...تفاجأ الجميع من صراخها المفاجئ وسارعوا بسؤالها بقلق....
...“هل أنتِ بخير، ميلودي؟ ألن يكون من الأفضل رغم ذلك استدعاء كاهن لعلاجكِ؟ لقد كنتِ فاقدةً للوعي لأكثر من عشر دقائق.”...
...“أنا بخير تمامًا. كنت قد نقشت تعويذة حماية على المطرقة، لذا لم يكن الاصطدام قويًا جدًا. سبب فقداني للوعي لم يكن الألم…..بل فقط….فقط..…”...
...توقفت ميلودي ولم تستطع إكمال جملتها، وقد شردت نظراتها في الفراغ....
...فالحقيقة أن سبب عدم استيقاظها لم يكن الصدمة، بل لأنها تذكّرت فجأةً شيئًا خطيرًا عنها في اللحظة التي أصابتها المطرقة....
...قصة ليهيلين، كاهنةٌ أظهرت قوى مقدسة وتورطت مع ثلاثة رجال. في تلك القصة، و ميلودي لم تكن سوى شخصية ثانوية تموت موتًا باهتًا....
...وفي خضم المشاهد المتتالية للبطلة ليهيلين التي كادت تلتقي بصانعٍ سحري، لم يُذكر اسمه ولا مرة. لكنها كانت هي تلك الشخصية الغامضة....
...ثم تنتهي حياتها بموتٍ عبثي....
...[“يقولون أن تلك المرأة هي صانعة أدوات السحر التي ساعدت الدوق في خيانته، ميلودي ليوود.”...
...“فتاةٌ ذكية تورطت في شيء كهذا؟ من الطبيعي أن تُقطع رقبتها.”...
...“تشير الشائعات إلى أنها كانت تعمل في المعبد، ثم خُطفت بالقوة من قِبل الدوق وعوملت كالعبد.”...
...“لو كان هذا صحيحًا، فهو مؤسفٌ فعلًا. لكنها ميتة على أي حال، فماذا عسانا نفعل.”]...
...بسبب مهارتها الفائقة في صناعة أدوات السحر، تم سَحبها تحت جناح الدوق ديونيس، العقل المدبر خلف الستار، وفي النهاية…..طارت رقبتها....
...لم تكن تعرف متى تحديدًا سيحدث ذلك، لكن إن بقيت هكذا، فمصيرها أن تقع بين يديه وتلقى نهايةً مأساوية....
...'يجب أن أهرب.'...
...كان اتخاذ القرار سهلًا، لكن كانت هناك مشكلةٌ واحدة....
...المعبد هو المكان الوحيد المسموح فيه قانونيًا بصناعة أدوات السحر. وحتى لو تغاضت عن أن صناعة الأدوات السحرية هي ما تجيده وتحبّه أكثر من أي شيء—...
...'غدًا موعد نزول الراتب.'...
...لذا، كان من الطبيعي أن تفكّر: سآخذ راتبي أولًا، ثم أهرب. ...
...دون أن تدري أن هذا القرار سيقودها إلى مصير آخر تمامًا....
...***...
...في اليوم التالي....
...“يبدو أن جهاز كشف الطاقة السحرية في سجن المعبد الكبير تعطل. لا بد أن يذهب أحدكم لإصلاحه.”...
...عند سماع تعليمات مدير المعبد، ارتسمت علامات الحرج على وجوه صنّاع الأدوات السحرية....
...“أليس هذا هو السجن الذي يُحتجز فيه السحرة؟”...
...“أوه، لا أريد الذهاب! جهاز كشف السحر معطّل، ماذا لو صادفنا ساحرًا هاربًا؟ سنُقتل على الفور، أليسوا قادرين على إشعال النار بأيديهم العارية؟”...
...“وهل سيتفرج الفرسان المقدّسون وأنتَ تموت؟ ثم إن السحرة لا يستطيعون الحركة داخل الحاجز المقدّس بسبب الألم، كما يقولون.”...
...حتى الذين انتقدوا غيرهم لم يبدُ أنهم راغبون بالذهاب....
...في إمبراطورية فالكاراس المقدّسة، كان السحرة يُعتبرون خطيئةً متجسدة، ووجودهم ذاته جريمة. وإن كُشف أمر أحدهم، يُسجن في سجن المعبد الكبير إلى الأبد....
...وقد سنّ هذا القانون منذ مئة عام، بعد مذبحةٍ ارتكبها السحرة ضد البشر العاديين....
...“سأذهب أنا.”...
...رفعت ميلودي يدها. ...
...بما أنه آخر يوم لها في العمل، لم يكن هناك ما هو أفضل من هذا التكليف لتمضية الوقت بعيدًا عن أعين المدير....
...“حسنًا، فلتذهب تلك. لا أصل معروفٌ لها، مجرد لاجئة تافهة، لذا فلن يضرها لو قابلت ساحرًا أو اثنين.”...
...بينما كانت ميلودي تستعد للذهاب، لم تُعر أي اهتمام لنبرة مدير المعبد المليئة بالتهكم. فالسحرة لم يكونوا مصدر رعب لها كما هم للآخرين....
...فالناس لا يعلمون أن والدها كان ساحرًا....
...قضت ميلودي طفولتها خارج الحاجز المقدس المليء بالوحوش، لأن والدها، كونه ساحرًا، لم يكن يستطيع دخول الحواجز المقدسة التي تحيط بالقرى....
...بل الأصح أنه لم يكن يستطيع حتى التفكير في دخولها، فالحاجز المقدس يسبب ألمًا مريعًا لكل من يحمل في جسده طاقةً سحرية....
...خارج الحاجز كانت الحياة قاسية. حتى لو نجت من الوحوش، البقاء حيّةً هناك لم يكن سهلًا....
...لذلك خططت ميلودي بمجرد استلام راتبها أن تهرب إلى خارج الحاجز، وتختبئ هناك حتى تنتهي أحداث الرواية، ثم تعود بعدها....
...فأي شخص عاقل لن يخرج من الحاجز المقدس طوعًا، كما أن الرواية تدور أحداثها في العاصمة حيث يقع الهيكل، لذا ظنّت أن مجرد الابتعاد عن هذا المكان سيجعلها في أمان....
...'أظن أنني أستطيع الصمود لعامٍ كامل.'...
...ما دامت قد أعدّت الطعام بما يكفي، فإن العيش في عزلةٍ وسط أربعة فصول لم يكن أمرًا صعبًا عليها. ...
...و ما دامت داخل منزل محمي بأداة سحرية تمنع اقتراب الوحوش، يمكنها خلال ذلك مواصلة صنع أدوات السحر....
...“لنرَ، أين الخلل؟”...
...الطابق السفلي الرابع. مكانٌ رطب لا يُضيئه سوى بعض الأضواء الجدارية الخافتة. ...
...بدأت ميلودي تفحص بدقة النقوش السحرية على جهاز كشف الطاقة المصنوع من الكريستال الأسود....
...'المشكلة في دائرة الاستشعار…..لماذا احترقت؟ كأن طاقةً سحرية هائلة مرّت من هنا.'...
...بدأ الضوء الجانبي في التذبذب أثناء فحصها للكريستالة السادسة....
...“ما الأمر الآن؟”...
...كانت جاثيةً أمام الكريستالة، ثم وقفت لتتفحص الوضع. وفي تلك اللحظة تمامًا، اختفى الضوء بالكامل....
...“لا بأس، سينير بعد قليل.”...
...لا تعلم كم مضى من الوقت وهي في ظلام دامس. لكن فجأة، سمعت وقع خطوات....
...فشدّت حاجبيها في محاولة لرؤية ما حولها في الظلام....
...تبّ تبّ…..كان صوت الأقدام يقترب. ثم توقف تمامًا قربها....
...“سيدي الكاهن؟ ألا تملك مصباحًا؟ هل ترى شيئًا؟”...
...وفي تلك اللحظة، أُضيء المكان. و أول ما وقع عليه بصرها كان الرجل الواقف أمامها. ...
...شعرٌ فضي كأن ضوء القمر نُسِج منه. عينان حمراوان تتلألآن كالياقوت....
...فُتح فم ميلودي ببطء أمام وجه جميل كأن الجان قد نحته. و شعرت فجأة أن كل شيء في العالم بات واضحًا....
...“مرحبًا؟”...
...كان الصوت منخفضًا، لكن فيه شيءٌ من العذوبة....
...“ملاك..…؟”...
...“ديونيس ثيوديل فالكاراس.”...
...حدقت ميلودي في الرجل بشرود، ثم تراجعت للخلف دون وعي عند سماع كلماته....
...إنه هو. أحد أبطال رواية <أسرار ليهلين>، الرجل الذي استعبدها ككلب ثم قتلها بتهمة الخيانة حين حاولت الهرب....
...كان من المفترض أن يكون ديونيس إمبراطورًا لا دوقًا. لكن الإمبراطورة السابقة فيونا ماتت أثناء ولادته، فتولى العرش خاله شوفال....
...ثم اعتلى ابن شوفال، ليون، ولاية العهد متجاوزًا ديونيس الذي كان الأحق بها. وحتى المرأة التي أحبها، ليهلين، انتزعها ليون منه....
...فما كان من ديونيس إلا أن يقود تمردًا....
...أما ميلودي، فكان مصيرها أن يُقبض عليها وهي تعمل في قصره وتُعدم....
...'كنتُ أنوي الهرب.'...
...لكنني التقيت به. دون أن أتمكن حتى من الهروب....
...“ميلودي ليوود؟”...
...تجمدت ميلودي في مكانها حين نادى اسمها بغتة....
...“هل…..تعرفني من قبل؟”...
...“شعرٌ أخضر، عيون خضراء، صانعة أدوات سحرية في المعبد. أما التفاصيل الباقية…..فأفكر بمعرفتها الآن.”...
...“لا أظن أن الأمر يستحق عناء معرفتها..…”...
...“مؤسف. أنا على العكس، أرغب في معرفتكِ حد الجنون.”...
...ابتسم ديونيس بشفاه تنم عن اهتمام واضح....
...“يُقال أن لديكِ موهبةً في صنع الأدوات السحرية.”...
...“آه، موهبة؟ بالكاد أعرف بعض الصيغ السحرية. حتى في قسم الأدوات السحرية، أنا الأضعف بلا شك.”...
...كانت تكذب، لكنها لوّحت بيديها بقلق لتنفي. فازدادت ابتسامة ديونيس اتساعًا....
...“مازلتِ جريئةً حقاً.”...
..._____________________...
...مسوي لها تسجيل دخول جذاب لدرجة العذاب😭😭😭😭...
...اذا ذاه قبل ست شهور من نحشتها اجل خلته يوقع لها قبل التمرد🥰...
...بعدين اذا هو ساحر ومحد مسكه يعني قوي صوح؟ اجل خليه ينحشس ✨...
...Dana...
Comments
نيزوكو تشان
الروايه تجننننن
استمري
2025-08-01
0