الفصل 4

...“رأيت بعض الصيغ الخاطئة هنا وهناك. خصوصًا هنا. لو أنكِ استخدمتِ صيغة كريموللي، لكان بإمكانكِ تسريع امتصاص الطاقة السحرية بشكل أكبر.”...

...عقدت ميلودي حاجبيها قليلًا من نبرة صوته المتعالية وكأنه يستخف بها....

...“أنا…..لست واثقة، ربما لأنني ما زلت غير متمرسة. لكن…..أليس من الممكن أنه إذا زادت السرعة أكثر من اللازم؟ فلن تتحمل الآلة الطاقة السحرية؟ لستُ متأكدة، لكن هذا ما أظنه.”...

...ورغم ردها المتواضع وكأنها تجهل الأمر، إلا أنه لم يبدو مقتنعًا، وهزّ رأسه نافيًا....

...“هذا كلامٌ لا يعرفه إلا من يجهل فعلًا. لو نظرتِ إلى الرموز الرونية المستخدمة في الآلة، لعرفتِ أنها تتضمن بالفعل صيغة الحماية. تجاهلكِ لها كان خطأً غبيًا.”...

...ارتجفت شفتا ميلودي غضبًا....

...هل سبق لي يومًا أن وُصفت بالغباء؟ لقد بدأت أتعلم الصيغ السحرية وأكتبها بنفسي في سن الخامسة. وصنعت أول أداة سحرية لي عندما كنت في السادسة. ...

...حتى بعد قدومي إلى المعبد، كانت معرفتي بالصيغ السحرية تفوق أولئك الذين درسوا داخل الحواجز. و كم من المرات دُهشوا من ذلك....

...“لو استخدمتُ صيغة كريموللي لتسريع الامتصاص، لما كان هيكل الآلة ليصمد أمام الضغط حتى مع صيغة الحماية. بل وقد يؤدي ذلك إلى تدميرها بشكل أسرع.”...

...“هذا صحيحٌ فعلًا.”...

...رغم أنه اعترف بصحة كلامها، إلا أن ابتسامة الرجل المائلة بدت مشؤومة....

...هل أبديتُ ذكاءً مفرطًا؟ بدأت قطرات العرق البارد تنساب بهدوء على جبيني....

...“يا إلهي.”...

...جاء التأوه من مالون، الذي كان يرتجف في الزاوية....

...“لنضيع وقتنا حتى هنا فقط. أيًّا يكن ما تقولينه من أعذار، فأنا لا أنوي ترككِ تذهبين.”...

...وبينما كان يتكلم، مدّ ديونيس يده بورقة عقد....

...كان عقدًا سحريًا من صنع المعبد، منقوشًا عليه تعويذةٌ تجعل من خرقه معادلاً للموت ألمًا....

...“هل تنوي التعاقد معي..…؟”...

...“لن يكون عرضًا سيئًا.”...

...وكانت هناك عدة بنود مكتوبة على العقد....

... - بعد التعاقد، يدفع ديونيس لميلودي راتبًا شهريًا قدره عشرة عملات ذهبية....

...عشر عملات ذهبية. مبلغ لم تكن لتحصله حتى بعد عام كامل من العمل في المعبد....

... - ينتهي العقد فور إكمال ميلودي للأداة السحرية التي يرغب بها ديونيس، وحتى ذلك الحين ستُوفَّر لها نوى الوحوش السحرية وكل المواد المطلوبة بلا حدود، بلا حدود؟!...

...ارتجفت شفتاها وهي تواصل قراءة البنود....

...نواة الوحوش السحرية كانت أندر مادة تُستخدم في صناعة الأدوات السحرية. ...

...أحيانًا كانت تصل كمياتٌ محدودة منها من فرق الإبادة إلى المعبد، لكن إن أرادت الحصول عليها بنفسها، فعليها أن تخاطر بحياتها بمواجهة الوحوش. لذلك، كانت هناك أدواتٌ سحرية أرادت صنعها كثيرًا، لكنها لم تتمكن من ذلك قط....

...لو لم تكن قد قرأت الرواية من قبل، لكانت وقّعت فورًا دون تردد. لكنها كانت تعرف أن هذا الطريق يقود إلى موتها، ولهذا فقط قاومت إغراء العرض، رغم أن ذلك كاد يصيبها بالجنون....

...“وإن صنعتِ ما أريده بالضبط، ستكون مكافأتكَ ألف قطعة ذهبية.”...

...“ألف..…!”...

...سمعت صوته يتردد كأنه قادم من بعيد، فرمشت ميلودي بعينيها في ذهول. ...

...ألف قطعة ذهبية. مبلغٌ يكفي لشراء منزل فاخر في العاصمة والعيش فيه براحة طيلة حياتها....

...ومع ذلك، حاولت أن تطرد هذا الإغراء من ذهنها وفتحت شفتيها بتردد....

...“أنا…..لا يمكنني التوقيع على هذا العقد.”...

...“هل تُفضلين الموت؟”...

...“لا!”...

...ردّت بسرعة عندما سمعت نبرته الباردة، ثم سارعت بالتوضيح،...

...“ليس لأني لا أريد، أبدًا، صدقني. في الواقع، أنت تعرف أنني متعاقدةٌ بالفعل مع المعبد، أليس كذلك؟ ولهذا لا يمكنني عقد أي اتفاق مع طرف آخر، حتى لو أردت. حقًا، يمكنكَ التحقق من ذلك بنفسك.”...

...اصطنعت ملامح ندم وهي تقول ذلك، فضحك ديونيس بسخرية....

...“آمل أن تكوني صادقة. على أية حال، سينتهي بكِ الأمر إلى التعاقد معي.”...

...لم يكن من السهل أبدًا الحصول على إذن من المعبد. فصنّاع الأدوات السحرية يخضعون لرقابة صارمة، لأنهم قد يصنعون أدوات قد تُستخدم كأسلحة قاتلة....

...ولهذا كان من الضروري أن يُسجَّل كل صانع أدوات سحرية في سجلات المعبد، ولا يُسمح لهم بالبيع إلا من خلاله....

...في الرواية، لم يحدث قط أن امتلك أحد، عدا ديونيس، صانع أدوات سحرية بشكل خاص في إمبراطورية فالكاراس....

...على الأقل، هذا ما كانت تعرفه ميلودي حتى الآن....

...“يبدو أنني سأضطر لمقابلة الكاهن.”...

...قال ديونيس ذلك مخاطبًا نائبه، وبينما كان يستعد للمغادرة، تسللت ميلودي بسؤال خافت،...

...“إن لم يُسمح لنا بعقد العقد، أعني…..إن رفض المعبد ولم يكن هناك مفر…..ماذا سيحدث لي ولعمي مالون؟ أنا حقًا أريد التعاقد، لكنني لا أستطيع، أما هو، لو تركتموه خارج الحاجز فلن يطأ هذه الأرض مرةً أخرى.”...

...أشارت بعينيها إلى مالون، فراح يومئ برأسه بإلحاح بجانبها....

...“إذًا اجعلي ذلك ممكنًا، أنتِ.”...

...“…أنا؟ كيف؟”...

...“ولمَ تسألينني؟”...

...“إذاً، أسأل من..…؟”...

...همست بآخر كلماتها في توتر، وقد بدأ صوتها يخفت من فكرةٍ لم تستطع تصديقها، عندها تحدث ديونيس،...

...“ألم تقولي أنكِ لا تريدين أن تُضربي؟”...

...“بالطبع لا.”...

...“وترغبين بشدة في التعاقد معي.”...

...“نعم…..هذا صحيح؟”...

...“فاذهبي إذًا وارفعي الحظر عن التعاقد. وإلا ستقفين مع ذلك الرجل على منصة الحكم.”...

..."آه…."...

...خرجت تنهيدة عميقة من شفتيها دون أن تدرك....

...***...

...“مستحيل.”...

...قال كبير كهنة المعبد ذلك بنبرة قاطعة، فانخفض رأس ميلودي وهي تعض شفتيها بمرارة....

...كانت الغرفة الرسمية في المعبد مزينةً بالأبيض بالكامل، ومن جلس في الجهة المقابلة كان كبير الكهنة، وقد أُحضر في منتصف الليل، وملامحه يكسوها الإرهاق....

...أما بجانبها، فكان دوق ديونيس جالسًا بهدوء، عابسًا كتمثال حجري، و حاجباه معقودان بحدة....

...حين دخل معها، ظنت أنه جاء ليساعدها في إقناع الكاهن، لكنه لم يفتح فمه بكلمة، وظلت شفتاه مضمومتين بصمت....

...'من يحتاجني هنا؟ هل أنا الوحيدة التي أرجو هذا العقد؟'...

...كان الأمر بائسًا، لكن الأولوية الآن هي النجاة. وإن عاشت، قد تفكر لاحقًا في كيفية الفرار....

...فبدأت ميلودي تبذل جهدها لإقناع الكاهن، لكن ردّه كان واحدًا في كل مرة،...

...“كيف لإنسان عادي أن يمتلك صانع أدوات سحرية؟ وإن صنع شيئًا خطيرًا في الخفاء، فقد يؤدي ذلك إلى فوضى في أوساط شعب الإمبراطورية.”...

...ليس فقط أنها تحفر قبرها بيدها، بل حفّار القبور نفسه لا يلين أبدًا....

...'كيف أقنعه الآن؟'...

...وبينما كانت تفكر بذلك، ألقت نظرةً جانبية سريعة على ذلك الرجل الجالس بجانبها، الوسيم عديم الفائدة....

...من المؤكد أنه لم يتبعني لرؤية لقائي مع الكاهن. ربما كان يقصد برسالته الصامتة أن يستخدم وجوده كورقة ضغط. ...

...وبينما كانت تفكر بسرعة، فتحت ميلودي فمها بعزيمة،...

...“وهل هذا الرجل يُعد فردًا عاديًا؟”...

...“إنه دوق البلاد، هذا صحيح. لكن تحت عناية المعبد، الجميع سواسية.”...

...قال الكاهن ذلك بثقة، رغم أن المعبد نفسه كان يفصل بين أبواب النبلاء والعامة....

...“لكنكم تعلمون جيدًا ما يقدّمه الدوق ديونيس للمعبد ولإمبراطورية فالكاراس.”...

...عند سماعه لتلك الكلمات، بدت الحيرة على وجه الكاهن، وهو ينظر بتوتر إلى الطرفين....

...“إنه يشارك في حملات القضاء على الوحوش. وهو نفسه من يرسل مواد الوحوش التي تُستخدم في صناعة الأدوات السحرية إلى المعبد.”...

...حتى ميلودي لم تكن تعلم ذلك إلا بعد دخولها إلى المعبد....

...لقد اتضح لها أن ديونيس هو الشخص الوحيد تقريبًا في الإمبراطورية الذي يقود حملات واسعة النطاق للقضاء على الوحوش. ...

...وكان السبب أن الأشخاص القادرين على استخدام الطاقة المقدسة أصبحوا نادرين مؤخرًا، ولم يعد بالإمكان إرسال فرسان المعبد كما في السابق....

...حينها، أغلق الكاهن فمه تمامًا، بعد أن لم يعد لديه ما يُقال....

..._________________...

...بما ان الفصول قصيره بيكون التنزيل اربع فصول بدل ثلاث واحيانا خمس...

...المهم اخلاق ديونيس واضح رايعه دليل انه البطل🥰...

...Dana...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon