لا تُصلحِ الوحوش أو تعيد استخدامها بلا تفكير

لا تُصلحِ الوحوش أو تعيد استخدامها بلا تفكير

الفصل 1

... - المقدمة....

...تأوّهت ميلودي وهي تعقد حاجبيها من الإحساس النابض بالألم. كان صداعًا رهيبًا بعد الثمالة. ...

...و ما إن نهضت بتأوّه حتى رأت مشهدًا غريبًا أمامها....

...“فندق..…؟!”...

...ثريا فاخرة. ملاءة سرير مطرّزة بخيوط ذهبية. ...

...آخر ما تتذكره هو حانةٌ متداعية، ولا تدري بأي عقل انتهى بها المطاف إلى هنا....

...نظرت ميلودي إلى جسدها، ولم تكن ترتدي سوا الرداء الداخلي، بوجه بليد، ثم أدارت بصرها نحو النافذة. و انعكس في الزجاج وجه امرأة بشعر أخضر باهت غير مرتب، وعينين خضراوين داكنتين، وملامح صغيرة متناسقة....

...ثم تذكّرت بوضوح ما حدث البارحة....

...'لقد هربت من العاصمة، خلفية أحداث الرواية.'...

...ميلودي أدركت ذات يوم، بمحض صدفة، أن هذا العالم ليس إلا داخل رواية رومانسية للبالغين بعنوان خفايا ليهيلين، وأنها ليست سوى شخصية ثانوية بالكاد تُذكر، تنتهي حياتها بالموت مقطوعة الرأس بسبب مؤامرة أثناء أدائها لعملها....

...وتلك الشخصية كانت هي، ميلودي نفسها....

...ولذا، لتنجو من موتها، كان عليها أن تهرب من الرواية. ...

...و بعد شهور من الاستعداد، انطلقت أخيرًا صباح البارحة، فارّةً على ظهر حصانها مبتعدةً عن العاصمة قدر المستطاع....

...ثم، لتأخذ قسطًا من الراحة، دخلت حانةً في نزل بقرية قريبة....

...“إلى أين تظنين أنكِ ذاهبة؟”...

...لكن قُبض عليها فورًا. من قِبل أول بطل رئيسي في الرواية....

...رجلٌ أشقر، بعينين أرجوانيتين، يرتدي درعًا أبيض ناصعًا وكأنه منحوت، الفارس المقدس آفوين، تقدّم نحوها وجثا على ركبتيه....

...“آنسة ميلودي.”...

...رفع يديه بتعبير مهيب. في يده كان يحمل…..سوطًا أبيض ناصعًا. وبين أنظار الحاضرين المذهولين في الحانة....

...“السيد آفوين؟ كيف عثرت عليّ..…؟”...

...“أرجوكِ، اضربي جسدي حتى تهدأ نار غضبكِ.”...

...“ماذا؟ لكنني لست غاضبةً أصلًا..…”...

...“إذاً لِمَ رحلتِ دون أن تقولي كلمةً واحدة؟”...

...“لو قلت شيئًا، لما تمكنت من الرحيل. لم أتوقع أبدًا أنكَ ستلحق بي…..”...

...“إن كنتِ حقًا مضطرةً للرحيل، أرجوكِ خذيني معكِ، ودعيني أكون إلى جانبكِ حين تتألمين، لأعالج جراحكِ.”...

...قالت له أنه لا داعي لذلك، وطلبت منه العودة، لكنه لم يُصغِ لأي كلمة، مما جعلها تشعر بالإحباط، فأشارت إلى أن يشربا معًا، واحتست معه بعض الكؤوس....

...ولم يمضِ وقتٌ طويل—...

...“ما هذا المكان الحقير؟! أهذا ما تركتِ العاصمة لأجله؟!”...

...دخل فجأة البطل الثاني في الرواية، ولي عهد إمبراطورية فالكاراس، ليون، وهو يطرد الزبائن المساكين من الحانة. ...

...كان مظهره الفاخر لا يليق أبدًا بالمكان المتداعي....

...عيناها تعكّرتا أكثر عندما اصطدمت بنظراته الزرقاء الفاتحة وشعره الأزرق الأنيق فوق ملامحه المصقولة....

...“أتباع المعبد صاروا يركضون خلف النساء…..مشهدٌ مثيرٌ للشفقة فعلًا.”...

...مع تعليقه القاسي الموجّه لآفين، اتجهت نظراته الحادة إلى حقيبة السفر الموضوعة بجوار ميلودي....

...“ها ظننتِ أني سأرتبك أكثر لأنك قلتِ أنك سترحلين؟ هذا مجرد وهم.”...

...قال ليون ذلك بوجه يفيض قلقًا وغيظًا. ثم أشار بخفة لعَبيده الذين تبعوه، فأفرغوا ما جلبوه. ...

...و قد كانت صناديق مليئة بالفساتين الفاخرة والمجوهرات المتلألئة....

...“كنت أفكّر أن أرمي لكِ ببعض الجواهر من خزائن القصر الإمبراطوري فحسب.”...

...ضحك ليون ساخرًا....

...“أنتِ لي. لذا قولي أنكِ لن ترحلي إلى أي مكان.”...

...“سموك، سأكتفي بالمجوهرات كهدية وداع.”...

...شكرته ميلودي بلطف وسحبت صندوق المجوهرات نحوها. ثم رفعت السوط لتكسر القفل المتين....

...“وماذا لو أذيتِ يدكِ بسبب تلك التفاهة؟”...

...همس صوت بارد بجوار أذنها. و ظهر رجلٌ من الظلال، تنبعث منه هالةٌ مخيفة ومغرية. و شعره الفضي المنفوش، وعيناه الحمراوان المتكاسلتان، كانتا ساحرتين بشكل يبعث على التوتر....

...إنه البطل الثالث في الرواية، دوق إمبراطورية فالكاراس، ديونيس ثيوديل فالكاراس....

...وبمجرد أن نقَر بإصبعه، تحوّل السوط في يد ميلودي إلى رماد واختفى. كان ذلك في لحظة خاطفة....

...“أتجرؤ على استخدام السحر أمامي؟!”...

...“ابتعد فورًا عن الآنسة ميلودي. لا يمكنني الوقوف مكتوف اليدين بينما شخصٌ خطيرٌ مثلكَ يقترب منها.”...

...في هذا العالم، كان السحرة مصدر خوف ورعب....

...وفي اللحظة التي صرخ فيها ليون، أشهر آفوين سيفه ووجّهه نحو ديونيس....

...“وإن لم أبتعد، هل ستقتلني؟ حسنًا، هذا مناسبٌ تمامًا، فقد كنت أبحث عن شخص أفرغ فيه غضبي.”...

...كانت عيناه الحادتان تحدّقان بعدائية في آفوين، ثم لانت ملامحه فجأة وهو ينظر إلى ميلودي....

...“كنت أتساءل إلى أي حد يمكنني أن أفقد صوابي بسبب رحيلكِ المفاجئ.”...

...وأثناء محاولتها إيقاف الشجار، اختفت الحانة بأكملها، ثم بعد ذلك—...

...“ما الذي حدث؟!”...

...لم تكن…..بلا ذاكرة، بل كانت تتذكر....

...“في الحقيقة، ما هو أهم من النقوش السحرية عند صناعة أدوات السحر، هو المطرقة نفسها. لا بد أن يكون الإمساك بها مريحًا لتكون الضربات دقيقة…..مهلاً، لماذا هذا الشيء كبيرٌ جدًا؟”...

...حاولت ميلودي أن تُمسك بشيء دافئ وسميك. وقد كانت ذراع الرجل....

...“كفّي عن لمسي.”...

...“هل يمكنني عضّه قليلًا؟ أحتاج التحقق من صلابة المعدن.”...

...“…..ماذا تقولين؟ هل تريدين عضّي؟”...

...“لا، لا، كنت أقصد المطرقة. عذرًا على الإزعاج.”...

...غرست أسنانها في ساعده الأملس، فدوّى ضحكٌ رجولي خافت....

...ومجرد تذكر هذا المشهد من ليلة البارحة جعلها تبتلع أنفاسها دون وعي....

...'ما الذي فعلتُه بحق؟!'...

...وبعد لحظة تردّد، نظرت ميلودي بجانبها. و الرجل الذي أفقدها صوابها الليلة الماضية لا يزال مستلقيًا هناك....

...سحبت الغطاء الذي كان يغطي وجهه، فكُشف عن جانب وجهه…..وقد كان جميلًا على نحو لا يُصدق. من جبينه إلى أنفه، إلى خط فكه، و الى الشفاه القرمزية....

...حين رأت ميلودي وجه ديونيس، ارتعبت وسرعان ما سحبت الغطاء لتغطي نفسها من جديد....

...'سأُجن فعلًا.'...

...كل ما كانت تريده هو الهرب من موتها في الرواية، هذا كل ما سعت إليه بكل ما أوتيت من قوة. لكنها، ومن بين الجميع، ارتبطت بالرجل الأخطر في القصة....

...'هل كان خطئي أنني عبثت بمصير لم يكن لي؟'...

...ولفهم ما الذي جرى بالضبط، علينا العودة إلى ستة أشهرٍ مضت....

...***...

...هيكل النور العظيم. تحت المبنى الأبيض الضخم كان هناك قسمٌ لا يعرف بوجوده أحد....

...[قسم صناعة أدوات السحر]...

...مكانٌ تغطيه جثث الوحوش. صانعو الأدوات السحرية، المرهقون من كثرة العمل الليلي، كانوا ينقشون الرموز السحرية بلغة الرون على نواةٍ سحرية سوداء كما لو كانوا آلات....

...– "أضيئي."...

...نطق أحد الصناع تعويذةً بلغة قديمة أثناء صنعه لمصباح، فأضاء المصباح المربّع فورًا. ...

...و رمقه للحظة ثم رماه في صندوق الأدوات المكتملة، وعاد لنقش التعاويذ على مصباح جديد....

...وفي زاوية القسم، تحت مكتب مغبر مهجور، كانت امرأةٌ بشعر أخضر ممددة على الأرض بلا حراك. كانت ميلودي....

...“ميلودي! استفيقي!”...

...“ما الأمر؟”...

...“أحدهم أسقط مطرقة صناعة الأدوات السحرية، ولسوء الحظ…..سقطت على رأس ميلودي!”...

...تجمّع عدد من الصناع القريبين منها بقلق، يحيطون بها بنظرات فزع....

...و عندما لم تبدُ عليها أي علامة على الاستيقاظ، كاد من تسبّب في الحادث بالبكاء و تحدّث بصوت متهدّج....

...“ألن تستفيق هكذا؟ ألا يجب أن نتواصل مع عائلتها؟”...

...“آه…..ليس لديها عائلة. والدتها غادرت المنزل عندما كانت صغيرة، ووالدها أيضًا لم يعد موجودًا. هي تعيش وحدها في نُزل أمام المعبد، ويبدو أنها من حي الفقراء، فلا أحد يهتم لأمرها.”...

...“يا إلهي…..لا عجب أنها كانت تجمع المال بجشع، لقد كانت وحيدةً إذًا.”...

...“بدلًا من الوقوف هكذا، ألا يجدر بنا استدعاء كاهن ليفحص حالتها؟ لا يمكننا تركها تموت دون حتى علاج.”...

...في تلك اللحظة التي تتابعت فيها الأصوات المقلقة، فتحت ميلودي عينيها فجأة....

...“لا تفعلوا ذلك!”...

...و ارتجفت عيناها الخضراوان الداكنتان....

...“لا أريد كاهنًا، أبدًا. قطعة ذهب واحدة تساوي أكثر من راتبي لشهرين كاملين!”...

...___________________...

...ماتبي تتعالج عشام الفلوس😭...

...المهم صباحو شخباركم عساكم طيبين هذي روايه جديده صح البدايه والروايه الي دخلتها اابطله فيها تكة بس ترا نظيفه وطبيعيه وتصنيفها للجميع😘...

...المهم يارب فيها صياح بعد هاهاهااهعااهعاهاهاعا...

...وذي حساباتي، توتر Dana_48i , انستا dan_48i ، تيلي dan_xor...

...Dana...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon