"في الحروب العاطفية، لا تحتاج إلى سلاح... بل إلى توقيت جيد وضربة واحدة فقط."
[بهو المدرسة – نهاية اليوم الدراسي]
غادرت ريم الفصل بسرعة، قلبها ما زال غير منتظم منذ لحظة لمسة اليد.
لكنها لم تكن تعلم أن هناك عينين خلفها، تراقب خطواتها... وتحفظ تعبيراتها.
"ريم، أليس كذلك؟"
جاء الصوت ناعمًا، مغلفًا بابتسامة مصقولة كالعطر الرخيص... كانت لانا.
توقفت ريم، نظرت إليها بهدوء.
"أنتِ الجديدة. سمعتُ أنكِ مثيرة للاهتمام... لكن لا تنسي أن زياد ليس من نوع الفتيان الذين ينجذبون بسهولة."
"ولستُ من نوع الفتيات اللواتي ينجرفن بسهولة أيضًا."
ردّت ريم دون أن تبتسم.
رفعت لانا حاجبها، ثم اقتربت قليلًا وهمست:
"فقط أردتُ تحذيرك بلطف... كصديقة."
ثم تركتها وغادرت، لكن عينيها أطلقتا شرارة لا تخطئها أي فتاة تعرف لعبة الغيرة.
[ممر داخلي – لاحقًا]
زياد كان ينتظر ريم عند الخزانة.
"بحثت عنكِ في كل مكان."
"أعتقد أنني لست مكانًا يسهل العثور عليه." ردّت، وهي ترتب كتبها.
اقترب أكثر:
"ما الذي يحدث بيننا يا ريم؟ لا أريد أن أختلق مشاعر، لكن… أنتِ تشعلين شيئًا في قلبي لا أفهمه."
ترددت ريم، نظرت في عينيه للحظة، ثم همست:
"وإذا قلت لك أن هذا الشعور قد يدمّر كل شيء؟"
"فأنا مستعد للدمار... لو كان برفقتك."
كادت أن تقول شيئًا... لولا مقاطعة صوته الثالث.
[دخول سليم – بنظرة هادئة]
"آسف على المقاطعة. لكنني أحتاج زياد للحظة."
قالها سليم وهو يقترب، عينيه تتفحّص ريم دون أن يترك ابتسامته الرمادية.
"مرحبًا، أنا سليم. صديق زياد. نعرف بعض منذ الطفولة... ومنذ متى أصبح لديه اهتمام مفاجئ بطالبات غير مألوفات؟"
مد يده، لكن ريم لم تمدّ يدها. فقط اكتفت بنظرة حذرة.
"سعيد بلقائك." قالتها بنبرة باردة.
سليم نظر إلى زياد، ثم إلى ريم مرة أخرى، ثم قال:
"الغريب أنني رأيتك عند مبنى العلوم البارحة. رغم أن المبنى مغلق منذ أشهر. أتفعلين شيئًا هناك؟"
ريم لم ترد، لكن عينيها تحجّرتا للحظة.
"ربما كنتِ فقط... تائهة؟"
قال سليم بابتسامة ذات مغزى، ثم سحب زياد بلطف:
"دعنا نذهب، أريد أن أتحدث معك عن شيء... غريب."
[مشهد منفصل – غرفة ريم مساءً]
وقفت ريم أمام مرآتها، ووضعت يدها على صدرها.
"لقد بدأوا يشكّون. والاقتراب من زياد... يُضعفني."
أضاء الوشم الأزرق في رقبتها، وكأن قلبها يتجاوب معه.
لكن قلبها الآخر... لم يكن مصنوعًا من طاقة. بل من مشاعر بدأت تتكاثر خارج السيطرة.
"الخطر يقترب... لا من الخارج فقط، بل من داخلي أنا."
"حين يتصدّع الجدار الأول"
"المصيبة لا تطرق الأبواب... إنها تنفجر في وجهك حين تغلق عينيك عن علامات الخطر."
[مدخل المدرسة – الساعة العاشرة صباحًا]
كل شيء بدا طبيعيًا: دروس، ساحة، أحاديث، ضحكات.
لكن ريم شعرت فجأة بوخزة غريبة أسفل رقبتها. كان الضوء الأزرق في وشمها ينبض دون أن تلمسه.
"الكيان... وصل."
قالتها في سرّها، ووقفت فجأة في منتصف الفصل.
ألقى الأستاذ نظرة حادة:
"إلى أين؟"
"أحتاج إلى الهواء."
وغادرت قبل أن ينتظر الإذن.
[الطابق السفلي من مبنى الأدبيات – مغلق منذ سنوات]
تقدمت ريم بخطى ثابتة، كان الهواء هنا باردًا على غير العادة.
في الزاوية... كان هناك ظل يتحرك رغم غياب الضوء.
ظهر الكيان...
جسد بشري مشوّه، عينان رماديتان، ووشاح أسود يتطاير دون رياح.
"أخيرًا التقينا، حارسة الختم."
صوته كان كمن يبتلع الحروف.
"ابتعد عن المدرسة... الطاقة ليست لك."
قالت ريم وهي تفتح راحة يدها، فتتوهج بنقوش زرقاء.
"لكنها نضجت... أستطيع شمّها. هو قريب. هو يتغير."
"لن أدعك تلمسه."
"ولن تتمكني من منعي."
[في الساحة – طلاب يلاحظون انقطاع الكهرباء فجأة]
صفارة إنذار قديمة تنطلق دون سبب.
المبنى الأديم يهتزّ، ويتساقط جزء من جدار خارجي، ويصرخ الطلاب.
زياد، الذي كان في الساحة، ينظر ناحية المبنى، ويشعر بنبض غريب في قلبه...
كأن شيئًا يناديه من الداخل.
[داخل المبنى – قتال غامض]
ريم تحاول صدّ الكيان بطاقة حامية، لكنه يهاجم بعنف.
"إذا لم أسحب الطاقة الآن... فغيري سيفعل، ولن يرحمكِ."
"إذا لم تختفِ الآن... فسأكسر القوانين لأجلك."
انفجار من الطاقة يهز المكان...
[المشهد التالي – ريم تنهار على الأرض، وحدها]
اختفى الكيان، لكنه أخذ معه شيئًا من طاقتها.
"اقترب أكثر من اللازم... والوقت يضيق."
[في الساحة – زياد واقف مذهول]
دمه يغلي. قلبه ينبض بقوة غير مألوفة.
"ريم..."
همس بصوت يكاد لا يسمعه أحد.
ثم... ظهرت ريم أمامه.
وجهها شاحب، نظراتها زجاجية، لكنها تتماسك.
"هل أنت بخير؟!" قال وهو يقترب منها بسرعة.
نظرت إليه...
وكأنها ترى شيئًا لا يُصدق.
"هو لا يعرف... أنه على وشك الاستيقاظ."
قالتها في عقلها، ثم ابتسمت ابتسامة حزينة، وقالت:
"أنا بخير... لكنك أنت، لست كذلك بعد الآن."
37تم تحديث
Comments