لطالما اعتاد الناس العيش دون أب أو أم و استمرت حياتهم رغم ذلك بشكل جيد و ربما نسوا ذلك الألم بدخول أشخاص آخرين إلى حياتهم و منهم من ولد و لم يرى أباه أو أمه فقدهم قبل أن يأتي إلى هذه الحياة البائسة .. و لكن ما شعور الناس لو كانت حياتهم مثلي ؟ دائما ما أتسائل حول ذلك !
شخصٌ ما يقتل أبي و أمي و أعيش معه ! كما و أنني أقوم بحمايته أيضاً و أقتل من أجله ! لماذا ؟ لطالما كانت الإجابة الوحيدة التي أجدها هي لأنني فتى ضعيف ! نعم .. هذا أنا الفتى الضعيف يوموتو كوتسي ، فقدت والداي قبل ست سنوات عندما كنتُ في الحادية عشر من عمري كان أبي مدمناً ، يتعاطى كل ليلة ، يضرب أمي ليلاً نهاراً ، يبصق لنا في وجبات طعامنا ثم يجبرنا على أكلها !
نعم .. كانت حياتنا معه مريرة ، و لكنه يبقى أبي دائما ما أقول هل موتهما كان جيد بالنسبة لهما !؟ ربما ارتاحت أمي من عذابه عندما ماتت و ربما ارتاح هو من عذاب الادمان عندما مات ! و لكن ما ذنبي أنا ! لم أعش طفولتي معهما ! كنت بشدة احتاج إلى حنان أمي ، لماذا تم حرمي من هذا ! ما هو السبب ! هل لأن أبي مدمن ؟
و لكن هل تعلمون ؟ سأشارككم شيئاً ، لطالما ظننت أن أسوء أيام حياتي هو يوم أن فقدتهم ! نعم ذلك اليوم .. حين كنا نجلس لتناول العشاء و كما كان يفعل أبي معنا كل ليلة يبصق في طعامنا و يقهقه بأعلى صوته و يتنمر علينا و أمي تبكي كلما فعل ذلك أتمنى لو أنها لم تبكي من الأفعال الصغيرة التي كان يفعلها أبي فقد كان بكاءها الأخير حين اقتحم شخصان بيتنا كانا يرتديان الزي الأسود و يضعان قناع على وجههما ، سمعنا صوت الباب و أن أحد ما يحاول كسره فقامت أمي راكضة نحو الباب ترى ما الذي يحدث ، و ما أن سمعنا صوت رصاصتين لتسقط أمي جثة هامدة و تتناثر دماءها على الأرض فهربتُ مسرعاً اختبئ في الغرفة المجاورة بينما خرج أبي مهلوعاً إلى ممر المنزل ليرى ماذا حدث ليذعر بعد أن ازال أحد المقتحمين القناع عن وجهه لتظهر أنها فتاة ! نعم .. فتاة قتلت أبي أمام عينيّ ، ظننتُ بأن الرجال لا يخافون النساء اطلاقاً عندما كنت أرى معاملة أبي لأمي و لكن كانت تلك المرة الأولى التي أرى أبي بها خائفاً كما كانت المرة الأولى أيضاً التي أراها بها في وعيه رغم أنه كان قد شرب الكثير ، ربما لأنها ساعة الموت !
بدأ يتراجع للخلف شيئاً فشيئاً بينما كانت الفتاة تتقدم نحوه و هو يتوسل إليها .. " كايو .. توقفي أرجوك ، كاايوو ! "
لتدخل مسدسها في فمه و تطلق النار ليملئ الدم وجهه بينما كان القاتل الآخر يتفقد البيت لحين وصوله الغرفة التي اختبئت بها و وجدني و أنا اذرف دموعي بصمت أضع يداي على فمي كي لا أصدر صوتاً .. وجه مسدسه نحو رأسي يقول : " لدينا فأر صغير هنا أيضاً . "
لقد خفتُ بشدة و أزلتُ يداي عن فمي دون إرادتي و بدأت أبكي بصوتٕ عالٕ لا أعلم لماذا ربما ظننت بأنه ستركني و شأني عندما يسمع صوت بكائي و ما كانت إلا ثوانٕ لتدخل الفتاة الغرفة و تنظر إلي نظرة لا أعلم إن كانت شفقة أو ربما أحبت طفل مثلي فقد منعت صديقها من قتلي و أمرته بأخذي معهم قالت له بأنها ستراعني لوهلة فرحتُ عند سماع ذلك حيث أنني لن أكون مشرداً و لكن حدث عكس ما كنت أظنه ، ظننتُ بأنني سأحظى برعاية حقاً أما الحقيقة كانت هي بدايتي لحياة جديدة و مختلفة تماماً و قاسية أكثر من الحياة التي عشتها مع أبي ، فقد كانت كايو قاسية معي أجبرتني على حمل السلاح و تدريبي على القتل و دائماً ما كانت تصفعني و تجبرني على الناس ، " يبتسم " و لكن منذ أن بلغت الخامسة عشر من عمري و أصبحت أفعل كل ما تريده كايو و كأنها حقاً نجحت في تربيتي كما تريد تغيرت معاملتها معي تماماً في غضون عامين جعلتني أحبها و أخاف عليها كايو الفتاة الحنونة ، سأكون كاذباً إن قلتُ لكم بأنني نسيت السنوات التي عذبتني بها و لكنني أقول بصدق أنني لا أفكر بتلك السنوات بعد أن رأيت حنانها ، لعل حنانها الآن عوضاً عن كل السنوات العجاف التي مررتُ بها ..
" يبدأ بالبكاء " و لكن .. و لكن ، أتعلمون حقاً ! أسوء أيام حياتي هو يوم أقوم بقتل الناس من أجل الآخرين إنه لأسوء من يوم فقدان والداي . " يبكي بشدة " لا أريد ذلك ، أريد أن أفعل ما تقتنع به نفسي و ليس ما يرضي الآخرين !
ها نحن ذا نسير على شاطئ طوكيو ، كايو في المقدمة بينما روكي على يمينها و أنا على يسارها و البقية خلفنا نسير باسم شركة غولدن كوسمتيك نقوم بتجارة الأسلحة بطريقة غير مشروعة و عمليات التهريب أيضاً ، أصبحنا نقوم بهذا العمل منذ ثلاث سنوات فقط و أصبحت كايو هي المسيطرة به لعلي نسيت أن أخبركم ماضي كايو الذي جعلها شخصاً كهذا يقتل و يسفك الدماء ..
حين كانت تدرس في إحدى الجامعات الأمريكية تعرضت لمحاولة تحرش من إحدى الطلاب الأغنياء قامت بضربه بجهاز الحاسوب المحمول الخاص بها مما فقد الوعي و تم طردها من الجامعة حيث لم يكن هناك أدلة تثبت صحة كلامها و لكن الطالب كان أحد أبناء زعماء المافيا في نيويورك و قد بدؤوا بملاحقتها لقتلها حيث أن الفتى أصيب بارتجاج في عقله انذاك و كان روكي مساعدها الأول الآن جندياً في الجيش الأمريكي انذاك و قد تقابل معها حين وجد ثلاثة من رجال المافيا امسكوا بها في إحدى الأزقة و كانوا سيطلقون النار لقتلها إلا أن روكي قام برشقهم برشاشه و قتلهم و أنقذ كايو من الموت ..
لم تنتهي قصتهم إلى هنا ، فقد جاء المزيد من رجال المافيا و بدؤوا بإطلاق النار عليهما أصيب روكي بظهره بطلقتين و سقط داخل السيارة بينما كانوا يصعدونها للهروب ، و قد أصابته إعاقة لم تكن دائمة و أخذت كايو عهداً على نفسها أن تبقى بجانبه حتى يُشفى و منذ أن علم الجيش بأنه أصبح معاقاً قاموا بإنهاء خدمته و طرده إلا أنه و بعد فترة تماثل بالشفاء بفضل كايو و اعتبر بأن فضل كايو عليه أكبر من فضله عليها و لهذا قرر البقاء معها و كان هو أول شخص في الفرقة و هذا يعني أنه هو من كان معها أثناء مداهمة منزلنا و قتله لأمي ..
كم أكرهه ، هذا القذر أتمنى موته .. فهو سيء الصفات لا يعرف الأخلاق و الآداب ..
فقد كان يريد قتل جايون كما أراد أن يفعل معي ، حين شهدت جايون على جريمة قتل ارتكبها روكي و كايو حيث لاحظها روكي و ركض خلفها لتصفيتها و تبعته كايو و ما إن وصلت و كان روكي قد استطاع امساك جايون و يتأهب لقتلها و لكن كايو منعته من ذلك شريطة أن تصبح جايون تعمل لدى كايو و تقتل من أجلها .. كم هذا مضحك ! كنت أشاهد كل هذا عبر المنظار بعد أن امرتني كايو بمراقبة المكان ، كأنه مشهد من إحدى افلام هوليود ! و لكن تعرضت لعقاب و ضرب من كايو وقتها لأنني لم أبلغهم عن جايون انذاك .. و أخيراً روبن و ليفاي بعد انضمامهما لنا أسست كايو شركتها و كان هذا فريقها الذي لا يقهر خاصة بانضمام ليفاي المحترف في اختراق الحواسيب و الهواتف المحمولة أما روبن فهو شاب ألماني تتشابه قصته كثيراً مع قصة كايو و لكن الفرق الوحيد أنه تورط مع فتاة و أنقذته فتاة .. كلٌ منهم لهم ماضٕ جعلهم يسلكون طريق القتل و العنف ...
و اليوم سيشهد أول صفقة أسلحة مُصنعة جديدة لشركتنا التي تحمل اسم غولد كوسميتك حيث أننا نضع مستلزمات تجميلية و طبية في أول حاويتان و الحاويات الأخرى تكون محملة بالأسلحة ستباع لأحد زعماء الياكوزا ، دائما ما يتوكل أمر حماية الشحنات روكي و روبن بينما أنا تبقيني كايو دائما بجانبها بقول أنها لا تجد أفضل مني في حمايتها ..
و ها هو الليل قد جاء و حل الظلام و ذهب كلٌ من روبن و روكي لإتمام الصفقة بينما دخلتُ أنا و كايو إلى غرفة ليفاي لنتابع الصفقة عبر جهاز الحاسوب الخاص به فهو يستطيع مراقبة كل شيء عبر اختراق الأقمار الصناعية و كاميرات المراقبة التي تتواجد في كل مكان فهو هاكر محترف في عمله .. وصل أخيراً كلاً من روبن و روكي مكان التسليم مع الشاحنة التي بها الأسلحة ، و وصل أحد زعماء مافيا الياكوزا و تقدم روكي نحوه و قام بمصافحته ثم أشار له بيده على الشاحنة و بدأ يتحدث معه و عند بدئه للحديث لاحظتُ شيئاً على قميص روكي ضوء أحمر اللون و يبدو أن روكي قد لاحظه أيضاً فمسك زعيم الياكوزا من عنقه و جعل منه درعاً لتنهمر عليهم الرصاصات كزخات المطر و قد أصيب زعيم الياكوزا بعدة طلقات أردته قتيلاً و بدأت المعركة تشتد و رجال الياكوزا يسقطون واحداً تلو الآخر بينما روكي و روبن اختبئا خلف إحدى الحاويات و بدآ بتبادل اطلاق النار في حين بدأت كايو بالغضب الشديد و على ملامحها الخوف على أفراد عصابتها و ضربت المكتب بيدها بقوة مما جعلت القهوة تتناثر من الكوب و كل ما على الطاولة اهتز بشدة تقول بصوت غاضبة : " من ذاك العاهر الذي أفسد صفقتي ! "
ليبدأ رجال القوة الخاصة من الشرطة الظهور بساحة المعركة ينتشرون في جميع الأنحاء و هم يطلقون النار و يقتلون من الياكوزا و يبحثون عن روكي و روبن ، من الصعب التصديق و لكن يبدو أن هناك ثغرة لدينا جعلت رجال القوة الخاصة تتعقب شحنتنا فمن المستحيل أن يكونوا قد تعقبوا رجال الياكوزا !
فهي أكبر العصابات في اليابان و الشرطة ليست نداً لها ! و ما أن سمعت صوت صراخ غضب و كانت كايو قد فقدت أعصابها ، في الحقيقة .. أزعجني هذا ، لا أحب رؤية كايو غاضبة و لا أحب رؤيتها حزينة .. فكلما يحدث هذا تفرغ غضبها بالقتل " بيأس و حزن . " و عند متابعتها للمعركة بانتباه لفت انتباهها أحد رجال القوة الخاصة حيث كان يبدو و أنه قائد القوة حيث كان يشير بأصابعه لبقية أفراد القوة بالتمركز في المواقع التي يشير لها و أمرت ليفاي بتقريب الكاميرا لرؤية الرجل بوضوح ..
كبقية أفراد فرقته يرتدي الزي الأزرق و الجعبة السوداء فوقه و بها جهازين لاسلكي و قناع على وجهه و خوذة مضادة للرصاص ، اقتربت كايو نحو الحاسوب تدقق في الرجل و طلبت من ليفاي تقريب الصورة نحو جهازي اللاسلكي لترى كلمة على كل جهاز .. " يوكوشيما تونجي " كان هذا يدل على اسم شخص و اسم عائلته ، لا أعلم إن كان هذا نظام جديد لدى القوات الخاصة أم له معنى آخر لدى هذا الرجل كتبت كايو الاسم على ورقة و طلبت مني الذهاب و التحري عنه و ما إن أخذتُ الورقة لنرى روكي يُصاب بذراعه و يسقط بجانب روبن و هنا قد ظهر جنون روبن حيث أنه يصاب بنوبة جنونية عندما يرى أصدقائه يتأذون و بدأ باطلاق النار برشاشه ' steyr AUG ' بكثافة و بضربات طائشة لا يعلم من يصوب أردى ثلاثة من رجال القوة الخاصة أرضاً و أسقط خمسة من رجال الياكوزا جثثاً هامدة و يصرخ : " اللعنة ، اللعنة عليكم ، موتوا يا أولاد العاهر ! "
و حمل روكي على كتفه و ركض نحو السيارة منسحباً من أرض المعركة ، خسرنا الشحنة و أصبحت بيد رجال الشرطة و خسرنا الصفقة و النقود و هنا ازداد غضب كايو و قد بدأت عيناها تميل للاحمرار من شدة الغضب ، كالعادة و من هنا كنت أفهم أنها قررت قتل من يفسد عملها و تفرغ غضبها به .. سنقتل ضابط بالقوات الخاصة !!
إنها المرة الأولى التي أشهد بها مثل هذه العملية إن هذا لمرعب ، التعدي على رجال الشرطة خطيئة كبيرة ! أظن بأننا سنلقى حتفنا إن قمنا بقتله !
و بعد ما يقارب العشرون دقيقة وصل كلاً من روبن و روكي و قمنا بمساعدة روبن لنجلس روكي و نحاول إخراج تلك الرصاصة منه و هو يقول : " لا تقلقوا ، لقد أصبح جسدي مضاداً لهذا الرصاص الرديء . "
و من ثم انطلقت لأقوم بالمهمة التي كلفتني بها كايو و ذهبتُ لدى موظفة عمومية أرى إن كان ذاك الاسم موجوداً و ما هي عمله ، عندما سمعتُ النتيجة لعلي فرحتُ بعض الشيء لأنه لن تسفك الدماء و لن تقتل كايو .. يوكوشيما تونجي هو اسم عبارة عن اسم شخصين قد ماتا قبل سنوات ، الأول كان ضابطاً في البحرية اليابانية مات في نهاية الحرب العالمية الثانية و الآخر كان موظف لدى مكتب التحقيقات اليابانية مات قبل ثلاث سنوات في ظروف غامضة
نعم .. لقد عدتُ إلى كايو بهذه المعلومات ، كنتُ سعيداً بداخلي بأنني لم أحظى على معلومات تدلل على ضابط القوة الخاصة لأنني لا أريد موت أحد و لا أود رؤية الدماء ، لكن .. لم أتوقع للحظة أن تلك المعلومات كانت كافية بالنسبة لكايو لمعرفة هوية الضابط فقد ابتسمت ابتسامتها المتعطشة للدماء المتلذذة بالقتل قائلة : " تونجي ، هه هه .. الضابط الذي سعى وراء جريمة قتل تانسو و قمنا بتصفيته معاً روك ، نعم أباه كان يوكوشيما ضابط بحرية قُتل على يد السوفتيين في الحرب العالمية الثانية .. إذن هذا الابن الوحيد المتبقي يوروا ، تحرى عن هذا الاسم يوموتو و اعلم ما هي وظيفته . "
كنتُ اتمنى لو بقيت تلك السعادة بداخلي لدقائق أخرى و لكن يبدو هذا مستحيلاً فقد عدتُ ادراجي إلى تلك الموظفة مرة أخرى لأتحرى عن يوروا و أكثر ما أحزنني أن توقعات كايو كانت صحيحة ..
و عندما عدت أخبرتها بنتيجة توقعها و قد أصدرت فرمان تصفيته و قفز روبن يتكفل أمر قتله انتقاماً للفخ الذي وقعوا به و لكن كايو رفضت ذلك و قالت بأنه يجب أن يبقى بجانب روكي و يحمي المكان و قد كلفتني بتلك المهمة .. مهمة أقوم بها أنا و كايو معاً ، إنها المرة الأولى منذ عامين تخرج بها كايو بنفسها لتقوم بمهمة قتل و كما أنها المرة الأولى لي التي أخرج بها مع كايو في مهمة ..
و لكني لا أريد ذلك ! لا أريد أن اقتل و أسفك الدماء ! لا أريد أن احرم الأطفال من والدهم كما حُرمت ! " بحرقة و يأس " لقد اشتقت لحياتي السابقة المريرة مع أبي ! لا أريد أن احظى بحياة مريرة أكثر من تلك ! هل عليّ أن اتوقف الى هنا ؟ و ارفض رغبات كايو ! هل انفصل عن تلك المجموعة ؟
ذهني مشتت لا اعلم ماذا افعل ! لا أريد أن اقتل و في نفس الوقت لا أريد الابتعاد عن كايو ! رغم قساوتها أشعر بالأمان معها !
دائما ما تقول لي بأن الفساد هو ما يجعل طوكيو بلداً حزيناً و أن أقوى عقار لهذا الداء هو القتل !
...يتبع ......
لم استطع حسم قراري ! ربما لأنني أخاف من كايو أو لعلي أحببتُ البقاء بجانبها حقاً ! حنيتُ رأسي و ذهبتُ معها دون أن اتفوه بكلمة واحدة ، لا اعتراض ! لا نصيحة للتوقف عن ذلك ! لا ارشاد ! بل اجلس في السيارة بالقرب من مقر القوات الخاصة مع كايو انتظر أوامرها للقتل و سفك الدماء ! أتساءل ، هل سأستطيع التكفير عن كل هذه الخطايا ! هل ستُمسح ذنوبي ! يبدو أنني الوحيد الذي يأنبه ضميره لما أفعله " يبتسم " نعم ف كايو تجلس بجانبي و تبتسم و لا يبدو و كأن ضميرها يأنبها و تتفقد مسدسها و تتفحص مخزنه و تبتسم ابتسامة متعطشة للقتل و الدماء و كانت قد وضعت يدها على مفتاح باب السيارة لتفتحه و تخرج كما أنني كنت سأتبعها و لكنها توقفت لوهلة عندما سمعنا صوت حركة بالقرب من السيارة و بثوان استطاعت كايو تمييز مصدر الصوت حيث أنها تتميز بسرعة الملاحظة فخرج من السيارة و خرجتُ أنا حيث بقيت أمام السيارة أما كايو فقد توجهت نحو مصدر الصوت بحذر شديد و بيدها مسدسها خلف الجدار على حافته تماماً لتستدير على الناحية الأخرى من الجدار موجهة سلاحها لتقابل فتاة ترتدي لابساً أسود اللون ذات شعر وردي و قد وضعت السكين على عنق كايو بينما وضعت كايو مسدسها على رأس الفتاة لتنطق كايو قائلة : " من أنتِ ؟ و ماذا بفاعلة هنا ؟ هل عطشتُ على روحك يا فتاة ! "
و لكن الفتاة لم تكن خائفة و كانت بأشد أريحيتها و يبدو أنها مثل كايو تماماً .. قاتلة !
تبتسم بخبث و تضغط بالسكين على عنق كايو حتى سببت لها جرحاً صغيراً جداً و بدأت الدماء تسير على عنق كايو ثم أجابتها الفتاة : " هل رأيتي يا عزيزتي ؟ مديرة شركة غولدن كوسميتك ، أنا اسمي لونا ..
' تبتسم بعفوية ' جاسوسة مأجورة . "
نعم ، كانت لونا ذات الشعر الوردي جاسوسة و يبدو أنها ماهرة ، تقوم بالتجسس على رجال الأعمال و السياسين و رجال العصابات لصالح العصابة و المافيا التي تدفع لها المال و من هنا قررت كايو أن تضمها لفريقنا حيث ستصبح جاسوسة تعمل فقط لصالح غولدن كوسميك و قد أخفضت كايو مسدسها و هي تبتسم بخبث بينما لا يزال السكين على عنقها و قد عرضت على لونا الانضمام معنا و دون أن تمنحها فرصة للتفكير أوكلتها بمهمتها الأولى ألا هو التجسس على مقر القوات الخاصة و معرفة كافة مداخله و مخارجه و كم عدد الحراسة به ، و لكن يبدو أن لونا لم تكن تحتاج وقت للتفكير من الأساس فقد أنزلت سكينها و بدون أن تتفوه بأي كلمة ركض مسرعة نحو المقر لتقوم بمهمتها ..
لتلتفت كايو نحوي و تبتسم بخبث و تقول لي بوجه يملأه البرود : " أرأيت يوموتو ؟ أريدك أن تكون مثل لونا . " و لم يمر سوى عشرُ دقائق على انطلاق لونا لمهمتها لتعود إلينا مجدداً و يبدو أنها محترفة في التخفي و التجسس أيضاً حيث أننا لم ننتبه لعودتها إلا عندما دقت زجاج باب السيارة الخلفي على الرغم من أن كايو استطاعت ملاحظتها أول مرة و لكن لم تستطع المرة الثانية ، ربما لأن لونا عرفت صفات كايو و توخت الحذر جيداً هذه المرة أو ربما لأن كايو ضمت لونا لفريقها فلم تستخدم حاستها !
ما يدريني ! لستُ خبيراً بهذا ، كل ما أفهمه هو القتل و سفك الدماء كما ربتني كايو ! آلة قتل بشرية !
و لكن يبدو أن لونا لديها ماضٕ يشبه ماضينا حتى أصبحت تقوم بهذه الأعمال ، فبفضل عملها يستطيع الأشرار اقتحام أماكن ضحاياهم بسهولة كبيرة و معرفة أين يتواجدون في ذلك المكان و كم شخص يوجد في كل زاوية منه دون أن يخسروا قطرة دماء واحدة .. بدأت أفكر بأن خطيئة لونا أكبر من خطيئاتنا ! و ها هي ذا تُدلي المعلومات عن ذاك المقر و بدأت بالشرح لكايو : " ثلاثة رجال حراسة عند الباب الرئيسي و يسير في وسط الساحة ستة رجال منقسمون إلى فرقتين ، ثلاثة ثلاثة ، و يوجد قناص على البرج الغربي أما البرج الشرقي الذي بناحنا فلا يوجد به أحد .. في الداخل الطابق الأول يوجد ستة غرف و ممر طويل ثلاثة غرف في الجهة الشرقية و ثلاثة أخرى في الجهة الغربية و سلم يؤدي إلى الطابق الأرضي كما و يوجد سدة في الطابق الأول تؤدي إلى السطح أي يمكنك التسلل من السطح ، هناك حارسٌ واحد فقط أمام باب الغرفة الأخيرة من الجهة الغربية و هي غرفة الضابط المسؤول عن البقية و الغرفة التي في منتصف من الجهة الشرقية بها بها عدد من رجال القوة الخاصة و يبدو أنهم باستراحة و الغرفة المقابلة لها هي غرفة كاميرات المراقبة و الاستخبارات ، أما بقية الغرف فارغة في حين أن الطابق الأرضي به مكتب سكرتارية عند باب دخول المقر و يوجد هناك شخص من رجال الخاصة يجلس على المكتب ، و غرفة استراحة للنوم بها اربعة أشخاص يغطون في النوم .. هذا كلُ شيء ، ' بابتسامة عفوية و تمد كفها ' نقودي لأذهب . "
هكذا كان تقرير لونا عن مقر القوة الخاصة و في النهاية تبتسم بكل عفوية و تطالب بنقودها و هي لا تكترث لما سيحدث بسبب تقريرها ! لا تهتم لكل أولئك الرجال الذين سيلقون حتفهم بعد قليل ! أما كايو فقد ردت عليها بابتسامة خبيثة : " انتظرينا داخل السيارة عزيزتي ، فور عودتنا لهنا ستشغلينها و ننطلق هاربين قبل وصول الدعم إلى مكاننا .. بما أنك أصبحتِ من الفريق ستقومين بوظيفتك على أكمل وجه . " و نفذت لونا أوامر كايو دون تذمر و بدأت كايو بإعطاءها الأوامر لي لتبدأ الخطة حيث توجهت إلى الباب الرئيسي بصفتي فتى فقير ذو ثياب ممزقة يطلب النجدة و المساعدة بينما كانت كايو تتسلل إلى الداخل عبر تلك السدة التي في سطح المقر .. كانت تلك الفرائس تساعدني بلهفة تحاول إيوائي حيث أدخلونني إلى داخل المقر يقدمون لي الماء و حساء الرامن الساخن حين بدأ المطر يهطل بغزارة .. في الحقيقة بدأتُ أشعر بالحزن لما سيحدث لقد عاملونني معاملة أفضل من معاملة أبي لي و أفضل من معاملة كايو ! هل يتوجب علي إطاعة كايو و إنكار معاملة أولئك الرجال لي ! في هذه الدقيقة نسيتُ كل ما يتعلق بالخطة و بدأتُ أفكر بمشاعري لا أريد موتهم بصدق ! فهم ليسوا أشراراً بل من الأخيار ! إنهم يحاربون من أجل السلام و للحفاظ على أمن البلاد و حماية أرواح الأبرياء ! لماذا يجب علي قتلهم ! إنها المرة الأولى التي أشعر بها و أنني شجاع .. شجاع لدرجة أنني أود إخبارهم بحقيقة قدومي إلى هنا ! نعم .. لقد فعلت !
أخبرتهم حقيقة الأمر و أنني هنا لقتلهم مع الفتاة التي تتدعي بأنها سيدة أعمال و تترأس شركة غولدن كوسميتك ، لا أعلم هل هي خطيئة جديدة ، الخيانة !؟ أم أنه قد يكون تكفير عن خطيئتي التي أمارسها دائماً ، القتل !؟
في الحقيقة لاشك بأن كايو ستعتبرها خطيئة لأنها ستعتبرني خنتها و لكن الأبطال الذين يقومون بحماية أرواح الأبرياء سيعتبرون ذلك تكفير عن خطيئتي لأنني لستُ شريراً ، نعم لا يهمني ماذا أكون بنظر الأشرار و لكن يهمني أن أكون بطلاً بنظر الأخيار .
و فور إخباري لهم التفت ثلاثة من رجال الخاصة خلفهم ليتوجهوا إلى الطابق الأول و لكن كان قد تأخر الوقت جداً بإخباري لهم فكانت كايو خلفهم مباشرة و أطلقت النار على جميع من حولي بسرعة فائقة بمسدسيها اللذان قامت بوضع كاتم الصوت لهما و أردت جميع الرجال قتلى ثم خرجت و قامت بتصفية رجال الحراسة الذين في الخارج ، و أنا ما زلت أجلس مكاني أرتجف من خوفاً من أن تكون كايو قد سمعتني و أنا أحادثهم ، لا أستطيع التحرك أشعر بأن روحي تخرج من جسدي و ذئبٌ يتجه نحو يريد التهامي تقف أمامي تنظر إلي بعينيها السوداتان و شعرها البنفسجي تنظر إلي بغضب و ابتسامة يملأها الخبث و انهمر عليّ الضرب كالأمطار الغزيرة بالخارج ، عدة لكمات و عدة ركلات في جميع أنحاء جسدي و ركلات عدة أسفل حزامي جعلت صراخي تسمعه تلك الفتاة التي تنتظرنا بالسيارة و ركلات أخرى على معدتي جعلتني أتقيأ الدماء و في النهاية تمسكُ بي من ياقتي و تجرنيّ إلى السيارة كالكلاب و لستُ أدري ماذا ينتظرني بعد !
فتحت باب السيارة الخلفي و دفعتني بقوة لأسقط على المقعد و ترتطم ساقي بأرضية السيارة الحديدة لأصرخ بشدة لأرى تلك الفتاة عبر المرآة تنظر إلي بصدمة حيث اختفت عنها تلك العفوية و لعل الخوف بدأ يظهر على وجهها ، نعم استطعت تميز ذلك بعين واحدة حيث انتفخت عيني اليسرى من شدة الضرب الذي تعرضتُ له من كايو و انطلقت الفتاة بالسيارة دون أن تتفوه بكلمة واحدة أو تسأل كايو عما حدث ! هل لأنها شعرت بأنني خالفتُ القواعد !
و عند وصولنا المقر أمرت تلك الفتاة التي لم يتم إعلانها بعد بأنها من الفريق بأن تمسكني من ياقتي و تشدني إلى المقر " يجهش بالبكاء " لا تعلمون كم شعرت بالاحتقار و الذل عندئذ و هي تسير أمامنا بكل غرور و لا مبالاة بينما ركض بقية الفريق نحونا يتعجب للمشهد الذي رآه ! يسألون عما حدث !
لتجيبهم كايو بابتسامتها الخبيثة المعتادة بأن الخطة نجحت بالفعل و أن يوروا لقي جزاءه حيث قامت بقتله برصاصة في منتصف جبينه ..
في حين كان ذو الشعر الأحمر و السكسوكة الحمراء روكي يضغط على أسنانه بغضب كالكلاب المسعورة يسأل عما فعلته و لما حل بي هذا ! و كأنه ينتظر إجابة تكون مبررة لجعله يقتلني !
في الحقيقة .. كنتُ خائفاً .. إجابة كايو ستعطيهم الحق بقتلي في النهاية أنا خنتهم كفريق ، التفت كايو تنظر إلي لتتحول ملامحها من تلك الفتاة الغاضبة إلى فتاة تنظر إلي بشفقة قائلة : " لقد ارتكب خطأ أثناء قيامه بالمهمة كانت ستؤدي حياته للتهلكة . "
ليقترب مني ذاك ***** المسعور ذو الشعر الأحمر قائلا بغضب : " أيها الطفل الغر ، إلى متى ستبقى عديم نفع هكذا و فوق هذا تُشغلنا بك ! " يقول هذا و هو يلكمني على وجهي ليطرحني أرضاً و عندما لفت نظره إلى الفتاة الجديدة سرعان ما تحولت ملامحه إلى رجل وسيم يبتسم لها و هي في دهشة من أمرها يتحدث مخاطباً سيدته : " أوه كايو ، بحقك من هذه الفتاة الجميلة و لما هي هنا ؟ "
" إنها العضو الجديد في فريقنا الجاسوسة المحترفة لونا ، هي من أخبرتنا بتفاصيل مقر القوة الخاصة . "
ليقف الجميع للوهلة الأولى بدهشة ينظرون إليها مسحورين بجمالها و يبدؤون بالتقدم نحوها يتشاجرون للتعريف عن نفسهم لها و أصبحوا جميعهم يضحكون أمامها ، تحولت تلك الوجوه القاتلة اللامبالية إلى وجوه ضاحكة سعيدة ! سرعان ما يتغير مزاج الإنسان ! في النهاية تم اعلان لونا عضو جديد في الفريق و ظننتُ أن الأمر انتهى معي بتلك البساطة و لكنني تفاجأت عندما أمرت كايو بسجني في المستودع و عدم اقتراب أحد مني لحين أن تصدر قرارها ، لا أعلم إن كان هذا محزناً بالنسبة لي أم لا و لكن عدم إخبار كايو لهم بالحقيقة جعل لدي بصيص أمل ! لعلها لا تستطيع التفريط بي ! و لهذا كنتُ مرتاحاً هذه المرة لم أشعر بالخوف كعادتي ! و قد مرت عدة ساعات حتى أصبحت الساعة الثانية منتصف الليل و لم يأتي أحد إلى المستودع بحق كما أمرت كايو و في ما يقارب الثانية و العشر دقائق فُتح باب المستودع كنت أظن أن الجميع قد خلد للنوم و لكنها كانت العضو الجديد لونا قد أحضرت الإسعافات الأولية لتضمد لي جراحي ..
" ما خطب كايو ؟ لماذا قامت بضربك كل ذلك الضرب المبرح ؟ في الحقيقة لا أظن أن كل ذلك لأنك كنت ستموت ! "
في الحقيقة صدمني كلامها ذاك و ظننت بأنها كانت تتجسس علينا عندما قمنا بتأدية المهمة و عندما عدنا أدراجنا سبقتنا و عادت إلى السيارة !
" لماذا ؟ ألا يفعل المرء ذلك عندما يتعرض شخص يحبه إلى الموت ؟ ألا يكون ذلك لأنها خائفة من خسارتي !؟ "
دُهشت الفتاة من إجابتي فتغيرت نظراتها كنظرات فتاة تشبه الموتى و كأنها تذكرت شيئاً ما من ماضيها و أصبحت أتتوق لمعرفة ماضي لونا أظن أنه يشبه ماضيّ تماماً ! فردت قائلة : " لا أعلم ، لم أرى في حياتي أحداً يضرب شخصاً ما خوفاً على حياته ! ها أنا أصبحت في الثالثة و العشرين من عمري و كلُ ما رأيته هو الضرب و القتل بسبب الخيانة ! "
عند قولها لهذا تجمدت ركباي و ثبتُ مكاني ، بحق !
هل كانت تتنصت علينا ! أو رأتني و أنا اتعرض للضرب المبرح من كايو ! لم يكن هذا نهاية الحديث فبدأت لونا تتحدث دون إرادتها عن ماضيها المُر و القاسي ! حيث تبنتها جمعية تدعى هولي سولز و هي في الخامسة عشر من عمرها ، لطالما سمعتُ عن هذه الجمعية تقوم بجمع المشردين و أولاد الشوارع على بنى أنهم سيقومون بتعليمهم و تدريبهم ليقوموا بعد ذلك بأعمال تجارية ليجنوا مصدر رزق لهم و يصبحوا من كبار هذه المدينة و لكنني حسبما ما سمعته الآن من لونا فهي جمعية تقوم بأخذ هؤلاء المشردين و تريهم شتى أنواع التعذيب النفسي و القساوة حيث يجبرون الأولاد المشردين على اغتصاب الفتيات المشردات كما و يقومون ببيع هؤلاء المشردين للعصابات و رجال المافيا و تدريبهم و جعلهم مجرمين يقومون بالقتل من أجلهم و لكن لونا كانت ترفض كل هذا و لم تسمح لأحد بأن يقترب منها و لهذا قام رئيس الجمعية بتوظيفها بالتجسس بناءً على أنها ستخدم الجمعية في أمور خيرية و لكن اكتشفت أنها تتجسس لصالح عصابات تقوم الجمعية بخدمتها و عند اكتشافها لهذا قررت ابلاغ الشرطة و لكن ذاك العجوز البائس المسمى ب رايون وولفر رئيس الجمعية استطاع كشفها حيث كان يرسل شخصاً لمراقبتها و عندها تم قتل الشرطي الذي أبلغته لونا و تعرضت لضرب مبرح كالضرب الذي تعرضتُ له من كايو .. ضرب الخيانة !
و للأسف لم تستكمل لونا بقية حديثها فقد داهمتنا كايو و يبدو أنها كانت تتنصت لنا طوال الوقت و كانت مدركة لحركة لونا ، اقتربت ناحية لونا بعينيها الحادة و ابتسامتها الخبيثة التي تخلو من الشفقة و كنتُ أظن بأن لونا ستتعرض لما تعرضتُ له عند قيامنا بمداهمة ذاك المقر و لكنها اكتفت بصفعة واحدة على وجه لونا و أمرتها بالخروج ..
ثم اقتربت ناحيتي تجلس نصف جلسة على ركبتيها و يقترب وجهها من وجهي و تضع يدها على خدي
تبتسم ابتسامة حنونة قائلة : " يوموتو ، لا تحاول خسارة ثقتي بك ، أنا أمنح الجميع فرصة ثانية و إن لم يستغلها فأقتله و لا امنحه فرصة أخرى أما أنت فكان لديك فرصة واحدة فقط و لا يوجد لديك فرصة ثانية لذلك لا تحاول أن تقوم بعمل كذاك مرة أخرى لأنني أقسم سأقتلك حينئذ دون تردد و لكن سأقتلك بحزن .. فالثقة كالروح لا تعود للجسد الذي تغادره اطلاقاً ! "
...يتبع ......
بعد مكوثي في ذاك المستودع كسجين لمدة ثلاثة أيام متواصلة دون طعام و دون أن أرى أحداً من الفريق سوى جايون التي كانت تحضر لي كوباً من الماء فقط و تخرج مسرعة ، ها أنا أخيراً خارج ذلك المستودع لم أعد سجيناً ، هه هه ظننتُ بأن الأمر انتهى و لكنه في الواقع ما زال يبدأ !
يبدو أن كايو ما زالت غير راضية عليّ فلم أعد أرى المعاملة التي كنت أرها منذ عامين بل عدتُ للمعاملة التي كانت تعاملني إياها قبل أعوام و ربما أشد قساوة ، لعل الحق معها فأنا بالنهاية خائن ! و لستُ حزيناً لأنها أصبحت تعاملني بقساوة فيكفي أنها لم تقم بإعلاني خائناً للآخرين و لهذا أحب كايو فما زال لديها الشفقة و الحنان رغم كل تلك القساوة ، ما زال بقلبها طيبة و رحمة !
و لكن قساوتها عليّ هذه المرة كانت بطريقة مختلفة فقد أوكلتني بمهمة لوحدي إلى مدينة أخرى !
مدينة كلنتمونت تقع في الساحل الغربي من خليج المكسيك ، و جاءت هذه المهمة بعد تعاقد صفقة تجارية بين كايو و زعيم مافيا مكسيكية حيث أننا سنشتري منه نوع جديد من الأسلحة صدر حديثاً قناصات تتميز بماسورة يبلغ طولها متراً و نصف و كان المقابل الذي يريده زعيم المافيا هو قتل فتى يبلغ من العمر واحد و عشرون عاماً و ذلك بعد أن تم تعليق ملصقات تضع مكآفأة مالية ضخمة لمن يقوم بإحضار رأس أحد الزعماء في تلك المافيا حيث قامت المافيا بتصفية العديد من الشبان و الرجال الذين قبلوا بذلك الإعلان إلا أنها لم تستطع الوصول لذلك الفتى و يقولون بأنه ذو مهارة عالية في استخدام الأسلحة و يجيد أساليب جيدة في القتل و التخفي ! يدعى رابسون نوبستون .. في العادة لا تقبل كايو بمثل تلك الصفقات و لم أشهد بأنها قبلت بصفقات مثل تلك من قبل ! و لكن يبدو بأنها وافقت هذه المرة كعقاب لي ، أو ربما لاختبار اخلاصي و ثقتي ! من يدري !؟ لعل السبب يكون للتخلص مني و موتي هناك لأنها لا تريد قتلي بنفسها ! إن لم يكن كذلك فلماذا ترسلني إلى تلك المدينة لوحدي للقيام بهذه المهمة ! إنه ليس بالأمر السهل ! فهي مدينة مشهورة بوجود العصابات و رجال المافيا بها حتى أنه لا يوجد بها سكان عاديون ! كل من بتلك المدينة مدججين بالأسلحة حتى النساء و الفتيات ! إنها وكر للجرائم و العصابات ! نعم ، يبدو أنني سألقى حتفي هناك " ببؤس و حزن " .
و الآن أنا بالطائرة في طريقي إلى كلنتمونت ساعة واحدة فقط و أصبح داخل مدينة الجرائم .. إنه لأمر مضحك بالفعل ! فتى عديم خبرة مثلي سيذهب لتصفية صائد كنوز ! إن داخلي ليضحك على هذا بشدة ، ما يحدث بتلك المدينة شيء من الخيال !
مدينة كبيرة لا يوجد بها سوى مقر واحد للشرطة و عددهم لا يتجاوز الخمسة عشر شرطياً كما أنهم لا يجرؤون على القيام بفعل شيء هناك فالمدينة فعلياً تحت حكم العصابات و رجال المافيا ، الشيء الوحيد الذي يمكنهم القيام به هو نشر تلك الملصقات المتعلقة بصائدي الكنوز أو الجوائز و بما أن المدينة كلُ من فيها مجرمين و أناس خطيرين فمن سيقبل بتلك الملصقات مجرم أيضاً !
أي أن الشرطة هناك تتبع سياسة فرق تسد ! و هذا ليس مبشراً أيضاً ! و أخيراً بعد أن مرت تلك الساعة أصبحتُ في مدينة كلنتمونت ، مدينة الظلام !
إنها أشبه بصحراء كل بضعة أمتار أربعة أو خمسة بيوت يحدها أسواق و بائعة متجولين ، هذا كان نظام المدينة ، نعم ربما لقب المدينة التجارية يليق بها أكثر حيث أنني أرآها عبارة عن أسواق بجانبها بضعة بيوت ، و كل شيء مُباح للبيع .. الرقيق ! الأسلحة ، الكوكايين ، الأفيون و النساء !
لم أعلم أين أذهب في تلك المدينة البائسة و لم يخطر في ذهني سوى أن اذهب إلى الحانة التي تتواجد في آخر الزقاق ، لأفتح الباب و ادخل و قد دُهشتُ بحق عند دخولي لتلك الحانة ! أصابني الذعر و الرعب و كنتُ خائفاً حقاً بعد تلك المناظر التي شاهدتها ! رجال ملقون على الأرض غارقون بدمائهم ميتون ، و رجال يجلسون على مقاعدهم يحتسون النبيذ و كأنه لم يحدث شيء في تلك الحانة ! و آخرون يقومون بسلب ما تملكه تلك الضحايا ! و هناك من يقوم بسحب تلك الضحايا ليلقي بها في الطرف الآخر من الزقاق ! و جميع من في تلك الحانة يجلسون و مسدساتهم على الطاولة و رشاشاتهم !
أشعر و أنه حقاً أُرسلت إلى هذه المدينة لأموت فيها !
جلستُ على إحدى المقاعد عند بار الساقي اطلبُ من كأس ماء مما جعل الساقي في حالة استغراب عجيبة و قد بدأت عليه ملامح الغضب قائلاً : " يا فتى ، هنا حانة للمشروبات التعي تُعدل الكيف ! اما أن تطلب مشروباً أو انصرف من هنا . "
كان جميع من في الحانة ينظرون إلينا عندما قال الساقي هذا و بعد أن انتهى بدؤوا بالضحك و القهقهة بصوتٕ عالٕ و ساخر ، منهم من يقول : انظروا إلى هذا الفتى يبدو أنه رضيع و آخرون يقولولون : أو ربما فتى أضاع الطريق ما الذي جاء به لمكان كهذا ! نعم ، إنهم قاطعوا طريق و مجرمين فكيف لهم أن يعلموا بأن شرب النبيذ خطيئة !
عندما كنتُ صغيراً ، أخبرتني والدتي بأنه في معتقداتنا احتساء الخمر و النبيذ خطيئة حيث أن الإنسان عندما يكون ثملاً قد يرتكب بحق نفسه الكثير من الجرائم و بحق غيره ! كما أن تعاطي المخدرات خطيئة أكبر ، كان والدي يفعلها و يتعاطى و كان يرتكب تلك الخطيئة مما جعله يصبح رجلاً وحشياً يتعرض لأمي .. اعلم ، ربما ستضحكون لأنني لا أريد أن اشرب النبيذ بحُجة أنها خطيئة و أنا ارتكب أكبر الخطايا ألا و هي القتل !
نعم ، إنني أقتل و ارتكب هذه الخطيئة باستمرار و لكن أقوم بذلك لأنني مجبراً أقوم بذلك لأنني أخاف أن اُقتل إن لم أنفذ الأوامر و لكن النبيذ لا أُجبر عليه بل إنني حرٌ في ذلك لهذا لا أريد أن احتسيه ..
ضرب الساقي البار بيده غاضباً يطالبني أن اطلب نبيذاً لأحتسيه و لكن هناك شيء جعلني لا أكترث لأمره فشربتُ كوب الماء ، و هنا ازداد الساقي غيظاً و أخذ بندقيته من أحد الرفوف و كان سيوجهها نحو إلا أن قاطعه شخصاً باقتحام الحانة و بدأ يطلق النار إلى جميع من فيها فقفزت عن البار إلى أن أصبحتُ بجانب الساقي مختبئين خلف البار و مسدسي موجه نحو رأس الساقي لينظر إلي بدهشة و خوف بينما كان المقتحم ما زال يتبادل اطلاق النار مع من بداخل الحانة و كان يُردي منهم قتلى ..
أما الساقي فكان يطلب مني بصوت متقطع يملأه الذعر أن اخفض سلاحي و لا أقوم بقتله و فعلتُ ذلك رغم وقاحته معي ، يشكرني قائلاً : " اهرب من هنا يا فتى ، إن كنت تريد أن تبقى حياً فاهرب من ذلك الدهليز بسرعة ، إنه صائد الجوائز رابسون نوبستون لا يوجد أحد قام بمواجهته و بقي حياً ."
في الحقيقة ذُهلت عندما قال لي هذا فلم أكن أتخيل بأن ذاك الفتى بتلك الشجاعة و المهارة ! فعندما دخلتُ الحانة كنتُ خائفاً بحق من كل أؤلئك المجرمين و القتلة و لكنهم في غضون دقائق أصبحوا جثثاً هامدة ! كما أنهم يكبرون الفتى بأعوام عدة ! شجاعة ذلك الفتى بثت في روحي شجاعة و قوة كما أنني أصبحتُ أود بشدة قتاله و بدون إرادتي نهضتُ من مكاني موجهاً سلاحي نحوه و كان قد انتبه لي صوبت نحوه و بدأت اطلق النار بينما قفز هو الآخر و قام باطلاق النار نحوي أيضاً ..
سقط أرضاً و كانت إحدى رصاصاتي قد مرت بجانب خده لتخدشه خدشاً بسيطاً بينما أصابتني إحدى رصاصات بكتفي و سقط مسدسي و سالت دمائي و لم يكن لدي خيار سوى الهروب من ذاك الدهليز الذي ارشدني عليه الساقي سابقاً و لكن الفتى صائد الجوائز نهض يتجه نحوي و أنا بدأت أركض بينما كان الساقي يراقب ذاك الفتى بأطراف عينه و رآه و هو يوجه سلاحه يريد اطلاق النار ، لا أعلم ما الذي دفع الساقي لفعل ذلك و لكنه نهض من مكانه يوجه بندقيته نحو الفتى .. " أيها اللعين ، لقد أفسدت حانتي . "
و ما أن انهى جملته ليقوم الفتى باطلاق عدة رصاصات و من بعدها لم أسمع صوتاً لذلك الساقي و استطعت الهرب من بطش صائد الجوائز ذو الشعر الأحمر الطويل و انتهى بي المطاف بفقداني للوعي بأحد تلك الأوكار في تلك المدينة البائسة !
و عندما استيقظت وجدتُ نفسي ملقى على سرير ما زالت لا أرى بوضوح عندما افتح عيني ربما بسبب الألم حركتُ رأسي انظر نحو باب الغرفة لأجد فتاة طويلة القامة ربما تبلغ مئة و سبعون سم لون شعرها رمادي تبدو في العقد الثالث من عمرها ، تقوم بسكب حساء الروبيان دائماً ما أحبه و اعتبره من طعامي المفضل ، و توجهت نحوي تقدم لي الطبق لتناوله ، يبدو أنها فتاة خطيرة و من مجرمين هذه المدينة أيضاً فكان هناك قناصاً مسنود على الجدار و يبدو أنه أحدث أنواع القناصات في العالم ، تناولت طبق الروبيان بشراهة حتى انهيته بأكمله و هي تنظر إلي بابتسامة توحي بالحنان ثم انهمرت ضاحكة دون أن افهم سبب ذلك !
تقرب يدها من وجهي لتقوم بإزالة بقايا الطعام منه ثم تنهض و تأخذ قناصها تتفقد مخزنه و لكن الفضول انتابني كثيراً عندما رأيتها بذلك البرود فسألتها عن اسمها و كيف انقذتني و لماذا ؟!
لكنها لم تُعر أسألتي أي اهتمام و كأنني لم أسالها من الأساس لترد بأسلوب جاد : " إن كنت تريد رد تلك الرصاصة لذاك الفتى صائد الجوائز ، يجب أن تسرع فأنت لا تملك الكثير من الوقت . "
لا أعلم لماذا أجابتني بتلك الكلمات ! و ماذا كان مقصدها بأنني لا أملك الكثير من الوقت !؟
هل يُعقل بأن الفتى أصبح مُطارد من أشخاص آخرين و يتسابقون على رأسه ! أم أن الفتى اقترب من اصطياد زعيم المافيا المكسيكية !
و فتحت تلك الفتاة الباب و خرجت فنهضتُ على الفور اتبعها ، أسيرُ خلفها لا أعلم إلى أين الطريق !
أخيراً بعد مسافة كيلو مترات وصلنا إلى برج يبلغ تسعة طوابق كان مدمر و مهجور فقط الأعمدة تلقى تلك الأسقف التي قد تنهار و تسقط بأي لحظة ، صعدنا حتى الطابق الأخير و قد جلست تلك الفتاة على ركبتيها و تستعد بقناصها ثم تقول : " في المساء يجتمع رجال العصابات هنا و تحدث معارك كل ليلة ، و هذه الليلة خاصة سيأتي زعيم المافيا المكسيكية مع رجاله و بالتأكد سيأتي صائد الجوائز لتصفيته ليحصل على تلك المكآفأة ، قم بخطتك و أنا سأسندك من هنا ، بقي ساعتين فقط . "
يبدو أن الفتاة كانت تراقب أحداث هذه المدينة منذ وقت و لربما كانت تراقبني أيضاً و إلا من أين علمت بأن صائد الجوائز هو من أصابني برصاصته !
بعد أن أضعتُ سلاحي في ذاك الاشتباك توجهت لأحد بائعي الأسلحة في السوق و قمت بشراء أجود أنواع المسدسات و أحدثها FN-57 ، و عدتُ أدراجي إلى ذاك المكان أبحث عن ثغرات به و كيف يمكنني الايقاع بصائد الجوائز و حماية الزعيم المكسيكي !
في الواقع لم يكن المكان يحتاج إلى الفحص و التدقيق فلم يكن في المحيط سوى المبنى الذي تتمركز به تلك الفتاة و ثلاثة أبنية في الجهة اليمنى و بناء واحد في الجهة اليسرى ، و كانت أبنية مهترئة و لا تصلح للاختباء فيها و هذا يوحي بشيء واحد و هو أن صائد الجوائز سيواجه صعوبة كبيرة في اغتيال الزعيم المكسيكي لو فكر بأن يختبئ في أحد تلك الأبنية ، و بإعتقادي أن حله الوحيد هو استدراج الزعيم لآخر الزقاق و تصفيته هناك !
و هذا شيء في غاية السهولة حيث أن صائدي الجوائز عبارة عن رجال عصابات أيضاً و بالطبع يمكنهم أن يتلقوا المساعدة من رجال عصابات مقابل مبلغ معين من المال ، نعم ! سيتم هجوم وهمي حيث تتمركز تلك الفتاة ضد الزعيم المكسيكي و بذلك سيهرب بسيارته و ستمر بآخر الزقاق و من هنا سيأتي دور ذاك الفتى و يقوم بعمليته ..
و بالفعل بعد أن انقضت الساعتان اجتمع زعيم المافيا مع رجال و زعماء آخرين و من بين كل تلك الحشود كان هناك رجال يقومون بحركات مريبة و قد قاموا بأخذ مسدساتهم من خواصرهم و فور قيامهم بذلك بدأت تلك الفتاة تطلق النار بقناصتها لتسقطهم جثثاً هامدة واحداً تلو الآخر ليختلط المكان و تبدأ الفوضى و يبدأ الجميع باطلاق النار على بعضهم البعض و منهم من يبحث على ذاك القناص الذي يردي بهم قتلى بينما استطاعت مجموعة حماية الزعيم المكسيكي و الهروب به حتى السيارة في تلك الأثناء ، ألقيتُ منظاري أرضاً حيث كنتُ أراقبهم من آخر الزقاق و بدأت انظر إلى النقطة التي توقعت أن يتمركز صائد الجوائز بها و ما أن وصلت سيارة الزعيم آخر الزقاق ، يظهر صائد الجوائز المدعو ب رابسون يوجه رشاشانه اللذان يحملهما بيديه من نوع ( uzi ) و لكنني استطعت إفشال مخططه حيث سبقته باطلاق النار و قمت باستهدافه مما أمنتُ استمرار سير سيارة الزعيم حتى استطاعت الخروج من المنطقة و بدأت المطاردة بيني و بين الفتى المدعو برابسون ، إلى أن اختفى بين أحد جدران الأبنية و كان يظن بأنني أضعته و لكن الحقيقة أنني كنتُ قد درست تلك المنطقة جيداً حتى أنني كنتُ قد رسمتها على ورقة صفراء اللون لأعلم الطرق التي تؤدي إلى كل مكان في كل بناية ، و قد فآجأته من الخلف بتصفيرة موجهاً مسدسي نحوه ليلتفت نحوي يوجه أسلحته و لكنني قمت بإطلاق النار عليه و هو يقوم بتوجيهها ، نعم رصاصتين قد استقرتا في قلبه يلفظ أنفاسه الأخيرة ، في الحقيقة كان مصاب في الجهة اليسرى من بطنه يبدو أنني أصبته أثناء المطاردة دون أن ألاحظ و هذا ما جعل منه بطيء الحركة أثناء توجيه رشاشاته نحوي ، اقتربتُ منه و هو ينزف دمائه و يلفظ أنفاسه الأخيرة قائلاً :
" إن الموتَ لا يُشعِرُ بالألم و لكن القتل يُشعِرُ القاتل بالألم . "
هذا ما قاله رابسون و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة ثم فارق الحياة ، و لعلي فهمتُ جيداً ما يقصده فمن يأتيه الموت لا يشعر بألمه و إنما يفارق الحياة بهدوء أما من يقتل يأنبه ضميره و يشعر بالألم لأنه قام بالقتل ، و إن كلامه لصحيح فعندما نظرتُ إليه بعد أن فارق الحياة حزنتُ بشدة كما كنتُ أحزن على كل ضحية أقتلها و يبدأ ضميري بتعذيبي ، ان الحياة قاسية !
و التفتُ خلفي لأرى تلك القناصة المهارة تقف مقابلي و تبتسم ابتسامة انتصار و فخر مما يدل على قتلها لجميع من كان بتلك الساحة تقدمتُ للأمام اتخطاها ليوقفني بعد ذلك كلامها : " هيا ، فلنعود الآن إلى طوكيو .. لقد انتهت المهمة هنا . "
لقد صُعقتُ من ما قالته و التفت نحوها تبتسم بخبث ثم تحتضنني لتصبح ابتسامتها عفوية و حنونة قائلة : " لقد أحببتُ شجاعتك يا شريكي .. لقد أحسنت كايو الاختيار . "
و هنا زادت دهشتي فقد كانت تعمل لصالح كايو بمهمة خاصة و لم اتوقع هذا أبداً !
اسمها سونا و بالفعل هي في العقد الثالث من عمرها حيث تبلغ اثنان و ثلاثون عاماً ، في الحقيقة أصبحت سعادتي لا توصف عندما سمعتُ هذا ، فكايو لم تتخلى عني و لم ترسلني للموت كما كنت أظن بل قامت بتخصيص مساعدة لي و حمايتي أيضاً !
إنها قائد عظيم ! لهذا أحبُ كايو لا تتخلى عن فريقها رغم أنني قمتُ بخيانتها و لكنها قامت بإعطائي فرصة ذهبية لتجديد تلك الثقة ! أعدها بأنني سأكون عند حسن ظنها .
...يتبع ......
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon