رنين المنبه قطع صمت القصر الفخم.
نهضت يوكيكو من فراشها وحدها، كما في كل صباح منذ زواجهما.
لم تكن قد رأت وجه تاكاشي هذا الصباح، ولا الليلة الماضية.
غرفته تقع في الجناح الآخر من الطابق الثاني، وغالبًا ما يكون في مكتبه أو خارج القصر قبل أن تستيقظ.
ارتدت ثيابها الأنيقة، كيمونو رسمي بلون عنابي، وضعت أحمر شفاه خفيف، ثم خرجت من غرفتها متجهة إلى غرفة الطعام.
الجو بارد، وقلوبهم أكثر برودة.
جلست تتناول فطورها بهدوء.
دخل تاكاشي بعد دقائق. أنيق كعادته، يرتدي بدلة رمادية داكنة وربطة عنق سوداء.
قالت بهدوء دون أن تنظر إليه:
— "صباح الخير."
رد بصوت آلي:
— "صباح الخير."
ثم جلس على الطرف المقابل من الطاولة.
لم ينظر نحوها.
تناولا الطعام في صمت.
ثم وقف تاكاشي وأخذ سترته.
قال وهو يتجه نحو الباب:
— "سأكون في المكتب حتى المساء."
أجابت ببرود:
— "كما تشاء."
وخرج.
---
في شركة كوروساوا القابضة - الطابق السادس عشر
كان تاكاشي جالسًا على مكتبه، يراجع تقارير الصفقات، حين طُرِق الباب بلطف.
دخل سكرتيره الخاص وقال:
— "سيدي... هناك الآنسة سايوري كوروساوا في الاستقبال. تقول إنها أحضرت لك الغداء."
رفع تاكاشي حاجبيه بضيق، ثم قال:
— "دَعها تدخل."
بعد دقائق، فُتح الباب.
دخلت سايوري بخطوات أنثوية مائلة، تحمل بيدها حقيبة فاخرة، وبالأخرى علبة طعام مزيّنة بالأشرطة.
كانت ترتدي فستانًا ضيقًا بلون الكرز، يُظهر جسدها بوضوح، ومكياجها لامع كأنها في موعد غرامي، لا زيارة عمل.
قالت بابتسامة واسعة:
— "أحضرت لك غداءك، كما كنت أفعل أيام الجامعة. أتذكر؟ كنت دائمًا تنسى أن تأكل، وأنا من يطعِمك."
قال ببرود دون أن ينظر إليها:
— "لم أطلب منكِ ذلك."
اقتربت منه، وضعت العلبة أمامه، وجلست على طرف المكتب، حتى كادت تُلامس ساقها طرف يده.
— "أعلم، لكنك أيضًا لم تمانع وقتها."
نظر إليها أخيرًا، ثم قال بهدوء صارم:
— "سايوري... ما الذي تريدينه؟"
ضحكت بخفة، ثم أمالت جسدها نحوه، وهمست:
— "أريد أن أكون بقربك، فقط. هذه الزوجة التي أحضروها لك... لا تناسبك. هي باردة، خاملة، ولا تعرفك كما أعرفك أنا."
تجمد وجهه، ثم قال:
— "كُفّي عن هذا. يوكيكو زوجتي، شئتِ أم أبيتِ."
تغير وجهها للحظة، لكن سرعان ما استعادت ابتسامتها الخبيثة:
— "زوجتك؟ تقصد تلك التي تنام في جناح منفصل؟ هل تسمي هذا زواجًا؟"
وقف فجأة، وقال بنبرة حادة:
— "نعم، إنها زوجتي قانونًا، ولا شأن لك بعلاقتي بها."
ثم أضاف بوضوح:
— "وغرفتنا المنفصلة شأن داخلي. ليس من حقك التدخل فيه."
كانت هذه المرة الأولى التي يدافع فيها عن يوكيكو بشكل صريح.
لكن سايوري لم تخرج بسهولة.
اقتربت منه أكثر، ووضعت يدها على صدره.
— "أتعلم، يا تاكاشي... في الليالي الباردة، جسدك كان يطلبني دون أن تنطق. هل نسيت؟"
أمسك يدها، وأبعدها بقوة دون أن يصرخ، ثم قال:
— "غادري... الآن."
شهقت بخفة، لكن عينيها امتلأتا غضبًا، ثم قالت:
— "سأغادر... لكن لا تلمني إن أصبحت زوجتك تعرف من أنا حقًا."
وغادرت المكتب بخطوات غاضبة، تاركة عبير عطرها خلفها.
---
في المساء - داخل القصر
عاد تاكاشي في وقت متأخر.
دخل القصر، لم يجد يوكيكو في البهو.
صعد إلى الطابق العلوي.
مرت بجانبه في الممر، كانت تحمل كتابًا وتتجه إلى شرفتها.
قالت بهدوء:
— "مرحبًا بعودتك."
— "شكرًا."
وقفت للحظة، ثم التفتت وقالت:
— "بالمناسبة... كانت سايوري هنا صباحًا. أحضرت بعض الأزهار وقالت إنها تنوي زيارتك في المكتب."
حدّق بها لحظة، ثم قال:
— "لقد فعلت. وأحضرت الغداء أيضًا."
سألته ببرود:
— "هل أكلته؟"
— "لا. أرسلت به إلى مكتب الأمن ليُفحص."
نظرت إليه بدهشة طفيفة.
ابتسم بسخرية وقال:
— "ليس من الطعام... بل من نواياها."
ثم أضاف:
— "إن كانت تزعجك، فسأتصرّف."
قالت بهدوء:
— "أنا لا أحتاج أن تحميني. فقط... لا تجعلني أشك أنك أنت العدو."
ثم استدارت ودخلت غرفتها، تاركة الباب يُغلق خلفها ببطء.
Comments