🖤 الفصل الأول: علاقة "رنا" بالنرجسي الاستعراضي – يونس
رنا كانت عاقلة، منظمة، شغوفة بشغلها في التسويق، ودايمًا بتحاول تتطور.
بس قلبها كان طيب زيادة عن اللزوم… بيدي فرص كتير، وبيدي أعذار أكتر.
في مؤتمر شغل، قابلت يونس.
كان "المثير الأول للإعجاب"…
لبسه شيك جدًا
كلامه فيه ذكاء اجتماعي مرعب
بيعرف يسمع، بس في نفس الوقت دايمًا عنده قصة عن نفسه تبهرك
وفي الآخر، بسيط… بيضحك، بيهزر، بيقول: "أنا مش مثالي، بس بحاول أكون إنسان كويس"
رنا ما كانتش عارفة…
بس دي أول علامة للنرجسي من النوع التاني:
"النرجسي الاستعراضي – Grandiose Narcissist"
🧠 في الأول…
يونس خلّى رنا تحس إنها خاصّة جدًا.
قال لها بعد أسبوعين بس:
> "أنا عمري ما شفت حد ذكي كده وفيه طيبة زيك، بتحسسيني إن اللي فات من حياتي كان غلط…"
بدأوا يتقابلوا كل يوم.
هو اللي بيبادر، هو اللي بيهتم، هو اللي بيخطط…
كانت بتحس إنها أخيرًا حست بالأمان.
بس الحقيقة؟
يونس كان بيخطط لشيء واحد:
يثبّت لنفسه إنه يقدر يمتلك قلب أي واحدة يشوفها "قيمة"… وبعدين يفقد اهتمامه بيها بهدوء.
💥 بعد أول 3 شهور…
بدأت "الدواير تتسع":
علاقاته كتير
دايمًا وسط ناس
عنده إعجاب دائم من كل اللي حواليه
ولما رنا تشتكي من غيابه… بيضحك ويقول:
> "أنا مش بتاع تحكم، بس حاسس إنك مش واثقة فيا كفاية."
وبدأت "العلامات":
بيتكلم عن نفسه دايمًا، حتى في لحظات رنا الصعبة
بيقلل من أي إنجاز ليها
> "جميل، بس يعني مش حاجة كبيرة أوي، شوفي أنا عملت إيه السنة اللي فاتت!"
وبيخليها تحس إنها "محظوظة" بوجوده
🕳️ بدأت تنزل في حفرة اسمها: "أثبت له إني كفاية"
رنا بدأت:
تشتري هدايا
تروح أماكن ميولها مش فيها، بس هو بيحبها
تغير طريقة لبسها
تبعد عن أصحابها عشان هو دايمًا مشغول
ولما تبدأ تزعل، هو يرد بكل هدوء:
> "أنا محتاج واحدة أقوى شوية… أنا بحب التحدي، مش الدراما."
🧨 القشة اللي كسرت قلبها:
شافته صدفة في كافيه… مع واحدة تانية، حاطة إيدها على إيده.
ولما واجهته، ابتسم وقال:
> "إنتي بتحرجيني قدام الناس؟ أنا مش بعمل حاجة غلط، وبعدين إنتي مش مراتي."
وقعها كان مدوّي، لأن ألمه جه من "استعلاء" مش من "غياب".
ما انسحبش…
هو سابها وهي بتحاول تفهم ليه مش كفاية.
نهاية العلاقة:
رنا انسحبت بدون مشهد كبير.
بكت، تعبت، كرهت نفسها،
ورجعت تبص في المراية مش عارفة هي مين، ولا ليه كل اللي عملته مكنش كفاية.
لكن الحقيقة؟
هي كانت كفاية، بس هو كان محتاج دايمًا أكتر… لأنه بيحب نفسه، مش اللي قدامه.
🧠 الفصل الثاني: داخل عقل "يونس" – وتحليل الشخصية النرجسية الاستعراضية
يونس مش بيتكلم عن نفسه كتير لأنه بيحب يشارك.
هو بيتكلم لأنه محتاج يتأكد إنه "أهم من اللي قدامه"، كل لحظة.
جواه في فجوة… مش صغيرة.
لكن مش زي النرجسي الخفي اللي بيشحت التعاطف.
يونس بيشحت الإعجاب.
🧩 يونس بيشوف نفسه كده:
فريد
مش مفهوم
موهوب جدًا
ضحية ناس أقل منه
وفي نفس الوقت… مش بيحب يقرب من حد أوي، عشان مش عايز حد يشوف "الفراغ اللي جواه".
💬 من جواه بيقول:
"أنا لازم أكون دايمًا مثير للإعجاب… لو وقعت، الكل هيعرف إني ولا حاجة."
"أنا مش مسؤول عن مشاعرهم، كل واحد مسؤول عن نفسه."
"أنا مش كاذب، أنا بس بدي كل حد اللي محتاج يسمعه."
"رنا كويسة… بس مفيهاش التحدي اللي أنا عايزه."
"أنا ما وعدتهاش بحاجة… كانت متوقعة كتير، مشكلتها هي."
🧠 تحليل نفسي: "النرجسي الاستعراضي"
النرجسي الاستعراضي (Grandiose Narcissist) مش بيحس بنفسه إلا من خلال رد فعل الناس.
طفولته كانت غالبًا واحدة من دول:
يا إما أهله دايمًا يقارنوه باللي أحسن منه (فكبر وبيحاول يثبت إنه الأفضل)
يا إما أهله عاملينه "أمير" فكبر وهو حاسس إنه أعلى من العالم
عنده دايمًا صوت داخلي بيقوله:
"أنت مش كفاية… إلا لو الناس كلها قالت إنك كفاية."
بس بدل ما يسمعه…
بيسكت الصوت ده بـ:
النجاح الشكلي
العلاقات الكتير
الظهور الدائم
الاستعلاء على الآخرين
💔 ليه آذى رنا؟
لأنها بدأت تشوفه فعلاً.
مش "يونس النجم"،
لكن "يونس البني آدم اللي بيهرب من نفسه".
وده أكتر شيء النرجسي بيخاف منه:
حد يشوفه من غير قناع.
فكان لازم يبعد.
مش عشان رنا مش كويسة،
لكن عشان هو "مش مستعد حد يحبه بعد ما يعرف حقيقته".
🔍 خلاصة التحليل:
يونس مش شرير… لكنه شخص عايش في وهم ضخم عن نفسه
بيأذي اللي يحبه، مش لأنه يقصد، لكن لأنه مايعرفش يحب إلا نفسه
فاقد للوعي بمشاعره
دايمًا بيهرب من "العمق"، لأنه مرعوب من الضعف
💔 الفصل الثالث: خطوات التعافي من علاقة مؤذية مع نرجسي استعراضي (زي يونس)
🧭 أول نقطة: لازم تفهمي إنك مكنتيش الطرف الغلط
العلاقات مع النرجسيين الاستعراضيين أشبه بـ "مسرحية":
هو البطل، وإنتِ مجرد جمهور أو مشهد جانبي.
لكن لما تحاولي تبقي شريكة حقيقية؟
بيتخانق معاكِ… أو ينسحب.
> "هو عمره ما كان حاببك فعلاً… هو كان حابب إحساسه بنفسه وهو معاكي."
🩹 خطوات التعافي العميق – واحدة واحدة:
✅ 1. اقطعي الاتصال تمامًا (حتى لو حسيتي بالذنب)
ده مش قسوة.
ده دواء نفسي للعقل اللي اتبرمج على "أنا مش كفاية".
حتى لو حاول يرجع… النرجسي ما بيرجعش عشانك، بيرجع لما يحس إنك "بعدتِ عنه" فإحساسه بنفسه تهزّ.
✅ 2. ارجعي بالذهن لأول لحظة شكّيتي فيها… مش لأول لحظة انبهرِتي بيه
عقلك ممكن يرجعك لأول موعد، أول حضن، أول ضحكة.
لكن التعافي يبدأ لما تركزي على أول مرة قلل من قيمتك، أول مرة حسّسكِ إنك صغيرة.
📝 اكتبيها، دي اسمها: "لحظة الحقيقة الأولى"
كل ما تشتاقي، ارجعي تقريها.
✅ 3. افهمي إن النرجسي مش هيقدّر أي حب… لأنه مش شايف غير نفسه.
مش انتي الوحيدة اللي مش كفاية بالنسباله
كل اللي قبلك واللي بعدك… هيعيشوا نفس الدوامة
النرجسي مش بيحب الأشخاص… هو بيحب "الإعجاب اللي بيجيله من وراهم"
✅ 4. اعملي إعادة تعريف لنفسك
بعد علاقة زي دي، هتحسي إنك:
مش جذابة كفاية
مش ذكية كفاية
مش ممتعة كفاية
ده لأنه دربك على ده.
لكن الحقيقة إنك كنتي في علاقة هدفها إنها تكسرك… مش تبنيك.
🎯 إزاي تعيدي تعريف نفسك؟
اكتبي قائمة من 20 حاجة بتحبيها في نفسك (حتى لو بسيطة)
كل يوم ارجعي تبصي عليها
دي مش دلع. دي تدريب عصبي
✅ 5. افصلي الحب الحقيقي عن الدوبامين اللي جالك منه
يونس مش حب حقيقي…
هو كان جرعة "انبهار" عالية.
بس مش دايمًا اللي ينبهرنا… يستحقنا.
اعرفي الفرق بين:
> اللي يقدرك…
واللي ينبهر بيك لحظة، ويمشي لما يشبع من الإعجاب.
✅ 6. اعملي حاجة جديدة ماكنتيش تقدري تعمليها وهو معاكي
سافري
ارجعي لهواية قديمة
أو حتى اعملي تسريحة شعرك اللي مكانش بيحبها
💡 "كل تصرف جديد، بيكسر القيد اللي كان رابطك في صورته."
✅ 7. اعملي روتين تعافي أسبوعي
مثال عملي:
اليوم المهمة
الإثنين اكتبي مشاعرك الصادقة في ورقة – حتى لو مؤلمة
الأربعاء مارسي نشاط بتحبيه بدون أي تقييم
الجمعة خرجي مع ناس بتحسسك إنك مقبولة بدون شروط
الأحد اقري فصل من كتاب في علم النفس أو تجارب تعافي حقيقية
🌿 وأهم شيء:
أنتِ مش بتتعافي عشان تكسريه… بتتعافي عشان ترجعي نفسك.
واللي سابك وانتي بتحبي،
مش أقدر منك على الحب.
هو بس كان أناني…
لكن إنتِ لسه قادرة تحبي… نفسك أولاً.
🌱 الفصل الرابع: نصائح عملية للقارئ – كيف ترجع تحب نفسك وتحميها بعد علاقة مع نرجسي استعراضي؟
اللي مر بعلاقة زي دي غالبًا بيخرج منها مش مكسور بس…
بيخرج مش عارف هو مين،
حاسس إن مشاعره مش موثوق فيها،
وإنه ما يستحقش حب حقيقي.
بس ده وهم.
وده الفصل اللي يرجّعك لنفسك:
🛡️ أولًا: إزاي تعرف النرجسي الاستعراضي من بدري؟
هو مش بيظهر سيء في الأول…
بالعكس، بيبان:
واثق من نفسه
جذاب جدًا
بيسمعك (بس بيقلب كل حاجة عنه)
سريع جدًا في التعلق… وغالبًا بيقول جمل زي:
> "أنا عمري ما حسيت كده قبل كده"
"إنت مميزة جدًا، مش شبه أي حد"
⚠️ خد بالك:
أي شخص يستعجل الارتباط العاطفي ويمطرك بالمديح من أول أسبوع… يستحق وقفة وتأمل.
🧠 ثانيًا: إزاي ما تقعش في نفس الفخ تاني؟
✅ حط حدود واضحة من الأول
لو الطرف التاني استهان بيها أو حاول يتخطاها \= علامة خطر
زي:
عايز يعرف كل حاجة عنك بسرعة
بيقلل من حاجات بتحبها
بيخليك تبرر مشاعرك دايمًا
✅ خليك منتبه لعلامات "التمحور حول النفس"
لو دايمًا المحادثات بتنتهي عنده…
ولو كل حاجة كويسة بتحصل لك، بيحولها لحاجة عنه…
اعرف إنك قدام شخص مش بيسمع، بيسحب.
💖 ثالثًا: كيف ترجع تحب نفسك من جديد؟
✨ 1. قرّر إنك تستحق
الحب مش حاجة بتكسبها…
الحب الطبيعي الصحي هو استحقاق بشري،
مش جائزة لازم تثبت إنك تستحقها.
✨ 2. امشي خطوات حب الذات الواقعي
كُل كويس
نام كويس
ماتكذبش على نفسك عشان ترضي حد
قُل "لأ" لما تحس بالضغط
ما تحاولش تبقى نسخة مثالية… خليك حقيقي
✨ 3. استبدل “أنا مش كفاية” بـ "أنا كفاية… لكن مش لكل الناس"
اللي أذاك… مش دايمًا لأنه شافك أقل،
بس ممكن يكون لأنه هو أصغر من إنه يشيل مسؤولية حب حقيقي.
🔁 وأخيرًا: لا تحاول تفهم كل حاجة
أوقات كتير بنتعلق بالأسئلة:
"ليه؟"
"أنا عملت إيه؟"
"طب ما هو كان كويس في الأول؟"
لكن الحقيقة؟
التعافي مش محتاج أجوبة كاملة… هو محتاج قبول
مش لازم تفهمه…
بس لازم تقرر إنك مش هتأذي نفسك تاني عشان تبرر أذية غيرك.
🎁 تمرين ختامي – اسمه: "أنا راجع لنفسي"
اكتب في ورقة (بخط إيدك):
"أنا مش ضعيف/ة لأني اديت فرصة… أنا قوي/ة لأني عرفت أخرج"
"اللي فات علّمني، لكن مش هيعرّفني"
"أنا مش دوري أداوي الناس اللي مش عايزين يتعالجوا… أنا دوري أداوي نفسي"
اقرا الورقة دي كل أسبوع.
وقرر تحب نفسك… مش لأنك لازم تكون كامل،
بل لأنك إنسان بيحاول، وده كفاية جدًا.
Comments