استيقظت فيوليت على صوت أليسا الحازم: " هيا، علينا أن نبدأ بالتدريب حالاً!"
أجابت فيوليت وهي تفرك عينيها: "حسنًا، أنا مستعدة."
تناولت فيوليت الفطور سريعًا، ثم ذهبت مع أليسا إلى مكان فارغ تمامًا خلف المنزل.
تحدثت أليسا بهدوء: "حسنًا، أولاً علينا فحص ما إذا كنتِ تستطيعين التحمل."
بدأت أليسا بإعطاء فيوليت تدريبات بدنية شاقة، وكانت تزيد من صعوبة التدريب شيئًا فشيئًا. والمفاجأة كانت أن فيوليت تحملت جميع التدريبات بصبر وقوة تفوق توقعات أليسا.
خمسة أشهر في ظل السيف
بعد أن أثبتت فيوليت قدرتها على التحمل، انتقلت أليسا إلى المرحلة التالية. وقفت أمام فيوليت وهي تحمل سيفًا خشبيًا خفيفًا.
قالت أليسا بجدية: "الآن نبدأ بفنون القتال. في المعركة، العقل يجب أن يكون أسرع من اليد. تحركاتكِ يجب أن تكون ظلّكِ، هادئة وسريعة. شاهدي!"
بدأت أليسا تستعرض حركات سريعة ومتقنة في الدفاع والهجوم، ثم قدمت السيف الخشبي لفيوليت.
"السيف الخشبي هو امتداد لذراعكِ. أمسكيه كأنه ريشة، لكن اضربي به كأنه صخرة. تذكري، القوة ليست كل شيء، التوازن هو مفتاح الظل."
تلقّت فيوليت التدريب بشغف لا يوصف، كانت تسقط وتنهض، تتألم وتعاود المحاولة. كرّست أيامها لتعليمات أليسا، التي لم تكن تتهاون أبدًا، مطالبةً إياها بالكمال.
مرت الأشهر الخمسة من التدريب القتالي الشاق، أصبح جسد فيوليت أكثر مرونة، وعيناها أكثر حدة. كانت تهاجم وتدافع بالسيف الخشبي بخفة ملحوظة، وقد أتقنت كل الدروس التي علمتها إياها أليسا.
في صباح أحد الأيام الباردة، وبعد أن انتهت فيوليت من تمرينها الصباحي، نظرت إليها أليسا بفخر لا يخفيه وجهها.
قالت أليسا بابتسامة دافئة: "الظل لا يمكن هزيمته بسهولة يا فيوليت. لقد حان الوقت."
مدت أليسا يدها بسيف معدني حقيقي. كان السيف لامعًا ومهيبًا، وشعرت فيوليت بثقل المسؤولية فور أن لمسته أصابعها.
"هذا هو سيفكِ الحقيقي. وزن هذا المعدن سيعلّمكِ الانضباط، ولمعانه سيذكركِ بالهدف. خمسة أشهر من العرق أثمرت قوة." قالت أليسا بحزم.
ابتسمت فيوليت بامتنان، وقبضت على السيف بكلتا يديها، شعرت بالقوة تتدفق في عروقها. بدأت جولتها التدريبية بالسيف الحقيقي، وبدت وكأنها وُلدت لهذا السلاح. كانت حركاتها قوية وثابتة، وكل ضربة تنفذها تعكس التدريب المضني.
عناصر القمر: تحديد القوة
بعد أن انتهت فيوليت من التدريب على السيف الحقيقي، تحدثت أليسا بهدوء وجدية: "والآن، عليكِ أن نعرف أي عنصر يناسب قوة جسدكِ."
ردت فيوليت بتعجب: "ماذا؟ لم أفهم."
بدأت أليسا تشرح بنبرة تعليمية: "حسنًا، إن أسطورة القمر تتكون من عدة عناصر. وتعتبر عناصر: القمر، والجليد، والنار، والظلام، والظل هي العناصر الأساسية. وتُعد هذه العناصر هي المركز الأول، وهي الأقوى."
أخذت أليسا نفسًا ثم تابعت: "أما المركز الثاني، فهي عناصر تم اشتقاقها من العناصر الأساسية، وهي عناصر: البرق، والدخان، والسحاب، والتراب، والنجوم. وتُعد هذه العناصر أقل قوة من ذوات المركز الأول."
"أما المركز الثالث فهي عناصر قوتها ضعيفة، ويستخدمها أولئك الذين يمتلكون قوة ضعيفة، أو الذين لا يستطيعون تعلم العناصر الأقوى. وعناصر المركز الثالث هي: العنكبوت، والوردة، وعنصر التبخر، والذي يُعرف بعنصر الاختفاء."
اختتمت أليسا كلامها بجدية: "وهناك عناصر أخرى يتم اختراعها. المهم، فإن كل شخص يتعلم استخدام السيف لا بد أن تكون له قوة من إحدى هذه العناصر."
سألت فيوليت بفضول: "هذا يعني أن لديكِ عنصرًا، ما هو عنصركِ؟"
أجابت أليسا: "عنصري هو البرق."
تساءلت فيوليت: "و أدونيس؟"
ردت أليسا: "آهه، أدونيس. حسنًا، هو يمتلك قوة عنصرين: الجليد والنار."
قالت فيوليت بذهول: "ماذااااا! الجليد والنار؟! وكلاهما من المركز الأول!" ثم سألت: "وماذا عن ليونيوس؟"
أجابت أليسا: "عنصر ليونيوس هو الظل."
ردت فيوليت: "الظل!" ثم أكملت: "أنا لدي حجر الظل..." بدا الحزن والشرود واضحًا عليها.
لاحظت أليسا تأثرها فسألت: "هل هناك مشكلة بشأن ليونيوس؟ لأنكِ كلما رأيتِه تحزنين وتنظرين إلى حجر الظل الذي لديكِ."
توقفت فيوليت عن الكلام، ونظرت إلى حجر الظل الفيروزي الذي كانت تمسكه.
أجابت فيوليت بهدوء: "لا، لا شيء أبداً."
اكتشاف الظلام ودمج الفريق
قالت أليسا بهدوء: "حسنًا، الآن بعد أن أنهيتِ تدريبكِ بالسيف، حان وقت اختبار قوتكِ الحقيقية. سنعرف عنصركِ."
ذهبت أليسا وفيوليت إلى منطقة أعمق في الغابة لإجراء الاختبار. قامت أليسا بترتيب طقس قديم، وطلبت من فيوليت أن تركز على حجر الظل الفيروزي.
عندما ركزت فيوليت، انبعث من الحجر توهج قوي، لكنه لم يكن فيروزيًا هذه المرة، بل كان لونًا أرجوانيًا داكنًا يميل إلى السواد. تجمعت الطاقة حول سيفها الحقيقي، وتحول لون السيف إلى ظل أسود يمتص الضوء من حوله.
صُدمت أليسا وهي تبتسم: "لا أصدق... العنصر الذي يناسبكِ هو الظلام، ومن المركز الأول! حجر الظل كان مجرد مفتاح لقوة أكبر."
على مدى الأيام القليلة التالية، بدأت أليسا بتعليم فيوليت كيفية دمج عنصر الظلام مع حركاتها بالسيف. اكتشفت فيوليت أن بإمكانها أن تخلق ظلالًا كثيفة تشوش على رؤية خصومها، أو تزيد من سرعة ضرباتها عند استخدام الظلام كدرع خفيف. أصبحت مهاراتها ممتازة وقوتها صلبة.
قرار الوداع وتكوين الفريق
في صباح يوم الرحيل، كانت حقيبة فيوليت جاهزة. وقفت أمام أليسا وهي ترتدي عباءة بسيطة وسيفها الحقيقي مربوط بإحكام حول خصرها.
سألت فيوليت وهي تنظر إلى أليسا بعينين تملؤهما العاطفة: "إذًا، هل ستذهبين معي؟"
أجابت أليسا بحنان وهي تربت على كتف فيوليت: "لا، لا أستطيع يا عزيزتي. لديّ أعمال كثيرة هنا. عليّ أن أعتني بالمنزل وليونيوس، وعملي كطبيبة لا يسمح لي بالغياب الطويل."
تنهدت فيوليت ببعض الحزن، ثم تساءلت: "إذًا ماذا عن ليونيوس؟"
في تلك اللحظة، ظهر ليونيوس في مدخل المنزل، وفي يده كتاب ضخم. كانت عيناه الزرقاوان تحملان نظرة جدية.
تحدث ليونيوس بهدوء وحزم: "لا يمكنني الذهاب، والكتاب لا يمكن أن يُترك دون حارس. الكتاب هو أولويتنا القصوى الآن. يجب أن أبحث في كل مجلد في هذه المكتبة الضخمة عن معلومات حول كيفية تفعيل الخريطة بمجرد إيجادها، وعن نقاط ضعف العناصر الأخرى."
ثم تقدم أدونيس، الذي كان يستمع إليهما بصمت من الزاوية، بخطوات هادئة نحو فيوليت. رغم نظراته الباردة المعتادة، كانت هناك نبرة مختلفة في صوته.
قال أدونيس بجدية: "سأذهب أنا. أنتِ لستِ قوية بما يكفي لتحمي حجرين ثمينين وحدكِ، وطريق كهف النسيان خطيرة.
صُدمت فيوليت للحظة من العرض غير المتوقع، لكنها سرعان ما ابتسمت بعزم.
عانقت فيوليت أليسا بقوة للمرة الأخيرة، ونظرت إلى ليونيوس نظرة امتنان. "سأعود قوية وسأجد الخريطه."
تقوم اليسا بالتكلم مع ادونيس على انفراد تقوم بوضع يدها على كتفه " ادونيس اعتني بفيوليت جيدا انا اعلم انك لا تحب ان تكون مع الناس لكن اعتني بها من اجلي " يجيب ادونيس بهدوء وهو يفهم كلكات والدته " حسنا امي لقد فهمت"
"كونا حذرين." قالت أليسا بصوت مرتعش.
ذهبا فيوليت وأدونيس معًا نحو الغابة، تاركين خلفهما الأمان والدفء، متوجهين إلى كهف النسيان مشت فيوليت وبجانبها، وقف ادونيس حارسها الجديد بقلب من نار وجليد.
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments