الفصل 5

...“….…”...

...“هل تعتقد حقًا، يا حضرة الكاهن، أن الأدوات السحرية أخطر من الوحوش التي تعيث فسادًا خارج الحاجز؟”...

...“لم أقصد ذلك، بل أن المعبد فقط يحرص على عدم السماح بصناعة الأدوات السحرية بشكلٍ عشوائي.”...

...“يا للعجب. هل تعني بكلامكَ أن الدوق قد يصنع أدوات سحرية تهدد الناس؟”...

...استغلت ميلودي ما تعلمته من مدير قسم الأدوات السحرية، واستخدمت مهارة التقاط الكلمات وتحريفها بذكاء....

...وبينما كانت ترتدي ملامح الذهول والاستنكار، ارتبك الكاهن وأسرع يلوّح بيديه نحو ديونيس....

...“لا، لا أبدًا! لم أقصد ذلك إطلاقًا!”...

...“رجلٌ يضحي بحياته من أجل الإمبراطورية ويقود حملات ضد الوحوش، ومع ذلك لا يُسمح له بامتلاك صانع أدوات سحرية واحد؟ مع أنني، في المعبد، لا أصنع سوى فوانيس حائطية لأماكن الشراب؟”...

...“معظم طالبي الأدوات السحرية هم من التجار، لذا…..لا مفر من ذلك، هُم هكذا…..على كلٍ، ما نقوم به في المعبد هو في النهاية لصالح الإمبراطورية.”...

...بدأ الكاهن يتلعثم ويبرر دور المعبد بكلمات طويلة خاوية، وكأنه شعر بالخزي....

...“لا بأس إذًا. إن كانت رغبة المعبد بهذه الشدة، فلن يكون أمامي سوى التراجع.”...

...نظر إليها ديونيس كأنه يقول: “ماذا تقصدين؟” لكن ميلودي تابعت كلامها موجهةً حديثها إلى الكاهن بإشارة خفيفة من عينيها،...

...“حضرة الدوق، ألم تقل أنك تقلق من ازدياد وحشية الوحوش مؤخرًا، وأنك تخشى أن يُكسر الحاجز؟ ولهذا أردت اصطحاب صانع أدوات سحرية معكَ؟ إذًا، بدلًا من ذلك، لماذا لا تطلب من قداسة البابا السماح للكهنة بمرافقتكَ؟ فهم أدرى منا جميعًا بالرموز الرونية المستخدمة في الحواجز.”...

...اتسعت عينا الكاهن، لكن يبدو أن ديونيس فهم مقصدها، فردّ بنبرة باردة وكأن الأمر عادي،...

...“فكرةٌ ليست سيئة. ما اسمكَ؟ ماهيل، أليس كذلك؟ هل تود مرافقتي إذًا؟ أحتاج إلى من يتفقد الحواجز معي.”...

...كان في نبرة دعوته ثقلٌ لا يُستهان به، فجعلت الكاهن يعبث بكوب الشاي البارد أمامه بعصبية....

...“أ-أستطيع أن أرشّح بعض الكهنة الشباب الذين لديهم معرفةٌ واسعة بالحواجز..…”...

...“لا يبدو أنكَ راغبٌ في الذهاب إذاً.”...

...“ليس.…؟”...

...“أنت أول من يتجرأ على إهانتي. أليس من الأفضل أن تموت بشرف وأنت تقاتل الوحوش تحت رعاية القدر، بدلًا من أن تُدان بجريمة إهانة أحد أفراد العائلة الإمبراطورية؟”...

...كان ديونيس وقحًا ببرود، وكأنما يقول له: “أنت أول من تجرأ على صفع وجهي.” لو كان ماهيل امرأة، ربما كان الاثنان قد وقعا في الحب. ...

...فكرت ميلودي بذلك بسخرية....

...وبينما كانت تسرح بتلك الفكرة، كان ماهيل ينحني برأسه كحيوان عاشب مذعوراً أمام مفترس....

...“أقسم أنني لم أكن أقصد إهانة الدوق، أبدًا.”...

...“لكنّك أهنْتني برفضكَ، رغم ذلك.”...

...“هـ-هذا..…”...

...“إن كنت ترغب بالخضوع فورًا لعقوبة إهانة أحد أفراد العائلة الإمبراطورية، فافعل.”...

...جريمة إهانة أحد أفراد العائلة الإمبراطورية كانت من القضايا الخطيرة التي قد يُحكم فيها فورًا دون محاكمة....

...وما إن سمع ماهيل ذلك حتى انتفض واقفًا، وكان جسده يرتعش بقوة....

...“بـ-بعد التفكير، يبدو أنني كنت ضيّق النظر…..من الواضح أن سموّكَ لا تسعى لنشر الفوضى في الإمبراطورية…..أرجو المعذرة، لحظةً فقط.”...

...غادر ماهيل الغرفة للحظات ثم عاد وهو يحمل عقد المعبد....

...“اصطحب معكَ صانعة الأدوات السحرية. كيف يمكننا أن نرفض أمرًا يتعلق بحماية الحاجز المقدس؟”...

...ثم أحرق العقد أمام أعينهم....

...وراحت ميلودي تشاهد الوثيقة تتلاشى رمادًا أمام عينيها، وهي تقبض يديها بقوة....

...'لقد نجحت.'...

...لكن فرحتها لم تدم طويلًا. فما إن وصلا إلى الكوخ الخشبي القديم، حتى وضع ديونيس أمامها عقدًا جديدًا....

...“مباركٌ لكِ. لقد تحقق أخيرًا ذلك العقد الذي كنتِ تشتاقين إليه كثيرًا.”...

...“…..نعم، هذا ما قلته.”...

...وقّعت، وهكذا تم العقد. و لم يعد أمامها مهرب، بل كان عليها العمل لصالح ديونيس مهما حصل....

...تنهدت ميلودي وسألته بصوت خافت،...

...“هل لي أن أسألكَ عمّا يتوجب عليّ صنعه؟”...

...“ألم يكن من المفترض أن تسألي هذا قبل التوقيع؟”...

...“كنت سأنفذه على أي حال. ولو عرفته قبل قليل، لكان إقناع الكاهن أصعب بكثير.”...

...لأن نيتها في التهرب كانت ستبدو واضحةً جدًا....

...تنهد ديونيس بعمق، ...

...“عليكِ أن تشفي علّتي.”...

...“آه..…”...

...لقد بدا طبيعيًا جدًا حتى أنها نسيت لحظةً أنه في الرواية كان يجسّد دور المريض المتعلق حد الهوس....

...لقاؤه الأول مع الكاهنة الجديدة “ليهيلين” كان أيضًا من أجل العلاج....

...'بسبب مرضه، كان يكره تمامًا ملامسة الآخرين، أليس كذلك؟'...

...كان ديونيس الرجل الوحيد من الأبطال الذكور في الرواية الذي لم يقم علاقةً مع ليهيلين....

...وربما لهذا السبب…..كان قراره بالخيانة يأتي بعد رؤيته ولي العهد و ليهيلين معًا....

...لأنه كان مرضًا مستعصيًا لا يمكن شفاؤه حتى بالقوة المقدسة، فبحث عن صانع أدوات سحرية، لكن لماذا كنتُ أنا بالذات، دونًا عن الآخرين؟...

...نظرت ميلودي إلى ديونيس باستغراب قبل أن تفتح فمها....

...“لا يمكن شفاء الناس بالأدوات السحرية. مهما كنتُ بارعة، لا يمكنني صنع أداة تشفي البشر.”...

...“لكنّكِ شفيتِني.”...

...“أنا…..فعلتُ؟”...

...رغم أنني صنعت بعض الأدوات السحرية العبقرية، إلا أنه لم يكن من بينها ما يتعلق بالشفاء....

...في تلك اللحظة التي أخذ فيها ديونيس نفسًا عميقًا، بدأ دخان أسود داكن ينتشر فوق الأرض، وكل ما لامسه بدأ يتلاشى....

...بعد الكرسي الخشبي، بدأت أرضية الغرفة تتحول إلى رماد، ثم تهدمت الجدران، أما السقف فكان قد اختفى بالفعل....

...كان مشهد كل ما يحيط به وهو يتفتت إلى رماد مذهلًا للغاية....

...لقد استخدم السحر. فرفعت ميلودي يدها لتغطي فمها وقد تملّكتها القشعريرة من هذه القوة التي تقارب المعجزة....

...سرعان ما بدأ ديونيس يترنّح وهو يمسك رأسه، وكان واضحًا أنه يتحمّل ألمًا لا يمكن تخيله....

...ر حاولت ميلودي، الغارقة في الصدمة، أن تفكر. إذًا، لهذا السبب بحث عني. لأنه وجد جهاز إبطال السحر....

...“أكنتَ ساحرًا..…؟!”...

...“حتى لو ندمتِ، فقد فات الأوان.”...

...قال ذلك وكأنه يمضغ الكلام بأسنانه....

...“لن تتمكني من الذهاب إلى أي مكان قبل أن تشفيني.”...

...***...

...استيقظت ميلودي من النوم وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة. ...

...كانت في غرفة نزل صغيرة. و حقيبة السفر هي الشيء الوحيد على الأرض....

...كان اليوم الذي ستدخل فيه إلى قصر الدوق....

...[“هل يمكنني مساعدتكَ؟”...

...عندما سألته ليهلين، بدا وجه ديونيس بائسًا....

...“لا أحد يستطيع إنقاذي من هذا الألم اللامنتهي. رغم أنني توهمت أحيانًا أن هناك أملًا، لكنه الآن بات شيئًا بلا أي معنى.”...

...“الدوق ديونيس..…!”...

...“أنتِ…..لا تجلبين لي سوى العذاب.”...

...انهمرت الدموع من عيني ليهلين....

...“كلما نظرتُ إليكِ، أشعر بكرهٍ شديد، لا أستطيع تحمّله.”]...

...لم يُذكر في الرواية بشكل مباشر ما هو المرض المزمن الذي يعاني منه ديونيس. لكن بمجرد أن عُرف أنه ساحر، شعرت وكأن القطعة الناقصة من الأحجية قد وُضعت أخيرًا....

...'لم أكن لأتخيل ذلك أبدًا.'...

...من الطبيعي ألا يخطر ببال أحد أن ديونيس قد يكون ساحرًا. فمن المستحيل تخيّل أن ساحرًا يصمد داخل الحاجز دون أداة حظ كجهاز إبطال السحر....

...ميلودي لم تكن تجرؤ حتى على تخمين كيف يستطيع ديونيس تحمّل هذا الألم....

...'هل تخلّى عن حقه في الخلافة لأنه ساحر؟!'...

...وكذلك بقاؤه داخل الحاجز. رغم أنها لا تعرف التفاصيل، إلا أنها شعرت أنه فعل ذلك لأجل العائلة الإمبراطورية....

...'ترى هل غادر السيد مالون بسلام؟'...

...أُطلق سراح مالون وأُرسل إلى خارج الحاجز....

...غالبًا لن تتمكن من رؤيته مجددًا. فتمنّت ميلودي له السلامة....

...'رغم أنني أنا نفسي لست على ما يرام أبدًا.'...

...عندما حملت حقيبة سفرها ونزلت السلالم، رفعت صاحبة النزل التي كانت تكنس الأرض بصرها إليها....

...“أأنتِ الضيفة التي وصلتِ الليلة الماضية؟ هل سترحلين بالفعل؟”...

...“لقد عشتُ هنا لعامين.”...

...“لكن لماذا تبدين غريبةً وكأنها المرة الأولى التي نلتقي فيها؟”...

...بسبب العمل الليلي، لم تكن قادرةً على العودة للمنزل. فقد كانت تنام في الغرفة الصغيرة بالمعبد أكثر من مكوثها في السكن....

..._________________...

...طيب وكان تدفع الايجار وهي ماترقد؟😭...

...شسمه يعني هو حالياً مايتحمل الحاجز حق السحر؟ طيب و مصبره ؟ وعشان كذا يطلع يصيد الوحوش عشان يطلع من الحاجز☹️...

...الشرهه على ذا الامبراطوريه حشا ترا السحره بشر بعد...

...Dana...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon