NovelToon NovelToon

سجينتي

بارت1

~ رواية : سجينتي ~

يقولون انك عندما تسير في طريق الأنتقام يجب أن تحفر قبرين , أحدهما لعدوك والأخر من اجل نفسك !

لماذا يقسو عليها ويجعلها تتالم وتتعذب ؟؟

ولما يتجاهلها ولا تهمه مشاعرها ابداً ؟

وما هو السبب الذي جعله يتزوجها ويسيء معاملتها ويقسو عليها بالكلام ولا يراعي رقة مشاعرها كأنثى ؟؟

هل لأن قسوة القلب تعني الحب احياناً ؟ ام لأنه يكرهها فعلاً ؟؟

تساؤلات كثيرة كانت تدور في رأس بطلة هذه الرواية عن الشخص الذي دخل الى حياتها البائسة فجأة وجعلها تعاني كثيراً وتتعذب بسبب ذنب لم ترتكبه ابداً .

~ تقرير الرواية ~

تتحدث الرواية عن زواج مدبر حدث بين شخصين قست عليهما الحياة والهدف منه لم يكن بسبب الحب ولكن بدافع الانتقام .

~ القصة ~

تركز احداث هذه الرواية على الشاب الثري " كنان الحريري " والذي فقد خطيبته التي يعشقها بطريقة مأساوية فأصبح قاسي القلب وأصر على الانتقام من الشخص الذي يعتقد أنه مسؤولاً عن موتها ، ومن جهة اخرى هناك الفتاة النبيلة " جوليا السباعي " والتي كانت تعيش حياتها بصعوبة بعد ما توفي ابيها وأمها جراء حادث سيارة مرعب دبره عمها " فتحي السباعي " لهما لكي يستولي على شركة أخيه الأكبر " منصور السباعي " كما انه حاول ان يقتلها هي ايضاً حتى لا تسبب له المشاكل وتطالبه بأرث أبيها ، فأرسل رجاله لكي يقتلوها ولكنهم اخطأوا وقتلوا فتاة اخرى كانت تشبهها كثيراً من حيث الشكل لدرجة انهما تبدوان توأمين وكانت هذه الفتاة هي خطيبة كنان وأسمها "سمر" ، وتتوالى الأحداث حتى تلتقي "جوليا" بالشاب القاسي "كنان" عن طريق المصادفة حيث انه يُنقذها من رجال عمها الذين يحاولون قتلها وعندما يمعن النظر بها ينصدم كثيراً لأنه ظن ان خطيبته المتوفاة قد عادت الى الحياة مجدداً ...

ما الذي سيحدث بعد ذلك ؟؟ تابعوا قراءة الرواية لتعرفوا ツ

~ الشخصيات ~

<~ كنان الحريري ~

<

وهو شاب في الثانية والثلاثين من عمره... على قدر كافي من الوسامة حيث ان لون عيناه عسلي وبشرتحه حنطية وشعره بني مائل الى الذهبي لديه ذقن تزيد من وسامته كما ان جسده رائع ويشبه اجسام عارضين الأزياء ، بأختصار انه يملك كل شيء قد يتمناه غيره إلا أنه تعيس واصبح قاسي القلب بعد ما قُتلت خطيبته بطريقة وحشية لسبباً مجهول فعزز كراهيته للبحث عن غريمه الذي قتلها وقرر ان يثأر منه ، وقد توفيت امه بسبب المرض عندما كان في سن المراهقة لذلك عاش مع والده حتى سن الثانية والعشرين وبعد ذلك سائت حالة والده مما ادى الى وفاته تاركاً خلفه اطنان من المال فوجب على كنان ان يرث جميع ممتلكات والده كونه الأبن الوحيد حيث انه اصبح الرئيس التنفيذي للشركة التي تركها له والده وهي شركة ضخمة جداً تعمل في مجال صناعة وبيع افخم السيارات .

<~ جوليا السباعي ~

<

وهي فتاة نبيلة وجميلة جداً ، لون عيناها ازرق وبشرتها بيضاء وشعرها كستنائي وناعم وتكون إبنة السيد " منصور السباعي " وهو رئيس شركة تجارية ، تبلغ من العمر 26 عاماً , توفي والداها جراء حادث سيارة مدبر عندما كانت تدرس فن الرسم في باريس اي عندما كان عمرها 24 عاماً فعادت الى مصر بعد ما سمعت الخبر ولكن عمها فتحي السباعي طردها من المنزل بعد ان أستولى على ورثتها التي خلفها لها والدها فأصبحت وحيده وبلا مأوى ولكن بالرغم من ذلك كله الا انها لم تيأس بل حاولت جاهدة ان تستمر في العيش على امل ان تسترجع ميراثها من عمها الجشع .

<~ يوسف سرحان ~

<

وهو شاب بعيون خضراء وبشرة حنطية وشعره بني مائل إلى الأسود كما انه طويل ويمتلك جسداً رائعاً ، يبلغ من العمر 32 عاماً وهو صديق " كنان " المقرب وبئر اسراره , كما انه مالك لفندق عريق جداً ورثه أباً عن جد , ومن صفاته انه شاب واعي وحكيم ويتمتع بطيبة القلب التي تمكنه من كسب ثقة الجميع بكل سهولة كما انه يستطيع ان يتحمل مسؤولية افعاله ودائماً يكون بجانب اصدقائه عندما يحتاجونه .

~ ادهم سليمان ~

وهو محامي كنان الخاص وصديقه الثاني ، شاب في الرابعة والثلاثين من عمره ، ذكي جداً وماهر في عمله مما جعل كنان يثق به كما انه وسيم ايضاً فهو شاب طويل وذو بنية قويه شعره اسود بعيون عسلية وبشرته حنطية ولديه ذقناً خفيفة تعطيه جاذبية خاصة كما انه طيب القلب ولا يحب الظلم ابداً .

~ منال عطالله ~

وهي حبيبة يوسف كما انها صديقة كنان ايضاً , هي فتاة بجمال شرقي خلاب وسر جمالها يكمن في لون عيونها الرمادي وبشرتها التي تشبه لون القمح وشعرها الأسود الطويل ، تبلغ من العمر 27 عاماً وتعمل في مجال السياحة حيث ان والدها يمتلك شركة سياحية , وهي فتاة حساسه جداً وطيبة تحب ان تساعد الجميع وخصوصاً كنان الذي تعتبره بمثابة اخاً لها .

~ فتحي السباعي ~

وهو عم جوليا المتبنى ويبلغ من العمر 55 عاماً , هو رجل شرير وجشع جداً قتل اخاه الأكبر وزوجته بعد ما اعمى الطمع عيناه لكي يستولي على املاكهما ولم يكتفي بذلك فقط بل انه حاول ان يقتل ابنة اخيه ايضاً ولكنه اخطأ وقتل شبيهتها " سمر " بدون سبب .

~ عزيز زين الدين ~

وهو شاب في الرابعه والثلاثين من عمره ويعمل عند السيد فتحي كما انه بئر اسراره وذراعه اليمنى ، هو شخص مجرد من المشاعر وقاسي القلب جداً كما انه هو من قتل سمر خطيبة كنان بعد ما اعتدى عليها ظناً منه انها جوليا التي امره فتحي بقتلها...لديه ندبة في وجهه ناتجة عن جرح سكين ولكنه بالرغم من ذلك شاب يتمتع بالوسامة حيث ان شعره بني وعيونه عسلية وبشرته خمرية ولديه قوام رشيق .

~ فرح السباعي ~

وهي ابنة عم جوليا وتبلغ من العمر 23 عاماً , هي فتاة طماعة جداً وتكره ابنة عمها كثيراً كما انها تغار منها الى ابعد الحدود , وهي طالبه جامعية بعيون لونها بني غامق وبشرة بيضاء مائلة الى الأصفرار وشعراً بني قصير .

~ السيدة هناء السباعي ~

وهي زوجة السيد فتحي وأم فرح , تبلغ من العمر 53 سنه وهي أمرآه متسلطة ومحبة للمال , تكره جوليا كثيراً حتى انها كانت تعاملها بقسوة وتعتبرها خادمه عندها كما انها كانت تكره والدة جوليا ايضاً وفرحت عندما سمعت بخبر وفاتها .

ملاحظة : ستظهر شخصيات اخرى في الرواية وسيكون لها دور كبير في سير الأحداث مثل ضابط الشرطة مروان والسيدة هالة ورجال عزيز والخدم وغيرهم

اتمنى ان يكون التقرير قد نال اعجابكم

🌹 مع احترامي للجميع... نونا مصري 🌹

** البارت الأول **

قراءة ممتعة للجميع ツ

تبدأ القصة عندما تتلقى " جوليا السباعي " مكالمة هاتفية من شخصاً مجهول فتقول : آلو .....

المتصل : بتكلم مع الأنسة جوليا ؟

جوليا : ايوا , مين معايا ؟

المتصل : انا سكرتير ابوكي يا هانم , عايز اقولك حاجه مهمة بس عايزك تهدي الأول .

في تلك اللحظة تسلل الخوف الى قلب جوليا وكأنها كانت تعرف مسبقاً ماذا سيخبرها السكرتير فقالت بذعر : بابا وماما جرالهم حاجه ؟؟ اتكلم بسرعه !

فتنهد السكرتير وقال : هما كانوا عايزين يسافروا باريس عشان يحتفلوا معاكي بمناسبة عيد رأس السنة الجديدة بس مع الأسف عملوا حادثه على طريق المطار و...

فقالت جوليا بهلع : و أيه اتكلم !!!

السكرتير : ومع الاسف ماتوا هما الاتنين .

فصدمت جوليا عندما سمعت ذلك الخبر وصرخت قائلة : أيـه !!

وبعد ذلك الخبر الذي نزل عليها مثل الصاعقة الرعدية أسقطت الهاتف من يدها لأنها تعرضت لصدمه قوية ولم تعد تعرف ان كان ما سمعته حقيقة ام محض خيال ، بل ركضت نحو غرفتها وفتحت درج مكتبتها وهي ترتجف ثم وضعت جواز سفرها في حقيبتها ومن ثم خرجت من شقتها بسرعة كبيرة بدون ان تحزم اغراضها او تبدل ملابسها حتى ففوقفت في الشارع تتلفت من حولها وهي تبكي وترتجف علها تجد سيارة اجرة .

{ كان عمر جوليا في تلك الفترة 24 سنة وكانت تدرس " فن الرسم " في باريس حيث ان والدها ارسلها الى هناك لكي تصبح رسامة مشهورة وتفتتح معرضها الخاص }

وبالفعل اوقفت سيارة أجرة وتحدثت مع السائق باللغة الفرنسية حيث انها اخبرته بأن يوصلها الى المطار بسرعة , وعندما وصلت الى المطار ، أستقلت أول طائرة متوجهه الى القاهرة وبعد عدة ساعات وصلت الى مصر فذهبت الى المشفى فور وصولها حيث كان عمها وعائلته هناك وكانوا يَدّعون البكاء امام غرفة الموتى كما ان سكرتير والدها الذي اتصل بها وأخبرها بما حدث لأبويها كان موجوداً ايضاً فأقتربت منهم بخطوات ثابته والدموع متراكمة في عينيها وهي تحاول ان ترغم نفسها على عدم التصديق فقالت بصوت يرتجف : هما ...هما فين ؟

فنظروا جميعاً اليها اما عمها فنهض من مكانه وعانقها قائلاً ببكاء : أه يا بنتي ...شفتي اللي حصل لأهلك ، انا مش مصدق انهم ماتوا بالسهولة دي !

قال ذلك وأزداد في بكائه المزيف , اما هي فنزلت دموعها بغزاره وصرخت قائله : لاااااااااااااء ، انتوا بتكذبوا عليا... بابا وماما كويسين حتى انا كلمتهم امبارح وقلولي انهم محضرين مفاجأه علشاني , ازاي تقولولي انهم ماتوا !!

فقال السيد فتحي { العم } : دي الحقيقة يا بنتي , حتى لو انك مش مصدقه تقدري تخشي وتتعرفي على جثثهم *** .

فقال السكرتير بحده : انت ازاي بتقول كلام زي دا للبنت ؟؟ عايزها تخش تشوف جثث بباها وممتها وهما متشوهين !

فصعقت جوليا عندما سمعت ذلك وقالت بصدمة : ايه ؟؟ قلت متشوهين !

فأقتربت منها زوجة عمها السيدة هناء وقالت بنبرة حزن مزيفة : دي الحقيقة يا بنتي , بصراحه بباكي وممتك تشوهوا لما تقلبت فيهم العربيه حتى انا مكنتش مصدقه ان دول هما لحد ما طلعت نتائج تحليل {الـ دي ان أيه} وعرفنا ان الجثث الي *** دي بتاعتهم .

قالت ذلك وهي تمثل البكاء اما جوليا فقالت : عايزه اشوفهم .

فأمسكها السكرتير وقال : أهدي يا هانم , لو شفتيهم دلوقتي ح تنهاري .

فصرخت قائله : متقوليش أهدي ...انا عايزه اشوفهم دلوقتي !

- وبقيت تصرخ وتحاول ان تدخل الى الغرفة التي يرقد بها والداها ولكن السكرتير كان يمنعها من فعل ذلك حتى لا تنهار عندما تراهما على تلك الحال التي تقشعر لها الأبدان , وما هي الا ثواني معدودة حتى خانها جسدها وفقدت وعيها فأسرع السكرتير نحوها وصرخ قائلاً : دكتور ... نادوا الدكتور بسرعة !!

تسارع في الأحداث ......................

* بعد مرور عدة ايام وبعد ما انتهت الجنازة ذهبت جوليا الى منزل اهلها الكبير برفقة سكرتير والدها الوفي وكانت حالتها يُرثى لها حيث ان وجهها كان شاحباً جداً وكانت ترفض تناول الطعام او شرب اي شيء ، فقط تنام معضم الوقت وفجأة تنهض من سريرها بفزع وتصرخ بذعر .

وذات يوم نزلت الى غرفة المعيشة بعد ما اخبرتها الخادمة ان عمها " فتحي بيه " اتى لكي يزورها فأتجهت الى حيث كان جالساً وقالت بصوت ضعيف : مساء الخير .

فألتفت السيد فتحي وقال : اه انتي جيتي ؟ تعالي اقعدي هنا ، انا عايز اتكلم معاكي في موضوع مهم .

فجلست جوليا وقالت بنبرة تخلو من الحياة : لو عايز تطلب مني اسيب البيت وأروح اقعد معاكوا في بيتكوا فالأحسن انك متفتحش الموضوع دا ابداً يا عمي لاني مستحيل اعمل كدا .

فأبتسم السيد فتحي ابتسامة صفراء وقال بخبث : لا مش حطلب منك تيجي وتقعدي معانا علشان كدا اطمني .

جوليا : امال عايز مني ايه ؟ يعني مش من عوايدك انك تيجي وتزورني في وقت متأخر زي دا ابداً .

فوض السيد فتحي حزمة من الأوراق امامها وقال : بصي يا بنتي ، انا بكره اللف والدوران عشان كدا هتكلم معاكي ع المكشوف ... ودلوقتي انا عايز منك توقعي على الأوراق دي وبدون اي اعتراض .

فأمسكت جوليا الأوراق وقالت : ايه الأوراق دي ؟

السيد فتحي : دي اوراق نقل ملكية وعايزك توقعي عليها علشان تتنازليلي عن حقك في ادارة الشركة والبيت دا الي انتي قاعدعه فيه كمان .

فنظرت جوليا اليه بغير تصديق وقالت : انت عايزني اتنزلك عن الورثة الي تركهالي بابا !!

السيد بفتحي : انتي لازم تعملي كدا علشان لو معملتيش فتأكدي ان الشركة دي ح طير منك في ظرف اسبوع واحد .

فوضعت جوليا الأوراق على الطاولة مجدداً وقالت بنبرة غضب : ولو قلتلك اني مش عايزه اوقع على الأوراق دي ومش هديك اي حاجه من ورثة بابا هتعمل ايه ؟

فنهض السيد فتحي ثم اقترب منها ببطء وفجأة امسك بشعرها وشده بقوة جهلتها تتألم وقال وهو يبتسم بخبث : صدقيني لو موقعتيش على الأوراق دي انا همرمط عيشتك وأوريكي ايام سودا بحياتك كلها مش ح تشوفي زيها .

اما هي فأدمعت عيناها لأنه كان يشد شعرها بقوه وكذلك لأنها لم تتوقع ان يكون عمها بتلك الحقارة فقالت بصراخ : أنت ...أنت ليه بتعمل معايا كدا ؟؟ هوا انا مش بنت أخوك الوحيد ؟؟

فضحك السيد فتحي بسخرية وقال : أخويا ؟؟ اخويا الي كان بيعاملني على اني حشرة وبيتكسف مني قدام الناس ؟؟ دا انا كنت مستني اليوم الي اشوفه فيه متهزم ومذلول من سنين وجايه دلوقتي تقوليلي اخويا !!

فنزلت دموع جوليا وقالت : انت ازاي بتتكلم عن بابا بالطريقة الوحشه دي ؟؟ دا كان بيحبك أوي !

فصرخ السيد فتحي قائلاً : بيحبني ؟؟ لو كان بيحبني صحيح زي ما بتقولي حضرتك مكنش خلاني اشحده كل اخر شهر عشان يديني مرتبي زيي زي اي موظف عادي في الشركة .

جوليا : كل دا علشان الفلوس ؟؟؟

السيد فتحي : لا مش علشان الفلوس , وانما علشان دا حقي الشرعي .

جوليا : اي حق دا الي بيخليك تعمل في بنت اخوك كدا ؟

السيد فتحي : بطلي تقولي عنه اخويا ...هو مش اخويا الحقيقي اصلاً .

فصدمت جوليا عندما سمعت ذلك وقالت : بتقصد أيه ؟

فتركها السيد فتحي وقال : دي الحقيقة , احنا مكناش خوات ومفيش اي رابط دم بينا اساساً .

جوليا : انا مش مصدقه اللي انت بتقوله دا , يعني ازاي انت مش اخوه الحقيقي ؟؟ ولو مكنتش عمي بجد امال انت مين ؟؟؟

السيد فتحي : انا اخوه بالتبني ..جدك المحترم تبناني لما كنت عيل صغير ودا لأنه كان هو السبب في موت والدي اللي مات وهو بيحاول ينقذ حياتيه بعد ما عمل حادثة .

جوليا : حتى لو كان جدي هو السبب في موت والدك مينفعش تعمل مع اخوك كدا , اصلاً ذنب بابا ايه في الي حصل دا كلو ؟

فصرخ السيد فتحي بها قائلاً : ازاي ملوش ذنب ؟؟ هو مكنش بيعاملني على اني اخوه الصغير أبداً ودائماً كان بيحاول يحبطني قدام الناس , حتى بعد ما جدك المحترم مات هو خذ كُـــل الورثه لأن حضرتو كان الأبن الشرعي اما انا فطلعت على فشوش ومخذتش ولا حاجة وفضلت عبد عندو لغاية ما مات وخلصت منو . +

فقالت جوليا بصدمه : انت ...بتقصد أيه ؟؟

السيد فتحي : بطلي رغي بقى قبل ما اخرسك بطريقتي الخاصة , يلا وقعي على الأوراق بسرعة لأني معنديش وقت اضيعو معاكي .

فنهضت جوليا وقالت بنبرة قوية : مش همضي على أي حاجة , وانت اتفضل اطلع برا من غير مطرود .

السيد فتحي : كدا ؟؟ طيب يا ستي .. زي مانتي عاوزه , برحتك خاااالص .

قال ذلك ثم اخرج هاتفه من جيبه وأتصل بأحدهم وقال : دخلوه .

وبعدها اغلق الهاتف ونظر الى جوليا وقال : متلومينيش على الي هعملو دلوقتي اتفقنا .

فخافت وقالت : هتعمل أيه ؟

في تلك اللحظة دخل رجل الى المنزل وهو يضع المسدس على رأس سكرتير السيد منصور " والد جوليا " الذي كان يتنفس بسرعة ، اما هي فذعرت عندما رأت ذلك المنظر وقالت : ايه الي انتو بتعملوه دا ؟؟؟ سيبوه يا مجرمين !

فقال السيد فتحي : لو ما وقعتيش على الأوراق دي ح موت الرجل دا .

فقال السكرتير لجوليا : متسمعيش كلامو ,,, اوعي توقعي على اي حاجة ... دا عايز يدحك عليكي .

فقام الرجل الذي كان يمسكه بضربه على مؤخرة رأسه بقوة وقال : اخرس خالص بدل ما اخلص عليك .

اما جوليا فنزلت دموعها وقالت لعمها : ايه الحقارة دي ؟؟ مكنتش متخيله ابداً انك ممكن تكون نذل بالشكل دا !

فصفعها السيد فتحي بقوة جعلتها تقع ارضاً ثم اقترب منها وشد شعرها قائلاً : لو ما خرستيش هعرف اخرسك كويس , يلا وقعي على الأوراق قبل ما صبري ينفذ وقتل الرجل دا قدام عينيكي وبعدها صدقيني هقتلك انتي كمان .

فنظرت جوليا الى سكرتير والدها بعيونها الباكية حيث وجدته يتوسلها بعيونه لكي لا توقع على الأوراق ولكنها ادركت ان لم تفعل ذلك فسوف يقوم عمها الحقير بقتله لذلك امسكت قلم الحبر وهي ترتجف ثم وقعت على الأوراق ودموعها تنهمر مثل زخات المطر .

فأبتسم السيد فتحي وأخذ الأوراق ثم قال : كدا تمام .

قال ذلك ثم التفت الى مساعده الذي كان يمسك بالسكرتير وقال : عزيز { اسم المساعد } خد الحقير دا ورميه برا ولو شفت وشه هنا تاني اقتله من غير ما تفكر .

عزيز : امرك يا بيه , يلا امشي قدامي .

ثم خرجا من المنزل , اما جوليا فجلست تبكي بحرقة وقالت : ليه كدا ؟؟

فقال لها السيد فتحي : يلا قومي اطلعي برا وما تورينيش وشك النحس دا تاني انتي سامعه ؟؟

فنظرت اليه وهي تبكي ثم قالت : عيزني اروح فين ؟ انا مفضلش ليا حدا .

السيد فتحي : مليش دعوه , ان شاء الله تغوري في ستين داهية ما بيهمنيش .

فبصقت جوليا عليه وصرخت قائله : انت حقير وزبالة , انا هدفعك التمن غالي .

فلم يتمالك السيد فتحي نفسة من شدة عصبيته حيث انه امسك بشعرها وجرها خلفه قائلاً : انا هوريكي ازاي بتتكلمي معايا بالشكل دا .

قال ذلك ثم سحبها خلفه وبعدها فتح باب المنزل وأخرجها من حديقة المنزل حتى وصل الى البوابة ففتحها ثم رماها خارجاً حيث انها وقعت على الأرض بقوة , فقال : مش عايز اشوف وشك دا هنا تاني انتي فاهمة ؟؟ ولو رجعتي او فتحتي بؤك بحرف واحد وحكيتي لحد عن الي حصل هنا هيكون عقابك الموت .

قال ذلك ثم اغلق البوابة في وجهها وعاد الى داخل المنزل , اما هي فنهضت وهي تتآلم بسبب الجروح التي أصيبت بها عندما رماها عمها على الأرض بتلك القسوة فوقفت تحدق بالمنزل وهي تبكي بحرقة ثم قالت : هروح فين دلوقتي ؟؟ ليه حصل كل دا ؟؟ بابا ...ماما ...انتو رحتو وتركتوني ليه ؟؟

قالت ذلك ثم جلست على الرصيف وانفجرت بالبكاء وهي لا تعلم الى اين ستذهب في تلك الساعة المتأخرة من الليل , كما ان عمها طردها من المنزل بدون ان تحزم حقائبها او تأخذ بطاقتها الأتمانية حتى .

فبقيت جالسة بالقرب من المنزل حتى طلوع الفجر وكانت على وشك ان تتجمد من شدة البرد الا انها كانت تخبر نفسها وتقول : مينفعش تضعفي دلوقتي ...لازم تبقي قويه لحد الصبح عشان ترجعي حقك الي تسرق منك بالقوة .

وبقيت على تلك الحال الى حين اشرقت الشمس من بين تلك الغيوم المتلبدة فنهضت من مكانها وهي لا تشعر بأطرافها التي تخدرت بسبب البرد والجلوس لفترة طويلة ثم استجمعت قواها ووقفت امام البوابة وهي تصرخ قائلة : انت يا واطي يا زبالة ....لو كنت رجل بجد مكنتش طردتني من بيت ابويا بالشكل الحقير دا , لكن انا هخليك تدفع الثمن غالي وهروح للبوليس علشان ارفع عليك دعوة دلوقتي .

في تلك اللحظة خرج عزيز " ***** السيد فتحي " من المنزل ثم اتجه نحوها من ما جعلها تخاف وتعود بخطواتها الى الوراء فقالت : انت..انت عاوز مني أيه ؟؟

ولكنه لم يستمع اليها بل امسكها من ذراعها بقوة وقال : عايزه تروحي للبوليس ها ؟؟ انا هعرف شغلي معاكي .

قال ذلك ثم سحبها الى داخل الحديقة , اما هي فبدأت تبكي وتحاول ان تحرر نفسها من قبضة ذلك الرجل الذي كان يضغط على يدها بعنف فقالت : سبني يا مجرم ...انا مش عايزه اروح معاك !

فضربها عزيز حيث انه افقدها الوعي ثم حملها وأدخلها الى المنزل .

تسارع في الأحداث .............

الساعة الخامسة مساءً ...........

استيقظت جوليا ووجدت نفسها مكبلة اليدين على كرسي في المخزن فحاولت ان تحرر نفسها ولكن دون جدوى , فدخل عمها ومساعده عزيز الى المخزن من ما جعلها ترتعب عندما رأتهما فقالت بخوف : عيزين مني أيه ؟؟

فأقترب السيد فتحي منها وقال : هو انا مقولتلكيش اني مش عايز اشوف وشك دا تاني ؟؟ قلت ولا مقولتش !!

فنزلت دموع جوليا وقالت : قولي عَيزني اروح فين بعد ما اخدت مني كل حاجه ؟؟ انا معرفش حد هنا غيرك ليه بتعمل بيا كدا ؟؟

السيد فتحي : هديكي فرصة اخيرة عشان تغوري من هنا لكن لو سمعت انك روحتي للبوليس او حكيتي لأي حد عن الي حصل أمبارح فاتأكدي ان نهايتك حتكون على أيدي , انتي سامعة ؟

فقالت وهي تبكي : لو كنت عارفة انك هتطلع يوم من الأيام نذل وزبالة بالشكل دا مكنتش قلتلك عمي ابداً , انت متستحقش الشرف دا عشان انت رجل زباله .

فصفعها السيد فتحي ثم قال بغضب : لو ما سكتيش دلوقتي ورحمة أبويا هقتلك !

فتدخل عزيز وقال : اهدأ يا بيه , ما ينفعش نقتلها هنا عشان منفتحش عيون البوليس علينا , ولو عايز تتخلص منها سيب الحكاية دي عليا انا .

فتنهد السيد فتحي وقال : خلصني من وشها النحس بدون وجع دماغ .

قال ذلك ثم خرج من المخزن , اما جوليا فأخذت تصرخ وتقول : سعدوني يا عالم ...المجرمين دول عيزين يقتلوني !!

فضربها عزيز مجدداً وقال : اخرسي !!

قال ذلك ثم فك وثاقها وسحبها خلفه ثم اخرجها من المخزن , وقام بدفعها الى داخل سيارة سوداء حيث انها كانت تشعر بالدوار ولم تستطيع ان تقاوم او تدافع عن نفسها حتى .

وبعد مدة قصيرة وصل الى مكان غريب كان اشبه بالزقاق وكان قريب من النوادي الليلية التي يتم بها تعاطي المخدرات وممارسة ******* , فنزل من السيارة ثم أخرج جوليا التي كانت فاقدة للوعي وبعدها رماها على الأرض وأخرج من جيبة حقنة مخدرات اراد ان يحقنها بها لكي يبدو انها قد تعاطت جرعة زائدة ادت الى موتها فأقترب منها لكي يحقنها ولكنها فاجأته عندما ضربتة بحجر كان بجانبها ثم نهضت بسرعة وهربت قبل ان يستيقظ .

وبقيت تركض وهي تبكي وترتجف حتى خرجت من ذلك الزقاق ووصلت الى الشارع الرئيسي فوقفت تحاول ان تجد احداً لكي يساعدها وأذ بها تلتقي بسيارة شرطة .

فنزل رجلين من رجال الشرطة وقال احدهما : في أيه يا أنسه ؟؟ هو انتي هربانه من حد ؟

فأقتربت منه ثم أمسكت بذراعه وقالت وهي تبكي : ارجوك سعدني ...عيزين يقتلوني !

فقال الرجل الأخر : طب أهدي شوية وقوليلي مين هو الي عايز يقتلك ؟؟

جوليا : عمي ..هو بعت واحد من رجالتو وكان هيقتلني من شويه بس انا قدرت اهرب منو . +

رجل الشرطة : انتي شفتي شكلو كان عامل ازاي ؟

فهزت جوليا رأسها بنعم وقالت وهي تبكي : اه , كان طويل وعندو جرح في وشو ولابس اسود .

فأمسك احد الرجلين بجهاز الأرسال وقام بطلب الدعم فقال : عيزين دعم في منطقة *** الشمالية , في شخص حاول يقتل بنت هنا .

اما الرجل الثاني فقال : انا هروح اتفحص المكان وانتوا خليكوا هنا .

قال ذلك ثم اخرج مسدسه ودخل الى الزقاق , وما هي الا بضع دقائق حتى سمع كل من جوليا ورجل الشرطة الأخر اطلاق نار من ما جعلها ترتعب اكثر وقالت : ايه الصوت دا ؟؟؟

اما رجل الشرطة فأخرج مسدسة وقال : هروح اشف ايه الي حصل , خليكي هنا وما تتحركيش ابداً .

قال ذلك ثم دخل الى الزقاق فوجد زميله مقتولاً والدماء تغطيه , وما هي الا ثانية حتى خرج عزيز من خلف الحائط وقام بأطلاق النار على رجل الشرطة الأخر ليتركه ميتاََ الى جانب زميله .

اما جوليا فخافت اكثر بعد ما سمعت صوت الطلقة الثانية وعادت بخطواتها للخلف وقالت : ايه الي حصل ؟؟؟

في تلك اللحظة خرج عزيز من الزقاق وهو يحمل مسدساً بيده , وعندما رأته تسلل الذعر الى قلبها وأدركت انه قد قتل رجال الشرطة فهربت من المكان بسرعة , اما هو فحاول ان يلحق بها ولكنه سمع صوت سيارة الشرطة قادمة من بعيد حيث انهم اتوا ليقدموا الدعم فهرب في الأتجاه المعاكس قبل وصولهم .

يتبع.....

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

الحلقة الثانية

** البارت الثاني **

قراءة ممتعة للجميع ツ

وصلنا في البارت الي فات لما عزيز خرج من الزقاق وهو يحمل مسدساً بيده , وعندما رأته جوليا تسلل الذعر الى قلبها وأدركت انه قد قتل رجال الشرطة فهربت من المكان بسرعة .

اما هو فحاول ان يلحق بها ولكنه سمع صوت سيارة الشرطة قادمة من بعيد حيث انهم اتوا ليقدموا الدعم فهرب في الأتجاه المعاكس قبل وصولهم .

تسارع في الأحداث .................

* اظلمت السماء وكان السيد فتحي جالساً مع عائلته المكونة من زوجته " هناء " وأبنته " فرح " في منزلهم او لنقول في المنزل الذي سرقه من جوليا بالقوة .

فقالت هناء : انا مش مصدقة اننا بقينا اصحاب البيت دا اخيراً .

اما فرح { الأبنة } فقالت : بابا انت ازاي خليت الحقيرة {تقصد جوليا } تتنازل عن الورثة بالسهولة دي ؟

فأبتسم السيد فتحي وقال : ما تقلقيش نفسك يا حبيبتي بالحجات دي , دلوقتي بتقدري تاخدي الأوضة بتعتها وكمان كل حاجة كانت ملكها بقت ملكك من النهاردا .

فأبتسمت فرح وقالت : بجد ؟؟؟ يعني كل حاجة كانت ملكها من قبل بقت ملكي انا دلوقتي ؟؟

السيد فتحي : ايوه يا روحي , كل حاجة .

فنهضت فرح وعانقت والدها قائلة : بابا انا بحبك اوي .

اما هناء فقالت : انت متأكد انها تنازلت عن الورثة وقالتلك انها ح ترجع باريس ؟

السيد فتحي : ايوه متأكد يا حبيبتي , وكمان قالت انها مش عايزة ترجع مصر تاني لأنها مش عايزه تعيش على ارض البلد الي مات عليها بباها وممتها .

فتنهدت هناء وقالت : كدا احسن بكتير , مش عايزه اشوف وشها المعفن تاني .

في تلك اللحظة جاء عزيز وقال : بعتذر على الأزعاج يا بيه , ممكن اكلمك على أنفراد ؟

فنهض السيد فتحي وقال : ماشي , اسبقني على غرفة المكتب وأنا هحصلك على طول .

عزيز : أمرك يا بيه.

قال ذلك ثم ذهب , اما هناء فقالت لزوجها : في حاجة ؟؟

السيد فتحي : ما تقلقييش يا روحي , كلو هيبقى تمام .

قال ذلك ثم ذهب الى غرفة المكتب حيث كان عزيز ينتظره وقال : طمني ...قتلتها ؟

عزيز : مع الأسف مقدرتش انفذ المهمة يا بيه , والبنت هربت .

السيد فتحي : ايه ؟؟ ازاي تخليها تهرب ؟ انت عارف انها بقت خطر عليا وممكن تروح للبوليس وتحكيلهم كل حاجة ووقتها هنروح في ستين داهية !

عزيز : كنت هخلص عليها لو البوليس ما ادخلوش .

السيد فتحي : قلت البوليس ؟؟ وايه الي عرفهم ؟

عزيز : الحقيرة ضربتني فحجر وهربت , معرفش ازاي صحيت اساساً ولما هربت قابلت عربية بوليس فأنا قتلت اتنين منهم وبعدها هربت لأن الدعم وصل .

السيد فتحي : والبنت ؟؟ فضلت معاهم ؟

عزيز : لاء , هي هربت بعد ما قتلت رجالة البوليس الأتنين وقبل ما الدعم يوصل .

فتنهد السيد فتحي وقال : البنت دي لازم تموت بأسرع وقت والا هتبقى خطر علينا , عايزك تدور عليها وتلاقيها وبس تلاقيها اقتلها فوراً .

عزيز : تحت أمرك يا بيه.

السيد فتحي : عزيز... انا عايز اسمع خبرها بسرعة انت فاهم ؟

عزيز : أمرك يا باشه ، وزي ما قتلت بباها وممتها قبل كدا هخلص عليها هي كمان ، انا بوعدك انك هتسمع خبر موتها قريب جداً .

السيد فتحي : يا رب توفي بوعدك ليا ، لأني مش هرتاح غير اما اشوفها مقتوله .

عزيز : متشلش هم يا بيه ، كلو هيبقى تمام .

قال ذلك ثم خرج هو ورجاله لكي يبحثون عن جوليا , اما هي فكانت تمشي في شوارع القاهرة الكبيرة والدموع لا تفارق عينيها كما انها كانت تشعر بالجوع والبرد فقالت : هروح فين دلوقتي ؟؟ لو رحت للبوليس وبلغت عنهم فأنا متأكدة انهم حيلاقوني وسعتها حيقتلوني زي الأتنين الي ماتو {تقصد رجال الشرطة الذي قتلهم عزيز }

* وبقيت جوليا تمشي في شوارع القاهرة علها تجد مكان تبات فيه فقادتها قدماها الى مطعم صغير في احدى الحارات فجلست في الزاوية تحدق بصاحبة المطعم التي كانت تخدم الزبائن لوحدها وتحمل اطباق الحساء الشهي الذي كانت رائحته منتشرة في ارجاء المكان .

{ ملاحظة : لقد كانت جوليا جائعة جداً لأنها لم تأكل ليومين كاملين }

فنظرت اليها صاحبة المطعم وظنت انها متشردة وخصوصاً بعد ما رأتها ترتدي تلك الثياب الخفيفة والمتسخة كما ان شعرها كان مبعثراً لأن عمها استمر في شدها منه , فأشفقت عليها لذلك اتجهت نحوها وقالت : انتي جعانه يا حبيبتي ؟

فهزت جوليا رأسها بالنفي لأن كرامتها المجروحة لم تسمح لها بأن تعترف بذلك وخصوصاً بعد ما كانت أبنة عائلة عريقة وتأكل من اشهى الأطعمة , فأنحنت صاحبة المطعم على مستواها وقالت : ما تقلقيش مش ح اطلب منك فلوس , تحبي احطلك شوية اكل ؟ شكلك جعانه اوي .

فنظرت جوليا اليها وقالت بتردد : م...متشكره على كرمك .

فأبتسمت صاحبة المطعم وقالت : يلا الحقيني .

فنهضت ثم لحقت بصاحبة المطعم الى الداخل وما ان دخلت حتى اقتربت من تلك المدفأة التي كانت في الزاوية وجلست تُدفئ نفسها , اما صاحبة المطعم فأحضرت لها الطعام وقالت : أتفضلي , كُلي حتى تشبعي ولو عايزه كمان ما تتكسفيش تقولي .

فأخذت جوليا الطعام من صاحبة المطعم وقالت : انا بتشكرك جداً .

قالت ذلك ثم بدأت تأكل بنهم , فجلست صاحبة المطعم تراقبها وهي تأكل بشراهة وقالت في نفسها : متهيألي ان البنت دي عندها عزة نفس كبيرة والا ما كنتش ح تنكر انها جعانه بينما الظاهر عكس كدا خالص .

وبعد ما انتهت جوليا من تناول الطعام نهضت وهي تحمل الأطباق فأتجهت نحو صاحبة المطعم وقالت : انا بشكرك اوي على لطفك معايا بس انا مكسوفه اقولك ان ما معيش فلوس عشان اديهالك دلوقتي , لكن انا ممكن اساعدك في التنظيف لو تحبي عشان اعوضك يعني .

فأبتسمت صاحبة المطعم وقالت : ولا يهمك , انا مبسوطة اني قدرت اساعدك ...بس ممكن اسألك سؤال ؟

جوليا : طبعاً , اتفضلي .

صاحبة المطعم : انتي شكلك بنت ناس ومحترمة جداً حتى ان عندك عزة نفس وعايزه تشتغلي عشان تعوضي , فأيه الي عمل فيكي كدا ؟؟

فأدمعت عينا جوليا في تلك اللحظة وجلست على احد الكراسي الموجودة في المطعم ثم قالت : لو قولتلك ح تصدقيني ؟

فجلست صاحبة المطعم مقابلاً لها وقالت : قولي يا بنتي , انا هسمعك .

فنظرت جوليا الى عيون تلك المرآة الطيبة وأحست بصدق مشاعرها فقالت في قلبها : لو حكيتلها عن الي عملو عمي فيا ممكن ح تكون حياتها في خطر , وهي شكلها ست طيبة جداً وانا مش عايزه اورطها معايا .

فقالت صاحبة المطعم : في أيه يا بنتي ؟؟ ما بتتكلميش ليه ؟

جوليا : بصراحة مش عارفة اقولك ايه ؟

صاحبة المطعم : ما تخفيش , انا هحفظ سرك ولو قدرت اني اساعدك فهساعدك .

فتنهدت جوليا وقالت : في الحقيقة انا ....انا معرفش انا مين او مين هما أهلي وكل الي اعرفو ان اسمي جوليا لكن ايه هي كنيتي معرفش ومش متذكره اي حاجة .

{ لقد ادعت جوليا انها فقدت ذاكرتها لكي لا تورط صاحبة المطعم بمشاكلها مع عمها }

فأندهشت صاحبة المطعم وقالت : معقوله انتي ما بتتذكريش اي حاجه ؟؟ يعني فقدتي ذاكرتك خالص ؟؟

فهزت جوليا رأسها دليلاً على " نعم " وقالت : متهيألي كدا , كل الي بعرفو ان اسمي جوليا ودا الدليل على كلامي .

قالت ذلك ثم اخرجت قلادة كانت ترتديها من تحت سترتها الخفيفة وكانت القلادة مصنوعة من الذهب الأبيض وتحمل اسمها " جوليا " فأرتها لصاحبة المطعم وقالت : القلادة دي هي الحاجة الوحيدة الي بمتلكها ومتهيألي ان اسمي مكتوب عليها .

فشعرت صاحبة المطعم بالشفقة عليها وقالت : طيب انتي حصلك كدا ليه ؟ يعني حدا قلك انك فقدتي ذكرتك ولا ايه ؟

جوليا : في الحقيقة انا صحيت قبل اسبوع مش فاكره اي حاجة وأول ما فتحت عينيا لقيت نفسي متلقحه على الأرض جنب الكوبري .

صاحبة المطعم : تصدقي.. صعبتي عليا اوي , طيب وهتعملي أيه دلوقتي ؟؟ مفكرتيش تروحي للبوليس عشان يسعدوكي ؟

جوليا : منا رحت .

صاحبة المطعم : طيب قالوا ايه ؟

جوليا : قالوا انهم ما بيقدروش يسعدوني لو ما كانش في حد بلغهم اني مفقودة .

صاحبة المطعم : ما تخفيش يا بنتي , انا متأكدة ان ذاكرتك ح ترجعلك وح تلاقي عيلتك كمان .

فأدمعت عينا جوليا وقالت في نفسها : دا انا بتمنى اني انسى كل حاجة بجد .

فمسحت لها صاحبة المطعم دموعها وقالت : ما تعيطيش , عشان لو عيطي هتضعفي ومش لازم تضعفي في وقت زي دا .

في تلك اللحظة شعرت جوليا بالراحة النفسية لأن كلام صاحبة المطعم شجعها كثيراً , فأبتسمت وقالت : انا بشكرك جداً , قوليلي عايزاني اعملك ايه بدل فلوس الأكل ؟

صاحبة المطعم : مش عايزه تعمليلي حاجة .

جوليا : بس كدا ما ينفعش , يعني انتي دخلتيني مطعمك وخليتيني أدفى وكمان أكلتيني لما كنت هموت من الجوع , ما ينفعش ما ردلك جميلك دا .

صاحبة المطعم : ما تقوليش كدا , انا حبيتك من اول ما شفتك عشان كدا ساعدتك وبعدين دي اقل حاجة ممكن اعملها .

جوليا : انا مش عارفة اعبرلك اد ايه انا بتشكرك .

صاحبة المطعم : ايه رأيك تفضلي هنا معايا ؟

فنظرت جوليا اليها وقالت : انتي بتتكلمي جد ؟؟

صاحبة المطعم : ايوا , وزي منتي شايفه يا بنتي ... انا ست وحدانية ومفيش حد بيساعدني في شغل المطعم وكمان انتي يعني لا موأخذه ما بتتذكريش اي حاجه , يعني لو عشتي معايا هنا هيكون احسن من المرمطة والبهدلة في الشارع .

فأبتسمت جوليا بأشراقة وقالت : انتي بجد ما تتخيليش ح تساعديني قد أيه لو خليتيني اعيش هنا , في الحقيقة انا كنت خايفة جداً وخصوصاً لأني معرفش اي حد في المدينة دي .

صاحبة المطعم : يبقى خلاص اتفقنا , انتي من النهاردا بقيتي بنتي وهخليكي تسكني معايا في الطابق التاني كمان .

فأمسكت جوليا بيديها وقالت : دا بيشرفني يا خاله .

صاحبة المطعم : هوا انا ما قلتلكيش اسمي ايه ؟؟ شفتي نسيت ازاي ؟

فضحكت جوليا قائله : ولا يهمك .

صاحبة المطعم : انا اسمي هاله .

جوليا : اتشرفت بمعرفتك .

هاله : دا انا الي ازددت شرف , يلا قومي عشان تستحمي وتبدلي هدومك المتبهدلة دي بهدوم نضيفة .

جوليا : في الحقيقة انا ... ما معيش هدوم .

هاله : ما تقلقيش , هديكي هدوم بنتي .

جوليا : هو انتي عندك بنت ؟

فتغيرت ملامح الست هاله لتصبح حزينة وقالت : كان عندي بنت تقريباً في متل سنك بس ماتت قبل سنه في حادث عربية هي وبباها ومن سعيتها بقيت لوحدي .

فشعرت جوليا بالحزن وقالت : انا اسفه , ما كنش قصدي افكرك بحزنك .

هاله : ولا يهمك , انا اتعودت على الوضع دا ... يلا خلينا نطلع لفوق عشان تستريحي .

جوليا : والمطعم ؟؟ مين هيفضل فيه ؟

هاله : بما ان كل الزباين روحوا وما فضلش حد ف حقفلو .

جوليا : ماشي .

تسارع في الأحداث ...............

مر ثلاثة ايام على عيش جوليا مع الست هاله , فكانت تساعدها في تقديم الطلبات للزبائن وفي التنظيف ايضاً وكانت سعيدة بذلك وقد بدأت تعتاد على حياتها الجديدة , ولكن من جهة اخرى كان رجال عمها { عزيز ورجالتو} يبحثون عنها في كل مكان لكي يقتلوها كما امرهم السيد فتحي .

وفي اليوم الرابع ....

اتصل احد الرجال على عزيز وقال : لقيت البنت يا ريس .

عزيز : انت بتتكلم جد ؟

الرجل : ايوه انا متأكد من انها هي نفسها البنت الي في الصورة .

عزيز : انت فين ؟

الرجل : انا قاعد براقب البنت من بعيد لأنها عمال تشتغل جارسونه {نادلة} في مطعم ***

عزيز : طيب خليك مرقبها لغاية مأوصل لحد عندك وأوعى تضيع منك انت فاهم ؟

الرجل : امرك يا ريس .

ثم اغلق عزيز هاتفه وصعد في سيارته بسرعة , اما الرجل الذي اتصل به فكان جالساً بعيداً ويراقب فتاة كانت نسخة طبق الأصل عن جوليا ومن ينظر اليها يظنها هي وجوليا الشخص ذاته , فكانت تشبهها في كل شيء ...الشعر , العيون , الفم حتى الأبتسامة كانت نفسها ايضاً , ولكن الشيء الوحيد الذي كان يختلف ان هذه الفتاة لم تكن غنية على عكس جوليا التي تربت في عائلة عريقة بل كانت مجرد نادلة في مطعم فخم جداً وكانت تُدعى " سمر "

كما ان الشيء الغريب في هذه الفتاة هو انها كانت خطيبة لشاب فاحش الثراء يدعى " كنان الحريري "

وهو مالك شركة ضخمة جداً تعمل في مجال صناعة وبيع افخم السيارات في مصر , وبالرغم من ثراء خطيبها الا انها استمرت في العمل كنادلة في ذلك المطعم لأنها كانت تعتقد ان الحب لا يحتاج اي قيود او شروط او لأن خطيبها شاب غني فيجب عليها ان تترك عملها كما تفعل باقي الفتيات في العادة .

فهي كانت تحب عملها كثيراً لأنها تعرفت على كنان في ذلك المطعم وهناك اعترف لها بحبه وتقدم لخطبتها .

{ملاحظة : سمر فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها , يتيمة الأبوين ولا تمتلك اي اقارب ...

كانت تعمل نادلة في احد المطاعم الفخمة في مدينة القاهرة وبالرغم من ذلك كانت مخطوبة للشاب الثري " كنان الحريري " والذي كان يبلغ من العمر في تلك الفترة 30 عاماً , فوقع في حبها من النظرة الأولى كما فعلت هي المثل , ومع مرور الوقت كبرت مشاعر الحب بينهما لذلك تقدم لخطبتها في نفس المطعم وأمام جميع الموظفين والزبائن ولأنها كانت تحبه ايضاً وافقت على طلبه لكن بشرطاً واحد وهو ان يسمح لها بمتابعة العمل في المطعم فلم يعترض على ذلك ابداً }

*وصل عزيز الى المطعم الذي تعمل به سمر " شبيهة جوليا " فذهب وجلس حيث كان الرجل الذي اتصل به جالساً وقال : احمد { اسم الرجل} فين البنت؟

فأشار احمد الى سمر التي كانت تأخذ طلبات الزبائن وقال : هناك ... هي دي مش كدا ؟

فأمعن عزيز النظر بها ثم أبتسم بخبث وقال : ايوا , انا عارف شكلها كويس ومش ممكن اني انسى وشها ابداً بعد ما كانت السبب الي خلى فتحي بيه يبهدلني .

احمد : هقوم اجيبها من شعرها لتحت رجليك .

فأمسكه عزيز من ذراعه وقال : استنى يا عبيط ...عايز تخطفها كدا عيني عينك قدام كل الناس دي !

فنظر احمد من حوله حيث ان المطعم كان يعج بالزبائن فقال : ماشي , ح ستنى اما الزباين يمشوا وبعدها ح اخطفها .

عزيز : طيب قوم فز خلينا نروح .

احمد : ليه ؟؟ عايز تسيبها بعد كل التعب الي تعبناه وحنا بندور عليها !

عزيز : اسيبها ؟؟؟ دا انا ما صدقت لقيتها علشان اوريها الويل لكن لو فضلنا هنا جايز نفتح العين علينا واحنا مش ناقصين .

احمد : امال عايزنا نروح فين ؟

فنهض عزيز وقال : ح نستناها لغاية ما تخلص شغلها والمطعم يتقفل , وأول ما نشوفها خرجت نخطفها وبعد كدا نخلص عليها .

احمد : امرك يا ريس .

وبالفعل خرج عزيز واحمد من المطعم وذهبا ينتظرا وجلسا في سيارتهما امام المطعم ينتظرنا خروج سمر.

وما هي الى ثلاث ساعات قد مضت وانتهى عمل سمر في المطعم لذلك اليوم , فخرجت من الباب وهي تتكلم في الهاتف مع خطيبها " كنان " فقالت : ازيك يا روحي ؟ انا اسفه مقدرتش اكلمك قبل كدا لأن كان عندي شغل كتير .

كنان : جرى ايه يا سمر ؟؟ انتي ما بتعرفيش اني لازم اسمع صوتك كل ساعة عشان اقدر ارتاح ؟ ازاي ما بتتكلميش معايا خالص !

فأبتسمت سمر وقالت : ليه ؟؟ هوا انا وحشتك ؟

كنان : وحشتيني دا ايه ؟ دا انتي وحشتيني موت لدرجة اني فكرت اشتري المطعم المعفن الي بتشتغلي فيه دا عشان تفضلي قدام عينيا على طول .

فضحكت سمر وقالت : ليه بتقول عن مطعمنا معفن ؟؟ انت نسيت اننا تعرفنا على بعض *** المطعم دا ؟

كنان : منا كمان بحب المطعم دا بس انتي زودتيها اوي , يعني لو بتسمعي كلامي وبتبطلي شغل فيه مش احسن ؟

فتوقفت سمر عن السير وقالت : جرى ايه بقى ؟؟ احنا ماتفقناش انك مش هتعترض على شغلي ؟

كنان : يوووه طيب خلاص خلاص , هتخلصي شغل امتى ؟

سمر : انا خلصت شغل من ساعة ما بدأت ارغي معاك وانا في طريقي للبيت دلوقتي .

كنان : ايه ؟؟؟ طيب ليه ما قولتيش الكلام دا من بدري ؟؟ منتي عارفة اني منبه عليكي ممنوع تروحي لوحدك واني هبعت الشوفير علشان يوصلك للباب البيت , ليه ما سمعتيش كلامي وخرجتي ؟

فأبتسمت سمر وقالت : ايه مالك ؟؟ دي مش اول مرة اروح فيها من الشغل لوحدي , وبعدين الجو حلو الليلة دي عشان كدا عايزة اتمشى شوية .

كنان : طيب اعملي الي يريحك بس يكون في علمك انا زعلان منك اوي عشان ما سمعتيش كلامي ومش هرضى في الساهل غير اما امرمطك في الشقة وأديني نبهتك .

فضحكت سمر وقالت : طيب وانا عشان بحبك موافقة انك تمرمطني ايه رأيك بقى ؟

فضحك كنان ايضاً وقال : يا بنت الأيه ...وانا كمان بحبك , مش بس بحبك دا انا بموت فيكي .

سمر : كنان ...

كنان : نعم يا روح كنان ..

سمر : انا بحبك اوي .

فتغير تعبير كنان وكأن قلبه اخبره بأن هناك خطباً ما فقال : سمر ... في أيه ؟؟

ولكن سمر لم تجبه بل كانت واقفة تحدق بذلك الرجل الذي كان يرفع مسدسة في وجهها من ما جعل كنان يدرك ان امراً ما قد حدث فقال بقلق : سمر ردي عليا ...انتي رحتي فين ؟؟

يتبع........

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤ يتبع

بارت2

*** سجينتي***

قراءة ممتعة للجميع ツ

وصلنا في البارت الي فات لما عزيز خرج من الزقاق وهو يحمل مسدساً بيده , وعندما رأته جوليا تسلل الذعر الى قلبها وأدركت انه قد قتل رجال الشرطة فهربت من المكان بسرعة .

اما هو فحاول ان يلحق بها ولكنه سمع صوت سيارة الشرطة قادمة من بعيد حيث انهم اتوا ليقدموا الدعم فهرب في الأتجاه المعاكس قبل وصولهم .

تسارع في الأحداث .................

* اظلمت السماء وكان السيد فتحي جالساً مع عائلته المكونة من زوجته " هناء " وأبنته " فرح " في منزلهم او لنقول في المنزل الذي سرقه من جوليا بالقوة .

فقالت هناء : انا مش مصدقة اننا بقينا اصحاب البيت دا اخيراً .

اما فرح { الأبنة } فقالت : بابا انت ازاي خليت الحقيرة {تقصد جوليا } تتنازل عن الورثة بالسهولة دي ؟

فأبتسم السيد فتحي وقال : ما تقلقيش نفسك يا حبيبتي بالحجات دي , دلوقتي بتقدري تاخدي الأوضة بتعتها وكمان كل حاجة كانت ملكها بقت ملكك من النهاردا .

فأبتسمت فرح وقالت : بجد ؟؟؟ يعني كل حاجة كانت ملكها من قبل بقت ملكي انا دلوقتي ؟؟

السيد فتحي : ايوه يا روحي , كل حاجة .

فنهضت فرح وعانقت والدها قائلة : بابا انا بحبك اوي .

اما هناء فقالت : انت متأكد انها تنازلت عن الورثة وقالتلك انها ح ترجع باريس ؟

السيد فتحي : ايوه متأكد يا حبيبتي , وكمان قالت انها مش عايزة ترجع مصر تاني لأنها مش عايزه تعيش على ارض البلد الي مات عليها بباها وممتها .

فتنهدت هناء وقالت : كدا احسن بكتير , مش عايزه اشوف وشها المعفن تاني .

في تلك اللحظة جاء عزيز وقال : بعتذر على الأزعاج يا بيه , ممكن اكلمك على أنفراد ؟

فنهض السيد فتحي وقال : ماشي , اسبقني على غرفة المكتب وأنا هحصلك على طول .

عزيز : أمرك يا بيه.

قال ذلك ثم ذهب , اما هناء فقالت لزوجها : في حاجة ؟؟

السيد فتحي : ما تقلقييش يا روحي , كلو هيبقى تمام .

قال ذلك ثم ذهب الى غرفة المكتب حيث كان عزيز ينتظره وقال : طمني ...قتلتها ؟

عزيز : مع الأسف مقدرتش انفذ المهمة يا بيه , والبنت هربت .

السيد فتحي : ايه ؟؟ ازاي تخليها تهرب ؟ انت عارف انها بقت خطر عليا وممكن تروح للبوليس وتحكيلهم كل حاجة ووقتها هنروح في ستين داهية !

عزيز : كنت هخلص عليها لو البوليس ما ادخلوش .

السيد فتحي : قلت البوليس ؟؟ وايه الي عرفهم ؟

عزيز : الحقيرة ضربتني فحجر وهربت , معرفش ازاي صحيت اساساً ولما هربت قابلت عربية بوليس فأنا قتلت اتنين منهم وبعدها هربت لأن الدعم وصل .

السيد فتحي : والبنت ؟؟ فضلت معاهم ؟

عزيز : لاء , هي هربت بعد ما قتلت رجالة البوليس الأتنين وقبل ما الدعم يوصل .

فتنهد السيد فتحي وقال : البنت دي لازم تموت بأسرع وقت والا هتبقى خطر علينا , عايزك تدور عليها وتلاقيها وبس تلاقيها اقتلها فوراً .

عزيز : تحت أمرك يا بيه.

السيد فتحي : عزيز... انا عايز اسمع خبرها بسرعة انت فاهم ؟

عزيز : أمرك يا باشه ، وزي ما قتلت بباها وممتها قبل كدا هخلص عليها هي كمان ، انا بوعدك انك هتسمع خبر موتها قريب جداً .

السيد فتحي : يا رب توفي بوعدك ليا ، لأني مش هرتاح غير اما اشوفها مقتوله .

عزيز : متشلش هم يا بيه ، كلو هيبقى تمام .

قال ذلك ثم خرج هو ورجاله لكي يبحثون عن جوليا , اما هي فكانت تمشي في شوارع القاهرة الكبيرة والدموع لا تفارق عينيها كما انها كانت تشعر بالجوع والبرد فقالت : هروح فين دلوقتي ؟؟ لو رحت للبوليس وبلغت عنهم فأنا متأكدة انهم حيلاقوني وسعتها حيقتلوني زي الأتنين الي ماتو {تقصد رجال الشرطة الذي قتلهم عزيز }

* وبقيت جوليا تمشي في شوارع القاهرة علها تجد مكان تبات فيه فقادتها قدماها الى مطعم صغير في احدى الحارات فجلست في الزاوية تحدق بصاحبة المطعم التي كانت تخدم الزبائن لوحدها وتحمل اطباق الحساء الشهي الذي كانت رائحته منتشرة في ارجاء المكان .

{ ملاحظة : لقد كانت جوليا جائعة جداً لأنها لم تأكل ليومين كاملين }

فنظرت اليها صاحبة المطعم وظنت انها متشردة وخصوصاً بعد ما رأتها ترتدي تلك الثياب الخفيفة والمتسخة كما ان شعرها كان مبعثراً لأن عمها استمر في شدها منه , فأشفقت عليها لذلك اتجهت نحوها وقالت : انتي جعانه يا حبيبتي ؟

فهزت جوليا رأسها بالنفي لأن كرامتها المجروحة لم تسمح لها بأن تعترف بذلك وخصوصاً بعد ما كانت أبنة عائلة عريقة وتأكل من اشهى الأطعمة , فأنحنت صاحبة المطعم على مستواها وقالت : ما تقلقيش مش ح اطلب منك فلوس , تحبي احطلك شوية اكل ؟ شكلك جعانه اوي .

فنظرت جوليا اليها وقالت بتردد : م...متشكره على كرمك .

فأبتسمت صاحبة المطعم وقالت : يلا الحقيني .

فنهضت ثم لحقت بصاحبة المطعم الى الداخل وما ان دخلت حتى اقتربت من تلك المدفأة التي كانت في الزاوية وجلست تُدفئ نفسها , اما صاحبة المطعم فأحضرت لها الطعام وقالت : أتفضلي , كُلي حتى تشبعي ولو عايزه كمان ما تتكسفيش تقولي .

فأخذت جوليا الطعام من صاحبة المطعم وقالت : انا بتشكرك جداً .

قالت ذلك ثم بدأت تأكل بنهم , فجلست صاحبة المطعم تراقبها وهي تأكل بشراهة وقالت في نفسها : متهيألي ان البنت دي عندها عزة نفس كبيرة والا ما كنتش ح تنكر انها جعانه بينما الظاهر عكس كدا خالص .

وبعد ما انتهت جوليا من تناول الطعام نهضت وهي تحمل الأطباق فأتجهت نحو صاحبة المطعم وقالت : انا بشكرك اوي على لطفك معايا بس انا مكسوفه اقولك ان ما معيش فلوس عشان اديهالك دلوقتي , لكن انا ممكن اساعدك في التنظيف لو تحبي عشان اعوضك يعني .

فأبتسمت صاحبة المطعم وقالت : ولا يهمك , انا مبسوطة اني قدرت اساعدك ...بس ممكن اسألك سؤال ؟

جوليا : طبعاً , اتفضلي .

صاحبة المطعم : انتي شكلك بنت ناس ومحترمة جداً حتى ان عندك عزة نفس وعايزه تشتغلي عشان تعوضي , فأيه الي عمل فيكي كدا ؟؟

فأدمعت عينا جوليا في تلك اللحظة وجلست على احد الكراسي الموجودة في المطعم ثم قالت : لو قولتلك ح تصدقيني ؟

فجلست صاحبة المطعم مقابلاً لها وقالت : قولي يا بنتي , انا هسمعك .

فنظرت جوليا الى عيون تلك المرآة الطيبة وأحست بصدق مشاعرها فقالت في قلبها : لو حكيتلها عن الي عملو عمي فيا ممكن ح تكون حياتها في خطر , وهي شكلها ست طيبة جداً وانا مش عايزه اورطها معايا .

فقالت صاحبة المطعم : في أيه يا بنتي ؟؟ ما بتتكلميش ليه ؟

جوليا : بصراحة مش عارفة اقولك ايه ؟

صاحبة المطعم : ما تخفيش , انا هحفظ سرك ولو قدرت اني اساعدك فهساعدك .

فتنهدت جوليا وقالت : في الحقيقة انا ....انا معرفش انا مين او مين هما أهلي وكل الي اعرفو ان اسمي جوليا لكن ايه هي كنيتي معرفش ومش متذكره اي حاجة .

{ لقد ادعت جوليا انها فقدت ذاكرتها لكي لا تورط صاحبة المطعم بمشاكلها مع عمها }

فأندهشت صاحبة المطعم وقالت : معقوله انتي ما بتتذكريش اي حاجه ؟؟ يعني فقدتي ذاكرتك خالص ؟؟

فهزت جوليا رأسها دليلاً على " نعم " وقالت : متهيألي كدا , كل الي بعرفو ان اسمي جوليا ودا الدليل على كلامي .

قالت ذلك ثم اخرجت قلادة كانت ترتديها من تحت سترتها الخفيفة وكانت القلادة مصنوعة من الذهب الأبيض وتحمل اسمها " جوليا " فأرتها لصاحبة المطعم وقالت : القلادة دي هي الحاجة الوحيدة الي بمتلكها ومتهيألي ان اسمي مكتوب عليها .

فشعرت صاحبة المطعم بالشفقة عليها وقالت : طيب انتي حصلك كدا ليه ؟ يعني حدا قلك انك فقدتي ذكرتك ولا ايه ؟

جوليا : في الحقيقة انا صحيت قبل اسبوع مش فاكره اي حاجة وأول ما فتحت عينيا لقيت نفسي متلقحه على الأرض جنب الكوبري .

صاحبة المطعم : تصدقي.. صعبتي عليا اوي , طيب وهتعملي أيه دلوقتي ؟؟ مفكرتيش تروحي للبوليس عشان يسعدوكي ؟

جوليا : منا رحت .

صاحبة المطعم : طيب قالوا ايه ؟

جوليا : قالوا انهم ما بيقدروش يسعدوني لو ما كانش في حد بلغهم اني مفقودة .

صاحبة المطعم : ما تخفيش يا بنتي , انا متأكدة ان ذاكرتك ح ترجعلك وح تلاقي عيلتك كمان .

فأدمعت عينا جوليا وقالت في نفسها : دا انا بتمنى اني انسى كل حاجة بجد .

فمسحت لها صاحبة المطعم دموعها وقالت : ما تعيطيش , عشان لو عيطي هتضعفي ومش لازم تضعفي في وقت زي دا .

في تلك اللحظة شعرت جوليا بالراحة النفسية لأن كلام صاحبة المطعم شجعها كثيراً , فأبتسمت وقالت : انا بشكرك جداً , قوليلي عايزاني اعملك ايه بدل فلوس الأكل ؟

صاحبة المطعم : مش عايزه تعمليلي حاجة .

جوليا : بس كدا ما ينفعش , يعني انتي دخلتيني مطعمك وخليتيني أدفى وكمان أكلتيني لما كنت هموت من الجوع , ما ينفعش ما ردلك جميلك دا .

صاحبة المطعم : ما تقوليش كدا , انا حبيتك من اول ما شفتك عشان كدا ساعدتك وبعدين دي اقل حاجة ممكن اعملها .

جوليا : انا مش عارفة اعبرلك اد ايه انا بتشكرك .

صاحبة المطعم : ايه رأيك تفضلي هنا معايا ؟

فنظرت جوليا اليها وقالت : انتي بتتكلمي جد ؟؟

صاحبة المطعم : ايوا , وزي منتي شايفه يا بنتي ... انا ست وحدانية ومفيش حد بيساعدني في شغل المطعم وكمان انتي يعني لا موأخذه ما بتتذكريش اي حاجه , يعني لو عشتي معايا هنا هيكون احسن من المرمطة والبهدلة في الشارع .

فأبتسمت جوليا بأشراقة وقالت : انتي بجد ما تتخيليش ح تساعديني قد أيه لو خليتيني اعيش هنا , في الحقيقة انا كنت خايفة جداً وخصوصاً لأني معرفش اي حد في المدينة دي .

صاحبة المطعم : يبقى خلاص اتفقنا , انتي من النهاردا بقيتي بنتي وهخليكي تسكني معايا في الطابق التاني كمان .

فأمسكت جوليا بيديها وقالت : دا بيشرفني يا خاله .

صاحبة المطعم : هوا انا ما قلتلكيش اسمي ايه ؟؟ شفتي نسيت ازاي ؟

فضحكت جوليا قائله : ولا يهمك .

صاحبة المطعم : انا اسمي هاله .

جوليا : اتشرفت بمعرفتك .

هاله : دا انا الي ازددت شرف , يلا قومي عشان تستحمي وتبدلي هدومك المتبهدلة دي بهدوم نضيفة .

جوليا : في الحقيقة انا ... ما معيش هدوم .

هاله : ما تقلقيش , هديكي هدوم بنتي .

جوليا : هو انتي عندك بنت ؟

فتغيرت ملامح الست هاله لتصبح حزينة وقالت : كان عندي بنت تقريباً في متل سنك بس ماتت قبل سنه في حادث عربية هي وبباها ومن سعيتها بقيت لوحدي .

فشعرت جوليا بالحزن وقالت : انا اسفه , ما كنش قصدي افكرك بحزنك .

هاله : ولا يهمك , انا اتعودت على الوضع دا ... يلا خلينا نطلع لفوق عشان تستريحي .

جوليا : والمطعم ؟؟ مين هيفضل فيه ؟

هاله : بما ان كل الزباين روحوا وما فضلش حد ف حقفلو .

جوليا : ماشي .

تسارع في الأحداث ...............

مر ثلاثة ايام على عيش جوليا مع الست هاله , فكانت تساعدها في تقديم الطلبات للزبائن وفي التنظيف ايضاً وكانت سعيدة بذلك وقد بدأت تعتاد على حياتها الجديدة , ولكن من جهة اخرى كان رجال عمها { عزيز ورجالتو} يبحثون عنها في كل مكان لكي يقتلوها كما امرهم السيد فتحي .

وفي اليوم الرابع ....

اتصل احد الرجال على عزيز وقال : لقيت البنت يا ريس .

عزيز : انت بتتكلم جد ؟

الرجل : ايوه انا متأكد من انها هي نفسها البنت الي في الصورة .

عزيز : انت فين ؟

الرجل : انا قاعد براقب البنت من بعيد لأنها عمال تشتغل جارسونه {نادلة} في مطعم ***

عزيز : طيب خليك مرقبها لغاية مأوصل لحد عندك وأوعى تضيع منك انت فاهم ؟

الرجل : امرك يا ريس .

ثم اغلق عزيز هاتفه وصعد في سيارته بسرعة , اما الرجل الذي اتصل به فكان جالساً بعيداً ويراقب فتاة كانت نسخة طبق الأصل عن جوليا ومن ينظر اليها يظنها هي وجوليا الشخص ذاته , فكانت تشبهها في كل شيء ...الشعر , العيون , الفم حتى الأبتسامة كانت نفسها ايضاً , ولكن الشيء الوحيد الذي كان يختلف ان هذه الفتاة لم تكن غنية على عكس جوليا التي تربت في عائلة عريقة بل كانت مجرد نادلة في مطعم فخم جداً وكانت تُدعى " سمر "

كما ان الشيء الغريب في هذه الفتاة هو انها كانت خطيبة لشاب فاحش الثراء يدعى " كنان الحريري "

وهو مالك شركة ضخمة جداً تعمل في مجال صناعة وبيع افخم السيارات في مصر , وبالرغم من ثراء خطيبها الا انها استمرت في العمل كنادلة في ذلك المطعم لأنها كانت تعتقد ان الحب لا يحتاج اي قيود او شروط او لأن خطيبها شاب غني فيجب عليها ان تترك عملها كما تفعل باقي الفتيات في العادة .

فهي كانت تحب عملها كثيراً لأنها تعرفت على كنان في ذلك المطعم وهناك اعترف لها بحبه وتقدم لخطبتها .

{ملاحظة : سمر فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها , يتيمة الأبوين ولا تمتلك اي اقارب ...

كانت تعمل نادلة في احد المطاعم الفخمة في مدينة القاهرة وبالرغم من ذلك كانت مخطوبة للشاب الثري " كنان الحريري " والذي كان يبلغ من العمر في تلك الفترة 30 عاماً , فوقع في حبها من النظرة الأولى كما فعلت هي المثل , ومع مرور الوقت كبرت مشاعر الحب بينهما لذلك تقدم لخطبتها في نفس المطعم وأمام جميع الموظفين والزبائن ولأنها كانت تحبه ايضاً وافقت على طلبه لكن بشرطاً واحد وهو ان يسمح لها بمتابعة العمل في المطعم فلم يعترض على ذلك ابداً }

*وصل عزيز الى المطعم الذي تعمل به سمر " شبيهة جوليا " فذهب وجلس حيث كان الرجل الذي اتصل به جالساً وقال : احمد { اسم الرجل} فين البنت؟

فأشار احمد الى سمر التي كانت تأخذ طلبات الزبائن وقال : هناك ... هي دي مش كدا ؟

فأمعن عزيز النظر بها ثم أبتسم بخبث وقال : ايوا , انا عارف شكلها كويس ومش ممكن اني انسى وشها ابداً بعد ما كانت السبب الي خلى فتحي بيه يبهدلني .

احمد : هقوم اجيبها من شعرها لتحت رجليك .

فأمسكه عزيز من ذراعه وقال : استنى يا عبيط ...عايز تخطفها كدا عيني عينك قدام كل الناس دي !

فنظر احمد من حوله حيث ان المطعم كان يعج بالزبائن فقال : ماشي , ح ستنى اما الزباين يمشوا وبعدها ح اخطفها .

عزيز : طيب قوم فز خلينا نروح .

احمد : ليه ؟؟ عايز تسيبها بعد كل التعب الي تعبناه وحنا بندور عليها !

عزيز : اسيبها ؟؟؟ دا انا ما صدقت لقيتها علشان اوريها الويل لكن لو فضلنا هنا جايز نفتح العين علينا واحنا مش ناقصين .

احمد : امال عايزنا نروح فين ؟

فنهض عزيز وقال : ح نستناها لغاية ما تخلص شغلها والمطعم يتقفل , وأول ما نشوفها خرجت نخطفها وبعد كدا نخلص عليها .

احمد : امرك يا ريس .

وبالفعل خرج عزيز واحمد من المطعم وذهبا ينتظرا وجلسا في سيارتهما امام المطعم ينتظرنا خروج سمر.

وما هي الى ثلاث ساعات قد مضت وانتهى عمل سمر في المطعم لذلك اليوم , فخرجت من الباب وهي تتكلم في الهاتف مع خطيبها " كنان " فقالت : ازيك يا روحي ؟ انا اسفه مقدرتش اكلمك قبل كدا لأن كان عندي شغل كتير .

كنان : جرى ايه يا سمر ؟؟ انتي ما بتعرفيش اني لازم اسمع صوتك كل ساعة عشان اقدر ارتاح ؟ ازاي ما بتتكلميش معايا خالص !

فأبتسمت سمر وقالت : ليه ؟؟ هوا انا وحشتك ؟

كنان : وحشتيني دا ايه ؟ دا انتي وحشتيني موت لدرجة اني فكرت اشتري المطعم المعفن الي بتشتغلي فيه دا عشان تفضلي قدام عينيا على طول .

فضحكت سمر وقالت : ليه بتقول عن مطعمنا معفن ؟؟ انت نسيت اننا تعرفنا على بعض *** المطعم دا ؟

كنان : منا كمان بحب المطعم دا بس انتي زودتيها اوي , يعني لو بتسمعي كلامي وبتبطلي شغل فيه مش احسن ؟

فتوقفت سمر عن السير وقالت : جرى ايه بقى ؟؟ احنا ماتفقناش انك مش هتعترض على شغلي ؟

كنان : يوووه طيب خلاص خلاص , هتخلصي شغل امتى ؟

سمر : انا خلصت شغل من ساعة ما بدأت ارغي معاك وانا في طريقي للبيت دلوقتي .

كنان : ايه ؟؟؟ طيب ليه ما قولتيش الكلام دا من بدري ؟؟ منتي عارفة اني منبه عليكي ممنوع تروحي لوحدك واني هبعت الشوفير علشان يوصلك للباب البيت , ليه ما سمعتيش كلامي وخرجتي ؟

فأبتسمت سمر وقالت : ايه مالك ؟؟ دي مش اول مرة اروح فيها من الشغل لوحدي , وبعدين الجو حلو الليلة دي عشان كدا عايزة اتمشى شوية .

كنان : طيب اعملي الي يريحك بس يكون في علمك انا زعلان منك اوي عشان ما سمعتيش كلامي ومش هرضى في الساهل غير اما امرمطك في الشقة وأديني نبهتك .

فضحكت سمر وقالت : طيب وانا عشان بحبك موافقة انك تمرمطني ايه رأيك بقى ؟

فضحك كنان ايضاً وقال : يا بنت الأيه ...وانا كمان بحبك , مش بس بحبك دا انا بموت فيكي .

سمر : كنان ...

كنان : نعم يا روح كنان ..

سمر : انا بحبك اوي .

فتغير تعبير كنان وكأن قلبه اخبره بأن هناك خطباً ما فقال : سمر ... في أيه ؟؟

ولكن سمر لم تجبه بل كانت واقفة تحدق بذلك الرجل الذي كان يرفع مسدسة في وجهها من ما جعل كنان يدرك ان امراً ما قد حدث فقال بقلق : سمر ردي عليا ...انتي رحتي فين ؟؟

يتبع........

بارت3

**** سجينتي ****

قراءة ممتعة للجميع ツ

وصلنا في البارت الي فات لما كانت " سمر " واقفة تحدق بذلك الرجل الذي كان يرفع مسدسة في وجهها من ما جعل " كنان " يدرك ان امراً ما قد حدث لها فقال بقلق : سمر ردي عليا ...انتي رحتي فين ؟؟

ولكنه صمت عندما سمع صوت ذلك الرجل الذي قال : انتي افتكرتي لو انك هربتي مني في المرة الي فاتت مش هعرف الاقيكي مرة تانيه ؟؟

فشعرت سمر بالخوف وقالت بينما كانت ما تزال تمسك هاتفها بيدها : انت..انت مين وعايز مني ايه ؟؟

اما كنان فكان يستمع فصرخ قائلاً : سمر !! ايه الي بيحصل ؟؟

فقال عزيز الذي كان يوجه مسدسه نحو سمر : انا مين ؟؟ مش كفاية عبط بقى , لكن لو دا هيريحك فأنا هقلك انا مين ..انا يا هانم الرجل الي هيخلي ليلتك سودا .

قال ذلك ثم اقترب منها وأمسك بشعرها من ما جعلها تصرخ بألم ثم القت بالهاتف على الأرض لكي تخلص نفسها من قبضته وهي تبكي وتصرخ قائله : سيبني يا مجرم ... بقلك سيبني ,,, ااااه .

كل ذلك سمعه كنان الذي سيطر الخوف عليه وتجمد في مكانه بدون أستيعاب , فقال بصوت مذعور : س... سمر ؟؟ سمر انتي فين يا حبيبتي ؟؟ جوبيني !!

ولكن سمر لم تجبه لأن عزيز كان قد خطفها بالفعل حيث انها تركت هاتفها مرمياً على الشارع , فصرخ كنان قائلاً : سمر ؟؟؟؟ سمر ردي عليا بسرعة !!

وعندما لم يسمع اي رد ...انتفض من مكانه كالمجنون ثم خرج من شقة سمر حيث انه كان ينتظر قدومها لكي يحتفل معها بمناسبة قدوم السنة الجديدة ثم صعد في سيارته الـ BMW وقادها بأقصى سرعته متوجهاً الى المطعم الذي تعمل به , وبينما كان يقود حاول ان يتصل بها مراراً وتكراراً ولكنها لم تجيب على أتصالاته من ما جعله يشعر بالهلع فقال : لو حصلها حاجة انا هحرق الحقير الي سمعتو بيتكلم وهلاقيه لو كان تحت سابع أرض .

اما في مكان أخر ......

اي في مصنع قديم ...دخل عزيز هو وثلاثة رجال من اتباعه الى المصنع حيث كانوا يحتجزون سمر المسكينة التي كانت تتنفس بصعوبة وتبكي بحرقة كما ان يديها كانت مكبلة وعينيها مغطاة وكانت مرمية على تلك الأرضية الباردة والقذرة ؟

فأقترب عزيز منها ثم امسك بشعرها وقال : دلوقتي لازم نصفي حسابنا , انتي ازاي تجرأتي وضربتيني ها ؟

قال ذلك وضربها بقوة , اما هي فبكت وقالت : هوا انا اعرفك قبل كدا عشان اضربك ؟؟ ليه بتعملوا معايا كدا ؟؟ حرام عليكوا دا انا معملتش حاجة وحشة بحقكوا .

عزيز : بطلي عبط بقى , اوعك تفتكري انك ممكن تخدعيني بالشويتين دول عشان اسيبك , دا انا هوريكي اسوء كابوس قبل ما اقتلك ...لكان انا تضربيني وتهربي ؟؟ ماااشي .

فقالت سمر وهي تبكي : حرام عليك ...انا معرفكش عشان تعمل فيا كدا .

فنظر عزيز الى رجاله وقال لهم : اطلعوا استنوني برا ومتدخلوش هنا تاني .

فقال احمد الذي كان برفقته : امرك يا ريس ، يلا بينا يا رجلاله.

ثم خرج الرجال الثلاثة من المصنع ووقفوا ينتظرون عزيز , اما هو فنزع الغطاء عن عيون سمر وخلع سترته وقام بالأقتراب منها قائلاً : انا هوريكي دلوقتي .

فصرخت قائله : عايز تعمل فيا ايه ؟؟؟ متقربش مني لحسن هقتلك ...

فأقترب منها اكثر وقال : هنشوف دلوقتي مين فينا هو الي ح يموت .

قال ذلك ثم اخذ يعتدي عليها كما لو انه ضبعاً ضاري وان التي بين يديه فريسة , اما هي فكانت تصرخ وتحاول ان تبعده عنها ولكن دون جدوى , ما الذي تستطيع تلك الفتاة المسكينة ان تفعله وهي مكبلة اليدين ؟؟

فبعد ما اعتدى عزيز عليها وقتل روحها البريئة ودنس شرفها الذي كانت محافظة عليه كل تلك السنين ..ارتدي ملابسه وقام بطعن جسدها عدة طعنات اسفرت عن مقتلها ولم يكتفي بفعل ذلك فقط بل قام بتصويرها لكي يبرهن للسيد فتحي انه قد تخلص منها والى الأبد .

ثم القى عليها غطائاً وخرج من مسرح الجريمة وهو ينفض ثيابه من الغبار ثم قال لرجاله : امسحوا اي اثر ممكن يدل علينا وخلونا نمشي .

تسارع في الأحداث ...............

في اليوم التالي ...

كانت سيارات الشرطة قريبة من المطعم الذي كانت سمر تعمل به حيث ان كنان ابلغ عن اختطافها فكانت الشرطة تحقق في القضية ولكنهم لم يجدوا اي دليل يشير الى مكانها سوى هاتفها وحقيبتها الذان كانا مرميين على الأرض .

فأصبح كنان كالمجنون لأنه لم يسمع عن خطيبته اي خبر بعد الذي حدث في الليلة السابقة كما ان صديقه ورفيق دربه يوسف سرحان علم بالأمر لذلك ذهب لكي يقف بجانبه ويهدأ من روعه فقال : متخفش , لو انها اتخطفت زي ما بتقول فدا معناها ان الخاطف عايز فدية وانا متأكد انه هيتصل بيك في اي لحظة .

فقال كنان : ازاي تقولي مخفش يا يوسف ؟؟ بقولك الحقير خطفها من امبارح بلليل ولغاية دلوقتي مسمعتش عنها اي خبر ! حتى اني معرفش لو كان عملها حاجة .

فوضع يوسف يده على كتف كنان وقال : ودا لوحدو بيطمن , يعني لو جرالها اي حاجة وحشة كنا عرفنا دا من بدري .

فتنهد كنان وقال : بتمنى يكون كلامك صحيح .

في تلك اللحظة ورد ضابط الشرطة المسؤل اتصال فأجاب : الو ...معك الضابط مروان ...أنت بتقول أيه ؟؟ طيب احنا جايّن فوراً .

قال ذلك ثم اغلق هاتفه وتوجه نحو كنان ويوسف ثم قال : عندي خبر مش كويس يا جماعة .

{ ملاحظة : الضابط مروان هو شاب يبلغ من العمر 31 سنة ، وهو شجاع ونزيه في عمله وسيكون له دوراً كبيراً في سير احداث الرواية }

فأنقبض قلب كنان بوشعر بالخوف يتغلب عليه عندما سمع ما قاله الضابط مروان فقال : ف...في أيه ؟

مروان : من شوية جالي أتصال من المركز وقالولي انهم لقوا جثة بنت مقتولة في مصنع قريب من هنا وجايز تكون هي نفس البنت الي بندور عليها .

فقال يوسف بتوسل : لاء ...قول حاجة تانية !

اما كنان فكاد ان يغيب عن وعيه ولكنه تمالك نفسه وقال : خ...خلونا نروح نتأكد من الجثة جايز متكونش هي .

فتنهد مروان وقال : وانا بقول كدا برضو , يلا خلونا نمشي .

ثم ذهبوا الى مسرح الجريمة وكان هو نفسه المصنع الذي قُتلت فيه سمر بتلك الطريقة الوحشية , فكانت سيارات الشرطة تُحيط بالمكان وكان مُسيج بالشريط الأحمر كما ان الطبيب الشرعي كان يتفحص الجثة , فنزل كل من الضابط مروان ويوسف ومعهما كنان من سيارة الشرطة ثم اتجهوا نحو احد رجال الشرطة الذي كان يحقق مع ثلاث مراهقين كانوا هم أول من اكتشف الجثة .

فقال مروان لرجل الشرطة : مين الى لاقى الجثة وبلغ عنها ؟

فألتفت رجل الشرطة اليه وقال : احترامي يا باشا , العيال دول هما الي بلغوا عن الجثة .

فنظر مروان الى المراهقين الذين كانوا يرتجفون خوفاً من بشاعة المنظر ثم قال : مين فيكم الي لقاها في الأول ؟

فقال احدهم وهو يرتجف : أأ..أنا يا باشا .

مروان : وكنت بتعمل هنا ايه ؟

الفتى : جيت ...جيت انا واصحابي عشان نتمرن على الغنى في المصنع دا زي ما بنعمل في كل عطلة وتفجأنا لما شفنا البنت وهي ...وهي مقتوله .

مروان : طب انتوا شفتوا حد تاني كان هنا ؟

الفتى : لاء ... مكنش في حد .

مروان : طيب ماشي , تقدروا تروحوا دلوقتي ولو احتجناكوا عشان تدوا افادتكوا من تاني هبقى ابعت حد يجيبكوا على القسم .

قال ذلك ثم التفت الى رجل الشرطة وقال : روحهم بيوتهم .

الشرطي : امرك يا باشا ، يلا بينا يا عيال .

ثم ذهب الفتيان الثلاثة مع رجل الشرطة اما مروان فنظر الى كنان ويوسف ثم قال : خليكوا هنا لحد ما ارجعلكوا .

فقال يوسف : خلونا نشوف الجثة .

مروان : استنوا اشوف الطبيب الشرعي بيقول ايه في الأول وبعدين اندهلكوا..

يوسف : ماشي .

ثم ذهب الضابط مروان الى داخل المصنع لكي يتكلم مع الطبيب , اما يوسف فنظر الى كنان الذي كان متجمداً في مكانه فسأله بقلق : كنان !! مالك يا صحبي ؟؟ انت كويس ؟

فرد كنان عليه بصوت مخنوق : معرفش ليه قلبي بيقولي ان ...ان الجثة الي بيفحصوها *** هتكون جثة سمر يا يوسف . +

يوسف : متقولش كدا وخليك متفائل بالخير عشان تلاقيه , وأن شاء الله يكون احساسك غلط .

في تلك اللحظة خرج الضابط مروان من المصنع وعلى وجهه علامات التوتر فأتجه نحو يوسف وكنان فسأله يوسف بلهفة : خير يا حضرة الضابط ..طمنا !

فخلع مروان القفازات المطاطية عن يده ثم عبث بشعره وقال : حسب أستنتاج الطبيب الشرعي ان البنت تقتلت بعد ما تم اغتصابها بوحشية والدليل على كدا ان جسمها كان متعور اوي واثار الخرمشه واضحة على جلدها وكمان ...

فنظر كنان اليه وقال : سكت ليه ؟؟ ما تكمل كلامك !

فتنهد مروان وقال : وكمان عمرها يتراوح ما بين الثلاثة وعشرين والخمسة وعشرين ودا يعنا انها ...

فقاطعه يوسف الذي قال بصدمة : ودا يعني انها ممكن تكون هي نفسها سمر !!!

مروان : كنان بيه ... عايزين منك تخش *** المصنع عشان تتعرف على الجثة , ولو كانت هي نفسها خطيبتك المقتوله فهتسهل علينا مهمة معرفة اصلها .

فتدخل يوسف وقال : لو كانت الجثة الي *** دي جثة سمر بجد فمن الأحسن ان كنان ما يدخلش ابداً , لأنه ممكن يموت لو شاف البنت الي بيحيبها مقتوله بالوحشية دي .

مروان : بس احنا عيزين حد يتعرف على الجثة عشان نبدأ التحقيق .

يوسف : انا هدخل بدالو ...انا اعرف سمر كويس ولو كانت الجثة دي بتعتها حقولكوا على طول .

فقال كنان بصوت يكاد يختفي : لاء ....انا الي هدخل .

يوسف: بس يا كنان انت ممكن ....

فقاطعه كنان بقوله : مش هيجرالي حاجة , هدخل اتعرف على الجثة ولو كانت ...ولو كانت جثة سمر بجد فأنا هعرف ان الرجل الي خطفها هو الي قتلها سعتها مش هيخلصو من ايديا غير الموت .

قال ذلك ثم دخل الى المصنع اما يوسف ومروان فلحقا به ايضاََ .

فوقف كنان بالقرب من تلك الجثة الهامدة التي كانت مغطاه بغطاء ابيض وتفوح منها رائحة الدم والتعفن ، فأغلق عيناه وضغط على يديه بشدة من ما جعل سوسف يقترب منه ويضع يده على كتفه قائلاً : شد حيلك .

ففتح كنان عيناه مجدداً وأرخى قبضته ثم قال للطبيب الشرعي : ش..شيل الغطا .

فأومى الطبيب برأسه ثم ابعد الغطاء عن وجهها الذي كان قد تحول الى اللون الأزرق بالفعل , فأغمض يوسفظ عيناه بآلم وقال : ليه كدا ؟

اما كنان فوقف يحدق بها بدون حراك من ما جعل الضابط مروان يدرك ان هذه الفتاة المقتولة هي نفسها سمر التي كانوا يبحثون عنها فقال للطبيب : انقلوا الحثة عشان تشرحوها .

الطبيب : ماشي .

وبالفعل وضع الطبيب الشرعي جثة سمر في حقيبة سوداء ثم نقلوها الى سيارة الأسعاف امام كنان الذي صدم بعد ما رأى محبوبته مقتوله بتلك الطريقة التي تقشعر لها الأبدان .

فأقترب مروان منه ثم وضع يده على كتفه وقال : انا بوعدك اني هلاقي الحقير الي قتلها وحخليه يدفع الثمن غالي .

في تلك اللحظة نزلت دموع كنان كما لو انها قطرات مطر وأخذ يبكي بشدة كالطفل الذي فقد امه وهو في امس الحاجة لها .

اما يوسف فتأثر هو ايضاً وخصوصاً بعد ما رأى صديقه منهاراً بتلك الطريقة من ما جعله يقترب منه ويعانقه قائلاً : انا اسف يا صاحبي ...معرفش اقولك ايه في المصيبة دي ,, بس شد حيلك وانا هكون جنبك .

وفي تلك اللحظة رن هاتف يوسف فأبتعد عن كنان ثم مسح دموعه واخرج هاتفه من جيبه فأجاب : ايوا يا حبيبتي؟؟

كانت منال عطالله حبيبة يوسف هي من اتصلت به لكي تطمئن على سمر بعد ما علمت بأمر اختطافها فقالت : يوسف... طمني لقيتوا سمر ولا لسا ؟؟

فنظر يوسف الى صديقه كنان الذي ركع على ركبتيه وكان يبكي بحرقة ثم قال : ايوا لقيناها .

فأبتسمت منال وقالت : بجد ؟؟ الحمد لله ، اكيد كنان ارتاح دلوقتي مش كدا ؟

فنزلت دمعة يوسف وقال : سمر انقتلت يا منال؟؟

فصعقت منال عندما سمعت ذلك وقالت : ايه ؟؟ انت بتتكلم جد ؟

يوسف : ايوا ، الحقير الي خطفها اغتصبها في الأول وبعدين قتلها بطريقة بشعة جداً .

فوضعت منال يدها على جبينها وقالت بغير تصديق : لاء .... قول غير كدا ؟

يوسف : مع الأسف دي الحقيقة المرة .

فنزلت دموع منال وقالت : ايه الموصيبة الي حلت علينا دي؟

تسارع في الأحداث ...........................

مرت الأيام ولم تعرف الشرطة من هو القاتل المتوحش الذي قتل سمر لعدم وجود اي دليل يُشير الى معرفته لذلك اغلقوا القضية ووصفوها ضد مجهول

اما كنان فكان ما يزال مصدوماً لأنه فقد اكثر انسانه يحبها بعد والدته من ما جعله يصبح بارد المشاعر بعد ما كان شاب مرح ولطيف كما ان قلبه اصبح قاسي جداً حيث انه كان يشحنه بـِ لهيب الحقد والكراهية لهذا الشخص الذي كان السبب في تفريقه عن محبوبته , فأقسم على ان يبحث عنه وعندما يجده سينتقم منه ويرد له الصاع صاعين .

وبالنسبة لجوليا فكانت لا تعلم عن هذا الأمر شيئاً ...بل كانت تتأقلم مع حياتها الجديدة عند الست هاله التي أوتها في منزلها وعاملتها كما لو كانت ابنتها فكان حب جوليا لها يكبر كل يوم بقدر كبر الكره الذي كانت تكنه لعمها " فتحي السباعي " الذي سلبها أرث ابيها وسلبها روحها عندما طردها من المنزل الذي كبرت وعاشت به فقررت ان تستجمع قوتها من جديد وتقف على قدميها لكي تتمكن من محاربة طغيان عمها وتسترجع ما هو حقها .

اما السيد فتحي فكان سعيداً بتوليه منصب الرئيس بعد ما دبر لأخيه " منصور السباعي " ذلك الحادث الذي اسفر عن موته هو وزوجته " حنان " كما انه ظن ان جوليا قد ماتت ولن تعود لكي تطالبه بميراثها ابداً .

بعد مرور سنتين ..............

اصبح عمر جوليا 26 عاماً , اما كنان وصديقه يوسف فدخلوا في سن الثلاثين كما اصبح عمر فرح { ابنة عم جوليا } 23 عاماً واصبحت طالبة جامعية تتمتع بحياة الثراء التي سلبتها من جوليا .

فكانت جوليا قد تعلمت الطبخ في منزل الست هاله التي اعتنت بها حتى انها اصبحت طباخة ماهرة وكل الزبائن كانوا يأتون الى المطعم فقط من اجل ان يتناولوا طبخها .

وبالنسبة لكنان فكان يزداد ثرائاً كل يوم اكثر من اليوم الذي سبقه لأن شركة السيارات التي خلفها له والده كانت مشهورة عالمياً وتجني ملايين الدولارات بينما كان قلبه يزداد حقداً على قاتل خطيبته ويتمنى لو انه يعرف من هو .

اما يوسف فتولى رئاسة فندق عائلته العريق والذي يُعتبر من اشهر وأفخم الفنادق في القاهرة كما انه تقدم لخطبة حبيبتة منال التي كانت تبلغ من العمر 27 عاماً وتعمل كمديرة تنظيم رحلات في شركة والدها السياحية .

وذات يوم كانت جوليا تُعد الحساء من اجل الزبائن في مطعم الست هاله كعادتها , فأبتسمت وقالت : الشهر دا عدد الزباين كبر بسبب طبخي , ولو فضلت على الحالة دي هبقى طباخة محترفة وهفتتح مطعم اكبر من دا بكتير ..

قالت ذلك وهي تبتسم ...ولكن سرعان ما تلاشت أبتسامتها عندما تذكرت الماضي وقالت : لسا من سنتين بس كان حلمي ابقى رسامة مشهورة وافتتح معرضي الخاص , معقول الأنسان بيتغير بالسهولة دي ؟ ولا هي الظروف الي بتجبرنا اننا نتخلى عن احلامنا ؟

في تلك اللحظة دخلت الست هاله الى المطبخ وقالت : جوليا يا حبيبتي اتأخرتي كدا ليه ؟ الزبون من ساعة طلب الطبق دا وانتي لسا مخلصتيهوش ؟؟

فنظرت جوليا اليها وقالت : اوه انا اسفه ... شردت شوية , لكن ما تقلقيش هخلصو بسرعة .

الست هاله : يلا بسرعة عشان الزبون دا شكلو رخم اوي ولو ما أكلش هيتعكنن علينا .

فضحكت جوليا وقالت : اديني كمان دقيقة وهخلص .

الست هاله : ماشي ، انا هطلع فوق اغير هدومي لأنها اتوسخت وانزل على طول .

جوليا : لو تعبانه خشي نامي وانا هكمل الشغل عنك .

فأبتسمت الست هاله وقالت : لا مش تعبانه ، هغير هدومي ورجع على طول .

جوليا : ماشي .

ثم صعدت الست هاله الى الطابق العلوي من مطعمها حيث كانت تعيش فيه مع جوليا ، اما الأخيرة فذهبت لكي تقدم الطعام الى الزبون.

وما هي الا دقائق حتى عادت الست هاله بعد ان بدلت ملابسها وبدأت بمساعدة جوليا .

فقالت لها جوليا : خالتي هاله انا هروح السوق عشان اشتري شوية حجات نقصانه ، عايزه اي حاجه اجبهالك وانا راجعه ؟

الست هاله : لا يا روحي مش عايزه اي حاجه ، بس خدي بالك من نفسك كويس .

جوليا : حاضر .

ثم صعدت الى غرفتها وبدلت ملابسها حيث انها ارتدت بنطال جينز وتي شرت بيضاء بأكمام طويله ثم رفعت شعرها على شكل ذيل حصان وانتعلت حذائها الزاحف ومن ثم اخذت حقيبتها ونزلت.

وقبل ان تخرج من المطعم قالت : خالتي هاله... انا هخرج دلوقتي.

فردت الست هاله عليها : خلي بالك من نفسك.

ثم خرجت جوليا من المطعم واوقفت سيارة اجرة فقالت للسائق : اطلع يا اسطه على المول الي في وسط العاصمة.

السائق : تحت امرك يا هانم.

وبالفعل اوصلها سائق سيارة ال الأجرة الى مجمع تجاري كبير كان في وسط القاهرة وكان به اقسم متعددة منها اقسام لبيع الملابس واقسام لبيع الأثاث واقسام لبيع ادوات الكهرباء.

ولكن جوليا لم تدخل الى اي قسم من هذه الأقسام بل اتجهت إلى قسم المواد الغذائية لكي تشتري المواد التي تنقصها في المطعم.

ولكن الشيء الذي لم يكن في الحسبان هو ان عزيز كان في ذلك القسم ايضاً يشتري بعض العصائر ، وبينما كانت جوليا تتسوق اصطدمت به فقالت : اوه انا اسفه مخدتش بالي .

وعندما نظرت اليه اتسعت عيناها وسيطر عليها الذعر لأنها عرفته فوراً ومن المستحيل أن تنسى ما فعله بها وانه كان على وشك قتلها منذ سنتين فقالت : انت !!

اما هو فصدم عندما رأها وخصوصاً لأنه كان أنه يعتقد بأنه قتلها بالفعل حيث ان من المستحيل بالنسبة له ان ينسى وجهها او نسيان تلك الليلة ابداً فعاد بخطواته الى الخلف وقال : مستحيل ... ازاي حصل كدا ؟؟

يتبع ....

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon