الفصل الثالث: نفق الموتي

في عمق نفقٍ ضيق، كأنما حُفر في بطن الأرض خصيصًا ليبتلع النور ويحتضن الشر، اجتمع القُساة، لا يجمعهم دين ولا رحمة ، بل فقط المال، والدم.

جلس "كارل" على كرسي خشبي متهالك، كأنما يوشك على الانهيار، لكنه ظل متماسكًا تحت جسده الضخم وابتسامته الملتوية. أمامه طاولة صدئة، وعليها أكياس سوداء، تتسلل منها رائحة الموت، ومال مكدّس في حقائب.

وقف "كين" أمامه، بسيجارته المشتعلة، يعبّ نفسًا ويخرجه ببرود، وقال:

– «هذه هي الأعضاء التي طلبها الملك. جميعها طازجة… كما أردت.»

نظر إليه كارل بعينين تلمعان كالزجاج، وقال:

– «وكم تريد مقابلها؟»

أجاب كين بوقاحة مألوفة:

– «عشرون مليونًا. وهذا أيضًا تخفيض… فبعض الأعضاء لكبار السن. لا أعلم لماذا أصبحت هذه البلدة وكأنها دار للمسنين!»

ضحك كارل بصوتٍ بارد وقال:

– «لا تقلق… ستجد مالك في الحقائب. افتحها إن أردت.»

فتح كين الحقيبة، يتفقد الأوراق النقدية بعينٍ خبيثة ، ثم رفع نظره وسأل:

– «لكن لماذا يريد الملك كل هذه الأعضاء؟»

حدّق كارل فيه، ابتسامة ساخرة على فمه، وقال بنبرة خافتة:

– «لا شأن لك بهذا… لكن، سأخبرك سرًا صغيرًا: الملك يحاول إنقاذ زوجته… المسكينة طريحة الفراش. يظن أن هذه الأعضاء ستنقذها.»

ثم ضحك ضحكة شريرة وقال:

– "غبي… لا يعلم أن الموت لا يُقاوَم. قدرها قد كُتب، لكن دعنا نستفيد من وهمه "

وفي زاوية النفق، همس أحد الجنود لأخيه الجندي:

– أتظن أن هذا المكان حقيقي؟ هل نحن في كابوس؟ ما ذنب كل هؤلاء؟

رد عليه الآخر، وهو ينظر إلى الدماء المتناثرة:

– الكوابيس لا تستمر كل هذا الوقت، لكن هذا الواقع... والملك هو من نسجَه.

ثم غادرا، وهما يُخفضان رؤوسهما، خوفًا من أن يسمعهما

أحد.

كان النفق مليئا بالدماء والجثث الميتة المتعفنة وكأنه عالم الموتي كان الجنود يبقون القماش علي أفواههم وأنفهم لحجب هذه الرائحة وكان أكثرهم يعاقب بالموت جوعا أو الإعدام بسبب عدم قيامهم بالمهام من قذارة النفق وعندما يستشيرون الملك بتنظيف النفق من الجثث يقول " لا اريد أن تزال هذه الجثث الهزيلة اريد أن اسعد برؤية هؤلاء الفشلة محاطون بالدماء"

وفي الجانب الآخر

دخل كارل إلى قاعة العرش وهو يحمل صندوقًا أسود صغيرًا، فتحه ببطء أمام الملك لوكاس، ليكشف عن الأعضاء المغلّفة بعناية. ارتعشت عيناه بفرحة نادرة، واقترب من الصندوق وكأنه يرى فيه طوق النجاة.

قال لوكاس بصوت ملئ بالأمل:

"هناك فرصة... أخيرًا، فرصة لإنقاذها."

ترك كارل القاعة بصمت، بينما جلس الملك وحيدًا. خيم الصمت، ولم يعد يُسمع سوى أنفاسه الثقيلة. أمال رأسه إلى الخلف، وحدّق في سقف القصر طويلاً، ثم تمتم:

"يستحق هذا العالم المعاناة... لا أحد فيه رحيم، ولا أحد يستحق الحياة."

قام فجأة، خطى خطوات بطيئة لكنهّا مثقلة بالغضب والمرارة.

"كل من ماتوا... كانوا يستحقون مصيرهم. لو كانت البشرية تعرف معنى الرحمة... لما أصيبت زوجتي برصاصهم، لما ظلت تتألم حتى الآن!"

وفجأة، صاح بأعلى صوته، وضرب الطاولة بقبضته حتى تكسرت أطرافها، ثم راح يحطم الكراسي والتحف، يركلها بوحشية وهو يصرخ:

"جميعهم يستحقون!"

ثم جلس على الأرض وسط الحطام، كأنما يعترف في أعماقه بأنه لم يكن يحكم شعبًا... بل كان ينتقم من العالم .وقال في نفسه

لم أكن لأصبح هكذا لولا هذا العالم . يلا غبائي ماذا افعل لا اريد أن أكون شريرا وظالما لكن في هذا العالم يجب عليك القتل وسفك الدماء حتي تعيش ويعرف الناس بقوتك ويهابونك

"في قلب الملك، لم تعد تنبض مشاعر الرحمة... بل نبضت فقط كراهية العالم، وانتقم من الجميع بثمنٍ دفعه الأبرياء."

الجديد

Comments

Norseen Education

Norseen Education

.واصلي ابداعك 😊 الرواية رائعة 🌹✨
كتبت رواية من نفس تصنيف روايتك لذا فضلا إقرئيها وقيميها في التعليقات 😊 رأيك سيساعدني في تحسينها وشكرا 💖

2025-06-19

1

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon