NovelToon NovelToon

بابا يقرأ أفكاري

الفصل الأول

إنها الساعة الخامسة.

بقيت ساعتان حتي موعد نومي.

مراقبة الساعة على مرمى نظري هو الشئ الوحيد الذي أتسلى به. خاصة إن كنت مجرد رضيعة لاتستطيع المشي ولا التحرك بحرية، لاشئ أقوم به سوى التحديق بالغرفة، فغالبا ما أحدق بالسقف الذي يحوي ثرية ذهبية عملاقة أتخيل جسدي وهو يحطم أسفلها.

شعرت بثقل في جفناي، الخادمات لم يزررنني لذلك طغى الهدوء على الجو، يبدو أنني سأنام قبل موعدي، أغلقت عيناي واختفى ذلك السقف الذهبي.

حلمت بالماضي، بحياتي قبل أن أكون رضيعة عديمة الفائدة، بحياتي السابقة، كيف كنت فتاة مثابرة بالجامعة، أدرس دائما وأجتهد لأحصل على أعلى الدرجات، لم يكن الأمر سهلا الحصول على المرتبة الأولى في كل مرة، لكنني كنت فخورة جدا بالجهد الذي أبذله في سبيل تخصصي، الذي لطالما حلمت به.

الأطراف الصناعية، لطالما شاهدت بالتلفاز أناس فقدوا أطرافهم، كنت أكره تلك المناظر، وأكره حينما أفكر بمشاعرهم، لأن ذلك يجعلني أتألم، لكنني أصبحت متخصصة في هذا الفرع بأعجوبة.

لكن بسبب عملي وجهدي المستمر على مشروع التخرج مت قبل تسليمه بيوم!

^^^«الله يرزقنا اجتهاد مثل اجتهادها😂» ^^^

وها أنا أعيش حياتي الثانية في جسد طفلة رضيعة تعيش في قصر غريب.

وأسوء ما في الأمر أنني علمت بأن هذا العالم خالى من التكنولوجيا.

^^^«صدمة كبيرة صح😂» ^^^

أريد هاتفا، أريد آلة صنع القهوة، أريد سيارة.

سمعت خشخشة بالغرفة. كان صوت النافذة وهي تفتح، لا أحد يدخل غرفتي في الليل، أو حتى يدخل من النافذة!

فتحت عيناي بقلق وسرعان ما تسمرت في مكاني، لم أستطع الرمش حتى.

فوقي، كان ينظر لي رجل يمتلك عينان مخيفتان ووجه لم أستطع لمحه جيدا.

قاتل... قاتل!!

"ارغغغغغ"

من عيناه المرعبتان أستطيع التخمين أنه قاتل، من يتسلل إلى غرفة رضيعة غنية من النافذة؟ لابد أنه قاتل، لاشك في ذلك!

حركت يداي نحوه، حاولت النهوض لكنني فشلت، مازلت صغيرة على الموت، سأموت. سأموت.

أيتها الخادمات ساعدنني، هل أبكي ليسمع أحد صوتي؟ لكن ذلك بلا فائدة بما أن الخادمات لايكلفن أنفسهن للمجئ إلى غرفتي لمعرفة سبب بكائي أو تهدأتي.

نظرت إلى القاتل لم يحرك ساكنا، كان ينظر نحوي فقط بعيناه المخيفتا الحادتان.

"هل أنتي خائفة؟"

سأل بصوت خافت قليلا وبحده وبلا مبالاة، ما رأيك؟ أحدهم يتسلل إلى غرفتي، وينوي قتلي، كيف لا أكون خائفة؟! أنا سأموت خوفا منك.

"الغوو يوو" (اللعنة عليك)

رددت عليه.، أعلم أنه لن يفهمني، خذ هذه الكلمة قبل أن أموت، على الأقل سأكون قد فعلت شيئا.

تمعن بعيناي، شعرت بقلق غريب، وبمعدتي تتقلب، كانت عينا الرجل لا تزاح من أمامي، شعرت كما لو أنه يخترقني بسهامه، لكن سهما بالفعل اخترق وهو على وشك قتلي.

"حقا؟ أنا لن أفهمك؟"

نظر إلي بسخرية وبغرور كبير، انعكس ضوء القمر الذي اخترق السيتارة على وجهه، رأيت زاوية فمه تصنع ابتسامة ساخرة وكما توقعت، كان الغرور موجود أيضا.

تجمدت في مكاني، أنا بالفعل متجمدة في مكاني ولا أستطيع الحركة لكنه مجرد تعبير، هل ما سمعته صحيح؟! هل قال أنه فهمني؟! ربما سمعت خطأ، أجل ربما ذلك..

"لم أعلم أن طفلة صغيرة يمكنها قول (اللعنة عليك)"

هاه هل قال ما كنت أحاول قوله سابقا. لا أصدق ما تسمعه أذناي، لحظة هل يعقل أنه يقرأ أفكاري؟! هذا مستحيل، أقصد.. كيف يمكنه قراءة أفكاري؟ أو ربما أنا أحلم.. أجل أجل..

كان القاتل ينظر لي بقليل من الاندهاش مع ابتسامته الساخرة تلك.

أنا لا أفهم شيئا

مضى الليل وهو ينظر نحوي دون أن يتحرك، لا أدري متى نمت، لكن حينما استيقظت لم أجده حولي و لحسن الحظ كنت حية.

الفصل الثاني

"هل سمعت بما فعله الدوق ليلة أمس؟"

"أجل! ومن لم يسمع بذلك؟ لقد كانت مجزرة رهيبة"

وهاهي ثرثرة الخادماتين المعتادة، يجلسن بغرفتي لأن حيطانها لا تحتوي على آذان وتبدآن الثرثرة على آخر الأخبار، وبالطبع أنا شاكرة لهما فلولاهما لما عرفت من أنا.

أنا ابنة الدوق المتوحش السادي، كل يوم يجب أن أسمع خبر قتله لأحد، إنه مجرم قاتل عنيف! والأسوأ أنه والدي!

والدي هو الدوق الوحيد وهو الأقرب للامبراطور، لا يملك أطفالا غيري، هذا يعني أنني ابنته الوحيدة، الأميرة الوحيدة، لكنه يعاملني كأنني هكذا.

حينما أنجبتني أمي، ألقاني في هذا القصر الذي تحيطه الأشجار والأشواك العملاقة دون شفقة، ولم يزرني حتى الآن، حتى خادماتي لا يعتنين بي، أشرب حليبا باردا دوما_وهي وجبتي الوحيدة_ ولا أنهض من هذا السرير أبدا.

"اروغغ"

أريد النهوض، ساعداني حالا!

إن خادمتاي سيئتان جدا، لو كنت كبيرة قليلا لركلت مؤخرتهما، كيف بإمكانهما معاملة طفلة مثل هذه المعاملة؟ ألا تملكان قلبا؟ أو مشاعر؟ ألم يزرع داخلهما قليل من الحنان أو الأمومة أو الشفقة؟

وبعد صراخ وبكاء جلست على الأرض وفي يدي لعبة تصدر صوت خشخشة.

هذا مثير للسخرية، لكنها اللعبة الوحيدة التي أستطيع اللعب بها.

أشتاق لعالمي، لتخصصي، لعملي، لشقيقي،.

يا ترى.. هل يأكل جيدا؟ هل يبلي جيدا بالجامعة؟ هل يعتني بنفسه؟ أنا قلقة.

عشنا في يبت عمي، ولأن عمي يمتلك بالفعل أطفالا يعتني بهم فكنت أعتني بأخي، وفور تخرجي من الثانوية خرجت من منزله بصحبة أخي لنعيش وحدنا.

كان يكبر شيئا فشيئا وأصبح يعمل وينفق على نفسه، وبعد عدة سنوات دخل أخي الجامعة برفقتي.

أشتاق له وبشدة، لخدوده الممتلئة ويديه الناعمتان اللطيفتان، وصوته المرح، لا بد أنه حزين لأن شقيقته رحلت عن عالمه، هل يبكي كثيرا؟ أنا قلقة، ربما سيهمل غداءه، لكنه قوي.. أجل سينهض بعد فترة ويكمل حياته.

وأنا أيضا يجب علي إكمال حياتي هذه. لن أدع فرصة كهذه تلوذ من عيناي.

وفي الليل أيضا استيقظت لأجد وجه القاتل ينظر نحوي.

أشعر بأنني سأعتاد عليه.

......"أجل فلتفعلي"......

...صدمة صح 😂😂الله يعين هادي البطلة😂😂...

على مر شهر، كان ذلك القاتل لا يتكاسل عن زيارة غرفتي الهادئة ليلا، وبفضله لم أعد أنام جيدا ينظر إلي بأعينه السوداء بعمق كما لو أنه يقرأ ما في داخلي، لكن مع مرور الأيام تأكدت أنه فعلا يقرأ أفكاري!

أجل يقرأ أفكاري! ويتحدث معي، هل هو مجنون؟! يأتي للتحدث مع طفلة صغيرة؟ ألا يملك أشخاص بالخارج ليتحدث معهم؟ هل انقرضت البشرية حتى يأتي ليتحدث مع طفلة صغيرة؟ إنه بلا شك غريب الأطوار.

لكنه فقط يقف ينظر إلي دون فتح فاهه، أحيانا يرد علي وغالبا لا.

على كل أنا لا أهتم مادام هو لن يقتلني.

وها هو يقف فوقي ينظر إلي كالعادة.

أنت... توقف عن مراقبتي، هل أنا جميلة لهذه الدرجة؟

"أجل جميلة ولطيفة"

هيهيهي، أنا أبدو كلوحة فنية صحيح؟ فأنت تأتي لتنظر إلي كل ليلة.

"أجل"

هممم... إنه معقد قليلا، أنا لا أفهمه... ما الذي سأتحدث عنه إليه...؟

"كالعادة"

اصمت.

لحظة... هل يمكنك حملي؟ يداي وظهري متيبسان، لم أنهض اليوم أبدا من السرير.

"هممم"

أرجوك، أرجوك، أرجوك، لم يسبق لأحد حملي بين ذراعيه، أنا مجرد طفلة تفتقر للحنان، أريد أن يحتضنني أحد ويرفعني من هذا السرير القاسي، أيمكنك ذلك؟

ربما من الجنون أن أجعل رجلا قاتلا يحمل لا أعرفه أن يحملني، لكن في هذا الوقت القصير أدركت أنه ليس سيئا أبدا وسينفذ طلبي.

...«تتوقعون يوافق ولا😂» ...

...«أكيد لازم يوافق😂» ...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon