كانت الدمية لا تزال بين يدي عندما استيقظت على صوت طرقات متكررة على باب غرفتي في الفندق. نظرت إلى الساعة - الثالثة صباحاً - ومن خلال النافذة الممطرة، لم أستطع رؤية سوى الظلام الدامس.
"من هناك؟" سألت بصوت أجش.
"الشرطة، افتح الباب!"
تعرفت على الصوت فوراً. إنه ماركوس، صديق الطفولة الذي أصبح الآن ضابط شرطة. عندما فتحت الباب، وجدته واقفاً بملابسه الرسمية المبتلة، عيناه تحملان نظرة لم أرها فيه من قبل - خليط من الخوف والريبة.
"يجب أن تأتي معي الآن"، قال وهو يلتقط أنفاسه. "وجدنا شيئاً... في متجر الألعاب القديم."
الطريق إلى المتجر كان مظلماً ومخيفاً. المصابيح الوحيدة التي ما زالت تعمل تومض بشكل متقطع، وكأن البلدة بأكملها على وشك الانطفاء إلى الأبد. عندما وصلنا، كان المتجر محاطاً بالشريط الأصفر، ومغطى بطبقة سميكة من الغبار الذي لم يمسه أحد منذ سنوات.
"انظر هنا"، قادني ماركوس إلى الزاوية الخلفية حيث كانت الأرفف مكسورة. هناك، خلف كومة من الدمى المهملة، كان هناك باب صغير مخفي.
"كنا نفتش المكان بعد اختفاء طفلة الليلة الماضية... ثم وجدنا هذا."
فتح الباب ببطء. السلم المؤدي إلى الأسفل كان صدئاً ومظلماً. عندما نزلنا، وجدنا أنفسنا في غرفة صغيرة مبلطة باللون الأبيض - تماماً مثل تلك في الصورة التي وصلتني.
لكن ما جعل دمائي يتجمد كان الجدار المقابل. عشرات الدمى معلقة بخيوط حمراء، كل واحدة منها تحمل علامة مميزة - عين مفقودة هنا، يد مقطوعة هناك. وفي المنتصف، دميتان فقط كانتا سليمتين تماماً: واحدة تشبه دميتي، والأخرى... تشبه تلك التي كانت مع ليا.
"يا إلهي..." همس ماركوس وهو يلمس جداراً من الخشب. "هذه أسماء."
تحت كل دمية، كان هناك اسم منحوت بدقة. بحثت بسرعة حتى وجدت ما كنت أخشاه - "ليا رايلي" منحوتة تحت الدمية الشبيهة بدميتها.
لكن المفاجأة الحقيقية كانت عندما قلبنا الدميتين السليمتين. على ظهورهما، كانت هناك تواريخ - تاريخ وفاة ليا... وتاريخ اليوم.
"إنه يخطط لشيء ما"، قلت بصوت مرتعش. "اليوم!"
في تلك اللحظة، سمعنا صوت انهيار من الطابق العلوي. ثم خطوات ثقيلة تتحرك فوقنا. نظر ماركوس إليّ بعينين واسعتين.
"لم آتِ مع أي أحد..." همس. "كل الشرطة في البلدة في المطاردة بالغابة."
صوت الباب الرئيسي يفتح جعلنا نتجمد في مكاننا. ثم سمعنا صوتاً أعرفه جيداً - صوت السيد كارتر. لكنه كان يتحدث بنبرة مختلفة تماماً، نبرة لم أسمعها منه من قبل.
"أتعلم، آدم، لطالما كرهت هذه البلدة الصغيرة. الجميع يعرف أسرار الجميع، لكن لا أحد يتحدث عنها."
خطواته تقترب من الباب المخفي بينما كنت أبحث يائساً عن مخرج. ماركوس أشار إلى رف خشبي في الزاوية. عندما حركناه، اكتشفنا ممراً ضيقاً.
"اذهب!" همس ماركوس. "أنا سأتعامل معه."
قبل أن أتمكن من الاعتراض، دفعني إلى الممر وأغلق الرف خلفي. في الظلام الدامس، لم أستطع رؤية شيء، لكنني سمعت بوضوح صوت الباب يفتح، ثم صرخة ماركوس، ثم... صمت.
ركضت في الممر الضيق حتى وجدت نفسي فجأة في الهواء الطلق، خلف المتجر. المطر ما زال يهطل بغزارة، مخفياً دموعي. في جيبي، اهتز هاتفي مرة أخرى. رسالة جديدة:
"أوه، آدم... لقد كسرت القواعد. والآن سيدفع ماركوس الثمن. هل ستأتي لإنقاذه؟ أم ستهرب كما فعلت منذ عشر سنوات؟"
مرفق مع الرسالة صورة لماركوس مربوطاً على ذلك الكرسي الخشبي، وعيناه تفيضان بالرعب. وخلفه، ظل طويل يحمل شيئاً لم أستطع تمييزه... لكنني عرفت في أعماقي ما هو - سكين.
نظرت حولي في يأس. البلدة كانت نائمة، لا أحد لإنقاذنا. ثم تذكرت فجأة المكان الوحيد الذي قد أجد فيه إجابات - منزلنا القديم، حيث بدأ كل شيء.
ركضت في الشوارع المظلمة، وشعرت وكأن عيوناً لا تحصى تراقبني من النوافذ المغلقة. عندما وصلت إلى المنزل المهجور، وجدت الباب مفتوحاً... وفي الداخل، على الطاولة في الصالة، كانت هناك دمية جديدة تنتظرني.
هذه المرة، كانت الدمية ترتدي زي شرطي صغير... وكانت يداها مقيدتان بخيط أحمر.
Comments
Maro
استمر
2025-07-17
2