمني شكرا وأنا هكلمك

وليد بضيق: لاء يا عمي أنا مش نتن عشان اعمل كدة ، انا كنت عايز عزة وما كنتش اعرف حضرتك موجود ولا لاء عشان اطلع فنديت علي حضرتك ولما اتأكدت أن حضرتك موجود طلعت 

محمد مبتسما: تعرف يا وليد كل يوم بتكبر في نظري اكتر

ربط وليد براحة يده على صدره هاتفا بمرح : إن شاء الله يخليهوملك يا حج ، ممكن بقي تناديلي عزة عندي ليها خبر بمليون بوسة 

ليهتف محمد بغضب : أنت بتقول ايه ياض 

وليد سريعا : جنية يا عمي مليون جنية 

نظر محمد الي وليد شرزا ثم صاح بصوت عالي: يا عزة ، عزة 

جاءت تلك الفتاة تركض من الداخل فمن سرعتها تعثرت في حرف السجادة المقلوب لتنقلب هي ارضا علي وجهها لينفجر وليد ضاحكا عليها ، بينما ضرب محمد كف فوق آخر هاتفا بيأس : أنا قولت ما جمع الا ما وفق ، قومي يا هبلة قومي 

قامت عزة من علي الارض تنظر الي وليد الغارق في الضحك شرزا 

عزة غاضبة: اطلع برة يا وليد 

 قطب والدها حاجبيه بغضب ليهدر فيها بضيق : عزززة انتي اتجننتي ولا ايه اعتذري لخطيبك حالا 

احمرت وجنتيها بغيظ لتهتف من بين اسنانها علي مضض : أنا آسفة يا وليد 

 وليد بابتسامة صغيرة: أنا الي آسف عشان ضحكت بس بصراحة كان شكلك مسخرة لما وقعتي 

كادت أن تنفجر فيه غاضبة فأسرع هو قائلا : عندي ليكي خبر 

عزة بلهفة : خبر ايه 

 وليد : فاكرة إعلان المستشفى الي شوفناه أنا وأنتي من مدة وفضلتي تقولي مش هيقبلونا 

عزة : آه فاكرة بس أنت ايه الي فكرك

وليد بابتسامة واسعة: اتقبلنا يا هبلة ولسه استاذ عامر متصل بيا عشان نحضر حفل الافتتاح بكرة 

صرخت عزة وبدأت تقفز في مكانها من السعادة : احلف كدة 

وليد ضاحكا: والله العظيم يا مجنونة اتقبلنا اومال فين سمية عشان نفرحها 

عزة صارخة : سميييية يا سمييييية 

جاءت تلك الفتاة تمشي بهدوء القت السلام عليهم 

سمية مبتسمة بهدوء: ازيك يا وليد 

وقبل أن يتحدث وليد صرخت عزة فيها بسعادة: اتقبلنا يا عزة اتقبلنا 

سمية : اتقبلنا في ايه بالظبط 

 وليد : فاكرة بما طلبت منكوا تجيبوا السيفهات بتاعتكوا عشان اقدمها عشان نشتغل في المستشفي الخاصة الي بتفتح جديدة 

سمية مبتسمة: بجد اتقبلنا الحمد لله 

 وليد : الحمد لله ربنا عالم بحالنا بكرة بإذن الله هعدي عليكوا عشان نروح الحفلة دا طبعا بعد إذنك يا عمي 

محمد : ماشي بس ما تتأخروش ، مبروك يا أولاد 

وليد : الله يبارك فيك يا عمي ، استأذن أنا بقي 

استووووووووب

( العائلة المجنونة 

 وليد شهاب ؛ طبيب شاب في السابعة والعشرين من عمره من أسرة بسيطة حديث التخرج تقدم لخطبة لعزة منذ عامين 

محمد سليمان : ابو عزة وسمية يعمل موظف في احدي المصالح الحكومية توفيت زوجته منذ عدة سنوات يعيش في شقة صغيرة مع ابنتيه 

عزة وسمية : التؤام المختلفين شكلا وطباعا في الخامسة والعشرين من ربيعهما 

فعزة : قصيرة قمحية البشرة ذات لسان طويل مرحة في الخامسة والعشرين خطبت لوليد قبل عامين تخرجت بتفوق من كلية الطب 

سمية : اطول من شقيقتها ببعض السنتيمرات هادئة خجولة قليلة الكلام تحب شقيقتها كثيرا 

دخلت هي وشقيقتها كلية الطب وتخرجت هي الاخري منها بتفوق 

عزة بحماس: يلا يا عزة انتي لسه واقفة تعالي نشوف هنلبس ايه بكرة 

ضحكت سمية ضحكة خافتة علي حماس اختها ثم ذهبت معها الي غرفتهم 

____________________________

في صباح اليوم التالي 

كان يقف في حديقة المستشفي ينظم التأمين الخاص بالحفلة علي قدم وساق كلما مر بباله أنها سيراها اليوم تتصارع دقات قلبه بسعادة وشوق وغضب من انها ستكون امامه ولن يستطع الذهاب 

خالد يا خالد أنت يا ابني سرحان في ايه 

انتبه من شروده علي صوت صديقه بجانبه 

خالد: أنت ايه الي جابك 

 محمد بثقة وهو يعدل ياقة قميصه : جاي اساعدك أنا عارف انك ما بتعرفش تعمل حاجة من غيري 

رمقه خالد بغضب فاكمل محمد بابتسامة واسعة بلهاء: احم اللوا رفعت هو الي باعتني عشان عارفك عصبي ومجنون وممكن تبوظ الدنيا 

وعلي عكس ما توقع أن خالد سيصب غضبه عليه الا أن ابتسامة شيطانية ارتسمت على شفتي خالد ازدرد محمد ريقه بتوتر وهو ينظر: مش مطمنلك

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon