ملك السيف الأبدي

ملك السيف الأبدي

بداية التدريب

في إحدى ليالي المملكة، كان هناك طفل صغير لا يتجاوز العاشرة يسير في الشوارع المظلمة. ثيابه ممزقة ووجهه متسخ. هذا الطفل هو كايل درايفن.

بينما يمشي، تعود إلى ذهنه ذكريات من الماضي…

قبل ثلاث سنوات – في معبد العائلة

وقف كايل ابن السابعة أمام تمثال ضخم لرجل يحمل سيفًا. بجانبه كان راهب عجوز، وخلفه والديه يراقبانه بعيون ممتلئة بالترقب.

قالت أمه:

"هيا يا كايل… تقدّم."

خطا كايل بخطوات مترددة حتى وصل إلى التمثال، ثم مد يده ووضعها على السيف الحجري. انتظر الجميع… لكن لم يحدث شيء.

قال الراهب ببرود:

"ابنكم لا يمتلك طاقة سحرية كبيرة. لو كان يملكها، لأضاء التمثال."

صرخت أمه بوجه الراهب:

"هذا خطأ! أعد الاختبار!"

تقدّم كايل مرة أخرى ووضع يده. لكن النتيجة كانت نفسها… لا ضوء.

قال الراهب بصوت قاطع:

"هذا دليل قوي. ابنكم لا يملك طاقة سحرية كافية."

في قصر عائلة درايفن

دخل كايل مع والديه من الباب الرئيسي. الغضب كان واضحًا على وجهيهما.

اقترب كايل من أبيه وشد يده قائلاً ببراءة:

"أبي… احملني على ظهرك."

صرخ والده بغضب:

"اخرس! أيها العار! أنت تملك صفات الطفل الأسطوري… لكنك مجرد خدعة! شعر أحمر وعيون خضراء… مجرد صدفة لا أكثر. أنت طفل أسطوري مزيف! اذهب إلى غرفتك حالًا!"

ركض كايل وهو يبكي إلى غرفته.

في اليوم التالي – حديقة القصر

جلس كايل وحيدًا على مقعد خشبي. التفت للخلف ورأى والديه يلعبان مع أخيه الأصغر. أعطوا أخاه سيفًا صغيرًا كهديّة.

بينما كان كايل ينظر إليهم، شعر أن قلبه يتمزق.

الحاضر – الغابة

كايل يركض وسط المطر، ملابسه متسخة وجسده مليء بالجروح. تعثر وسقط على الأرض الموحلة.

تنفس بصعوبة وقال لنفسه:

"يبدو أن… هذه هي نهايتي."

أغلق عينيه مستسلمًا.

لكن فجأة، شعر بظل ضخم يقف فوقه.

في صباح اليوم التالي – جبل بعيد

فتح كايل عينيه ببطء. وجد نفسه على سرير قديم داخل منزل خشبي صغير. نظر إلى يديه بدهشة وقال:

"هل… مت؟"

فتح الباب، ودخل رجل عجوز يحمل إبريق شاي وكوبين. جلس بجانبه بهدوء وقال:

"أصبحت بخير الآن؟"

رد كايل:

"نعم… أشعر بتحسن كبير… بل أشعر أن طاقتي السحرية ازدادت! هل فعلت شيئًا بي؟!"

ابتسم العجوز وقال:

"اهدأ، لم أفعل شيئًا غريبًا. فقط استخدمت سحر الشفاء."

اتسعت عينا كايل وقال بدهشة:

"سحر الشفاء؟! هذا السحر نادر جدًا!"

ضحك العجوز قليلًا:

"يبدو أنك ذكي فعلًا. كيف عرفت نوع السحر في عمرك الصغير؟"

قال كايل:

"قرأت عنه في الكتب."

أجاب العجوز:

"إذن أنت تحب القراءة."

قال كايل بحدة:

"هذا لا يهم. من أنت؟ ولماذا أنقذتني؟"

وضع العجوز الكوب على الطاولة وقال:

"اسمي ألدير فالان. أنقذتك لأنني كنت أبحث عن تلميذ أدربه قبل أن أموت."

قال كايل:

"تلميذ؟ ولماذا اخترتني أنا بالذات؟"

أجابه ألدير:

"لديك طاقة سحرية فريدة، ليست كبيرة لكنها مختلفة. هذا يكفي."

خفض كايل رأسه وقال بصوت حزين:

"أنا مجرد حثالة. تم طردي من عائلتي لأن طاقتي السحرية ضعيفة."

ابتسم العجوز وقال:

"لا يهمني ما يظنه الآخرون. ما يهمني هو أنني أحتاج إلى شخص يرث تقنياتي. هل تقبل أن تصبح تلميذي؟"

فكر كايل في داخله:

'في هذا العالم… لا عائلة لي ولا أحد يحبني. إذن لا بأس… سأقبل.'

رفع رأسه وقال بثبات:

"أقبل."

ابتسم ألدير وقال:

"جيد جدًا. من الآن فصاعدًا، أنت تلميذي. وسنبدأ التدريب بعد يوم."

في صباح اليوم التالي، كان كايل يقف على قمة الجبل بجوار المنزل الخشبي.

كان يلوّح بسيفه الخشبي بسرعة. أنفاسه متقطعة. وبعد خمسين تلوِيحة، سقط على الأرض من التعب.

قال العجوز وهو واقف أمامه:

"خمسون تلوِيحة فقط… يا لك من ضعيف يا كايل."

رد كايل وهو ممدد على الأرض:

"يا معلمي… أنا لا أملك طاقة سحرية كبيرة، من الطبيعي أن أكون هكذا."

قال العجوز:

"كما قلت لك، أنت تمتلك طاقة فريدة. البقية في الخارج مجرد حثالة لا يفهمون."

رفع كايل رأسه قليلًا وسأل:

"وما هي هذه الطاقة الفريدة التي أمتلكها؟"

قال العجوز:

"ستفهم في المستقبل."

قال كايل:

"فهمت."

’أنا لا أفهم شيئًا حقًا…‘

التدريب في الغابة

في الغابة، كان كايل يقوم بتمارين الضغط. العجوز يقف أمامه ممسكًا عصًا خشبية. بعد بضع عدّات، سقط كايل مجددًا على الأرض.

ضربه العجوز على بطنه بالعصا.

صرخ كايل:

"أوتش!"

قال العجوز:

"أنت موهوب، لكنك لا تعرف كيف تبذل جهدك."

قال كايل:

"كيف أبذل جهدي؟"

قال العجوز:

"يجب أن تتدرب حتى تشعر أنك ستموت. لا تتوقف بسبب التعب."

قال كايل:

"فهمت."

بعدها بدأ يركض وسط الغابة. كان يلهث بصوت عالٍ. من أعلى الجبل، كان العجوز يراقبه.

’اليوم الأول فقط… لكنه متعب جدًا. يجب أن أبذل قصارى جهدي. يجب أن أصبح أقوى سياف في عائلتي. عائلتي هي الوحيدة في هذه القارة التي تستخدم السيوف منذ مئات السنين.‘

مع غروب الشمس، سقط كايل على الأرض وهو يلهث. اقترب العجوز منه وقال:

"أدّيت جيدًا في تدريب الركض. لكن التلويح والضغط كان سيئًا."

قال كايل بيأس:

"لكنني بلا طاقة سحرية… أريد أن أكون مثل باقي البشر. على الأقل أمتلك طاقة متوسطة أو ضعيفة. طاقتي أقل من الأطفال في عمر الخامسة. أشعر أنني لا أنتمي لهذا العالم."

ربت العجوز على كتفه وقال:

"لا تيأس. امتلاك طاقة صغيرة لا يعني أنك بلا فرصة. العكس صحيح… أنت تملك فرصة ذهبية."

قال كايل وهو ينظر إلى الأرض:

"حاضر يا معلمي… سأبذل قصارى جهدي."

قال العجوز:

"غدًا نكمل التدريب."

في المنزل الخشبي

دخل كايل إلى غرفة صغيرة داخل البيت. سأل معلمه:

"يا معلمي… أهذه غرفتي؟"

قال العجوز:

"نعم. كانت غرفة ابني. كان عمره خمسةً وثلاثين عامًا، لكنه اختفى منذ عشر سنوات. لم أعرف عنه شيئًا حتى الآن."

قال كايل:

"فهمت. لكن أين ستنام يا معلمي؟"

قال العجوز:

"سأنام في السرير الذي كنت نائمًا عليه عندما فقدت وعيك، أيها الضعيف."

قال كايل:

"لا تكن قاسيًا هكذا يا معلمي."

ابتسم العجوز وقال:

"ليلة سعيدة. هيا، نم."

أطفأ الضوء وخرج من الغرفة. غطّ كايل في النوم بسرعة.

حلم كايل

رأى نفسه يمشي في الغابة ممسكًا بيد أمه وأبيه. ابتسم وقال:

"هل تحباني؟"

قالت الأم:

"نعم، أحبك."

قال الأب:

"وأنا أيضًا أحبك يا كايل."

ابتسم كايل وقال:

"وأنا أيضًا أحبكما."

لكن فجأة تحوّل المشهد إلى ظلام.

عندما نظر إليهما، وجد أنهما أصبحا مخلوقين من الظلال بعيون حمراء.

قال كايل بصوت مكسور:

"أمي… أبي…"

قالا له:

"أنت ضعيف… وستبقى ضعيفًا للأبد."

ثم ظهر شخصان آخران خلفه وقالا:

"أعد لنا ابنتنا، أيها القاتل… أيها الضعيف."

بعدها ظهر ظل آخر بجانبه وقال له:

"لم تستطع حتى حماية أختك… ومع ذلك تريد أن تصبح الأقوى؟ يا لها من أحلام فارغة. أنت مجرد فاشل."

صرخ كايل بصوت مرتفع واستيقظ وهو يلهث. تنفس بعمق ثم نظر إلى النافذة.

"لقد جاء الصباح… يجب أن أتدرب بجد."

شرح المستويات

في الغابة، جلس كايل على الأرض أمام العجوز الذي جلس على جذع شجرة.

قال العجوز:

"هناك ثمانية مراحل للقوة. الأولى البيضاء. الثانية الرمادية. الثالثة السوداء. الرابعة البرتقالية. الخامسة الزرقاء. السادسة الحمراء. السابعة الفضية. والثامنة والأخيرة البلاتينية. كل مرحلة مقسمة إلى خمسة مستويات."

قال كايل:

"وفي أي مرحلة أنا الآن؟"

قال العجوز:

"أنت لم تصل لأي مرحلة بعد. أنت مثل طفل لم يستيقظ بداخله أي شيء."

قال كايل:

"لماذا أنت قاسٍ هكذا يا معلمي؟ أليس المفترض أن تشجعني؟"

ابتسم العجوز وقال:

"هل تريدني أن أشجعك مثل أول يوم؟"

قال كايل:

"نعم."

ابتسم العجوز بخبث وقال:

"حسنًا… سأشجعك."

المطاردة

بدأ كايل يركض بأقصى سرعة. خلفه ذئب ضخم يطارده حول الجبل. في كل مرة يمر، كان يرى العجوز واقفًا يضحك ويسخر منه.

صرخ كايل:

"أوقف الذئب! أرجوك!"

ضحك العجوز وقال:

"أنت الذي طلبت مني أن أشجعك."

صرخ كايل:

"لا أريدك أن تشجعني! فقط أوقفه!"

قال العجوز:

"توقف."

اقترب من الذئب وربّت على ظهره. سقط كايل على الأرض من التعب.

قال كايل وهو يلهث:

"يا معلمي… هل تمتلك مهارة ترويض الوحوش؟ أليس المفترض أنك متخصّص في السيف؟"

قال العجوز:

"هذا الذئب يتبعني بإرادته الخاصة. أنا لا أجبره."

’هذا العجوز يخفي شيئًا…‘

قال العجوز:

"كل شخص يولد في هذا العالم يمتلك عنصرًا من أربعة: الماء، النار، الرياح، الأرض. ومع كل عنصر، تظهر مهارة خاصة به أو بعائلته."

قال كايل:

"إذًا عائلتي تستخدم السيف لأن لديها مهارة مرتبطة به؟ لكن… ما عنصري أنا؟"

قال العجوز:

"ليس لديك أي عنصر الآن. عندما تصل إلى المرحلة البيضاء مثل أي طفل، ستحصل على عنصر."

قال كايل:

"قاسٍ كعادتك يا معلمي…"

في الليل

جلس كايل على حافة الجبل ينظر إلى النجوم. اقترب العجوز من خلفه وسأله:

"لماذا تجلس هنا؟"

قال كايل:

"أريد أن أنظر إلى النجوم… وأتذكر ذكرياتي."

قال العجوز:

"ذكريات؟ عمرك عشر سنوات فقط… تتحدث كأنك عشت مئة عام."

قال كايل:

"لماذا تسخر مني دائمًا يا معلمي؟"

قال العجوز:

"هذه طريقتي في تشجيعك."

قال كايل:

"هكذا طوال اليوم…" ثم ابتسم وأضاف:

"في التدريب التالي… سأبذل قصارى جهدي. أعدك."

ابتسم المعلم وقال:

"سنرى غدًا."

نهاية الفصل (الفصل الأول)

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon