امريكا ، احدى المناطق المعزولة ...
ليليان : صباح عادي تشرق بهِ الشمس الذهبية على حديقتنا الواسعة ، لربما ليست حديقة بل اشبه بالجنة ، فـ على اليمين و اليسار اشجارٌ متنوعة للفاكهة الى جانبها جدولٌ متوسط الحجم يمر بسلاسة بينَ الشجيرات ، اما في الوسط ، فـ كلُ ما طابَ من الازهار و الورود الجذابة التي تجعلكَ ترغب في اقتطافها ، بالاضافة الى الكراسي الخشبية المرصوصة بشكل جميل ، يجعلك تشعر بدفئ داخلي ، ابتسمت ليليان الى الصباح و ارتدت قميصا ابيضا فوقهُ ثوبٌ احمر منقطْ بدوائرَ بيضاء ، و هي تنزل من جناحها على الدرج القت تحية الصباح على الخادمة ام امين التي بدورها ردت التحية ؛ صباح النور عليكِ ليلو ! ، وصلت ليليان الى غرفة الطعام ، لم تكن غرفة بل كانت اشبه بالجناح ، غرفة لها بداية بلا نهاية ، لونها اصفرٌ كلاسيكيُ عتيق مع نوافذَ بلونٍ بنيٍ قاتم و تطريزٍ على الشبابيك برسوماتٍ كلاسيكية لطيفة او زخرفة نباتية مُتقنة الرسم ، في الوسط ، تشعُ ثلاثُ ثرياتٍ كلاسيكات على طولِ المائدة ، واحدة من هذه الثريات يمكنها انارة اربعةْ بيوت لمدة 72 ساعة متواصلة دون انقطاع ، ف بداية المائدة يجلس الرجل المُقنع المحتشي بالأسود ، لم ترهُ ليليان ابداً بدون القناع ، منذُ قدومها الى هذا القصر و الى هذه اللحظة لم تره ابدا ينزعُ قناعهُ امامها ، و على الجهة المقابلة للمائدة ، تجلس امرأة في متوسط العمر ترتدي ثوباً زهري قصير مع شعرها الاشقر المنسدل على كتفيها تظهر و كأنها عذراءٌ في بدايةِ مراهقتها و ليس أُماً لفتاةٍ مراهقة ! ، القت ليليان تحية الصباح على والدتها بطريقة لطيفة - غير رسمية - اما على السيد المُقنع فقد القتها بهدوء و رزانة كبيرة و كأنها انتحلت شخصية أخرى غير سابقتها ، اومأ المُقنع لها بالجلوس لتجلسَ بهدوء و يُقدم لها الطعام بطريقة كلاسيكية ، في طبقها تجد الجُبنَ الابيض مع الكثيرِ من حباتِ الزيتون منزوعٍ النوى ، بالاضافة الى اللمسة العربية ، استكانُ شايٍ عربيٍ اصيل ، ابتسمت ليان قليلاً و هي تشمُ رائحةَ الشاي اللطيفة ، حتى قطعَ نشوتها بالشاي صوتُ المُقنع ؛
السيد المُقنع : ليليان ... تعاليْ هنا
نهضت ليليان من كرسيها و ذهبت الى جوار المُقنع ، نظرَ لها و هو يتأملها بغبطةٍ و فرحٍ شديد يكادُ يكتمهما لسببٍ خاص ، بالطبع تحت نظرات والدة ليليان الحادة تجاه المُقنع ،
السيد المُقنع : احزمي اغراضكِ ... سوفَ تلتحقين بالصرح بعد ثلاثةِ ايام
ليليان : ماذا ؟
زمردة : ماذا ؟ هل قُبلَت ليليان بالصرح ؟
السيد المُقنع : اجل ... لن أتحدث اكثر و لا يوجد وقت للاعتراض او اعطاءي اي شيء آخر ... نظر نحوَ الخدم و قال : انتهى الطعام !
ركضت زمردة الى ليليان و احتضنتها بفرحٍ شديد ثم القت الى مسامعها : سوفَ تصبحين حُرّة و تعيشين !
ابتسمت ليليان بشدة لما تقولهُ والدتها ، فهي لم تستطع الذهاب للدراسة مثل بقية الطلاب ،فـ هي اخيراً سـ تحقق حلمَ والدتها و كما تقول سـ تصبح " حُرّة "، اتت رئيسة الخدم الى ليليان التي كانت تنظر الى الحديقة بتأمل و سكينة شاردة الذهن ، تفكر في هذا الصرح الكبير و كيفَ لـ فتاةٍ مثل ليليان أن يتم قبولها فيه !
ام امين : آنسة ليليان ... احملُ لكِ خبراً مُفرحا ايضا .. ان السيد المُقنع وافقَ ان تخرجي اليوم برفقةِ السيدة زمردة الى المتاجر و تشتري ما تحتاجينه لانك سـ تقيمين في السكن هناك و لا يمكنكِ القدوم الى هنا إلا بفتراتٍ وجيزة
ليليان : حسنا حسنا ... هل يمكنك مناداة ناتالي لتمشيطِ شعري ؟ فـ أنا مستعدة
ام امين : اعتذر يا آنسة ليلو ... لكن السيد المُقنع وافق على خروجكما بشرطِ ان ترتديا الحجاب
ليليان : لا بأس ... لا بأس
ام امين : اذا بعد صلاةِ الظهر ... يمكنكما الخروج .. سأنتظركما عندَ البوابة برفقة الحارس مروان
ليليان : مروان ؟ اوه .. هل يوجد غيره ؟
ام امين : للاسف لا يا آنستي .. فهو الوحيد الذي يثق بهِ السيد المُقنع
ليليان : اوه .. حسنا لا بأس
بعد ان خرجت رئيسة الخدم من جناح ليليان توجهت مباشرة نحو جناحِ السيدة زمردة ، و اخبرتها عن خروجتهما ، لكنها ظلت تصرخ معترضةً على ارتداءِها للحجاب على عكسِ ابنتها ليليان التي ارتدته بهدوء ، بعد ان اتمت ليليان و ام امين صلاة الظهر ذهبتا الى السيارة حيثُ ينتظرهما السائق مروان و السيدة زمردة ، كانا يتكلمان بموضوعٍ ما لكن ما ان ركبت ام امين و ليليان في السيارة صمتا بسرعة و بإرتباك ، حاول مروان المبادرة بالكلام كي يلغي الارتباك الذي حدث ؛
مروان : مباركٌ لكِ يا آنسة ليليان على قبولكِ بالصرح
ليليان : اشكركَ يا سيد مروان ... لكن اطلب منكَ ألا تكلمني ثانيةً ... انا و امي ايضا ... اعتقد ان من شروط وظيفتكَ هي ان لا تتحدث الى الآنسة ليليان او السيدة زمردة مهما كان الظرف ؟
السيدة زمردة : ههه ... ماذا تقولين يا ليليان ؟ هو يقوم بتهنئنكِ ! لا تنسي الآداب !
ليان : بالطبع لن انسَ الآداب لكن في نفس الوقت لا يجب نسيان الشروط
خرجت السيارة واخيراً من اسوار القصر و لحقها عدد من سيارات الحماية و التي تحمل مجموعة من الخدم ، وصلوا الى المركز التجاري ، و دخل كل من السيدة زمردة و الآنسة ليليان بالإضافة الى رئيسة الخدم ام امين ، مع عدد كبير من الحراس و عدد قليل من الخادمات ليحملن المشتريات ، كانت هذه المرة الأولى لـ ليليان ان تخرج فيها لمكان مكتضٍ بالناس ، هي لم ترَ في حياتها سوى الخدم و عائلة صديقتها الوحيدة سوزن ، شعرت ليليان بالحرج و عدم التصرف بشكل لائق ، مما جعل فكرها مشوشاً قليلا ، اممم على الارجح كثيرا ، لدرجة انها اصطدمت بأحدهم ، لم ترفع رأسها بل اعتذرت وحسب و اكملت طريقها ......
لِيـليـان
بعد مرورِ يومان .....
حزمت السيدة زمردة جميع اغراض و حاجيات الآنسة ليليان ، امست ليليان نائمة ليلتها الى جانب والدتها ، غدا يومٌ مهم ينتظرها ، غدا سـ تلتحق بأفضل صرح على المستوى العالمي المخصص للعرب ! لقد قامت امريكا بإنشائه بعد ان شعرت ان غالبيةَ الولادات للعرب في السنوات الاخيرة لديهم ذكاء مرتفع ، لذا فكرت بإستقطابهم و تعليمهم و اخيرا احتوائهم و جعلهم يعيشون في بيئة تناسب عقولهم الفتاكة ، فـ هي سـ تساعدهم اليوم في حياة المراهقة و غدا سـ يساعدونها عندما يصبحون بالغين !
في صباح اليوم التالي ...
استيقظت ليليان بحماسٍ شديد مُبطن ببعض الحزن ، فهي سـ تفارق والدتها لاول مرة منذُ 16 عاماً و لا تعلم ماذا سـ تفعل من دونها ، لكن الجدير بالذكر ، ان صديقتها الوحيدة ، سوزن زكريا هي ملتحقة بذاك الصرح ، دخلت سوزن لغرفة ليليان مع ابتسامة كبيرة و مشرقة ، اتفقتا ان تلتحقا هذه المرة سويا .
دخلت ام امين برفقتها السيدة زمردة و هما ينظران الى ليليان ، الفتاة المشرقة التي سـ تودع هذا القصر اليوم و تختفي لمدة 75 يوم و تزورهم لمدة خمسة ايام ثم تلتحق مجددا ، نزلت ليان مرتديةً حجابها برفقتها صديقتها سوزن ، و خلفها تنزل زمردة ببطء و هي ترى ثمرتها الوحيدة قد غابت من عينيها و سـ يكون القصر موحشاً بدونها !
انطلقتا نحو الصرح ، عند نهاية آخر سور للقصر ، توقفت السيارة ، اذ كان السيد المُقنع يقف مُنتظراً ليليان ليودعها بدموعٍ منهالة تحت قناعه الاسود السميك ، نزلت ليليان من السيارة و انحنت للسيد المُقنع و اخبرته انها سـ تكون عند حسنِ ظنه و لن تفوِت مثل هذه الفرصة ، ابتسم لها بهدوء مصاحبٍ للألم و اخرج من جيبهِ علبةً صغيرة يوجد داخلها سِوار الكتروني بتقنية حديثة جداً ، هذا السوار هو ما سـ يُمكن ليليان من الدخول الى الصرح ، ابتسمت بشدة و ارتدته ، انحنت مرة ثانية و ركبت السيارة و انطلقوا خارجَ القصر ، شعرت بحزنٍ مفاجئ و ببعضِ النقص و كأن حجراً وُضع على قلبها و لا تستطيع ازاحته لانها هي من وضعته ، و لان سوزن صديقة ليليان الوحيدة و رفيقة دربها شعرت بما يجول داخلها احتضنتها و قامت بتهدأتها قليلا و اخبرتها ؛ ان كل شيء سـ يكون بخير و انها سـ تعتاد على الوضع قريبا ...
بعد عدةِ ساعات ...
وصلـ كلٌ من ليليان و سوزن الى نقطة دخول الصرح ، اظهرت سوزن سوراها ، قام الحارس بوضع جهازٍ ليزرٍ على السوار مما اظهر رقماً مئوياً و حرفين ابجدين من اللغة الانجليزية ، لذا قامت ليليان بعمل المثل ، لكن ما ظهر على السوار هو حرف واحد مع رقمين اعتيادين لم يتجاوزا ال 50 ، في هذه اللحظة تم فتح البوابة و خرجت سيارة متوسطة الحجم مخصصة لنقل الطلبة ، وضعت ليليان حقيبتها في صندوق السيارة و جلست بجانب سوزن التي كانت شديدة النعاس على عكسِ ليليان التي كانت متحمسة جداً ، وصلت السيارة الى نقطة معينة و توقفت ، شعرت سوزن بذلك لانها لم تكن نائمة كانت شبه نائمة و طلبت من ليليان ان تنزل حقيبتها و تتبعها الى الاستعلامات ، كي يسألن عن قسم السكن لـ ليليان ، سألت سوزن الناظرة المسؤولة عن اقسام السكن و اخبرتها ان ليليان من ضمن القسم AB24 و هو القسم المخصص لفتيات اللاتي تكون امهاتهن عربية و آباؤهن من غير العرب، مما يعني ان جميع رفيقات ليليان في القسم السكني هن بناتٌ لامهاتٍ عربيات و آباءٍ مسيحينَ الأصل لكنهم أسلموا° ، اضطرت ليليان الى ان تفترق عن سوزن و تذهب الى غرفتها ، دخل الى السكن فوجدت المكان ممتلئ بالفتيات و الفتية في مختلف الأعمار لكن كلا الجنسين لم يتجاوزوا الـ 18 بعد ، ذهبت الى المصعد فوجدت في احد اضلعهِ شاشةً بلونٍ اسودٍ و قد كُتب فوقه : ضع السوار امام العدسة ! ، امتثلت ليليان لما كتبوه و وضعت سوارها امام العدسة حتى اظهرت الشاشة بعد ثوان معلوماتْ ليليان و انها من القسم AB24 و انطلق بها المصعد نحو قسمها ، ما ان خرجت من المصعد حتى وجدت عددا لا يحصى من الغرف ، مما أثار دهشتها و جعلها تُصدم من هذا الكم الرهيب للغرف ، نظرت حولها ، و تذكرت انها لا تعرف اي شيء .. حتى انها لا تعرف ما هو رقم غرفتها ، التفتت يمينا فوجدت على احد الأضلع شاشة سوداء اخرى ، لذا ذهبت بسرعة نحوها ووضعت سوارها بإبتسامة امتنان ، ما هي إلا اجزاء من الثانية حتى ظهر رقم غرفة ليليان ألا وهو 104 ، نظرت نحوَ أرقامِ الغرف ، مرَّ بجانبها فتىً برفقةِ صديقه و قد بانَ انهما على ملامحهما الإرهاق و التعب الشديد ، لكن ما إن نظرا لها حتى قالا ؛
وليد : لنساعدها
امير : لا يمكننا سـ نتأخر
وليد : لنحصل على بعضِ التقاط و نجعلها ذريعة لتأخرنا ريثما نحفظ هذا السؤال
امير : اذهب و ساعدها سـ انتظرك هنا
وليد : حسنا ... آنستي ؟ .. ايتها الآنسة ؟
ليليان : عفوا ؟ معي ؟ ( تحدثت باللغة الانجليزية ظناً منها انه انجليزي بسبب ملامحِ وجهه التي لا تمد بالعروبة صلة )
وليد : انت تستطيعن فهم اللغة العربية ... لم تتحدثين باللغة الانجليزية ؟
ليليان : خشيتُ ان تكون انجليزيا و لا تفهم ما أقوله
وليد : لو ركزنا في كلامك ... يكون هناك خطأ .. فانا تحدثت العربية و انتِ اجبتي بالانجليزية ..
ليليان ( بحرج ) : اعتذر بشأن هذا ...
وليد : اوه لا بأس ... لا تقلقي ... لا بدَ انكِ جديدة
ليليان : اجل و كيف علمتَ ذلك ؟
وليد : مكتوبٌ على الشاشة ان مستوى نقاطك لم يتجاوز الـ 50 كما انكِ مُصنفة من فئة B كلها تدل على انكِ جديدة !
ليليان : اوه هو كذلك ...
وليد : كيف يمكنني مساعدتك ؟
ليليان : اريد الوصول الى غرفتي رقمها 104
وليد : هذا غريب بعض الشيء ... الابتداء من رقم 100 هو في الجهة المقابلة للسكن لمَ انت هنا ؟
ليليان : لا اعرف ... اخبرتني صديقتي بذلك
وليد : حسنا ... اصعدي في المصعد و ضعي سوارك على الشاشة ثم اضغطي Second يجب ان تضغطي Second ان لم تضغطيها سوف يعيدكِ الى هنا ... ثم سيري الى الامام متر واحد عن المصعد و ثم الى اليسار سـ تجدين غرفتكِ !
امير : لقد انهيت ... هيا بنا لا يمكننا التأخر
وليد : انتظر ... واحد ... اثنان ... ثلاثة ... رائع حصلت على 50 نقطة جراء المساعدة ... الى اللقاء .. هيا بنا
ركض الاثنان بينما ليليان تساءلت ؛ هل هما غبيان ليركضا بدلا من استخدام المصعد ؟ ، لكنها نفذت ما قاله الفتى و قد نجح ذلك فهي الان امام غرفتها مباشرة ، فتحتها بإستعمال السوار ، دخلت الى الغرفة كانت كبيرة نوعا ما ، لكن مقارنةً بغرفتها في القصر فهي لا تتجاوز مساحة حمامها ! ، جلست على احد الأسرة ، نظرت يمينا و يسارا لم تجد احدا ، قامت بفتح حجابها برفق ، لينسدل شعرها الاسود ببطء حتى يصل الى آخر نقطة من ظهرها ، قامت بدلك رأسها قليلا ، نظرت الى الغرفة بتمعن ، كان هناك سريران امام كل منهما خزانة متوسطة الحجم و بجانبهما منضدة و كرسي عليه حاسوبّ حديث مُوَصل بشبكة الانترنت مع عدد من الكتب الترفيهية التي ليست من ضمن نطاق الدراسة ، و بالاضافة الى لوازم مدرسية من دفاتر و اقلام بكل الالوان و الاحجام و الاشكال ، كل ما يطلب منك في هذا الصرح هو ان تدرس بجد ....
لم تمتلك ادنى فكرة عن نظام هذا الصرح ، و سبب قدومها اليه هو اصرار والدتها المُلح على السيد المُقنع ان تلتحق ليليان به ، في هذا الصرح الأولوية للطلاب ذوي الخصال العربية - الامريكية ، الذي يجب ان يمتلكوا خصلة واحدة من العرب ،حتى لو كانت الجدة مثلا يمكنهم ان ينضموا لكن لا يمكن للطلاب الذي من نفس الجنسية الانضمام الى هنا ان لم يكن لديهم اي ارتباط بالعروبة ، في تلك الاثناء رتبت ليليان بعضاً من اغراضها حتى دخلت احداهن الغرفة برفقة طالبٍ معها و فتاتين اخرتين بقيتا في الخارج
ليليان : انتظري ... اين هو حجابي ؟ ... ارتدتهُ ليليان بسرعة ، فـ ابتسمت لها آلاء بمرح ؛
آلاء ؛ اذا انتِ المستجدة ؟
ليليان : آه .. نعم
آلاء : انا آلاء محمود يونس من بريطانيا - مصر و رقمي هو 207
ليليان : انا ليليان آدم جيمس من العراق لبنان - امريكا و رقمي هو ... اظن انه A3
آلاء : A ؟ يا إلهي ... لم اظن انني سألتقي بـ جماعة A ابدا ! كم انت مميزة يا هذه ...
ليليان : آه شكرا لك .... نظرت ليان نحو الشاب ف التفتت آلاء و قالت
آلاء : هههه ... نسيتُ تعريفك ... هذا زميلي ... توفيق ... يمكنك مناداته بـ پول .. انه أسهل ...
توفيق : مرحبا بك في الصرح ... انا توفيق محمد حسن من بريطانيا - مصر رقمي هو 110
ليليان : سُررتُ بمعرفتك ...
آلاء : آه ... و أما الفتاتين التان في الخارج فَهُما .. تارا و يارا .. توأمتان .. من بريطانيا - المغرب
ليليان : اهلاً بهما ...
آلاء : لكنني اتساءل .. كيف لمجموعة A ان تنضم الى مجموعتنا ؟
ليليان : ماذا تقصدين ؟
آلاء : مجموعة A دائما يكونون من ذوي توصياتٍ خاصة ... أو انكِ مميزة و ذات موهبة قيمة او ذكية بما فيه الكفاية لتتجاوزي اختبارَ اللغات بسرعة ؟
ليليان : لا اعلم ... لكنني اجتزت اختبارين ... الاول كان للغات و حصلت على 276 من اصل 300 و اما اختبار المواهب فقد حصلت على 189 من 200
آلاء : هذا جيد ... بالنسبة لكِ .. لكن هناك خطا ما ... لا يجب ان تكوني هنا معنا ... اليس هذا صحيحاً پول ؟
پول : بالضبط ... إسألي الناظرة عند خروجكِ من الغرفة
يارا : لقد تأخرنا هيا ...
آلاء : حسنا حسنا ... لقد وجدتُ الكتاب ... هل تريدين ان تنضمي الى حلقتنا ....
_ ترددت ليليان بعض الشيء و فكرت ملياً ؛
ليليان : اين يمكنني ان اجدكم ؟ لا يمكنني القدوم الآن
آلاء : لا بأس ... يمكنكِ العثور علينا عند الحديقة الترفيهية قبالة النافورة 06
ليليان : حسنا ... شكرا لكِ
آلاء : لا شكر على واجب ... الى اللقاء
_ شعرت ليليان ببعضِ الفرح ، فقد تعرفت على شخصٍ جديد في سكنها دون ان تبادرَ بالتعرف اليه ! - شخصية خجولة - ، تركت ترتيب بعضٍ من أغراضها ، و استعدت للحصول على حمام دافئ يساعدها على تنشيط دورتها الدموية لتذهب بعدها و تلتقي بـ سوزن و تَقِصُ عليها ما حدث ..
بعد ساعتين تقريبا ، اخبرت ليليان سوزن بكل شيء و كيف انها تشعر بالسعادة لانها تعرفت على شخصٍ جديد دون ان تُبادر ضحكت سوزن على بلاهتها و انطلقت بها نحو الحديقة التي تحدثت عنها آلاء ، هناك التقت ليليان بالمجموعة و بدأت تتأقلم معهم و تشارك في بعضٍ من احاديثهم ، لكن ما جعلها تتوقف دونَ حراكٍ او كلام هو سؤالُ مايك - سلام ، صديق پول - عن مدرستها الابتدائية او المُتوسطة :
مايك : إذاً .. ليليان ؟ .. أين كنتِ تدرسين في السنوات السابقة ؟ اذ من قوانين الصرح ... هو الالتحاق بالصرح منذُ مرحلة الروضة حتى انتهاء الكلية ... و هناك استثناءَين ... إما أنكِ ابنةُ رجل من العشر المساهمين الكبار في انشاء الصرح ... او انكِ ابنةّ المؤسسِ ذاته ... ههههههه
ضحكَ الجميع على كلامه بينما ليليان بَقِيتْ في حيرةٍ من أمرها فـ ماذا عساها تجيبه ، إلتفت الى سوزن لكي تُساعدها لكن سوزن لم تكن موجودة اصلا ! ثم التقت عيناها المَخذولتان الى عيني آلاء ، التي احنت رأسها و لم تُجبها ؛
ليليان : لم تَرضَ والدتي ان اذهب الى المدرسة او ان التحق بأي شيء ... لكنها احضرت لي الكثير من المعلمين و المُدرسين لمساعدتي ... كنتُ اخضع الامتحاناتِ منزلياً بإشرافِ المدير الذي أتَبِعُ أنا مدرسته
مايك : مثير للاهتمام ... لكن كيفَ التحقتِ بالصرح ؟
ليليان : آه ... عن ذلك الأمر ... اممم ...
مايك : هيا تحدثي نحنُ نسمعك ! ... من حركاتكِ يبدو انكِ دخلتِ هنا بواسطة رشوةٍ من ماما ( غَمَزَ لصديقه ثم ضحك )
ليليان ( بإنفعال ) : ليس كذلك بالطبع ... خضعت للامتحانات المخصصة للالتحاق بالصرح ... امي لم تفعل شيئا ...
مايك : و لمَ انت مُنزعجة هكذا ؟
ليليان ( اخذت نفسا ) : حسنا سـ أترككُمِ الآن ... شكرا آلاء على دعوتي ....
مايك : لا لا ... ابقي ... لا تذهبي ... اوه لا تذهب و تشتكي الى ماما ( بإستهزاء ثم ضحك )
_ تركت ليليان المجموعة ثم عادت الى مكانٍ آخر ، جلست تنظر بفراغ نحوَ الشُجيرات ، امسكت تنورتها ثم اعتصرت رأسها بين كلتا يديها ، سقطت دموعها ثم بدأت بحكِ يديها و راحتها بأضافيرها بينما دموعها تنهمر إحمَرّت يداها من شدةِ الحك حتى بدأت تُظهرُ بعضَ الدماء ، تركت يديها ثم مسحت وجهها و عادت الى قسمها مُكتِفةً يديها الى عنقها ، و كأنها تحتضن او تواسي روحَها !
في صباحِ اليوم التالي ، استيقظت بعد ليلةٍ من البكاء و الندم ، حَذَّرتها والدتها أن تُخبرَ أي أحدٍ عن السيد المُقنع ، نهضت من سريرها و غيرت ثيابها ، حضَّرتِ كُتبها ثم ذهبتَ نحوَ إعداديتها ، في طريقها وجدت آلاء و هي تجري بخفة في الحديقة ، تناست ليليان ما حدث و ذهبت نحوَ آلاء و ألقت التحية عليها
ليليان : صباحُ سعيد ...
آلاء : ههه .... صباحكِ أسعد ... اووه واو تبدين نشيطة جداً لكن ... ما بالُ عينيكِ ؟ إنهما حمراوتان ! ...
ليليان : آهه ... لا بأس ...
آلاء : هل نحتاج للذهابِ الى الطبيب ؟
ليليان : كلا ...
آلاء : اذا ما بالهما ؟ لا يُعقل انكِ امضيتِ الليل كلهُ تبكين ؟ ... هل هو بسببِ مـ ....
ليليان : كلا ابدا ... لقد نسيتُ الموضوع ...
آلاء : إذاً لمَ كنتِ تبكين ؟
ليليان : آهه ... بسببِ اشتياقي لأمي ... لم اعتد أن أغيبَ عنها ابدا ... حسنا ... الى اللقاء أراكِ في الفصل ...
آلاء : أوه .. حسنا ... لكنكِ مُبكرة جداً
_ قالت آلاء هذه الجملة بعد ذهابِ ليليان ثم اكملت جريها ، أما الأخرى ذهبت نحو فصلها بواسطة الإرشادات التي على الطريق و على اللوحات المرورية ، أكثرَ ما جعلَ ليليان تشعر بالوحدة هو أن سوزن في فصلٍ آخر ، اخذت شهيقا و زفرته ، دخلت الى اعداديتها ، بحثت عن الشاشة السوداء كـ العادة ثم وضعت سوارها امامها فـ ظهرت علامات تُشير إلى أن فصلَ ليليان في الطابقِ التاسعَ عشر في القسم الرابع من الحرف C لذا ذهبت الى المصعد فـ انطلقَ بها نحوَ الفصل ، جلست في مقعدها بعد ان تاهت قليلا بين الفصول ، وضعت رأسها على لوحِ الكرسي و أغمضت عينيها ريثما تأتي المُدرسة ، و بما أن ليليان كانت لوحدها و الجوُ هادئ فـ إنها قد غَفت دون ان تشعر ، حتى أيقظها فتىً ، و لانها كانت نائمة فـ هي لم تركز بملامحه ، كان إيقاظهِ لها هو ان الفصل بدأ بالإمتلاء ، لكن اكثر ما جعل ليليان تشعر بالحزن و الإكتئاب هو دخول پول و مايك و آلاء و التوأمتين بالإضافة الى فتىً أخر و فتاة ، دخلت بعدهم المُدرسةُ مباشرة ، و هي مُدرسة الأحياء ، تحديداً قسم النبات ، بدأتِ المُدرسةُ تشرح موضوعَ اليوم باللغة الألمانية بينما ينصتُ الطلابُ لها بتركيز إلا ان ليليان كانت تغفو بسبب نعاسها الشديد ، حتى طلبت من المُدرسة ان تقف ثم طلبتْ منها القدوم و الوقوف الى جانبها ، بدأتِ المُدرسةُ بتدليكِ كتفَي طالِبَتها بحركاتٍ معينة و طلبت من بقية الطلاب ان يفعلوا هذا لزملائهم ، شعرت بالخجلِ الشديد مما سببتهُ في الدرسِ الأولِ لها ، بعد دقائق استعادت ليليان نشاطها لكنها وضعت يديها على وجهها تجنباً منها رؤية النظرات التي تعتلي وجوههم ، طلبتِ المُدرسةُ من ليليان ان تعود إلى مقعدها ثم بدأت تتكلم معهم بموضوعٍ آخر لا يتعلق بالدراسة ، بينما هي تتحدث لاحظت ان ليليان لا تزال تضع يديها على وجهها فـ أخبرتها ؛
الآنسة ميلا ( باللغةِ الألمانية ) : أعتقد انكِ جديدةٌ هنا ... لم أركِ هنا في السابق ... لا يهم ... عزيزتي ... هنا تُمثلين الصرحَ بأكمله فـ إرهاقُكِ يجعلنا قلقين على صحتكِ أو أننا نقومُ بالضغطِ عليكِ ... ما رأيكِ عزيزتي ؟
ليليان ( باللغة الألمانية ) : كلا آنستي ... أعتقد أن هذا إهمالٌ مني ...
الآنسة ميلا : أعتقد ان هذا بسبب بعضِ الضغوطِ النفسية ... انظري عزيزتي انا لا اعلم ما يحدث معكِ ... لكن لدينا قسم في المستشفى خاص بالأطباء النفسيين ... أرجو ان تذهبي اليه في هذهِ الأيام ... تفضلي بالجلوس
............. رَنّت ساعةُ يدها .............
الآنسة ميلا : آوه ... انتهى الدرس ... حسنا يا طلابي الأذكياء ... واجبكُمُ اليوم هو إعداد تقرير من مئتي كلمة لنوعِ النبات المُفضل لديكم و طريقة تكاثره و ما هي فوائدهُ في حياتِنا العامة ... و الآنسة الجديدة ... إذهبي لزيارة الطبيب إن لم تزريه سـ أقدم طلباً بأخذكِ إجباراً للطبيب ....
ليليان : حسنا آنستي سـ أذهب اليوم بعد انتهائي من الدراسة !
الآنسة ميلا : حسنا إذا ... الى اللقاء أيها الأذكياء !
أنا أثق بقدراتكم ......
................................. يتبع
لِيـليـان
فورَ خروجِ الآنسة ميلا وضعت ليليان رأسها على سطحِ الكرسي و اغلقت عينيها متشائمةً مما حدثَ لها ، شعرت بضرباتٍ خفيفةٍ على مرفقها رفعت رأسها لتجد مايك وهو يقوم بتقطيع الورقة و يرميهِ عليها ؛
ليليان : اوه ... ماذا تريد ؟
مايك : اجدُ متعةً خاصة في إزعاجك
ليليان : لِيُعني اللهُ عليك
مايك : هاهاهاهاها .... لا تقلقي سـ تلعنين هُنا .....
ليليان : آوه .. لقد لُعنتُ منذُ لحظة رؤيتي لك ... أراكَ في قسمٍ آخر
_ حملت حقيبتها و خرجت من القسم متجهةً نحوَ قسمِ الفيزياءِ النووية ، جلست تنتظرُ في مقعدها حتى دخلَ طالبينِ سوياً رمقت احدَهُما بنظراتٍ شبهَ مُطولة ، ثم التفت تنظر نحوَ النافذة تحديداً نحوَ الحديقة الرئيسية ، شعرت ان شخصاً ما جَلَسَ بجانبها ، التفتت لترى مَن ، لِـ تُفاجأ بأنهُ الفتى نفسهُ الذي ساعدها على عثورها لِـ شقتها ، أحنت رأسها مُحييةً إياه ؛
وليد : اوه ... اهلا بكِ انتِ ايضا ... ما إسمك ؟
ليليان : آه .. ليليان
وليد : ليليان ... ليليان .... ماذا يعني ؟
ليليان : آوه ... يعني نعومةُ الزهرة و رقتها ... او نشوة شربِ الخمر ..
وليد : جميل و غريب ايضا
ليليان : شكرا ....
_ حضرَ السيد مارك و بدأ بتدريسهم ، ركزت ليليان بجدٍ هذهِ المرة بينما كان وليد يحدق بتركيز نحوَ ما يُدَوِنُهُ السيد مارك ، انتهت الحصة و خرجت لبعضِ الوقت ، تُنَفِّه عن نفسها ، و تتساءَل لم لا تستطيع رؤية سوزن كثيراً ، نبهها السوار ان الحصة التالية سـ تبدأ بعد عشرِ دقائق ، لذا عادت الى قسمِ الفيزياء و اخذت حقيبتها و انهت يومها الدراسي الاول بشكلٍ لا بأسَ به ، قررت زيارةَ المستوصف الطبي لتأخذَ بإستشارةِ الطبيب كما طلبتِ الآنسة ميلا ، إستقبلها الطبيبُ بحفاوة و ظل يستمعُ لها بما يُقاربُ النصفَ ساعة لِـ يخبرها ان ما يحدث لها مجرد ضغط و سَـ ينتهي في غضون ثلاثِ ايامِ اذا استمرت على اخذِ العلاج الذي وصفهُ لها ، اخذت ادويتها و توجهت نحوَ المكتبة لتنجزَ تقريرها كما طلبت الآنسة ميلا ، لكنها وجدت جميعَ طلابِ القسم خاصتها قد أخذوا الكُتب و الأطاريح و اي شيء قد يُمثل مصدراً لتقريرها ، التفتَ مايك فجأة ليرى ليليان و هي في حيرةٍ من أمرها ، نظرَ لها ساخراً ثم وقفَ الى جانبها ، انحنى ليصلَ الى أذنها و اخبرها ( أنه سَـ يُعيرها كتاباً واحداً فقط في حال ان توقفت عن كونها هادئة و يجب عليها ان تكون صاخبة و حيوية لا نائمة كـ حيوانِ الكسلان ) نظرت له بغضب شديد تركته و عادت الى شقتها ، وضعت راحَتي يديها على عينيها المُدمِعة ، مسحَت دموعها بعد معاناةٍ من سيلانِ الأنهارِ من عينيها ، القت نظراتٍ خاطفة على مكتبها لتجد مجموعة الكتب الترفيهية ، كانت سلسلة لتعريفية للاطفال عن النباتات بالاضافة الى شرحٍ بسيطٍ و وافي يسيتطع البالغ قبل الطفل ان يستوعبه ، شعرت ليليان بأن الجحيم حتى لو أغلقَ جميعَ ابوابه سـ تبقى بابٌ مفتوحة ، ابتسمت و كانها أخيراً وجدت مصباحَ علاءِ الدين بعد محاربتهِ لنفسهِ و كبحها ليأخذَ المجوهرات ، بدأت تقرأ بجد و تركيز حتى انها لم تشعر بدخول آلاء الى الشقة ، أخبرت آلاء ليليان أنهم سـ يجتمعون عند النافورة ان وَدَّت ان تلتحقَ بهم ، لكن ليليان اكتفت برفعِ يدها مشيرةً رفضها لهذه الدعوة ، خرجت آلاء و عادت ليليان الى تركيزها بعد ان عزمت ان تنجح بهذا التقرير بشكلٍ او آخر ، تناولت الدواء الذي وصفهُ الطبيبُ لها ثم اكملت دراستها ، شعرت ببعضِ الجوع نظرت الى الساعة فوجدتها قد شارفت على الدخول الى الساعة العاشرة ، وقفت و ذهبت الى الكافتيريا الخاصة بالمبنى ، أعدت شاياً خفيفاً برفقتهِ شطيرة جبن ، بحثت هي الاخرى عن زيتونٍ منزوعٍ النوى ، لكنها لم تجد إلا زيتوناً مع نواتهِ ، كانت الكافتيريا شبهَ فارغة ، يجلسُ هنا اثنان و هناك اربعة ، اعداد متباينة بين الخمسة عشر و العشورن ، جلست لوحدها ،و بدأت بتقطيع الزيتون لكنها جرحت احد اصابعها ، قامت لتغسيلها ثم عادت الى مكانها تأكل مما قطعته من الزيتون ، حتى جلسَ امامها شخصٌ ما ، رفعت رأسها لتجد انه وليد من حصة الفيزياء النووية ؛
ليليان : ماذا تفعل هنا ؟
وليد : آكل ... هل تمانعين ان جلست ؟
ليليان : اوه ماذا ... طبعا لا تفضل ...
وليد : اممم حسنا
_ عادت ليليان لتقطيعِ الزيتون لكنها جرحت اصبعاً آخر ، قامت لتغسيله ثم عادت لتجد ان وليد بدأ بتقطيع الزيتون بشكلٍ جميل يحافظ على شكلِ الزيتونة
ليليان : شكرا ..
وليد : انظري هكذا تقطعين الزيتون ... لقد جرحتِ اصابعكِ للتو ...
ليليان : آه لا تقلق لا بأس ....
وليد : حسنا تفضلي ...
جلست تأكل الزيتون الذي يقطعه وليد لها و تُراجعُ تقريرها للمرة الأخيرة ، لكنها باتت تنظر الى الطاولة و لم تجد تقريرها ، لان وليد قد سحَبَهُ من امامها و بدأ يقرأه ؛
وليد : ( اهيمة معرفة النباتات و فوائدها للطفل ، دمعةُ الطفل ) اسم لطيف ... كـ مؤلفته
إحمرَت ليليان خجلاً مما قاله و ضحكت بهدوء ، ثم اكمل وليد ؛
وليد : لطيف ... حقا تقريركِ لطيف ... مليء باللمساتِ الانثوية
نظرت ليليان نحوَ وجههِ و اخبرته ؛
ليليان : اذا ؟ هل هو جيد بما فيهِ الكفاية لأسلمه ؟
وليد : انه جميل و لطيف حقاً دونَ مبالغة ... لو قمتِ ببيعه لأشتريتهُ لِوَلدي مباشرةً !
ضحكت ليليان مرة اخرى ، القت نظراتها الى الساعة فوجدتها تقاربُ العاشرة و النصف ، شكرت ليليان وليد لتقطيعهِ الزيتونَ لها و لمديحهِ تقريرها .
في اليوم التالي ، اخذتِ الآنسة ميلا التقارير و شكرت جميعَ الطلاب على مجهودهم الذي بذلوه .........
مرتِ الأيام بسلاسة و هدوء ، لكنها بالطبع لن تخلو من مُضايقات مايك لِـ ليليان ، بالإضافة الى هذا ، لا زالت هي تمضي الليل قربَ النافورة تبكي و عندما تشعر ان الفجرَ قد قارب تعود لشقتها و تنام ثم تستيقظ و تذهب الى فصولها و هكذا ، لكن و في احد الأيام ، جذبها صوتُ انفاسٍ يتعالى و يتباطئ خلفَ البنايةِ الجديدة للذكور ، لم تُبالِ ليليان بالبداية لكنَ سُرعانَ ما لَعَنَت نفسها لان فُضولها سـ يُدَمِرُها يوماً ما ، تسللتْ ببطئ ، عَمَّ الهدوء تقريبا ، اذ لا يُسمع سوى خُطوِ الاقدام ، و انفاسِ ليليان التي تُحاول كتمها ، بينما في المقابل باتَ صوتُ الأنفاسِ يعلى و يتضارب مع دقاتِ قلبِ ليليان الخائف مما سَـ تواجِهُهُ من مجهول ، ألقتْ نظرة خاطفة ، انفتحت عيناها و وضعت يدها على فمها كي لا تُصدِرَ صوتاً ، لكن و لِـ سوءِ حظها ، أنها تعثرت بسببِ سذاجتها ، أغمضت عينهيها مُستسلمةً لما سَـ يحدُثُ لها ، صاحَ صوتٌ ما ؛
..................................... يتبع
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon