سبعة وجوه للنرجسية

سبعة وجوه للنرجسية

العلاقة الأولي "النرجسي المتخفي"

العلاقة الأولى: هالة وآسر

الفصل الأول: "كنت شايفاك نجدة، طلعت غرق"

هالة كانت بنت عندها 25 سنة، أنيقة، رقيقة، متربية في بيت بسيط وهادئ. خريجة فنون جميلة، بتحب ترسم الناس في لحظاتهم الساكنة… اللحظات اللي مفيهاش تمثيل.

كانت بتحلم بالحب اللي يشبه الأمان، بالحد اللي يلمس جواها الحاجات اللي عمرها ما عرفِت توصفها.

في يوم قابلت آسر.

كان دكتور جامعي، أكبر منها بسبع سنين، مثقف، عنده كاريزما صامتة، زي اللي بيخلّي الناس تِسكت وهي بتسمعه.

اتقابلوا في معرض فني. هو ما كانش مهتم بالرسم، لكنه دخل وقالها:

"لوحاتك مش بس ألوان… دي فيها صوت."

الكلام ده دخل قلبها من غير ما تستأذن.

شعرت إنه مختلف. بيشوفها. وده في حد ذاته كان خطر... لإنها كانت عطشانة جدًا إن حد يشوفها.

في الأول، كان كل حاجة شكلها "صح".

رسايله الصبح، سؤاله عنها وهي تعبانة، طريقته في إنه بيحب يسمع رأيها، بيدّيها مساحة تتكلم.

كان بيقولها:

"أنا مش بس حبيتك… أنا حاسس إنك بتكمليني."

وكانت بتصدق… بكل قلبها.

بس اللي هالة ماخدتش بالها منه في الأول، إن آسر ماكانش بيسألها عن شغلها عشان يهتم… كان بيسأل عشان يعرف بيتها مفتوح لمين، وصُحابها عددهم كام، ومين اللي بترتاح له.

وبعد شهور، ابتدت تسمع منه جُمل مختلفة:

"حبيتك لدرجة غيرتني… بس انتي مش بتعملي كده عشاني."

"أنا ببصلك بحب، وإنتي بتكلميني ببرود."

"مش طبيعي إنك تفضلي تقعدي مع فلانة دي… بتحسّسك إنك جامدة، مش كده؟"

وهالة كانت كل مرة تشك في نفسها.

هو متضايق… أكيد عنده حق. يمكن أنا فعلاً كنت ناشفة معاه.

فكانت تعتذر. وتتكتم أكتر. وتدافع عنه قدّام أي حد.

لكن الحقيقة إن آسر كان نرجسي من نوع خبيث… النوع اللي بيستعمل الحب كسلاح، والاهتمام كطريقة للسيطرة.

كان بيغلف الإهانة بحنية، ويسيطر عن طريق اللوم العاطفي.

هالة مع الوقت فقدت طريقتها في الرسم.

بقت ترسم وهي خايفة.

بقت بتعيد قراءة رسايله ٢٠ مرة قبل ما ترد.

بقت بتحس بالذنب حتى وهي نايمة.

وبعدين… في لحظة هدوء كاملة… سابها.

من غير خناقة، من غير تفسير، من غير حتى كلمة وداع.

قالها:

"أنا حاسس إنك مش الشخص اللي أنا كنت شايفه. أنا مش عايز أكون حمل عليكِ أكتر."

واختفى.

ساعتها كانت بتحس إنها محتاجة تتنفس من تحت الميّة، لكن ما عندهاش رئة.

وبعد أيام، اكتشفت إنه بيكلم واحدة غيرها… من قبل ما يسيبها.

بس ما قدرتش حتى تواجهه.

لأنها مش قادرة تفهم:

هل هو حبني؟

ولا أنا كنت مرآة شايف فيها نفسه، ولما اتكسرت… سابني؟

الفصل الثاني: داخل عقل آسر – وتحليل نفسي لشخصيته

 

آسر من جوه...

آسر مش شخص شرير بـ"نية واعية" لأذية هالة.

هو نرجسي من النوع اللي بيسموه علميًا:

"The Grandiose Covert Narcissist"

يعني النرجسي المتخفي اللي شايف نفسه نجم، بس بيحب دايمًا يكون في دور الحكيم، العميق، الصامت اللي الناس بتدور على رأيه.

آسر بيشوف نفسه:

> "أنا مش زي الرجالة العادية… أنا أعمق. أنا أرقى. مش أي واحدة تستحقني."

لكن... النرجسي هنا مش بيحب حد فعليًا، هو بيحب إحساسه بنفسه من خلال الشخص التاني.

هالة كانت بالنسباله مرآة ممتازة.

بتحترمه.

بتشوفه مميز.

بتلمع في عنيها لمّا يتكلم.

كل ده بيغذّي نرجسيته… مش بيغذي "قلبه".

طب هو ليه بيلومها دايمًا؟

النرجسي بيشوف إن أي رفض، أو حتى مجرد نقد بسيط، هو تهديد مباشر لـ"الذات العظيمة اللي بيحاول يحافظ عليها".

فلما هالة تسأله سؤال بسيط، أو تعترض، أو حتى ترد ببرود من التعب:

> ❌ "إنتي بتقللي مني."

❌ "أنا مش مفهوم عندك."

❌ "إنتي بردك بتغزي جروحي."

هو دايمًا الضحية في دماغه.

طب إزاي بيبرر أذيته؟

آسر بيشوف نفسه شخص "أرقى من إنه يأذي".

فعلشان يبرر أي حاجة مؤذية بيعملها (زي الإهانة أو الانسحاب أو الخيانة)، لازم يصدق إن هالة هي السبب:

> "أنا مكنتش كده… هي اللي طلعت مش حقيقية."

"كنت بدّيها فرصة تفهمني، وهي بتمثّل."

"أنا مش خنت… أنا كنت بدور على اللي يفهمني."

كل ده مش كذب مباشر… هو فعليًا بيصدق ده.

وده أخطر ما في النرجسي: هو مش واعي بأذيته، لأنه شايف نفسه دايمًا الصح.

 

التحليل النفسي الكامل:

آسر غالبًا نشأ في بيئة مشجّعة على الامتياز الظاهري، أو كان بيتقارن بإخوته كتير.

تعلّم يربط قيمته بـ"نظرة الناس ليه"، مش بـ إحساسه الحقيقي بنفسه.

بيخاف جدًا من الرفض، بس مش بيبان عليه… لأنه دايمًا حاطط قناع الثقة.

> بيحبك؟

لأ، هو بيحب الإحساس اللي بتمنحيهوله.

ولما الإحساس ده يبدأ يقل… بيبطل يحبك.

 

الفصل الثالث: التعافي من "آسر" – خطوة بخطوة

 

هالة بعد ما آسر اختفى من حياتها، دخلت في فراغ رهيب.

مش بس لأنه اختفى فجأة،

لكن لأنها كانت فاكرة إن العلاقة دي حقيقية…

وإن الحب اللي حصل كان متبادل.

لكن الحقيقة؟

اللي وجعها مش آسر نفسه، اللي وجعها هو “الوهم” اللي بنته جواه.

النسخة اللي كانت بتصدق إنه فيها طيب، مختلف، حقيقي، بيحبها.

فالتعافي من شخص زي آسر مش بيبدأ بـ "ننسى"،

لكن بيبدأ بـ نصدق إنه عمره ما كان اللي إحنا صدقناه.

 

أول خطوة: فكّ الارتباط الوهمي

هالة كانت محتاجة تقول لنفسها بصوت واضح:

> "أنا كنت مع شخص استخدمني كمرآة، مش كحبيبة."

"أنا وقعت في حب الصورة اللي هو شاف نفسه بيها من خلالي، مش حقيقته."

دي أصعب لحظة في التعافي،

لأنها لحظة هدم الحلم.

لكنها أهم نقطة تبدأ منها.

 

تاني خطوة: الاعتراف بالاستنزاف

مش لازم نقاوم الوجع أو نقول: "أنا كويسة"، "أنا قوية"،

لا…

هالة قالت لنفسها:

> "أنا اتكسرت. أنا شكّيت في نفسي. أنا فضلت أشرح مشاعري لحد بيصدّق إنه أرقى مني."

وده جزء من العلاج.

لما تعترف إنها اتأذَت، بتسمح لقلبها يبدأ يدوّي.

 

ثالث خطوة: تحديد الأنماط (مش الأشخاص)

هالة بدأت تقرأ، تكتب، تحلل مشاعره قبل مشاعرها،

وعرفت إن آسر مش حالة نادرة، لكنه "نمط معروف" اسمه:

> النرجسي الخفي المتغطي بالحب المزيف.

فبقت تشوف العلامات:

الشخص اللي دايمًا ضحية

اللي دايمًا بيخليها تشك في نفسها

اللي بيتهمها بالبرود لما تحط حدود

اللي بينسحب فجأة عشان يحسسها بالذنب

كل ده مش حب… ده تلاعب.

 

رابع خطوة: إزالة السم من القلب

هالة قعدت 3 شهور ما بتردش عليه، حتى لما حاول يرجع برسالة ناعمة:

> "أنا بتابع نجاحك من بعيد… ولسه بحبك."

كلام شكله طيب… لكن هدفه إيه؟

يشوف لسه ليه مكان في قلبها ولا لأ.

وده اسمه: "Hoovering"

يعني محاولة "شفطك" تاني لعلاقته… عشان يثبت لنفسه إنه ما اتسابش.

هالة قررت إنها مش هتنقذ حد تاني بيكسرها.

 

خامس خطوة: شغل مساحة نفسك بنفسك

رجعت ترسم…

لكن لأول مرة، كانت بترسم نفسها.

وشافِت إنها مش ضعيفة…

دي كانت متعلقة بحد سَمِّم جواها فكرة الحب.

رجعت تقابل ناس حقيقيين،

رجعت تضحك، تغلط، وتسامح نفسها.

> اللي اتكسرت فيه، بنى جواها حتة جديدة من نفسها.

 

 

الفصل الرابع: نصائح للقارئ – ازاي تعرف النرجسي من النوع ده؟ وازاي تتعافى وتحب نفسك من جديد؟

 

أولًا: إزاي تكتشف النرجسي اللي شبه "آسر"؟

النرجسي من النوع ده خطير لأنه بيظهر:

حساس

عميق

مهتم

عنده "جرح قديم" أو حكاية درامية بتخليك تتعاطف

ودايمًا يقول: "أنا اتأذيت"، "الناس خانتني"، "أنا مظلوم"

لكن تحت القناع ده، بيظهر 7 علامات ثابتة:

 

علامات "النرجسي الخفي – المتقمّص دور الضحية":

يمدحك قوي في البداية… وبعدها يشكك فيك بهدوء:

"إنتي أكتر واحدة فهمتني"

وبعد شوية: "حاسس إنك بعدتي" (رغم إنك لسه موجودة).

يضغط عليك بالذنب، مش بالصوت العالي:

مش بيزعق، بس بيقولك: "أنا آسف إني تقيل عليك"

وتحس فجأة إنك أنانية عشان طالبة احترامك.

بيغير عليك من كل شيء… بس بيدّعي إنه مش غيور:

يقول: "أنا مش بغير، بس بصراحة… فلان ماكانش مرتاحلي."

لما تزعل، يحسسك إنك انتي اللي غلطانة في إحساسك:

يقولك: "إنتي فهمتي غلط. أنا بس كنت خايف عليكي."

ينسحب فجأة، ويسيبك تايهة، وبعدين يرجع بكلمة حنينه:

"أنا كنت محتاج وقت. بس عمري ما نسيتك."

دايمًا بيحسسك إنك لازم تثبتي حبك، كل يوم:

العلاقة كلها بتدور حوالين احتياجاته العاطفية.

بيخلق أزمة نفسية خفية تخليكي دايمًا تدافعي عنه قدام نفسك والناس.

 

ثانيًا: إزاي تتعافى من النوع ده تحديدًا؟

(تعافي طبيعي وعاطفي وإنساني)

اقطعي الاتصال تمامًا – حتى لو بعثلك كلمة طيبة.

"No Contact" مش قسوة… دي حماية للنفس.

دوّني كل المواقف اللي وجعتك، عشان متنسيش "النسخة الحقيقة منه".

ده مش تحريض على الكراهية… ده اسمه "التحرر من التزييف".

اعرفي إن اللي واجعك مش فِراقه… اللي وجعك هو فُقدان الحلم.

وده طبيعي. وخسارة الحلم موجعة أكتر من خسارة الشخص أحيانًا.

اشتغلي على إنك تكوني حاضنة لنفسك، مش محتاجة حضور مزيّف من حد تاني.

ارجعي لحاجات بتحبيها، حتى لو بدأت بيوم واحد.

اعملي قائمة بـ "الحدود" اللي نفسك تحطيها في أي علاقة جاية.

ولما تتقاطع الحدود، افتكري اللي حصل… وامشي.

 

ثالثًا: ازاي ترجعي تحبي نفسك؟

اعملي قائمة بـ حاجات حقيقية فيك… مش رأيه هو.

مش "هو كان شايفني ذكية"،

لكن: "أنا لما بكتب، بطلع مني كلام بيريّح اللي بيقرأ."

سامحي نفسك لأنك ما كنتيش شايفة الحقيقة:

ماكنتيش غبية.

إنتي كنتي عطشانة حب… وهو استغل الظمأ ده.

اعملي طقوس جديدة لحب النفس:

تكتبي لنفسك رسالة كل أسبوع

تمشي يوميًا ساعة وتسمعي مزيكا تحبيها

تتعاملي مع جسمك كإنه "بيتك"، مش مجرد شكل

اقري قصص نجاة ناس زيك… شوفي غيرك طلع إزاي من نفس الدائرة.

 

وأخيرًا…

> "لو حد بيكسر جواكي حاجات، وبيعيّط بعدها… هو مش مجروح، هو بياخدك كضحية في مسرحيته."

الحب عمره ما هيخليكي تشكي في قيمتك…

الحب اللي بيوجع باستمرار، مش حب.

هو "استغلال مغلّف بالرقة".

 

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon