الفصل 3

...“…..أنا؟”...

...لم تستطع ميلودي أن تتخيل ما الذي كان يفكر فيه، فحدّقت فيه بدهشة....

...“يبدو أنكِ ساعدتِ ساحرًا.”...

...“آه..…!”...

...اتسعت عينا ميلودي بحدة عند سماع الكلمات التي أعادت لها ذكرياتٍ من الماضي....

...مرتين فقط. لا، ثلاث مرات. أو ربما أكثر....

...كانت مجرد طفلةٍ حينها. حين بدأت تصنع الأدوات السحرية، وحين توهمت أنها جنية من عالم القصص الخيالية....

...فعلت ذلك دون أن تعرف قوانين المعبد الصارمة. و لا تدري كيف عرف، لكن المؤكد هو،...

...'أنا في ورطة.'...

...ما دام قد عرف إلى هذا الحد، فلم يعد هناك مفرٌ يمكنها الهرب إليه....

...“أظنكِ تعرفين جيدًا العقوبة التي تنتظر من يساعد السحرة.”...

...الجلد. عقوبة تصل إلى أكثر من ثلاثين جلدة....

...ولا يُسمح لمن يُعاقب بتلقي علاج من الكهنة، مما يجعل احتمال الإعاقة أو حتى الموت كبيرًا....

...أطبقت ميلودي أصابعها المرتجفة بقوة....

...عينا الرجل الحمراوان كانتا تسقطان عليها وكأنهما تقيسان مدى فائدتها....

...و رغم التوتر، التقطت أنفاسها وفتحت فمها لتتكلم....

...“لم تأتِ لمعاقبتي، أليس كذلك؟ لو كان الأمر كذلك، لكنتَ استدعيت الفرسان.”...

...“ألهذا الحد أنتِ ذكية؟ لا عجب، فأنتِ صانعة أدوات سحرية.”...

...“ليس لأني صانعة أدوات. أنا فقط…..وُلدت ذكية.”...

...“أعجبني هذا.”...

...ابتسم بخبث وأكمل،...

...“إذًا، لا بد أنكِ تعرفين جيدًا ما الذي سيحدث إن رفضتِ طلبي.”...

...نعم، سوط المعبد سيكون في انتظارها حينها....

...“تعالي معي.”...

...الموت ضربًا أسوأ من التظاهر بالطاعة ثم الهرب لاحقًا....

...تبعت ميلودي ديونيس، فلم يكن أمامها خيارٌ آخر....

...***...

...المكان الذي أخذها إليه كان منزلًا صغيرًا في أقصى أطراف الحاجز المقدس....

...كان الحاجز الأبيض الشفاف قريبًا كأن بالإمكان لمسه. وفي الغرفة الفارغة، وُضعت بضع كراسي لا أكثر....

...“اجلسي.”...

...“لا بأس.”...

...كانت ساقاها ترتجفان، لكن ميلودي تماسكت بكل ما أوتيت من قوة....

...لقد وقعت في عرين النمر، لذا عليها أن تتماسك....

...“أحضِروه.”...

...بإشارة من ديونيس، اقتاد الجنود رجلًا نحيلًا في منتصف العمر إلى الغرفة....

...كان شعره بنيًا، وله لحيةٌ كثة تغطي ذقنه. ولسوء الحظ، كان وجهًا تعرفه ميلودي جيدًا....

...“لـ…..لا، ليست هي! بل كان رجلاً و كان أطول منها!”...

...صرخ الرجل، مالون، فور أن وقعت عيناه على ميلودي....

...كان ساحرًا، ولا يحق له دخول الحاجز المقدس، لكن ميلودي لم تستطع تجاهل توسله عندما طلب منها رؤيته لعائلته مرةً أخيرة قبل موته....

...وكانت مساعدتها له بداية البلاء....

...“شعرٌ بلون البراعم، عيون خضراء، طولها حتى الكتف، وجه أبيض جميل، وتعمل داخل الحاجز.”...

...قال الكثير مما لا يمكن إنكاره، ورغم ذلك، أدار مالون وجهه عنها وأخذ يهز رأسه بجنون....

...“لا، لا! عاقبوني أنا بدلاً منها…..أرجوكم!”...

...“هل شعرتَ بالذنب فجأة بعد أن رأيت وجهها؟”...

...“….…”...

...“حسنًا، لا يهم.”...

...سُمع صوتٌ معدني بارد بينما كان ديونيس يستل سيفًا حادًا....

...ثم وجّهه نحو مالون....

...“من الأفضل أن تبقى ساكنًا.”...

...“آآااااه!!”...

...صرخة مالون انطلقت في اللحظة نفسها التي انغرس فيها السيف. لكن لم يُقطع لحم ولم يتناثر دم. فديونيس لم يكن يستهدف الجسد....

...“هـ…..ههغ..…”...

...سقط مالون على الأرض يلهث كما لو بُتر منه جزء حيّ، عاجزًا حتى عن التنفس....

...وميلودي، وقد أدركت ما الذي قطعه، صرخت دون وعي منها،...

...“لا!!”...

...كانت نظرات ديونيس الحادة تخترقها بشدة، لكنها لم تتردد. فأسرعت ميلودي والتقطت أداةً سحرية على شكل كيس رملي سقطت على الأرض، ثم وضعتها في يد مالون....

...وسرعان ما استعاد مالون وعيه وأخذ يلهث بصعوبة....

...“هـ…..ههغ…..ظننت أنني سأموت….شـ…..شكراً لكِ.”...

...هزّت ميلودي رأسها بأسف وهي تنظر إلى مالون المبلل بالدموع والعرق خلال لحظاتٍ قصيرة....

...لو كانت أسرع بقليل، لما اضطر إلى تحمل هذا الكم من الألم....

...“آسف…..حقًا آسف. كنت قد أقسمت أنني لن أخبر أحدًا…..آسف لأنني ورطتكِ.”...

...“لا بأس.”...

...كانت تعلم أنه لم يكن له خيار، لذا لم يكن في قلبها أي غضب تجاهه. بل كان غضبها موجّهًا نحو ديونيس....

...“هل تعرفين ما هذا؟”...

...سأل ديونيس وهو يشير إلى الأداة التي يحملها مالون. وقد بدا على وجهه شعورٌ غامض يصعب تفسيره....

...“قولي لي، ما هو هذا الشيء؟”...

...كان صوته يحمل قناعةً تامة بأنها تعرف الإجابة....

...ثم فتحت ميلودي عينيها التي كانت قد أغمضتهما بقوة ببطء....

...في كل قرية كان هناك حاجزٌ مقدس لرصد الطاقة السحرية. أما هذه الأداة، فكانت تُعطّل ذلك الحاجز وتُخفي وجود السحرة....

...“جهاز إبطال المانا.”...

...وكانت ميلودي هي من صنعته....

...***...

...صنعت ميلودي جهاز إبطال المانا في أحد أيام الشتاء القاسية....

...كانت رحلات الصيد دائمًا تنتهي بخيبة، وبدأت ميلودي تذبل لدرجة أن عظام ظهرها باتت تُلمَس من بطنها....

...عندها، قرر والدها إرسالها إلى قرية داخل الحاجز....

..."عزيزتي، من الآن فصاعدًا عليكِ أن تستمعي جيدًا لكلام والدكِ. إذا عبرتِ حجر الحاجز وذهبتِ إلى القرية، ستجدين مبنًى عليه نصف قمر أبيض مرسوم."...

..."المعبد؟"...

..."نعم. هناك، قولي لمن يرتدي الثياب البيضاء إن والدكِ ووالدتك…..غير موجودين. قولي ذلك، وسيعتنون بكِ. سيُعطونكِ خبزًا، وحساءً أيضًا. تستطيعين فعل ذلك، أليس كذلك؟ نعم، يا ملاكي الصغيرة."...

..."لكن لدي أبٌ بالفعل."...

..."لنحتفظ بوجودي سرًا بيننا فقط، ما رأيكِ؟"...

..."لماذا؟ وأنتَ؟ لن تأتي معي؟"...

..."يجب أن أبقى هنا."...

..."لا أحب الأسرار. أريد فقط أن أكون مع أبي."...

...لكن ميلودي لم تكن تريد الذهاب إلى أي مكان ما لم يكن والدها معها....

...في ذلك العام، اخترعت ميلودي جهاز إبطال المانا، وبفضله تمكن الاثنان من النجاة داخل الحاجز خلال شتاء قارس....

...وبمجرد أن جاء العام التالي، أعلن والدها أنه لن يدخل الحاجز مرة أخرى....

..."ميلودي، يا برعم قلبي، فلنكف عن صنع جهاز إبطال المانا."...

..."لماذا؟ هناك خبزٌ ولحم وبسكويت بالشوكولا!"...

..."عزيزتي، هل تعرفين ما معنى أن الذيل الطويل يُمسَك؟"...

..."يمكنني صنع أداة سحرية بلا ذيل مرئي."...

..."هذا مستحيل. حتى أفعال القديسين تترك أثرًا."...

..."حتى لو كانت الأداة تُعيد الزمن وتجعل الأمر كأنه لم يحدث؟"...

..."حتى في تلك الحالة، لا بد أن يبقى أثرٌ في مكان ما من هذا العالم."...

...وكان والدها على حق....

...فبعد عدة أعوام، استخدم والد ميلودي جهاز إبطال المانا لعلاج ابنته التي أصابتها الحمى، واكتشف بعض السحرة المتجولين خارج الحاجز ذلك الأمر....

...وكان مالون أحدهم....

...'لم أظن أنني سأستفيد من هذا يومًا بهذه الطريقة…..'...

...حين كاد مالون، الذي كان يعيش متخفيًا داخل الحاجز، أن يُقتل على يد ديونيس، باع ميلودي مقابل نجاته....

...ابتلعت ميلودي أنفاسها وحدّقت بثبات في ديونيس....

...و لم يتبقَ لها سوى خيار واحد للنجاة من هذا الموقف....

...“صحيح أنني أعطيت هذا الرجل الأداة السحرية، لكنني لست من صنعها.”...

...الإنكار....

...“إذًا من صنعها؟”...

...“…..والدي الراحل هو من صنع تلك الأداة السحرية. كنت حينها في التاسعة من عمري فقط، ومنذ ذلك الوقت لم يصنع شيئًا بعدها.”...

...لم يكن قد توفي في الحقيقة، لكنها لم تجد داعيًا لإخباره بذلك....

...ظنت أنه سيتفاجأ بشدة حين تقول أنها ليست الصانعة، لكنه اكتفى برفّة طفيفة في حاجبه....

...“إذاً لا تعرفين أن في هذه الأداة السحرية خللًا قاتلًا.”...

...“لا…..لا أعرف شيئًا كهذا.”...

...لم يكن هذا صحيحًا. لقد راجعاها مرارًا لأنها كانت مخصصةً لوالدها، لذا لم يكن هناك مجالٌ للخطأ....

...كادت ميلودي أن تعترض لكنها تمالكت نفسها وأكملت الكلام....

...“هل…..هناك خللٌ بها فعلًا؟”...

...____________________...

...تـء الفصول قصيره بس معليه تنزيلها بيكون يوم ايه ويوم لا😘...

...المهم ديونيس شكله قافطها وهي تكمل😭...

...ومالون ذاه حمار يوم علم عليها بس عادي الابطال تقابلوا بسبته هاهاهاعاعاعاهاها...

...Dana...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon