NovelToon NovelToon

الأمل الضائع

..

.....الساعة الآن حوالي التاسعة مساءو العائلة تتهيأ لتناول العشاء و بعد ان حضرت الطاولة ,التم الجميع حولها كل في مكانه و كرسيه المعتاد....

...اما بعد مرور وقت العشاء نهضت العائلة و توجهت الى غرفة الجلوس فقالت ربة البيت تخاطب ابناءها و هي تنظر الى زوجها و تبتسم:"لقد انتظرت هذا اليوم بفارغ الصبر لاخبركم بنبأ مفرح سيسعدكم جميعا" ,قال الابن الاكبر و هو يمسك بين يديه ملفا و يدرسه :"وما هو يا ترى هذا الخبر السعيد يا اماه؟" , ابتسم الوالد قائلا :" لن تخبركم الآن بل ستدع كل واحد منكم يفكر في هذه المفاجئة و أول من سيتحدث هو انت ,تفضل" رفع الابن الاكبر بصره الى الاعلى و هو يفكر ثم قال:"وجدتها، من المؤكد انك نجحت في احدى السفقات التجارية اليس هذا صحيحا؟" ...

...ردت الام قائلة :"لا يا ايمن ،انت مخطئليست المفاجئة كما تتصور و انت يا حبيبتي الصغيرة ماذا تقولين؟"...

...ردت البنت الصغرى:"انا اعتقد ان المفاجئة هي رحلة ال.." قاطعتها اختها الكبرى قائلة :"مستحيل ان تكون المفاجئة على حسب رأيك انت انا اتوقع .." ...

...قالت الام في حدة و غضب من تصرف ابنتها الكبرى:"منذ متى تعاملين اختك بهذا الشكل الرديئ يا راوية، انا لا اعتقد باني ربيتك على هذا النحو ،كل واحد منا له رأي خاص به و من حقه ان يعلنه ،و الراي في هذا الوقت ليس محتكرا عليك فقط اتفهمين ما اقوله ؟"...

... حدقت راوية في وجه اختها ثم الى والدها ووقفت ثم همت بالانصراف و هي تقول :"اعتقد ان رأيي ليس مهما بالنسبة لكم و انا افضل لن احتفظ به لنفسي"...

... قالت الاخت الصغرى سماح و قد وقفت:"راوية ان هذا لا يدعوك للانصراف من الأحسن ان تبقي لسماع الخبر"...

...استدارت راوية نحو اختها ثم اكملت سيرها فاوقفتها والدتها قائلة بلهجة متشددة:"توقفي يا راوية" ...

...توقفت راوية مكانها دون ان تستدير الى الخلف ،فسارت الأم نحوها و امسكتها من ذراعها ثم ادارتها اليها بهدوء و قالت:"إنك تصلحين خطأك الاول بخطأ ثان و هذا التصرف لا يصدر عن فتاة راشدة مثلك كما ان الكلام بيننا لم ينته بعد ,و انت لم تسمعي الخبر "...

...قالت راوية و قد نظرت الى اخيها ايمن :" انا لا اريد ان اسمع شيئا لست مهتمة بهذه المفاجئة ",...

...وقف الاب و قال و قد اقترب منهما يخاطب ابنته :" لا يا راوية بهذا الشكل ستخطئين مرة اخرى ,و انا لا اريد ان يحدث هذا ,هيا تعالي و اجلسي"...

...جلس الجميع فقال أيمن :" تفضلي يا امي و اعلني عن المفاجأة "...

...قالت الأم :" ان هذه المفاجأة ستفرحكم جميعا و بالخصوص انت يا أيمن,لأنها متعلقة بخطيبتك" اندهش ايمن و قال :" علا !و كيف ذلك ؟" ظهرت نبرات الغضب على وجه راوية و قالت :" و ما الذي يقحمها في هذا ايضا !"...

قالت سماح في فرح :" انه حقا خبر رائع يفزحني كثيرا,لكن ما هو بالتفصيل ؟",

...قال الأب :" ستزورنا علا في منزلنا هذا لمده اسبوع او اسبوعين و هذا لأنها اتت في بعثة جديدة بخصوص عملها و لتطلب المساعدة من ايمن خصوصا انها ستشرع في عملها بعد سنة او اقل "...

...قالت سماح :" و متى ستأتي الى هنا؟ "...

...ردت الام مبتسمة :" غدا صباحا على الساعة العاشرة "...

...لقد كان الخبر بمثابة صدمة على راوية فقالت :" و منذ متى كانت اصالتنا تسمح للخطيبة لمنزل اهل خطيبها و لمدة اسبوعين كاملين ؟! انا لست موافقة على زيارتها لمنزلنا ,لذلك يجب ان لا تطأ قدماها عتبة المنزل ,يجب ان لا يحدث لانه تشويه لعاداتنا اليس كذلك يا امي ؟"...

-يتبع -

.

...وقفت الأم قائلة :" لكنها لن تأتي للإستجمام بل لمهة عمل او دراسة ٫ و هذا لا يسمى تشويها لعاداتنا يا راوية "...

...وقفت راوية قائلة:" أرأيتم؟الم أقل لكم بأن رأيي غير مهم؟من اليوم قرروا دون حضوري عن اذنكم "...

...قالت راوية هذا ثم انصرفت و صعدت نحو غرفتها مسرعة و اغلقت الباب...

...قال ايمن و قد وقف :" و انا ايضا افضل ان انسحب سأذهب الى غرفتي ، المعذرة "...

...سار ايمن نحو غرفته ، قالت الأم :" لست ادري كيف سأتصرف مع هذه الفتاة! ان كل ما فعلته من اجلها راح هباء "...

...وقف الأب قائلا:" لا عليك سيأتي اليوم الذي تفهم فيه كل ما قلته و ما علمتها انا متأكد من هذا ، اجلسي و هدئي من روعك "...

...نظرت الأم الى وجه ابنتها الصغيرة التي كانت تطرق رأسها دون ان تنطق بكلمة ، اما ايمن فقد فضل ان يتحدث مع اخته راوية...

...فطرق باب غرفتها قائلا :"راوية ....افتحي الباب انا اود التحدث معك، هيا افتحي "...

...نظرت راوية نحو الباب و بعد مرور بعض الثواني فتحته و قالت :" نعم، ما الذي تريده يا ايمن؟"...

...قال ايمن :"و هل سأبقى امام الباب لأتحدث؟ يجب ان ادخل اولا "...

...دخل أيمن وقال و قد وضع الملف على الطاولة :" هل ازعجك الخبر الذي...

... سمعته؟"...

...ردت راوية وقد حولت بصرها نحو النافذة :" اعتقد ان تصرفي واصح و لا يستدعي مني شرحا "...

...اقترب أيمن منها وقال :" و انا أيضا ارى هذا كمان انك ستحبين علا أكثر في الأيام القادمة او حتى في السنوات اللاحقة لأنها ستدفعك لهذا ذا أختاه "...

...ابتسمت راوية و قالت ساخرة من كلام أيمن :" انا؟ انت تحلم لن ادع لها فرصة لهذا و سترى ، و لولا انها خطيبتك لما رأت وجهي قبل هذا ،انها تثير اشمئزازي تدفعني الى الغضب كما انها فتاة متكبرة و مغرورة انها تعتقد بأن الجميع ينظر اليها و يحبها و أولهم أمي و انت "...

...ابتسم أيمن قائلا:" اوايست خطيبتي؟انا ارى بأنك تغارين منها ، اليس هذا صحيحا؟كما انها ليست مغرورة او متكبرة كما تقولين بالعكس انها فتاة طيبة و محبة و كذلك نشيطة و طموحة و تستحق كل الحب و التقدير و الاحترام "...

...جمعت راوية يداها و قالت :" اجل دافع عنها ...امدحها كما تشاء يا يا أخ فهي مثلك لا تخطئ لا ترتكب أعمالا تثير غضب امي فأنت معصوم عن الخطأ و هي ايضا ، اليس كذلك؟"...

...جلس أيمن قائلا:" هذا ليس صحيحا ،ان كل انسان معرض للخطأ انا و أنت و علا و الآخرون و حتى اختنا الصغرى سماح رغم انها لا تخرج و لا تثير اعمالا مزعجة فأنت على علم بحالها ، كما ان تصرفاتك لا تعجب اي شخص و أولهم أمي...

...قالت راوية:" دع أمي جانبا الآن ، فأنا لم اعد افهمها فهي تطبق العاظات و الأصالة معي فقط و تنسى كل من حولها و كل من يخطئ ، اما سماح فهي ملاك نظرا لكونها اصغر فرد في الأسرة ، و انا التي تلقى جزاء عمل كل فرد ، حتى ابي لم يعد يطبق كلمته مثلما كان من قبل و ترك المسؤولية كلها على أمي إجلسي هكذا ...تحدثي بشكل لائق ......نامي في الوقت كذا ....قفي عندما ادخل الغرفة....لا تقاكعي احدا في كلامه .....استيقضي في الوقت كذا.....لا تنصرفي الا بإذن محدد...،لقد سئمت كل هذه الأوامر انا لم اعد طفلة ، اما انت فتتصرف على هواك،لماذا؟"...

...وقف أيمن قائلا:" انا أحاول دائما ان اتصرف بشكل لائق يرضي أمي و يرضيني ، كما اني اتحمل مسؤولية أفعالي لأني تجاوزت السن الذي يدعو أمي الى التحكم بي و هذا من عاداتنا و انت على يقين بهذا!"...

...نظرت راوية الى الساعة المعلقة على الحائط و قالت :" الى متى سأيقى على هذا الحال ...،يجب ان انام لقد حان الوقت و ستأتي أمي رفقة سماح ، لذلك يجب عليك بالانصراف قبل ان تجدك أمي هنا .."...

...اقترب أيمن من اخته ووضع يده على كتفها قائلا و قد ابتسم :" ارجو ان تسمعي كلامي و كلام امي ، سيأتي اليوم الذي تستفيدين منه، كما ان علا لا تفكر بنفس طريقتك فأنا اعرفها ،حاولي ان تتقربي منها و ستحبك بكل جوارحها انا متأكد من ذلك ....تصبحين على خير يا اختاه "...

...رفعت راوية بصرها قائلة و قد شعرت بإرتياح لكلام اخيها :" تصبح على خير يا اخي و شكرا على هذا الكلام .."...

...اخذ أيمن ملفه و انصرف........

...-يتبع -...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon