...الحثالة بالمختصر العام و المفيد و البسيط للغاية هم اسافل الناس و اراذلهم و كل شيئ لا خير فيه ....
...اما ان اردت التعمق في الوصف الدقيق الذي اجتمع كل الفلاسفة و الأدباء عليه كوصف لها و اوفاها حقها فالوصف اللازم هو الحقارة و النذالة و الانحطاط و انعدام الاحساس كذا اللامبالاة و السلبية المفرطة و اللامنفعة في كل مجالات الحياة الواقعية هذا ما سأقدمه كوصف لحثالة المجتمع...
...يمكن القول عن جماد حثالة فمعناها كل ما لا خير فيه ، لكننا و للأسف في عصرنا الحالي صرنا نطلق لقب "حثالة"على البشر في اغلب الأوقات، ان لم تكن كلها.......
...الكائنات التي امدها الله عقلا مفكرا ميزها به عن غيرها مما خلق فلما هذا ؟لماذا؟...
...ما يزيد الاسف و التحسر و يزيد المجتمع تدهورا على تدهور هو ان ما نسميهم "حثالة" هم الشباب ...لا فل نقل المراهقين حسب قول الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد قالت ان المراهقة هي العمر الفاصل بين الطفولة والرشد، وذلك في الفترة العمرية المُمتدة من سن 13 إلى 25 وقد تختلف في بدايتها ونهايتها من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر وعلى حسب الجنس فالانثى تبلغ قبل الذكر وتنضج قبله، وذلك حسب البيئة والظروف المحيطة بالشخص. فقد تبدأ مرحلة المراهقة من سن 13 وقد تنتهي في سن 19، ولربما تبدأ اساسا من سن 15 وتنتهي في سن 25 تقريبا، كحد أقصى ،حسنا لاكون صريحة ....انا لا اؤمن بفترة المراهقة هذه....
و انا على يقين تام ان من سيقرأ كلامي سيستهزأ به و لن يهتم به و قد يكره ما سأكتبه حتى، لكنني احاول ايصال شيئ لك ايها القارئ ...الاسلام ديننا لم يذكر اي شيئ عن مرحلة المراهقة لا في القرأن و لا في الحديث النبوي الشريف اطلاقا
...انما قال ان كل فرد بالغ عاقل سيحاسب على اعماله و ما إن يبلغ عمر 15 و إن ارتكب آثاما سيدخل مثله مثل اي شخص النار التي اعدها الله للكافرين...
...لا اريد ان اتعمق في الحانب الديني كثيرا فهذا ليس ما ابرع فيه لكنني سأبقى اتكلم عن المراهقة بصفة عامة و كقضية عالمية فأغلب العالم يومن ان المراهق يمر بطفرات نفسية و جسدية عظيمة في هذه الفترة من العمر لا انكر ذلك لانني و حسب قولهم اعد مراهقة و اعيش ما يقولون و يصفون و يعطون الاعذار لهم لكن هذا لا يعطي للمراهق الذي وجد من يويده و يقف الى جانب افعاله المتهورة و الخارجة عن المعقول الحق في عيش حياة تافهة محطمة لا ترجى منها فائد ..مثيرة للشفقة و الإشمئزاز،...
...فبالرغم نسبة كبيرة من الشباب الفاعلين و الناجحين في مجتمعنا العريض ، و الذين يعتبرون بمثابة نماذج مشرفة تؤكد على على الطموح و النجاح و المبادرات الإيجابية ، الا ان ذلك لا ينفي وجود شباب على الجانب الآخر مناقض لأولئك تماما ، نعم هناك شباب تحت الصفر ، يتسم بالسلبية و اللامبالات و لا يعنيه كل ما يدور حوله من تفاصيل و أحداث لا سيما داخل الإطار الأسري و كأنه ليس فردا من هذه العائلة او ذلك المجتمع.....
...انهم الشباب المحبط المتواكل المستكين ، أصحاب الحجج التي يبرعون في ابتكارها لتبرير ما هم فيه من سلبية واضحة ، تبرز اهم ملامحها في الفشل الدراسي و البطالة ، و مهما كانت مبررات هؤلاءفعليهم ان يسعوا لايجاد البدائل المناسبة من مشاريع ذاتية صغيرة او القبول بالمتاح من المهن حتى و إن لم تكن تناسب مؤهلاتهم الأكاديمية و أوضاعهم الإجتماعية فمن غير المعقول ان يبقوا متشبثين بحلمهم النبيل في الحصول على وظيفة مرموقة و تقدير اجتماعي كبير في ظل التردي الواضح الذي طال كل مناحي الحياة لدى بعض الدول ،الا تظن ذلك ايضا عزيزي القارئ؟ذلك غير منطقي البتة !...
...انا لن امنع الشباب من الحلم بالأفضل لكنني لا احثهم على البقاء بدون عمل لانهم لم يحققوا ما حلموا به و بما انني دخلت هذا المجال لنتكلم عن الاسباب التي جعلتهم يفضلون البقاء باطلين من غير ايجاد عمل يعطيهم قوت يومهم و احتياجاتهم الحياتية .....
^^^جنى اولئك الشباب على انفسهم و صار الدلال و التواكل عنوانهم ، فإن وجدوا من يصرف عليهم كل يوم و يعكيهم كل أحتياجاتهم لما قد يعلمون ؟كل شيئ يصل لسريره بماذا قد يبررون تصرفاتهم و تواكلهم و كل منهم يصحو بعد ان ترتفع الشمس الى كبد السماء ؟ ليغتسل و يأكل المكبخ اخضره و يابسه ، ثم يرتدي ملابسه المعلقة منذ يومين على المشجب و يخرج من باب المنزل ليهيم على وجهه دون هدف يتسكع بين ظلال الازقة و الدكاكين ، و يمضي وقته في الحديث عن اشياء ساذجة كالحديث عن الكرة و الالعاب الالكترونية والهواتف النقالة سوى انها ذريعة لتبرير وضعه المزري ، ليعود منتصف الليل الى المنزل فيستلقي على اقرب^^^
...فراش و ينام ملء جفنيه في انتظار صباح جديد بذات النمط ....
......اذن و في الاخير لا بد من بعض التنازلات لكي لا نبقى في دوامة كيف اعمل و انت لا تعطيني مالا ؟كيف اعطيك مالا و انت لا تعمل ؟و من الاحسن ان يستيقظ الانسان من احلامه قبل فوات الأوان و بدل البكاء على اللبن المسكوب و البحث عن ذرائع تبرر كونه حثالة في مجتمعه و كنصيحة اخيرة مني الحل الوحيد للمشاكل النفسية :لا تكن عاطلا و لا فاشلا و لا تكن وحيدا.......
...-تم-...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon