قيود عشق أناني
...ملاحظات...
...الشريك / المات (Mate): هو النصف الآخر للمستذئب، لا يكتمل بدون حضوره، وغالبًا ما يكون مستذئبًا أيضًا، وأحيانًا نادرة يكون بشريًا....
...الألفا (Alpha): أعلى رتبة في نظام المستذئبين، القائد المطلق للقطيع....
...اللونا (Luna): لقب يُمنح لشريكة الألفا، وهي تمثل القوة الأنثوية المكافئة له....
...اسمي أثينا غامبل، لو سألتني ذات يوم عن حياتي عند الخامسة والعشرين، لرسمتُ لكَ لوحةً ذهبية شرفة مُطلة على المحيط في ماليبو، كأس نبيذ بيدٍ، ورياح كاليفورنيا تُنشد أغنية الحرية. ...
...لكن الحقيقة؟ ...
...غرفة متداعية في حيٍّ يُشبه الجروح القديمة، وعملٌ في فندقٍ يُشبه السجن. كل ما أملكه حقيبةٌ مهترئة، وقلبٌ يُشبه أنقاض مدينة مُدمّرة. ...
...لكن هذه ليست الكذبة الأكبر... ...
...الكذبة هي أنني لستُ بشرية. ...
...أنا مستذئبة. ...
...أعلم، يبدو الأمر ضرباً من الجنون. لكننا موجودون. نعيش بينكم، نختبئ في الظلال، نختفي خلف ضحكاتكم، نُخبئ أنيابنا تحت أقنعة البشر. كنا نُسمّي أنفسنا "قطيع الظل"، قطيعي، عائلتي، ملاذي، عالمي الخاص. ...
...حتى هربتُ منه. ...
...والآن، بعد ثماني سنوات، يقف خلفي اثنان من حرّاس القطيع، ويُجبرونني على العودة إلى المكان الذي أقسمتُ أن لا أطأه مرةً أخرى. ...
...لحضور جنازة آنا. ...
...نشأتُ بين أغصان أشجار المانجو، تحت سماء "قطيع الظل" الأقوى في أمريكا. ...
...كنتُ الطفلة المدلّلة بين تشيس وزاك (إخوتي الأكبر)، وآنا... توأم روحي. ...
...وكان هناك إكزافير سميث. ...
...وريث الألفا، صديق طفولتي، حارس أسرار قلبي. ...
...لكنه لم يكُن لي. ...
...في عيد ميلادنا المشترك — السادس عشر لي، والثامن عشر له — اكتشفنا المستحيل: كنا شريكين مقدّرين....
...كان يُفترض أن تشتعل النار في عينيه، أن يهتف دمي بنداء الذئبة، أن تكون لحظة اكتمال....
... ...
...لكنه نظر إليّ بعينين باردتين وقال: ...
..."أنتِ كالأخت لي. أنا أختار آنا... ستكون اللونا، زوجتي، أمّ أطفالي. ...
...أرفضك." ...
...آنا فقدت شريكها المقدر في عمر الرابعة عشر. لم تلتقه أبدًا، لكن الألم مزّقها. ربما لهذا أحبّت إكزافير بسرعة، بعمق....
...أما أنا، فكنت أذوب ببطء. كل ليلة كنت أسمع أنين قلبي، وأراهم يتبادلون النظرات والوعود....
...بقيتُ عندما أعلنوا عنها كـ"لونا"....
...بقيتُ عندما تقدم لها....
...بقيتُ في زفافهما... وكنت وصيفة الشرف....
...وليلة الوسم؟ كان ذلك أسوأ ألم شعرت به في حياتي. كأنّ روحي انتُزعت....
...بعد أسبوع، حملت آنا....
...وكان إكزافير يبتسم... بينما ينظر إليّ بنفس العينين التي رأيت فيهما ذات يوم ندمًا، ربما... أو ربما كان خيالي....
...في تلك اللحظة، علمت أنني لا أستطيع البقاء....
...غادرت، قطعت كل صلاتي بالقطيع والعائلة، واخترت العيش بين البشر... حيث لن يبحث عني أحد....
...غادرت في عيد ميلادي الثامن عشر....
...هربت من الألم، من الذكرى، من الماضي....
...قطعت كل صلة، مزّقت كل أثر، وهربت إلى عالم لا يعرف الذئاب....
...هربت من الألم... من الذاكرة... من نفسي....
...ظننت أني نجوت....
...لكن الماضي ليس شيئًا نتركه خلفنا....
...الماضي... ذئب لا ينام....
...وها أنا أعود — جسديًا — لأن القطيع يُريد دموعي على قبرها....
...لكنهم لا يعرفون أني قد دفنتُ نفسي قبلها بسنوات....
...الذئبة داخلي صامتة....
...قلبي مُحنّط....
...وآنا... ما زالت تسرق أنفاسي حتى بعد موتها....
...العودة؟...
...ربما ليست سوى شكل آخر للهروب....
\*\*\*\*
أثينا غامبل لم تكن يومًا لوناً، ولا ابنة تُباهي بها القبيلة.
هي ظلٌّ طويل خلف شمسٍ تُدعى "آنا"،
أنثى مستذئبة تحمل في عينيها إرثًا من الخذلان،
وفي قلبها ذئبة اسمها سيلينا، تُهمس لها من بين الشقوق.
بشعرها الليليّ المتروك بإهمال، ونظراتها التي تُخفي أكثر مما تُفصح،
تبدو أثينا كمن اعتاد الاختباء حتى في وضح الحياة.
صوتها منخفض، حذر، كأن كل كلمة تُنطقها قد تكون آخر ما تُقال.
تحمل في جسدها ذاكرة الركض، لا نحو أحد… بل بعيدًا عن الجميع.
وحين تنظر إليها، لا ترى قوة أنثى ألفا،
بل هشاشة من اختارت النجاة على أن تُحب.
لكنها تعود الآن، لا بطلة ولا ضحية،
بل شيء ثالث لا اسم له…
امرأة تقف على حافة القطيع، تحمل في صدرها سؤالًا:
هل يمكن للحب أن يشفى من الخيانة؟
Comments