" أتمنى .. أنَ تمــوتْ ،، ؟؟؟؟"
خرجت تلك الكلمات بنبره مقهوره معذبه ... من فمها ' تمنت لهُ المــوت ' لتستقر كلماتها تلك في صميم قلب القاسي فـ لقد طفح الكيل حقاُ من كل شئ لم تعد تستطيع تحمل الكتمان ... اكثر من هذا فأن الكتمان ، أشبه بالنزيف الداخلي لا يلاحظه أحد ولكن المه يرهق صاحبُه حد الهلاك وهذا ماتشعر به " إيفلين " فى هذه اللحظه الآن بأنها على حافه الهاويه إذا لم تبوح مايكمن فى داخلها من آلام. فمن هو ليستهزئ بمرضها وعذابها و ماذا يعرف هو عنها وعن ماعاشته طيلت حياتها حتى الآن ثم تابعت حديثها بغصه صدئه تشكلت فى حلقها : " أنا أتمنى ... آن تمــوت ، أتمني أنُ تجرب هذا لانــكّ حينها فقط ستفهم ما أشعر به الآن ... فأن اتمنى الموت كل يوم ثم أكملت حديثها بشرود نحو الاشئ : إنك لا تفهم معنى أن يري المرء أحلامه كلها تحترق أمامه وهو لايستطيع إلا أن يشاهد دخانها بصمت يتبخر أمامه ......
ثم صمتت لم يعد هناك حديثاً يقال بعد حديثها صمتت لتلملم روحها المهشمه التى تدمرت وتحطم منذ ذلك اليوم الذي قلب حياتها رأسا على عقب وهى لم تعد هي كل شئ قد تغير ....فما اصعب أن يحارب الإنسان شعوره !!!!.......
رفع عيناه أخيراً صوابها والتى كانت مثل الجمرتين المحترقه يرمقها بنظره غريبه لم تفهم معناها أو أن اصح القول فـ هى للحقيقه لم تكن تفهمه آبداً ..... فلو كانت هى تفهمه لولا قليل فلأن ،، لأن ..لأ فـ كما يقولون إن المرء من لا يفهمه سجين !!!!!!!
بينما كان " يونثٰانْ " لايعلم من أين جاءته تلك الوخزه التى شعر بها تنخرز بقلبه المتبلد كـ سهام كلمتها القاسيه التى آلقتها فى وجهه دون أن تبالي بشئ
جعلته يشعر بآلم غير مسبوق لم يعتاد عليه تمنياتها القاسيه جعلته يتسأل عن مدى جذور كرهيتها له ...
" تمنَت ... لي المــُوتّ!!!!" ليتها تعلم بأنها أمنيتي أيضاً ولكن لا يمكن تحقيقها ايضاً حتي لو هى تمنتها ... ورغم ما يشعر به الآن من مشاعر متضاربة كان كبريائه اللعين يمنعه من إظهار ما بداخله .... فـ كان من يراه يظنه بأنه حجر صوان لايأثر به شئ
شبه ابتسامه مستهزئه تكونت على شفتيه ثم ما لبث إن تحولت إلى قهقه ساخره هو يردد بكل بساطة زادت من حقدها عليه : " حقــاً ؟؟؟؟ "
رمقته " إيفلين" بغل مكبوت بعينين التمعن بها الدموع ، ليقابل هو نظراتها بتجاهل يغلفه الغموض. ثم فجأة هب رياح قوية عابثة لتجعل خصُلات شعـرها البندقية الجميله تتراقص فى الهواء كأشراطه من الحرير ،، تعانـق وجهها برفق وكأنه الطبيعية تحاول ترك بصمه على وجهها ......
مدت يدها بخفه ولطف لتزيل الشعر الذي حجب عن
رؤيتها وكأنها تسعي لتزيل الغمامه من الحيره التى تملكتها..... عندما فتحت عينيها كشفت عما كان مخفياً عن عينيها الفيروزتين اللمعتين اللتين بدتا كبحرين عمقين يعانقا السمـاء الزرقاء ......
فإذا بها تري غـابه قاحله ،، حيث الأشجار العتيقة وقفت كـ حراس صامتين أغصانها المتشابكة تخبر عن مدى عمرها كانت الشجيرات ذابله أوراقها التجاعيد تنطق باليأس وكأنها تعكس عن حالتها الداخليه أرض الغابه كانت مغطاه بسجاد الأوراق المتساقطه الصفراء الذابله والألوان الباهته حوالها تصرخ بالكآبة فى عمق هذا المكان القاسي شعرت بقلق يتسلل إلى قلبها شيئاً فشيئاً؟؟؟؟
فى وسط هذه الأجواء المشحونه بتوتر كان هو يقف قبالتها بجمـود صارم ،، وثقه قاتله كـ جبل لايتزحزح يتطلع لها بتمعن غامض يغلفه البرود ثم تقدم نحوها بخطوات بطيئة مدروسة ليثير أعصابها وكأن الوقت قد تجمد من حولهما ....
ثم بهدوء متعمـد أخرج من جيب بنطاله الخلفي مسدس وحركه بطيئة منه ليضعه بين يديها المرتجفتين كانت أصابعها ترتعش بقوه لتستشعر وزن السلاح بوضوح معبره عن الصراع الذي دار في ذهنها ويضعه بين يديها ببرود وكأنه يقدم لها قطعه من مصيرها مكتوبه بالرصاص بهذا البساطه ،، اهو مجنون
بينما " يونثان " كان ينظر لها بتحدي وبرود شديد أثناء قوله الهادئ الرخيم : " إذا كانَتُ هذه أمنيـتكِ حقيقها هيا .....!!! " أنهي حديثه و هو يتراجع للخلف ليقف فى مكانه السابق بجمود وهاله من الهيبه تحاوطه ......
أما " إيفلين " كانت عينيها الفيروزتين اللمعه بدموع تتنقل بين ما تحمله بيديها المرتعشة وبين عينيه المشتعله هذه المره بترقيب تحاول فهم مايدور فى خلده لكن لم تجد سوى الإصرار بهما كأنه يخبرها انه ليس هناك مجال لتراجع الأمر حصن على تلك الرصاص ... ورغم أنها حقاً تتمنى له أن يموت ولكنها فى نفس الوقت ، ليتستطع أن تقتله بيديها. فـ هى لتقدر على قتل ،، نمله حتى تقتله هو ......
لتهز رأسه بعنف وهي تردد بتلثم : " لأ .... لا مستحيل ،، أنت . . أنت مجنــون واللعنة !!! "
احتدت عيناه بقتامه وهدر بصوت عالي جعلت الطيور التى كانت تقف على أغصان الشجيرات ذابله تحلق مرتعبه في السماء : " هــيا حقيِقيها ... مـــاذا تنتظرين هيــا أنتِ ستضغطين فقط على الزناد ..... أليس هذه أمنيتك أم انا مخطئ .!!!! " قال عباراته الاخيره بـ سخريه لاذاعه وتقدم منها خطوتان بعجرفيه قاسية...... وبغته بحركه مفاجأة حين انتشل ذلك السلاح من بين يديها وعيناه لاتزال تأسر زرقته عيناها وتراجع للخلف قليلاً ... وثم وضع المسدس علي عنقه لتندلع رصاصة تعرف طريقها جيدا .....
أما " إيفلين " قد وضعت يدها علي عينيها تزامناً مع انطلاق الرصاصه التى جعلتها تنتفض بفزع كحال قلبها تماماً الذي يهدر في صدرها بعنف وهي لتصدق حقاً بأنه فعلها لم تفتح عيناها فى تخشي أن تراه جثه هامدة تفترش الارض والدماء تخرج منه .... ولكن فجأة سمعت ..... صوته حين قال بقسوة مرعبة : "هــذه أمنيه.... أنــا!!! لا أستطيع تحقيقها لـكِ ؟؟.."
أزالت يديها التى تحجب رؤيته تطالعه نحو بنظر جمعت بين الدهشة .... و الصدمه لتجده مازال يحمل المسدس بملامح متهجمه حاده
أما هو ابتسم ابتسامه ساخره لم تصل الى عينيه ثم رفع المسدس نحو الأعلى مع بزوغ رصاصه انطلقت في الفضاء لتشق صوتها سكون الغابه كـ برق رعـدي جعلت الغربان تنعق في كبد السماء وكأنه تعزف لحن الفزع والألم ......
ثم حدجها بنظر ثاقبة بقتامه ليراها تطالعه بكره وبحركه ،،، سريعة متقنة من أفرغ مخزن الرصاص فـ كانت الطلقات تتساقط على الأرض بثقل تشبه قطرات المطر التى تسقط فـي صمت الليل ... ثم قام بألقي المسدس خلفهم على تلك الأرض القاحله أثناء قوله الحاد الذي يخفي وراءه آلاما عظيماً : كنت لاموت منــذ زمن طويل إذا كنت أستطيع الموت كل شئ يمكن أن احققه.... إلا موتي لذا من المستحيل أن احققها لكِ ياصغيره ....." أنهي عبارته بتهكم ...
رددت " إيفلين " بحقد هو من زرعه فى داخله اتجاهه
" ربما أنت محق إذا كنت لا استطيع , قتلك سأجعلك بأساً على الأقل ،، حتى تعيش فى بوس لابد الدهر .... لأ نك تستحق هذا وأكثر !!! "
رفع "يونثان " حاجبه مستهزئاً لما تقوله لتتصلب ملامح وجهه بحده واشتعلت عيناه ورغم ذلك ردد ببرود : " أجربي هذا افعلي هذا إن كان بوسعكِ فعلها ولكنى لا اعتقد ذلك " أنهى حديثه واستدر ينوي المغادره ولكنه قبل هذا التفت إليها وكأنه تذكر شيئاً لتوه لتخرج ” آه “ خافته وساخره فى الوقت ذاته دلاله على تذكرة ليقترب منها بـ هيبته حتى بات مقرباً من وجهها المحمر اثر غيظها منه وأمسك بيدها بقوه لتكون اسيره كفــه ونظر إليها بنظرات جامده وردد بـ مكر خبيث ليزيد من قهرها وعجزها عن فعل آي شئ : " لكنكِ ستكونين بائسه بالفعل إذا لم أمسـك يديكِ حتى امنياتك لن تجدي نفعاً معكِ فانتِ لا يمكنكِ الهروب من قدرك وأنا قدرك المظلم "
ماكر ،، خبيث ،، لئيم لتبدأ فى لعنه ولعن حياتها البأسه التى جعلتها فريسه سهلا بيين براثن ،،شيطان،، مثلــه
Comments